الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران من الآية 99 إلى الآية 118

إعراب سورة آل عمران من الآية 99 إلى الآية 118


 
.إعراب الآية رقم (99):{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)}.
الإعراب:
(قل يا أهل... سبيل اللّه) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (تبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ها) ضمير مفعول ب (عوجا) مصدر في موضع الحال، الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شهداء) خبر مرفوع الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (اللّه) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع الباء حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بغافل (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (آمن) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (تبغونها...) في محلّ نصب حال من فاعل تصدون أو من السبيل أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنتم شهداء) في محلّ نصب حال من فاعل تبغون.
وجملة: (ما اللّه بغافل...) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(عوجا)، مصدر سماعيّ لفعل عاج يعوج باب نصع وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي المصدر مفتوح الفاء ولكنّ العرب فرّقوا بينهما فخصّوا المكسور الفاء بالمعاني والمفتوح الفاء بالأعيان.. تقول في دينه وكلامه عوج بالكسر، وفي الجدار عوج بالفتح.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ).
هذه (ما) النافية الحجازية. وهي لا تعمل عمل ليس إلا في لغة أهل الحجاز الذين جاء القرآن الكريم بلغتهم، وبلغة أهل تهامة ونجد، ولذلك سميت (ما النافية الحجازية). أما في لغة تميم فهي مهملة وما بعدها مبتدأ وخبر.
و(ما الحجازية) لا تعمل عمل ليس إلّا بأربعة شروط:
أ- أن لا يتقدم خبرها على اسمها.
ب- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها.
ج- أن لا تزاد بعدها (إن).
د- أن لا ينتقض نفيها ب (إلا).
فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها كقوله تعالى: (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ).
.إعراب الآية رقم (100):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضم في محلّ نصب و(ها) للتنبيه، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب- على المحلّ- بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (إن) حرف شرط جازم (تطيعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (فريقا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (فريقا)، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (يردّوا) مثل تطيعوا وهو جواب الشرط الكاف ضمير مفعول به (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يردّوكم)، (إيمان) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه (كافرين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء.
جملة النداء: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ان تطيعوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يردّوكم) لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.
.إعراب الآية رقم (101):
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال، (تكفرون) مضارع مرفوع والواو فاعل الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى)، (آيات) نائب فاعل مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (فيكم) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع الهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعتصم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعتصم) الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (هدي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى (من)، (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدي)، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.
جملة: (تكفرون) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة: (أنتم تتلى) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تتلى... آيات) في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
وجملة: (فيكم رسوله) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: (من يعتصم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعتصم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هدي...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد:
1- من تاريخ اليهود.
لا ينفك اليهود- كلما حانت لهم الفرصة- يلقون بذور الفتنة بين أفراد المجتمع، كوسيلة لاضعاف شأن الناس وعلوّ شأن اليهود، وقد كثر هذا النوع من الفساد في عصر الرسول، وقد سعى أحد رجالاتهم في إفساد ذات البين في صفوف الأنصار بين الأوس والخزرج حتى كادوا يقتتلون لولا خروج الرسول إليهم وردهم إلى حظيرة المحبة والألفة ونبذ دعوى الجاهلية وراء ظهورهم.
.إعراب الآية رقم (102):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ اعرابها، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (حقّ) مفعول مطلق منصوب (تقاته) مضاف إليه.. والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تموتنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد لا محلّ لها (الّا) أداة حصر الواو حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مسلمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة النداء: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا تموتنّ) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (أنتم مسلمون) في محلّ نصب حال.
.إعراب الآية رقم (103):
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (اعتصموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (بحبل) جارّ ومجرور متعلق ب (اعتصموا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (جميعا) حال منصوبة من الفاعل في (اعتصموا) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تفرّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل، وحذف من الفعل إحدى التاءين الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (اذكروا) مثل اعتصموا (نعمة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة (إذ) ظرف للماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنعمة- لتضمّنها معنى المصدر- أو بدل من نعمة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (وتم) ضمير متّصل اسم كان في محلّ رفع (أعداء) خبر كنتم منصوب، الفاء عاطفة (ألّف) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألّف) (قلوب) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه الفاء عاطفة (أصبحتم) مثل كنتم (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (إخوانا)، والهاء مضاف إليه (إخوانا) خبر أصبح منصوب.
جملة: (اعتصموا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة.
وجملة: (لا تفرّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا.
وجملة: (اذكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: (كنتم أعداء) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ألّف) في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم.
وجملة: (أصبحتم... إخوانا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألّف.
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (كنتم) مثل الأول (على شفا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (حفرة) مضاف اليه مجرور (من النار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحفرة الفاء عاطفة (أنقذ) مثل ألّف و(كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنقذ)، الكاف حرف جرّ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمفعول مطلق محذوف أي: يبيّن اللّه لكم آياته بيانا كذلك، واللام للبعد والكاف للخطاب، يبيّن مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (يبيّن)، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة والهاء ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
وجملة: (كنتم على شفا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم الأولى... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنقذكم) معطوفة على جملة كنتم على شفا تأخذ محلّها.
وجملة: (يبيّن اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّكم تهتدون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تهتدون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(تفرّقوا)، أصله تتفرّقوا، حيث حذفت من الفعل إحدى التاءين تخفيفا.
(شفا)، أصل الألف فيه واو، مثنّاه شفوان ويجمع على أشفاء...
وفي المصباح: شفا كلّ شيء حدّه، وهو اسم من شفا يشفو باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
(حفرة)، اسم لما يحفر من الأرض، وزنه فعلة بضم فسكون، جمعه حفر بضمّ ففتح.
البلاغة:
1- في الكلام استعارة تمثيلية: بأن شبهت الحالة الحاصلة للمؤمنين في استظهارهم بأحد ما ذكر، ووثوقهم بحمايته، بالحالة الحاصلة في تمسك المتدلي من مكان رفيع بحبل وثيق مأمون الانقطاع من غير اعتبار مجاز في المفردات، وأستعير ما يستعمل في المشبّه به من الألفاظ للمشبّه.
2- الطباق: بين أعداء واخوان.
الفوائد:
1- العصام والعصمة: الملاذ والملجأ. وقد ورد في فقه اللغة، إذا وردت العين والصاد، فاء وعينا للكلمة فهما تدلان على الشدة والمنعة وما هو على غرار ذلك، مثل رجل عصامي وذو عصبية قوية ومن العصا والعصيان والعصر والمعصرة، وعصفت الريح فهي عاصفة. وهذه إحدى أسرار لغتنا الفصحى لغة التنزيل ولغة جوامع الكلم.
2- حَقَّ تُقاتِهِ، وردت الصفة مضافة إلى موصوفها لتمكّن الصفة والمبالغة بها من جهة وللجرس الموسيقي من جهة ثانية، ولا ينكر التعبير بالجرس في آياته تعالى لأن اللّه أراد أن يكون كتابه مشفوعا بسائر عناصر التأثير في قلب السامع وعقله فجعل الجرس الموسيقي أحد عناصر وعوامل هذا التأثير.
3- شَفا حُفْرَةٍ (الشفا) يجوز تذكيره وتأنيثه، وقد ورد العائد عليها مؤنثا (فأنقذكم منها) فإذا اعتبرنا (الشفا) مؤنثا فيكون العائد مطابقا لما عاد عليه وإذا اعتبرنا الشفا مذكرا فيكون قد اكتسب التأنيث مما أضيف إليه وهو (الحفرة) وهذا وجه مطرد في عالم النحو واللغة، فقد يكتسب المضاف المذكر التأنيث من المضاف إليه المؤنث كما يكتسب المضاف المؤنث التذكير من المضاف إليه المذكر، فمن الأول قول الشاعر:
وما حب الديار شغفن قلبي ** ولكن حب من سكن الديارا
 
.إعراب الآية رقم (104):{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- اللام لام الأمر (تكن) مضارع ناقص مجزوم- أو تام- (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من أمة- نعت تقدّم على المنعوت-، (أمّة) اسم تكن الناقص- أو فاعل تكن التام- (يدعون) مضارع مرفوع...
والواو فاعل (إلى الخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون)، الواو عاطفة (يأمرون) مثل يدعون (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأمرون)، الواو عاطفة (ينهون عن المنكر) مثل يدعون إلى الخير الواو استئنافيّة أو حاليّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (لتكن منكم أمّة) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدعون) في محلّ نصب خبر تكن الناقص- أو في محلّ رفع نعت لأمة إن أعرب (تكن) تامّا.
وجملة: (يأمرون...) معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها.
وجملة: (ينهون...) معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها.
وجملة: (أولئك... المفلحون) لا محلّ لها استئنافيّة... أو في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الخير)، مصدر سماعيّ لفعل خار يخير باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون وهو ضدّ الشرّ، جمعه خيور بضمّ الخاء.
(المنكر)، اسم مفعول من أنكر الرباعي بمعنى عابه ونهاه عنها، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين جمعه منكرات ومناكر.
البلاغة:
1- (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) العطف في الآية من باب عطف الخاص على العام لإظهار فضلهما على سائر الخيرات كعطف جبريل وميكال على الملائكة عليهم السلام.
وتفصيل ذلك أن الدعوة إلى الخير عامة، وإردافها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤذن باختصاصهما بمزيد من العناية، وإظهار فضلهما على سواهما من الخيرات.
- المقابلة: فقد طابق بين الأمر والنهي وبين المعروف والمنكر.
الفوائد:
1- (وَلْتَكُنْ) لام الأمر مكسورة في الأصل ولكنها إذا وقعت بعد الواو والفاء فالأكثر تسكينها، نحو: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكّن بعد ثمّ وتدخل لام الأمر على الفعل المخصوص به الغائب معلوما ومجهولا وعلى المخاطب غيره، فدخولها عليه أهون وأيسر نحو: (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) وذلك لأن الواحد لا يأمر نفسه، فإن كان معه غيره هان الأمر لمشاركة غيره فيما يأمر به، وأقل من ذلك دخول اللام على فعل المخاطب المعلوم لأن له صيغة خاصة وهي (افعل).
ثمّ طلب الفعل أو تركه إذا كان من الأدنى إلى الأعلى سمي دعاء للتأدب وسميت (اللام أو لا) حرفي دعاء نحو: (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ونحو: (لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) وكذلك الأمر بصيغة الأمر يسمّى فعل (دعاء) نحو: (رَبِّ اغْفِرْ لِي) وهذا الوجه من آداب التحدث وخصوصا مع اللّه.
.إعراب الآية رقم (105):
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (105)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو ضمير اسم كان الكاف حرف جرّ، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلق بمحذوف خبر تكونوا (تفرّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل الواو عاطفة (اختلفوا) مثل تفرّقوا (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفرّقوا أو اختلفوا)، (ما) حرف مصدريّ (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (البيّنات) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما جاءهم البيّنات) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الواو استئنافيّة (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة: (لا تكونوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لتكن منكم أمّة.
وجملة: (تفرّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اختلفوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (جاءهم البيّنات) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (أولئك لهم عذاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
.إعراب الآية رقم (106):
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)}.
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف للعذاب في الآية السابقة (تبيض) مضارع مرفوع (وجوه) فاعل مرفوع الواو عاطفة (تسود وجوه) مثل تبيضّ وجوه الفاء تفريعيّة استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اسودّت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (وجوه) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه.. وخبر المبتدأ محذوف تقديره فيقال لهم... الهمزة للاستفهام التوبيخيّ (كفرتم) فعل وفاعل (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفرتم)، (إيمان) مضاف إليه مجرور و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون...
والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب الباء حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه (تكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا).
وجملة: (تبيضّ وجوه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تسودّ وجوه) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تبيضّ.
وجملة: (الذين اسودّت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اسودّت وجوههم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أكفرتم...) في محلّ نصب مقول القول لمقدّر هو الخبر... أي: فيقول اللّه لهم أو تقول الملائكة أكفرتم.
وجملة: (ذوقوا) جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم فذوقوا.
وجملة: (كنتم تكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تكفرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
البلاغة:
1- وبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف فيه، وهذا أيضا فن من فنون البلاغة يدعى فن التدبيج، وهو فن دقيق المسلك، حلو المأخذ، رشيق الدلالة وحده أن يذكر الشاعر أو الناثر لونين أو أكثر، يقصد بذلك الكناية أو التورية عما يريد من أغراض، وقد لا يقصد غير الوصف.
2- الاستعارة: في (ذوق العذاب) فقد شبهه بالمر مما يؤكل، ثمّ حذف المشبّه به وأبقى شيئا من لوازمه وهو الذوق. ولا يخفي ما فيه من الشعور بالمرارة، وذلك على طريق الاستعارة التبعية المكنية.
.إعراب الآية رقم (107):
{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (107)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (أمّا الذين ابيضّت وجوههم) مثل أمّا الذين اسودّت وجوههم في الآية السابقة الفاء واقعة في جواب أمّا (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الذين) (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (الذين ابيضّت وجوههم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اسودّت....
وجملة: (ابيضّت وجوههم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم فيها خالدون) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- (فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ) أي الجنة والنعيم المخلد، عبر عنها بالرحمة تنبيها على أن المؤمن وإن استغرق عمره في طاعة اللّه تعالى فإنه لا يدخل الجنة إلا برحمته تعالى وهذا على سبيل المجاز المرسل والعلاقة فيه الحالية، لأن الرحمة لا يحل فيها الإنسان وإنما يحل في مكانها، وهو الجنة.
الفوائد:
1- في هاتين الآيتين تتجلّى البلاغة القرآنية بأجلى صورها، فقد اشتملت على عدة فنون من الإعجاز ففيها الطباق المركب، بين البياض والسواد، وفيها التفصيل بعد (أمّا)، وفيها المقابلة بالجزاء، وفيها الإيجاز الذي هو من أصل سمات القرآن الكريم، وأخيرا هذا الوضوح بواسطة تجسيم الأمور المعنوية وتجسيدها وإضفاء الحركة المشفوعة بالألوان عليها.
.إعراب الآية رقم (108):
{تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (108)}.
الإعراب:
(تي) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (آيات) خبر مرفوع، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (نتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو و(ها) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نتلوها)، (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نتلو الواو استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (اللّه) لفظ الجلالة اسم ما (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ظلما) مفعول به منصوب اللام زائدة للتقوية (العالمين) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به للمصدر (ظلما).
جملة: (تلك آيات اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نتلوها...) في محلّ نصب حال من آيات.
وجملة: (ما اللّه يريد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يريد ظلما) في محلّ نصب خبر ما.
الصرف:
(ظلما)، مصدر سماعيّ لفعل ظلم يظلم باب ضرب وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي ظلما بفتح أوّله، ومظلمة بفتح الميم وكسر اللام.
البلاغة:
1- (تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ) اسناد ذلك إليه تعالى مجاز، إذ التالي جبريل عليه السلام بأمره سبحانه وتعالى. وفي عدوله عن الحقيقة مع الالتفات إلى التكلم بنون العظمة ما لا يخفي من العناية بالتلاوة والمتلو عليه.
2- (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) الالتفات إلى الاسم الجليل إشعارا بعلة الحكم بيان لكمال نزاهته عزّ وجلّ عن الظلم بما لا مزيد عليه، أي ما يريد فردا من أفراد الظلم لفرد من أفراد العالمين.
.إعراب الآية رقم (109):
{وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما الأول الواو عاطفة (ما) مثل الأول ومعطوف عليه (في الأرض) مثل في السموات، متعلّق بصلة ما الثاني الواو عاطفة (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ترجع) وهو فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأمور) نائب فاعل مرفوع.
جملة: (للّه ما في السموات...) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: (ترجع الأمور) لا محلّ لها معطوفة على جملة للّه ما في السموات.
البلاغة:
- (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة.
.إعراب الآية رقم (110):{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (110)}.
الإعراب:
(كنتم) فعل ناقص واسمه (خير) خبر كان منصوب (أمّة) مضاف إليه مجرور (أخرجت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجت) (تأمرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمرون)، الواو عاطفة (تنهون عن المنكر) مثل تأمرون بالمعروف والتعليق ب (تنهون)، الواو عاطفة (تؤمنون باللّه) مثل تأمرون بالمعروف، والتعليق ب (تؤمنون). الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (آمن) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور اللام واقعة في جواب لو (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الإيمان (خيرا) خبر منصوب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا)، (منهم) مثل لهم متعلّق بخبر محذوف (المؤمنون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع- أو خبر مقدّم- و(هم) ضمير مضاف إليه (الفاسقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو- أو مبتدأ مؤخّر- جملة: (كنتم خير أمّة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أخرجت للناس) في محلّ جرّ نعت لأمة.
وجملة: (تأمرون بالمعروف) في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص.
وجملة: (تنهون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة تأمرون.
وجملة: (تؤمنون..) في محلّ نصب معطوفة على جملة تأمرون...
وجملة: (آمن أهل الكتاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان خيرا لهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (منهم المؤمنون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أكثرهم الفاسقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم المؤمنون.
الصرف:
(الفاسقون)، جمع الفاسق، اسم فاعل من فسق يفسق من البابين الأول والثاني، ومن الباب الخامس، وزنه فاعل.
البلاغة:
1- المقابلة: في الآية فن المقابلة، فقد تعدّد الطباق بين (تأمرون) و(تنهون) وبين (المعروف) و(المنكر) وبين (المؤمنون) و(الفاسقون).
الفوائد:
1- (لكان) اللام واقعة في أول جواب شرط (لو) الشرطية، فكما أن الفاء تقع في جواب أدوات الشرط الجازمة فإن اللام تقع في جواب لو ولولا غير الجازمتين وهي تفيد التوكيد.
.إعراب الآية رقم (111):
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111)}.
الإعراب:
(لن) حرف نفي ونصب (يضرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (أذى) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي إلّا ضرر أذى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (ان) حرف شرط جازم (يقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (يولّوكم) مثل يقاتلوكم، جواب الشرط (الأدبار) مفعول به ثان منصوب (ثمّ) حرف استئناف، (لا) نافية (ينصرون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول... والواو نائب فاعل.
جملة: (لن يضرّوكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن يقاتلوكم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يولّوكم الأدبار) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا ينصرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الأدبار) جمع دبر بضمّتين، اسم جامد وزنه فعل بضمّتين أو بضمّ فسكون والفعل من باب نصر.
البلاغة:
1- في هذه الآية فن يقال له (فن الإيضاح) وهو أن يذكر المتكلم كلاما في ظاهره لبس ثمّ يوضحه في بقية كلامه، والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، فإن في ظاهر الآية إشكالين:
أحدهما: من جهة الإعراب، والآخر من جهة المعنى.
فأما الذي من جهة الإعراب فعطف ما ليس بمجزوم على المجزوم، والذي من جهة المعنى أن صدر الآية يغني عن فاصلتها، لأن توليهم عند المقاتلة دليل على الخذلان، والخذلان والنصر لا يجتمعان، والجواب أن اللّه سبحانه أخبر المؤمنين بأن عدوهم هذا إن قاتلهم انهزم، ثمّ أراد تكميل العدة بإخبارهم أنه مع توليه الآن لا ينصر أبدا في الاستقبال فهو مخذول أبدا ما قاتلهم.
2- ونرى في الآية (فن التعليق) وهو أن يتعلق الكلام إلى حين، ولذلك اختير لفظ (ثمّ) دون حروف العطف، لأنه يدل على المهلة الملائمة لدلالة الفعل المضارع على الاستقبال.
3- فن المطابقة المعنوية بين نصر المؤمنين وخذلان الكافرين.
.إعراب الآية رقم (112):
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (112)}.
الإعراب:
(ضربت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربت)، (الذلّة) نائب فاعل مرفوع (أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (ثقفوا) أو بالجواب المقدّر (ثقفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (إلا) أداة استثناء (بحبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جواب الشرط، وهو مستثنى من جميع الأحوال، أي: ذلّوا في كل الأحوال إلا في حالهم متمسّكين بعهد اللّه (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحبل الواو عاطفة (باءوا) فعل ماض مبنيّ على الضم.. والواو فاعل (بغضب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (باءوا) أي: متلبّسين بغضب من اللّه (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لغضب الواو عاطفة (ضربت عليهم المسكنة) مثل ضربت عليهم الذلّة، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كانوا) فعل ناقص... والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (الأنبياء) مفعول به منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقتلون)، (حقّ) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّهم كانوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
(ذلك) مثل الأول الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (عصوا) مثل باءوا الواو عاطفة (كانوا) مثل الأول (يعتدون) مثل يكفرون.
والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك (الثاني).
جملة: (ضربت عليهم الذلّة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ثقفوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: أينما ثقفوا ذلّوا.
وجملة: (باءوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربت...
وجملة: (ضربت.. المسكنة) لا محلّ لها معطوفة على جملة ضربت (الأولى).
وجملة: (كانوا يكفرون...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يكفرون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (يقتلون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يكفرون.
وجملة: (ذلك بأنّهم (في المرّتين) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (عصوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (كانوا يعتدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
وجملة: (يعتدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
انظر الآية (61) من سورة البقرة ففيها معظم حالات الصرف للكلمات الواردة في هذه الآية.
البلاغة:
1- (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) هذا من ضرب الخيام والقباب.
ففيه استعارة مكنية تخييلية وقد يشبه إحاطة الذلة واشتمالها عليهم بذلك على وجه الاستعارة التبعية.
2- (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) أي لا يسلمون من الذلة بحال من الأحوال إلا في حال أن يكونوا معتصمين باللّه تعالى أو كتابه الذي أتاهم وذمة المسلمين فإنهم بذلك يسلمون.
فقد شبه التمسك بأسباب السلامة بالتمسك بالحبل الوثيق وقد تدلى من مكان عال. وهذا على سبيل الاستعارة التمثيلية.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ) لا يستقيم الكلام إلا بواسطة التقدير، إذ لابد لنا أن نتساءل عن سبب وجود الباء وعلة هذا الاستثناء، ورغم أن علماء النحو قد أكثروا من الكلام في هذا الشأن فإن وجود الباء يستقيم بمجرد هذا التقدير (إلا إذا ثقفوا معصومين بحبل من اللّه أو داخلين في ذمة من المسلمين) ففي هذا الحالة ترفع عنهم الذلة والمسكنة وينجون من غضب اللّه.
.إعراب الآية رقم (113):
{لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}.
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد والواو ضمير في محلّ رفع اسم ليس، (سواء) خبر ليس منصوب (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (أمّة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (قائمة) نعت لأمة مرفوع مثله (يتلون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (آناء) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتلون)، (الليل) مضاف إليه مجرور، الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يسجدون) مثل يتلون.
جملة: (ليسوا سواء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من أهل الكتاب أمّة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة.
وجملة: (يتلون) في محلّ رفع نعت لأمّة أو في محلّ نصب حال.
وجملة: (هم يسجدون) في محلّ نصب حال من الواو في يتلون.
وجملة: (يسجدون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
الصرف:
(قائمة)، مؤنّث قائم، اسم فاعل من قام يقوم باب نصر، وفيه إبدال حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل اطرادا. (انظر الآية 18 سورة آل عمران).
(آناء)، جمع أنى بفتح الهمزة والنون، زنة عصا أو إنى بكسر الهمزة وفتح النون زنة معى أو أني بفتح فسكون زنة ظبي أو إني بكسر فسكون زنة حمل أو إنو بكسر والسكون مع الواو زنة جرو... ففي آناء إعلال بالقلب حيث قلبت الياء- أو الواو- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وهو اسم جامد يدلّ على وقت أو زمن.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) أي: وهم يصلون لأن التلاوة منهي عنها في السجود الحقيقي، فلا يصح المدح بما نهى عنه فعبّر بالجزء وهو السجود، وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز هنا جزئية.
الفوائد:
1- ليسوا سواء: يخبر ب (سواء) عن الواحد فما فوق، وهي بمعنى مستو، وتأتي (سواء) للتسوية وتأتي بعدها همزة التسوية نحو: (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) ويؤول ما بعد الهمزة بمصدر وتقديره هنا: إنذارك وعدمه سواء عليهم، فالمصدر مبتدأ وسواء خبر وتكون (سواء) بمعنى مستو إذا وصف بها المكان، والأفصح بها في هذه الحالة أن تقصر فتقول: فكان (سوى) على وزن (فعل) مثل ماء روى وقوم عدى.
.إعراب الآية رقم (114):{يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)}.
الإعراب:
(يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون)، الواو عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور الواو في المواضع الثلاثة عاطفة (يأمرون بالمعروف، ينهون عن المنكر، يسارعون في الخيرات) مثل يؤمنون باللّه وحروف الجرّ متعلّقة بالأفعال قبلها. الواو استئنافيّة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (من الصّالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أولئك، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (يؤمنون باللّه) في محلّ رفع نعت آخر لأمّة في الآية السابقة، أو في محلّ نصب حال من أمّة...
وجملة: (يأمرون بالمعروف) معطوفة على جملة يؤمنون باللّه تأخذ محلّها.
وجملة: (ينهون عن المنكر) معطوفة على جملة يؤمنون باللّه تأخذ محلّها.
وجملة: (يسارعون في الخيرات) معطوفة على جملة يؤمنون باللّه تأخذ محلّها.
وجملة: (أولئك من الصّالحين) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (115):
{وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفعلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (ما)، أو هو تمييز له الفاء رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يكفروا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو ضمير في محلّ رفع نائب فاعل والهاء ضمير مفعول به بتضمين الفعل معنى يحرموا جزاءه. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بعليم.
جملة: (يفعلوا من خير) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية في السابقة.
وجملة: (لن يكفروه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه عليم) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (116):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (116)}.
الإعراب:
(إن) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إن (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضم... والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (تغني) مضارع منصوب (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تغني)، (أموال) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أولاد) معطوف على أموال مرفوع مثله و(هم) مثل السابق (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أموال أو أولاد بتقدير مضاف محذوف أي: بديلا من عذاب اللّه (شيئا) مفعول به منصوب، الواو عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (النّار) مضاف إليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو الخبر المرفوع.
جملة: (إنّ الذين كفروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لن تغني) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أولئك أصحاب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لن تغني.
وجملة: (هم فيها خالدون) في محلّ نصب حال من أصحاب، والعامل فيه الإشارة.
.إعراب الآية رقم (117):
{مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)}.
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفقون)، (الحياة) بدل من ذه أو صفة له مجرور مثله (الدّنيا) نعت للحياة مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ريح) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (صرّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أصاب) فعل ماض والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (حرث) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء حرف عطف (أهلك) مثل أصاب والهاء مفعول به، والفاعل هي أي الريح الواو استئنافيّة- أو حاليّة- (ما) نافية (ظلمهم) فعل ماض ومفعوله (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفس) مفعول به مقدّم و(هم) ضمير مضاف إليه (يظلمون) مثل ينفقون.
جملة: (مثل ما ينفقون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (فيها صرّ) في محلّ جرّ نعت لريح.
وجملة: (أصابت...) في محلّ جرّ نعت ثان لريح.
وجملة: (ظلموا...) في محلّ جرّ نعت لقوم.
وجملة: (أهلكته) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابت.
وجملة: (ما ظلمهم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة- أو في محلّ نصب حال من فاعل ظلموا.
وجملة: (يظلمون) معطوفة على جملة ما ظلمهم اللّه تأخذ محلها من الإعراب.
الصرف:
(صرّ) حرّ شديد محرق أو برد شديد مهلك أو صوت لهيب النار تكون في الريح، من صرّ الشيء يصرّ باب ضرب، فهو اسم على وزن فعل بكسر فسكون، وقد يستعمل استعمال الصفة فيقال ريح صرّ أي ريح باردة.
البلاغة:
1- التشبيه التمثيلي: فقد شبه ما أنفقوا في ضياعه وذهابه بالكلية من غير أن يعود إليهم نفع ما بحرث كفار ضربته صر فاستأصلته ولم يبق لهم فيه منفعة ما بوجه من الوجوه وهو من التشبيه المركب.
2- (فِيها صِرٌّ) صفة بمعنى بارد إلا أن موصوفه محذوف أي برد بارد فهو من الاسناد المجازي كظل ظليل.
3- التتميم: وهو أن يأتي المتكلم بكلمة إذا طرحت من الكلام نقص معناه في ذاته أو صفاته، والتتميم هنا في كلمة (فيها صِرٌّ) فإنها أفادت المبالغة كما أفادت التجسيد والتشخيص، كما تقول برد بارد وليلة ليلاء.
الفوائد:
1- مرّ معنا ذكر التمثيل المشتمل على الحركة والتشخيص ويبدو هنا على أشده في قوله تعالى: (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ) وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني قد استخدم وسائل كثيرة تخاطب عقول الناس مرة وحواسهم مرة وقد تجمع بين سائر ملكات السامع فذلك أدعى للاقناع وأقوى في التأثير، وهذا وجه يحسن تخصيصه ببحث ضاف يجلي فضائله ويوضح تأثيره.
.إعراب الآية رقم (118):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ أو نعت له (آمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (بطانة) مفعول به منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبطانة و(كم) ضمير مضاف إليه، والمفعول الثاني محذوف، والتقدير أصفياء (لا) نافية (يألون) مضارع مرفوع. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به بتضمين يألونكم معنى يمنعونكم، (خبالا) مفعول به ثان منصوب بحسب التضمين السابق، (ودّوا) مثل آمنوا (ما) حرف مصدريّ (عنتّم) فعل ماض وفاعله.
والمصدر المؤول (ما عنتّم) في محلّ نصب مفعول به عامله ودّوا.
(قد) حرف تحقيق (بدت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء للتأنيث (البغضاء) فاعل مرفوع (من أفواه) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدت)، و(هم) ضمير مضاف إليه، الواو عاطفة أو حالية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تخفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (صدور) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أكبر) خبر مرفوع (قد) مثل الأول (بيّنا) فعل ماض وفاعله اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بيّنا)، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، والضمير (تم) اسم كان (تعقلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة النداء: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تتّخذوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا يألونكم خبالا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ودّوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عنتّم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (بدت البغضاء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما تخفي صدورهم) أكبر لا محلّ لها معطوفة على جملة بدت....
وجملة: (تخفي صدورهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (قد بيّنا لكم...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليلية-.
وجملة: (كنتم تعقلون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعقلون) في محلّ نصب خبر كنتم... وجواب الشرط محذوف تقديره فلا توالوهم أو فلا تتّخذوا منهم أصدقاء.
الصرف:
(بطانة)، الخاصة الذين يباطنهم المرء في الأمور، مشتقّة من البطن والباطن دون الظاهر وفعله من باب نصر وزنه فعالة بكسر الفاء، اسم جامد وهو اسم جمع لا مفرد له من لفظه.
(خبالا)، مصدر بمعنى الفساد، وأصله ما يلحق الحيوان من مرض وفتور فيورثه فسادا أو اضطرابا، وفعله خبل يخبل من باب ضرب وهو بالتخفيف على وزن فعال بفتح الفاء أو بالتشديد.
(البغضاء)، مصدر كالسرّاء والضرّاء من بغض يبغض باب نصر وباب كرم وباب فرح، وزنه فعلاء بفتح الفاء.
(أفواه)، جمع فم وأصله فوه فلامه هاء، يدلّ على ذلك جمعه على ذلك وتصغيره فويه، وزنه فعل بضمّ فسكون ووزن أفواه أفعال.
(صدور)، جمع صدر، اسم ذات جامد، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً) بطانة الرجل ووليجته من يعرفه أسراره ثقة به، شبه ببطانة الثوب كما شبه بالشعار قال صلى اللّه عليه وسلم: الأنصار شعار والناس دثار.
2- الانفصال: وهو أن يقول المتكلم ما يوهم أنه معلوم ظاهر، ولكنه ينطوي على أمر وراء ذلك، وهو أبعد غاية، وأسمى متناولا وذلك في قوله: (مِنْ أَفْواهِهِمْ).
فإن المعلوم أن المرء يعبر عما يكنه بفمه، والانفصال في ذلك التسجيل عليهم بأنهم لا يتمالكون أن تند عن ألسنتهم ألفاظ تنم على الشعور بالبغضاء والموجدة.
3- الطباق: بين بدت وتخفي.
الفوائد:
قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ).
1- تقدم معنا أنه يتوصل ب (أي) إلى نداء المعرف بأل والأسماء الموصولة فتصبح أي هي المنادي والاسم الذي يليها يعرب بدلا منها، وتجوز البدلية على اللفظ كما تجوز على المحل، وأما فحوى الآية، فهو التحذير من موالاة اليهود لما كانوا يضمرون من الشر والكيد للمؤمنين ولعلّ هذه الآية تنطبق على حال المؤمنين في كل عصر، وهم بحاجة للعمل بمضمونها حيال كل معتد أثيم أو مغتصب دخيل. وقليل هم الذين يعملون بفحوى كلام اللّه ويعملون بمقتضاه.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ