الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران

إعراب سورة آل عمران من الآية 1 إلى الآية 22 





إعراب الآية رقم (1):{الم (1)}.
انظر إعرابها في الآية (1) من سورة البقرة.
.إعراب الآية رقم (2):
{اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر، (الحيّ) خبر ثان مرفوع، (القيّوم) خبر ثالث مرفوع.
.إعراب الآية رقم (3):
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)}.
الإعراب:
(نزّل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل)، (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب (مصدّقا) حال منصوبة من ضمير عليك، اللام زائدة للتقوية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بمحله القريب، وفي محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل بمحلّه البعيد، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أنزل التوراة) مثل نزّل الكتاب (الإنجيل) معطوف على التوراة بالواو منصوب مثله.
جمل الآية 2:
جملة: (اللّه لا إله.) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
جمل الآية 3:
وجملة: (نزّل عليك...) في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (اللّه).
وجملة: (أنزل التوراة) في محلّ رفع معطوفة على جملة نزل.
الصرف:
(مصدّقا)، اسم فاعل من صدق الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين (الآية 89 من البقرة).
(التوراة)، قيل هو لإن ورى الزند يرى إذا ظهر منه النار، فكأنّ التوراة ضياء من الضلال وزنه فوعلة، وفيه إبدال وإعلال: الإبدال قلب الواو تاء، وأصله وورية، والإعلال قلب الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وقيل- قاله الفرّاء- أصلها تورية زنة تفعلة ثمّ فتحت الراء وانقلبت الياء ألفا.
(الإنجيل)، من النجل وهو الأصل الذي يتفرّع عنه غيره، وزنه إفعيل، وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الإهاب إذا شققته، فالإنجيل تضمّن سعة لم تكن لليهود.
البلاغة:
1- المجاز: في قوله: (لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) والمراد أمامه.
2- الطباق: بين (الأرض) و(السماء).
.إعراب الآية رقم (4):
{مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (4)}.
الإعراب:
(من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) في الآية السابقة (هدى) مفعول لأجله منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف،، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى، أو ب (هدى) لأنه مصدر الواو عاطفة (أنزل الفرقان) مثل أنزل التوراة في الآية السابقة.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شديد) نعت لعذاب مرفوع مثله الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (انتقام) مضاف إليه مجرور.
جملة: أنزل الفرقان في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل التوراة في الآية السابقة.
وجملة: (إنّ الذين..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اللّه عزيز) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(انتقام)، مصدر قياسيّ لفعل انتقم الخماسيّ، وزنه افتعال.
.إعراب الآية رقم (5):
{إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (5)}.
الإعراب:
(إنّ اللّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لا) نافية (يخفى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخفى)، (شيء) فاعل مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في الأرض لأنه معطوف عليه.
جملة: (إنّ اللّه لا يخفى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يخفى) في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة:
1- والمراد من الأرض والسماء العالم بأسره. وجعله الكثير مجازا من إطلاق الجزء وارادة الكل.
.إعراب الآية رقم (6):
{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}.
الإعراب:
(هو) ضمير بارز منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يصور) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في الأرحام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول أي: كائنين في الأرحام، (كيف) اسم شرط غير جازم مبنيّ على الفتح في محلّ نصب حال عامله يشاء (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، ومفعوله محذوف أي يشاء تصويركم (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (هو الذي يصوّركم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يصوّركم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: كيف يشاء تصويركم يصوركم في الأرحام.
وجملة: (لا إله إلّا هو) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو العزيز) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ) المفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وهذا على سبيل الإيجاز بالحذف وذلك للغرابة وإظهار قدرة اللّه تعالى.
.إعراب الآية رقم (7):
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (7)}.
الإعراب:
(هو الذي) مرّ إعرابها، (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ والكاف ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (الكتاب) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (آيات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (محكمات) نعت لآيات مرفوع مثله (هن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (أمّ) خبر مرفوع، (الكتاب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (أخر) معطوف على آيات مرفوع مثله، وامتنع من التنوين للوصفية والعدل (متشابهات) نعت لأخر مرفوع مثله. الفاء استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (زيغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط أمّا (يتّبعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشابه) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (منه) مثل الأول متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشابه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (الفتنة) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ابتغاء تأويل) مثل ابتغاء الفتنة ومعطوف عليه منصوب مثله الواو حاليّة (ما) نافية (يعلم) مضارع مرفوع (تأويل) مفعول به منصوب والهاء هنا وفي السابق ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (الراسخون) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الواو، (في العلم) جارّ ومجرور متعلّق ب (الراسخون)، (يقولون) مثل يتّبعون (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (ونا) فاعل (به) مثل منه متعلّق ب (آمنا)، (كلّ) مبتدأ مرفوع والتنوين للعوض (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ كلّ (ربّ) مضاف إليه مجرور و(نا) ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (ما) نافية (يذكّر) مضارع مرفوع (إلّا) أداة حصر (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (هو الذي أنزل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل عليك الكتاب) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (منه آيات) في محلّ نصب حال من الكتاب.
وجملة: (هنّ أم الكتاب) في محلّ نصب حال من آيات أو في محلّ رفع نعت لآيات.
وجملة: (الذين) في قلوبهم زيغ لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (في قلوبهم زيغ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يتّبعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وهي جواب أمّا.
وجملة: (تشابه منه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يعلم تأويله..) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يقولون) في محلّ نصب حال من (الراسخون).
وجملة: (آمنّا به) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كلّ من عند ربّنا) في محلّ نصب بدل من جملة آمنّا به.
وجملة: (ما يذّكّر إلّا أولو الألباب) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محكمات)، جمع محكمة مؤنث محكم، اسم مفعول من أحكم الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(متشابهات)، جمع متشابه مؤنّث متشابه، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(زيغ)، مصدر سماعيّ لفعل زاغ باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون.
(تأويل)، مصدر قياسيّ لفعل أوّل الرباعيّ، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أوّل الماضي والياء قبل الآخر.
(الراسخون)، جمع الراسخ، اسم فاعل من فعل رسخ يرسخ باب نصر وزنه فاعل.
(يذكّر)، فيه إبدال، أصله يتذكر وزنه يتفعّل، قلبت التاء ذالا لمجيئها قبل الذال- فاء الكلمة- وأدغمت بها للمجانسة.
.إعراب الآية رقم (8):{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}.
الإعراب:
(رب) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (لا) ناهية دعائية جازمة (تزغ) مضارع مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلوب) مفعول به منصوب و(نا) مضاف إليه (بعد) ظرف زمان منصوب (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه وهو بمعنى وقت (هديت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به الواو عاطفة (هب) فعل أمر دعائي والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب)، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب)، والكاف ضمير مضاف إليه (رحمة) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، (الوهّاب) خبر المبتدأ أنت مرفوع.
جملة النداء: ربّنا لا تزغ في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف والتقدير قالوا أو قولوا...
وجملة: (لا تزغ قلوبنا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (هديتنا) في محلّ جرّ مضاف إليه بإضافة (إذ).
وجملة: (هب..) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تزغ.
وجملة: (إنّك أنت الوهّاب) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنت الوهّاب) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تزغ)، فيه إعلال بالحذف، أصله تزيغ، حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل الغين الساكنة لمناسبة الجزم وزنه تفل بضمّ التاء وكسر الفاء.
(هب)، فيه إعلال بالحذف، حذفت الواو- فاء الكلمة- لأنه معتلّ مثال، ماضيه وهب، وزنه عل بفتح العين.
(لدن)، ظرف لأول غاية زمان أو مكان أو ذات من الذوات مثل: من لدن زيد.. وأكثر ما تضاف إلى المفرد، وقد تضاف إلى (أن) وصلتها، وقد تضاف إلى الجملة الاسميّة والفعليّة، وزنه: فعل بفتح الفاء وضمّ العين.
(رحمة)، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(الوهّاب)، صفة مشتقّة على وزن فعّال، فهي مبالغة اسم الفاعل لفعل وهب.
.إعراب الآية رقم (9):
{رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (9)}.
الإعراب:
(ربّنا) مرّ إعرابها- في الآية السابقة- وكذلك (إنّك)، (جامع) خبر إنّ مرفوع (الناس) مضاف إليه مجرور (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل جامع (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (لا) نافية (يخلف) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الميعاد) مفعول به منصوب.
جملة: (ربّنا...) لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الاسترحام.
وجملة: (إنّك جامع الناس) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا ريب فيه) في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: (إنّ اللّه لا يخلف..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يخلف..) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(جامع)، اسم فاعل من جمع يجمع باب فتح، وزنه فاعل.
(الميعاد)، اسم زمان أو مكان على غير القياس من وعد يعد، وزنه مفعال، وفيه إعلال بالقلب أصله موعاد بكسر الميم، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، ويجوز أن يدلّ لفظ الميعاد على المصدر بمعنى الوعد.
.إعراب الآية رقم (10):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}.
الإعراب:
(إنّ) مرّ اعرابها (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (تغني) مضارع منصوب (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تغني)، (أموال) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولاد) معطوف على أموال مرفوع مثله و(هم) مضاف إليه (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيئا- نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول به منصوب، الواو عاطفة (أولاء)، اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (هم) ضمير فصل لا محلّ له، (وقود) خبر المبتدأ أولئك مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (إنّ الذين كفروا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لن تغني عنهم أموالهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أولئك هم وقود) في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تغني.
الصرف:
(الوقود)، الاسم من وقد يقد باب ضرب أي ما توقد به النار، وزنه فعول بفتح الفاء، قيل يجوز أن يكون الوقود بفتح الواو مصدرا كالوقود في ضمّها.
.إعراب الآية رقم (11):
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11)}.
الإعراب:
(كدأب) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر تقديره دأبهم، (آل) مضاف إليه مجرور (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على آل فرعون، (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و(هم) ضمير مضاف إليه (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و(نا) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة وفيها معنى السببيّة (أخذ) فعل ماض و(هم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخذ) وقد ضمّن معنى أهلك و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
جملة: دأبهم (كدأب آل فرعون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذّبوا) لا محلّ لها تفسيريّة للاستئنافيّة.
وجملة: (أخذهم اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.
وجملة: (للّه شديد العقاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دأب) مصدر دأب يدأب باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ذنوب) جمع ذنب اسم مصدر من أذنب الرباعيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً، وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ).
تتضمن الآية التشبيه لحال المشركين في اجتهادهم في كفرهم وتظاهرهم على النبي عليه السلام، وتكذيبهم بآيات اللّه التي جاء بها، بحال آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام وتكذيبهم بآيات اللّه التي جاء بها، فوجه الشبه مركب من أمور مجتمعة هي: الانغماس في الكفر، وعداوتهم للنبي، والتكذيب بآيات اللّه، وليس من شيء واحد من هذه الأشياء. فالتشبيه تمثيلي.
.إعراب الآية رقم (12):
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قل) (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل السين حرف استقبال (تغلبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل الواو عاطفة (تحشرون) مثل تغلبون (إلى جهنّم) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تحشرون، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث الواو استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذّم محذوف أي جهنّم.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ستغلبون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تحشرون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (بئس المهاد) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
1- بئس المهاد:
قد تتصل (ما) بنعم مثل نعمّا يعظكم به وهي على ثلاثة أقسام..
أ- مفرده غير متبوعة بشيء نحو: دققته دقّا نعمّا وهي معرفة تامة فاعل والمخصوص بالمدح محذوف أي نعم الشيء الدقّ.
ب- أن تكون متبوعة بمفرد نحو: (فنعمّا هي) وفي هذه الحالة تعرب فاعلا وما بعدها هو المخصوص.
ج- أن تكون متبوعة بجملة فعلية نحو: (نعمّا يعظكم به) (وبئسما اشتروا به أنفسهم) فتعرب (ما) نكره بموضع نصب على التمييز والمخصوص محذوف أي نعم شيئا يعظكم به ذلك القول.
.إعراب الآية رقم (13):
{قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (13)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (كان) فعل ماض ناقص اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان مقدّم (آية) اسم كان مؤخّر مرفوع (في فئتين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآية، وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى (التقت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء تاء التأنيث و(الألف) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل (فئة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره إحداهما (تقاتل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقاتل) (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (أخرى) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كافرة) نعت لأخرى مرفوع مثله.. والخبر محذوف تقديره تقاتل في سبيل الطاغوت (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير متّصل مفعول به (مثلي) حال منصوبة وعلامة النصب الياء و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (رأي) مفعول مطلق منصوب (العين) مضاف إليه مجرور.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يؤيّد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤيّد)، والهاء مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ)، اللام للبعد والكاف حرف خطاب اللام للابتداء تفيد التوكيد (عبرة) اسم إنّ منصوب مؤخّر (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لعبرة، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الأبصار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (قد كان لكم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (التقتا) في محلّ جرّ نعت لفئتين.
وجملة: (تقاتل) في محلّ رفع نعت لفئة.
وجملة: (يرونهم...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أخرى.
وجملة: (اللّه يؤيّد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤيّد بنصره) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّ في ذلك لعبرة) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(التقتا)، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل تاء التأنيث، وزنه افتعتا.
(رأي)، مصدر سماعيّ لفعل رأى، وزنه فعل بفتح فسكون.
(نصر)، مصدر سماعيّ لفعل نصر، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 214 من سورة البقرة).
(يشاء)، إعلال بالقلب أصله يشيأ بياء مفتوحة، ثمّ نقلت حركتها إلى الشين وسكّنت، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها.
(انظر الآية 247 من سورة البقرة).
(عبرة)، مصدر من عبر يعبر باب فتح أو اسم مصدر من فعل اعتبر الخماسيّ، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
البلاغة:
1- الاحتباك: وهو الحذف من كلامين متقابلين، وكل منهما يدل على المحذوف من الآخر وهذا في قوله: (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ) فكل منهما مبتدأ محذوف الخبر، أى فئة مؤمنة تقابل في سبيل اللّه، وفئة أخرى كافرة تقاتل في سبيل الشيطان.
2- الكلام الموجه لأن المعنى إما أن يفهم منه شيء واحد لا يحتمل غيره وإما أن يحتمل منه الشيء وغيره، وتلك الغيرية إمّا أن تكون ضدا أو لا، وهذه الآية احتملت معنيين متغايرين، وتلك الغيرية ضد إذا احتملت رؤية الكثرة أن تكون للمسلمين أو للمشركين في وقت واحد، وليس هناك ما يرجح واحدا على الآخر لأن كلا منهما يصح إطلاقه في الآية.
.إعراب الآية رقم (14):{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)}.
الإعراب:
(زيّن)، فعل ماض مبنيّ للمجهول (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيّن)، (حبّ) نائب فاعل مرفوع (الشهوات) مضاف إليه مجرور (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الشهوات (البنين، القناطير) اسمان معطوفان على النساء بحرفي العطف، وعلامة الجرّ في البنين الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (المقنطرة) نعت للقناطير مجرور مثله (من الذهب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من القناطير أو المقنطرة الواو عاطفة (الفضّة) معطوفة على الذهب مجرور مثله (الخيل، الأنعام، الحرث) أسماء معطوفة على النساء بحروف العطف مجرورة (المسوّمة) نعت للخيل مجرور مثله. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (متاع) خبر مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان- أو زمان- منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (حسن) مبتدأ مرفوع مؤخّر (المآب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (زيّن للناس حبّ..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذلك متاع.) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه عنده حسن..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (عنده حسن المآب) في محلّ رفع خبر.
الصرف:
(حبّ)، مصدر سماعيّ لفعل حب يحب باب ضرب وزنه فعل بضمّ فسكون (انظر 165 من سورة البقرة).
(الشهوات)، جمع شهوة وهو اسم مصدر من فعل اشتهى وزنه فعلة بفتح فسكون، أو هو مصدر سماعيّ لفعل شها يشهو أو شهي يشهي باب فرح.
(البنين)، جمع ملحق بالسالم لأن مفرده ابن حيث تغيّرت صورة المفرد في الجمع، ولكنّه عومل معاملة جمع السالم رفعا بالواو ونصبا وجرّا بالياء. والألف في ابن زائدة، وهي عوض من لام الكلمة المحذوفة وهي الواو، وزنه افع.
(القناطير)، جمع القنطار، قيل النون فيه أصليّة فوزنه فعلال بكسر الفاء، وقيل هي زائدة لأنه من قطر يقطر باب نصر إذا جرى، فالفضّة والذهب يشبّهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلّب، وعلى هذا فوزنه فنعال. واختلف في وزن القنطار قديما وحديثا ولكنّ الغالب أنه مائة رطل.
(المقنطرة)، اسم مفعول من قنطر الرباعيّ، وزنه مفعللة بضمّ الميم وفتح اللامين.
(الخيل)، اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وقيل واحده خائل وهو مشتقّ من الخيلاء مثل طير وطائر.
(المسوّمة)، اسم مفعول من سوّم الرباعيّ، والتاء للتأنيث المناسب للجمع، وزنه مفعّلة، بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(الأنعام)، جمع نعم- بفتح النون والعين- والنعم اسم جمع لا واحد له من لفظه وهو يذكّر ويؤنّث ويطلق على الإبل والبقر والغنم، والجمع أنعام باعتبار أنواعه الثلاثة.
(حسن)، مصدر سماعيّ لفعل حسن يحسن باب نصر وباب كرم وزنه فعل بضمّ فسكون (الآية 83 البقرة).
(المآب)، وزنه مفعل بفتح العين، أصله مأوب لأنه من آب يئوب، ثمّ نقلت حركة الواو وهي الفتح إلى الهمزة وسكّنت، وقلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها فأصبح مآبا، وهو مصدر ميميّ بمعنى الرجوع، وقد يكون اسم مكان أو اسم زمان لفعل آب.
البلاغة:
1- في الآية فن مراعاة النظير، وهو أن يجمع الشاعر أو الناثر بين أمر وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المقابلة والمطابقة، وقد جمع سبحانه في هذه الآية معظم وسائل النعيم الآيلة بالمرء إلى الانهماك في الفتنة والانسياق مع دواعي النفوس الجموحة، وقد زينت للناس واستهوتهم بالتعاجيب والمفاتن.
الفوائد:
1- مراعاة النظير: وذلك بتعداد أنعم الدنيا التي يشتهيها الإنسان، وتعدّ من المحسنات المعنوية التي جذبت إليها نفوس الشعراء حينا من الدهر. ولا يزال الشعراء الشعبيون يجيدون هذا الفن وأمثاله ويتخذونه وسيلة لمعاجزة أقرانهم من الشعراء.
2- القناطير (المقنطرة) المقصود من لفظ (المقنطرة) التوكيد كقولهم (ألف مؤلفة، وبدرة مبدرة) والمسوّمة (المعلّمة) من أسامها اللّه وسوّمها بمعنى رعاها.
.إعراب الآية رقم (15):
{قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الهمزة للاستفهام (أنبّئ) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و(كم) ضمير متّصل مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئ) (من) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق- (خير) واللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من جنات- صفة تقدّمت على الموصوف- (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، و(ها) مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حل منصوبة من الموصول وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين الواو عاطفة (أزواج) معطوف على جنّات مرفوع مثله (مطهّرة) نعت لأزواج مرفوع مثله الواو عاطفة (رضوان) معطوف على جنّات مرفوع مثله (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرضوان الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق ببصير.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أأنبّئكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (للذين اتّقوا.. جنّات) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تجري من تحتها الأنهار) في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: (اللّه بصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مطهّرة)، مؤنّث مطهّر، اسم مفعول من الرباعيّ طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (الآية 25 البقرة).
(رضوان)، مصدر سماعيّ لفعل رضي يرضى باب فرح وزنه فعلان بضمّ الفاء، ويجوز في المصدر كسرها.
الفوائد:
- المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو (اعلم وأرى) وقد أجمع عليهما، وزاد سيبويه (نبأ وأنبأ). وزاد الفراء في معانيه (خبر وأخبر) وزاد الكوفيون (حدّث).
.إعراب الآية رقم (16):
{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (يقولون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربّ) منادى محذوف منه أداة النداء وهو مضاف منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(نا) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل الفاء عاطفة سببيّة، (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (قنا) مثل اغفر، مبنيّ على حذف حرف العلّة. و(نا) مفعول به (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (هم) الذين يقولون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّنا آمنا) لا محلّ لها جواب النّداء.
وجملة: (آمنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اغفر لنا) في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنا.
وجملة: (قنا) معطوفة على جملة اغفر لنا تأخذ محلّها من الإعراب.
الصرف:
(عذاب)، اسم مصدر من عذّب الرباعي، وقياس مصدره تعذيب، وزنه فعال بفتح الفاء. (البقرة 7).
الفوائد:
1- الفعل المعتل الأول هو (المثال) مثل وقى، وعد، فإذا بني منه فعل الأمر حذفت فاؤه التي هي واو أو ياء وبما أن فعل الأمر يبنى على حذف حرف العلة من آخره فسوف تكون النتيجة أن تحذف فاؤه وتحذف لامه مثل وقى تصبح ق ووعى ع إلخ..
.إعراب الآية رقم (17):
{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (17)}.
الإعراب:
(الصابرين) نعت ل (الذين اتّقوا) مجرور، وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة في المواضع الأربعة (الصادقين، القانتين، المنفقين، المستغفرين) ألفاظ معطوفة على الصابرين مجرورة مثله وعلامة الجرّ الياء (بالأسحار) جارّ ومجرور متعلّق بالمستغفرين فهو اسم فاعل.
الصرف:
(المنفقين) جمع منفق، اسم فاعل من أنفق وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه حذف الهمزة تخفيفا وأصله المؤنفقين.
(المستغفرين)، جمع مستغفر، اسم فاعل من استغفر وهو على الوزن نفسه لكلمة المنفقين.
(الأسحار)، جمع سحر بفتحتين، اسم جامد، وسمي كذلك لما فيه من الخفاء كالسحر اسم للشيء الخفي وزنة فعل بفتحتين.
البلاغة:
1- توسيط الواو بين الصفات المعدودة للدلالة على استقلال كل منها وكما لهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها.
.إعراب الآية رقم (18):
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}.
الإعراب:
(شهد) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والتقدير بأنّه لا إله... والجارّ والمجرور متعلّق ب (شهد).
الواو عاطفة (الملائكة) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع مثله و(أولو) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (العلم) مضاف إليه مجرور (قائما) حال منصوبة من الضمير المنفصل بعد إلّا (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (قائما) اسم الفاعل (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها، (العزيز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة بدل من الضمير المنفصل هو، (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (شهد اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (لا إله إلّا هو (الثانية) لا محلّ لها استئنافيّة كرّرت للتأكيد.
الصرف:
(قائما)، اسم فاعل من قام- وكلّ فعل أجوف يقلب حرف العلّة فيه إلى همزة في صيغة فاعل- وأصله قاوم.
(القسط)، مصدر سماعيّ لفعل قسط يقسط من بابيّ نصر وضرب، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة:
1- في الآية رد العجز على الصدر، فقد رد العزيز إلى قوله تعالى: (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي إلى تفرده بالوحدانيّة التي تقتضي العزّة، ورد (الحكيم) إلى قوله تعالى: (قائِماً بِالْقِسْطِ) فهو تعالى حكيم لا يتحيفه جور أو انحراف.
.إعراب الآية رقم (19):{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (19)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الدين) اسم إنّ منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت للدين أي: الدين الثابت أو المرضيّ عند اللّه.. أو بمحذوف حال من الدين والعامل فيه معنى التوكيد (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الإسلام) خبر إنّ مرفوع الواو عاطفة (ما) نافية (اختلف) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلف)، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (العلم) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءهم العلم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله منصوب، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بغيا) أو بمحذوف نعت له و(هم) مضاف إليه الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ اللّه) مثل إنّ الدين (سريع) خبر إنّ مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (إنّ الدين.. الإسلام) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما اختلف الذين..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أوتوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (جاءهم العلم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة: (من يكفر..) لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يكفر بآيات اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّ اللّه سريع) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي فاللّه محاسبه لأنه سريع الحساب.
الصرف:
(الإسلام)، الاسم من أسلم الرجل أي اتّخذ الإسلام مذهبا ودينا، وهو بلفظ المصدر وزنه إفعال بكسر الهمزة على القياس.
البلاغة:
1- (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) التعبير عنهم بالموصول وجعل إيتاء الكتاب صلة له لزيادة تقبيح حالهم فإن الاختلاف ممن أوتي ما يزيله ويقطع شأفته في غاية القبح والسماجة.
2- (فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) في إظهار الاسم الجليل تربية للمهابة وإدخال الروعة، وفي ترتيب العقاب على مطلق الكفر إثر بيان حال أولئك المذكورين إيذان بشدة عقابهم.
.إعراب الآية رقم (20):
{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (20)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (حاجّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم.. والواو فاعل والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أسلمت) فعل ماض وفاعله (وجه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الهاء والياء ضمير مضاف إليه (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسلمت)، الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير في (أسلمت)، (اتبع) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من وهو العائد والنون نون الوقاية والياء المحذوفة ضمير مفعول به. الواو استئنافيّة (قل) مثل الأول اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ متعلّق ب (قل)، (أوتوا الكتاب) مرّ إعرابها في الآية السابقة (الأميّين) معطوف على الموصول بالواو وعلامة الجرّ الياء الهمزة للاستفهام الدال على الأمر (أسلمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير فاعل الفاء استئنافيّة (إن أسلموا) مثل إن حاجّوا الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محلّ له.. والواو فاعل الواو عاطفة (إن تولّوا) مثل إن حاجّوا.. والبناء في (تولّوا) كالبناء في (اهتدوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الواو استئنافيّة (اللّه بصير بالعباد) سبق إعرابها.
جملة: (إن حاجّوك) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: (قل..) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (أسلمت وجهي..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّبعن) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (قل (الثانية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوتوا الكتاب) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أأسلمتم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أسلموا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد اهتدوا) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن تولّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أسلموا.
وجملة: (عليك البلاغ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه بصير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اتّبعن)، تحذف ياء المتكلّم من بعض الكلمات في القرآن الكريم ولا سيّما بعد نون الوقاية إما وصلا وإمّا وصلا ووقفا. وقد قرأ نافع وأبو عمر الآية بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا.
(الأميّين) جمع الأميّ، وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب. وجاء في المحيط: (الأميّ والأمان بتشديد الميم من لا يكتب أو من على خلقة الأمة لم يتعلّم الكتاب).
(البلاغ)، اسم مصدر من الفعل بلّغ الرباعيّ، وقياس مصدره تبليغ، ووزن البلاغ فعال بفتح الفاء.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله: (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ) أي أخلصت نفسي وقلبي وجملتي، وإنما عبر عنها بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة، ومظهر القوى والمشاعر ومجمع معظم ما يقع به العبادة من السجود والقراءة وبه يحصل التوجه إلى كل شيء والعلاقة هنا الكلية.
2- الاستفهام: في قوله: (أَأَسْلَمْتُمْ) معناه التنديد والتعيير، أي فهل أسلمتم وعملتم بما أتاكم من البينات أو أنتم على كفركم بعد، كما يقول من لخص لصاحبه المسألة ولم يدع من طرق التوضيح والبيان مسلكا إلّا سلكه: فهل فهمتها؟ على منهاج قوله تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) اثر تفصيل الصوارف عن تعاطي الخمر والميسر وفيه استقصارهم وتعبيرهم بالمعاندة وقلة الإنصاف وتوبيخهم بالبلادة.
الفوائد:
1- (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) قدم الجار والمجرور على المبتدأ لأنه موضع الاهتمام من جهة وليأخذ التعبير جرسه الموسيقي من جهة أخرى. وكلاهما من خصائص البلاغة والاعجاز القرآني.
2- (اهتدوا وتولّوا) نلاحظ أن حرف العلة الذي هو الياء قد حذف لالتقاء الساكنين وهما حرف العلة من الفعل، واو الجماعة، وسواء أكان الفعل المعتل ماضيا أو مضارعا يحذف حرف العلة إذا التقى مع واو الجماعة، وللتفرقة بين الواو التي هي حرف علة ومن أصل الفعل وبين الواو التي هي واو الجماعة اصطلح النحاة على اضافة ألف سمّيت ألف التفريق، مثال ذلك أحمد يغزو، والمنافقون لم يغزوا. وهذا الوجه من الكتابة إحدى مزالق الإملاء إذ الكثير يخلطون بين المثالين فيضعون ألف التفريق للفعل يغزو ويعلو على خلاف القاعدة.
.إعراب الآية رقم (21):
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول اسم إن في محلّ نصب (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيّين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور حال مؤكّدة من فاعل يقتلون (حقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الذين) مثل الأول وهو مفعول به (يأمرون) مثل يكفرون (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون)، (من الناس) جارّ ومجرور بمتعلّق بمحذوف حال من الواو في فعل يأمرون الفاء زائدة لتضمّن الموصول معنى الشرط (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(هم) ضمير متّصل مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرهم)، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: (إنّ الذين يكفرون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكفرون بآيات اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يقتلون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يقتلون الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يأمرون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (بشّرهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(النبيّين)، جمع النبيّ، على وزن فعيل، صفة مشبّهة من فعل نبّأ الرباعيّ على غير القياس، وقد تخفّف الهمزة فتصبح ياء- كما جاء في هذه الآية-، وقد تبقى الهمزة على حالها فيلفظ النبيء.
البلاغة:
1- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
فاستعمال البشارة هنا مجازي قصد به التهكم، فالمعنى أنذرهم بعذاب أليم، لأن العذاب لا يبشر به، فاستعار التبشير للانذار بعد أن نزل التضاد منزلة التناسب تهكما. لذا كان التعبير بلفظ بشرهم أبلغ لأنه أشد لذعا وايلاما من لفظ أنذرهم الحقيقي.
2- كثيرا ما نجد الفاء الرابطة للجواب تأتى بعد ورود الاسم الموصول وفي مثل هذه الحالة قد يكون الاسم الموصول متضمنا معنى اسم الشرط أو يمتّ إليه بصلة ما كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ). إلى قوله: (فبشرهم) فالفاء هنا رابطة للجواب.
.إعراب الآية رقم (22):
{أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22)}.
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف للخطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (حبط) فعل ماض والتاء تاء التأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف اليه (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أعمال، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة الواو عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله الواو عاطفة (ما) نافية اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (أولئك الذين..) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) في الآية السابقة.
وجملة: (حبطت أعمالهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما لهم من ناصرين) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(ناصرين)، جمع ناصر، اسم فاعل من نصر وزنه فاعل.
الفوائد:
- (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) فقد درج النحاة على اعتبار حرف الجرّ الزائد إنما هو للتوكيد فحسب وقد غاب عن ذهنهم أنّ لهذه الحروف مدلولات أكثر من التوكيد بكثير فعند ما نقول الخبر مجردا من هذا الحرف أو ذاك فهو خبر يصح فيه الصدق والكذب كما يقول علماء البلاغة، ولكن عند ما يدخل حرف الجرّ الزائد فإن الخبر يصبح في مصاف الواقع واليقين.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ