الجمعة، 21 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المائدة

إعراب سورة المائدة من الآية 1 إلى الآية 13




 
.إعراب الآية رقم (1):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (1)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادي نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و(ها) للتنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (أوفوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (بالعقود) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفوا)، (أحلّت) فعل ماض مبني للمجهول..
والتاء للتأنيث اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّت)، (بهيمة) نائب فاعل مرفوع (الأنعام) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل- أي إلّا ما حرّم عليكم بحكم الآيات المتلوّة-، (يتلى) مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (يتلى) (غير) حال منصوبة من ضمير الخطاب في لكم (محلّي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (الصيد) مضاف إليه مجرور الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (حرم) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (يحكم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) مثل الأول مفعول به (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
جملة (يأيّها الذين...): لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة (آمنوا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (أوفوا...): لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة).
وجملة (أحلّت لكم بهيمة...): لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (يتلى...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (أنتم حرم): في محلّ نصب حال.
وجملة (إنّ اللّه يحكم...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يحكم...): في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (يريد): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
الصرف:
(أوفوا)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وأصله أوفيوا، نقلت الضمة من الياء إلى الفاء ثم حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجماعة. وزنه أفعوا.
(العقود)، جمع العقد وهو الربط المعنوي بمعنى العهد، وهو مصدر عقد يعقد باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، ووزن العقود الفعول بضمّ الفاء.
(بهيمة)، اسم جامد لكلّ ذات أربع قوائم، وزنه فعيلة.
(محلّي)، جمع محلّ، اسم فاعل من أحلّ الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(الصيد)، مصدر صاد يصيد باب ضرب.. ويجوز أن يكون بمعنى المصيد أي اسم المفعول وزنه فعل بفتح فسكون.
(حرم)، جمع حرام، صفة مشبّهة لاسم الفاعل بمعنى محرم، وزنه فعال بفتح الفاء، جمعه فعل بضمّتين.
الفوائد:
رواية عن الفيلسوف الكندي ذكروا أن الكندي الفيلسوف قال له أصحابه: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن فقال: نعم اعمل مثل بعضه فاحتجب أياما كثيرة ثم خرج فقال: واللّه ما أقدر ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما ثم استثنى استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد.
.إعراب الآية رقم (2):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (2)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها في الآية السابقة (لا) ناهية جازمة (تحلّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (شعائر) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الشهر) معطوف على شعائر منصوب مثله (الحرام) نعت للشهر منصوب الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (الهدي، القلائد، آمّين) أسماء معطوفة على شعائر منصوبة مثله والثالث على حذف مضاف أي قتال آمّين وعلامة نصب هذا الأخير الياء (البيت) مفعول به لاسم الفاعل آمّين منصوب (الحرام) نعت للبيت منصوب (يبتغون) مضارع مرفوع والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (فضلا)، (وهم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رضوانا) معطوف على (فضلا) منصوب مثله الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (حللتم) فعل ماض وفاعله الفاء رابطة لجواب الشرط (اصطادوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (يجرمنّكم) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم. والنون نون التوكيد و(كم) ضمير مفعول به (شنآن) فاعل مرفوع (قوم) مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدري (صدّوا) مثل آمنوا.. (كم) ضمير مفعول به (عن المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوكم)، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله.
والمصدر المؤوّل (أن صدّوكم) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لصدّهم إياكم، متعلّق ب (يجرمنّكم).
(أن) حرف مصدّري ونصب (تعتدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تعتدوا) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يجرمنّكم.
الواو عاطفة (تعاونوا) مثل اصطادوا (على البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعاونوا)، الواو عاطفة (التقوى) معطوف على البرّ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (لا تعاونوا) مثل لا تحلّوا- وقد حذف من الفعل إحدى التاءين- (على الإثم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعاونوا)، الواو عاطفة (العدوان) معطوف على الإثم مجرور مثله الواو عاطفة (اتّقوا) مثل تعاونوا الأوّل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (شديد) خبر إنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
جملة النداء (يأيّها الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا تحلّوا...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (يبتغون...): في محلّ نصب حال من الضمير في آمّين.
وجملة (حللتم): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (اصطادوا): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (لا يجرمنّك شنآن...): لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (صدّوكم): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (تعتدوا): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة (تعاونوا...): لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (لا تعاونوا...): لا محل لها معطوفة على جملة تعاونوا.
وجملة (اتّقوا اللّه) لا محل لها معطوفة على جملة تعاونوا.
وجملة (إنّ اللّه شديد...): لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(شعائر)، جمع شعيرة، اسم لمعالم الدين وحرماته، وقد قلبت ياء المفرد همزة في الجمع، فوزنه في المفرد فعيلة، وفي الجمع فعائل.
(القلائد)، جمع قلادة، اسم جامد وزنه فعالة بكسر الفاء، وقد قلبت الياء إلى همزة في الجمع فوزنه فعائل.
(آمّين)، جمع امّ، اسم فاعل من أمّ يؤمّ باب نصر وزنه فاعل، وقد أدغمت عين الكلمة مع لأمها.
(اصطادوا)، في الفعل إبدال تاء الافتعال (طاء) لمجيئها بعد حرف من أحرف الاطباق وهو الصاد، وأصله اصتادوا، وزنه افتعلوا.
(شنآن)، مصدر شنأ يشنأ باب فرح، وزنه فعلان بفتحتين، وإذا سكّنت النون أصبح صفة مشبّهة.
(تعتدوا)، في إعلال بالحذف، أصله تعتديوا، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى الدال وسكّنت الياء، ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين.
(تعاونوا) الثاني: حذفت منه إحدى التاءين أصله تتعاونوا وزنه تفاعلوا.
الفوائد:
الشهر الحرام:
الشهر الحرام يعني الأشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
وقد حرم اللّه فيها القتال، وكانت العرب قبل الإسلام تحرمها ولكنها تتلاعب فيها وفق الأهواء، فينسئونها- أي يؤجلونها- بفتوى بعض الكهان، من عام إلى عام.
فلما جاء الإسلام شرع حرمتها، وأقام هذه الحرمة على أمر اللّه، يوم خلق اللّه السماوات والأرض كما قال في التوبة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ. ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) وقرر أن النسيء زيادة في الكفر، وقد بين اللّه تعالى حكم القتال في الأشهر الحرم في سورة البقرة.
إعراب الآية رقم (3):
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)}.
الإعراب:
(حرّمت) فعل ماض مبني للمجهول.. والتاء للتأنيث (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرمت)، (الميتة) نائب فاعل مرفوع الواو عاطفة في المواضع العشرة الآتية (الدم، لحم) اسمان معطوفان على الميتة مرفوعان مثله (الخنزير) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع معطوف على الميتة (أهلّ) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلّ) (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أهلّ)، (المنخنقة، الموقوذة، المتردّية، النطيحة) أسماء معطوفة على الميتة مرفوع مثله (ما) مثل الأول (أكل) فعل ماض (السبع) فاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) مثل الأول في محلّ نصب على الاستثناء (ذكّيتم) فعل ماض مبني على السكون.. و(تم) فاعل (ما ذبح على النصب) مثل ما أهلّ لغير اللّه (أن) حرف مصدريّ ونصب (تستقسموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بالأزلام) جارّ ومجرور متعلّق ب (تستقسموا).
والمصدر المؤوّل (أن تقتسموا..) في محلّ رفع معطوف على الميتة.
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (فسق) خبر مرفوع (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يئس) وهو مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (من دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يئس)، و(كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل والنون للوقاية، ومفعول اخشوا محذوف هو ضمير المتكلّم أي: اخشوني. (اليوم) مثل الأول متعلّق ب (أكملت) وهو فعل ماض وفاعله (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (أكملت)، (دين) مفعول به منصوب و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (أتممت عليكم نعمتي) مثل أكملت لكم دينكم الواو عاطفة (رضيت) مثل أكملت (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (رضيت)، (الإسلام) مفعول به منصوب (دينا) حال منصوبة من الإسلام.
جملة (حرّمت... الميتة). لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أهلّ...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة (أكل السبع): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (ذكّيتم): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة (ذبح على النصب): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
وجملة (تستقسموا...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (ذلكم فسق): لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة.
وجملة (يئس الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (كفروا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا تخشوهم): في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن يظهروا عليكم فلا تخشوهم.
وجملة (اخشون): في محل جزم معطوفة على جملة فلا تخشوهم.
وجملة (أكملت...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أتممت...): لا محلّ لها معطوفة على جملة أكملت.
وجملة (رضيت...): لا محلّ لها معطوفة على جملة أكملت.
الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اضطرّ) فعل ماض مبني للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في مخمصة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل (غير) حال ثانية منصوبة (متجانف) مضاف إليه مجرور (لإثم) جارّ ومجرور متعلّق بمتجانف الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع، (رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة (من اضطّر...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (اضطّر...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (إنّ اللّه غفور...): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(المنخنقة)، اسم فاعل من فعل انخنق الخماسيّ، فهو مؤنّث مذكّرة المنخنق وزنه منفعل بضم الميم وكسر العين.. وهي الدابّة الميّتة خنقا.
(الموقوذة)، اسم مفعول لفعل وقذ يقذ باب ضرب بمعنى صرع أو ضرب حتّى الموت، والمذكّر موقوذ على وزن مفعول.
(المتردّية)، مؤنث التردّي، اسم فاعل من تردّى يتردّى الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(النطيحة)، صفة مشتقّة مؤنّث النطيح فعيل بمعنى مفعول من نطح الثلاثيّ.
(السبع)، اسم جامد لكّل ذي ناب، وزنه فعل بفتح فضمّ.
(النصب)، اسم جامد لما يعبد من دون اللّه، وزنه فعل بضمّتين ويجوز تسكين العين جمعه أنصاب.
(الأزلام)، جمع زلم بفتح الزاي وضمّها مع فتح اللام وهو القدح بكسر القاف، اسم جامد لسهم لا ريش له ولا نصل.
(فسق)، مصدر سماعيّ لفسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعل بكسر فسكون.
(مخمصة)، مصدر ميمي لفعل خمص يخمص البطن باب فتح وباب فرح وباب كرم بمعنى فرغ وضمر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين.
(متجانف)، اسم فاعل من تجانف بمعنى مال، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد:
النطيحة هي كلمة على وزن فعيلة. والصفة على وزن فعيل إذا كانت بمعنى مفعول لا تلحقها تاء التأنيث، فيستوي فيها المذكر والمؤنث، فنقول امرأة جريح ورجل جريح هذا إذا سبقت بموصوف أو كان ما يدل عليه بقرينة. أما إذا انتفى ذلك فتلحقها تاء التأنيث، فنقول في الميدان ستة جرحى وقتيلة. وهناك أربع صيغ أخرى يستوي فيها المذكر والمؤنث في الوصف وهي:
1- وزن فعول بمعنى فاعل مثل: رجل صبور وامرأة صبور.
2- وزن مفعال: مثل مهذار (كثير الهذر) معطار (كثير التعطر) ومقوال أي فصيح، فنقول رجل مقوال وامرأة مقوال.
3- وزن مفعيل مثل: رجل معطير أو امرأة معطير أي كثيرة التعطر.
4- وزن مفعل: رجل مغشم وامرأة مغشم أي لا يثنيها شيء..
فائدة جليلة يستوي المذكر والمؤنث في المصادر حين يوصف بها فنقول: هذا قول حق وتلك قضية حق. وشذ أناس وادخلوا التاء على المصادر حين يكون الموصوف مؤنثا فقالوا: قضية حقة. وهذا خطأ شائع ينبغي اجتنابه.
.إعراب الآية رقم (4):
{يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (4)}.
الإعراب:
(يسألون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف مفعول به (ماذا) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ، (أحلّ) فعل ماض مبني للمجهول، نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ)، (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أحلّ لكم) مثل الأولى (الطيبات) نائب فاعل مرفوع الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبني محلّ رفع معطوف على الطيّبات، وهو على حذف مضاف أي صيد ما علّمتم أو ما في معناه، (علّمتم) فعل ماض وفاعله (من الجوارح) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الغائب المحذوف في علّمتم أي ما علّمتموه من الجوارح (مكلّبين) حالي منصوبة من فاعل علّمتم، وعلامة النصب الياء (تعلّمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير متّصل مبني في محلّ نصب مفعول به (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (تعلّمونهنّ)، (علّم) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (كلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (ممّا) مثل الأول (أمسكن) فعل ماض وفاعله (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (أمسكن) الواو عاطفة (اذكروا) مثل كلوا (اسم) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (عليه) مثل لهم متعلّق ب (اذكروا)، الواو عاطفة (اتّقوا اللّه) مثل اذكروا اسم... (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
جملة (يسألونك...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (ماذا أحلّ...): في محلّ نصب مفعول به ثان ل (يسألون) المعلّق بالاستفهام.
وجملة (أحلّ لهم): في محلّ رفع خبر المبتدأ (ماذا).
وجملة (قل...): لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (أحلّ لكم الطيّبات): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (علّمتم...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (تعلّمونهنّ): في محلّ نصب حال من فاعل علّمتم.
وجملة (علّمكم اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (كلوا): في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدتم شيئا فكلوا....
وجملة (أمسكن...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة (اذكروا...): في محل جزم معطوفة على جملة كلوا...
وجملة (اتّقوا اللّه): في محل جزم معطوفة على جملة كلوا.
وجملة (إنّ اللّه سريع الحساب): لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الجوارح)، جمع جارحة مؤنّث جارح، اسم فاعل يطلق لما يصيد من السباع والطير والكلاب وزنه فاعل.
(مكلّبين)، جمع مكلّب، اسم فاعل من كلّب الرباعيّ أي أرسل الكلب على الصيد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
.إعراب الآية رقم (5):
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (5)}.
الإعراب:
(اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أحلّ)، (أحلّ لكم الطيّبات) مثل المتقدّمة، الواو عاطفة (طعام) مبتدأ مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (حلّ) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحلّ الواو عاطفة (المحصنات) معطوف على الطيّبات مرفوع مثله، (من المؤمنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في المحصنات الواو عاطفة (المحصنات) مثل الأول (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في المحصنات الثاني (أوتوا) مثل الأول (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتوا)، (كم) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (آتيتم) فعل ماض وفاعله والواو زائدة إشباع حركة الميم و(هنّ) ضمير مفعول به أوّل (أجور) مفعول به ثان منصوب و(هنّ) مضاف إليه (محصنين) حال منصوبة من فاعل آتيتم (غير) حال ثانية من فاعل آتيتم منصوبة (مسافحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (متخذي) معطوف على غير منصوب مثله وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة (أخدان) مضاف إليه مجرور.
جملة (أحلّ لكم الطيّبات): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (طعام الذين...): لا محلّ معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (أوتوا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (طعامكم حلّ لهم): لا محلّ لها معطوفة على جملة طعام الذين.
وجملة (أوتوا الكتاب (الثانية): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة (آتيتموهنّ...): في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب (اطّهّروا) فعل أمر مثل اغسلوا الواو عاطفة (إن كنتم مرضى) مثل إن كنتم جنبا، وعلامة النصب في مرضى الفتحة المقدّرة على الألف (أو) حرف عطف (على سفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على مرضى أي موجودين على سفر (أو) مثل الأول (جاء) فعل ماض (أحد) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأحد (من الغائط) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (أو) مثل الأول (لامستم) مثل قمتم (النساء) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (ماء) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (تيمّموا) مثل اغسلوا (صعيدا) مفعول به منصوب (طيّبا) نعت ل (صعيدا) منصوب مثله الفاء عاطفة للتفريع (امسحوا) مثل اغسلوا الباء زائدة، (وجوه) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أيديكم) معطوف على وجوهكم تبعه في الجرّ لفظا..
ومضاف إليه وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (منه) مثل منكم متعلّق ب (امسحوا). (ما) نافية (يريد) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام زائدة (يجعل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من حرج- نعت تقدّم على المنعوت- (من) حرف جرّ زائد (حرج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (يريد) مثل الأول (ليطهّر) مثل ليجعل و(كم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل) في محلّ نصب مفعول به ل (يريد) الأول..
والمصدر المؤوّل (أن يطهّر) في محل نصب مفعول به ل (يريد) الثاني.
الواو عاطفة (ليتمّ) مثل ليجعل (نعمة) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (عليكم) مثل الأول متعلّق ب (يتم).
والمصدر المؤوّل (أن يتّم) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن يطهّر).
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء (يأيّها الذين): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (الشرط وفعله وجوابه): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (قمتم إلى الصلاة): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (اغسلوا...): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (امسحوا...): لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة (كنتم جنبا): لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (اطّهّروا): في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة (كنتم مرضى...): لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء أو جملة كنتم جنبا.
وجملة (جاء أحد...): لا محلّ لها معطوفة على جملة كنتم مرضى.
الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فهنّ حلّ لكم.
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفر) على حذف مضاف أي بموجب الإيمان وهو اللّه الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (حبط) فعل ماض (عمل) فاعل مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة (من يكفر...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يكفر بالإيمان): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (قد حبط عمله): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (هو... من الخاسرين): في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب- أو استئنافيّة لا محلّ لها.
الصرف:
(متّخذي)، جمع متّخذ، اسم فاعل من اتّخذ الخماسيّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
.إعراب الآية رقم (6):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها آنفا، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (قمتم) فعل ماض وفاعله (إلى الصلاة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قمتم) الفاء رابطة لجواب الشرط (اغسلوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أيديكم) مضاف معطوف على وجوه منصوب ومضاف إليه (الى المرافق) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغسلوا)، الواو عاطفة (امسحوا) مثل اغسلوا الباء زائدة (رؤوس) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به و(كم) ضمير مضاف إليه (أرجلكم) معطوف على وجوه بالواو منصوب مثله ومضاف إليه (إلى الكعبين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ (إلى المرافق) لأنه من تتمّة العطف وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
و(تم) ضمير اسم كان (جنبا) خبر كان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط وجملة (لامستم النساء): لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء أحد.
وجملة (لم تجدوا ماء): لا محلّ لها معطوفة على جملة لامستم....
وجملة (تيمّموا...): في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة (امسحوا...): في محلّ جزم معطوفة على جملة تيمّموا.
وجملة (ما يريد اللّه): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (لكن يريد): لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يريد.
وجملة (يجعل، يطهّر، يتم): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (لعلكم تشكرون): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (تشكرون): في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(المرافق)، جمع المرفق، اسم للعضو المعروف وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين أو بفتح الميم وكسر العين، ووزن المرافق مفاعل.
(الكعبين)، مثنّى كعب، اسم للعظم الناشز فوق القدم من الجانبين، وزنه فعل بفتح فسكون.
(اطّهّروا)، الأمر من اطّهّر بمعنى تطهّر، وهو وزن شاذ من أوزان المزيد وزنه افتعل بتشديد العين.. وفيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الطاء، ثمّ أدغمت الطاءان معا.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) فالمجيء من الغائط- وهو المطمئن أو المنخفض في الأرض- كناية عن الحدث، جريا على عادة العرب، وهي أن الإنسان منهم إذا أراد قضاء حاجة قصد مكانا منخفضا من الأرض وقضى حاجته فيه.
الفوائد:
فرائض الوضوء:
إن الصلاة لقاء مع اللّه، ووقوف بين يديه- سبحانه- ودعاء مرفوع إليه ونجوى وإسرار، فلابد لهذا الموقف من استعداد: تطهّر جسدي يصاحبه تهيؤ روحي ومن هنا كان الوضوء- فيما نحسب والعلم للّه- وهذه هي فرائضه المنصوص عليها في هذه الآية: غسل الوجه، وغسل الأيدي إلى المرافق، ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين وحول هذه الفرائض خلافات فقهية يسيرة... أهمها هل هذه الفرائض على الترتيب الذي ذكرت به؟ أم تجزئ على غير ترتيب؟ قولان.. هذا في الحدث الأصغر، أما الجنابة- سواء بالمباشرة أو الاحتلام- فتوجب الاغتسال.
بين اللغة والتشريع قوله تعالى: (إِلَى الْمَرافِقِ) قيل إلى بمعنى (مع) كقوله: (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ). وهذا قول ضعيف والصحيح أنها لانتهاء الغاية، وإنما وجب غسل المرافق بالسنة، لأنه ما لا يتم به الواجب فهو واجب، إذ لابد من غسل المرافق ليتم غسل الأيدي. وأما قوله تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) فقد اعتبر بعضهم الباء للتبعيض كالإمام الشافعي، واعتبر البعض أقل جزء منه، لذا أوجب مسح شعرة من الرأس وأنها تجزئ في الوضوء. وأخذ الإمام الحنفي بهذا الرأي، ولكنه اعتبر البعض ربع الرأس بناء على سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. واعتبر الإمام مالك بأن الباء للتوكيد بمعنى بكل رؤوسكم، فأوجب مسح الرأس جميعه. وللإمام أحمد قولان: قول بمسح جميع الرأس وقول بنصفه. وإنما أوردت ذلك لأبين قيمة المعنى في فهم الأحكام وعلاقة الإعراب بالمعنى، وعدم الإنكار على المجتهدين فيما اختلفوا فيه وقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) يقرأ بنصب أرجلكم وبهذا تكون معطوفة على الوجوه والأيدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيدكم وأرجلكم والسنة الواردة بغسل الرجلين تقوّي هذا المعنى وقيل بأن الأرجل معطوفة على موضع الرؤوس، لأن الباء زائدة والرؤوس منصوبة محلا والوجه الأول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع. وهناك قراءة بالجر هي مشهورة كشهرة النصب وفيها وجهان:
أحدهما: أنها معطوفة على الرؤوس في الإعراب، والحكم مختلف، فالرءوس ممسوحة والأرجل مغسولة، أي فامسحوا برؤوسكم واغسلوا بأرجلكم، وذلك كقولنا علفتها تبنا وماء، أي علفتها تبنا وسقيتها ماء. وإنما العطف لجامع بينهما وهو الكفاية. وكذلك العطف في الآية لجامع بينهما وهو التطهر. والوجه الثاني أن يكون جر الأرجل بحرف جر محذوف مقدر: وافعلوا بأرجلكم غسلا، وهذا جائز في اللغة والقواعد، وله شواهد ويؤيد الغسل قوله تعالى: (إِلَى الْكَعْبَيْنِ) لأن الممسوح ليس بمحدود لفتة جميلة:
قال تعالى: (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) وفي الجنابة (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى) لأن إذا تدخل على ما هو حاصل ومنتظر، وإن تدخل على ما هو متوقع ومحتمل، لذا فهم بأن الصلاة حاصلة دائما دون تخلف، أما الجنابة فهي شيء طارئ وليس دائما وهذا من دقة التعبير واختيار الكلام ليناسب المعنى. وقد بلغ القرآن الكريم المنتهى في هذا المجال، فلو حاول الإنسان أن يستبدل كلمة من القرآن الكريم بمرادف لها أو بديل عنها حتى ولو كان لها مائة مرادف، فإنه لن يجد أنسب منها في موضعها من الآية سواء من ناحية المعنى أو التناسق أو النغم المتآلف في آيات القرآن الكريم.
.إعراب الآية رقم (7):
{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من نعمة الواو عاطفة (ميثاق) معطوف على نعمة منصوب مثله والهاء ضمير مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت لميثاق (واثق) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (واثقكم)، (إذ) ظرف للماضي مبني في محلّ نصب متعلّق ب (واثقكم)، (قلتم) فعل ماض وفاعله (سمعنا) فعل وفاعل الواو عاطفة (أطعنا) مثل سمعنا الواو عاطفة (اتّقوا اللّه) مثل اذكروا نعمة...
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إنّ مرفوع (بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور.
جملة (اذكروا...): لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة (واثقكم...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (قلتم...): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (سمعنا): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أطعنا): في محلّ نصب معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة (اتّقوا اللّه): لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.
وجملة (إنّ اللّه عليم...): لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (8):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (كونوا) فعل أمر ناقص مبني على حذف النون.. والواو اسم كونوا (قوّامين) خبر الناقص منصوب وعلامة النصب الياء (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بقوامين (شهداء) خبر ثاني للناقص منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بشهداء الواو عاطفة (لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) مرّ إعراب نظيرها، (اعدلوا) مثل اذكروا، (هو) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ، والضمير يعود إلى العدل المفهوم من قوله اعدلوا (أقرب) خبر مرفوع (للتقوى) جارّ ومجرور متعلّق بأقرب الواو عاطفة (اتّقوا اللّه إنّ اللّه خبير) مرّ إعرابها الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير)، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء (يأيّها الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (كونوا قوّامين): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (لا يجرمنّكم...): لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (لا تعدلوا): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (اعدلوا): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (هو أقرب للتقوى): لا محلّ لها تعليليّة.. استئناف بيانيّ.
وجملة (اتّقوا اللّه): لا محلّ لها معطوفة على جملة اعدلوا.
وجملة (إنّ اللّه خبير): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (تعملون): لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.
البلاغة:
التكرير في طلب العدل: في قوله تعالى: (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا) وذلك إما لاختلاف السبب كما قيل إن الأول نزل في المشركين وهذا في اليهود، أو لمزيد الاهتمام بالعدل والمبالغة في إطفاء ثائرة الغيظ.
الفوائد:
إقامة العدل:
لقد نهى اللّه الذين آمنوا من قبل- الآية- أن يحملهم الشنآن لمن صدوهم عن المسجد الحرام، على الاعتداء وكان ذلك قمة في ضبط النفس والسماحة، ولكن هذه الآية تأمر المؤمنين بقمة أكبر من تلك، فها هم أولاء ينهون أن يحملهم الشنآن على أن يميلوا عن العدل.. وهي قمة أعلى مرتقى وأصعب على النفس وأشق.. فهي مرحلة وراء عدم الاعتداء والوقوف عنده، تتجاوز إلى إقامة العدل مع الشعور بالكره والبغض، إن التكليف الأول أيسر لأنه إجراء سلبي ينتهي عند الكف عن الاعتداء، فأما التكليف الثاني فأشق لأنه إجراء إيجابي يحمل النفس على مباشرة العدل مع المبغوضين المشنوئين.
.إعراب الآيات (9- 10):
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10)}.
الإعراب:
(وعد) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، والمفعول الثاني لفعل وعد محذوف تقديره الجنّة، اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مغفرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (أجر) معطوف على مغفرة مرفوع مثله (عظيم) نعت لأجر مرفوع.
جملة (وعد اللّه...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (عملوا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (لهم مغفرة...): لا محلّ لها تفسيريّة للمفعول الثاني تفسير السبب للمسبّب، فالجنّة مسبّبة عن المغفرة وحصول الأجر العظيم..
أو هي استئناف بيانيّ.
الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبتدأ (كفروا) مثل آمنوا ومثله (كذّبوا)، (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (أولئك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف للخطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور.
وجملة (الذين كفروا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة وعد اللّه...
وجملة (كفروا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (كذّبوا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (أولئك أصحاب...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
إعراب الآية رقم (11):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (اذكروا نعمة اللّه عليكم) كذلك مرّ إعرابها، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق بنعمة، (همّ) فعل ماض (قوم) فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يبسطوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسطوا)، (أيدي) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبسطوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (همّ)، والتقدير: همّ قوم ببسط أيديهم...
الفاء عاطفة (كفّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أيديهم) مثل الأول (عنكم) مثل إليكم متعلّق ب (كفّ)، الواو عاطفة (اتّقوا اللّه) مثل اذكروا نعمة... الواو استئنافيّة (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل)، وقدّم الجارّ للاهتمام به الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة النداء (يأيّها الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (اذكروا...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (همّ قوم...): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (يبسطوا...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (كفّ...): في محلّ جرّ معطوفة على جملة همّ قوم.
وجملة (اتّقوا اللّه): لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (ليتوكّل المؤمنون): في محلّ جزم جواب شرط مقدّر..
وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة.
البلاغة:
1- الكناية: في قوله تعالى: (أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) أي بأن يبطشوا بكم بالقتل والإهلاك. فالكلام كناية عن بطشهم.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ) فإظهار الأيدي لزيادة التقريع.
.إعراب الآية رقم (12):
{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (12)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أخذ) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (بني) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف الواو عاطفة (بعثنا) فعل ماض مبني على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من اثني عشر (اثني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنّى (عشر) جزء عدديّ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب (نقيبا) تمييز منصوب الواو عاطفة (قال) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محل نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و(كم) ضمير مضاف إليه اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أقمتم) مثل بعثنا وهو في محلّ جزم فعل الشرط (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (آتيتم الزكاة) مثل أقمتم الصلاة الواو عاطفة (آمنتم) مثل بعثنا (برسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم)، والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (عزّرتم) مثل بعثنا والواو زائدة هي إشباع حركة الميم و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (أقرضتم اللّه) مثل أقمتم الصلاة (قرضا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، (حسنا) نعت منصوب اللام واقعة في جواب القسم (أكفّرنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عنكم) مثل منهم متعلق ب (أكفرنّ)، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لأدخلنّ) مثل: (لأكفّرنّ)، و(كم) ضمير مفعول به (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، و(ها) ضمير مضاف إليه، (الأنهار) فاعل مرفوع. الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (كفر) مثل أخذ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفر)، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب (منكم) مثل منهم متعلّق بحال من فاعل كفر الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلّ) فعل ماض والفاعل هو يعود على من (سواء) مفعول به منصوب (السبيل) مضاف إليه مجرور.. وفي الأصل: السبيل السويّ.
جملة (أخذ اللّه): لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة (بعثنا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ.
وجملة (قال اللّه): لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ.
وجملة (إنّي معكم): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (إن أقمتم...): لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي داخلة في حيّز القول.
وجملة (آتيتم الزكاة): لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة (آمنتم برسلي): لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة (عزّرتموهم): لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة (أقرضتم): لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة (أكفّرنّ...): لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة (أدخلنّكم): لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة (تجري... الأنهار): في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة (من كفر): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (كفر): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (ضلّ سواء...): في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
الصرف:
(نقيبا)، صفة مشبّهة باسم الفاعل وهي فعيل بمعنى فاعل، مشتقّ من التنقيب وهو التفتيش، وسمي بذلك لأنه يفتش عن أحوال القوم وأسرارهم، ويجوز أن يكون مبالغة اسم الفاعل كعليم وخبير.
البلاغة:
1- إظهار الاسم الجليل: في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) لتربية المهابة وتفخيم الميثاق وتهويل الخطب في نقضه.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فهو التفات من الغيبة إلى التكلم وذلك للجري على سنن الكبرياء. أو لأن البعث كان بواسطة موسى عليه السلام.
3- تقديم الجار والمجرور: على المفعول الصريح لما مر مرارا من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر.
4- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) حيث شبه الإنفاق في سبيل الخير أو التصدق بالصدقات المندوبة بالقرض، على سبيل المجاز.
5- الكناية الإيمائية: في قوله تعالى: (وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي) فهو كناية إيمائية عن المجاهدة ونصرة دين اللّه تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) ولقد: اختلف في الواو فمنهم من قال بأنها حرف قسم وجر والمقسم به محذوف، أي واللّه لقد وهذا الوجه الأقرب إلى الصواب، لأنه يؤول حسب أصل الكلام وأما الوجه الثاني فهو اعتبار الواو استئنافيّة، والقسم محذوف على تقدير واللّه لقد. وهذا الوجه فيه تكلف في التأويل ومن المعلوم أن اللام واقعة في جواب قسم مقدر والجملة بعدها جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
2- إعراب الاسم بعد العدد:
1- يأتي المعدود بعد الأعداد من 11- 99 مفردا منصوبا ويعرب تمييزا، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) و(هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) فكل من كوكبا ونعجة: تمييز منصوب.
2- يعرب مضافا إليه بعد الأعداد من 3- 10 ويأتي جمعا مجرورا كقوله تعالى: (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً).
3- يعرب مضافا إليه ويأتي مفردا مجرورا بعد المائة والألف كقوله تعالى: (بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) وقوله: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ).
.إعراب الآية رقم (13):
{فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة الباء حرف جرّ سببيّ (ما) زائدة (نقض) مجرور بالباء متعلق ب (لعنّاهم)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ميثاق) مفعول به للمصدر نقض و(هم) ضمير مضاف إليه (لعنّا) فعل ماض مبني على السكون.. و(نا) ضمير فاعل و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (جعلنا) مثل لعنّا (قلوب) مفعول به منصوب (قاسية) مفعول به ثان منصوب (يحرّفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الكلم) مفعول به منصوب (عن مواضع) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحرّفون)، والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (نسوا) فعل ماض مبني على الضم. والواو فاعل (حظا) مفعول به منصوب (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلّق بنعت ل (حظّا)، (ذكّروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو ضمير متصل مبني في محلّ رفع نائب فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ذكّروا)، الواو عاطفة (لا) نافية (تزال) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (تطّلع) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (على خائنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تطّلع)، (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخائنة (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الضمير في (منهم)، (منهم) مثل الأول متعلّق بنعت ل (قليلا). الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اعف) فعل أمر مبنّي على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل منهم متعلّق ب (اعف)، الواو عاطفة (اصفح) مثل اعف مبني على السكون (إنّ اللّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة (لعناهم): لا محلّ استئنافيّة.
وجملة (جعلنا...): لا محلّ لها معطوفة على جملة لعنّاهم.
وجملة (يحرّفون...): في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لعنّاهم).
وجملة (نسوا...): في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون.
وجملة (ذكّروا به): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (لا تزال...): في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون...
وجملة (تطّلع...): في محلّ نصب خبر لا تزال.
وجملة (اعف عنهم): في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تابوا وأصلحوا فاعف عنهم.
وجملة (إنّ اللّه يحبّ...): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (يحبّ المحسنين): في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(قاسية)، مؤنّث قاس، اسم فاعل من قسا يقسو وزنه فاعل، وفي (قاس) إعلال بالقلب وبالحذف أصله قاسو بكسر السين، قلبت الواو ياء لمجيئتها بعد كسر فأصبح قاسي.. ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين بالتنوين فأصبح قاس.
(نسوا)، فيه إعلال بالتسكين والقلب، أصله نسيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة إلى السين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- سكون الياء وسكون واو الجماعة- فأصبح نسوا وزنه فعوا.
(تطّلع)، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تطتلع، وهذا الإبدال مطّرد في كلّ حال تأتي فيه تاء الافتعال بعد الطاء، وزنه تفتعل.
(خائنة)، إمّا اسم فاعل والتاء للمبالغة أي شخص خائن، أو التاء للتأنيث على معنى طائفة أو نفس أو فعلة خائنة، وإمّا هو مصدر كالعاقبة لأن ثمّة قراءة على (خيانة). والألف في خائنة منقلبة عن واو لأن الفعل خان يخون. وفي الكلمة إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف شأن كلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة فيه همزة.
(اعف)، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.



 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ