الجمعة، 21 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المائدة من الآية 109 إلى الآية 120 ونهاية السورة

إعراب سورة المائدة من الآية 109 إلى الآية 120 ونهاية السورة




 
.إعراب الآية رقم (109):{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ماذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)}.
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (قالوا)، (يجمع) مضارع مرفوع (اللّه) فاعل مرفوع (الرسل) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (يقول) مثل يجمع والفاعل هو (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر، (أجئتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون... (وتم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل (قالوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (لا) نافية للجنس (علم) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب اللام حرف جر و(نا) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر لا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محل نصب اسم إنّ (أنت) ضمير فصل للتأكيد، (علام) خبر إنّ مرفوع (الغيوب) مضاف إليه مجرور.
جملة (يجمع الله...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (يقول...) في محل جر معطوفة على جملة يجمع.
وجملة (ماذا أجبتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ذا).
وجملة (قالوا...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (لا علم لنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (إنك... علّام) لا محلّ لها تعليلية.
الصرف:
(أجبتم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة لالتقاء الساكنين، وزنه أفلتم.
(علّام)، صيغة المبالغة من فعل علم، وزنه فعّال.
(الغيوب)، جمع الغيب... (انظر الآية 3 من سورة البقرة).
الفوائد:
1- قوله تعالى: (ماذا أُجِبْتُمْ)..
للنحاة بحث مطول حول (ما) واتصالها ب (ذا) وللتسهيل نوجز جميع أقوال النحاة ونقتصر على المعتمد من هذه الأقوال وقد وجدنا سائر ما قاله النحاة ينحصر في أربعة أوجه:
الأول: أن تأتي (ما) مع (ذا) التي هي اسم اشارة.
الثاني: أن تأتي (ما) مع (ذا) الموصولة.
الثالث: أن تكون (ماذا) كلها اسم جنس بمعنى (شيء) أو اسما موصولا بمعنى الذي كقول المثقب العبدي:
دعي ماذا علمت سأتقيه ** ولكن بالمغيب نبئيني

فقد ذهب بعضهم إلى أنها بمعنى شيء وارتأى آخرون أنها بمعنى (الذي). ولكن اتفقوا على أنها كلها كلمة واحدة.
.إعراب الآية رقم (110):
{إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (110)}.
الإعراب:
(إذ) اسم ظرفي مبني على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (قال) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (عيسى) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصب (ابن) نعت لعيسى تبعه في المحل لأنه مضاف منصوب (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (اذكر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نعمة) مفعول به منصوب والياء ضمير مضاف إليه (على) حرف جر والكاف ضمير في محلّ جر متعلق بحال من نعمتي، الواو عاطفة (على والدة) جار ومجرور متعلق بما تعلّق به عليك، والكاف ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف لما مضى من الزمن مبني في محلّ نصب متعلق بنعمتي، (أيّدت) فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل والكاف ضمير مفعول به (بروح) جار ومجرورّ متعلق ب (أيّدت)، (القدس) مضاف إليه مجرور (تكلّم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (النّاس) مفعول به منصوب (في المهد) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تكّلم أي صغيرا الواو عاطفة (كهلا) معطوف على الحال السالفة في الجار والمجرور الواو عاطفة (إذ علّمتك) مثل إذ أيّدتك (الكتاب) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة، التوراة، الإنجيل) أسماء معطوفة على الكتاب منصوبة مثله (إذ) مثل إذ أيدتك ومعطوف عليه (تخلق) مضارع مرفوع والفاعل أنت (من الطين) جار ومجرور متعلق ب (تخلق)، الكاف اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول به (هيئة) مضاف إليه مجرور (الطير) مضاف إليه مجرور (بإذن) جار ومجرور متعلق ب (تخلق)، والياء ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (تنفخ) مثل تخلق (في) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق ب (تنفخ)، الفاء عاطفة (تكون) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هي يعود على الكاف صفة الهيئة المقدّرة (طيرا) خبر تكون منصوب (بإذني) مثل الأول متعلق بنعت ل (طيرا)، الواو عاطفة (تبرئ) مثل تخلق (الأكمه) مفعول به منصوب الواو عاطفة (الأبرص) معطوف على الأكمه منصوب (بإذني) مثل الأول متعلق بحال من فاعل تبرئ الواو عاطفة (إذ تخرج الموتى بإذني) مثل المتقدمة ومعطوفة عليها الواو عاطفة (إذ كففت) مثل إذ أيّدت (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (عنك) مثل عليك متعلق ب (كففت)، (إذ) ظرف متعلق ب (كففت)، (جئت) فعل ماض وفاعله و(هم) ضمير مفعول به (بالبينات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل جئت. الفاء استئنافية (قال) مثل الأول (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من فاعل كفروا (إن) حرف نفي (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) أداة حصر (سحر) خبر مرفوع (مبين) نعت مرفوع.
جملة (قال الله) في محلّ جر بإضافة (إذ) إليها.
وجملة (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (اذكر نعمتي...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (أيّدتك....) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (تكلم الناس) في محلّ نصب حال من الكاف في أيدتك.
وجملة (علمتك...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (تخلق...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (تنفخ...) في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق.
وجملة (تكون....) في محلّ جر معطوفة على جملة تنفخ.
وجملة (تبرئ...) في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق.
وجملة (تخرج....) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (كففت...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (جئتهم) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (قال الذين....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (إن هذا إلا سحر) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(المهد)، اسم جامد بمعنى السرير أو الموضع يهيأ للصبي، وأصله مصدر استعمل اسما.
(كهلا)، صفة مشبّهة من فعل كهل يكهل باب فتح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الطين- هيئة- الطير- الأكمه- الأبرص): انظر صرفها في الآية (49) من سورة آل عمران.
الفوائد:
1- إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ.
يجدر بدارس اللغة أن يكون على بينة من أمر (إن) فقد تكون مخففة من (إنّ) التي تنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تكون شرطية تجزم فعلين مضارعين فعل الشرط وجوابه، وقد تكون العاملة عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر كما هي في هذه الآية.
وهنا يحق للسائل أن يسأل لماذا لم تعمل عملها في هذه الآية مع أنها نافية.
والجواب على ذلك بأنّ (إن) العاملة عمل ليس لا تعمل عملها إلا بشرطين..
الأول: أن لا يتقدم خبرها على اسمها فإن تقدم بطل عملها.
الثاني: أن لا ينتقض نفيها ب (إلّا) كما ورد في هذه الآية ولذلك جاء الخبر مرفوعا.
ومن أغرب الاصطلاحات اللغوية ما روي عن الكسائي أنه سمع أعرابيا يقول: إنا قائما. فأنكرها عليه وظن أنها إنّ الناصبة للاسم الرافعة للخبر وكان حقها أن ترفع قائما وعند ما استفسر منه عن مراده. فإذا هو يريد: (إن أنا قائما أي ما أنا قائما) وقد ترك همزة (أنا) تخفيفا ثم أدغم كقوله تعالى: (لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي).
.إعراب الآية رقم (111):
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (111)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذ أوحيت) مثل إذ قال الله، (إلى الحواريين) جار ومجرور متعلق ب (أوحيت) وعلامة الجر الياء (أن) حرف تفسير، (آمنوا) فعل أمر وفاعله الباء حرف جر والياء ضمير في محلّ جر متعلق ب (آمنوا)، الواو عاطفة (برسول) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا)، والياء ضمير مضاف إليه، (قالوا) مثل كفروا، (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون... (ونا) ضمير فاعل الواو عاطفة (اشهد) فعل أمر، والفاعل أنت الباء حرف جر و(أنّ) حرف مشبه بالفعل و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم أن (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو- والمصدر المؤول (أننا مسلمون) في محلّ جر بالباء متعلق ب (اشهد).
جملة (أوحيت....) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (آمنوا بي) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (قالوا....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (آمنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (اشهد) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
.إعراب الآيات (112- 113):
{إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}.
الإعراب:
(إذ قال الحواريون) مثل إذ قال الله، (يا عيسى ابن مريم) مرّ إعرابها، (هل) حرف استفهام (يستطيع) مضارع مرفوع (ربّ) فاعل مرفوع والكاف ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (ينزل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جر متعلق ب (ينزل)، (مائدة) مفعول به منصوب (من السماء) جار ومجرور متعلق ب (ينزل) والمصدر المؤول (أن ينزل) في محلّ نصب مفعول به عامله يستطيع.
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (اتقوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... (وتم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة (قال الحواريون....) في محلّ جر بإضافة (إذ) إليها.
وجملة (يا عيسى....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (هل يستطيع ربك....) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (ينزّل....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (قال....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (اتقوا....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (كنتم مؤمنين) لا محلّ لها استئنافية... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم مؤمنين بقدرة الله فاتقوا الله في هذا الطلب.... أو فاتقوا الله كي يستجيب لكم.
(113) (قالوا) فعل ماض وفاعله (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (أن نأكل منها) مثل أن ينزل علينا.... والجار متعلق ب (نأكل).
والمصدر المؤول (أن نأكل) في محلّ نصب مفعول به عامله نريد.
الواو عاطفة (تطمئن) مضارع منصوب معطوف على (نأكل)، (قلوب) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (ونعلم) مثل وتطمئن (أن) مخففة من أنّ المشددة، واسمها ضمير الشأن محذوف أي أنه (قد) حرف تحقيق (صدقتنا) فعل ماض وفاعله ومفعوله الواو عاطفة (نكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على (نأكل)، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (عليها) مثل علينا متعلق بالشاهدين (من الشاهدين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر نكون وعلامة الجر الياء.
وجملة (قالوا....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (نريد....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (نأكل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (تطمئن قلوبنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة (نعلم....) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة (قد صدقتنا) في محلّ رفع خبر أنّ- المخففة-.
وجملة (نكون... من الشاهدين) لا محلّ لها صلة معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
الصرف:
(مائدة)، اسم جامد للخوان عليه طعام، وهي- على رأي- فاعلة، مشتقة من ماد يميد باب باع، فكأنها تميد بما عليها من الطعام. وهي- على رأي آخر- مفعولة، مشتقة من ماده بمعنى أعطاه، فهي كعيشة راضية وأصلها أنها ميد بها صاحبها أي أعطيها.
وقال ثالث: سميت مائدة لأنها غياث وعطاء. وفي المصباح: مادة ميدا من باب باع أعطاه، والمائدة مشتقة من ذلك وهي فاعلة بمعنى مفعولة لأن المالك مادها للناس أي أعطاهم إياها، وقيل هي مشتقة من ماد يميد أي تحرك، فهي اسم فاعل على الباب... اهـ.
الفوائد:
1- (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ)...
ما هي حركة اعراب المنادي (عيسى) الجواب أن النحاة قد أجازوا في مثل هذا المنادي وجهين فقالوا: إذا كان المنادي مفردا علما وأتبع ب (ابن) ولم يفصل بينهما فاصل ثم كان ابن مضافا إلى علم كما في الآية المذكورة فيجوز لنا أن نبنيه على الضم كما هو في المنادي (مفرد العلم) ويجوز لنا أن نتبعه لحركة (ابن) التي هي النصب مثال ذلك قول عمرو بن كلثوم:
بأي مشيئة عمرو بن هند ** تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

فيمكن اعتبار (عمرو) مبني على الضم كما يمكن اعتباره منصوبا تبعا لحركة (ابن) وهي النصب: فتأمّل...!.إعراب الآية رقم (114):{قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض (عيسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (ابن) نعت لعيسى مرفوع مثله أو بدل منه أو عطف بيان (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة (اللهم) منادى محذوف منه أداة النداء مبني على الضم في محل نصب... والميم المشددة عوض من ياء النداء (ربّ) نعت للفظ الجلالة تبعه في النصب لأنه مضاف و(نا) ضمير مضاف إليه (أنزل) فعل أمر دعائي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جر و(نا) ضمير في محل جر متعلق (بأنزل)، (مائدة) مفعول به منصوب (من السماء) جار ومجرور متعلق بفعل أنزل، (تكون) مضارع ناقص مرفوع واسمه ضمير مستتر تقديره هي اللام حرف جر و(نا) ضمير في محل جر متعلق بحال من (عيدا) وهو خبر الناقص منصوب (لأول) جار ومجرور بدل من (لنا) بإعادة الجار و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (آخرنا) معطوف على أولنا ويعرب مثله الواو عاطفة (آية) معطوف على (عيدا) منصوب (من) حرف جر والكاف ضمير في محل جر متعلق بنعت لآية الواو عاطفة (ارزق) مثل أنزل و(نا) ضمير مفعول به الواو استئنافية (أنت) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الرازقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة (قال عيسى....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (اللهم وما في حيّزها) في محل نصب مقول القول.
وجملة (أنزل علينا....) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (تكون... عيدا) في محل نصب نعت لمائدة.
وجملة (ارزقنا) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (أنت خير...) لا محلّ لها استئنافية.
الصرف:
(عيدا)، اسم مشتقّ من العود بفتح العين وسكون الواو لأنه يعود كلّ سنة، ففيه إعلال قلبت الواو ياء لمجيئها ساكنة بعد كسر، وأصله عود بكسر العين وسكون الواو، ولكنهم صغّروه على عييد وجمعوه على أعياد وذلك فرقا بينه وبين عود الخشب.
(الرازقين)، جمع الرازق وهو اسم فاعل من رزق يرزق باب نصر، وزنه فاعل.
الفوائد:
1- اختص المنادي إذا كان لفظ الجلالة بأمور ليست لغيره من أقسام المنادي. منها أن همزة لفظ الجلالة تقطع وجوبا نحو قولنا (يا اللّه).
ومنها أن الأكثر حذف حرف النداء مع لفظ الجلالة والتعويض عنه بميم مشدّدة مفتوحة، للدلالة على التعظيم نحو: (اللهم ارحمنا).
ثالثا: لا يجوز وصف لفظ الجلالة عند ما ينادى لا على اللفظ ولا على المحل وهذا هو الصحيح لدى الجمهور، وقد حملوا قوله تعالى: (اللَّهُمَّ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على أنه نداء ثان، أي يا فاطر السماوات والأرض.
2- يستعمل لفظ (اللهم) على ثلاثة أنحاء:
الأول: أن يكون للنداء المحض نحو: (اللهم اغفر لي).
الثاني: أن تأتي تمكينا للجواب في نفس السامع كأن يقال لك: أخالد فعل هذا فتقول: اللهم نعم.
الثالث: أن تذكر للدلالة على ندرة الشيء وقلة وقوعه كقولك للمجاهد: إن اللّه سيثيبك على عملك اللهم إن أخلصت النية فيه.
ومن شاء أن يتكثّر من فقه النحو فعليه ببحث النداء في المطولات.

.إعراب الآية رقم (115):
{قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (115)}.
الإعراب:
(قال اللّه) مثل قال عيسى،، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (منزّل) خبر مرفوع و(ها) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل منزّل الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفر) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكفر)، (منكم) مثل عليكم متعلّق بحال من فاعل يكفر الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّي أعذّبه) مثل إنّي منزّلها (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر منصوب (لا) نافية (أعذّب) مضارع مرفوع- وكذلك الأول- والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ضمير المصدر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (أحدا) مفعول به منصوب (من العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (أحدا)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة (قال اللّه....): لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (إنّي منزّلها): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (من يكفر...): في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة (يكفر....): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (إنّي أعذّبه....): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (أعذّبه (الأولى): في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (أعذّبه (الثانية): في محلّ نصب نعت ل (عذابا).
الصرف:
(منزّلها)، اسم فاعل من نزّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(عذابا)، اسم مصدر للفعل عذّب الرباعيّ، مصدره القياسيّ تعذيب.
الفوائد:
- (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ).
للنحاة اهتمام بهذين الظرفين (قبل وبعد) نلخص لك ما ورد حولهما من بحث وتمحيص أنهما ظرفان للزمان ينصبان على الظرفية أو يجّران بمن نحو: (جئت قبل الظهر أو بعده ويصح من قبله أو بعده).
وقد يأتيان للمكان نحو: (داري قبل دارك أو بعدها) وهما معربان نصا أو مجروران بمن.
ويبنيان على الضم إذا قطعا عن الاضافة لفظا وبقي المعنى ملحوظا، كما هو في الآية المذكورة. فقد بقي المضاف إليه في النية والتقدير أي من بعد نزول المائدة ومثل ذلك قوله تعالى: (للّه الأمر من قبل ومن بعد) أي من قبل الغلبة ومن بعدها. فإن قطعا عن الاضافة لفظا ومعنى كانا معربين نحو: جئت قبلا أو بعدا ومنه قول الشاعر:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ** أكاد أغصّ بالماء الفرات

ولتقرير جملة هذا البحث نقول:
إذا أردت قبليّه أو بعديّه معينتين عينت ذلك بالاضافة نحو جئت قبل الشمس أو بعدها، أو بحذف المضاف إليه وبناء قبل وبعد على الضم نحو: جئتك قبل وبعد أو من بعد فالظرف هنا وإن قطع عن الاضافة لفظا لم يقطع عنها معنى. وإن أردت قبلية أو بعدية غير معينتين قلت جئتك قبلا أو بعدا أو من قبل أو من بعد وذلك بقطعهما عن الاضافة لفظا ومعنى وتنوينهما، إذ قصد بهما إلى التنكير والإبهام.

.إعراب الآيات (116- 118):
{وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ قال... مريم) مرّ إعرابها، الهمزة للاستفهام (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قلت) فعل ماض وفاعله (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قلت)، (اتّخذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به أول الواو عاطفة (أمّ) معطوف على ضمير المتكلّم تبعه في النسب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء والياء مضاف إليه (إلهين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ (دون) مجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (إلهين)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أسبّح، والكاف ضمير مضاف إليه (ما) نافية (يكون) مضارع ناقص مرفوع اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر يكون مقدّم (أن) حرف مصدريّ ونصب (أقول) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لي) مثل الأول متعلّق بحقّ، الباء حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس.
والمصدر المؤوّل (أن أقول) في محلّ رفع اسم يكون مؤخّر.
(إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... والتاء اسم كان (قلت) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (علمت) مثل قلت (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في نفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما والياء مضاف إليه الواو عاطفة (لا) نافية (أعلم ما في نفسك) مثل تعلم... نفسي (إنّك أنت علّام الغيوب) مرّ إعرابها.
جملة (قال اللّه....): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (يا عيسى...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أأنت قلت...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (قلت للناس...): في محلّ رفع خبر أنت.
وجملة (اتّخذوني...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (قال...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أسبح) سبحانك): لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة (يكون لي): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أقول...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة (ليس لي بحقّ): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (كنت قلته...): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (قلته): في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة (قد علمته): في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة (تعلم...): لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة (لا أعلم): لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة (إنّك... علّام...): لا محلّ لها تعليليّة.
(117) (ما) نافية (قلت) مثل الأولى (لهم) مثل لي متعلّق ب (قلت)، (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (أمرت) مثل قلت والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمرت)، (أن) حرف مصدريّ، (اعبدوا) مثل اتّخذوا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ربّ) نعت للفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ربّكم) معطوف على ربّي منصوب مثله.. وكم مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة مفسّرة للضمير في (به).
الواو استئنافيّة (كنت) مثل الأول (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شهيدا) وهو خبر كنت منصوب (ما) حرف مصدريّ (دمت) فعل ماض ناقض واسمه (فيهم) مثل عليهم متعلّق بمحذوف خبر ما دمت.
والمصدر المؤوّل (ما دمت فيهم) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق ب (شهيدا).
الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب أي راقبتهم (توفّيت) فعل ماض وفاعله والنون للوقاية الياء ضمير مفعول به (كنت) مثل الأول (أنت) ضمير فصل لا محلّ له (الرقيب) خبر كنت منصوب (عليهم) مثل الأول متعلّق بالرقيب.
الواو استئنافيّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بشهيد (شيء) مضاف إليه مجرور (شهيد) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة (ما قلت لهم...): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (أمرتني): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (اعبدوا): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (كنت... شهيدا): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (دمت فيهم): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة (توفّيتني): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (كنت... الرقيب): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (أنت... شهيد): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
(118) (إن) مثل الأول (تعذّب) مضارع مجزوم فعل الشرط و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (عباد) خبر مرفوع والكاف ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (إن تغفر) مثل إن تعذّب (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تغفر)، (فإنّك) مثل فإنّهم (أنت) ضمير فصل، (العزيز) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة (إن تعذّبهم...): لا محلّ لها استئناف في معرض قول عيسى.
وجملة (إنّهم عبادك): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (إن تغفر لهم): لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تعذّبهم.
وجملة (إنّك... العزيز): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
البلاغة:
1- المشاكلة: في قوله تعالى: (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) فقوله: (في نفسك) للمشاكلة.
والمراد تعلم معلومي الذي أخفيه في قلبي فكيف بما أعلنه ولا أعلم معلومك الذي تخفيه وسلك في ذلك مسلك المشاكلة كما في قول الشاعر:
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ** قلت اطبخوا لي جبة وقميصا

إلا أن ما في الآية كلا اللفظين وقع في كلام شخص واحد وما في البيت ليس كذلك.
1- فن التخيير: في قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وهو فن من فنون البلاغة، منقطع النظير، صعب الإدراك. وحدّه أن يأتي الشاعر أو الناثر بفصل من الكلام أو بيت من الشعر يسوغ أن يقفّى بقواف شتى فيتخير منها قافية- مرجحة على سائرها ويستدل بإيثاره إياها على حسن اختياره وصدق حسه. وهو في هذه الآية حيث البداهة البدائية تقضي بأن تكون الفاصلة (إنك أنت الغفور الرحيم) لملاءمتها لقوله: (إِنْ تَغْفِرْ) ولكن هذا الوهم الناجم عن هذه البداهة سرعان ما يزول أثره عند ما يذكر المتوهم أن هؤلاء قد استحقوا العذاب دون الغفران، فيجب أن تكون الفاصلة: (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
الأصمعي والأعرابي:
كان يقرأ الأصمعي يوما (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ) وختم الآية بقوله: (والله غفور رحيم) وكان يسمعه اعرابي فاعترضه وخطأه فراجع الأصمعي الآية فإذا بها (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فقال للاعرابي: كيف عرفت ذلك؟ فقال: يا هذا: عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع. فدهش الأصمعي وأفحم. فتأمّل...!
.إعراب الآية رقم (119):{قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}.
الإعراب:
(قال اللّه) فعل ماض وفاعل مرفوع (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (ينفع) مضارع مرفوع (الصادقين) مفعول به مقدّم منصوب وعلامة النصب الياء (صدق) فاعل مؤخّر مرفوع و(هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخر مرفوع (تجري) مثل ينفع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، و(ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم)، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (رضي) فعل ماض مبنيّ على الفتح الظاهر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي)، الواو عاطفة (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا) (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ... واللام للبعد والكاف للخطاب (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت مرفوع.
جملة (قال اللّه...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (هذا يوم...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (ينفع...): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (لهم جنّات...): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (تجري... الأنهار). في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة (رضي اللّه...): لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (رضوا عنه): لا محلّ لها معطوفة على جملة رضي اللّه عنهم.
وجملة (ذلك الفوز...): لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صدقهم)، مصدر سماعيّ لفعل صدق يصدق باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي صدق بفتح الفاء ومصدوقة وتصداق بفتح التاء.
(رضوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله رضيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الضاد، التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- فحذفت الياء، فأصبح رضوا، وزنه فعوا.
الفوائد:
1- كل ما هو من أسماء الزمان مبهما لما مضى تجوز إضافته إلى الجملة التي بعده.
أما اعرابه ففيه تفصيل:
فإذا جاء ما بعده مبنيا فبناؤه على الفتح أرجح، جريا مع البناء. ومنه قول النابغة الذبياني:

على حين عاتبت المشيب على الصبا ** وقلت ألّما أصح والشيب وازع

ففيه روايتان إحداهما (على حين) بالجرّ اعرابا والثانية (على حين) بالبناء على الفتح وهو الأرجح مشاكلة مع بناء الفعل.
وإن كان بعده فعلا معربا أو جملة اسمية فالاعراب أرجح كما ورد في الآية الكريمة (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ).

.إعراب الآية رقم (120):
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}.
الإعراب:
(للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ملك (في) حرف جرّ و(هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير)، (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ هو مرفوع.
جملة (للّه ملك...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (هو... قدير): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ