الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البقرة من الآية 88 إلى الآية 107

 

.إعراب الآية رقم (88):{وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (قلوب) مبتدأ مرفوع و(نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (غلف) خبر مرفوع. (بل) حرف إضراب وابتداء (لعن) فعل ماض و(هم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (لعن) والباء للسببيّة و(هم) مضاف إليه الفاء عاطفة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي يؤمنون إيمانا قليلا، (ما) زائدة لتأكيد المعنى، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (قالوا...) لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: (قلوبنا غلف) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لعنهم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة أو هي اعتراضيّة بين متعاطفين.
وجملة: (يؤمنون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية- أو الأولى-.
الصرف:
(غلف)، جمع أغلف صفة مشبّهة من فعل غلف يغلف باب فرح، وزنه أفعل والجمع فعل بضمّ فسكون.
(كفر)، مصدر سماعيّ لفعل كفر يكفر باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.
.إعراب الآية رقم (89):
{وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (كتاب) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ل (كتاب) مرفوع مثله اللام حرف جرّ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مصدّق)، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه الواو اعتراضيّة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يستفتحون) بتضمينه معنى يستنصرون (كفروا) فعل ماض وفاعله الفاء عاطفة (لّما جاءهم) كالسابق (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (عرفوا) فعل ماض وفاعله (كفروا) مثل عرفوا الباء حرف جرّ الهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا).
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لعنة) مبتدأ مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.. وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (جاءهم كتاب) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب الشرط الثاني.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (يستفتحون) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (جاءهم (الثانية) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (عرفوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كفروا به) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. والجملة المكوّنة من الشرط وفعله وجوابه معطوفة على الجملة الأولى من الشرط وفعله وجوابه لأنها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: (لعنة اللّه على الكافرين) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا كذلك فلعنة اللّه على الكافرين.
الصرف:
(مصدّق)، اسم فاعل من صدّق الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
(لعنة)، مصدر بمعنى اللعن لفعل لعن يلعن باب فتح، أو هو مصدر المرّة من لعن وزنه فعلة بفتح الفاء.
.إعراب الآية رقم (90):
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (90)}.
الإعراب:
(بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذّم (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر الذي هو فاعل بئس، أي بئس الشيء شيئا اشتروا... (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه، (أن) حرف مصدري ونصب (يكفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل من أن والفعل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة بئس.. وهو المخصوص بالذم.
الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفروا) (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بغيا) مفعول لأجله منصوب، (أن) كالأول (ينزّل) مضارع منصوب (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينزل)، والهاء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره على أن ينزّل.. متعلّق ب (بغيا).
(على) حرف جرّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (ينزل)، (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير المحذوف في (يشاء) أي على من يشاء نزوله عليه من عباده، والهاء ضمير في محلّ جرّ مضاف اليه. الفاء عاطفة (باءوا) فعل وفاعل (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو في (باءوا) أي باءوا متلبسين بغضب أي مغضوبا عليهم (على غضب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (غضب) الأول. الواو استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، وعلامة الجرّ الياء (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مهين) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
جملة: (بئسما...) في محلّ رفع خبر مقدّم للمخصوص بالذم (أن يكفروا...).
وجملة: (اشتروا) في محلّ نصب نعت ل (ما) وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (باءوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاسميّة أن يكفروا بما أنزل اللّه بئسما اشتروا به أنفسهم.
وجملة: (للكافرين عذاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بغيا)، مصدر سماعيّ لفعل بغى يبغي باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: بغاء بضمّ الباء وبغي بضمّ الباء وبغية بضمّ الباء وكسرها.
(عباده)، جمع عبد صفة مشبّهة للإنسان حرّا كان أم مملوكا من فعل عبد يعبد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(غضب)، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 61 من هذه السورة).
(مهين)، اسم فاعل من أهان الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وفيه إعلال بالقلب أصله مهون لأنه مأخوذ من الهوان، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت، ونقلت الحركة إلى الهاء- وهو الإعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل مهين.
.إعراب الآية رقم (91):
{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل)، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (آمنوا)، (أنزل) فعل ماض (اللّه) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (نؤمن) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بما) مثل الأول متعلّق ب (نؤمن)، (أنزل) ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، الواو حاليّة (يكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (بما) مثل الأول متعلّق ب (يكفرون)، (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما والهاء مضاف إليه. الواو حاليّة (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الحق) خبر مرفوع (مصدّقا) حال مؤكدة من ضمير الحقّ اللام حرف جر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا)، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام حرف جرّ (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تقتلون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنبياء) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلق ب (تقتلون) لأنه بمعنى قتلتم (إن) حرف شرط جازم، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محل جزم.. و(تم) ضمير متّصل اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قيل...) في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: (آمنوا) في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (نؤمن) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزل علينا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (يكفرون) في محلّ نصب حال من فاعل قالوا وهو العامل أي قالوا ذلك وهم يكفرون.
وجملة: (هو الحقّ) في محلّ نصب حال من (ما).
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تقتلون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر مقترنة بالفاء أي أن كنتم كذلك فلم تقتلون.. وجملة الشرط المقدّرة مع جوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كنتم مؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله: لم تقتلون.
الصرف:
(وراء)، الهمزة فيها قولان: الأول أنها أصل، والى هذا الرأي ذهب ابن جنّي مستدلّا ثبوتها في التصغير في قولهم وريئة.
الثاني أنها منقلبة عن ياء لقولهم تواريت، ولا يجوز أن تكون منقلبة عن واو لأن ما فاؤه واو لا تكون لامه واوا إلا نادرا.
(الحقّ) مصدر سماعي لفعل حقّ يحق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 26).
.إعراب الآية رقم (92):
{وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (92)}.
الإعراب:
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءكم)، (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير متّصل فاعل (العجل) مفعول به منصوب. والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها.. (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذ) والهاء مضاف إليه الواو حالّية (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو..
جملة: (جاءكم موسى) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم معطوفة على استئناف سابق.
وجملة: (اتّخذتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءكم.
وجملة: (أنتم ظالمون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(جاءكم)، فيه إعلال بالقلب، قلبت فيه الياء ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح، وأصله جيأ بفتح الياء ومضارعه يجيء.
(العجل)، اسم جامد وزنه فعل بكسر فسكون.
.إعراب الآية رقم (93):{وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذ) اسم ظرفي للماضي مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا، (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير متّصل فاعل في محلّ رفع (ميثاق) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و(كم) ضمير مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل أخذنا و(كم) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتينا) والباء سببية، الواو عاطفة (اسمعوا) مثل خذوا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (سمعنا) مثل أخذنا، ومثله (عصينا)، الواو حاليّة (أشربوا) فعل ماض مبني للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) و(هم) مضاف إليه (العجل) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي حبّ العجل (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشربوا) والباء سببيّة و(هم) مضاف إليه. (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بئس) فعل ماض جامد الإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر، (يأمر) فعل مضارع مرفوع (كم) ضمير مفعول به الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأمر)، (إيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (إن كنتم مؤمنين) مرّ إعرابها في الآية (91).
جملة: (أخذنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (رفعنا) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (خذوا...) في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف أي قلنا خذوا.
وجملة: (آتيناكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اسمعوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سمعنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عصينا) في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: (أشربوا) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بئسما...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يأمركم به إيمانكم) في محلّ نصب نعت ل (ما)، والمخصوص بالذم محذوف تقديره عبادة العجل.
وجملة: إن كنتم مؤمنين لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره بئس ما يأمركم.. أو فلا تقتلوا أنبياء اللّه ولا تكذّبوا الرسل ولا تكتموا الحقّ...
الصرف:
(إيمان)، مصدر قياسي لفعل آمن، وزنه إفعال، والياء منقلبة عن همزة أصله ائمان لأن المدّة في آمن أصلها همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على زنة أفعل، فلمّا جاء ما قبل الهمزة الثانية مكسورا قلبت ياء للمناسبة والتخفيف.
البلاغة:
التشبيه البليغ: في قوله تعالى: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) حيث جعلت قلوبهم لتمكّن حب العجل منها كأنها تشرب أي تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به وحرصهم على عبادته كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب أعماق البدن.
.إعراب الآية رقم (94):
{قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (94)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والتاء للتأنيث اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (الدار) اسم كانت مرفوع على حذف مضاف أي نعيم الدار (الآخرة) نعت ل (الدار) مرفوع مثله، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خالصة)، أو بمحذوف خبر كان (اللّه) لفظ الجلالة مضاف اليه (خالصة) حال منصوبة من الدار (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالصة)، (الناس) مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب الشرط (تمنّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الموت) مفعول به منصوب (إن كنتم صادقين) مثل إن كنتم مؤمنين.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كانت لكم الدار) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تمنّوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي قيد للشرط الأول، وجوابها محذوف دل عليه الجواب الأول.
الصرف:
(خالصة)، إمّا مصدر خلص جاء على وزن فاعلة كالعافية، وإمّا اسم فاعل لحقته تاء التأنيث.
(تمنّوا)، فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئه ساكنا قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفعّوا بفتح العين.
البلاغة:
في قوله تعالى: (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) خروج الأمر عن معناه الأصلي إلى معنى التعجيز لأن ذلك ليس من سماتهم ولا من ظواهرهم المألوفة وتمني الموت من شأن المقربين الأبرار لأن من أيقن بالشهادة اشتاق إليها.
.إعراب الآية رقم (95):
{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لن) حرف نصب ونفي (يتمنّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتمنّوه)، الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتمنّوه)، (قدّم) فعل ماض والتاء للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء.
جملة: يتمنّوه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: قدّمت أيديهم لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: اللّه عليم لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يتمنّوه)، فيه إعلال جرى فيه مجرى (تمنّوا) في الآية السابقة.
الفوائد:
هاتان الآيتان تحملان الحجة الدامغة وروح التحدي لليهود لأن اللّه سبحانه قطع بأنهم لن يتمنوا الموت أبدا وما عهدنا عليهم في تاريخهم الطويل أنهم ألقوا بأنفسهم إلى الموت طمعا بدخول الجنة.
وقد انتصر المسلمون على دولتي كسرى وقيصر لأنهم تمنوا الموت وطلبوا الشهادة مؤمنين بأنهم سينتقلون من دار الفناء إلى دار البقاء وهذه سمة المؤمنين حقا في كل عصر.
ولعل في موقف خالد بن الوليد من الموت أحسن عبرة فقد بكى عند ما أدرك انه ملاق الموت فسئل ما يبكيك فقال: لقد حضرت كذا وكذا معركة، حتى لم يبق في جسمي موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.
.إعراب الآية رقم (96):
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96)}.
الإعراب:
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم محذوف (تجدنّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع النون نون التوكيد الثقيلة و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، (أحرص) مفعول به ثان منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (حياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحرص). الواو عاطفة (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف دلّ عليه المذكور أي أحرص من الذين أشركوا، (أشركوا) فعل وفاعل. (يودّ) مضارع مرفوع (أحد) فاعل مرفوع و(هم) متّصل مضاف إليه (لو) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعمّر)، (سنة) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (لو يعمّر..) في محلّ نصب مفعول به لفعل يودّ.
الواو استئنافيّة (ما) نافية حجازيّة عاملة عمل ليس (هو) منفصل في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد (مزحزح) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما والهاء مضاف اليه، (من العذاب) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل مزحزح (أن) حرف مصدريّ (يعمّر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يعمّر...) في محلّ رفع فاعل اسم الفاعل مزحزح. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) (بصير) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (بصير)، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: تجدنّهم لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: أشركوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: يودّ أحدهم لا محلّ لها استئناف بياني.. أو في محلّ نصب حال من الهاء في تجدنّهم.
وجملة: يعمّر لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: ما هو بمزحزحه.. لا محلّ لها استئنافيّة.. أو في محلّ نصب حال من أحدهم.
وجملة: يعمّر (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: اللّه بصير... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: يعملون لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت ل (ما).
الصرف:
(أحرص) اسم تفضيل من فعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه أفعل.
(ألف)، اسم جامد للعدد وزنه فعل بفتح فسكون.
(سنة)، اسم للمدّة المعروفة من الأشهر والأيام، فيه حذف لامه وهو الواو أو الهاء لأن تصغيره سنيّة وسنيهة، والنسبة إليه سنوي وسنهي. جمعه سنون بضمّ السين وكسرها وسنوات وسنهات.
(مزحزح) اسم فاعل من زحزح الرباعيّ المجرّد، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(بصير)، وزنه فعيل وهو إمّا صفة مشبّهة باسم الفاعل من باب كرم أو مبالغة اسم الفاعل من باب فرح.
البلاغة:
1- الإيجاز: في الآية ففي تنكير (حياة) إبهام وفيه يعلم حرصهم على الحياة المتطاولة.
2- الكناية: في قوله تعالى: (أَلْفَ سَنَةٍ) فهي كناية عن الكثرة ليشمل من يود أن لا يموت أبدا.
.إعراب الآية رقم (97):
{قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقدير، أنت (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عدوا) خبر كان منصوب (لجبريل) جارّ ومجرور متعلّق بعدو، وعلامة الجرّ الفتحة الفاء تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير اسم إنّ (نزّل) فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على قلب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل)، والكاف ضمير مضاف اليه (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّل)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مصدّقا) حال منصوبة من الهاء في نزّله اللام حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّقا)، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء والهاء مضاف إليه، الواو عاطفة (هدى) معطوف على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (بشرى) وعلامة النصب في كليهما الفتحة المقدّرة على الألف (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى وبشرى).
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من كان عدوّا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كان عدوّا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).. وجواب الشرط محذوف تقديره فلا وجه لعداوته، أو فليمت غيظا... إلخ.
وجملة: (إنّه نزّله...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (نزّله على قلبك) في محلّ رفع خبر (إنّ).
الصرف:
(جبريل) اسم أعجمي لا ينصرف، وقول من قال إنّه مشتقّ من الجبروت بعيد، وكذا بعيد كونه مركّبا تركيب إضافة، وأن جبر معناه عبد وايل اسم من أسماء اللّه تعالى.. وفي جبريل ثلاث عشرة لغة أفصحها جبريل زنة قنديل، ومنها فتح الجيم ومنها جبرئيل كسلسبيل...
إلخ.
(إذن)، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
(بشرى) اسم بمعنى الخبر المفرح، وقد استعمل استعمال المصدر مؤوّلا بمشتقّ أي مبشّرا، وزنه فعلى بضمّ فسكون.
الفوائد:
1- يجزم فعل المضارع في ثلاث حالات. الأولى إذا سبق بإحدى الجوازم التي تجزم فعلا واحدا، الثانية أن يسبق بإحدى أدوات الشرط التي تجزم فعلين مضارعين: فعل الشرط وجوابه.
الثالثة: أن يكون جوابا للطلب. ونجد ذلك مفصلا في كتب النحو المطولة.
2- جبريل: كلمتان مركبتان الأولى: جبر بمعنى عبد، وإيل بمعنى الإله، وبعد التركيب تصبح (جبرائيل) مع شيء من التصرف، وهي بمعنى (عبد اللّه).
.إعراب الآية رقم (98):{مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (98)}.
الإعراب:
(من كان عدوّا للّه) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة (وملائكته ورسله وجبريل وميكال) أسماء مجرورة معطوفة بحروف العطف على لفظ الجلالة الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (عدو) خبر مرفوع (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (عدوّ).
جملة: (من كان عدوّا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان عدوّا) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إن اللّه عدوّ...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(ميكال)، اسم أعجمي والكلام فيه كالكلام في جبريل من كونه مشتقّا من ملكوت اللّه أو أنّ ميك معناه عبد وايل اسم من أسماء اللّه، وأنّ تركيبه تركيب إضافة... إلخ، وفيه سبع لغات أفصحها ميكال زنة مفعال وهي لغة الحجاز، أو بعد الألف همزة من غير ياء بعدها أو بياء بعدها... إلخ.
.إعراب الآية رقم (99):
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (99)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أنزلنا) فعل وفاعل (الى) حرف جرّ والكاف ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا)، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، (بيّنات) نعت لآيات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (ما) نافية (يكفر) مضارع مرفوع الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكفر)، (إلّا) أداة حصر (الفاسقون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (أنزلنا) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (ما يكفر بها إلا الفاسقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
الفوائد:
1- إلا: تكون أداة استثناء وتكون أداة حصر، ويشترط في كونها أداة حصر أن يكون الفعل منفيا وأن يكون أسلوب الاستثناء مفرغا بمعنى أن يكون المستثنى منه محذوفا وقد تحقق الشرطان في هذه الآية ولذلك حق لنا أن نقرر أنها أداة حصر.
وأما كونها أداة استثناء فلها شروط وحالات يمكن مراجعتها في كتب النحو.
.إعراب الآية رقم (100):
{أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة (كلّما) ظرفيّة حينيّة شرطيّة متعلّقة بالجواب، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله (عهدا) مفعول به ثان بتضمين عاهدوا معنى أعطوا، والمفعول الأول محذوف أي عاهدوا اللّه عهدا، (نبذ) فعل ماض والهاء ضمير مفعول به (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق)، (بل) حرف إضراب وابتداء (أكثر) مبتدأ و(هم) مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: (عاهدوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نبذه فريق) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أكثرهم) لا يؤمنون لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يؤمنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).
الصرف:
(عهدا)، اسم مصدر لفعل عاهد الرباعيّ، لأن المصدر القياسي هو معاهدة، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 27).
(أكثر)، صفة مشتقّة على وزن أفعل، والغالب أنّها مجرّدة من التفضيل فهي بمعنى كثير.
الفوائد:
أو كلما: كلما من أدوات الشرط غير الجازمة. هي في محل نصب على الظرفية الزمانية أما الهمزة فهي للاستفهام الاستنكاري وقدمت على الفعل والواو.
لأن أحرف الاستفهام لها الصدارة.
وهي تدخل عليها ثلاثة من حروف العطف وهي (الواو والفاء وثم).
.إعراب الآية رقم (101):
{وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نبذ (جاء) فعل ماض (وهم) ضمير متّصل مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (رسول)، (اللّه) مضاف إليه مجرور (مصدّق) نعت ثان ل (رسول) مرفوع مثله اللام حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (مصدّق)، (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و(هم) مضاف إليه (نبذ) فعل ماض (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريق) (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب عامله أوتوا (كتاب) مفعول به منصوب عامله نبذ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نبذ) (ظهور) مضاف إليه مجرور و(هم) مضاف إليه (كأنّ) حرف مشبّه بالفعل للتشبيه و(هم) اسم كأن (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: (جاءهم رسول) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نبذ فريق) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أوتوا الكتاب) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كأنهم لا يعلمون) في محلّ نصب حال من فريق وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(أوتوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله أوتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى التاء وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وفيه أيضا تخفيف الهمزة الثانية وجعلها واو أوصله أؤتوا.. وزنه أفعوا.
(ظهور)، جمع ظهر اسم للعضو المعروف وهو جامد وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن ظهور فعول بضمّتين.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
شبه ترك الالتفات إلى كتاب اللّه وعدم الاهتمام به واتباعه بمن ألقى شيئا وراء ظهره، فهو لا يقبل عليه، ولا يكترث به، فالنبذ في حقيقته طرح الشيء، واستعمل هنا في عدم الاتباع ليبدو في صورة محسوسة تقع أمام البصر وتتمثل رؤيته في وضوح.
.إعراب الآية رقم (102):
{وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (102)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الشياطين) فاعل مرفوع (على ملك) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتلو) بتضمينه معنى تتقوّل (سليمان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف الواو اعتراضيّة (ما) نافية (كفر) فعل ماض (سليمان) فاعل مرفوع الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الشياطين) اسم لكنّ منصوب (كفروا) مثل اتّبعوا، (يعلّمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (السحر) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السحر (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الملكين) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (ببابل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملكين، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من التنوين للعلميّة والعجمة (هاروت) بدل من الملكين مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (ماروت) معطوف بالواو على هاروت مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف.
جملة: (اتّبعوا..) لا محلّ لها معطوفة على مجموع جملة الشرط والجواب في الآية السابقة (لمّا جاءهم رسول.. نبذ فريق..).
وجملة: (تتلو الشياطين) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما كفر سليمان) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (لكنّ الشياطين كفروا) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: (كفروا) في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: (يعلّمون الناس) في محلّ نصب حال من فاعل اتّبعوا.
وجملة: (أنزل...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الواو استئنافيّة (ما) نافية (يعلّمان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و(الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقولا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.
والمصدر المؤوّل من (أن يقولا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يعلّمان).
(إنّما) كافّة ومكفوفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فتنة) خبر مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تكفر) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء استئنافيّة (يتعلّمون) مثل يعلّمون (من) حرف جرّ و(هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يتعلّمون)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (يفرّقون) مثل يعلّمون الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرّقون) (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يفرّقون)، (المرء) مضاف إليه مجرور (زوج) معطوف بالواو على المرء مجرور مثله والهاء مضاف إليه. الواو اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية حجازية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد (ضارّين) اسم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما وعلامة الجرّ الياء (به) مثل السابق متعلّق بمحذوف حال من أحد أي: من أحد واقع به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ضارّين (الا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الهاء في به، أي مقرونا بإذن اللّه، أو من الضمير في ضارّين، أو من أحد، (اللّه) مضاف اليه مجرور.
وجملة: (يعلّمان) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّما نحن فتنة) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تكفر) لا محل لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كنّا كذلك فلا تكفر.
وجملة: (يتعلّمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلّمان.
وجملة: (يفرّقون) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (ما هم بضارّين) لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.
الواو عاطفة (يتعلّمون) مثل السابق (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (يضرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و(هم) ضمير متّصل مفعول به الواو عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و(هم) مفعول به. الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله اللام لام الابتداء علّقت علم عن العمل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (اشترى) فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نافية مهملة اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق- نعت تقدّم على المنعوت-، (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (يتعلّمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يتعلمون الأولى..
أو هي استئنافيّة.
وجملة: (يضرّهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة.
وجملة: (لا ينفعهم) معطوفة على جملة يضرّهم تأخذ إعرابها.
وجملة: (علموا) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (من اشتراه) سدّت مسدّ مفعولي علموا.
وجملة: (اشتراه) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (ما له) في الآخرة من خلاق في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لانشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة في محلّ نصب تمييز للضمير المستتر، (شروا) فعل وفاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شروا) بتضمينه معنى استبدلوا (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه، (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يعلمون) مثل يعلّمون.
وجملة: بئس ما شروا... لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، والقسم وجوابه معطوفة على القسم الاول.
وجملة: (شروا...) في محلّ نصب نعت ل (ما).
وجملة: (كانوا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلمون) في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب لو محذوف تقديره: لما فعلوا ذلك من تعلّم السحر وإيذاء الناس.. أو لما باعوا أنفسهم.
الصرف:
(ملك) اسم لما يملكه الإنسان ويتصرّف به، وقد يكون مصدرا لفعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضم فسكون.
(سليمان)، قيل هو علم أعجمي وهو سبب امتناعه من الصرف، وقيل الألف والنون فيه مزيدتان وأصله سليم تصغير سلم بفتح فسكون.
(السحر)، مصدر سماعي لفعل سحر يسحر باب فتح، وزنة فعل بكسر فسكون.
(ببابل)، اسم علم أعجمي.. وقيل سمّيت بذلك لتبلبل ألسنة الخلائق.
(هاروت وماروت)، علمان أعجميان سريانيّان، وليس صحيحا.
(أحد)، صفة مشتقّة وزنه فعل بفتحتين، والهمزة منقلبة عن واو أصله وحد، مؤنّثة احدى ولا تكون إلا مع غيرها.
(فتنة)، مصدر فتن يفتن، باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(المرء)، مثلّثة الميم، اسم بمعنى الإنسان، جمعه رجال من غير لفظه، وسمع مرءون، مؤنّثة مرأة ومرة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ضارّين)، جمع ضارّ اسم فاعل من ضرّ الثلاثي، وزنه فاعل وقد أدغمت عينه مع لامه.
(خلاق)، اسم لما يناله المرء من خير، وزنه فعال بفتح الفاء.
(شروا)، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه- حرف علّة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة، وزنه فعوا بفتح العين.
الفوائد:
هاروت وماروت: اسمان لملكين من ملائكة السماء..
وقد نسجت حول هذين الملكين قصص طريفة أكثرها ضعيف التوثيق.
وأسندت إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم أحاديث كثيرة في موضوع هذين الملكين، بعضها ضعيفة وأكثرها موضوعة، وقد أورد ابن كثير في تفسيره بعض هذه الروايات التي لا تخرج عن كونها من الخرافات وقد ضعّف بعضها وردّ البعض. يعلّق ابن كثير على ما ورد في قصتهما من روايات بقوله: (حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الاسناد إلى الصادق الصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى).
ومن شاء المزيد فليراجع تفسير ابن كثير الجزء الأول من ص 135 وحتى الصفحة 148 ففيها حديث طويل عن السحر والسحرة ورأي الفقهاء والمحدثين فيهما..
.إعراب الآية رقم (103):{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل وفاعل.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت. الواو عاطفة (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل اللام واقعة في جواب لو، (مثوبة) مبتدأ مرفوع (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (مثوبة)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (لو) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان (يعلمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (ثبت إيمانهم (المحذوفة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (اتقوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (مثوبة.. خير) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كانوا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلمون) في محلّ نصب خبر كانوا.. وجواب (لو) الثانية محذوف تقديره: ما آثروا عليه.
الصرف:
(اتقوا)، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الفعل لالتقاء الساكنين وزنه افتعوا، وفيه إبدال.
(مثوبة)، مصدر سماعي بمعنى الثواب، وقيل هو على وزن اسم المفعول من ثاب بحذف واو مفعول وأصله مثووبة بضمّ الواو الأولى، أو بحذف عين الكلمة وذلك بنقل ضمّة الواو إلى الثاء لاستثقالها وتسكين الواو ثمّ حذف الواو الأولى لالتقاء الساكنين في الواوين. وقيل هو مصدر على وزن مفعلة بضمّ العين، وإنّما نقلت الضمّة إلى الثاء.
(خير)، صفة مشتقّة خرجت عن معنى التفضيل بمعنى فاضلة، أو هو مصدر استعمل استعمال الصفات، وزنه فعل بفتح فسكون، وقد يراد به التفضيل، وأصله أخير وقد حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال تخفيفا.
الفوائد:
لو ولولا: ينظر إليهما من وجهين، الوجه الأول معناهما: فقد أطلق علماء اللغة على (لو) انها حرف امتناع لامتناع وعلى (لولا) أنها حرف امتناع للوجود أما الوجه الآخر فهو عملهما فكل منهما أداة شرط غير جازمة.
.إعراب الآية رقم (104):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (104)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (أيّ) أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (راع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الواو عاطفة (قولوا) أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (انظر) أمر دعائي (ونا) مفعول به والفاعل أنت، الواو عاطفة (اسمعوا) مثل قولوا. الواو استئنافيّة (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
جملة النداء يأيّها... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تقولوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (راعنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قولوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: (انظرنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اسمعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (للكافرين عذاب...) لا محل لها استئنافيّة.
الصرف:
(راعنا)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذف حرف العلّة في الأمر لكونه معتلّ الاخر في المضارع، وزنه فاعنا.
الفوائد:
- كان المسلمون يستعملون كلمة (راعنا) بمعنى تمهّل وترفّق بنا وكان هذا اللفظ يوافق كلمة (راعينو) العبرية التي معناها (شرير) فراح اليهود يستعلمون هذه الكلمة في حديثهم مع الرسول صلى اللّه عليه وسلم وهم يميلون ألسنتهم لتكون قريبة من (راعينو) العبرية.
وإن دلت هذه القصة على شيء فإنما تدل على مكر اليهود وخبثهم وسوء طينتهم حيال الرسول والمسلمين منذ أن كان اليهود وكان المسلمون...
.إعراب الآية رقم (105):
{ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}.
الإعراب:
(ما) نافية (يودّ) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول فاعل (كفروا) فعل وفاعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (الكتاب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (المشركين) معطوفة على أهل مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (أن) حرف مصدري ونصب (ينزّل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (على) حرف جرّ و(كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل)، (من) حرف جرّ زائد (خير) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب فاعل (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (خير)، و(كم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من (أن ينزّل) في محلّ نصب مفعول به ل (يودّ).
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يختصّ)، والهاء ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، (يشاء) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه، ومفعول يشاء محذوف أي يشاء اختصاصه الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور مثله.
جملة: (ما يودّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اللّه يختصّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يختص...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (اللّه ذو الفضل) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يختصّ.
الصرف:
(أهل)، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، جمعه أهلون وأهال وآهال وأهلات بسكون الهاء وفتحها مع فتح الهمزة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(المشركين)، جمع المشرك وهو اسم فاعل من أشرك الرباعي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
(خير) مصدر استعمل استعمال الاسم بمعنى وحي، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) فالنفي في هذه الآية كناية عن الكراهة.
الفوائد:
(ذو) هي من الأسماء الخمسة تعرب بالأحرف بدلا من الحركات بشرط أن تكون بمعنى صاحب وبشرط أن تكون مفردة، فإذا ثنيت أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وإذا جمعت فسوف تعرب إعراب جمع المذكر السالم وتلحق به وسوف نستوفي هذا البحث في إعراب الأسماء الخمسة.
.إعراب الآية رقم (106):
{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}.
الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ننسخ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من آية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من اسم الشرط، (أو) حرف عطف (ننس) مضارع مجزوم معطوف على ننسخ و(ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (نأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل نحن للتعظيم (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (نأت)، (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير)، (أو) مثل الأول (مثل) معطوف على خير مجرور مثله و(ها) مضاف إليه. الهمزة للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تعلم) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير)، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
جملة: (ننسخ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ننسها) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (نأت بخير منها) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ننسها)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله ننسيها، وزنه نفعها بضمّ النون الأولى.
(نأت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نأتي، وزنه نفع.
(شيء)، اسم لما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه... أو مصدر سماعيّ لفعل شاء (انظر الآية 20).
الفوائد:
1- نلاحظ أن فعل (نسخ) يدل على التحوّل من حال إلى حال أفضل وأحسن وقيل إن كل فعل أوله نون وثانيه سين يدل على التبدل من حسن إلى أحسن وهذه النظرية طرقها علماء فقه اللغة واستدلوا بها على نشوء اللغة وتطورها ومن أمثلتهم أن كل فعل مبدوء بحرف النون يدل على النشوء والظهور مثل نبغ ونبع، ونجم، ونفذ، ونبر، ونبش، ونبت..
فالنون تدل على المعنى الأولي أو الأصلي ثم يتطور المعنى الأصلي إلى معان كثيرة بواسطة ما يضاف إلى النون من أحرف الهجاء. ولا ندري هل هذه الخاصة وقف على اللغة العربية وحدها، أم تجر ذيلها على بعض اللغات أو سائرها. وعلى كل فإنها دليل قاطع على عبقرية لغتنا وأصالتها.
2- نأت: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب لأداة الشرط ما وقد جزم بحذف حرف العلة من آخره. وعلامات الجزم ثلاث السكون في الأفعال الصحيحة الآخر، وحذف النون في الأفعال الخمسة، وحذف حرف العلة في الفعل المعتل الآخر.
.إعراب الآية رقم (107):
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107)}.
الإعراب:
(ألم تعلم أنّ اللّه) مر إعرابها في الآية السابقة مفردات وجملا ومصدرا مؤوّلا اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله. الواو استئنافيّة (ما) نافية مهملة (لكم) مثل له متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف بلفظه على وليّ تبعه في الجرّ.
وجملة: له ملك السموات في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: ما لكم من دون اللّه... لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ملك)، أتى بمعنى الشيء المملوك، فهو اسم، وانظر الآية (102) من هذه السورة.
(وليّ)، صفة مشبّهة من ولي يلي باب وثق، وزنه فعيل، وقد يكون من صيغ المبالغة لأن فعله متعدّ.
(نصير)، من صيغ المبالغة، على وزن فعيل من فعل نصر ينصر المتعدّى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ