الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البقرة من الآية 191 إلى الآية 207

 

.إعراب الآية رقم (191):{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير متّصل مفعول به (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (اقتلوهم)، (ثقفتم) فعل ماض وفاعله، والواو حرف إشباع الضمّة في الميم و(هم) ضمير متّصل مفعول به الواو عاطفة (أخرجوهم) مثل اقتلوهم (من) حرف جرّ (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرجوهم)، (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به الواو اعتراضيّة (الفتنة) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (من القتل) جارّ ومجرور متعلّق بأشدّ الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(هم) ضمير متّصل مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تقاتلوهم)، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (حتّى) حرف غاية وجرّ (يقاتلوا) مضارع منصوب- (أن) مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقاتلوا).
والمصدر المؤوّل (أن يقاتلوا) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تقاتلوهم).
الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (قاتلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل (كم) ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (اقتلوهم) مثل الأول. الكاف حرف جرّ وتشبيه، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم واللام للبعد والكاف خطاب (جزاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (اقتلوهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل اللّه.
وجملة: (ثقفتموهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أخرجوهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم.
وجملة: (أخرجوكم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (الفتنة أشدّ...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (لا تقاتلوهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم حيث...
وجملة: (يقاتلوكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إن قاتلوكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اقتلوهم) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كذلك جزاء الكافرين) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(الفتنة)، مصدر سماعيّ لفعل فتن يفتن باب ضرب، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة.
(القتل)، مصدر سماعيّ لفعل قتل يقتل باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) أي شركهم في الحرم أشد قبحا، أو المحنة التي يفتتن بها الإنسان كالاخراج من الوطن المحبب للطباع السليمة أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها والجملة على الأول من باب التكميل والاحتراس لقوله تعالى: (وَاقْتُلُوهُمْ) إلخ عن توهم أن القتال في الحرم قبيح فكيف يؤمر به، وعلى الثاني تزييل لقوله سبحانه: (وَأَخْرِجُوهُمْ) إلخ لبيان حال الإخراج والترغيب فيه.
.إعراب الآية رقم (192):
{فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (انتهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (إن انتهوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوكم في الآية السابقة.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف.
أي: إن انتهوا فاللّه يغفر لهم لأنّ اللّه غفور رحيم.
الصرف:
(انتهوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله انتهاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه افتعوا.
.إعراب الآية رقم (193):
{وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (قاتلوا) سبق إعرابه، و(هم) ضمير متصل مفعول به (حتى) حرف غاية وجر (لا) نافية (تكون) مضارع تامّ منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (فتنة) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكون فتنة) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوهم).
الواو عاطفة (يكون) مضارع تامّ أو ناقص منصوب معطوف على تكون الأول (الدين) فاعل أو اسم يكون مرفوع (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين أو بمحذوف خبر يكون الفاء استئنافية (إن انتهوا) سبق إعرابها في الآية السابقة الفاء رابطة للجواب (لا) نافية للجنس (عدوان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة حصر (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قاتلوهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل اللّه أو جملة اقتلوهم حيث ثقفتموهم.
وجملة: (لا تكون فتنة) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (يكون الدين) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (إن انتهوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا عدوان إلا..) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء..
الصرف:
(عدوان) مصدر عدا يعدو بمعنى اعتدى باب نصر وزنه فعلان بضمّ الفاء.
.إعراب الآية رقم (194):
{الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)}.
الإعراب:
(الشهر) مبتدأ مرفوع (الحرام) نعت للشهر مرفوع مثله (بالشهر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تقديره مقابل (الحرام) نعت للشهر مجرور مثله الواو عاطفة (الحرمات) مبتدأ مرفوع (قصاص) خبر مرفوع الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اعتدى)، الفاء رابطة لجواب الشرط (اعتدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عليه) مثل عليكم متعلّق ب (اعتدوا)، (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا)، (ما) حرف مصدريّ، (اعتدى) مثل الأول (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (اعتدى).
والمصدر المؤوّل من ما والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه.
الواو استئنافيّة (اتّقوا) مثل اعتدوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (اعلموا) مثل اعتدوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) اسم أنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
جملة: (الشهر الحرام بالشهر..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الحرمات قصاص) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (من اعتدى..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (اعتدى عليكم) في محلّ رفع خبر (من).
وجملة: (اعتدوا عليه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اعتدى عليكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: (اعلموا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
الصرف:
(الحرمات)، جمع حرمة، اسم لما يجب احترامه.
وقد يكون مصدرا بمعنى المهابة والقداسة، وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين أو بضمّ وفتح.
(القصاص)، انظر الآية (178) من هذه السورة.
(اعتدى)، انظر الآية (178) من هذه السورة.
(اعتدوا)، انظر الآية (192) من هذه السورة.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
عبّر بقوله: (فاعتدوا عليه)، وهو ليس اعتداء في الحقيقة وإنما هو عقوبة بلفظ الاعتداء لأنه سبب في العقوبة. فعلاقة هذا المجاز السببية.
الفوائد:
1- (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
أ- في هذه الآية ورد فعل الشرط وجوابه (فعلين ماضيين) والحق أن فعل الشرط وجوابه إما أن يكونا فعلين مضارعين أو فعلين ماضيين أو فعلين مختلفين أحدهما مضارعا والثاني ماضيا. وقد وردا في هذه الآية ماضيين كل منهما في محل جزم.
ب- للنحاة رأي دونوه في باب الموصول مفاده أن (من للعاقل) وقد ترد لغيره مجازا فإن كان المجاز علاقته التشبيه كان استعاره وإن كانت علاقته غير التشبيه كان مجازا مرسلا. كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه ** لعليّ إلى من قد هويت أطير

وقد ارتضى بعض النحاة أن يقال: (من) للعالم بدلا من العاقل.
وإذا لم تتضمن (من وما) معنى الشرط فليستا بشرطيتين وإنما هما موصوليتان أو استفهاميتان.
ج- لقد دأب علماء الفقه والاجتهاد على شرح وبيان آيات الجهاد والهدف الذي يرمي اليه هذا الحكم من أحكام الإسلام. فقالوا: الجهاد في سبيل العقيدة لحمايتها من الحصار وحمايتها من الفتنة، وحماية منهجها وشريعتها في الحياة. وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها، وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة ولا تمنعه فتنة. هذا هو الجهاد الذي يأمر به الإسلام ويثيب عليه ويعتبر من يقتل في سبيله شهيدا...
ويحدده قوله تعالى: (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
وإليكم بعض ما ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بتحديد آداب الجهاد في سبيل اللّه.
أورد الشيخان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان.
وعن ابن مسعود رضي اللّه عنه: أعفّ الناس قتلة أهل الإيمان أي المحاربون المؤمنون، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوصي الغزاة بقوله: «اغزوا باسم اللّه في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا!».

.إعراب الآية رقم (195):
{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (أنفقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنفقوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلقوا) بتضمينه معنى ترموا بأيديكم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و(كم) ضمير مضاف إليه (إلى التهلكة) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تلقوا الواو عاطفة (أحسنوا) مثل أنفقوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (أنفقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: (لا تلقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا.
وجملة: (أحسنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا أو استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه يحبّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحبّ المحسنين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تلقوا) فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تدلوا في الآية (188) من هذه السورة.
(أيدي)، جمع يد، اسم جامد.. وفيه حذف لام الكلمة وأصله يدو أو يدي.. فإن كان يدو فجمعه أيدو وبكسر الدال ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فقيل أيدي (انظر الآية 79 من هذه السورة).
(التهلكة)، مصدر سماعيّ لفعل هلك يهلك باب ضرب. والتهلكة من نوادر المصادر وليس مما يجري على القياس.
(المحسنين)، جمع المحسن، اسم فاعل من أحسن الرباعيّ على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره (انظر الآية 112 من هذه السورة).
البلاغة:
(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، وقيل:
(بأيديكم) أي بأنفسكم على سبيل المجاز المرسل فعبّر بالأيدي وهي الجزء وأراد الأنفس وهي الكل. فالعلاقة جزئية.
الفوائد:
1- للمفسرين أقوال كثيرة في معنى قوله تعالى: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
يطيب لي أن أقدم للقراء واحدا منها: قال أبو أيوب الأنصاري: نحن أعلم بهذه الآية، إنما أنزلت فينا: صحبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنصرناه، وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على أهلينا وأموالنا وأولادنا، فلما وضعت الحرب أوزارها رجعنا إلى أهلينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها، فكانت التهلكة، الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. هكذا ورد النص.
لقد أوردت هذا الرأي وهذا الحديث لما قد أمعنّا فيه وأوغلنا من الانهماك في سبيل المادة لا نتحرّى موردها، ولا مآلها، ولا مصدرها، ولا مصرفها الأمر الذي صرفنا عن أسباب المجد وطلب المعالي وأطمع فينا كل طامع ونتيجة ذلك فقد القينا بأيدينا إلى التهلكة.
.إعراب الآية رقم (196):{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أتموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الحجّ) مفعول به منصوب (العمرة) معطوف على الحج بالواو منصوب مثله (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتمّوا) الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أحصرتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره واجب عليكم، (استيسر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من الهدي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل استيسر الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تحلقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (رؤوس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى (الهدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة الظاهرة (محلّ) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ...) في محلّ جرّ متعلّق ب (تحلقوا).
جملة: (أتمّوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحصرتم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أتمّوا...
وجملة: واجب عليكم ما استيسر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (استيسر.) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا تحلقوا...) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة: (يبلغ الهدى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان (مريضا) خبر كان منصوب (أو) حرف عطف الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أذى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف من (رأس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأذى، والهاء ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (فدية) مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف تقديره عليه فدية (من صيام) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفدية (أو) حرف عطف (صدقة) معطوف على صيام مجرور مثله، وكذلك (نسك).
وجملة: (من كان منكم مريضا) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحلقوا..
وجملة: (كان منكم مريضا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (به أذى) في محلّ نصب معطوفة على خبر كان.
وجملة: (عليه) فدية) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفاء عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو معنى الاستقرار أي فعليه ما استيسر أي يستقرّ عليه الهدي (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط إذا (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (تمتّع) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالعمرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّع)، (إلى الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تمتّع أي تمتّع مستمرّا بالتمتّع إلى الحج الفاء رابطة لجواب الشرط من (ما استيسر من الهدي) مثل الأولى في الآية ذاتها الفاء عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي، (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط من (صيام) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره عليه صيام (ثلاثة) مضاف إليه مجرور (أيّام) مضاف إليه مجرور (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بصيام الواو عاطفة (سبعة) معطوف على ثلاثة مجرور مثله (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بصيام (رجعتم) فعل ماض وفاعله.
جملة: (إذا أمنتم...) من الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم مريضا..
وجملة: (أمنتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (من تمتّع..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وهو إذا.
وجملة: (تمتّع بالعمرة) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: عليه (ما استيسر) في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء.
وجملة: (من لم يجد) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط فمن تمتّع وجملة: (لم يجد) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: عليه (صيام) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (رجعتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (عشرة) خبر مرفوع (كاملة) نعت لعشرة مرفوع مثله (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى الحكم المذكور واللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يكن) مضارع ناقص مجزوم (أهل) اسم يكن مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (حاضري) خبر يكن منصوب وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله.
وجملة: (تلك عشرة كاملة) لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة: (ذلك لمن لم يكن..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لم يكن أهله..) لا محلّ لها صلة الموصول.
الواو استئنافيّة (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اعلموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
الصرف:
(العمرة)، مصدر أو اسم لأفعال الحجّ الأصغر، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين.
(الهدي)، جمع هدية زنة تمرة، اسم للحيوان الذي يسوقه الحاجّ أو المعتمر هديّة لأهل الحرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(رؤوس)، جمع رأس، اسم جامد لما يلي الرقبة من أعلاها أو مقدّمتها، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أرؤس وروس وآراس، ووزن رؤوس فعول بضمّ الفاء.
(محلّه)، اسم مكان- أو زمان- من حلّ يحلّ باب ضرب أي تحلّل من الإحرام.
(أذى)، مصدر سماعيّ لفعل أذي يأذى باب فرح، وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، أصله أذي بياء متحرّكة في آخره. وحذفت ألفه لفظا للتنوين لأنه اسم مقصور، وزنه فعل بفتحتين.
(صدقة)، اسم لما يعطى قصد المثوبة، وزنه فعلة بفتحتين.
(نسك)، مصدر سماعيّ لفعل نسك ينسك باب نصر، وزنه فعل بضمّتين، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نسك بضمّ النون وفتحها وكسرها وسكون السين، ونسوك بضمّ النون، ونسكة بفتح فسكون، ومنسك زنة مفعل بفتح الميم والعين.
(يجد)، فيه إعلال بالحذف حذفت فاؤه فهو معتل مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعل بكسر العين.
(ثلاثة)، انظر الآية (7) من سورة الواقعة.
(سبعة)، انظر الآية (23) من سورة الكهف.
(عشرة)، اسم عددي وهو أوّل العقود، وفتحت فيه الشين لأن معدوده مذكّر وهو الأيام، جمعه عشرات.
(كاملة)، مؤنّث كامل، اسم فاعل من كمل يكمل باب نصر وباب كرم وباب فرح، وزنه فاعل.
(أهل)، اسم جمع لا مفرد له من لفظه يجمع على أهلين ملحقا بجمع المذكّر السالم وزنه فعل بفتح فسكون انظر الآية 105 من هذه السورة.
(حاضري)، جمع حاضر، اسم فاعل من حضر يحضر باب نصر، وزنه فاعل.
(العقاب)، مصدر سماعيّ لفعل عاقب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء. أما مصدره القياسيّ فهو المعاقبة.
البلاغة:
1- (تلك عشرة كاملة) الإشارة إلى الثلاثة والسبعة.
لكي يعلم العدد جملة كما علم تفصيلا فيحاط به من وجهين فيتأكد العلم، ومن أمثالهم: علمان خير من علم ولا سيما وأكثر العرب لا يحسن الحساب، فاللائق بالخطاب العاميّ الذي يفهم به الخاص والعام الذين هم من أهل الطبع، لا أهل الارتياض بالعلم، أن يكون بتكرار الكلام وزيادة الإفهام والإيذان بأن المراد- بالسبعة- العدد دون الكثرة فإنها تستعمل بهذين المعنيين.
الفوائد:
للفقهاء كلام كثير حول قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ). أحببنا أن نورده مختصرا لعل فيه فيه فائدة لمستفيد.
يقول الزمخشري: أي ائتوا بهما تامين كاملين بمناسكهما وشرائطهما لوجه اللّه من غير توان ولا نقصان يقع منكم فيهما.
أ- قيل إتمامهما أن تحرم بهما من دويرة أهلك.
ب- وقيل أن تفرد لكل واحد منهما سفرا.
ج- وقيل أن تخلصوهما للعبادة ولا تشوبوهما بشيء من التجارة والأغراض الدنيوية.
د- وقد دلّ الدليل على عدم وجوب العمرة أن رسول اللّه سئل: هل العمرة واجبة مثل الحج قال: لا ولكن أن تعتمر خير لك.
.إعراب الآية رقم (197):
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (197)}.
الإعراب:
(الحجّ) مبتدأ مرفوع، (أشهر) خبر مرفوع، (معلومات) نعت لأشهر مرفوع مثله الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (فرض) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي فرض على نفسه (في) حرف جرّ و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فرض)، (الحجّ) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (رفث) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب الواو عاطفة (لا فسوق) مثل لا رفث، وكذلك (لا جدال)، (في الحجّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا جدال، الواو عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله (تفعلوا) وهو مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما و(من) هنا بيانيّة، (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط والهاء ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. الواو استئنافيّة (تزوّدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، والمفعول به محذوف تقديره: ما يبلّغكم لسفركم الفاء تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (خير) اسم إنّ منصوب (الزاد) مضاف إليه مجرور (التقوى) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف. الواو عاطفة (اتّقوا) مثل تزوّدوا والنون للوقاية والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به، أصله اتّقوني (يا) أداة نداء (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (الحجّ أشهر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من فرض فيهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (فرض فيهنّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (لا رفث.) هي الحجّ في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تفعلوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة من فرض فيهنّ.
وجملة: (يعلمه اللّه) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تزوّدوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ خير الزاد التقوى) محلّ لها تعليليّة.
وجملة: اتّقون لا محلّ لها معطوفة على جملة تزوّدوا.
وجملة النداء: (يا أولي الألباب) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(معلومات)، جمع معلومة مؤنّث معلوم، اسم مفعول من علم يعلم باب فرح، وزنه مفعول.
(فسوق)، مصدر سماعيّ لفعل فسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعول بضمّ الفاء.
(جدال)، مصدر سماعي لفعل جادل الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا القياسيّ فهو المجادلة.
(الزاد)، مصدر بمعنى التزوّد، أو هو اسم مصدر لفعل تزوّد الخماسي، وزنه فعل بفتح فسكون وهو أيضا اسم لطعام السفر.
(التقوى)، هو اسم مصدر من فعل اتّقى، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال في الفعل اتّقى، أصله أو تقى، وبقي القلب في التقوى وأصله الوقيا ثمّ قلبت الياء واوا في الاسم للفرق بينه وبين الصفة وهي التقيّ.
(أولي)، الواو زائدة تكتب ولا تلفظ، وهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
البلاغة:
1- قوله: (فِي الْحَجِّ) أي في أيامه والإظهار في مقام الإضمار لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت العظيم والتقرب بها إلى الله عز وجل من موجبات ترك الأمور المذكورة، وإيثار النفي للمبالغة في النهي والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه ففي تضاعيف الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة.
2- (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) أي اتخذوا (التقوى) زادكم لمعادكم فإنها خير زاد، فقد أخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر للمبالغة. وهو تشبيه بليغ للتقوى.
3- (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) أمرهم بأن يتبرءوا من كل شيء سواه وهو مقتضى العقل المعرى عن شوائب الهوى فلذلك خص بهذا الخطاب أولو الألباب مع أن الأمر بالتقوى ليس خاصا بأولي الألباب وحدهم، لأن كل إنسان مأمور بالتقوى وهذا ما يسمى الإطناب وهو ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص على العام.
4- لقد استعمل القرآن (الألباب) مجموعة، فلم يأت بها مفردة لأنها من الألفاظ التي يعذب جمعها.
الفوائد:
1- في هذه الآية يوجهنا تعالى إلى التمسك بآداب الحج فينهانا عن التحدث بما يكون بين المرأة وزوجها ساعة الخلوة مما لا يليق ذكره أمام الناس كما ينهانا عن الفسوق وهو كل ما يخرج المرء من حظيرة الدين. ومن لطيف خصائص العربية أن الفاء والسين في أول الفعل كثيرا ما تشير إلى النبوّ والاستكراه، والفسل هو الأمر المسترذل.
يقول الفرزدق:
فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ** بوكس ولا سودا تصحّ فسولها

2- كثيرا ما يعقّب تعالى في ختام الآيات بالتنويه عن أصحاب العقول والحض على تحرير العقل واستعماله بعيدا عن الضلالات والخرافات وعما كان عليه أعراب الجاهلية من ذلك قوله تعالى: (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ)، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، (لِأُولِي النُّهى)، ومثله التنديد بمن لا يستعمل فكره وعقله: (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ).
ولعلّ في هذا الاتجاه حيوية الدين واستجابته لضرورات التطور لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

.إعراب الآية رقم (198):{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)}.
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جرّ و(كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر ليس (جناح) اسم ليس مؤخّر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تبتغوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا)، و(كم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في أن تبتغوا.. والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف نعت لجناح.
الفاء عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل تضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب اذكروا (أفضتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من عرفات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفضتم)، الفاء رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اذكروا)، (المشعر) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمشعر مجرور مثله الواو عاطفة (اذكروا) مثل الأول والهاء ضمير مفعول به الكاف حرف جرّ وتعليل، (ما) حرف مصدريّ (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (اذكروه) أي لأجل هدايته إيّاكم.
الواو استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة، وهي هنا مهملة وجوبا...
(كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ الضالّين.. أو متعلّق بالضالّين المذكور، والهاء ضمير مضاف إليه اللام هي الفارقة التي تميّز بين إن النافية والمخفّفة من الثقيلة (من الضالّين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (ليس عليكم جناح) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تبتغوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (أفضتم.) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اذكروا اللّه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (اذكروه) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا اللّه.
وجملة: (كنتم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تبتغوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية (41) وزنه تفتعوا.
(أفضتم)، فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم.
(عرفات)، اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في (مسلمون) وليس دليل الصرف. وهذا الاسم من الأسماء المرتجلة إلا على القول بأن أصله جمع.
(المشعر)، اسم جبل، سمي مشعرا زنة معبد من الشعار وهو العلامة لأنه من معالم الحج.
الفوائد:
1- لفظ (عرفات) من الملحقات بجمع المؤنث السالم. فحقه أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة والملحقات بجمع المؤنث نوعان:
أ- الأول كلمات لها صورة جمع المؤنث ولكن ليس لها مفرد، لفظها وإنما لها مفرد من معناها، مثل: (أولات) بمعنى صاحبات ومفردها (ذات) بمعنى صاحبة. وبما أن كلمة (أولات) مضافة دائما فهي تعرب اعراب جمع المؤنث بدون تنوين، ومثلها لفظ (اللات) وهي اسم موصول لجمع الإناث وتعرب إعرابه وهناك من يبنيها على الكسر فهي عندهم اسم جمع لكلمة (التي).
ب- النوع الثاني من ملحقات جمع المؤنث السالم، هو كل ما كان من جمع المؤنث أو ملحقاته ثم انتقل فأصبح علما على رجل أو امرأة أو مكان أو غير ذلك من أمثلته سعادات وزينبات، وعنايات، ونعمات، وعرفات، وأذرعات. فهذه لفظها لفظ جمع المؤنث ولكنها تطلق على مفرد سواء كان مذكرا أم مؤنثا وفي إعراب هذا النوع الأخير من الأسماء ثلاثة أقوال، الأول: يعربه إعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين، والثاني يعربه إعراب جمع المؤنث السالم ولكن بدون تنوين، والثالث: يعربه إعراب الممنوع من الصرف يرفع بالضمة، وينصبه ويجره بالفتحة ولكن بدون تنوين.
إن الآراء الثلاثة جائزة وإنما الأفضلية للرأي الأخير. ونحض على استعماله دون غيره.
2- كثيرا ما يتساءل الناس عن الحج إذا نجمت عنه منفعة كمن يتجر في الحج ومن يؤجر نفسه أثناء الحج سواء للخدمة أو ليحج عن آخر لم يستطع أن يحج. إلى آخر ما هنالك من المنافع وللاجابة على هذا التساؤل نورد هذه الأحاديث:
أ- روى البخاري عن ابن عباس: قال: كانت عكاظ والمجنة وذو المجاز اسواقا في الجاهلية فتأثم الناس أن يتجروا في الموسم فنزلت (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) في مواسم الحج.
ب- وفي رواية عن أبي أمامه التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت. وتأتون بالمعروف وترمون الحجار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى: فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن الذي سألتني: فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم).
وقد نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحج وسماها القرآن ابتغاء من فضل اللّه. ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل اللّه حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق إنما هو يطلب من فضل اللّه.
.إعراب الآية رقم (199):
{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}.
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (أفيضوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جر (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا)، (أفاض) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع الواو عاطفة (استغفروا) مثل أفيضوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم (إنّ) منصوب (غفور) خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (أفيضوا) لا محل لها معطوفة على جملة اذكروا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: (أفاض الناس) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (استغفروا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة أفيضوا.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(أفاض)، فيه إعلال بالقلب أصله أفيض، نقلت حركة الياء إلى الضاد ثم قلبت ألفا لأن ما قبلها مفتوحة وهي متحركة في الأصل.
.إعراب الآية رقم (200):
{فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل اذكروا (قضيتم) فعل ماض وفاعله (مناسك) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (كذكر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي ذكرا كذكركم، و(كم) ضمير مضاف إليه (آباء) مفعول به منصوب و(كم) مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير أو لإباحة أو بمعنى الواو (أشدّ) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل، (ذكرا) تمييز منصوب والمعنى: كونوا أشدّ ذكرا للّه منكم لآبائكم الفاء استئنافيّة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (ربّ) منادى مضاف منصوب (نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه وقد حذفت أداة النداء (آت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آت المحذوف أي آتنا نصيبنا حاصلا في الدنيا الواو عاطفة (ما) نافية مهملة اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من خلاق (من) حرف جرّ زائد (خلاق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: (قضيتم.) في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها.
وجملة: (اذكروا اللّه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (من الناس) من يقول لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقول..) لا محلّ لها صلة الموصول أو في محلّ رفع نعت من.
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (آتنا في الدنيا) لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة).
وجملة: (ما له في الآخرة من خلاق) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي: فيعطى وما له.. من خلاق.
الصرف:
(ذكر)، مصدر سماعيّ لفعل ذكر يذكر باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.
(آتنا)، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء في الأمر، أصله في المضارع يؤتي. حذفت الياء- حرف العلّة- لبناء الفعل على حذف حرف العلّة.. وزنه أفعنا (انظر الآية 43 من هذه السورة لمعرفة تركيب المدّ).
البلاغة:
- (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) أي اذكروا الله ذكرا كذكركم آباءكم أو كذكر أشدّ منه وأبلغ، وذلك بجعل الذكر ذاكرا على سبيل المجاز العقلي.
الفوائد:
1- قوله: (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً). لقد قام النحاة وقعدوا في إعراب هذا العطف وحاولوا إيضاحه فأبهموه وأوقعوا الطالب في حيرة، إن منهم من جعل العطف على الكاف ومنهم من جعله على (الآباء) ومنهم من عطف (أشد) على نفس (الذكر) ومنهم من قال: إن الكلام محمول على المعنى والتقدير أو كونوا ذكرا للّه مثلكم لآبائكم أما أبو حيان فقد استعرض هذه الآراء واستضعفها ثم قال: طالما ساغ لنا حمل الآية على أنهم أمروا بأن يذكروا اللّه ذكرا يماثل ذكر آبائهم أو أشد، وقد كان حريّا بهم أن يجعلوا (أشدّ) منصوبا على الحال لأنه تقدم ولو تأخر لكان نعتا لقوله: (ذكرا) كقول القائل:
لميّه موحشا طلل ** يلوح كأنه خلل.

فلو تأخر موحشا لكان نعتا للطلل، ولكن عند ما تقدم أصبح حالا فتأمّل...
2- يحسب القارئ لأول وهلة أن اللّه يطلب من الحاج أن يذكره كما يذكر أباه وأمه وأقاربه ولكن ليس الأمر كذلك: فقد كانوا في أسواق الجاهلية يتفاخرون بالآباء والأجداد ويذكرون مآثرهم ومناقبهم: فأراد اللّه أن يغيروا هذه السنة السيئة لسنة أفضل وأقوم وهي أن يذكروا اللّه بدلا من انشغالهم بذكر الآباء والأجداد.

.إعراب الآية رقم (201):
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (201)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من يقول.. في الدنيا) سبق إعرابها مفردات وجملا، (حسنة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (في الآخرة حسنة) مثل نظيرها المتقدمة، الواو عاطفة (ق) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به منصوب (النار) مضاف إليه.
جملة: (منهم من يقول) لا محلّ لها معطوفة على جملة من الناس من يقول.
وجملة: (قنا عذاب النار) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا...
الصرف:
(قنا)، فيه إعلال بالحذف المضاعف، حذفت فاء الفعل بدءا من المضارع لأنه معتلّ الفاء، وحذفت لام الفعل لمناسبة البناء، يعامل معاملة المثال والناقص، وزنه عنا.
(حسنة)، اسم للشيء الحسن المطلوب، وزنه فعلة بفتحتين.
.إعراب الآية رقم (202):{أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (202)}.
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ و(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب، (كسبوا) فعل ماض وفاعله الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور، وقد أضيفت الصفة إلى فاعلها.
جملة: (أولئك لهم نصيب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لهم نصيب..) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: (كسبوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اللّه سريع الحساب) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نصيب)، اسم لما يقسم ويرفع، معنويا كان أو مادّيّا، فهو فعيل بمعنى مفعول.
(سريع)، صفة مشتقّة من سرع يسرع باب فرح وباب كرم، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل وزنه فعيل.
(الحساب)، مصدر سماعيّ لفعل حاسب الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ للفعل فهو محاسبة.
.إعراب الآية رقم (203):
{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (في أيام) جارّ ومجرور متعلّق ب (اذكروا)، (معدودات) نعت لأيام مجرور مثله الفاء عاطفة (من) اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تعجّل) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في يومين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجّل)، وعلامة الجرّ الياء الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا الواو عاطفة (من تأخّر فلا إثم عليه) مثل سابقتها تأخذ إعرابها مفردات وجملا اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ محذوف تقديره هو يعود إلى جواز التعجيل والتأخير (اتّقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة (اتّقوا) مثل اذكروا (اللّه) مفعول به منصوب الواو عاطفة (اعلموا) مثل اذكروا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: (اذكروا اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من تعجّل..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تعجّل في يومين) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (لا إثم عليه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (هو) لمن اتّقى) لا محلّ لها اعتراضيّة أو استئناف بيانيّ.
وجملة: (اتّقى) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا اللّه.
وجملة: (اعلموا) لا محلّ لها معطوفة على إحدى جملتي الطلب.
وجملة: (تحشرون) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
(معدودات)، جمع معدودة مؤنّث معدود، اسم مفعول من عدّ يعدّ باب نصر وزنه مفعول.
.إعراب الآية رقم (204):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (204)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (من الناس من يعجب) مثل من الناس من يقول، والكاف ضمير مفعول به (قول) فاعل مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لقوله: (الدنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو حاليّة (يشهد) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يشهد)، (في قلب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، والهاء ضمير مضاف إليه الواو حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ألدّ) خبر مرفوع (الخصام) مضاف إليه مجرور.
جملة: (من الناس من..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعجبك قوله) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يشهد اللّه) في محلّ نصب حال.
وجملة: (هو ألدّ الخصام) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الخصام) جمع خصم ككعب وكعاب، أو هو مصدر سماعيّ لفعل خاصم الرباعيّ، وفي الكلام حينئذ حذف مضاف أي هو أشد ذوي الخصام.
(قوله)، مصدر قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ألدّ) صفة مشتقّة بمعنى شديد الخصومة فهي صفة مشبّهة على وزن أفعل من لدّ يلدّ باب نصر.
.إعراب الآية رقم (205):
{وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (205)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل سعى (تولّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سعى) مثل تولّى (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل سعى أي متنقّلا أو متعلّق ب (سعى)، اللام لام التعليل (يفسد) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يفسد).
والمصدر المؤوّل (أن يفسد) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سعى).
الواو عاطفة (يهلك) مثل يفسد منصوب بالعطف (الحرث) مفعول به منصوب (النسل) معطوف على الحرث بالواو منصوب مثله الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الفساد) مفعول به منصوب.
جملة: (تولّى) في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف. أو معطوف على جملة يعجبك في الآية السابقة.
وجملة: (سعى) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يفسد) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يهلك.) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (اللّه لا يحبّ الفساد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يحبّ الفساد) في محلّ رفع خبر المبتدأ.
الصرف:
(تولّى)، فيه إعلال بالقلب، أصله تولّي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه تفعّل.
(سعى)، فيه إعلال بالقلب، أصله سعي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعل بفتحتين.
(الحرث)، هو الاسم من حرث يحرث باب نصر بمعنى الزرع وزنه فعل بفتح فسكون.
(النسل)، هو الاسم من نسل ينسل باب ضرب وهو الولد وزنه فعل بفتح فسكون.
(الفساد)، مصدر سماعيّ لفعل فسد يفسد باب نصر وباب ضرب وباب كرم وزنه فعال بفتح الفاء.
.إعراب الآية رقم (206):
{وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ (206)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل (أخذته)، (قيل) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح ونائب الفاعل جملة اتّق اللّه كما سيأتي اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل)، (اتّق) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (أخذ) فعل ماض والتاء تاء التأنيث والهاء ضمير مفعول به (العزّة) فاعل مرفوع (بالإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال إمّا من العزّة أي متلبّسة بالإثم، أو من الهاء المفعول أي متلبسا بالإثم، وقد تكون الباء سببيّة فيتعلّق الجارّ بالفعل أخذ أي أخذته العزّة بسبب لإثم. الفاء استئنافيّة (حسب) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع الواو عاطفة اللام واقعة في جواب قسم محذوف (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل بئس مرفوع. والمخصوص بالذّم محذوف وهو جهنّم.
جملة: (قيل...) في محلّ جرّ مضاف إليه والشرط وفعله وجوابه إما مستأنف أو معطوفة على جملة الصلة يعجبك وجملة: (اتق اللّه) في محلّ جرّ رفع نائب فاعل.
وجملة: (أخذته العزّة) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (حسبه جهنّم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بئس المهاد..) لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(العزّة) مصدر عزّ يعزّ باب ضرب وزنه فعلة بكسر فسكون.
(جهنّم)، اسم جامد لدار العقاب وزنه فعنّل بفتح الفاء والعين وتشديد النون بزيادة النون الثانية كعلّس البعيدة القعر ولهذا سمّيت.
(المهاد)، إمّا جمع مهد، أو هو مفرد بمعنى الفراش.
.إعراب الآية رقم (207):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (207)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من الناس من يشري) مثل إعراب نظيرها المتقدّمة، (نفس) مفعول به منصوب الهاء ضمير مضاف إليه (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب (مرضاة) مضاف إليه مجرور (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف.
جملة: (من الناس) من يشري معطوفة على جملة من الناس من يقول.
وجملة: (يشري..) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (اللّه رؤف بالعباد) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نفس)، اسم يدلّ على الذات أو الجسد أو الروح.
وهو مؤنّث إن أريد به الروح ومذكّر إن أريد به الشخص أو الذات، وزنه فعل بفتح فسكون (انظر الآية 48 من هذه السورة).
(ابتغاء)، فيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصلها ابتغاي لأن الفعل ابتغى يبتغي. وزنه افتعال لأن الإبدال لا يغيّر من الوزن شيئا.
(مرضاة)، فيه إعلال بالقلب، أصله مرضية بفتح الياء وقبلها ضاد مفتوحة لذلك قلبت الياء ألفا لتجانس حركة ما قبلها فأصبحت مرضاة، وزنه مفعلة وهو مصدر ميمي من رضي.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ