الخميس، 20 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة النساء


 
.إعراب الآية رقم (1):{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه، (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا- أو نعت له- (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ (خلق) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من نفس) جار ومجرور متعلّق ب (خلقكم)، (واحدة) نعت لنفس مجرور مثله الواو عاطفة (خلق)، مثل الأول (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خلق)، (زوج) مفعول به منصوب و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بثّ) مثل خلق (منهما) مثل الأول متعلّق ب (بثّ)، (رجالا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب الواو عاطفة (نساء) معطوف على (رجالا) منصوب مثله الواو عاطفة (اتّقوا اللّه) مثل اتّقوا ربّ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (تساءلون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين.. والواو فاعل (به) مثل منها متعلّق ب (تساءلون)، الواو عاطفة (الأرحام) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله.. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رقيبا) وهو خبر كان منصوب.
جملة النداء: (يأيّها الناس) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (اتّقوا ربّكم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (خلقكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (بثّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا ربّكم.
وجملة: (تساءلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (إنّ اللّه كان...) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: (كان عليكم رقيبا) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تساءلون)، أصله تتساءلون، وقد حذفت إحدى التاءين تخفيفا.
(رقيبا)، صفة مشبّهة من رقب يرقب باب نصر، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- في هذه الآية الكريمة فن براعة الاستهلال فقد استهل السورة بالإشارة إلى بدء الخلق والتكوين، وألمع إلى دور المرأة المهم، وأوصى بصلة الرحم.
الفوائد:
1- إشارة بالغة الأهمية استهل سبحانه كلامه في هذه السورة مشيرا إلى أكثر الأمور إعجازا في خلقه سبحانه وهو الحياة، وقوامها الذكورة والأنوثة، وقد شغلت مشكلة (الزوجية) هذه الفلاسفة قديمهم وحديثهم وكثير منهم استدلوا على عظمة اللّه ووحدانيته من هذه الزاوية فقالوا يستحيل على المصادفة العمياء التي وصفت بها الطبيعة أن ترشد إلى اتخاذ الذكورة والأنوثة وسيلة لاستمرار النوع في مئات الأنواع بل آلافها وعلى قرار واحد، ولا بد من إله قادر ومريد يمسك بدفة الحياة ويوجهها وجهتها الحق ويضع لها نواميسها ويحكم صنعها وبرءها.
2- ألمحنا فيما مضى من الكتاب إلى اعراب (أي) وأنه يتوصل بها إلى نداء الاسم المعرف ب (ال). ونشير هنا إلى أن لها استعمالات أخرى نرى في ذكرها تمام الفائدة فنقول:
3- أي الاستفهامية ويطلب بها تعيين الشيء نحو: (أي رجل جاء)؟ وأية امرأت جاءت؟
ب- وقد تتضمن معنى الشرط فتجزم فعلين مضارعين نحو: (أي رجل يستقم ينجح).
ج- وقد تأتي للدلالة على معنى الكمال وتسمّى (أيّا الكمالية) نحو: (خالد رجل أيّ رجل) ولا تستعمل إلا مضافة، وتعرب صفة بعد النكرة وحالا بعد المعرفة.
د- وتأتى وصلة لنداء ما فيه (ال) كما مرّ معنا وتتبعها هاء التنبيه نحو: (يا أيها الناس).
هـ- وقد تكون اسما موصولا.
وهي في جميع حالاتها معربة بالحركات الثلاث باستثناء أي الموصولية عند ما تضاف ويحذف صدر صلتها كقوله تعالى: (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) ففي هذه الحالة يجوز بناؤها وإعرابها والبناء أفصح.
.إعراب الآية رقم (2):
{وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (2)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (آتوا) مثل اتّقوا في الآية السابقة (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (أموال) مفعول به ثان منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتبدلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (الخبيث) مفعول به منصوب (بالطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (تتبدّلوا)، الواو عاطفة (لا تأكلوا) مثل لا تتبدّلوا (أموالهم) مثل الأول (إلى أموال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أموالهم أي مضمومة إلى أموالكم و(كم) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ يعود إلى المنهىّ عنه من التبديل والأكل (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي هذا العمل (حوبا) خبر كان منصوب (كبيرا) نعت منصوب.
جملة: (آتوا اليتامى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: (تتبدّلوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى.
وجملة: (تأكلوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا اليتامى.
وجملة: (إنّه كان..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كان حوبا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(حوبا)، مصدر حاب يحوب باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.. وثمّة مصدر آخر بفتح الفاء.
البلاغة:
1- (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) المراد بإيتاء أموالهم تركها سالمة غير متعرض لها بسوء، فهو مجاز مستعمل في لازم معناه، لأنها لا تؤتى إلا إذا كانت كذلك، والنكتة في هذا التعبير الإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون الغرض من ترك التعرض إيصال الأموال إلى من ذكر لا مجرد ترك التعرض لها. وعلى هذا يصح أن يراد باليتامى الصغار على ما هو المتبادر، والأمر خاص بمن يتولى أمرهم من الأولياء والأوصياء.
وإذا كان المراد إعطاء الأموال من بلغوا سن الرشد، بعد أن كانوا يتامى تكون كلمة (يتامى) هنا مجازا مرسلا، لأنها استعملت في الراشدين.
والعلاقة اعتبار ما كانوا عليه.
2- (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ) استعارة مكنية: فقد شبه أموالهم بطعام يؤكل، ثمّ استعار لها ما هو من أبرز خصائص الطعام وهو الأكل، وفي هذه الاستعارة سرّ من أدق الأسرار: فأهل البيان يقولون: المنهي متى كان درجات، فطريق البلاغة النهي عن أدناها، تنبيها على الأعلى، كقوله تعالى: (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) وإذا اعتبرت هذا القانون بهذه الآية وجدته ببادئ الرأى مخالفا لها، إذ أعلى درجات أكل مال اليتيم في النهي أن يأكله وهو غني عنه، وأدناها أن يأكله وهو فقير إليه، فكان مقتضى القانون المذكور أن ينهى عن أكل مال اليتيم من هو فقير إليه، حتى يلزم نهي الغني عنه من طريق الأولى. ولا شك أن النهي عن الأدنى وإن أفاد النهي عن الأعلى إلا أن للنهي عن الأعلى أيضا فائدة أخرى جليلة لا تؤخذ من النهي عن الأدنى، وذلك أن المنهي كلما كان أقبح كانت النفس عنه أنفر، والداعية إليه أبعد، ولا شك أن المستقر في النفوس أن أكل مال اليتيم مع الغنى عنه أقبح الصور الأكل، فخصص بالنهي تشنيعا على من يقع فيه.
4- الطباق: بين الخبيث وهو الحرام من المال والطيب وهو الحلال المستساغ.
.إعراب الآية رقم (3):
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا (3)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تقسطوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (في اليتامى) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقسطوا) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف وفيه حذف مضاف أي في نكاح اليتامى.
والمصدر المؤوّل (ألّا تقسطوا...) في محلّ نصب مفعول به..
الفاء رابطة لجواب الشرط (انكحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (طاب) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طاب)، (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير الفاعل في طاب، (مثنى) حال منصوبة من ما، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وامتنع من التنوين لعلّتي الوصف والعدل الواو حرف عطف للتخيير (ثلاث) معطوف على مثنى منصوب ممنوع من الصرف (رباع) مثل ثلاث منصوب الفاء عاطفة (إن خفتم ألّا تعدلوا) مثل خفتم ألّا تقسطوا، الفاء رابطة لجواب الشرط (واحدة) مفعول به لفعل محذوف تقديره انكحوا (أو) حرف عطف للتخيير (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على واحدة، (ملكت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه.. (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى نكاح الأربعة أو الواحدة أو التسرّي واللام للبعد والكاف للخطاب (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ألّا تعدلوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره إلى أن أو لأن، متعلّق بأدنى.
جملة: (إن خفتم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تقسطوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (انكحوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (طاب لكم..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إن خفتم (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن خفتم (الأولى).
وجملة: (انكحوا) واحدة) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ملكت أيمانكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ذلك أدنى..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تعولوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الصرف:
(طاب) فيه إعلال بالقلب أصله طيب تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا..
(مثنى)، صفة مشتقّة على وزن مفعل بفتح الميم والعين، وهو معدول عن لفظ آخر وهو اثنتان اثنتان أو ثنتان ثنتان.
(ثلاث)، صفة مشتقّة على وزن فعال بضمّ الفاء.. وهو معدول عن لفظ آخر هو ثلاث ثلاث بفتح الثاء.
(رباع)، مثل ثلاث.
(تعولوا)، ماضيه عال، باب نصر وهو بمعنى جار.
البلاغة:
1- (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) في هذه الآية فن التغليب.
حيث أوثرت (ما) على (من) ذهابا إلى الوصف من البكر أو الثيب مثلا، و(ما) تختص- أو تغلب- في غير العقلاء فيما إذا أريد الذات، وأما إذا أريد الوصف فلا، كما تقول: ما زيد؟ في الاستفهام أي أفاضل أم كريم؟
وأكرم ما شئت من الرجال تعني الكريم أو اللئيم.
الفوائد:
1- القاعدة أنّ (من) للعاقل و(ما) لغير العاقل ولكن هناك تجوزا لكل منهما ففي هذه الآية قد استعملت (ما) للعاقل. على غير القاعدة. وقد ذهب النحاة إلى أن ذلك قليل، وأكثر منه إذا اقترن العاقل بغير العاقل في حكم واحد كقوله سبحانه: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فقد دخل تحت هذا الحكم ما يعقل وما لا يعقل على حد سواء..
2- رفع الحيف عن اليتيمة.
كان من عادة العرب في الجاهلية أن يضنّ وليّ اليتيمة بها عن غيره إذا كان جميلة وغنية، فيتزوجها. وقد تكون كارهة فأراد اللّه تحريرها من هذا الغبن المقيت فأنزل هذه الآية.
3- ورد في كتب النحو في باب الممنوع من الصرف، أن المعدول عن العدد من واحد إلى عشرة يمنع من الصرف وسبب العدل تكرار العدد، فقيل إنه استعيض بهذه الصيغة عن تكرار العدد. وعلة المنع من الصرف، قيل: إنها (العدل والوصف) وقيل إنها بسبب العدل والتعريف بنية الألف والكلام المحذوفتين، لنية الإضافة.
وثمة رأي أن العلتين هما العدول عن التكرار والتأنيث.
ولا يجوز العدل ما لم يتقدمه جمع، نحو جاء القوم مثنى وثلاث ورباع.
وثمة خلاف مفاده: هل العدل يشمل الاعداد من واحد إلى عشرة، أم أنه وقف على ما ورد في القرآن الكريم فقط وهو مثنى وثلاث ورباع؟
ومن شاء المزيد فعليه بمغني اللبيب، ففيه غناء لذي الغلة الصادي.
.إعراب الآية رقم (4):{وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (آتوا) مثل انكحوا في الآية السابقة (النساء) مفعول به منصوب (صدقات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (نحلة) حال منصوبة من ضمير الفاعل أى ناحلين، أو من النساء أي منحولات. الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (طبن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والنون ضمير فاعل اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (طبن) بتضمينه معنى تنازلن (عن شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبن) (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لشيء (نفسا) تمييز منصوب محوّل عن فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (كلوا) مثل انكحوا في الآية السابقة والهاء ضمير مفعول به (هنيئا) مصدر في موضع الحال إمّا من الواو أي هانئين أو من الهاء أي مهنّأ (مريئا) مصدر في موضع الحال كذلك.
جملة: (آتوا النساء..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى في الآية السابقة.
وجملة: (إن طبن لكم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كلوه هنيئا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(صدقاتهنّ)، جمع صدقة اسم للمهر، وزنه فعلة بفتح فضمّ، وثمّة أسماء أخرى للمهر هي صدقة بفتحتين، وبفتح فسكون وصداق بفتح الصاد وبكسرها.
(نحلة)، مصدر سماعيّ لفعل نحلتها أنحلها باب فتح أي أعطيتها المهر، وزنه فعلة بكسر الفاء.
(طبن)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون لأنه فعل معتلّ أجوف، وأصله طيبن، فلمّا التقى سكونان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فلن بكسر فسكون.
(هنيئا)، الغالب في هذا اللفظ أنّه مشتقّ من هنؤ يهنؤ باب كرم على وزن فعيل، وقال العكبري: هو مصدر جاء على وزن فعيل.
(مريئا)، اشتقاقه يطابق اشتقاق (هنيئا)، فهو مثله، وفعله مرأ يمرأ باب فتح، ومرئ يمرأ باب فرح، ومرؤ يمرؤ باب كرم.
.إعراب الآية رقم (5):
{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (5)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تؤتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (السفهاء) مفعول به منصوب (أموال) مفعول به ثان منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (التي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأموال (جعل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والعائد المحذوف مفعول به أوّل أي جعلها اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (قياما)- نعت تقدّم على المنعوت- (قياما) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (وهم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ارزقوهم) أي منها الواو عاطفة في الموضعين (اكسوا، قولوا)، مثل ارزقوا و(هم) ضمير الغائب مفعول به (لهم) مثل لكم متعلّق ب (قولوا)، (قولا) مفعول به منصوب (معروفا) نعت منصوب جملة: (لا تؤتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا النساء في الآية السابقة.
وجملة: (جعل اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (ارزقوهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤتوا...
وجملة: (اكسوهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم.
وجملة: (قولوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم.
الصرف:
(تؤتوا)، فيه إعلال بالحذف وإعلال بالتسكين، أصله تؤتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين.
(السفهاء)، جمع سفيه، صفة مشبّهة وزنه فعيل. (انظر الآية 13 من سورة البقرة، و282 من سورة البقرة).
(اكسوهم)، فيه إعلال بالحذف أصله اكسووهم أو اكسيوهم، استثقلت الحركة على حرف العلّة لام الفعل، فسكّن، ونقلت حركة حرف إلى الحرف الذي قبله.. ثمّ حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين.
.إعراب الآية رقم (6):
{وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (6)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ابتلوا) مثل ارزقوا (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (بلغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (النكاح) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب إذا (إن) حرف شرط جازم (آنستم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (آنستم)، (رشدا)، مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب إن (ادفعوا) مثل ابتلوا (إليهم) مثل منهم متعلّق ب (ادفعوا)، (أموال) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... و(ها) مفعول به (إسرافا) مصدر في موضع الحال، الواو عاطفة (بدارا) معطوف على (إسرافا) منصوب مثله (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكبروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يكبروا) في محلّ نصب مفعول به عامله المصدر بدار، أي مبادرين كبرهم أي مسرعين في تبذيرها قبل أن يكبروا.
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (غنيّا) خبر كان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر الجازمة (يستعفف) مضارع مجزوم بلام الأمر، والفاعل هو الواو عاطفة (من... فليأكل) مثل من كان غنيّا فليستعفف (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأكل أي عادلا الفاء استئنافيّة (إذا دفعتم) مثل إذا بلغوا (إليهم) مثل الأول متعلّق ب (دفعتم)، (أموالهم) مرّ اعرابها في الآية الفاء رابطة لجواب الشرط (أشهدوا) مثل ابتلوا (عليهم) مثل إليهم متعلّق ب (أشهدوا) الواو استئنافيّة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف الباء حرف جرّ زائد (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة.
جملة: (ابتلوا اليتامى) لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: (بلغوا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إن آنستم..) لا محلّ لها جواب إذا.
وجملة: (ادفعوا...) في محلّ جزم جواب إن مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا تأكلوها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلوا.
وجملة: (يكبروا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (من كان غنيّا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان غنيّا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (ليستعفف) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (من كان فقيرا) لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان غنيّا.
وجملة: (كان فقيرا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: (ليأكل بالمعروف) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (دفعتم...) في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: (أشهدوا عليهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كفي باللّه حسيبا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بدارا)، مصدر سماعيّ لفعل بادر الرباعيّ، أمّا القياسيّ فهو مبادرة، وزنه فعال بكسر الفاء.
(حسيبا) صفة مشبّهة لفعل حسب يحسب باب نصر، وزنه فعيل، وهو بمعنى المحاسب.
البلاغة:
1- (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) في هذه الآية نوع من أنواع البيان الطريف يطلق عليه اسم (قوة اللفظ لقوة المعنى) وذلك في قوله: (فليستعفف).
فإن (استعفّ) أبلغ من (عف) كأنه يطلب زيادة العفة من نفسه هضما لها وحملا على النزاهة.
الفوائد:
1- من التشريع الاجتماعي هاتان الآيتان تحضان على الحفاظ على أموال اليتامى، وتبيان متى يجوز للوصي القيّم على اليتيم أن ينتفع من خلال إشرافه وإدارته مال اليتيم الذي في حوزته.
ومتى عليه أن يستعفف ويتورع عن الدنو منه، وبالتالي متى يجب أن يدفع الوصي مال اليتيم إليه، ووجوب الاشهاد على ذلك.
وهكذا نجد الإسلام دائما يقف إلى جانب الضعيف ليقوى، وإلى جانب صاحب الحق لينال حقه.
2- (كفى) لها ثلاثة معان، الأول تكون لتأكيد الاكتفاء والمبالغة فيه.
والثاني تكون بمعنى (أجزأ) والثالث تكون بمعنى (وقى).
أما الأول فيكثر دخول الباء على فاعله ويقل دخولها على مفعوله، كالآية الآنفة الذكر، وكقول الشاعر:
كفي بجسمي نحولا أنني رجل ** لولا مخاطبتي إياك لم ترني

وأما الثاني والثالث فيمتنع دخول الباء في فاعلها أو مفعولها فتأمّل.
(3) الفاء الرابطة لجواب الشرط: تدخل على جواب الشرط، سواء أكان جوابا لشرط جازم أو لشرط غير جازم، فإن كان الأول فالجملة في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان الثاني فالجملة لا محلّ لها من الأعراب، لأنها جواب لشرط غير جازم.
كما أنها تدخل على جواب الشرط إذا كان فعلا مضارعا، وفي هذه الحالة يجب أن يتقدم لام الأمر على الفعل، كقوله تعالى: (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) فيكون الفعل مجزوما ب (لام الأمر) وتكون الجملة في محلّ جزم جواب الشرط.
.إعراب الآية رقم (7):
{لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)}.
الإعراب:
(للرجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول، في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب (ترك) فعل ماض (الوالدان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف الواو عاطفة (الأقربون) معطوف على (الوالدان) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة (للنساء نصيب...
والأقربون) مثل للرجال... والأقربون (ممّا) مثل الأول متعلّق بما تعلّق به الأول لأنه بدل منه بإعادة الجارّ، (قلّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلّ)، (أو) حرف عطف (كثر) مثل قلّ (نصيبا) حال مؤكّدة عاملها الاستقرار في قوله: (للرجال نصيب)، (مفروضا) نعت ل (نصيبا) منصوب مثله.
جملة: (للرجال نصيب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ترك الوالدان) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (للنساء نصيب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ترك الوالدان (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (قلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: (كثر) لا محلّ لها معطوفة على جملة قلّ.
الصرف:
(مفروضا)، اسم مفعول من فرض الثلاثيّ باب ضرب، وزنه مفعول.
.إعراب الآية رقم (8):{وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (حضر) فعل ماض (القسمة) مفعول به مقدّم منصوب (أولوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (اليتامى) معطوف على الفاعل مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المساكين) معطوف على الفاعل بحرف العطف مرفوع مثله الفاء رابطة لجواب الشرط (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ارزقوا)، وقد جاء الضمير مذكّرا لأنه يعود على المقسوم المفهوم من قوله: (القسمة)، الواو عاطفة (قولوا... معروفا) مرّ إعرابها.
جملة: (حضر...) أولوا... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ارزقوهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قولوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
الصرف:
(القسمة)، اسم من الاقتسام، وزنه فعلة بكسر فسكون.
.إعراب الآية رقم (9):
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (9)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام الأمر (يخش) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الذين) موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل (لو) شرط غير جازم (تركوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تركوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ذرّيّة) مفعول به منصوب (ضعافا) نعت منصوب (خافوا) مثل تركوا (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خافوا)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر (يتّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به عامله ليتّقوا... أمّا مفعول ليخش فمحذوف يفسّره لفظ الجلالة المذكور الواو عاطفة (ليقولوا) مثل ليتّقوا (قولا) مفعول به منصوب (سديدا) نعت منصوب.
جملة: (ليخش الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لو تركوا..) خافوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (خافوا عليهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ليتقوا اللّه) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن دخلت الخشية قلوبهم من اللّه فليتقوا اللّه.
وجملة: (ليقولوا...) معطوفة على جملة ليتّقوا اللّه.
الصرف:
(يخش)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
(سديدا)، صفة مشبّهة من سدّ يسدّ باب ضرب وباب فتح أي استوى قولا وفعلا، وهو في معنى الفاعل ومعنى المفعول، وزنه فعيل.
الفوائد:
1- لو الشرطية: المحنا فيما سبق إلى بعض أحكام (لو) هذه ولتمام الفائدة نرى أن نستوفي بعض أحكامها التي لم نتعرض لها سابقا. وللنحاة جهود خيرة حول أحكام هذا الحرف، فقد اشتهر لدى النحاة بأنها حرف امتناع لامتناع، ثمّ عمدوا إلى تفصيل ذلك فقالوا: إنها تنقسم إلى قسمين:
الأول أن تختص بزمن المستقبل فتكون بمثابة (إن) الشرطية كقول أبي صخر الهذلي:
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ** ومن دون رمسينا من الأرض سبب

لظل صدى صوتي وإن كنت رمّة ** لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

فإذا وليها ماض أوّلناه بالمستقبل نحو قوله تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ).
الثاني أن تتعلق بالماضي، وهو أكثر استعمالاتها، وتستلزم امتناع شرطها لامتناع جوابها وقد وضع النحاة قاعدة لشرطها وجوابها لا تخلو من الطرافة، كما لا تخلو من فائدة:
فإذا دخلت على فعلين ثبوتيين كانا منفيين نحو: (لو جاءني لأكرمته) فمفاده أنه ما جاءني ولا أكرمته. وعلى عكس ذلك إذا دخلت على فعلين منفيين كانا (ثبوتيين) نحو لو لم يجدّ في العلم لما نال منه شيئا والمراد أنه جدّ ونال من العلم، وأطرف من ذلك أنها إذا دخلت على نفي وثبوت كان النفي ثبوتا والثبوت نفيا نحو: (لو لم يهتم بأمر دنياه لعاش عالة على الناس) والمعنى أنه اهتم بأمر دنياه ولم يعش عالة على الناس.
وتختص لو الشرطية مطلقا بالفعل، وقد يليها على قلة اسم معمول لفعل محذوف وجوبا يفسره ما بعده، كقول الشاعر:
اخلّاي لو غير الحمام أصابكم ** عتبت ولكن ما على الدهر معتب

وللبحث تتمة حول اختصاصها وجوابها. نجتزئ بما قلناه، وندع ما بقي لمن كان طلعة في علم النحو، فليرجع إليه في مظانه من كتب المطولات.
.إعراب الآية رقم (10):
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (يأكلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (اليتامى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ظلما) مصدر في موضع الحال أي ظالمين، (إنّما) كافّة ومكفوفة (يأكلون) مثل الأول (في بطون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (نارا)- نعت تقدّم على المنعوت- و(هم) ضمير مضاف إليه (نارا) مفعول به منصوب الواو عاطفة السين حرف استقبال (يصلون) مثل يأكلون (سعيرا) مفعول به منصوب.
جملة: (إنّ الذين يأكلون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يأكلون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّما يأكلون...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (سيصلون سعيرا) في محلّ رفع معطوفة على جملة إنّما يأكلون.
الصرف:
(سيصلون)، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف- لام الكلمة- لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة، وزنه سيفعون بفتح العين.
(سعيرا)، اسم جامد للهب النار، من سعر يسعر النار باب فتح أي أشعلها، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- وذكر (البطون) للتأكيد والمبالغة كما في قوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) والقول لا يكون إلا بالفم. وقوله سبحانه: (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) والطير لا يطير إلا بجناح.
2- المجاز المرسل: في قوله: (نارا).
(فالنار) مجاز مرسل من ذكر المسبب وإرادة السبب وجوّزوا في ذلك الاستعارة على تشبيه ما أكل من أموال اليتامى بالنار لمحق ما معه.
3- (وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) إن أصل الصلي القرب من النار، وقد استعمل هنا في الدخول مجازا.
الفوائد:
1- (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) كانت لنا وقفة حول (إنما) الكافة والمكفوفة والآن لنا عودة إلى (ما) المتصلة ب (إنّ) وأخواتها وخصوصا حول كتابتها: (فما) هذه على ثلاثة أقسام:
ما الزائد وهي التي تكف عن العمل، وما الموصولة، وما المصدرية التي تؤول مع ما بعدها بمصدر فالكافة تكتب متصلة بالحرف الذي يسبقها نحو: (إنما وكأنما ولعلّما) وأما الموصولة والمصدرية فتكتب منفصلة عما قبلها مثل قوله تعالى: (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) ونحو، إن ما تستقيم حسن فالأولى موصولة والثانية مصدرية. وذو لفطنة يدرك ما بينها من فروق.
.إعراب الآية رقم (11):
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (11)}.
الإعراب:
(يوصي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في أولاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوصيكم) وفيه حذف مضاف أي شأن أولادكم و(كم) ضمير مضاف إليه (للذكر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدم (مثل) مبتدأ مؤخّر مرفوع، (حظّ) مضاف إليه مجرور (الأنثيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الفاء استئنافيّة- أو عاطفة- (إن) حرف شرط جازم (كنّ) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط... والنون اسم كان (نساء) خبر كان منصوب (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لنساء (اثنتين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ و(هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ثلثا) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الألف (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ترك) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الميت، والعائد محذوف أي تركه الواو عاطفة (إن) مثل الأول (كانت) فعل ماض ناقص في محلّ جرم فعل الشرط... والتاء للتأنيث، واسم كان ضمير مستتر تقديره هي أي: المولودة (واحدة) خبر كان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لها النصف) مثل لهنّ ثلثا. الواو استئنافيّة (لأبوي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه (لكلّ) جارّ ومجرور بدل من المجرور أبويه بإعادة الجارّ (واحد) مضاف إليه مجرور (السدس) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من السدس (ترك) مثل الأول (إن كان) مثل إن كانت اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان مقدّم (ولد) اسم كان مرفوع، الفاء عاطفة (إن) مثل الأول (لم) حرف نفي فقط (يكن) مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط. (له ولد) مثل الأول الواو اعتراضيّة (ورث) فعل ماض والهاء ضمير مفعول به (أبوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف وحذفت النون للإضافة والهاء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (لأمّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم والهاء مضاف إليه (الثلث) مبتدأ مؤخّر. الفاء استئنافيّة (إن كان له إخوة) مثل إن كان له ولد الفاء رابطة لجواب الشرط (لأمّه السدس) مثل لأمه الثلث (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بأعمال القسمة المتقدّمة أي ب (يوصيكم) وما يليه، (وصية) مضاف إليه مجرور (يوصي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الميت الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوصي)، (أو) حرف عطف (دين) معطوف على وصيّة مجرور مثله.
جملة: (يوصيكم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (للذكر مثل..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسيريّة- وجملة: (إن كنّ نساء...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لهنّ ثلثا...) في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (ترك) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إن كانت واحدة) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كنّ...
وجملة: (لها النصف) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لأبويه... السدس) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ترك (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانية.
وجملة: (كان له ولد) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلأبويه... السدس.
وجملة: (لم يكن له ولد) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان له ولد.
وجملة: (ورثه أبواه..) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (لأمه الثلث) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كان له إخوة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لأمه السدس) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يوصي بها) في محلّ جرّ نعت لوصيّة.
(آباء) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أبناء) معطوف على آباء مرفوع مثله و(كم) مضاف إليه (لا) نافية (تدرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أيّ) اسم موصول، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفعول به عامله تدرون و(هم) مضاف إليه (أقرب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأقرب (نفعا) تمييز منصوب (فريضة) مفعول مطلق مصدر مؤكّد لمضمون الجملة السابقة، إذ معنى يوصيكم اللّه فرض اللّه عليكم، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بفريضة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب.
وجملة: (آباؤكم...) لا تدرون لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تدرون..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (آباء).
وجملة: (هم) أقرب) لا محلّ لها صلة الموصول (أيّهم).
وجملة: (... فريضة من اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه كان..) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: (كان عليما...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(السدس) اسم للعدد الدال على واحد من ستّة أقسام وزنه فعل بضمتين.
(أمّ) اسم أحد الوالدين وهو جامد، وزنه فعل بضمّ الفاء، وقد أدغم عينه ولامه لأنهما حرف واحد...
الفوائد:
1- هذه الآية تعد واحدة من آيات علم المواريث الذي اضطلع في تفصيله أحكام القرآن الكريم، وقد نشأ عن هذا التشريع علم إسلامي صرف يدعى (علم الفرائض) وقد عنى العلماء به عناية خاصة وأصبح له فيما بعد علماء مختصون بتقسيم التركة وفق هذه الآيات.
.إعراب الآية رقم (12):{وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصف) مبتدأ مؤخّر مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ترك) فعل ماض (أزواج) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي فقط (يكن) مضارع ناقص- أو تام- مجزوم فعل الشرط، (لهنّ) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر يكن- أو متعلّق ب (يكن)- (ولد) اسم يكن- أو فاعله- مرفوع الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- أو تام- في محلّ جزم فعل الشرط (لهنّ ولد) مثل الأول الفاء رابطة لجواب الشرط (لكم الرّبع) مثل لكم النصف (من) حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الربع (تركن) فعل ماض مبنيّ على السكون... والنون فاعل (من بعد وصيّة) مرّ اعرابها، (يوصين) مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النسوة... والنون فاعل الباء حرف جرّ و(ها) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يوصين)، (أو) حرف عطف (دين) معطوف على وصيّة مجرور مثله الواو عاطفة (لهنّ الربع ممّا تركتم) مثل لكم... تركن (إن لم يكن لكم ولد) مثل إن لم يكن لهنّ ولد الفاء عاطفة (إن كان لكم ولد فلهنّ الثمن مما تركتم من بعد وصية) مثل إن كان لهنّ ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصيّة (توصون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أو دين) مثل الأول.
جملة: (لكم نصف...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ترك أزواجكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (لم يكن لهنّ ولد) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلكم نصف ما ترك...
وجملة: (كان لهنّ ولد) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لكم الربع) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تركن) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (لهنّ الرّبع) لا محلّ لها معطوفة على جملة لكم نصف....
وجملة: (تركتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: (لم يكن لكم ولد) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلهنّ الربع.
وجملة: (كان لكم ولد) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لكم...
وجملة: (لهنّ الثمن) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تركتم) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
الواو استئنافيّة (إن كان) مثل الأول (رجل) اسم كان- أو فاعل- مرفوع (يورث) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كلالة) حال منصوبة، (أو) حرف عطف (امرأة) معطوف على رجل مرفوع مثله الواو حاليّة (له) مثل لكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أخ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أخت) معطوف على أخ بحرف العطف (أو) مرفوع مثله الفاء رابطة لجواب الشرط (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (واحد) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لواحد (السدس) مبتدأ مؤخّر مرفوع الفاء عاطفة (إن) حرف شرط (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ...
والواو اسم كان (أكثر) خبر منصوب (من) حرف جرّ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأكثر واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (شركاء) خبر مرفوع (في الثلث) جارّ ومجرور متعلّق بشركاء (من بعد وصيّة يوصى بها أو دين) مثل نظيرتها المتقدّمة في الآية السابقة و(يوصى) مبنيّ للمجهول وفيه ضمير مستتر نائب فاعل (غير) حال منصوبة من الموصي المفهوم من قوله يوصى بها (مضار) مضاف إليه مجرور (وصيّة) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لوصيّة الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (إن كان رجل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يورث كلالة) في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: (له أخ...) في محلّ نصب حال من ضمير يورث.
وجملة: (لكلّ واحد منهما السدس) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كانوا أكثر...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الأخيرة.
وجملة: (هم شركاء) في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: (يوصى بها) في محلّ جرّ نعت لوصيّة.
وجملة: (وصيّة من اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.
وجملة: (اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(يوصين)، فيه إعلال بالحذف أصله يوصيين ويجري الحذف فيه كما في (توصون) الآتي.
(توصون)، فيه إعلال بالحذف أصله توصيون... استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد- إعلال بالتسكين- ولالتقاء الساكنين- الياء والواو- حذفت الياء، لأنها جزء من كلمة والواو كلمة كاملة، فأصبح توصون وزنه تفعون بضمّ التاء. وبالإضافة إلى هذا فثمّة حذف الهمزة من أوّله تخفيفا جرى فيه مجرى ينفقون (انظر الآية 3 من سورة البقرة).
(كلالة)، اسم لمن يموت وليس له ولد أو أب، وقد يكون اسما للمال الموروث، أو الوارث أو الوراثة، أو القرابة... وزنه فعالة. وهو أيضا من المصادر السماعيّة لفعل كلّ يكلّ باب ضرب بمعنى تعب.
(شركاء)، جمع شريك، هو صفة مشبّهة من شرك يشرك باب فرح، وزنه فعيل.
(مضار)، اسم فاعل من (ضارّ) الرباعيّ وزنه مفاعل- بضمّ الميم وكسر العين- إنّما سكن الحرف الذي قبل الأخير لمناسبة التضعيف، ولو فكّ الإدغام لظهرت الكسرة.
الفوائد:
(ذا) اسم إشارة للمفرد المذكّر. يسبق اسم الإشارة بهاء الّتي هي حرف للتنبيه.
فيقال: هذا وهي إشارة للقريب. تلحق ذا الكاف التي هي حرف خطاب- فيقال: ذاك. وهي إشارة البعيد. وقد تلحقها هذه الكاف مع اللام. فيقال: ذلك وهي إشارة البعيد أيضا، وإذ ذاك تحذف الألف من ذا.
.إعراب الآية رقم (13):
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)}.
الإعراب:
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (حدود) خبر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله والهاء ضمير مضاف إليه (يدخل) مضارع مجزوم جواب الشرط والهاء مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الأنهار- أو بفعل تجري- والهاء ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من مفعول يدخل، وجاء جمعا لمعنى المفعول، وقد يفرد كما سيأتي، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين الواو استئنافيّة (ذلك) مثل الأول (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع مثله.
جملة: (تلك حدود اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يطع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يطع اللّه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يدخله) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تجري... الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (ذلك الفوز...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الفوز)، مصدر سماعيّ لفعل فاز يفوز باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
.إعراب الآية رقم (14):
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (14)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من يعص اللّه ورسوله) مثل من يطع اللّه ورسوله في الآية السابقة وعلامة الجزم لفعل (يعص) حذف حرف العلّة الواو عاطفة (يتعدّ) مضارع مجزوم معطوف على (يعص)، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (حدود) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (يدخله نارا خالدا فيها) مثل يدخله جنّات... خالدين فيها في الآية السابقة الواو عاطفة اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدم (عذاب) مبتدأ مؤخّر (مهين) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة: (من يعص اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يطع اللّه.
وجملة: (يعص اللّه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يتعدّ...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يعص.
وجملة: (يدخله) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (له عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخله...
أو استئنافيّة.
الصرف:
(يعص)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
(يتعدّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم. وزنه يتفعّ بفتح العين المشدّدة، وفيه إعلال بالقلب أصله يتعدي في حال الرفع.
البلاغة:
1- الإفراد والجمع: في قوله تعالى: (خالِدِينَ فِيها) وقوله: (خالِداً فِيها) ولعل إيثار الإفراد هاهنا نظرا إلى ظاهر اللفظ، واختيار الجمع هناك نظرا إلى المعنى للإيذان بأن الخلود في دار الثواب بصفة الاجتماع أجلب للأنس، كما أن الخلود في دار العذاب بصفة الانفراد أشد في استجلاب الوحشة.
الفوائد:
1- في هاتين الآيتين نكتة بلاغية، قلما يتعرض لها علماء البلاغة، ولكن لا يتجاوزها علماء التفسير، فقد ورد وصف أهل الجنة في الآية الأولى بصيغة الجمع (خالدين) بينما ورد وصف أهل النار في الآية الثانية بصيغة الإفراد (خالدا) وفي تعليل ذلك قولان:
أحدهما: أن أهل الجنة ذوو مراتب متفاوتة، ولذلك اقتضى وصفهما بصيغة الجمع، وأن أهل النار لا يتفاوتون في العقاب، فكلهم في النار، ولذلك وصفهم بصيغة المفرد.
الثاني: ذهب بعض المفسرين إلى تعليل الاختلاف في وصف أهل الجنة بالجمع ووصف أهل النار بالإفراد، إلى أن الإفراد لأهل النار زيادة في الوحشة وقساوة في العقاب، والجمع لأهل الجنة يقتضي الأنس بالاجتماع والسعادة بالتعارف واللقاء.
وكلا الوجهين حسن فاختر منها ما يرجح لديك قبوله.
.إعراب الآية رقم (15):
{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع... والنون فاعل (الفاحشة) مفعول به منصوب (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأتين و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (استشهدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (على) حرف جرّ و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بفعل استشهدوا (أربعة) مفعول به منصوب (منكم) مثل عليهنّ متعلّق بنعت لأربعة، وتمييز العدد محذوف تقديره شهداء أو رجال الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (شهدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (أمسكوا) مثل استشهدوا و(هنّ) ضمير مفعول به (في البيوت) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمسكوهنّ)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتوفّى) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (هنّ) ضمير مفعول به (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي ملائكة الموت.
والمصدر المؤوّل (أن يتوفّاهنّ الموت) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أمسكوهنّ).
(أو) حرف عطف (يجعل) مضارع منصوب معطوف على يتوفى (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل)، (سبيلا) مفعول به منصوب.
جملة: (اللاتي يأتين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يأتين...) لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).
وجملة: (استشهدوا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللاتي).
وجملة: (إن شهدوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أمسكوهنّ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يتوفّاهنّ اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يجعل اللّه..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوفّاهنّ.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ