الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران من الآية 162 إلى الآية 181

إعراب سورة آل عمران من الآية 162 إلى الآية 181


.إعراب الآية رقم (162):{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام، الفاء استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّبع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (رضوان) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الكاف حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (باء) فعل ماض، والفاعل هو (بسخط) جارّ ومجرور متعلّق ب (باء)، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سخط الواو عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع الواو استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المصير) فاعل مرفوع. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: (من اتّبع رضوان) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّبع...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (باء بسخط) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (مأواه جهنّم) لا محلّ لها معطوفة على جملة باء بسخط.
وجملة: (بئس المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(السخط)، مصدر سخط يسخط باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
.إعراب الآية رقم (163):
{هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (163)}.
الإعراب:
(هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (درجات) خبر مرفوع بحذف مضاف أي ذوو درجات (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف نعت لدرجات (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بصير) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (هم درجات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه بصير...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.
البلاغة:
1- (هُمْ دَرَجاتٌ) شبههم بالدرج في تفاوتهم علوا وسفلا، على سبيل الاستعارة، أو جعلهم نفس الدرجات مبالغة في التفاوت، فيكون تشبيها بليغا بحذف الأداة.
.إعراب الآية رقم (164):
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (164)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (منّ) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (منّ)، وعلامة الجرّ الياء (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (منّ) (بعث) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بعث) (رسولا) مفعول به منصوب (من أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (رسولا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (يتلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو والفاعل هو (عليهم) مثل فيهم متعلّق ب (يتلو)، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (يزكّي) مثل يتلو و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (يعلّمهم) مثل يزكيهم (الكتاب) مفعول به منصوب الواو عاطفة (الحكمة) معطوف على الكتاب منصوب مثله الواو حاليّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر اللام هي الفارقة التي تشعر بكون (إن) مخفّفة (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كانوا (مبين) نعت لضلال مجرور مثله.
جملة: (منّ اللّه) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (بعث...) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: (يتلو...) في محلّ نصب إمّا حال من (رسولا) أو نعت له.
وجملة: (يزكّيهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: (يعلّمهم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلو.
وجملة: (كانوا...) في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يعلّمهم.
الصرف:
(ضلال)، مصدر سماعيّ لفعل ضلّ يضلّ باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة:
1- في هذه الآية الكريمة فن من فنون البلاغة يعرف بفن التجريد، وهو أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر بمثاله فيها، مبالغة لكمالها فيه، كأنه أبلغ من الاتصاف بتلك الصفة. وهو هنا في قوله: (من) الجارّة.
الفوائد:
1- في هذه الآية فائدتان حريتان بالتنويه:
أولا: (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) هذه اللام في كلمة (لفي) هي اللام الفارقة، وأصلها لام الابتداء، وإنما سميت الفارقة لأنها تفرق ما بين (إن) المخففة من الثقيلة وبين إن النافية، مثل: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) فإذا دخلت (إن) على الفعل أهملت وجوبا. والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا كقوله تعالى:
{وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}. وقد يكون مضارعا ناسخا نحو: (إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ). ودون ذلك أن يكون ماضيا غير ناسخ. وأقل منه أن يكون مضارعا غير ناسخ، ولا يقاس عليه بالإجماع نحو: (إن يرينك لنفسك).
ثانيا: في الآية فنّ التجريد وهو أن ينتزع المتكلم من نفسه آخر يمثله في القدرة أو غيرها كقول شوقي:
قم ناج جلّق وأنشد رسم من بانوا ** مشت على الرسم أحداث وأزمان

وكثيرا ما يلجأ الشعراء إليه في مطلع القصائد.
.إعراب الآية رقم (165):
{أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قلتم (أصابت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و(كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (قد) حرف تحقيق (أصبتم) فعل ماض وفاعله (مثلي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء والهاء ضمير مضاف إليه (قلتم) مثل أصبتم (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والمعنى (من أين هذا)، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أنفس) مضاف إليه مجرور و(كم) ضمير مضاف إليه (ان) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إن مرفوع.
جملة: (أصابتكم مصيبة.) في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها.
وجملة: (قد أصبتم.) في محلّ رفع نعت لمصيبة.
وجملة: (قلتم.) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أنّى هذا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو من عند...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه.. قدير..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
1- (أو لمّا) في هذه الكلمة اجتمعت ثلاث كلمات همزة الاستفهام، وواو العطف، ولمّا الحينية. ويهمنا في شرح هذه الفائدة (لمّا) إذ لها ثلاثة اصطلاحات:
الأول: أن تكون جازمة، وتختص بدخولها على المضارع فتجزمه، وهي أحد الجوازم الأربعة التي تجزم فعلا مضارعا واحدا وهي (لم ولما ولام الأمر ولا الناهية). ولها خاصة قلب زمن المضارع إلى الماضي مثل: (لم).
الثاني: تختص بالماضي. وللنحاة فيها رأيان: بعضهم يقول انها ظرف بمعنى (حين)، والبعض الآخر يرى أنها حرف للربط بين جملتين نحو: (لمّا جاءني أكرمته) الثالث: أن تكون حرف استثناء نحو: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) هذه تختص بدخولها على الجملة الاسمية.
.إعراب الآية رقم (166):
{وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أصاب) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أصاب)، (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف الفاء زائدة في الخبر لشبه المبتدأ بالشرط (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر تقديره هو، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة اللام لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به بإذن اللّه لأنه معطوف عليه.
جملة: (ما أصابكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أصابكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو) بإذن اللّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: (يعلم..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (التقى الجمعان) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الفوائد:
1- (فَبِإِذْنِ اللَّهِ) توحي هذه الفاء أنها رابطة للجواب، ويعترض على ذلك بقول القائل: لا جواب إلا للشرط، ولا شرط في هذه الآية، لكننا نردّ هذا الاعتراض بأنّ قوله تعالى: (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) بأن (ما) وإن كانت أدنى إلى الموصولية، فإنها مشربة روح الشرط ومشابهة له، ولذلك كان من المستساغ مجيئ الفاء في جوابها وبذلك يتقرر أن الفاء رابطة للجواب.
2- قوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) دليل قاطع على أنّ الحديث نوعان، حديث اللسان، وحديث القلب وأن المنافق دائما وأبدا يبدي ما لا يخفي ويقول القول في لسانه وهو يعلم زور هذا القول وبهتانه وأنه مغاير كل المغايرة لما يضمر في قلبه، ولو آمن لعلم أن اللّه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
.إعراب الآية رقم (167):
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (167)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ليعلم) مثل المتقدّم في الآية السابقة.
والمصدر المؤوّل مجرور باللام ومتعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل السابق لأنه معطوف عليه.
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نافقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة- أو للاستئناف- (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل)، (تعالوا) فعل أمر جامد... والواو فاعل (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قاتلوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (ادفعوا) مثل قاتلوا (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لو) شرط غير جازم (نعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (قتالا) مفعول به منصوب اللام واقعة في جواب لو (اتّبعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (نا) فاعل و(كم) ضمير مفعول به (هم) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (للكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقرب) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أقرب) (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين تنوين العوض عن جملة محذوفة (أقرب) خبر مرفوع (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أقرب) (للإيمان) مثل للكفر، (يقولون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يقولون و(هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول، في محلّ نصب مفعول به، (ليس) فعل ماض جامد ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس و(هم) ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (يكتمون) مثل يقولون.
جملة: (يعلم الذين) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (نافقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قيل لهم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تعالوا...) في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة: (قاتلوا...) في محلّ رفع بدل من جملة تعالوا.
وجملة: (ادفعوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة قاتلوا.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لو نعلم..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّبعناكم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هم... أقرب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ليس) في قلوبهم لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اللّه أعلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكتمون) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.
الصرف:
(أعلم)، صفة على وزن أفعل، وليس للتفضيل، وهي بمعنى عليم أو عالم (انظر الآية 140- البقرة).
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ).
أي يقولون بألسنتهم، والأفواه مكان لها، فعبّر بالمكان وأراد ما يحل فيه. فالعلاقة محلية.
.إعراب الآية رقم (168):{الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (168)}.
الإعراب:
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لإخوان) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه الواو حاليّة (قعدوا) مثل قالوا (لو) شرط غير جازم (أطاعوا) مثل قالوا و(نا) ضمير مفعول به (ما) نافية (قتلوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ادرؤوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عن أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (ادرؤوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (الموت) مفعول به منصوب (ان) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون. و(لم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قالوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين)... والجملة الاسميّة (هم) الذين.. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قعدوا) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (أطاعونا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما قتلوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ادرؤوا..) جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم فادرؤوا... وجملة الشرط المقدّرة مقول القول.
وجملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله..
الفوائد:
1- قوله تعالى: (لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا) لو تأتي على خمسة أقسام:
أ- التقليل، نحو القول المأثور (تصدقوا ولو بظلف محرّق) وهي حرف تقليل لا جواب له.
ب- للتمني: كقوله تعالى: (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وهي أيضا لا تحتاج إلى جواب كجواب الشرط ولكن قد تأخذ جوابا منصوبا كجواب (ليت) أي بمضارع منصوب بعد فاء السببية.
ج- للعرض، نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا، ولا جواب له، والفاء بعدها فاء السببية لأن العرض من الطلب.
د- لو المصدرية وهي ترادف (أن) وأكثر وقوعها بعد (ودّ)، نحو ودّوا لو تدهن فيدهنون. أو بعد (يودّ) نحو: (يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة).
هـ- لو الشرطية: وهي قسمان:
1- أن تكون للتعليق بالمستقبل فترادف (إن) الشرطية كقول أبي صخر الهذلي:
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ** ومن دون رمسينا من الأرض سبسب

لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة ** لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

2- أن تكون للتعليق في الماضي وهو أكثر استعمالاتها، وتقتضي هذه لزوم امتناع شرطها لامتناع جوابها، نحو: (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها).
ومن خصائص لو (الشرطية) أنها تختص بالفعل، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده، نحو قول الشاعر:

أخلاي لو غير الحمام أصابكم ** عتبت ولكن ما على الدهر معتب

وقولهم في المثل: (لو غير ذات سوار لطمتني).
2- جواب لو الشرطية: إما أن يكون ماضيا، وإما أن يكون مضارعا منفيا بلم (أي ماضيا في المعنى) نحو: (لو لم يخف اللّه لم يطعه). وهو مقترن في غالب الأحوال باللام نحو: (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) وقد يأتى بدونها نحو: (لو نشاء جعلناه أجاجا) وقد يحذف جوابها ويكتفي بما يدل عليه من الكلام نحو: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ).

.إعراب الآية رقم (169):
{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت...
والنون نون التوكيد الثقيلة لا محلّ لها (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل (قتلوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قتلوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أمواتا) مفعول به ثان منصوب (بل) للإضراب الانتقاليّ غير عاطفة (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (عند) ظرف مبنيّ متعلّق بمحذوف نعت لأحياء (ربّ) مضاف إليه مجرور، و(هم) ضمير مضاف إليه (يرزقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: (لا تحسبنّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قتلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم) أحياء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يرزقون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم.
البلاغة:
1- الطباق: بين أموات وأحياء أما الرفع وجعله جملة اسمية فهو أبلغ في الدلالة على الديمومة وطروء الذكر وتجدده كل يوم.
الفوائد:
1- (لا تَحْسَبَنَّ) اعلم أنّ لنون التوكيد مع الفعل المضارع أحكام أهمّها:
أ- إذا وقعت نون التوكيد المشدّدة بعد ألف الضمير، ثبتت الألف وحذفت نون الرفع، دفعا لتوالي النونات، غير أن نون التوكيد سوف تكسر بعدها تشبيها لها بنون الرفع بعد ضمير المثنى نحو: (يكتبان).
ب- وإن وقعت بعد واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، حذفت نون الرفع تخلّصا من توالي الأمثال. أما الواو والياء، فإن كانت حركة ما قبلهما الفتح ثبتتا وضمّت واو الجماعة وكسرت ياء المخاطبة، فنقول في (تخشون وترضين) (تخشون) و(ترضين). وإن كان ما قبل الواو مضموما وما قبل الياء مكسورا حذفتا حذرا من التقاء الساكنين، وبقيت حركة ما قبلهما فنقول في (تكتبون وتكتبين وتغزون وتغزين) (تكتبنّ وتكتبنّ وتغزنّ وتغزنّ).
ج- وإذا ولي نون النسوة نون التوكيد المشدّدة، وجب الفصل بينهما بألف، كراهية توالي الأمثال وهي النونات، نحو: (يكتبنانّ) أما النون المخففة فلا تلحق نون النسوة.
وأخيرا إن جميع أحكام نوني التوكيد مع الفعل المضارع هي نفسها لدى توكيدها فعل الأمن.
بقيت نقطة يجدر التنويه بها، وهي أن فعل المضارع صحيح الآخر الذي تتصل به نون التوكيد، سواء الثقيلة أو الخفيفة، يبنى على الفتح لفظا وهو مرفوع محلا ومثل ذلك إذا اتصلت به نون النسوة فيبنى على السكون لفظا ويكون مرفوعا محلا.
.إعراب الآية رقم (170):
{فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}.
الإعراب:
(فرحين) حال منصوبة من الضمير في (يرزقون)، أو في أحياء في الآية السابقة الباء حرف جرّ و(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفرحين (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتاهم)، الواو حاليّة، (يستبشرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل الباء مثل الأول (الذين) في محلّ جرّ متعلّق ب (يستبشرون)، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يلحقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل الباء مثل الأول و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يلحقوا)، (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الفاعل في (يلحقوا) أي كائنين من خلفهم أو باقين من خلفهم و(هم) ضمير مضاف إليه (أن) مخفّفة من الثقيلة والاسم ضمير الشأن محذوف (لا) نافية مهملة- أو عاملة عمل ليس- (خوف) مبتدأ مرفوع، (عليهم) مثل بهم متعلّق بمحذوف خبر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: آتاهم اللّه... لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: يستبشرون... في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.
وجملة: (لم يلحقوا بهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا خوف عليهم) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤول أن (هـ).. في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن لا خوف...، والجارّ والمجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ (بالذين).. أو أن المصدر المؤوّل في محلّ جرّ بدل اشتمال من الموصول (الذين).
وجملة: (هم يحزنون) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم.
وجملة: (يحزنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(فرحين)، جمع فرح وهو صفة مشبّهة مشتقّة من فرح يفرح الباب الرابع، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة:
- مراعاة النظير وهو فن بديع جميل ورائع، ولقد سماه بعضهم التناسب والتوفيق، وحده أن يجمع الناظم والناثر بين امر وما يناسبه، سواء أكانت المناسبة لفظا أم معنى فقد ناسب سبحانه بين فرحين ويستبشرون، وبين عدم الخوف وعدم الحزن، وبين النعمة والفضل.
.إعراب الآية رقم (171):
{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}.
الإعراب:
(يستبشرون) مثل المتقدّم في الآية السابقة (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستبشرون)، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لنعمة الواو عاطفة (فضل) معطوف على نعمة مجرور مثله، الواو عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (لا) نافية (يضيع) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجر) مفعول به منصوب (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (يستبشرون..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ....
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه لا يضيع...) في محلّ جرّ معطوف على نعمة ومتعلّق بما تعلّق به.
وجملة: (لا يضيع...) في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (172):
{الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}.
الإعراب:
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (استجابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا)، الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا)، (ما) حرف مصدريّ (أصاب) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (القرح) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما أصابهم القرح) في محلّ جرّ مضاف إليه.
اللام حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) مثل استجابوا (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (أحسنوا)، الواو عاطفة (اتّقوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله.
جملة: (استجابوا للّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (أصابهم القرح) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (أحسنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسنوا.
والجملة الاسميّة: (للذين أحسنوا.. أجر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الفوائد:
1- القائد الحكيم.
لم يكد يبزغ فجرّ اليوم الثاني لمعركة أحد حتى أذن مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالمؤمنين بالتأهب للخروج لحاقا بالمشركين، وجعل ذلك وقفا على من حضر المعركة بالأمس. وخرج رسول اللّه بالجيش حتى بلغ حمراء الأسد، على بعد ثمانية أميال من المدينة باتجاه مكة، فأقام بها ثلاثة أيام متحديا جيش المشركين. أما الكفرة فقد ألقى اللّه في قلوبهم الرعب، وحسبوا أن المسلمين جاءهم المدد، فلم يلووا على شيء حتى بلغوا مكة. وكان من نتيجة ذلك أن مكّن رسول اللّه هيبة المسلمين في قلوب أعدائهم، من الأعراب والمشركين خارج المدينة، ومن اليهود والمنافقين داخلها، ورفع من معنويات المؤمنين، وقد عادوا من هذه الغزوة موفورين، إذ لم يتعرض لهم أحد من المشركين.
.إعراب الآية رقم (173):{الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}.
الإعراب:
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح، (قال) فعل ماض اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، (الناس) فاعل مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الناس) اسم إنّ منصوب (قد) حرف تحقيق (جمعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لكم) مثل لهم متعلّق ب (جمعوا)، الفاء عاطفة لربط السبب بالمسبّب (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به الفاء عاطفة (زاد) مثل قال و(هم) مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على التحذير المفهوم من سياق الآية (إيمانا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (قالوا) مثل جمعوا (حسب) مبتدأ مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جرّ (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع بحذف مضاف أي عون اللّه الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (الوكيل) فاعل مرفوع، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره اللّه.
جملة: (قال لهم الناس) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ الناس قد جمعوا..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (جمعوا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اخشوهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة جمعوا.
وجملة: (زادهم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة قال...
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة زادهم...
وجملة: (حسبنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نعم الوكيل) في محلّ نصب معطوفة على جملة حسبنا اللّه... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الوكيل)، صفة مشبّهة من وكل يكل باب ضرب، وزنه فعيل.
(حسبنا)، مصدر بمعنى اسم الفاعل أي محسبنا- بضمّ الميم وكسر السين أي كافينا، وزن حسب فعل بفتح فسكون (وانظر الآية 206 من سورة البقرة).
البلاغة:
- العموم والخصوص: في ذكر الناس عامة بعد ذكر الخاصة، وهم أبو سفيان ومن معه وهذا من إطلاق العام وإرادة الخاص.
.إعراب الآية رقم (174):
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (انقلبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في انقلبوا (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لنعمة الواو عاطفة (فضل) معطوف على نعمة مجرور مثله (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يمسس) مضارع مجزوم و(هم) ضمير مفعول به (سوء) فاعل مرفوع الواو عاطفة (اتّبعوا) مثل انقلبوا (رضوان) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت لفضل مجرور مثله.
وجملة: (انقلبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا في السابقة.
وجملة: (لم يمسسهم سوء) في محلّ نصب حال.
وجملة: (اتّبعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة انقلبوا.
وجملة: (اللّه ذو فضل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
- اللف والنشر المرتب: في قوله: (بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) مع طي ذكر الملفوف والمنشور، وهما: السلامة بالأجسام التي تعود إلى النعمة والربح بالتجارة الذي يعود إلى الفضل.
.إعراب الآية رقم (175):
{إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب والميم حرف لجمع الذكور (الشيطان) خبر مرفوع، (يخوف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو... والمفعول الأول مقدّر أي يخوّفكم (أولياء) مفعول به ثان منصوب والهاء ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخافوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (خافوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والواو فاعل والنون نون الوقاية والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون... و(تم) اسم كان (مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (ذلك الشيطان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يخوّف أولياءه) في محلّ نصب حال من الشيطان.
وجملة: (لا تخافوهم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.
وجملة: (خافون) في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (كنتم مؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة أو تفسيريّة... وجواب الشرط المذكور محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فخافوني.
.إعراب الآية رقم (176):
{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (176)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (يحزن) مضارع مجزوم والكاف ضمير مفعول به (الذين) موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسارعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (في الكفر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يسارعون (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (يضرّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه بعضه. (يريد) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يجعل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هو اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل) (حظا) مفعول به منصوب (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (حظّا)، الواو عاطفة (لهم) مثل الأول متعلّق بخبر محذوف (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل (ألا يجعل...) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
جملة: (لا يحزنك الذين..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسارعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّهم لن يضرّوا...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لن يضرّوا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يريد اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: (لا يجعل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يضرّوا...
الصرف:
(حظّا) الاسم بمعنى نصيب لفعل حظّ يحظّ باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون، يجمع على حظوظ بضم الحاء وحظاظ بكسر الحاء وأحظّ بفتح الهمزة وضمّ الحاء وتشديد الظاء.
البلاغة:
1- (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً) التنكير في قوله: (شيئا) لتأكيد ما فيه من القلة والحقارة وضالة الشأن.
الفوائد:
1- (يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا) (ألّا) مؤلفة من كلمتين مدغمتين، وهما: أن الناصبة ولا النافية، وإذا وقعت (لا) بعد أن الناصبة كهذا المثال فإنّ (لا) لا تحول دون (أن) وعملها، وتبقى ناصبة للفعل المضارع. ونحن نعلم أنّ (أن) هي حرف مصدر ونصب واستقبال، وهذه الخاصة الأخيرة (الاستقبال) ليست وقفا على (أن) وإنما سائر النواصب تضطلع بهذه الخاصة، فجميعها يحول معنى الفعل المضارع من الحال إلى الاستقبال (وأن) لا تقع بعد فعل بمعنى اليقين والعلم الجازم فإن وقعت فهي مخففة من (أنّ) نحو: (أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا).
أما إذا وقعت بعد ما يدل على ظن أو شبهة جاز إعمالها وجاز إهمالها، والنصب أرجح. واعلم أنّ أن الناصبة للمضارع لا تستعمل إلا في مقام الرجاء والطمع، وبعد ما لا يدلّ على يقين أو ظن.
.إعراب الآية رقم (177):
{إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (177)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (الكفر) مفعول به منصوب (بالإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى بدّلوا (لن يضرّوا اللّه شيئا) مرّ اعرابها في الآية السابقة، الواو عاطفة (لهم عذاب أليم) مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة.
جملة: إنّ الذين اشتروا... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: اشتروا... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: لن يضرّوا... في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يضرّوا.
البلاغة:
- (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ) أي أخذوه بدلا منه، رغبة فيما أخذوه، وإعراضا عما تركوه، والاشتراء على سبيل الاستعارة المكنية.
.إعراب الآية رقم (178):
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (178)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة، (يحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم... والنون نون التوكيد الثقيلة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ، (نملي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نملي)... وعائد الموصول محذوف تقديره نمليه (خير) خبر أنّ مرفوع (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بخير و(هم) ضمير مضاف إليه (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نملي لهم) مثل الأول اللام حرف تعليل (يزدادوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (إثما) تمييز منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ ما نملي...) سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
والمصدر المؤوّل (أن يزدادوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نملي) الثاني.
الواو عاطفة (لهم عذاب مهين) مرّ إعراب نظيرها.
جملة: (لا يحسبنّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (نملي...) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (إنّما نملي...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: (لهم عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نملي الثانيّة.
البلاغة:
1- (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) مستعار من أملى لفرسه إذا أرخى له الطول ليرعى كيف يشاء فقد شبه إمهالهم وترك الحبل لهم على غواربهم بالفرس الذي يملى له الحبل ليجري على سجيته فحذف المشبّه وهو الإمهال والترك وأبقى المشبّه به وهو الإملاء. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) أنّ المشبّهة بالفعل و(ما) المصدرية أو الموصولة وكلتاهما جائز كان حقهما أن تكتبا مفصولتين ولكن بقيتا متصلتين حفاظا على رسم القرآن الكريم وإيثارا له من التغير ومثل ذلك كثير في رسم القرآن ولم يضره تغير الرسم فيما دون القرآن.
.إعراب الآية رقم (179):{ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}.
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع اللام لام الجحود أو الإنكار (يذر) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد لام الجحود، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يذر...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بخبر كان المحذوف أي ما كان اللّه مريدا لأن يذر المؤمنين.
(على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يذر)، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (عليه) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (حتّى) حرف غاية وجرّ (يميز) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الخبيث) مفعول به منصوب (من الطيّب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يميز).
والمصدر المؤوّل (أن يميز...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يذر).
الواو عاطفة (ما كان اللّه ليطلع) مثل ما كان اللّه ليذر و(كم) ضمير مفعول به (على الغيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطلع)، الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (اللّه) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يجتبي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من رسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجتبي)، والهاء ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو الفاء رابطة لجواب الشرط (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا)، الواو عاطفة (رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله والهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل الواو عاطفة (تتّقوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل تؤمنوا.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ و(كم) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مرفوع (عظيم) نعت لأجرّ مرفوع مثله.
جملة: (ما كان اللّه ليذر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يذر...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (أنتم عليه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يميز...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ما كان اللّه ليطلعكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يطلعكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لكنّ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان..
الثانية.
وجملة: (يجتبي...) لا محلّ لها خبر لكن.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم مقدّر أي إذا جاءكم المجتبى من (اللّه) فآمنوا به.
وجملة: (تؤمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: (لكم أجر) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد:
قوله تعالى: (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ).
ينصب الفعل المضارع ب (أن) مضمرة وجوبا بعد (حتى) التي هي حتى الجارة، وهي بمعنى (إلى أو لام التعليل) نحو: (قالُوا: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) وقول القائل: (أطع اللّه حتى تفوز برضاه) وقد تكون بمعنى (إلّا) كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل

وتشترط في نصب الفعل بعدها بأن مضمرة أن يكون مستقبلا إما بالنسبة إلى كلام المتكلم، وإما بالنسبة إلى ما قبلها.
فإن أريد بالفعل معنى الحال فلا تقدّر (أن) بل يرفع الفعل بعدها قطعا نحو: (مرض فلان حتى ما يرجونه) وتكون حتى في هذه الحالة حرف ابتداء وما بعدها مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وهي حرف تبدأ به الجمل.
وعلامة كون الفعل للحال أن يصلح وضع الفاء في موضع (حتى) كقولك (مرض فلان فلا يرجونه).

.إعراب الآية رقم (180):
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}.
الإعراب:
الواو عاطفة أو استئنافيّة (لا يحسبنّ الذين) مرّ إعرابها، (يبخلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبخلون)، (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتاهم)، والهاء ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل لا عمل له (خيرا) مفعول به ثان عامله يحسبنّ، أمّا المفعول الأول فمحذوف يدلّ عليه سياق الكلام وهو البخل اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خيرا)، (بل) حرف إضراب مجرّد من العطف (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرّ) خبر مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق بشرّ.
السين حرف استقبال (يطوّقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (بخلوا) فعل ماض وفاعله الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بخلوا)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يطوّقون)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الواو اعتراضيّة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ميراث) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (بما) مثل الأول متعلّق بخبير، (تعملون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (خبير) خبر المبتدأ اللّه، مرفوع.
جملة: (لا يحسبنّ الذين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحسبنّ الذين كفروا... وما بين الجملتين في حكم الاعتراض.
وجملة: (يبخلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (آتاهم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو شرّ لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سيطوّقون...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (بخلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (للّه ميراث...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (اللّه... خبير) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيطوّقون.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ. أو الحرفيّ.
الصرف:
(ميراث)، اسم لما يترك بعد الموت من ورث يرث باب وثق، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موراث زنة مفعال بكسر الميم، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح ميراثا.
البلاغة:
1- (وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) إظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتربية المهابة.
والالتفات من الغيبة إلى الخطاب بقوله: (تعملون) للمبالغة في الوعيد والإشعار باشتداد غضب الرحمن الناشئ من ذكر قبائحهم.
2- المقابلة: فقد طابق بين خير وشر وبين السموات والأرض.
الفوائد:
1- اختلاف في القراءة:
في قوله تعالى: (ولا يحسبنّ) قراءتان الثانية منهما (ولا يحسبنّ) وينجم عن الاختلاف في القراءة حذف وتقدير في مفعولي حسب، ووراء ذلك بحث دقيق ومفيد في (مغنى اللبيب) في بابه الخامس وهو إن دل على شيء فإنما يدل على معاضلة النحاة وتمحلهم في أمور كان من الخير لهم وللقراء أن يبسطوها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وقد يغني عن خلافهم الطويل الممل قول أحدهم:
يجوز حذف أحد مفعولي أفعال القلوب للاختصار إذا كان هنالك دليل يدل عليه. وقد أجاز ذلك الجمهور قياسا على الأفعال التي يحذف مفعولها كقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقوله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) ومن له ضلع في هذه المعاناة فعليه بمغنى اللبيب.
.إعراب الآية رقم (181):
{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (181)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (سمع) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قول) مفعول به منصوب (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (فقير) خبر مرفوع الواو عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المؤنثة الممدودة السين حرف استقبال (نكتب) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ما) حرف مصدريّ (قالوا) مثل الأول.
والمصدر المؤوّل (ما قالوا) في محلّ نصب مفعول به عامله فعل الكتابة.
الواو عاطفة (قتل) معطوف على المصدر المؤوّل منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الأنبياء) مفعول به للمصدر قتل منصوب (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الضمير في قتلهم (حقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (نقول) مثل نكتب (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (عذاب) مفعول به منصوب (الحريق) مضاف إليه مجرور.
جملة: (سمع اللّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه فقير) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نحن أغنياء) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (سنكتب..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (نقول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سنكتب.
وجملة: (ذوقوا) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(الحريق) الاسم من حرق يحرق باب نصر وهو بمعنى المحرق بكسر الراء، وزنه فعيل، وقد يقصد به المصدر وهو الحرق.
البلاغة:
1- (وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) الذوق وجود الطعم في الفم، وأصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر فإنه يقال له: أكل، ثم اتسع فيه فاستعمل لإدراك سائر المحسوسات والحالات من قبيل الاستعارة المكنية.
2- الطباق: بين فقير وأغنياء.
الفوائد:
2- قوله: (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ) عقد علماء النحو فصلا حول عمل المصدر نوجزه بما يلي:
يعمل المصدر عمل فعله متعديا ولازما. فإن كان فعله لازما احتاج إلى الفاعل فقط، نحو: يعجبني اجتهاد سعيد، وقد أضيف المصدر إلى فاعله في هذا المثال، فسعيد مجرور لفظا مرفوع محلا، وإن كان متعديا احتاج إلى فاعل ومفعول به.
وهو يتعدى إلى مفعوله، إما بنفسه نحو ساءني عصيانك أباك. وإما بحرف الجر نحو: ساءني مرورك بمواضع الشبهة ويجوز حذف فاعله من غير أن يتحمّل ضميره نحو: سرّني تكريم العاملين فقد أضيف المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف جوازا أي تكريم الناس العاملين.
ويجوز حذف مفعوله كقوله تعالى: (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ) أي استغفار إبراهيم ربه.
والمصدر يعمل عمل فعله مضافا، أو معرفا بأل، أو مجردا من أل والإضافة.
فالأول كقوله تعالى: (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) والثالث كقوله عزّ وجلّ:
{أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ}.
أما الثاني فكقول الشاعر:
لقد علمت أولى المغيرة أنني ** كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

وشرط عمل المصدر أن يكون نائبا عن فعله نحو: (ضربا اللصّ) أو أن يصحّ حلول الفعل مصحوبا بأن أو ما المصدريتين محلّه، فإذا قلت: سرّني فهمك الدرس صحّ أن تقول: سرني أن تفهم الدرس. وإذا قلت يسرني عملك الخير، صح أن تقول: يسرني أن تعمل الخير، وإذا قلت: يعجبني قولك الحق الآن، صحّ أن تقول: يعجبني ما تقول الحق الآن. فإذا أريد به المضيّ أو الاستقبال قدّر مصحوبا ب (أن) وإذا أريد به الحال قدّر مصحوبا بما كما مرّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ