الجمعة، 21 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المائدة من الآية 92 إلى الآية 108

إعراب سورة المائدة من الآية 92 إلى الآية 108




 
.إعراب الآية رقم (92):{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (أطيعوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (أطيعوا الرسول) مثل أطيعوا الله الواو عاطفة (احذروا) مثل: (أطيعوا) الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (توليتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... (وتم) ضمير فاعل، الفاء رابطة لجواب الشرط (اعلموا) مثل أطيعوا (أنما) كافة ومكفوفة (على رسول) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و(نا) ضمير مضاف إليه (البلاغ) مبتدأ مؤخر مرفوع (المبين) نعت للبلاغ مرفوع.
جملة (أطيعوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق.
وجملة (أطيعوا (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة (احذروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة (توليتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أطيعوا الأولى.
وجملة (اعلموا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء... وفي الكلام إيجاز حذف أي: وأما جزاؤكم فعلينا...
وجملة (على رسولنا البلاغ) في محلّ نصب مفعول به لفعل اعلموا المعلق ب (أما).
.إعراب الآية رقم (93):
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}.
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد (على) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو ضمير في محلّ رفع فاعل الواو عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جناح) اسم ليس مؤخر مرفوع (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بجناح (طعموا) مثل آمنوا (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلق بالجواب المقدر، (ما) زائدة (اتقوا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل الواو عاطفة (آمنوا وعملوا الصالحات) مثل الأولى (ثم) حرف عطف في الموضعين (اتقوا وآمنوا، اتقوا وأحسنوا) مثل اتقوا وآمنوا السابقة الواو استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة (ليس مع اسمها وخبرها) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة (طعموا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (اتقوا) في محلّ جر مضاف إليه... وجواب الشرط مقدر أي لا يأثمون.
وجملة (آمنوا (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا.
وجملة (عملوا (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا.
وجملة (اتقوا (الثانية) في محلّ جر معطوفة على جملة عملوا الصالحات.
وجملة (آمنوا (الثالثة) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثانية.
وجملة (اتقوا (الثالثة) في محلّ جر معطوفة على جملة آمنوا الثالثة.
وجملة (أحسنوا) في محلّ جر معطوفة على جملة اتقوا الثالثة.
وجملة (الله يحب...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (يحب المحسنين) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله).
البلاغة:
1- التكرار أو التكرير: في قوله تعالى: (إِذا مَا اتَّقَوْا) وقوله: (ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا) وقوله: (ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) وذلك لتأكيد ما يتحدث عنه ليزداد رسوخا في الذهن. وإشارة إلى العلاقات التي يرتبط بها الإنسان في حياته، وهي علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان بغيره، وعلاقة الإنسان بربه، ولذلك عقّب عليها بالإحسان في الكرة الثالثة.
الفوائد:
من أسباب النزول:
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) هذه الآية نزلت جوابا للذين استفسروا عن مصير شارب الخمر وآكل الميسر قبل التحريم.
فنزلت هذه الآية ترفع الإثم عنهم بشرط التقوى وبشرط الإيمان.
.إعراب الآية رقم (94):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ ءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ (94)}.
الإعراب:
يأيّها الذين آمنوا مرّ إعرابها، اللام لام القسم لقسم مقدّر (يبلونّ) مضارع مبني على الفتح.. والنون نون التوكيد و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبلونّ)، (من الصيد) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء (تنال) مضارع مرفوع والهاء ضمير مفعول به (أيدي) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رماح) معطوف على أيدي مرفوع مثله و(كم) مضاف إليه اللام لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يخافه) مثل تناله (بالغيب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يخاف أو مفعوله.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (بيلونّكم).
الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (اعتدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اعتدى)، (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت مرفوع.
جملة (يأيّها الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (ليبلونّكم): لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. والقسم وجوابه لا محلّ له جواب النداء.
وجملة (تناله أيديكم): في محلّ نصب حال من الصيد.
وجملة (يعلم اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (يخافه...): لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة (من اعتدى...): لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (اعتدى...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (له عذاب): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(رماح)، جمع رمح، اسم جامد، وقد سمع اشتقاق فعل رمح يرمح باب فتح منه أي طعنة بالرمح وزنه فعل بضمّ فسكون، والجمع فعال بكسر الفاء.
البلاغة:
1- التنكير: في قوله تعالى: (لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْ ءٍ مِنَ الصَّيْدِ) فتنكير شيء للتحقير المؤذن بأن ذلك ليس من الفتن الهائلة التي تزل فيها أقدام الراسخين كالابتلاء بقتل الأنفس وإتلاف الأموال. وإنما هو من قبيل ما ابتلي به أهل أيلة من صيد البحر وفائدته التنبيه على أن من لم يثبت في مثل هذا كيف يثبت عند شدائد المحن.
الفوائد:
- كثيرا ما يتساءل المؤمن:
كيف يختبر اللّه عباده وهو أعلم بحالهم يعلم مؤمنهم وكافرهم، ويعلم صادقهم ومنافقهم ويعلم صالحهم من طالحهم، ويعلم منهم المصلح من المفسد؟
وكذلك الآيات التي تتعرض لعلم اللّه كقوله تعالى في هذه الآية: (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ).
وللفقهاء والمفسرين حول ذلك آراء نستعرض بعضها وأقواها؟
قال صاحب (الجلالين): المقصود بعلم اللّه الواردة في أمثال هذه الآيات (ليعلم علم ظهور) والغاية من علم الظهور هو إقامة الحجة على العباد لئلا يؤخذوا على حدّ زعمهم بظلم دون أن يخضعهم اللّه للامتحان والاختبار.
.إعراب الآية رقم (95):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (95)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد) مرّ إعراب نظيرها، الواو واو الحال (أنتم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (حرم) خبر مرفوع الواو عاطفة (من قتل) مثل من اعتدى، والهاء ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل قتل (متعمّدا) حال ثانية من فاعل قتل الفاء رابطة لجواب الشرط (جزاء) مبتدأ مؤخّر والخبر محذوف أي فعليه جزاء (مثل) نعت لجزاء مرفوع، (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (قتل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من النعم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير المفعول المحذوف أي ما قتله من النعم،، (يحكم) مضارع مرفوع الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحكم)، (ذوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (عدل) مضاف إليه مجرور (منكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف نعت ل (ذوا)، (هديا) حال منصوبة من الضمير في (به) (بالغ) نعت ل (هديا) منصوب مثله (الكعبة) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف للتخيير (كفّارة) معطوف على جزاء مرفوع (طعام) عطف بيان لكفّارة، (مساكين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف على صيغة منتهى الجموع (أو) مثل الأول (عدل) معطوف على كفّارة- أو على جزاء- مرفوع مثله (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه.. واللام للبعد والكاف للخطاب (صياما) تمييز منصوب اللام لام التعليل (يذوق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (وبال) مفعول به منصوب (أمر) مضاف إليه مجرور والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يذوق) في محلّ جرّ باللام متعلّق مقدّر يتضمّن الأمور الثلاثة الواردة أي: وجب ذلك ليذوق وبال أمره، (عفا) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (عفا)، (سلف) مثل قتل الواو عاطفة (من عاد) مثل من قتل الفاء رابطة لجواب الشرط (ينتقم) مثل يحكم (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (منه) مثل منكم متعلّق ب (ينتقم). الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عزيز) خبر مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو من الأسماء الخمسة (انتقام) مضاف إليه مجرور.
جملة النداء (يأيّها الذين): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا تقتلوا...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (أنتم حرم): في محلّ نصب حال من فاعل تقتلوا.
وجملة (من قتله...): لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (قتله...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (عليه) جزاء): في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (قتل...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (يحكم به): في محلّ رفع نعت لجزاء.
وجملة (يذوق...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (عفا اللّه): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (سلف): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (من عاد): لا محلّ لها معطوفة على جملة عفا اللّه.
وجملة (عاد...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (ينتقم): في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
والجملة الاسميّة (هو ينتقم اللّه منه) في محلّ جزّم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (اللّه عزيز...): لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بالغ)، اسم فاعل من بلغ الثلاثيّ، ومنه فاعل.
(الكعبة)، اسم لبيت اللّه الحرام، وسمّيت بذلك لتكعيبها أي تربيعها إذ يقال لكل بيت مربّع كعبة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(وبال)، اسم للشيء الثقيل ولا سيّما في المكروه، وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة:
1- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى: (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ) حيث شبه سوء عاقبة هتكه لحرمة الإحرام بالطعام المستوبل المستوخم يذوقه.
الفوائد:
1- من شعار (الإحرام)..
قوله تعالى: (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ) قال العلماء المقصود بذلك أن كفارة قاتل الصيد أثناء الإحرام أن يقدم فدية من الأنعام تشابه في الخلقة الصيد الذي قتله: يحكم به ويقدره ذوا عدل وفطنة. وقد حكم ابن عباس وعمر وعلي رضي اللّه عنهم في النعامة ب (بدنة) من الإبل وحكم ابن عباس وأبو عبيدة في بقر الوحش وحماره ببقرة وحكم ابن عمر وعبد الرحمن بن عوف في الظبي بشاة وعلى أساس هذا الحكم يمكن استبداله لمن لم يجد بإطعام ما يعادل ذلك من المساكين أو كسوتهم أو صيام يوم عن إطعام كل مسكين.
2- (ذوا عدل)..
من المتفق عليه أن (ذو) التي بمعنى صاحب هي من الأسماء الخمسة على رأي بعض النحاة أو الستة على رأي بعضهم، وأنها تعرب بالأحرف حسب قاعدة تلك الأسماء وبشروطها: ولكن هناك أمرين تجدر الإشارة إليهما:
الأول أنّ (ذا) قد تكون اسم اشارة وقد تكون اسما موصولا ولا تكون من الأسماء الخمسة إلا إذا كانت بمعنى صاحب والتي هي من الأسماء الخمسة إذا ثنيت أعربت اعراب المثنى وإذا جمعت أعربت إعراب جمع المذكر السالم فرفعت بالواو ونصبت وجرّت بالياء.
3- الاضافة والتعريف...
لدى الاستقراء لأحوال الاضافة نجدها على ثلاثة أنواع.
الأول يفيد تعريف المضاف بالمضاف اليه إن كان المضاف اليه معرفة، وتخصيصه إن كان نكرة. الأول مثل كتاب علي والثاني مثل كتاب تلميذ.
النوع الثاني:
يفيد تخصيص المضاف دون تعريفه وذلك إذا كان المضاف من الأسماء المبهمة (كغير ومثل وشبه).
النوع الثالث: لا يفيد تعريفا أو تخصيصا، وذلك إذا كان المضاف اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة وكل ما يشبه الفعل المضارع أي أنه يدلّ على الحال والاستقبال، كما ورد في الآية الكريمة (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ).
إعراب الآية رقم (96):
{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)}.
الإعراب:
(أحل) فعل ماض مبني للمجهول اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحلّ)، (صيد) نائب فاعل مرفوع (البحر) مضاف إليه مجرور و(طعام) معطوف على صيد بحرف العطف مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (متاعا) مفعول لأجله منصوب، (لكم) مثل الأول متعلّق ب (متاعا)، الواو عاطفة (للسيّارة) جارّ ومجرور متعلّق ب (متاعا)، الواو عاطفة (حرّم عليكم صيد البر) مثل أحلّ لكم صيد البحر (ما) حرف مصدريّ (دمتم) فعل ماض ناقص..
(وتم) ضمير اسم دمتم (حرما) خبر ما دام منصوب.
والمصدر المؤوّل (ما دمتم حرما) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق ب (حرّم).
الواو استئنافية (اتّقوا) فعل أمر مبني على الضمّ.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به (الذي) اسم موصول مبني في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل.
جملة (أحلّ لكم صيد...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (حرّم عليكم صيد...): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (دمتم...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة (اتّقوا...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (تحشرون...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
الصرف:
(السيّارة)، جمع السيّار، هو المسافر الكثير السفر، صيغة مبالغة اسم الفاعل من السير، وزنه فعال بفتح الفاء وتشديد العين، ووزن السّيارة فعّالة بإضافة التاء في آخره.
.إعراب الآية رقم (97):
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}.
الإعراب:
(جعل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الكعبة) مفعول به منصوب (البيت) عطف بيان من الكعبة أو بدل منه منصوب (الحرام) نعت للبيت منصوب (قياما) مفعول به ثان منصوب عامله جعل، (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (قياما)، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الشهر، الهدي، القلائد) أسماء معطوفة على الكعبة منصوبة (الحرام) نعت للشهر منصوب (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف للخطاب. اللام للتعليل (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تعلموا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما الواو عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم...) سدّ مسدّ مفعولي تعلموا.
الواو عاطفة (أنّ اللّه) مثل الأولى (بكل) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر أنّ مرفوع.
جملة (جعل اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (ذلك لتعلموا): لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة.
وجملة (تعلموا): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة (يعلم): في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (98):
{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)}.
الإعراب:
(اعلموا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (أن اللّه) مرّ إعرابها، (شديد) خبر مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (أن اللّه غفور) مثل أن اللّه عليم، (رحيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن اللّه شديد) سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
والمصدر المؤوّل (أن اللّه غفور..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة (اعلموا...): لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (99):
{ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (99)}.
الإعراب:
(ما) نافية (على الرسول) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلّا) أداة حصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع، الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (تبدون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل الواو عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (تكتمون) مثل تبدون.
جملة (ما على الرسول إلّا البلاغ): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (اللّه يعلم...): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (يعلم...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة (تبدون): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة (تكتمون): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني أو الحرفيّ.
البلاغة:
1- في الآية الكريمة: إرسال المثل في قوله تعالى: (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) وهو عبارة عن أن يأتي المتكلم في بعض كلامه بما يجري مجرى المثل السائر من حكمة أو نعت أو غير ذلك.
2- الطباق: بين (تبدون) و(تكتمون).
الفوائد:
- (ما) في لغة الضاد لها شأن وأي شأن!؟
فهي تأتي اسما موصولا بمعنى الذي...
وتأتي مصدرية فتؤول مع الفعل الذي يليها بمصدر يأخذ محله من الإعراب حسب موقعه من الجملة وحسب العوامل المتسلطة عليه.
وتأتي نافية حجازية فتعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي تختص بالجملة الاسمية.
أو تكون نافية فتهمل ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا مرفوعين كما أنها نافية للحصر كقوله تعالى: (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ). وتأتي زائدة وهي التي تتصل ب (إنّ) وأخواتها فتكفها عن العمل مع شيء من التفصيل وتسمى كافة ومكفوفة.
وقد أخذت (ما) هذه من جهد العلماء ومداد أقلامهم ما يملأ الأسفار من كتب النحو فمن شاء المزيد فعليه بالمطولات من هذا العلم.
.إعراب الآية رقم (100):
{قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لا) نافية (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (الخبيث) فاعل مرفوع الواو عاطفة (الطيّب) معطوف على الخبيث مرفوع الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أعجب) فعل ماض والكاف ضمير مفعول به (كثرة) فاعل مرفوع (الخبيث) مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) مثل اعلموا، (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (يا) أداة نداء (أولي) منادي مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مثل تبدون.
جملة (قل...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (لا يستوي الخبيث...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (أعجبك كثرة...): في محلّ نصب حال من فاعل يستوي.
وجملة (اتّقوا...): جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الفلاح فاتّقوا اللّه.
وجملة (النداء...): لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة (لعلّكم تفلحون): لا محلّ لها تعليليّة للأمر بالتقوى.
وجملة (تفلحون): في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(كثرة) مصدر سماعيّ للثلاثي كثر باب كرم وزنه فعلة بفتح وسكون وثمة مصدر آخر هو كثارة.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ).
أي لا يستوي الحلال والحرام، فشبه الحلال بالطيب في حلاوته وتقبل النفس له ترغيبا فيه، وشبه الحرام بالخبيث في كراهيته وعزوف النفس عنه تنفيرا منه وقد صرّح بالمشبه به وحذف المشبه.
.إعراب الآيات (101- 102):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (102)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا لا تسألوا) مرّ إعراب نظيرها، (عن أشياء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تسألوا)، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ملحق بالمنتهي بألف التأنيث الممدودة (إن) حرف شرط جازم (تبد) مضارع مجزوم فعل الشرط مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبد)، (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل هي و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (إن) مثل الأول (تسألوا) مثل الأول فعل الشرط (عن) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تسألوا)، (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تسألوا) الثاني (ينزّل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (القرآن) نائب فاعل مرفوع (تبد) مثل الأول جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (لكم) مثل الأول متعلّق ب (تبد)، (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عنها) مثل الأول متعلّق ب (عفا)، الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
جملة (يأيّها الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا تسألوا...): لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (تبد لكم...): في محلّ جرّ نعت لأشياء.
وجملة (تسؤكم): لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة (تسألوا...): في محلّ جرّ معطوفة على جملة إن تبد لكم.
وجملة (ينزّل القرآن): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (تبد لكم (الثانية): لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة (عفا اللّه عنها): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (اللّه غفور...): لا محلّ لها استئنافيّة.
(102) (قد) حرف تحقيق (سأل) فعل ماض (ها) ضمير مفعول به (قوم) فاعل مرفوع (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (سألها)، و(كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أصبحوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ... والواو ضمير اسم أصبح الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كافرين) وهو خبر أصبح منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة (سألها قوم...): لا محلّ لها استئنافيّة تعليل للنهي عن السؤال.
وجملة (أصبحوا...): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(أشياء)، جمع شيء، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه شيئا بوزن فعلاء، فالهمزة الأولى لام الكلمة والألف بعدها والهمزة الأخيرة زائدتان ثمّ دخله القلب المكانيّ.. قدّمت الهمزة التي هي لام الكلمة فصار أشياء وزنه لفعاء.
(تبد)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بضمّ التاء وفتح العين.
(تسؤكم)،، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفلكم.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) إلخ... (أشياء) اسم ممنوع من الصرف وقد اختلف العلماء في أصل هذه الكلمة وفي صيغة جمعها وفي المانع من الصرف لها...
أ- فذهب سيبويه إلى أن مفردها شيء وقد جمعت على شيئاء ثم قدمت اللام على الألف كراهية اجتماع همزتين بينهما ألف ساكنة.
ب- وذهب الفراء إلى أن مفردها شيء وجمعها (أشيئاء) وقد حذفت الهمزة الأولى لتخفيف اللفظ.
ج- أما مذهب الكسائي فيتلخص بأن وزن أشياء افعال وقد منعت من الصرف قياسا لها على ما آخره ألف التأنيث الممدودة وثمة آراء وردود أخرى تجدها في كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف) إن شئت المزيد من هذا العلم.
.إعراب الآية رقم (103):{ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (103)}.
الإعراب:
(ما) نافية (جعل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من بحيرة) جارّ زائد ومجرور لفظا منصوب محلا مفعول به الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (سائبة، وصيلة، حام) أسماء مجرورة لفظا منصوبة محلا معطوفة على بحيرة بحروف العطف، والكسرة مقدّرة على الياء في الاسم الأخير الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم لكنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفترون)، (الكذب) مفعول به منصوب الواو عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مثل يفترون جملة (جعل اللّه...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (لكنّ الذين كفروا...): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (كفروا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (يفترون...): في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة (أكثرهم لا يعقلون): في محلّ رفع معطوفة على جملة يفترون.
وجملة (لا يعقلون): في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).
الصرف:
(بحيرة)، فعيلة بمعنى مفعولة واستعملت اسما جامدا...
اشتقاقها من البحر، والبحر هو السعة.
(سائبة)، لفظة اسم فاعل من ساب يسيب بمعنى جرى، وقيل هو فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيّبة، كما قيل ماء دافق بمعنى مدفوق.
(وصيلة)، صفة مشبّهة باسم الفاعل، وزنها فعيلة وهي من الشاة أو الإبل على خلاف.
(حام)، اسم فاعل من حمى يحمي أي منع، وفيه إعلال بالحذف لأنه اسم منقوص حذف منه لامه للتنوين، وزنه فاع.
الفوائد:
1- مفاهيم جاهلية...
من أراد أن يتصور شدة وطأة العادات وعظم مسئولية الرسل حيال تغيير عادات قوم مرنوا عليها كابرا عن كابر وجيلا إثر جيل فليتصور فحوى هذه الآية وتحريمها أمورا كان العرب قد اتخذوها من شعائر دينهم منذ مئات السنين وقد يكون من آلافها فقد أحلّت الآية ما كان حراما وحرّمت ما كان حلالا.
وقد جاء الرسول صلى اللّه عليه وسلم ليكشف زيف هذه المعتقدات، ويرد الأمور إلى نصابها الحق رغم ما لقي في سبيل ذلك من عنت القوم وشدّة مقاومتهم ولكن اللّه تكفّل أن يظهر دينه ولو كره الكافرون.
ومن المعروف في شرح مفردات هذه الآية أن البحيرة، والسائبة والوصيلة والحامي إنما هي أسماء لأنواع مخصوصة من الأنعام كان يقفها العرب لأسباب تتعلق بها يقفونها لوجه آلهتهم ويضربون عن تخديمها أو الانتفاع بها. وقد قضى الإسلام على هذه العادات من أصلها.
.إعراب الآية رقم (104):
{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (104)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل)، (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون قياسا.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفعل تعالوا (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (إلى الرسول) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تعالوا (قالوا) مثل تعالوا (حسبنا) مبتدأ مرفوع. (ونا) ضمير مضاف إليه (ما) مثل الأول في محلّ رفع خبر (وجد) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أوّل منصوب و(نا) مضاف إليه الهمزة للاستفهام الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعلمون.
جملة (قيل....): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (تعالوا): في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة (أنزل اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة (قالوا): لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة (حسبنا ما وجدنا): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (وجدنا): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (كان آباؤهم....): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (لا يعلمون....): في محلّ نصب خبر كان.
وجملة (لا يهتدون): في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعلمون... وجواب الشرط محذوف تقديره أيقولون ذلك؟
الفوائد:
1- (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ إلخ)..
الهمزة هي أصل أدوات الاستفهام ولذلك عقد النحاة لها فصلا مطولا ذكروا وفيه ما تتمتع به من امتيازات عن باقي أدوات الاستفهام والذي يهمنا هنا من أمر هذه الأداة انها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي إلى معان أخرى نوجزها بما يلي:
أ- التسوية: نحو: (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ).
ب- الإنكار الابطالي: نحو: (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) و(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ).
ج- الإنكار التوبيخي: نحو: (أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ).
د- التقرير: نحو: أنصرت بكرا؟!.
هـ- التهكم نحو: (قالُوا يا شُعَيْبُ: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا).
و- الأمر نحو: (أَأَسْلَمْتُمْ) أي أسلموا.
ز- التعجب: (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ).
ح- الاستبطاء: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ).
.إعراب الآية رقم (105):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (عليكم) اسم فعل أمر بمعنى الزموا مبنيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يضرّ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ضلّ) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (إذا) مرّ إعرابه، (اهتديتم) ماض مبنيّ على السكون... (وتم) ضمير فاعل (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب في مرجعكم، العامل فيها الاستقرار الذي عمل في الجارّ الفاء عاطفة (ينبّئكم) مثل يضرّكم الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (ينبّئكم)، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون... و(تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تعلمون) مثل يعلمون.
جملة النداء (يأيّها الذين....): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (عليكم أنفسكم): لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة.
وجملة (لا يضرّكم من ضلّ): لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (ضلّ): لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة (اهتديتم): في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام قبله أي: إذا اهتديتم فلا يضرّكم من ضلّ.
وجملة (إلى اللّه مرجعكم): لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة (ينبّئكم): لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة قبلها.
وجملة (كنتم....): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة (تعملون): في محلّ نصب خبر كنتم.
الفوائد:
عليكم: اسم فعل أمر منقول عن جار ومجرور. بمعنى الزموا أنفسكم.
والحديث عن أسماء الأفعال يقتضي التبسط، الأمر الذي يخرجنا عن خطة الكتاب لذلك سوف أقتصر على التعرض لاسم الفعل المنقول. فأسماء الأفعال المنقولة هي ما استعملت في غير اسم الفعل ثم نقلت إليه.
ويكون النقل عن (جار ومجرور) ك (عليك نفسك) بمعنى الزم نفسك.
وقد يكون عن ظرف مثل: (دونك الكتاب) أي خذه. وقد يكون عن مصدر مثل: (رويد أخاك) بمعنى أمهله. وإما عن تنبيه نحو: (هاك الكتاب) أي خذه وأسماء الأفعال المنقولة سماعية كلها فلا يقاس عليها.
وسوف نتعرض في مواطن أخرى لاستيفاء أقسام أسماء الأفعال الأخرى المرتجلة والمعدولة فتمهل...!
.إعراب الآيات (106- 108):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (108)}.
الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا)، (شهادة) مبتدأ مرفوع (بين) مضاف إليه مجرور، و(كم) ضمير مضاف إليه... وخبر المبتدأ محذوف تقديره: في ما فرض عليكم وهو مقدّم، (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد عن الشرط في محلّ نصب متعلق بشهادة (حضر) فعل ماض (أحد) مفعول به مقدّم منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت (حين) ظرف منصوب متعلق ب (حضر)، (الوصّية) مضاف إليه مجرور (اثنان) فاعل المصدر شهادة مرفوع وعلامة الرفع الألف (ذوا) نعت ل (اثنان) مرفوع وعلامة الرفع الألف (عدل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف نعت ل (اثنان)، (أو) حرف عطف (آخران) معطوف على (اثنان) مرفوع وعلامة الرفع الألف (من غير) جار ومجرور نعت ل (آخران)، و(كم) ضمير مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، (ضربتم) فعل ماض مبني على السكون.. (وتم) ضمير فاعل (في الأرض) جار ومجرور متعلق ب (ضربتم) بتضمينه معنى سافرتم الفاء عاطفة (أصابت) فعل ماض... والتاء للتأنيث و(كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (الموت) مضاف إليه مجرور (تحبسون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل و(هما) ضمير مفعول به، أي آخران، (من بعد) جار ومجرور متعلق ب (تحبسون)، (الصّلاة) مضاف إليه مجرور الفاء عاطفة (يقسمان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والألف ضمير فاعل (باللّه) جار ومجرور متعلق ب (يقسمان)، (إن) مثل الأول (ارتبتم) فعل ماض مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... (وتم) ضمير فاعل (لا) نافية (نشتري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (نشتري) بتضمينه معنى نستبدل (ثمنا) مفعول به منصوب الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على المشهود له أو المقسم له المفهوم من سياق الآية (ذا) خبر كان منصوب وعلامة النصب الألف (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف الواو عاطفة (لا) نافية (نكتم) مثل نشتري (شهادة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إذا) حرف جواب لا عمل له اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد (من الآثمين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إنّ وعلامة الجر الياء.
جملة النداء (يأيها الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (شهادة بينكم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (حضر... الموت) في محلّ جر بالإضافة.
وجملة (ضربتم) المقدّرة) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة (ضربتم المذكورة) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (أصابتكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربتم المذكورة... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: فاستشهدوا آخرين.
وجملة (تحبسونهما) في محلّ رفع نعت ل (آخران).
وجملة (يقسمان....) في محلّ رفع معطوفة على جملة تحبسونهما.
وجملة (ارتبتم مع جوابها) لا محلّ لها اعتراضية... والجواب محذوف تقديره فخلفوهما.
وجملة (لا نشتري...) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة (كان ذا قربى) في محلّ نصب حال... وجواب لو محذوف دل عليه ما قبله أي لا نشهد كذبا ولا نشتري به ثمنا...
وجملة (لا نكتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا نشتري.
وجملة (إنا... لمن الآثمين) لا محلّ لها استئناف ماني وهي جواب سؤال مقدر أي: ماذا سيكون من أمركم إن فعلتم.
(107) الفاء عاطفة (إن) مثل الأول (عثر) فعل ماض مبني للمجهول مبني في محلّ جزم فعل الشرط (على) حرف جر (أنّ) حرف مشبه بالفعل و(هما) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (استحقّا) فعل ماض وفاعله (إثما) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤول (أنهما استحقا) في محلّ جر بحرف الجار والمجرور نائب فاعل في محلّ رفع.
الفاء رابطة لجواب الشرط (آخران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الشاهدان، (يقومان) مثل يقسمان (مقام) مفعول مطلق منصوب و(هما) ضمير مضاف إليه (من) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بحال من فاعل يقومان، (استحق) فعل ماض (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (استحق) بتضمينه معنى استوجب (الأوليان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف، الفاء عاطفة (يقسمان) مثل الأول (بالله) جار ومجرور متعلق ب (يقسمان)، اللام لام القسم (شهادة) مبتدأ مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (أحقّ) خبر مرفوع (من شهادة) جار ومجرور متعلق ب (أحق)، و(هما) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ما) نافية (اعتدينا) فعل ماض مبني على السكون... (ونا) ضمير فاعل (إنا إذا لمن الظالمين) مثل إنّا... لمن الآثمين.
جملة (عثر...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (استحقّا....) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة (الشاهدان) آخران) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (استحقّ... الأوليان) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (يقومان...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يقومان.
وجملة (شهادتنا أحق...) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة (ما اعتدينا) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة (إنا... لمن الظّالمين) لا محلّ لها استئناف بياني.
(108) (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى شرعيّة الحكم السابق، واللام للبعد والكاف للخطاب (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة (أن) حرف مصدري (يأتوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (بالشّهادة) جار ومجرور متعلق ب (يأتوا)، (على وجه) جار ومجرور متعلق بحال من الشهادة و(ها) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يأتوا...) في محلّ جر بحرف جر محذوف تقديره إلى أن يأتوا متعلق بأدنى.
(أو) حرف عطف للتخيير أو بمعنى الواو (يخافوا) مثل يأتوا ومعطوف عليه (أن) مثل الأول (ترد) مضارع منصوب مبني للمجهول (أيمان) نائب فاعل مرفوع (بعد) ظرف منصوب متعلق ب (تردّ)، (أيمان) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤول (أن ترد) في محلّ نصب مفعول به عامله يخافوا.
الواو استئنافية (اتّقوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (اسمعوا) مثل اتّقوا. الواو استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة (ذلك أدنى...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (يأتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (يخافوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة (تردّ أيمان) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة (اتّقوا....) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (اسمعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا...
وجملة (الله لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة (لا يهدي القوم....) في محل رفع خبر المبتدأ (الله).
الصرف:
(آخران)، مثنّى آخر- بفتح الخاء- اسم بمعنى غير ليس له فعل من لفظه، وزنه فاعل.
(الأوليان)، مثنى الأولى، وزنه أفعل بمعنى الأقرب، فهو على صيغة اسم التفضيل من فعل ولي يلي باب وثق يثق وولي يلي باب ضرب... وقد قلبت الألف ياء في المثنّى لأنها رابعة في الكلمة.
(أدنى)، اسم تفضيل وزنه أفعل من باب دنا، فيه إعلال بالقلب قلبت الواو ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها.
(يخافوا)، في الفعل إعلال بالقلب، أصله يخوفوا- بسكون الخاء وفتح الواو- ثم جرى فيه إعلال بالتسكين حيث سكّنت الواو وحرّكت الخاء بالفتح... وحينئذ جرى الإعلال بالقلب لتحرك الواو في الأصل وفتح ما قبلها فصار يخافوا.
الفوائد:
1- إذن: هي إحدى نواصب الفعل المضارع. وقد اختلف العلماء في أصلها فمن قائل بأنها هي (إذا) الشرطية حذف شرطها وعوض عنه بتنوين العوض وعندها جرت مجرى الحروف بعد أن كانت ظرفا وذهب بعضهم إلى أنها مركبة من (إذ وإن) فإن قلت لمن سيزورك إذن أكرمك فأصل الجواب (إذ إن تزورني أكرمك) وقد حذفت الهمزة للتخفيف وأدغم اللفظان بكلمة واحدة. ورسمها في المصحف بالألف مطلقا ولكن رسم المصحف لا يقاس عليه.
ولذلك نجد أن الشائع أن تكتب بالنون سواء أكانت عاملة أم مهملة.
وقيل: إنها تكتب بالنون إذا كانت عاملة، وبالألف إذا كانت منونة ومهملة.
أما عند الوقف فقلبت بالألف مطلقا فتأمل..!
2- اللام كثيرة المعاني والأقسام وكلها ترجع إلى قسمين عاملة، ومهملة، والعاملة قسمان: جاره وجازمة. وغير العاملة، ثمانية أقسام، لام الابتداء ولام البعد، ولام التعجب ولام الجواب واللام الزائدة، واللام الفارقة واللام المزحلقة، واللام الموطئة للقسم، والذي يهمنا من هذه الأقسام الآن. هو لام الجواب فقوله تعالى: (فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا).
فاللام في هذه الآية واقعة جوابا للقسم ومنها قوله تعالى: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا) وهي إحدى اللامات المهملة. فتأمل!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ