الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البقرة من الآية 151 إلى الآية 175

 

.إعراب الآية رقم (151):{كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)}.
الإعراب:
الكاف حرف جرّ وتشبيه (ما) مصدريّة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أتمّ. أي: أتمّ نعمتي إتماما كإرسالنا فيكم رسولا منكم.
(في) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا)، (رسولا) مفعول به منصوب (منكم) مثل فيكم متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا)، (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (يتلو) (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(نا) ضمير متصل مضاف إليه الواو عاطفة (يزكّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل هو و(كم) مفعول به الواو عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (الكتاب) مفعول ثان به منصوب (الحكمة) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله الواو عاطفة (يعلّمكم) مثل يزكّيكم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تكونوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم تكون، (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (أرسلنا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: (يتلو...) في محلّ نصب نعت ثان ل (رسولا).
وجملة: (يزكّيكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: (يعلّمكم الأولى) في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: (يعلّمكم الثانية) في محلّ نصب معطوفة على جملة يعلمكم الأولى.
وجملة: تكونوا لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: تعلمون في محل نصب خبر تكونوا.
.إعراب الآية رقم (152):
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)}.
الإعراب:
الفاء تعليلية أو رابطة لجواب شرط مقدر (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (اذكر) مضارع مجزوم جواب الطلب و(كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا الواو عاطفة (اشكروا) مثل اذكروا اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشكروا)، الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل والنون المذكورة للوقاية الياء المحذوفة مفعول به.. وفي الكلام حذف مضاف أي لا تكفروا نعمتي.
جملة: (اذكروني) لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة.
وجملة: (أذكركم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر من الطلب السابق غير مقترنة بالفاء أي: إن تذكروني أذكركم.
وجملة: (اشكروا) لا محل لها معطوفة على جملة اذكروني.
وجملة: (لا تكفرون) لا محل لها معطوفة على جملة اشكروا.
الفوائد:
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ: أكد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذا المعنى بالحديث القدسي القائل يقول اللّه تعالى: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه».
.إعراب الآية رقم (153):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أي أو عطف بيان (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا)، (الصلاة) معطوفة على الصبر بالواو مجرور مثله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة (النداء يأيّها الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (استعينوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّ اللّه مع الصابرين) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الصابرين)، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر الثلاثيّ، وزنه فاعل.
.إعراب الآية رقم (154):
{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقولوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تقولوا)، (يقتل) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقتل)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أموات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بل) حرف إضراب للابتداء (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم الواو حاليّة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (لا) نافية (تشعرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (لا تقولوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة استعينوا في السابقة.
وجملة: (يقتل) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (هم) أموات) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هم) أحياء) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي بل قولوا هم أحياء.
وجملة: (لا تشعرون) في محلّ نصب حال من فاعل تقولوا.
الصرف:
(سبيل)، اسم بمعنى الطريق يذكّر ويؤنّث، وزنه فعيل مشتقّ من سبّل الرباعيّ، جمعه سبل بضمتين أو ضمّ فسكون وأسبل بفتح الهمزة وضمّ الباء وأسبلة بفتح الهمزة وكسر الباء، وسبول بضمّ السين (الآية 108) (أحياء)، جمع حيّ، صفة مشبّهة من حيي يحيا باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون وعينه ولامه من حرف واحد، وأحياء فيه إبدال حرف العلة- وهو لام الكلمة- همزة لمجيء الياء متطرفة بعد ألف ساكنة وأصله أحياي.
البلاغة:
1- الإيجاز: في قوله تعالى: (بَلْ أَحْياءٌ) وهو إيجاز بالحذف فقد حذف المبتدأ وتقديره (هم) أي بل هم أحياء وذلك لأهمية ذكر الخبر لأنهم ما كانوا يتصورون أنهم أحياء ففند سبحانه هذه البدائية العجيبة تصويرا رشيقا.
2- الطباق: أموات وأحياء في الآية هو طباق رشيق لا تكلف فيه.
{ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أموات} إلى آخر الآية.
هذا التوجيه الإلهي كان له الأثر الأكبر في اندفاع المسلمين إلى الجهاد وطلب الشهادة حتى دانت لهم الدول وفتحت عليهم الأمصار ودخل الناس في دين اللّه أفواجا.. وكل أمة تحب الموت يكتب لها الحياة، وهذا ما نحتاجه اليوم حاجة ماسة لا غناء لنا عنها... ولا بديل لها كائنا ما كان...
.إعراب الآية رقم (155):
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام رابطة لجواب قسم مقدّر (نبلونّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم و(كم) ضمير مفعول به (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبلونّ)، (من الخوف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لشيء (الجوع) معطوف على الخوف بالواو مجرور مثله (نقص) معطوفة على شيء بالواو مجرور مثله (من الأموال) جارّ ومجرور متعلّق بنقص، (الأنفس، الثمرات) اسمان معطوفان على الأموال بحرفي العطف مجروران مثله الواو استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
جملة: (نبلونكم) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (بشّر الصابرين) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الجوع)، مصدر سماعيّ لفعل جاع الثلاثيّ وزنه فعل بضم فسكون.
(نقص)، مصدر سماعيّ لفعل نقص ينقص باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(الأموال)، جمع المال، اسم لما يملك من كلّ شيء، وزنه فعل بفتح فسكون، والألف فيه منقلبة عن واو.
.إعراب الآية رقم (156):
{الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للصابرين، (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (أصاب) فعل ماض والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (مصيبة) فعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(نا) ضمير اسم إنّ (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ الواو عاطفة (إنّا) مثل الأول (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (راجعون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة الشرط وفعل الشرط وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (أصابتهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّا للّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّا إليه راجعون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الصرف:
(أصاب)، فيه إعلال بالقلب أصله أصوبتهم بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها ثم قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحرّكها في الأصل.
(مصيبة)، اسم لكلّ مكروه على وزن اسم الفاعل من أصاب، وفيه إعلال بالقلب لأن أصله مصوبة بضمّ الميم وكسر الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الصاد قبلها، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء، جمعه مصائب ومصاوب.
(راجعون)، جمع راجع، اسم فاعل من رجع الثلاثيّ على وزن فاعل.
.إعراب الآية رقم (157):
{أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}.
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (على) حرف جرّ و(هم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (صلوات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلوات و(هم) مضاف إليه (رحمة) معطوف على صلوات بالواو مرفوع مثله الواو عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (المهتدون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (أولئك عليهم صلوات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عليهم صلوات) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (أولئك هم المهتدون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (هم المهتدون) في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.
الفوائد:
1- لابد من وقفة أمام هذه التعبئة للنفوس، التعبئة في مواجهة المشقة والجهد والاستشهاد والقتل والجوع والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات فماذا وعدهم اللّه لقاء ذلك؟ وعدهم بقوله: (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
عن خبّاب بن الأرت: قال: شكونا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصدّه ذلك عن دينه. واللّه ليتمّنّ اللّه تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت فلا يخاف إلا اللّه، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون.
2- (أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ):
في إعراب (هم) وجهان: الأول انها مبتدأ والمهتدون خبر والجملة في محل رفع خبر ل (أولئك) الثاني انها ضمير فصل لا محل له من الاعراب وعليه يكون (المهتدون) خبرا ل (أولئك). وعندي أن الوجه الأول أكثر استساغة من الثاني.
.إعراب الآية رقم (158):{إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الصفا) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وفي الكلام حذف مضاف أي. إنّ سعي الصفا (المروة) معطوف على الصفا بالواو تبعه في النصب (من شعائر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللّه) مضاف إليه مجرور الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (حجّ) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (البيت) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف للإباحة (اعتمر) فعل ماض والفاعل هو الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطّوّف) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ و(هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يطّوّف).
والمصدر المؤوّل (أن يطّوّف) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في التطوّف بهما، والجارّ والمجرور متعلّق بالخبر المحذوف.
الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، (تطوّع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (خيرا) مفعول به منصوب، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) اسم إنّ منصوب (شاكر) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (إنّ الصفا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من حجّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حجّ البيت...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (اعتمر) في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّ.
وجملة: (لا جناح عليه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (من تطوّع) لا محلّ لها معطوفة على جملة من حجّ.
وجملة: إنّ اللّه شاكر في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الصفا)، الألف منقلبة عن واو بإعلال القلب لأن المثنّى صفوان بفتح الصاد والفاء، جاءت الواو في الصفو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو مع واحده صفاة.
(المروة)، اسم للحجارة اللينة أو الصلبة، وزنه فعلة بفتح فسكون، وهنا اسم لمكان موجود في مكة.
(شعائر)، مفرده شعيرة وأصله شعائر، فيه قلب الياء همزة بعد الألف الساكنة.
(يطّوّف)، أصله يتطوّف، اقترب مخرج التاء من مخرج الطاء فقلبت التاء طاء لتخفيف ثقل اللفظ، وأدغمت الطاءان بعد تسكين الأولى للإدغام فقيل يطّوّف، وزنه يتفعّل.
(جناح)، مصدر سماعيّ من فعل جنّح الرباعيّ وزنه فعال بضمّ الفاء بمعنى الإثم.. أو هو اسم مصدر للفعل الرباعي.
(شاكر)، اسم فاعل من شكر الثلاثيّ، وزنه فاعل.
الفوائد:
1- الصفا والمروة جبلان بمكة يقعان على طرفي المسعى وفي قصص القرآن أن هاجر أمّ إسماعيل عند ما وضعت ولدها وأصابها وإياه الظمأ شرعت تعدو بين هذين الجبلين مستغيثة تبحث عن الماء وأخيرا عادت فوجدت الماء وقد تفجر بين قدمي طفلها إسماعيل. ومنذئذ أصبح السعي بين الصفا والمروة من شعائر اللّه ومن مناسك الحج..
2- مِنْ شَعائِرِ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وهذا رأي سيبويه وقد ذهب الكسائي إلى أن الجار والمجرور هما الخبر وليس لنا حاجة للتقدير وهذا رأي وجيه لأنه سهل المتناول قليل التكلّف.
.إعراب الآية رقم (159):
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أنزلنا) فعل ماض وفاعل، ومفعوله محذوف أي أنزلناه (من البيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزلنا الواو عاطفة (الهدى) معطوف على البينات مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكتمون)، (ما) حرف مصدري (بيّنا) مثل أنزلنا والهاء مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (بيّنا).
والمصدر المؤوّل (ما بيّناه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول بيّناه..
أو ب (بيّنا)، (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (يلعن) مضارع مرفوع و(هم) متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (يلعنهم) مثل الأول (اللاعنون) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
جملة: (إنّ الذين يكتمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكتمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزلنا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (بيّنّاه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أو الاسمي.
وجملة: (أولئك يلعنهم اللّه) في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: (يلعنهم اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (يلعنهم اللاعنون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يلعنهم اللّه.
الصرف:
(اللاعنون)، جمع اللاعن اسم فاعل من لعن الثلاثيّ وزنه فاعل.
البلاغة:
1- (يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ) أي يطردهم ويبعدهم من رحمته والالتفات إلى الغيبة بإظهار اسم الذات الجامع للصفات لتربية المهابة وإدخال الروعة والإشعار بأن مبدأ صدور اللعن عنه سبحانه هو صفة الجلال المغايرة لمبدأ الانزال والتبيين من وصف الجمال والرحمة.
2- وقد كرر ذكر اللعن، والغاية منه التأكيد في الذم.
.إعراب الآية رقم (160):
{إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}.
الإعراب:
(إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (أصلحوا) مثل تابوا الواو عاطفة (بيّنوا) مثل تابوا الفاء تعليليّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (أتوب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أتوب)، الواو حاليّة أو استئنافيّة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (التوّاب) خبر مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (تابوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أصلحوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (بينو) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أولئك أتوب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: (أتوب عليهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (انا التوّاب) لا محل لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
الصرف:
(تابوا)، فيه أعلال بالقلب، الألف أصلها واو، مضارعه يتوب، وأصله توبوا بفتح الواو، تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا (انظر الآية 37 من هذه السورة).
.إعراب الآية رقم (161):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}.
الإعراب:
(إن) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل وفاعل ومثله (ماتوا)، الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كفار) خبر مرفوع (أولئك) اسم إشارة مبتدأ والكاف حرف خطاب (على) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (لعنة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الملائكة، الناس) اسمان معطوفان على لفظ الجلالة بحرفي العطف مجروران مثله (أجمعين) توكيد معنوي لما سبق مجرور مثلها وعلامة الجرّ الياء.. والنون عوض من التنوين.
جملة: (إنّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ماتوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هم كفّار) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أولئك عليهم لعنة) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (عليهم لعنة اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
الصرف:
(ماتوا)، في إعلال بالقلب مثل تابوا في الآية السابقة.
(لعنة)، مصدر مرّة من لعن يلعن باب فتح وزنه فعلة بفتح فسكون (انظر الآية 89 من هذه السورة).
(أجمعين)، جمع أجمع صفة مشبّهة على وزن أفعل، من فعل جمع يجمع باب فتح.
.إعراب الآية رقم (162):
{خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}.
الإعراب:
(خالدين)، حال منصوبة من الضمير في (عليهم)- الآية السابقة- وعلامة نصبه الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين، والضمير يعود إلى اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا) نافية (يخفّف) فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (عنهم) مثل فيها متعلّق ب (يخفّف)، (العذاب) نائب فاعل مرفوع الواو عاطفة (لا) نافية مكرّرة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (ينظرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: يخفّف عنهم العذاب في محلّ نصب حال من الضمير في خالدين أو لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: (هم ينظرون) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم العذاب.. أو لا محلّ لها.
وجملة: (ينظرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
.إعراب الآية رقم (163):
{وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (163)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إله) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب والخبر محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر أو بدل من محلّ لا واسمها لأن محلّه الرفع (الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ المحذوف.
جملة: (إلهكم إله واحد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا إله إلا هو) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ إلهكم.
وجملة: (هو) الرحمن) في محلّ نصب حال من الضمير البدل.
الصرف:
(واحد) اسم مشتق، على وزن فاعل ولكنّه بمعنى الأحد أي المنفرد، فعله وحد بحد باب ضرب، وقد يضمّ عينه في الماضي على غير القياس (انظر الآية 61 من هذه السورة).
الفوائد:
1- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: اتفق العلماء على أن خبر (لا) محذوف تقديره (حق) أو (موجود) واختلفوا في بقية أجزاء الجملة (يراجع في الصفحة السابقة) وتعرب (لا) بأنها نافية للجنس و(إله) اسمها مبني على الفتح في محل نصب وقد اطرد حذف خبرها لدى الحجازيين مثل: لا بأس، ولا حول ولا قوة ومثل لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار.
إعراب الآية رقم (164):{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله الواو عطفه (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف على الليل بالواو مجرور مثله الواو عاطفة (الفلك) معطوف على خلق مجرور مثله (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفلك (تجري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل تجري أي متلبّسة بما ينفع الناس (ينفع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الناس) مفعول به منصوب الواو عاطفة (ما) اسم موصول معطوف على خلق في محلّ جرّ (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، (من ماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل أي ما أنزله اللّه من السماء حال كونه ماء، الفاء عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي: اللّه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحيا)، (الأرض) مفعول به (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحيا)، (موت) مضاف إليه مجرور و(ها) مضاف إليه الواو عاطفة (بث) فعل ماض والفاعل هو (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بث)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمفعول بث (دابّة) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (تصريف) معطوف على خلق مجرور مثله (الرياح) مضاف إليه مجرور (السحاب) معطوف على الرياح بالواو مجرور مثله (المسخّر) نعت للسحاب مجرور مثله (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (المسخّر) فهو اسم مفعول (السماء) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله اللام لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إن مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآيات أي: آيات بيّنات لقوم.. (يعقلون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: (إن في خلق.. لآيات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تجري) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (ينفع..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (أحيا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل اللّه.
وجملة: (بثّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أحيا.
وجملة: (يعقلون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(خلق)، مصدر سماعي لفعل خلق يخلق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(اختلاف)، مصدر قياسيّ لفعل اختلف الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر ثالثة وإضافة ألف قبل آخره.
(الليل)، اسم للزمن الممتد من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر، جمعه الليالي بزيادة الياء على غير القياس، ويجمع أيضا على ليائل..
وقيل هو اسم جمع واحدته ليلة، وقيل بل الليلة مثل الليل كما يقال العشيّ والعشيّة.
(النهار)، اسم لما بين طلوع الفجر إلى الغروب أو من شروق الشمس إلى غروبها، جمعه أنهر بضمّ الهاء ونهر بضمّ النون والهاء.
(الفلك)، اسم جامد بمعنى المركب يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد، أما الفلك الدالّ على الواحد ففي قوله تعالى: (الفلك المشحون)، والدالّ على الجمع ما جاء في هذه الآية، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(دابّة)، مؤنّث دابّ، اسم فاعل من دبّ الثلاثيّ وزنه فاعل، واستعمل اسما بمعنى الحيوان.
(تصريف)، مصدر قياسيّ من صرّف الرباعيّ وزنه تفعيل، وصياغته من ماضيه بزيادة تاء في أوّله وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل آخره.
(الرياح)، جمع ريح، وفيه إعلال بالقلب أصله روح- بكسر الراء وسكون الواو- لأنه من راح يروح جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء وبقيت في الجمع، وزنه في المفرد فعل بكسر الفاء وفي الجمع فعال بكسر الفاء أيضا.
(السحاب)، اسم جمع واحدته سحابة مشتقّ من السحب أي الجرّ، وزنه فعال وجمعه سحب بضمّتين وسحائب جمع سحابة.
(المسخّر)، اسم مفعول من سخّر الرباعيّ، وزنه مفعّل بفتح العين المشدّدة.
الفوائد:
1- الفلك: تأتي مفردة وتأتي جمعا وتذكّر في حالة الإفراد وتؤنّث في حالة جمع التكسير.
2- لآيات: اسم إن ولام المزحلقة تفيد التوكيد وقد وقعت في أول الاسم لأنه مؤخر وحقها أن تتزحلق إلى أول الخبر.
والجار والمجرور في أول الآية متعلقان بخبر إن المحذوف التقدير (إن آيات كائنة في خلق السماوات والأرض إلى آخره...).
3- الريح تجمع على رياح وأرواح وأصلها واويّة وليست يائية ولذلك ورد في شعر ميسون بنت جندل:
وبيت تخفق الأرواح فيه ** أحب إلي من قصر منيف

.إعراب الآية رقم (165):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ مؤخّر، (يتّخذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتّخذ)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أندادا) مفعول به منصوب (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(هم) ضمير متّصل مفعول به (كحبّ) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق (اللّه) مثل الأول. الواو اعتراضيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أشد) خبر مرفوع (حبّا) تمييز منصوب (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (حبّا). الواو عاطفة (لو) شرط غير جازم (يرى) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (ظلموا) مثل آمنوا (إذ) ظرف لما يستقبل من الزمان أستعير من المضيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يرى)، (يرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (القوّة) اسم أنّ منصوب (للّه) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر أنّ (جميعا) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في الخبر.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي علموا المحذوف.. وهو جواب لو. أي: لو يرى الذين ظلموا العذاب لعلموا أنّ القوّة للّه جميعا الواو عاطفة (أنّ اللّه) مثل أنّ القوة (شديد) خبر مرفوع (العذاب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل الثاني في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
جملة: (من الناس من يتّخذ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: (يتّخذ) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يحبّونهم) في محلّ نصب نعت ل (أندادا).
وجملة: (الذين آمنوا) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يرى الذين) لا محلّ لها معطوفة على جملة (من الناس من...).
وجملة: (ظلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يرون العذاب) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(يتّخذ)، ماضيه اتّخذ.. فيه إبدال الهمزة- وهي فاء الكلمة- ياء ثم قلبها تاء وإدغامها مع تاء الافتعال وأصله (ائتخذ)، ومجرّده الثلاثيّ أخذ، وهذا قول الجوهري وهو خلاف قول ابن الأثير فالمجرد عنده تخذ فالتاء اصيلة أدغمت مع تاء الافتعال، وزنه افتعل على كل حال (الآية 80 من السورة).
(أندادا)، جمع ندّ، وزنه فعل بكسر الفاء، صفة مشتقّة من ندّ يندّ باب ضرب.
(حبّ) مصدر حبّ السماعيّ وزنه فعل بضمّ فسكون.
(يرون)، فيه إعلال بالحذف، حذف منه لام الكلمة- الألف- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ فتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وكانت الهمزة- عين الكلمة- قد حذفت تخفيفا قبل إسناده إلى واو الجماعة، وزنه يفون بفتح الفاء.
(جميعا)، اسم مأخوذ من الجمع، فهو فعيل، وكأنّه اسم جمع فهو تارة يعامل معاملة المفرد كقوله تعالى: (نحن جميع منتصر)، وتارة يعامل معاملة الجمع كقوله تعالى: (جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ). وفي إعرابه يجوز نصبه على الحال ويجوز جعله تابعا لما قبله للتوكيد بمعنى كلّ. (انظر الآية 29).
(شديد)، صفة مشبّهة من شدّ يشدّ باب نصر وباب ضرب ومن الثاني أظهر، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي لو يعلم هؤلاء (الَّذِينَ ظَلَمُوا) بالاتخاذ المذكور، ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أن ذلك- الاتخاذ- (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ)- ظلم عظيم.
2- الإيجاز: في الآية وذلك بحذف جواب لو وهو كثير شائع في كلامهم وورد في القرآن كثيرا.
الفوائد:
1- أَشَدُّ حُبًّا، حبّا تعرب تمييزا إذ كل اسم منصوب بعد افعل التفضيل يعرب تمييزا.
2- لفظ (دون) ظرف بمعنى تحت ولكنها تأتي لمعان أخرى تعرف من سياق الكلام. تأتي بمعنى أمام وخلف ورديء، وغير وأكثر وروده مجرورا ب (من).
.إعراب الآية رقم (166):
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166)}.
الإعراب:
(إذ) ظرف للزمن المستقبل بدل من إذ الأول من الآية السابقة (تبرأ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تبرّأ)، (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله الواو حاليّة (رأوا) فعل ماض وفاعله (العذاب) مفعول به منصوب الواو عاطفة (تقطّع) فعل ماض والتاء تاء التأنيث الباء حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تقطّع) والباء للمجاوزة بمعنى عن أو للسببية أي بسبب (الأسباب) فاعل مرفوع.
جملة: (تبرّأ الذين...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (رأوا) في محلّ نصب حال من فاعل تبرأ بتقدير قد.
وجملة: (تقطّعت بهم الأسباب) في محلّ نصب معطوفة على جملة رأوا... أو في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ.
الصرف:
(رأوا)، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى يرون.
(الأسباب)، جمع سبب، اسم لما يصل حقيقيا ومجازيا وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
- (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) وأصل السبب الحبل مطلقا، أو الحبل الذي يتوصل به، أو الحبل الذي أحد طرفيه متعلق بالسقف، أو الحبل الذي يرتقى به النخيل.. والمراد ب (الأسباب) هنا الصلة التي كانت بين الأتباع والمتبوعين في الدنيا من الأنساب والمحابّ، والاتفاق على الدين والاتباع والاستتباع. وهذا على سبيل المجاز المرسل.
.إعراب الآية رقم (167):{وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (لو) حرف تمنّ تضمّن معنى الشرط (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد اللام حرف جرّ (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر أنّ مقدّم (كرة) اسم أنّ منصوب.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت حصول الكرّة لنا.. وجواب لو محذوف تقديره لتبرّأنا.
الفاء فاء السببيّة (نتبرّأ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد الفاء، وقد اعتمد النصب على التمنّي المشربة به لو، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
والمصدر المؤوّل (أن نتبرّأ) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول المسبوك من الكلام السابق أي: لو ثبت حصول كرّة لنا فتبرئتنا منهم.
(من) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نتبرّأ)، الكاف حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (تبرّؤوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منا) مثل منهم متعلّق ب (تبرّؤوا).
والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل نتبرّأ.
الكاف مثل الأول (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق واللام للبعد والكاف للخطاب.. أي: يريهم رؤية أو يحشرهم حشرا أو يجزيهم جزاء كذلك. (يري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أعمال) مفعول به ثان منصوب و(هم) مضاف إليه (حسرات) مفعول به ثالث منصوب وعلامة النصب الكسرة، (عليهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف نعت لحسرات، الواو عاطفة أو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محل رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد (خارجين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الباء (من النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خارجين).
جملة قال الذين اتّبعوا في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبرّأ في السابقة.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (نتبرّأ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن).
وجملة: (تبرّؤوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
ومقول القول هي جملة (ثبت) حصول الكرّة...
وجملة: (يريهم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما هم بخارجين) لا محلّ لها معطوفة على جملة يريهم اللّه.. أو في محلّ نصب حال من ضمير يريهم المفعول.
الصرف:
(كرّة) مصدر مرّة لفعل كرّ يكرّ باب ضرب وزنه فعلة بفتح فسكون.
(أعمال)، جمع عمل وهو مصدر سماعيّ لفعل عمل يعمل الثلاثيّ باب فرح وزنه فعل لفتحتين، ووزن أعمال أفعال (انظر الآية 139 من هذه السورة).
(حسرات)، جمع حسرة وهو مصدر حسر يحسر باب فرح أو هو اسم مصدر لفعل تحسّر الخماسيّ وزنه فعلة بفتح فسكون.
(خارجين)، جمع خارج اسم فاعل من الثلاثيّ خرج وزنه فاعل.
البلاغة:
- في الآية فن اللفّ والنشر المشوش، وهو ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل واحد، وردّه إلى ما هو له. فتبرءوا بعضهم من بعض راجع لقوله: (إِذْ تَبَرَّأَ)، وإراءتهم شدة العذاب راجع لقوله: (وَرَأَوُا الْعَذابَ).
.إعراب الآية رقم (168):
{يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب بالنداء (ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا)،، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (حلالا) في إعرابه أوجه: الأول: مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا حلالا.
الثاني: حال من ما أي: كلوا الذي تنتجه الأرض حلالا.
الثالث: مفعول به ل (كلوا)، وهي صفة لموصوف محذوف أي كلوا إنتاجا حلالا. (طيبا) فيه وجهان: الأول: أن يكون نعتا ل (حلالا) إذا أعرب مفعولا به أو حالا.
الثاني: أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر إذا أعرب حلالا مفعول به أي: كلوا الحلال ممّا في الأرض أكلا طيّبا. الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبعوا) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون...
والواو فاعل (خطوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير اسم إنّ اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من عدو- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر مرفوع (مبين) نعت لعدوّ مرفوع مثله.
جملة: (النداء يأيّها الناس) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كلو) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا تتّبعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (إنّه لكم عدوّ) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(حلالا) صفة مشتقّة وزنه فعال بفتح الفاء من حلّ يحلّ باب ضرب فهو صفة مشبّهة.
(خطوات)، جمع خطوة اسم لحركة الرجل في السير وزنه فعلة بضم فسكون.
(مبين) صفة مشبهة على وزن اسم الفاعل من أبان الرباعي بمعنى بين العداوة لأنه دلّ على صفة ثابتة، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر. وفي الكلمة إعلال بالتسكين أصله مبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الباء.
.إعراب الآية رقم (169):
{إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (169)}.
الإعراب:
(إنما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (يأمر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و(كم) ضمير متّصل مفعول به (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمر)، (الفحشاء) معطوف على السوء بحرف العطف مجرور مثله الواو عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تقولوا..) في محلّ جرّ معطوف على السوء والفحشاء أي بأن تقولوا على اللّه.
(على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقولوا) بتضمينه معنى تتقوّلوا.
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
وجملة: (يأمركم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تقولوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا تعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(الفحشاء)، اسم لما يشتدّ قبحه من الذنوب وزنه فعلاء بفتح الفاء، فعله فحش يفحش باب كرم، ولا مذكّر له من لفظه.
البلاغة:
1- قد يرد السؤال كيف كان الشيطان آمرا مع قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)؟
قلت شبه تزيينه وبعثه على الشر بأمر الآمر، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
كما تقول: أمرتني نفسي بكذا. وتحته رمز إلى أنكم منه بمنزلة المأمورين لطاعتكم له وقبولكم وساوسه، ولذلك قال: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) وقال الله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) لما كان الإنسان يطيعها فيعطيها ما اشتهت.
2- المبالغة: في تعليق أمر الشيطان بتقولهم على اللّه ما لا يعلمون وقوعه منه تعالى، لا بتقولهم عليه ما يعلمون عدم وقوعه منه تعالى، مع أن حالهم ذلك، للمبالغة في الزجر، فإن التحذير من الأول مع كونه في القبح والشناعة دون الثاني تحذير عن الثاني على أبلغ وجه وآكده.
.إعراب الآية رقم (170):
{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل). (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (بل) حرف إضراب وابتداء (نتّبع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (ما) مثل الأول (ألفى) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أول منصوب و(نا) مضاف إليه الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة تقدّمت عليها الهمزة للصدارة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعقلون.
جملة: (قيل لهم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اتّبعوا...) في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.. ومقول القول مقدّر أي: قالوا لا نتّبع ما أنزل اللّه.
وجملة: (نتّبع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ألفينا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (كان آباؤهم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة حاليّة مقدّرة أي: وإنّهم ليتّبعون آباءهم في كلّ حال ولو كانوا لا يعقلون.
وجملة: (لا يعقلون) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (لا يهتدون) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعقلون..
وجواب لو محذوف تقديره لاتّبعوهم.
البلاغة:
- (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) التفات إلى الغيبة تسجيلا بكمال ضلالهم وإيذانا بإيجاب تعداد ما ذكر في جناياتهم لصرف الخطاب عنهم وتوجيهه إلى العقلاء وتفصيل مساوئ أحوالهم.
الفوائد:
بل هي أداة عطف واضراب والإضراب هو الانتقال والتحول من حكم لي حكم وفي هذه الآية نوع من الالتفات الذي هو وسيلة من وسائل الحوار.
.إعراب الآية رقم (171):
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (مثل) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض وفاعله (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ينعق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينعق)، (لا) نافية (يسمع) مثل ينعق (إلا) أداة حصر (دعاء) مفعول به منصوب (نداء) معطوف على دعاء بالواو منصوب مثله (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مرفوع (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يعقلون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
جملة: (مثل الذين كفروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ينعق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (لا يسمع) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هم) صم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم لا يعقلون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الاخيرة.
وجملة: (لا يعقلون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
الصرف:
(دعاء)، مصدر دعا يدعو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة، أصله دعاو، جاءت الواو متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها في كلّ لفظ كذلك.
(نداء)، مصدر نادى الرباعيّ وهو مصدر سماعيّ، وفيه إبدال الياء همزة، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها أبدا في كلّ لفظ كذلك.
(صمّ، بكم، عمي)، انظر الآية (18) من هذه السورة.
البلاغة:
1- في الآية تشبيه تمثيلي: حيث مثل الذين كفروا فيما ذكر من انهماكهم فيما هم فيه وعدم التدبر فيما ألقي إليهم من الآيات كمثل بهائم الذي ينعق بها وهي لا تسمع منه إلا جرس النغمة ودوي الصوت. وقيل المراد تمثيلهم في اتباع آبائهم على ظاهر حالهم جاهلين بحقيقتها بالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفهم ما تحته. فهو تشبيه صورة بصورة.
فقد شبه الكافرين لدى دعوة الرسول لهم بالغنم المنعوق بها. وقيل إنه شبه الداعي والكافر بالناعق والمنعوق.
2- الاستعارة التصريحية: في تشبيه الكافرين بالصم والبكم والعمي وحذف المشبه وإبقاء المشبه به.
.إعراب الآية رقم (172):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}.
الإعراب:
(يأيّها) سبق إعرابها، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كلوا)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) فاعل و(كم) مفعول به الواو عاطفة (اشكروا) مثل كلوا (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشكروا)، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان (إياه) ضمير بارز منفصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء (يأيّها الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كلوا...) لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة).
وجملة: (رزقناكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اشكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: (كنتم.. تعبدون) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنتم إيّاه تعبدون فاشكروا له.
البلاغة:
1- (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) الالتفات في ضمير المتكلم إلى الغيبة لتربية المهابة.
وسياق الكلام يقضي أن يقول (اشكرونا).
2- التقديم: في تقديم إياه لإفادة الاختصاص. أي واشكروا له لأنكم تخصونه بالعبادة، وتخصيصكم إياه بالعبادة يدل على أنكم تريدون عبادة كاملة تليق بكبريائه.
3- اشتملت الآية على إيجازين جميلين بالحذف، وهما حذف مفعول كلوا، وحذف جواب إن الشرطية أي فاشكروه، وحذف جواب الشرط شائع في كلام العرب.
.إعراب الآية رقم (173):
{إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (حرّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّم)، (الميتة) مفعول به منصوب (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة بحرفي العطف منصوبان مثله (الخنزير) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الميتة (أهلّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول الباء حرف جرّ والهاء في محلّ جرّ والجارّ والمجرور ناب مناب الفاعل (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (غير) حال منصوبة من نائب الفاعل (باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (عاد) معطوفة على باغ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (إثم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليه) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (حرّم عليكم الميتة) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: (أهلّ به) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (من اضطرّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اضطرّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (لا إثم عليه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الميتة)، المخفّفة من الميّتة مؤنّث الميّت، صفة مشبّهة باسم الفاعل، والميتة- بالتخفيف- فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف.
أصله الميوتة زنة فيعلة، اجتمعت الياء والواو في كلمة وجاءت الأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فأصبحت الميّتة بالتشديد، ثمّ خفّف اللفظ بحذف إحدى الياءين- عين الكلمة- لتدلّ على حصول الموت وتمامه فأصبحت الميتة وزن فيلة.
(الدم)، اسم جامد، حذفت لامه وهي الياء أو الواو لغير علّة، ففيه إعلال بالحذف مثنّاه دمان أو دميان، وبعضهم يقول دموان جمعه دماء ودميّ بكسر الميم وضمّ الدال.
(الخنزير)، النون فيه أصليّة على التحقيق، وبعضهم يراها زائدة أي مأخوذ من الخزر وهو ضيق العين، وخنزير وزنه فعليل بكسر الفاء وذلك على أنّ النون فيه أصليّة.
(اضطرّ)، فيه إبدال تاء الافتعال طاء بعد الضاد وأصله اضترّ، وانظر الآية (126) من هذه السورة.
(باغ)، اسم فاعل من بغى يبغي باب ضرب وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف حيث حذفت الياء لمناسبة التنوين لأنه منقوص، وأصله الباغي.
(عاد) اسم فاعل من عدا يعدو، وفيه إعلال بالقلب ثمّ إعلال بالحذف. وأصله العادو بكسر الدال، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فقيل العادي، ثمّ جرى فيه الإعلال بالحذف مجرى باغ، وزنه فاع.
(إثم)، مصدر سماعيّ لفعل أثم يأثم باب فرح وزنه فعل بكسر.
الفاء.
(غفور)، صفة مشتقّة وزنها فعول بفتح الفاء، هي مبالغة اسم الفاعل من غفر يغفر باب ضرب.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ).
قال الفقهاء إن من يضطر خوفا من الهلاك له أن يأكل من هذه المحرمات بمقدار ما يحول بينه وبين الهلاك وليس له أن يكثر منه بالأكل.
2- (وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ): قال الفقهاء: إن الحرمة في تناول هذا الصنف من الطعام تنحصر في حال سماعنا أنه ذكر لدى ذبحه اسم غير اسم اللّه. وعليه فلا يحرم تناول الطعام إذا لم نعلم بماذا أهلّ لدى ذبحه مثلا لأن الأصل في الذبيحة أو أي طعام حلّه، ما لم نسمع أنه ذكر عليه غير اسم اللّه فيحرم.
.إعراب الآية رقم (174):
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (174)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ (يكتمون) مضارع مرفوع.. والفاعل هو الواو (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به،، (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل الواو عاطفة (يشترون) مثل يكتمون الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يشترون) بتضمينه معنى يستبدلون (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (ما) نافية (يأكلون) مثل يكتمون (في بطون) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأكلون) بتضمينه معنى يضعون (إلا) أداة حصر (النار) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا) نافية (يكلّم) مضارع مرفوع (وهم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكلّمهم)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا يزكّيهم) مثل لا يكلّمهم الواو عاطفة اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة (إن الذين يكتمون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكتمون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يشترون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكتمون.
وجملة: (أولئك ما يأكلون) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ما يأكلون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (لا يكلّمهم اللّه في) محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: (لا يزكّيهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: لهم عذاب في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
الصرف:
(يشترون)، في إعلال بالحذف، حذفت الياء لام الفعل بعد تسكينها لالتقاء الساكنين وزنه يفتعون.
(بطون)، جمع بطن وهو اسم جامد لجوف كل شيء، وزنه فعل بفتح فسكون.. والأصل في اللفظ أنه مصدر سماعيّ لفعل بطن يبطن باب نصر.. ثم استعمل اسما جامدا.
البلاغة:
1- (أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) لأنهم أكلوا ما يتلبس بالنار وهو- الرشا- لكونها عقوبة لها فيكون في الآية استعارة تمثيلية بأن شبه الهيئة الحاصلة من أكلهم ما يتلبس بالنار بالهيئة المنتزعة من- أكلهم النار- من حيث ما يترتب على- أكل- كل منها من تقطع الأمعاء والألم وما يترتب على الآخر، فاستعمل لفظ المشبه به في المشبه.
2- (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) عبارة عن غضبه العظيم عليهم وتعريض بحرمانهم مما أتيح للمؤمنين من فنون الكرامات السنية والزلفى.
الفوائد:
1- ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ..
هذه الصورة لا تعدّ من الاستثناء لعدم وجود المستثنى منه، ولهذا تكون (إلا) ملغاة ويعرب ما بعدها حسب موقعها من الكلام (رفعا ونصبا وجرا) على اعتبار أن (إلّا) غير موجودة وهذا هو الاستثناء المفرغ لأن ما قبل إلّا يفرغ للعمل الاعرابي فيما بعد.
ويجوز التفريغ لجميع المعمولات إلا المفعول معه. والمصدر المؤكد العاملة. وكذا الحال المؤكد العاملة: فلا يقال: سرت إلا والأشجار إلخ..
.إعراب الآية رقم (175):
{أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)}.
الإعراب:
(أولاء) اسم إشارة مبتدأ (الذين) اسم موصول خبر (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (العذاب) مفعول به لفعل محذوف تقديره اشتروا (بالمغفرة) مثل بالهدى ومتعلّق بالفعل المحذوف الفاء استئنافيّة (ما) تعجّبيّة نكرة تامّة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ، (أصبر) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح و(هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على ما (على النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصبر).
وجمود الفعل غير مانع من التعليق لأنه جمود طارئ.
جملة: (أولئك الذين اشتروا...) في محلّ رفع خبر ثان ل (إن).
وجملة: (اشتروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اشتروا) المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة اشتروا المذكورة.
وجملة: (ما أصبرهم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أصبرهم) في محلّ رفع خبر (ما).
الصرف:
(المغفرة)، مصدر ميميّ من غفر يغفر باب ضرب أو مصدر سماعيّ له، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي غفر بفتح فسكون، وغفير بفتح الغين، وغفيرة وغفران بضمّ الغين، وغفور بضمّ الغين والفاء.
البلاغة:
1- (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا) بالنسبة إلى الدنيا (الضلالة) التي ليست مما يمكن أن يشترى قطعا (بالهدى) الذي ليس من قبيل ما يبذل بمقابلة شيء وإن جل و(العذاب) أي اشتروا بالنظر إلى الآخرة العذاب الذي لا يتوهم كونه مما يشترى (بالمغفرة) التي يتنافس فيها المتنافسون. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- المقابلة: في المطابقة بين الضلالة والهدى وبين العذاب والمغفرة.
والمقابلة فن دقيق المسلك لا يسلكه إلا خبير بأساليب الكلام وإلا كان تكلفا ممقوتا.
الفوائد:
2- قوله تعالى:
{فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} اصبر على وزن افعل وهي احدى صيغتي التعجب ما افعله وافعل به وقد عرف النحاة التعجب بأنه شعور داخلي تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا ولا مثيل له، مجهول الحقيقة أو خفي السبب وإعراب الصيغة الأولى من التعجب: ما نكرة تامة في محل رفع مبتدأ وأصبر فعل ماض فاعله ضمير مستتر وجوبا وهم ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ ما. وإعراب الثانية افعل به: افعل: فعل ماض جاء على صيغة الأمر لانشاء التعجب وهو مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر. والباء حرف جر زائد، والهاء فاعل وهو مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل أي ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
وللزمخشري رأي مغاير لذلك فهو يرى أن الهاء في محل نصب مفعول به، وأن الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ولك أن تختار فكلاهما حسن.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ