الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البقرة من الآية 176 إلى الآية 190

 

.إعراب الآية رقم (176):{ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (176)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والاشارة إلى أكلهم النار لكتمانهم ما أنزل اللّه واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جر (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (نزّل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكتاب) مفعول به منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكتاب.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذا).
الواو استئنافيّة (إنّ) مثل أنّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إن (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلفوا)، اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد (في شقاق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بعيد) نعت لشقاق مجرور مثله.
جملة: (ذلك بأنّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نزّل...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (إنّ الذين اختلفوا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اختلفوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
الصرف:
(بعيد)، صفة مشبّهة من بعد يبعد باب كرم وباب فرح، وزنه فعيل جمعه بعداء بضمّ الباء وفتح العين، وبعد بضمّتين، وبعدان بضمّ الباء وسكون العين.
.إعراب الآية رقم (177):
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}.
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) خبر ليس مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (تولّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تولّوا) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر.
(قبل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تولّوا)، (المشرق) مضاف إليه مجرور (المغرب) معطوف على المشرق بالواو مجرور مثله الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (البرّ) اسم لكنّ منصوب (من) اسم موصول في محلّ رفع خبر لكنّ على حذف مضاف أي إيمان من آمن، (آمن) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن)، الواو عاطفة (اليوم، الملائكة، الكتاب، النبيّين) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة جرّ الأخير الياء، و(الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله الواو عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (المال) مفعول به ثان منصوب، (على حبّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من المال والهاء ضمير مضاف إليه (ذوي) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء لأنه جمع المذكر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (اليتامى، المساكين، ابن...، السائلين) ألفاظ معطوفة على ذوي بحروف العطف منصوبة مثله وعلامة النصب في الأخير الياء و(السبيل) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره دفع المال.. وهو على حذف مضاف أي في فكّ الرقاب الواو عاطفة (أقام) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (آتى الزكاة) مثل وآتى المال (الموفون) معطوف على من آمن بحرف العطف مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو، (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل (الموفون)، و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (الموفون)، (عاهدوا) فعل ماض وفاعله. الواو عاطفة (الصابرين) مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح وعلامة النصب الياء (في البأساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في الصابرين (الضرّاء) معطوف على البأساء بالواو مجرور مثله الواو عاطفة (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ قبله فهو معطوف عليه بالواو (البأس) مضاف إليه مجرور. (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر (صدقوا) مثل عاهدوا الواو عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، (المتّقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (ليس البرّ أن تولّوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولّوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (لكنّ البرّ...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (آمن باللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (آتى المال..) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: (دفع) في الرقاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتى.
وجملة: (أقام...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن باللّه.
وجملة: (آتى الزكاة) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقام الصلاة.
جملة: (عاهدوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أمدح) الصابرين) لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أولئك الذين صدقوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (صدقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أولئك) هم المتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.
وجملة: هم المتّقون في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
الصرف:
(البرّ)، مصدر سماعيّ لفعل برّ يبرّ باب فتح وزنه فعل بكسر فسكون.
(تولّوا)، فيه إعلال بالحذف أصله تولّيوا- بضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكنّت ونقلت حركتها إلى اللام، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا (الآية 115).
(قبل)، اسم بمعنى الجهة وبمعنى عند وبمعنى الطاقة والقدرة، وجاء في الآية على المعنى الأول وزنه فعل بكسر ففتح.
(آتى)، فيه إعلال بالقلب أصله آتي- بياء متحرّكة! ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. ومدّة آتى منقلبة عن حرفين همزة متحرّكة وهمزة ساكنة، وزنه أفعل أي أصله أأتى لأن مضارعه يؤتي.
(المال)، اسم جامد لما ملكته من الأشياء، والألف فيه منقلبة عن واو، جمعه أموال، جاءت الواو ساكنة بعد فتح قلبت ألفا ففيه إعلال بالقلب، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 155 من هذه السورة).
(السائلين)، جمع السائل، اسم فاعل من سأل يسأل الثلاثيّ باب فتح وزنه فاعل.
(الرقاب)، جمع الرقبة، اسم للعضو المعروف، وأستعير هنا للعبد وزنه فعلة بفتحتين، ووزن الرقاب فعال بكسر الفاء.
(أقام)، فيه إعلال بالقلب أصله أقوم زنة أفعل، مجرّده قام يقوم، جاءت الواو متحرّكة فسكنت ونقلت الحركة إلى ما قبلها فأصبح أقوم بفتح القاف وسكون الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها فأصبح أقام.
(الموفون)، جمع الموفي، اسم فاعل من أوفى الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي لفظ (الموفون) إعلال بالحذف أصله الموفيون، حذفت الياء لمجيئها ساكنة قبل الواو الساكنة.. وكلّ منقوص تحذف ياؤّه حين يجمع جمعا سالما.
(البأساء)، مصدر بئس يبأس باب فرح، وزنه فعلاء بفتح الفاء، ومثله البؤس.
(الضرّاء) مصدر ضرّ يضرّ باب نصر، وزنه فعلاء.
(البأس) مصدر بؤس يبؤس باب كرم، ويستعمل اسما جامدا بمعنى الحرب وكلّ أمر شديد، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- (وَفِي الرِّقابِ) أي آتى المال في تخليص الرقاب وفكاكها بمعاونة المكاتبين أو فك الأسارى، أو ابتياع الرقاب لعتقها، والرقبة مجاز عن الشخص فهو من قبيل المجاز المرسل.
2- في الآية فن من فنون البلاغة وهو فن الإيجاز في قوله: (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ) فالكلام على حذف مضاف أي- برّ من آمن- إذ لا يخبر بالجثة (من آمن) عن المعنى (البر) ويجوز أن لا يرتكب الحذف ويجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل أو يقال بإطلاق (البر) على البار مبالغة والأول أوفق.
3- قطع التابع عن المتبوع: وضابطه أنه إذا ذكرت صفات للمدح أو الذم خولف في الإعراب تفننا في الكلام واجتلابا للانتباه بأن ما وصف به الموصوف أو ما أسند إليه من صفات جدير بأن يستوجب الاهتمام، لأن تغير المألوف المعتاد يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور ومزيد اهتمام، والآية مثال لقطع التابع عن المتبوع في حال المدح.
.إعراب الآية رقم (178):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (178)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) متضمّنا معنى فرض (القصاص) نائب فاعل مرفوع (في القتلى) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتب) وفي الجارّ معنى السببيّة أي بسبب القتلى (الحرّ) مبتدأ مرفوع (بالحرّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أي مقتول بالحرّ أو مأخوذ بالحرّ وهو كون خاص الواو عاطفة (العبد بالعبد) مبتدأ وخبر مثل الحرّ بالحرّ الواو عاطفة (الأنثى بالأنثى) مثل الحرّ بالحرّ الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (عفي) فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفي)، (من أخي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، وهو على حذف مضاف أي من دم أخيه، والهاء ضمير مضاف إليه (شيء) نائب فاعل مرفوع، الفاء رابطة لجواب الشرط (اتّباع) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وخبره محذوف متقدّم عليه أي فعليه اتّباع (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق باتّباع لأنه مصدر، الواو عاطفة (أداء) معطوف على اتّباع مرفوع مثله (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأداء فهو مصدر.. والضمير يعود إلى وليّ المقتول (بإحسان) جارّ ومجرور متعلّق بأداء، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى العفو اللام للبعد والكاف للخطاب (تخفيف) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخفيف) و(كم) ضمير مضاف إليه (رحمة) معطوف على تخفيف بالواو مرفوع مثله الفاء عاطفة (من) مثل الأول (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اعتدى)، (ذا) اسم إشارة مضاف إليه والإشارة إلى العفو واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط (له) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة النداء (يأيّها الذين..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كتب عليكم القصاص) لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة).
وجملة: (الحرّ بالحرّ) في محلّ رفع بدل من القصاص وهو من نوع بدل الاشتمال.
وجملة: (العبد بالعبد) في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة: (الأنثى بالأنثى) في محلّ رفع معطوفة على جملة الحرّ بالحرّ.
وجملة: (من عفي..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عفي له..) شيء في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (عليه) اتّباع) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ذلك تخفيف) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (من اعتدى) لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفي له...
وجملة: (اعتدى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: له عذاب في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(القصاص) مصدر سماعيّ لفعل قاصّه يقاصّه الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء.
(القتلى)، جمع قتيل بمعنى مقتول، ويطّرد الجمع في فعيل بمعنى مفعول على فعلى كأسير وأسرى وجريح وجرحى.
(الحرّ)، صفة مشبّهة من فعل حرّ يحرّ باب فتح وزنه فعل بضمّ فسكون.
(العبد)، صفة مشبّهة من فعل عبد يعبد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأنثى) صفة مشبهة من فعل أنث يأنث باب كرم، وزنه فعلى بضمّ الفاء، أو هو الاسم منه.
(اتّباع)، مصدر قياسيّ لفعل اتّبع الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره، (أداء)، اسم مصدر لفعل (أدّى) يؤدّي الرباعي، والقياسي في المصدر تأدية لأن مصدر فعّل هو تفعيل، فجاء ناقصا عن عدد حروف الفعل فأصبح اسم مصدر، وفيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.
(المعروف) اسم لما يؤدّيه المرء من خير وإحسان، وزنه مفعول.
(تخفيف)، مصدر قياسيّ لفعل خفّف الرباعيّ وزنه تفعيل، على وزن ماضيه بزيادة التاء في أوّله وتسكين الخاء وزيادة ياء قبل الآخر.
(اعتدى)، فيه إعلال بالقلب، أصله اعتدي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل.
.إعراب الآية رقم (179):{وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}.
الإعراب:
الواو عاطفة اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في القصاص) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من حياة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حياة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير اسم لعلّ (تتقون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
جملة: (لكم في القصاص حياة) لا محل لها معطوفة على جملة كتب عليكم....
وجملة: (يا أولي الألباب) لا محل لها اعتراضيّة.
وجملة: (لعلّكم تتّقون) لا محلّ لها تعليليّة إمّا للمذكور من جعل القصاص حياة وإمّا لمحذوف تقديره شرع لكم ذلك.
وجملة: (تتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الألباب)، جمع اللبّ، اسم للعقل أو القلب وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن ألباب أفعال.
البلاغة:
1- (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) هو كلام في غاية البلاغة- وكان أوجز كلام عندهم في هذا المعنى- القتل أنفى للقتل- وفضّل هذا الكلام عليه من وجوه:
الأول: قلة الحروف.
الثاني: الاطراد، وإن في كل- قصاص حياة- وليس كل قتل أنفى للقتل- فإن القتل ظلما أدعى للقتل.
الثالث: ما في تنوين (حياة) من النوعية أو التعظيم.
الرابع: صفة الطباق بين- القصاص والحياة- فإن (القصاص) تفويت الحياة- فهو مقابلها.
الخامس: النص على ما هو المطلوب بالذات- أعني الحياة- فإن نفي- القتل- إنما يطلب لها لا لذاته.
السادس: الغرابة من حيث جعل الشيء فيه حاصلا في ضده.
السابع: الخلوّ عن التكرار مع التقارب.
الثامن: عذوبة اللفظ وسلاسته. حيث لم يكن فيه ما في قولهم من توالي الأسباب الخفيفة إذ ليس في قولهم: حرفان متحركان على التوالي إلا في موضع واحد، ولا شك أنه ينقص من سلاسة اللفظ وجريانه على اللسان.
بخلاف آية القرآن.
التاسع: خلوة عما يوهمه ظاهر قولهم من كون الشيء سببا لانتفاء نفسه- وهو محال.
العاشر: تعريف (القصاص) بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا الحكم المشتملة على- الضرب والجرح والقتل- وغير ذلك فسبحانه من علت كلمته وبهرت آيته.
.إعراب الآية رقم (180):
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)}.
الإعراب:
(كتب عليكم) مرّ إعرابها، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بالجواب، (حضر) فعل ماض متضمّن معنى أتى (أحد) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت (إن) حرف موصول (ترك) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب (الوصيّة) نائب فاعل مرفوع، (للوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الوصيّة، وعلامة الجرّ الياء (الأقربين) معطوف على الوالدين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الوصيّة (حقّا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي إيصاء حقّا أو كتبا حقّا أو مؤكّد لمضمون الحمد، أي حق ذلك حقا (على المتّقين) جار ومجرور متعلّق ب (حقّا) أو بمحذوف نعت ل (حقّا).
جملة (كتب عليكم...) الوصيّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: حضر أحدكم الموت في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب إذا محذوف أي فليوص.
وجملة: (ترك خيرا) لا محلّ لها اعتراضيّة.
الصرف:
(خيرا) اسم للمال وزنه فعل بفتح فسكون.
(الوصيّة)، الاسم من الإيصاء أو هو اسم مصدر من وصّى الرباعيّ لأنّ مصدره القياسيّ توصية..
(الأقربين)، جمع الأقرب اسم بمعنى القريب على وزن أفعل.
.إعراب الآية رقم (181):
{فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الإيصاء (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بدّل)، (ما) حرف مصدريّ (سمع) فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّل (ما سمعه) في محل جرّ مضاف إليه.
الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (إثم) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يبدّلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (من بدّله...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم...
وجملة: (بدّله) في محلّ رفع خبر المبتّدأ (من).
وجملة: (إنّما إثمه على الذين) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يبدّلونه) لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: (إنّ اللّه سميع) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
- (فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) وضع الموصول في موضع الضمير الراجع إلى من لتأكيد الإيذان بعلية ما في حيز الصلة الأولى وإيثار الجمع للإشعار بتعداد المبدلين أنواعا أو كثرتهم أفرادا والإيذان بشمول الإثم لجميع الأفراد.
.إعراب الآية رقم (182):
{فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خاف) فعل ماض في محل جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من موص) جارّ ومجرور متعلّق ب (خاف) بتضمينه معنى علم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (جنفا) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (إثما) معطوف على (جنفا) منصوب مثله الفاء عاطفة (أصلح) مثل خاف (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أصلح)، و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه الفاء رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ اللّه غفور رحيم) مثل إنّ اللّه سميع عليم.
جملة: (من خاف..) لا محلّ لها معطوفة على جملة من بدّله وجملة: (خاف..) في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: (أصلح بينهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة خاف.
وجملة: (لا إثم عليه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(خاف)، فيه إعلال بالقلب أصله خوف مصدره الخوف، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(موص)، اسم فاعل من أوصى الرباعيّ، وزنه فيه إعلال بالحذف أصله الموصي، حذفت منه الياء لمناسبة التنوين بالتقاء الساكنين، وفيه حذف الهمزة من أوّله، والقياس أن يكون المؤوصي بضمّ الميم وفتح الهمزة وتسكين الواو، استثقلت الهمزة فحذفت فأصبح الموصي.
(جنفا)، مصدر سماعيّ لفعل جنف يجنف باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
معنى خاف توقع وعلم وهو قد يكون مظنون الوقوع وقد يكون معلومه فاستعمل فيهما بمرتبة ثانيه ولأن الأول أكثر كان استعماله فيه أظهر، ثم أصله أن يستعمل في الظن والعلم بالمحذور، وقد يتسع في إطلاقه على المطلق وانما حمل على المجاز هنا لأنه لا معنى للخوف من الميل والإثم بعد وقوع الإيصاء.
.إعراب الآية رقم (183):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا، الكاف حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدري، (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الصيام (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب).
والمصدر المؤوّل (ما كتب) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي كتابة ككتابته على من قبلكم.
(من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و(كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و(كم) اسم لعلّ (تتقّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (كتب على الذين...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (لعلّكم تتّقون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الصيام)، مصدر سماعيّ لفعل صام يصوم باب نصر، وفيه اعلال بالقلب أصله الصوام، جاءت الواو عينا في المصدر وقد أعلّت في الفعل قلبت ياء فأصبح الصيام.
.إعراب الآية رقم (184):
{أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}.
الإعراب:
(أيّاما) ظرف زمان منصوب لفعل محذوف تقديره صوموا، (معدودات)، نعت ل (أياما) منصوب مثله، وعلامة النصب الكسرة الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على خبر كان أي كان موجودا على سفر الفاء رابطة لجواب الشرط (عدّة) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره: عليه عدّة. وفيه حذف مضاف أي عليه صيام عدّة (من أيّام) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لعدّة (أخر) نعت لأيام مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للوصفيّة والعدل. الواو عاطفة (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفدية (يطيقون) مضارع مرفوع... والواو فاعل والهاء مفعول به، وفيه حذف مضاف أي يطيقون صيامه (فدية) مبتدأ مؤخّر مرفوع (طعام) بدل من فدية مرفوع مثله، (مسكين) مضاف إليه مجرور. الفاء عاطفة (من) مثل الأول (تطوّع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) منصوب على نزع الخافض، الفاء رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لخير، الواو عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصوموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تصوموا) في محلّ رفع مبتدأ أي: صيامكم.
(خير) خبر مرفوع (لكم) مثل له متعلق بمحذوف نعت لخير، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان (تعلمون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
وجملة: (من كان منكم مريضا) لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم الصيام.
وجملة: (كان منكم مريضا) في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة (عليه) عدّة) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (على الذين..) فدية لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم.
وجملة: (يطيقونه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (من تطوّع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة على الذين.. فدية.
وجملة: (تطوّع خيرا) في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: (هو خير له) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تصوموا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
والجملة (الاسمية صيامكم) خير لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم...
وجملة: (كنتم تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعلمون) في محلّ نصب خبر كنتم.. وجملة الجواب دلّ عليها سياق الكلام أي: إن كنتم تعلمون أنّه خير فافعلوه.
الصرف:
(مريضا)، صفة مشبّهة من مرض يمرض باب فرح وزنه فعيل.
(سفر)، مصدر سماعيّ لفعل سفر يسفر باب نصر وزنه فعل بفتحتين.
(عدّة)، اسم بمعنى العدد، وزنه فعلة بكسر الفاء وعينه ولامه متشابهان.
(أخر)، وزنه فعل بضمّ الفاء وفتح العين، وهو معدول عن آخر، ولهذا جرّ بالفتحة.
فإن كانت أخر- بضمّ الهمزة وفتح الخاء- جمع أخرى أنثى آخر- بكسر الخاء- فهي مصروفة. تقول مررت بأوّل وأخر بالصرف إذ لا عدل هنا.
(فدية)، اسم لما يعطى بدل المفدى، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
(طعام)، اسم مصدر من أطعم الرباعيّ، كالعطاء بمعنى الإعطاء، ومصدره القياسي هو الإطعام ولكن نقص عدد حروف الاسم عن حروف فعله فكان اسم مصدر. وليس الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تملّكه إيّاه، ولو حمل على ذلك لكان مجازا وهو غير ممتنع.
(خيرا)، مصدر لفعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(خير)، اسم تفضيل.. انظر الآية (54) من هذه السورة.
.إعراب الآية رقم (185):{شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}.
الإعراب:
(شهر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره تلك الأيام، (رمضان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة وزيادة الألف والنون (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لشهر، أو لرمضان فيكون في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (القرآن) نائب فاعل مرفوع (هدى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى (بيّنات) معطوفة على هدى بالواو منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (من الهدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيّنات وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الفرقان) معطوف على الهدى بالواو مجرور مثله الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شهد) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. والفاعل هو (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير شهد (الشهر) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي دخول الشهر، الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر الجازمة (يصم) مضارع مجزوم والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول فيه، لأنه ضمير الظرف أي ليصم أيّامه. الواو عاطفة (من كان مريضا... أخر) مرّ إعرابها (يريد) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكم) مثل منكم متعلّق ب (يريد)، (اليسر) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا) نافية (يريد بكم العسر) مثل المتقدّمة الواو عاطفة اللام للتعليل (تكملوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (العدّة) مفعول به منصوب به الواو عاطفة (لتكبّروا) مثل لتكملوا ومعطوف عليه (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به....
والمصدر المؤوّل (أن تكملوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على قوله: (يريد بكم اليسر)... أي ويعينكم لإكمال العدّة.
(على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و(كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تكبّروا) بتضمينه معنى تحمدوه على هدايته لكم.
الواو عاطفة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ، (تشكرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (شهر رمضان) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل فيه القرآن) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (من شهد...) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة: (شهد منكم الشهر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يصمه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يريد اللّه...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يريد بكم العسر) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (تكملوا العدّة) لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تكبّروا اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (لعلّكم تشكرون) لا محلّ لها تعليليّة ومعطوفة بالتعليل على المصادر المؤوّلة.
وجملة: (تشكرون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(رمضان)، علم جنس مشتقّ من الرمض وهو الاحتراق، وزنه فعلان بفتح الفاء والعين.
(القرآن)، في الأصل مصدر قرأ بمعنى جمع أو من القراءة، ثمّ أصبح علما للكتاب المنزل، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
(الفرقان)، هنا مصدر فرق يفرق باب نصر وباب ضرب، وقد يطلق صفة على القرآن فيصبح صفة لعلم. وزنه فعلان بضمّ الفاء (انظر الآية 53 من هذه السورة).
(الشهر)، اسم للمدّة الزمنية بين هلالين أو اسم للهلال نفسه، وزنه فعل بفتح فسكون.
(يصمه)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يصومه بتسكين الواو والميم، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة وزنه يفله.
(اليسر)، مصدر سماعيّ لفعل يسر ييسر باب كرم، وزنه فعل بضمّ الفاء.
(العسر) مصدر سماعيّ لفعل عسر يعسر باب فرح وباب كرم وزنه فعل بضمّ الفاء.
(هداكم)، فيه إعلال بالقلب، أصله هدي بتحريك الياء، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (انظر الآية 2 من هذه السورة).
البلاغة:
اللف والنشر: في قوله: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) إلخ. فقوله: (لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) علة للأمر بمراعاة العدة، وقوله: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ) علة للأمر بالقضاء، وقوله: (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) للترخيص والتيسير.
.إعراب الآية رقم (186):
{وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو القول المقدّر أي: فقل لهم.. (سأل) فعل ماض والكاف ضمير مفعول به (عباد) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه، (عن) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سأل)، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير اسم إنّ (قريب) خبر إنّ مرفوع (أجيب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (دعوة) مفعول به منصوب (الداع) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إذا) مثل الأول متعلّق بمضمون الجواب المحذوف (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والنون للوقاية والياء المحذوفة للتخفيف مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا)، الواو عاطفة (ليؤمنوا) مثل ليستجيبوا، (بي) مثل لي متعلّق ب (يؤمنوا)، (لعلّهم يرشدون) مثل: (لعلّكم تشكرون).
جملة: سألك عبادي في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: إنّي قريب في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وجملة القول المحذوفة لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أجيب) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
وجملة: (دعان) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبل أي: إذا دعاني الداعي أجيب دعوته.
وجملة: (يستجيبوا) لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كنت كذلك فليستجيبوا.
وجملة: (يؤمنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيبوا.
وجملة: (لعلّهم يرشدون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يرشدون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(قريب)، صفة مشبّهة من قرب يقرب باب كرم وزنه فعيل.
(دعوة)، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو باب نصر وزنه فعلة على وزن مصدر المرّة بفتح الفاء.
(الداعي)، اسم فاعل من دعا على وزن فاعل، وقد حذفت الياء من رسم المصحف لأنها تسقط وصلا في بعض القراءات فحذفت رسما للتخفيف، وكذلك الياء في (دعاني)، والإعلال في الآية بقلب الواو ياء أصله الداعو، جاءت متطرفة بعد كسر.
(يرشدون)، من باب نصر بفتح الياء وضمّ الشين، وقرئ يرشدون بضمّ الياء في البناء للمجهول وقرئ بضمّ الياء وكسر الشين من أرشد الرباعيّ، ومفعوله محذوف أي: يرشدون غيرهم.. وقد يأتي هذا الفعل من باب فرح ومصدره رشد بفتح الراء والشين.
.إعراب الآية رقم (187):
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}.
الإعراب:
(أحلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ) (ليلة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحلّ)، (الصيام) مضاف إليه مجرور (الرفث) نائب فاعل مرفوع (إلى نساء) جارّ ومجرور متعلّق بالرفث لأنه مصدر وهو متضمّن معنى الإفضاء، إذ الرفث يتعلّق به حرف الباء و(كم) ضمير مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لباس) خبر مرفوع (لكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت للباس الواو عاطفة (أنتم لباس لهنّ) مثل هنّ لباس لكم.
جملة: (أحلّ... الرفث) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هنّ لباس لكم) لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.
وجملة: (أنتم لباس لهنّ) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
(علم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون والتاء ضمير اسم كان والميم حرف لجمع الذكور، (تختانون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (تاب) فعل ماض...
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل تاب الواو عاطفة (عفا عنكم) مثل تاب عليكم.
والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبر سدّ مسدّ مفعولي علم.
الفاء استئنافيّة (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (باشروا) وهو فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير لجمع الإناث في محلّ نصب مفعول به، الواو عاطفة (ابتغوا) مثل باشروا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كتب) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل الأول متعلق ب (كتب) بتضمينه معنى يسّر الواو عاطفة (كلوا) مثل باشروا، ومثله (اشربوا)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتبيّن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (لكم) مثل الأول متعلّق ب (يتبيّن)، (الخيط) فاعل مرفوع (الأبيض) نعت للخيط مرفوع (من الخيط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين)، (الأسود) نعت للخيط مجرور مثله (من الفجر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتبين)... (من) الأولى لابتداء الغاية، ومن الثانية بيانية، لذا يحمل الجارّ معنى الحال- وهي عند الزمخشري تبعيضيّة، أي حال كون الخيط الأبيض بعضا من الفجر.
والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (كلوا واشربوا).
(ثمّ) حرف عطف (أتمّوا) مثل باشروا (الصيام) مفعول به منصوب (إلى الليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا).
وجملة: (علم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنتم تختانون) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (تختانون) في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: (تاب عليكم) لا محلّ لها معطوفة على محذوف أي فتبتم فتاب عليكم.
وجملة: (عفا عنكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب عليكم.
وجملة: (باشروهنّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ابتغوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة باشروهنّ.
وجملة: (كتب اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كلوا) لا محل لها معطوفة على جملة باشروهنّ.
وجملة: (اشربوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: (يتبيّن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أتمّوا الصيام) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تباشروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون...
والواو فاعل و(هنّ) ضمير متّصل مفعول به الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عاكفون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (في المساجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عاكفون)، (تي) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (حدود) خبر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تقربوها) مثل تباشروهنّ.
وجملة: (لا تباشروهنّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
وجملة: (أنتم عاكفون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تلك حدود..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: لا تقربوها لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا شئتم الطاعة فلا تقربوها.
الكاف حرف جرّ وتشبيه، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق تقديره بيانا اللام للبعد والكاف للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة والهاء مضاف إليه (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبيّن)، (لعلّهم يتّقون) مثل لعلّكم تشكرون.
وجملة: يبيّن اللّه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: لعلّهم يتّقون لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: يتّقون في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الرفث) مصدر سماعيّ لفعل رفث يرفث باب نصر وزنه فعل بفتحتين أو هو من باب ضرب.
(لباس)، اسم جامد لما يلبس من فعل لبس يلبس باب فرح، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه لبس بضمّ فسكون وألبسة بفتح الهمزة وكسر الباء.
(تختانون)، في الكلمة إعلال بالقلب وأصله تختونون بكسر الواو الأولى، مجرّده خان يخون، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، في الماضي والمضارع...
(تاب)، فيه إعلال بالقلب فالألف منقلبة عن واو مضارعه يتوب مصدره توبا وتوبة. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، فوزنه فعل بفتحتين (انظر الآية 37 من هذه السورة).
(عفا)، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تاب.
(ابتغوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله ابتغيوا بضمّ الياء لام الفعل جاءت خامسة، ثم سكّنت إذ نقلت حركتها إلى ما قبلها، ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة.
(الخيط)، الأصل فيه هو أنه مصدر فعل خاط خيط باب ضرب، ثمّ استعمل اسما جامدا للسلك من كتان أو حرير أو قنّب أو غيره.. وفي الآية الكريمة جاء بمعنى بياض الصبح أو سواد الليل وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأبيض)، صفة مشبّهة من الثلاثي بيض يبيض باب فرح، وزنه أفعل.
(الأسود)، صفة مشبّهة من الثلاثي سود يسود باب فرح، وزنه أفعل.
(الفجر)، مصدر في الأصل من فجر يفجر باب نصر، ثمّ أصبح يطلق على ضوء الصباح وزنه فعل بفتح فسكون.
(عاكفون)، جمع عاكف، اسم فاعل من عكف الثلاثيّ وزنه فاعل.
(حدود)، جمع حدّ مصدر سماعيّ لفعل حدّ يحدّ باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد، ووزن حدود فعول بضمّ الفاء.
البلاغة:
1- (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ).
أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، ولما كان الرجل والمرأة يتعانقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبه كل واحد بالنظر إلى صاحبه باللباس أو لأن كل واحد منهما يستر صاحبه ويمنعه عن الفجور وهذا على سبيل الكناية.
2- وقوله: (مِنَ الْفَجْرِ) بيان للخيط الأبيض، واكتفى به عن بيان الخيط الأسود. لأن بيان أحدهما بيان للثاني. فإن قلت أهذا من باب الاستعارة أم من باب التشبيه؟
قلت: قوله: (مِنَ الْفَجْرِ) أخرجه من باب الاستعارة، كما أن قولك: رأيت أسدا مجاز. فإذا زدت (من فلان) رجع تشبيها. فإن قلت فلم زيد (مِنَ الْفَجْرِ) حتى كان تشبيها؟ وهلا اقتصر به على الاستعارة التي هي أبلغ من التشبيه وأدخل في الفصاحة؟
قلت: لأن من شرط المستعار أن يدل عليه الحال أو الكلام، ولو لم يذكر (مِنَ الْفَجْرِ) لم يعلم أن الخيطين مستعاران، فزيد (مِنَ الْفَجْرِ) فكان تشبيها بليغا وخرج من أن يكون استعارة.
3- الطباق: لأنه طابق بين الأسود والأبيض، أما ذكر بقية الألوان فيسمى تدبيجا.
4- و(الرفث) في الآية كناية عن الجماع.
.إعراب الآية رقم (188):{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تأكلوا)، (بالباطل) جار ومجرور متعلّق ب (تأكلوا)، الواو واو المعيّة (تدلوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وجوبا بعد واو المعيّة وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تدلوا)، (إلى الحكّام) جارّ ومجرور متعلّق ب (تدلوا).
والمصدر المؤوّل (أن تدلوا...) معطوف على مصدر مسبوك من مضمون الكلام السابق أي: لا يكن أكل للأموال وإدلاء بها إلى الحكّام.
اللام للتعليل (تأكلوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام...
الواو فاعل (فريقا) مفعول به منصوب (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا)، (الناس) مضاف إليه مجرور، (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (تأكلوا) أي متلبسين بالإثم.
والمصدر المؤوّل (أن تأكلوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تدلوا)، أو بفعل الطلب: لا تأكلوا...
الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
وجملة: (لا تأكلوا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تدلوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: (تأكلوا فريقا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (أنتم تعلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
الصرف:
(الباطل)، اسم فاعل من بطل يبطل على وزن فاعل، ثمّ استعمل اسما بمعنى ضدّ الحقّ.
(تدلوا)، فيه إعلال بالحذف أصله تدليوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى الحرف الذي قبلها، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح الفعل تدلوا وزنه تفعوا.
(الحكّام)، جمع الحاكم، أصله اسم فاعل من حكم يحكم باب نصر ثمّ أصبح اسما يطلق على من يحكم بين الناس، وزنه فاعل.
الفوائد:
1- تتقدم لام التعليل على الفعل المضارع فينصب وقد اختلف النحاة بأسباب النصب ولهم في ذلك رأيان: أحدهما انه منصوب بأن مضمرة جوازا بعد اللام وهو الرأي المعمول به اليوم وهو رأي البصريين وثانيهما وهو رأي الكوفيين وهو أن الفعل منصوب ب (كي) مضمرة جوازا بعد اللام، ويبدو أن الرأي الأول هو الراجح لأنه من الشائع عمل (أن) ظاهرة ومضمرة وجوازا أو وجوبا.
2- من عجائب فقه اللغة دلالة الحروف منفصلة على معان خاصة بها من ذلك أن كل فعل فاؤه دال وعينه لام يدل على الحركة مقرونة بالتدلّي أو الانملاس ومن أحب الاستزادة من خصائص الحروف فعليه بالرجوع إلى كتب فقه اللغة...
.إعراب الآية رقم (189):
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}.
الإعراب:
(يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به (عن الأهلّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسألون)، (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مواقيت) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمواقيت (الحج) معطوف على الناس بالواو مجرور مثله الواو عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (البرّ) اسم ليس مرفوع الباء حرف جرّ زائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (تأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من ظهور) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتوا) بتضمينه معنى تدخلوا و(ها) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تأتوا) في محلّ جرّ بالحرف الزائد- وهو المحلّ القريب- وفي محلّ نصب خبر ليس- وهو المحلّ البعيد.
الواو عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (البرّ) اسم لكنّ منصوب وهو على حذف مضاف أي ذا البرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد الواو استئنافيّة (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (البيوت) مفعول به منصوب (من أبواب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (اتّقوا) مثل ائتوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لعلكم تفلحون) تقدّم إعراب نظيرها.
جملة: (يسألونك..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هي مواقيت) في محل نصب مقول القول.
وجملة: (ليس البرّ بأن تأتوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة هي مواقيت.
وجملة: (لكنّ البرّ من...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ليس البرّ.
وجملة: (اتّقى) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ائتوا البيوت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ائتوا البيوت.
وجملة: (لعلّكم تفلحون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الأهلّة)، جمع هلال، اسم جامد وأصله أهللة- بسكون الهاء وكسر اللام الأولى وفتح الثانية- ثمّ سكّنت اللام الأولى ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وأدغمت مع اللام الثانية، وزنه أفعلة.
(مواقيت)، جمع ميقات، وفي الكلمة إعلال بالقلب أصله موقات بكسر الميم وسكون الواو لأنه من الوقت. جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، وفي الجمع عادت الواو إلى أصلها، وزن مواقيت مفاعيل.
(الحجّ)، مصدر سماعيّ لفعل حجّ يحجّ باب ضرب وزنه فعل بفتح الفاء وسكون العين، وقد يرد بكسر الفاء- كما سيأتي في الآية (97) من سورة آل عمران.
(تأتوا)، فيه إعلال بالحذف بعد إعلال التسكين، وأصله تأتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى التاء وسكنّت، التقى ساكنان فحذفت الياء وأصبح تأتوا، وزنه تفعوا.
(البيوت)، جمع البيت، اسم جامد للمسكن من شعر أو حجر أو مدر أو غيره، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جمع آخر هو أبيات ووزن بيوت فعول بضمّ الفاء..
(ظهور)، جمع ظهر اسم جامد للعضو المعروف، وهو بلفظ المصدر وزنه فعل بفتح فسكون.. ووزن ظهور فعول بضمّ الفاء، وثمّة جمعان آخران هما أظهر بضمّ الهاء، وظهران بضمّ الظاء (الآية 101).
(اتّقى)، فيه إبدال وإعلال، أمّا الإبدال فهو في قلب فاء الكلمة- وهي الواو- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وأصله اوتقى. أمّا الإعلال فهو قلب لام الكلمة- وهي الياء- ألفا، أصله اتّقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح اتّقى، وزنه افتعل.
(وأتوا)، في الكلمة حذف همزة الوصل في أوّلها لتقدّم الواو عليها، أصله ائتوا، فلمّا جاءت الواو حذفت همزة الوصل ورسمت الهمزة بعد ذلك على ألف... وفي الكلمة إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تأتوا.
البلاغة:
1- (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى).
فإن قلت: ما وجه اتصال هذا الكلام بما قبله.
قلت: هذا من الاستطراد في كتاب الله تعالى ومثله قوله تعالى: (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا..) إلى آخر الآية. فإنه تعالى بين عدم الاستواء بينهما إلى قوله: (أجاج) وبذلك تم القصد في تمثيل عدم استواء الكافر والمسلم. ثم قوله: (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ) لا يتقرر به عدم الاستواء، بل المفاد به استواؤهما فيما ذكر، فهو من اجراء الله الكلام بطريق الاستطراد المذكور.
الفوائد:
1- في هذه الآية وما تبعها من آيات يكثر تساؤل المسلمين عن أمور لها مساس في دينهم وهي من جوهر حياتهم الجديدة، يسألون رسولهم عن الأهلة ما شأنها؟ ما بال القمر يبدو هلالا، ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في التناقص حتى يختفي، ثم يسألونه ماذا ينفقون، وعن مقدار ما ينفقون ويسألونه عن القتال في الشهر الحرام وعند المسجد الحرام. ويسألونه عن الخمر والميسر وحكمهما ويسألونه عن المحيض وعن علاقة الرجال بالنساء في تلك الفترة.
ولهذه الأسئلة دلالة على تفتح الفكر ويقظة الحس الديني كما لها دلالة تاريخية على تطور الدعوة وما يواجهها من عقبات.
2- في هذه الآية وما يليها من آيات. تلاحظ تلك التعقيبات الهادفة والتي لها علاقة ماسة بموضوع الآية، وتذكر بتقوى اللّه. (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) فهذه التعقيبات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشعائر التعبدية، والمشاعر القلبية والتشريعات التنظيمية وهي خاصة مطردة من خصائص القرآن الكريم.
.إعراب الآية رقم (190):
{وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقاتلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعتدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المعتدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قاتلوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقاتلونكم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تعتدوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يحبّ المعتدين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تعتدوا)، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تهتدوا.. انظر الآية (137) من هذه السورة.
(المعتدين)، جمع المعتدي، اسم فاعل من اعتدى الخماسيّ وزنه مفتعل.. وفيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى المتّقين- انظر الآية (2) من هذه السورة، الجزء الأول.
الفوائد:
1- (الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)، مثل من الأمثال القرآنية العديدة، وكثير من كلمات القرآن البليغة قد ذهبت مذهب الأمثال كقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ)، وقوله: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وقوله: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
وهذه ثمرة من ثمرات البلاغة القرآنية، وما أكثر وجوه البلاغة في القرآن.
2- (حيث) من الظروف المكانية الملازمة للبناء برغم أنها مضافة، والأكثر أن تبنى على الضم، وتضاف للجمل الاسمية والفعلية نحو: قعدت حيث الجو معتدل، وبقيت حيث طاب المقام وقليلا ما تضاف إلى المفرد ومع قلته جائز ومثله دلالتها على الزمان قالوا إن الأصل فيها للمكان وقد تكون للزمان، كقول الشاعر:
للفتى عقل يعيش به ** حيث تهدي ساقه قدمه

أي حين تهدي.
وقد ندر جرها بالباء نحو تلاقينا بحيث صافح أحدنا الآخر وكذلك جرها بالحرف إلى كقول الشاعر:

الى حيث ألقت رحلها أم قشعم

وقال ابن هشام في المغني: الغالب كونها في محل نصب على الظرفية، أو خفض ب من وقد تخفض بغيرها، والأحسن الأخذ برأي ابن هشام لما فيه من تيسير..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ