الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران من الآية 145 إلى الآية 161

إعراب سورة آل عمران من الآية 145 إلى الآية 161


 
.إعراب الآية رقم (145):{وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان مقدم (أن) حرف مصدري ونصب (تموت) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
والمصدر المؤوّل (أن تموت) في محلّ رفع اسم كان.
(الّا) أداة حصر (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تموت، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كتابا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره كتب ذلك (مؤجلا) نعت منصوب الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثواب) مفعول به منصوب (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نؤت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤته) الواو عاطفة (من يرد... نؤته منها) مثل المتقدّمة الواو عاطفة السين حرف استقبال (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم (الشاكرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (ما كان لنفس أن تموت) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة: (تموت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (من يرد) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يرد ثواب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (نؤته منها) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (من يرد (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يرد (الأولى).
وجملة: (يرد ثواب (الثانية) في محلّ رفع خبر (من).
وجملة: (نؤته (الثانية) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (سنجزي...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(كتابا)، مصدر سماعيّ فعله كتب يكتب باب نصر بمعنى فرض وقضى، وزنه فعال بكسر الفاء.
(مؤجلا)، اسم مفعول من فعل أجّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(ثواب)، اسم مصدر من فعل أثاب أو ثوّب الرباعيين، وزنه فعال بفتح الفاء، أو هو اسم لما يثاب به.
(يرد)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله يريد، والياء منقلبة عن واو لأن مجرّده راد يرود، مضارعه في الرباعيّ أصله يرود بسكون الراء وكسر الواو، استثقلت الحركة على الواو ونقلت إلى الراء، أصبح ما قبل الواو مكسورا فقلبت الواو إلى الياء فقيل يريد.. ووزن يرد يفل بضمّ ياء المضارعة.
(نؤته)، فيه حذف الهمزة من أوّله للتخفيف، جرى فيه مجرى ننفق، وأصله نؤأته كما كان نؤنفق، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نؤتيه، وزنه نفعه بضمّ النون وكسر العين (البقرة- 247).
.إعراب الآية رقم (146):
{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كأيّ) اسم كناية عن عدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من نبيّ) جارّ ومجرور تمييز (قاتل) فعل ماض (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قاتل) والهاء ضمير مضاف إليه (ربّيّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو، (كثير) نعت ل (ربّيّون) مرفوع مثله، الفاء عاطفة (ما) نافية (وهنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.
والواو فاعل اللام حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وهنوا)، (أصاب) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصابهم)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ما ضعفوا) مثل ما وهنوا الواو عاطفة (ما استكانوا) مثل ما وهنوا الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (كأيّ من نبيّ قاتل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قاتل معه ربّيّون) في محلّ رفع خبر المبتدأ كأيّ.
وجملة: (ما وهنوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة قاتل.
وجملة: (أصابهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما ضعفوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا.
وجملة: (ما استكانوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا.
وجملة: (اللّه يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحبّ الصابرين) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(كأيّ، كأيّن)، من غير نون أو بنون، كناية عن عدد يرجع إلى أحوالها المختلفة والآراء الكثيرة حولها إلى كتب النحو ومراجع اللغة.
(ربّيّون)، جمع ربّي منسوب إلى الربّ، وقيل هو منسوب إلى الربة بكسر الراء وهي الجماعة.
(وانظر الآية 79 من هذه السورة).
(استكانوا)، فيه إعلال بالقلب أصله استكينوا بفتح الياء ثمّ نقلت حركتها إلى الكاف ثمّ قلبت ألفا لتحركها في الأصل.
الفوائد:
1- (كأي) مثل كم الخبرية معنى، نحو: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وهي في الأصل مركبة من كاف التشبيه و(أيّ) ولأن التنوين صار جزءا من تركيبها كتبت بالنون، فهي الآن كلمة واحدة، ويجوز أن تكتب (كأيّ) بحسب أصلها وفيها لغة اخرى حيث تلفظ (كأين) كقول الشاعر:
وكائن ترى من صامت لك معجب ** زيادته أو نقصه في التكلم

وهي بمعنى (كم) وتوافقها في خمسة أمور: الإبهام، ولافتقار إلى التمييز، والبناء، ولزوم التصدير، وإفادة التكثير وهو الغالب كقوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) وتخالفها في خمسة أمور:
إحداها: إن كأين مركبة وكم بسيطة.
الثاني: أن مميزها مجرور ب (من) غالبا كما مرّ في الآية وقبلها (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا).
الثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور.
الرابع: أنها لا تقع مجرورة.
الخامس: أن خبرها لا يقع مفردا بل جملة كما مرّ في الآيات المذكورة.

.إعراب الآية رقم (147):
{وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (147)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (قول) خبر كان مقدم منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن قالوا...) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(ربّ) منادى مضاف منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب (نا) مضاف إليه الواو عاطفة (إسراف) معطوف على ذنوب منصوب مثله و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (ثبّت أقدامنا) مثل اغفر... ذنوبنا الواو عاطفة (انصر) مثل اغفر و(نا) ضمير مفعول به (على القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (انصرنا)، (الكافرين) نعت للقوم مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (ما كان قولهم...) في محلّ رفع معطوفة على جملة ما وهنوا في الآية السابقة.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ثبّت) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (انصرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
الصرف:
(إسراف)، مصدر قياسيّ لفعل أسرف الرباعيّ وزنه إفعال بكسر الهمزة.
الفوائد:
1- (وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) في إعراب هذه الفقرة قولان:
أحدها: أن (قولهم) خبر كان المقدم. واسم كان هو المصدر المؤول من أن والفعل.
والثاني: هو العكس، فقولهم هو المبتدأ (اسم كان)، والمصدر المؤول من (أن والفعل) في محلّ نصب خبرها، ولا أدري ما الذي جعل الجمهور باستثناء ابن كثير وعاصم أن يتجهوا إلى الرأي الأول مع لزوم التقديم والتأخير، مع أن الرأي الثاني في غناء عن التقديم والتأخير، وعليه يتسق المعنى ويزداد وضوحا.
.إعراب الآية رقم (148):
{فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة تربط السبب بالمسبّب (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ثواب) مفعول به ثان منصوب (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (حسن) معطوف على ثواب منصوب مثله (ثواب) مضاف إليه مجرور (الآخرة) مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (آتاهم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحبّ المحسنين) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
.إعراب الآية رقم (149):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (149)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (وها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- تبعه في المحلّ- أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (إن) حرف شرط جازم (تطيعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (الذين) في محلّ نصب مفعول به (كفروا) مثل آمنوا (يردّوا) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (على أعقاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّوكم)، (كم) مضاف إليه الفاء عاطفة (تنقلبوا) مضارع مجزوم معطوف على يردّوا...
والواو فاعل (خاسرين) حال منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إن تطيعوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يردّوكم) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تنقلبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
إعراب الآية رقم (150):{بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)}.
الإعراب:
(بل) حرف إضراب (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (خير) خبر مرفوع (الناصرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (اللّه مولاكم) لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: (هو خير الناصرين) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (151):
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)}.
الإعراب:
السين حرف استقبال (نلقي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نلقي)، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ...
والواو فاعل (الرعب) مفعول به منصوب الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أشركوا) مثل كفروا (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أشركوا).
والمصدر المؤوّل (ما أشركوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (نلقي).
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لم) حرف نفي وقلب وجزم (ينزّل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينزّل)، (سلطانا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(هم) ضمير مضاف إليه (النار) خبر مرفوع الواو استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (مثوى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الظالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره النار.
جملة: (سنلقي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أشركوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (ينزّل...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (مأواهم النار) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (بئس مثوى الظالمين) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الرعب)، مصدر سماعيّ لفعل رعب يرعب باب فتح وزنه فعل بضمّ الفاء، وثمّة مصدر آخر بفتحها.
(سلطان)، قد جرى مجرى المصدر فلم يجمع فهو اسم بمعنى الحجّة والبرهان، واشتقاقه من السليط وهو ما يضاء به... وكلّ سلطان في القرآن حجّة، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
(مأوى)، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأنه ناقص، وفيه إعلال أصله مأوي.
(مثوى)، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأنه ناقض وفيه إعلال أصله مثوي.
البلاغة:
1- الالتفات: في قوله تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا) حيث عبر بنون العظمة على طريق الالتفات من الغيبة إلى التكلم، جريا على سنن الكبرياء لتربية المهابة.
2- الاستعارة: في قوله: (سنلقي) حيث ألقى اللّه في قلوبهم الرعب يوم أحد فانهزموا إلى مكة من غير سبب، ولهم القوة والغلبة فاستعير الإلقاء هنا للرعب تجسيدا وتشخيصا بتنزيل المعنوي منزلة المادي.
الفوائد:
ورد في الأثر: عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي. نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت الأرض لي مسجدا وطهورا، وأحلّت لي الغنائم، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة» رواه الشيخان البخاري ومسلم.
.إعراب الآية رقم (152):
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (صدق) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به أوّل (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (وعد) مفعول به ثان منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق ب (صدقكم)، (تحسّون) مضارع مرفوع والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحسّون)، والهاء ضمير مضاف إليه (حتّى) حرف ابتداء، (إذا) ظرف للزمن للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب، (فشلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل الواو عاطفة (تنازعتم) مثل: (فشلتم) (في الأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنازعتم)، الواو عاطفة (عصيتم) مثل فشلتم (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عصيتم) (ما) حرف مصدريّ (أرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و(كم) ضمير مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (تحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما أراكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (الدنيا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (منكم من يريد الآخرة) مثل نظيرتها المتقدّمة، (ثمّ) حرف عطف (صرفكم) مثل صدقكم (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صرفكم)، اللام للتعليل (يبتلي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّل (أن يبتليكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرفكم).
الواو استئنافيّة (لقد) مثل الأول (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عنكم) مثل عنهم متعلّق ب (عفا)، الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (فضل) مضاف إليه مجرور (على المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بفضل، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (صدقكم اللّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (تحسّونهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (فشلتم..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تنازعتم..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة فشلتم.
وجملة: (عصيتم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة فشلتم.
وجملة: (أراكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تحبّون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (منكم من يريد..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة.
وجملة: (يريد الدنيا) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (منكم من يريد (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الأولى.
وجملة: (يريد الآخرة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (صرفكم عنهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط المقدّرة.
وجملة: (عفا عنكم) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وهذا القسم معطوف على القسم الوارد في مفتتح الآية.. أو مستأنف.
وجملة: اللّه ذو فضل.. لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
الصرف:
(وعد)، مصدر سماعيّ لفعل وعد يعد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
1- (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ) يمكن أن تحمل (حتى) على معنيين، الأول اعتبارها حرف غاية وجر، وهو الأقوى، ولدى أصحاب هذا الرأي يمكن استبدالها ب (إلى) ولا يتغير المعنى، أي إلى أن فشلتم وتنازعتم. وعلى هذا الرأي يجوز تعليقها مع مجرورها بفعل تحسونهم، كما يجوز تعليقهما بفعل (صدقكم). والوجه الأول أقوى لأن استمرار نصر المسلمين إلى وقت فشلهم ومنازعتهم أقرب للمنطق والعقل من أن نقول إن استمرار وعد اللّه لهم توقف عند فشلهم ونزاعهم فتأمل.
وأما الرأي الثاني في معنى (حتى): أن تكون ابتدائية تقدمت الجملة الشرطية (إذا فشلتم). ويبدو أن الرأي الأول أقوى ويغنينا عن الرأي الثاني ولو كان جائزا..
2- (لكيلا) ذهب النحاة بشأن (كي) إلى مذهبين:
الأول: انها تنصب الفعل بنفسها، فهي في قوة (أن) في نصب الفعل المضارع.
الثاني: أن تكون حرف جرّ بمنزلة اللام، وينصب الفعل بعدها ب (أن) مضمرة كما تضمر (أن) بعد اللام وتنصب الفعل المضارع.
ملاحظة هامة: إذا اعتبرناها بمنزلة (أن) جاز دخول اللام عليها نحو: (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) وإذا اعتبرناها حرف جرّ جاز دخولها على الأسماء كدخول حرف الجر، مثال ذلك دخولها على (ما) الاستفهامية نحو: (كيمه)؟ على غرار (لم وبم وعمّ) فتحذف الألف في حالة الاستفهام وتدخل عليها الهاء في حال السكت.
.إعراب الآية رقم (153):
{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (153)}.
الإعراب:
(إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (عفا)، (تصعدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل الواو عاطفة (لا) نافية (تلوون) مثل تصعدون (على أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلوون) الواو حاليّة (الرسول) مبتدأ مرفوع (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة و(كم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في أخرى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يدعو، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط السبب بالمسبّب (أثاب) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه (غمّا) مفعول به ثان منصوب (بغمّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (غمّا) أي غمّا ملتبسا بغمّ اللام تعليليّة جارّة (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تحزنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تحزنوا)، (فات) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد.
والمصدر المؤوّل (كيلا تحزنوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (عفا).
الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (أصابكم) مثل فاتكم. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خبير) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير)، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (تصعدون) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: (لا تلوون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون.
وجملة: (الرسول يدعوكم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يدعوكم..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الرسول).
وجملة: (أثابكم..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون.
وجملة: (تحزنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
وجملة: (فاتكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول.
وجملة: (أصابكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
الصرف:
(غمّا) مصدر غمّ يغمّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(فاتكم)، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لأن مضارعه يفوت، وهو من باب نصر، أصله فوت جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(أصابكم)، فيه إعلال بالقلب جرى فيه مجرى فاتكم، والألف قد تكون منقلبة عن واو أو عن ياء.
.إعراب الآية رقم (154):{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154)}.
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (أنزل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، (الغمّ) مضاف إليه مجرور (أمنة) مفعول به منصوب، (نعاسا) بدل من أمنة منصوب مثله، (يغشى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النعاس (طائفة) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لطائفة. الواو استئنافيّة (طائفة) مبتدأ مرفوع (قد) حرف تحقيق (أهمّت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (أنفس) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (يظنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يظنون، (غير) مفعول مطلق نائب عن المصدر لتأكيد معنى الظنّ، أي يظنون ظنّا غير صحيح، (ظنّ) مفعول مطلق لبيان النوع منصوب (الجاهلية) مضاف إليه مجرور (يقولون) مثل يقولون (هل) حرف استفهام اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من الأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الأمر) اسم إنّ منصوب (كلّ) توكيد معنوي للأمر منصوب مثله والهاء ضمير مضاف إليه (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (يخفون) مثل يظنّون (في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخفون)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به، (لا) نافية (يبدون) مثل يظنون اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبدون)، (يقولون) مثل يظنّون (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (لنا) مثل لك متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من الأمر) مثل الأول (شيء) اسم كان مؤخّر مرفوع (ما) نافية (قتلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون..
و(نا) ضمير نائب فاعل (ها) حرف تنبيه (هنا) اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (قتلنا)، (قل) مثل الأول (لو) مثل الأول (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير اسم كان (في بيوت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، و(كم) ضمير مضاف إليه اللام واقعة في جواب لو (برز) فعل ماض (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (عليهم) مثل عليكم متعلّق ب (كتب)، (القتل) نائب فاعل مرفوع (إلى مضاجع) جارّ ومجرور متعلّق ب (برز) و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة، اللام للتعليل (يبتلي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ليمحّص ما في قلوبكم) مثل ليبتلي.. صدوركم. الواو استئنافيّة (اللّه عليم) مبتدأ وخبر مرفوعان (بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم (الصدور) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يبتلي اللّه) في محلّ جرّ متعلّق بفعل مقدّر تقديره: فعل ذلك بأحد.. ليبتلي.
والمصدر المؤوّل (أن يمحص) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
جملة: أنزل... لا محلّ لها معطوفة على جملة أثابكم في السابقة.
وجملة: (يغشى...) في محلّ نصب نعت ل (نعاسا).
وجملة: (طائفة قد أهمّتهم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أهمّتهم أنفسهم..) في محلّ رفع نعت لطائفة.
وجملة: (يظنون باللّه..) في محلّ رفع خبر المبتدأ طائفة.
وجملة: (يقولون..) في محلّ رفع بدل من جملة يظنّون.
وجملة: (هل لنا من الأمر..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: (إنّ الأمر كلّه للّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يخفون..) في محلّ نصب حال من فاعل يقولون أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يبدون لك) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يقولون..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لو كان لنا من الأمر شيء) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما قتلنا هاهنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنتم في بيوتكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (برز الذين..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كتب عليهم القتل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يبتلي اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يمحّص...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (اللّه عليم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أمنة)، اسم للأمن وهو المصدر من أمن يأمن باب فرح، أو مصدر آخر للفعل، وثمّة مصادر أخرى هي أمن بفتحتين وأمان.
وزن أمنة فعلة بفتح الفاء والعين واللام.
(نعاسا)، مصدر سماعيّ لفعل نعس ينعس باب نصر أو باب فتح، وزنه فعال بضمّ الفاء ومصدر آخر هو نعس بفتح فسكون.
(يخفون)، فيه إعلال بالحذف أصله يخفيون حذفت الياء بعد تسكينها لالتقائها مع الواو الساكنة، وزنه يفعون كما حذفت الهمزة في أوله.
(مضاجع)، جمع مضجع، اسم مكان على وزن مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مفتوحة.
البلاغة:
1- قوله: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ) التصريح بتأخر الانزال عنه، مع دلالة ثمّ عليه، وعلى تراخيه عنه لزيادة البيان والتذكير بعظم المنة.
2- قوله: (هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) أي يقول بعضهم لبعض على سبيل الإنكار: هل لنا من النصر والفتح والظفر نصيب، أي ليس لنا من ذلك شيء لأن اللّه سبحانه وتعالى لا ينصر محمدا (ص)، أو يقول الحاضرون منهم لرسول اللّه (ص) على صورة الاسترشاد: هل لنا من أمر اللّه تعالى ووعده بالنصر شيء.
3- الكناية: فقد كنى بالمضاجع عن المصارع، حيث لاقوا حتفهم وصافحوا مناياهم.
4- المضاجع جمع مضجع فإن كان بمعنى المرقد فهو استعارة للمصرع، وإن كان بمعنى محلّ امتداد البدن مطلقا للحي والميت فهو حقيقة.
الفوائد:
1- في هذه الآية تصوير لحالة المسلمين يوم أحد، وهي تصور نفوسهم وخفايا صدورهم، سالكة لتحقيق الغرض المقصود طريقة الإيجاز بأسلوب الحوار، يعرض أقوال ذوي النفوس الضعيفة ثمّ يرد عليها على لسان الرسول صلى اللّه عليه وسلم وأسلوب الحوار أدعى لتحقيق الغرض المطلوب وأشد تأثيرا في النفوس.
.إعراب الآية رقم (155):
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبه بالفعل (الذين) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تولّوا)، (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (إنّما) كافّة ومكفوفة (استزل) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (استزل)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كسبوا) فعل ماض وفاعله. الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عنهم) مثل منكم متعلّق ب (عفا)، (إنّ) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (إنّ الذين تولّوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولّوا منكم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (التقى الجمعان) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (استزلّهم الشيطان) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (كسبوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (عفا اللّه..) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(الجمعان):، مثنّى الجمع، وهو اسم لجماعة الناس، فعله جمع يجمع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
1- إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ، من المتفق عليه أن (ما) الزائدة تكف إن وأخواتها عن العمل، فيعود ما بعدها مبتدأ وخبرا. ولكن عند ما تكون (ما) المتصلة ب (إن وأخواتها) اسما موصولا أو حرفا مصدريا لا تكفها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر.
فإن كانت (ما) اسما موصولا كانت في محلّ نصب اسمها كقوله تعالى: (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) أي إن الذي عندكم ينفد، وإذا كانت (ما) مصدرية كانت ما وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ نصب اسم إنّ نحو: (إن ما تستقيم حسن) أي إن استقامتك حسنة. وفي هاتين الحالتين تكتب (ما) منفصلة، بخلاف (ما) الكافة فإنها تكتب متصلة كما في الآية. وقد اجتمعت ما المصدرية وما الكافة في قول امرئ القيس:
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليل من المال

ولكنما أسعى لمجد مؤثّل ** وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

.إعراب الآية رقم (156):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- تبعه في المحلّ- أو نعت له (آمنوا) فعل وفاعله (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو اسم كان الكاف حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر تكون (كفروا) مثل آمنوا الواو عاطفة (قالوا) مثل آمنوا (لإخوان) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (إذا) ظرف للزمن المستقبل، ومستعار هنا للماضي وينتظم الحال والمستقبل، وهو مجرّد من الشرط متعلّق ب (قالوا)، (ضربوا) مثل آمنوا (في الأرض) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (ضربوا)، (أو) حرف عطف (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ... والواو اسم كان (غزّى) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لو) شرط غير جازم (كانوا) مثل الأول (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر كانوا و(نا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (ماتوا) مثل آمنوا الواو عاطفة (ما قتلوا) ما نافية، وفعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ والواو نائب فاعل. اللام للتعليل- أو لام العاقبة- (يجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل واللام للبعد والكاف للخطاب (حسرة) مفعول به ثان منصوب (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحسرة و(هم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل.) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قالوا).. أي قالوا ذلك ليدخل الحسرة في قلوبهم.. أو قالوا ذلك فكان عاقبة قولهم ومصيره إلى الحسرة والندامة.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة (يميت) مثل يحيي والضمّة ظاهرة الواو عاطفة (اللّه) مثل الأول الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ببصير، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بصير) خبر المبتدأ، مرفوع.
جملة النداء (يأيّها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تكونوا..) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (قالوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: (ضربوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كانوا غزّى) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضربوا.
وجملة: (لو كانوا عندنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما ماتوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما قتلوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ماتوا.
وجملة: (يجعل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (اللّه يحيي..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحيي) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يميت) في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: (اللّه..) بصير لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يحيي.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما).
الصرف:
(غزّى)، جمع غاز، وقياسه أن يجمع على غزاة، كرام جمعه رماة، ولكن حمل المعتلّ على الصحيح كضارب ضرّب...
وغاز أصله الغازي والياء منقلبة عن واو لسكونها وانكسار ما قبلها، وحذفت الياء للتنوين.. وأصل غزّى هو غزّو، قلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ثمّ حذفت الألف لفظا لمناسبة التنوين.
البلاغة:
1- (إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) إيثار إذا المفيدة لمعنى الاستقبال على إذ المفيدة لمعنى المضي لحكاية الحال الماضية إذ المراد بها الزمان المستمر المنتظم للحال الذي عليه يدور أمر استحضار الصورة. وهذا فن رائع من فنون البلاغة.
2- الطباق: بين يحيي ويميت، وهو من أوجز الحديث وأصدقه وأبعده في الدلالة على المعنى المراد.
3- (وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) إظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار، لتربية المهابة وإلقاء الروعة والمبالغة في التهديد والتشديد في الوعيد.
الفوائد:
1- في هذه الآية استشراف إلى أن الآجال مقطوع بها، وأن الشجاعة لا تقرب الآجال والجبن لا يبعدها، وقد عكس المنفلوطي هذا النوع من تفكير الجبناء فقال: (إن الموت في الإدبار أكثر منه في الإقبال) وألمح إلى هذا المعنى سيف اللّه خالد بن الوليد بقوله وهو على فراش الموت ما معناه: (لقد خضت من المعارك ما خضت حتى لم يبق في جسمي موضع شبر الا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء).
2- لام الصيرورة ليست سوى إحدى لامات التعليل، إلا أنها تدل على مآل الشيء وعقباه، وحكمها في الاعراب كحكم لام التعليل، فهي تنصب الفعل المضارع ب (أن) مضمرة بعدها جوازا.
.إعراب الآية رقم (157):{وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (قتلتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير نائب فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قتلتم)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (متّم) مثل قتلتم اللام واقعة في جواب قسم (مغفرة) مبتدأ مرفوع، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمغفرة الواو عاطفة (رحمة) معطوف على مغفرة مرفوع مثله (خير) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخير (يجمعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (قتلتم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (متّم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلتم.
وجملة: (مغفرة..) خير لا محلّ لها جواب قسم.
وجملة: (يجمعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(متمّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصله موتّم، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فلتم بضمّ الفاء.
الفوائد:
1- اللام الموطّئة للقسم: هي غالبا ما تدخل على أداة الشرط (إن) إيذانا بأن الجواب بعدها مبنيّ على قسم قبلها وليس على الشرط، نحو: (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ) وإذا كان القسم مذكورا لا تلزم اللام قبل أداة الشرط نحو: (واللّه إن أكرمتني لأكرمنّك) وتلزم غالبا لدى حذف القسم، ويندر حذفها مع حذف القسم مثل: (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) وقيل انها عفوية في مثل ذلك.
.إعراب الآية رقم (158):
{وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لئن متّم أو قتلتم) مثل الآية السابقة اللام واقعة في جواب قسم (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: (متّم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة: (قتلتم) لا محلّ لها معطوفة على جملة متّم.
وجملة: (تحشرون) لا محلّ لها جواب قسم.
البلاغة:
1- في هذه الآية والتي قبلها فن منتظم في باب التقديم والتأخير، فقد ورد الموت والقتل فيهما ثلاث مرات، وتقدم الموت على القتل في الأول والأخير منها، وتقدم القتل على الموت في المتوسط، تبعا لتقديم الأهم والأشرف.
.إعراب الآية رقم (159):
{فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة الباء حرف جرّ (ما) زائدة (رحمة) مجرور بالباء متعلّق ب (لنت)، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لرحمة (لنت) فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء فاعل اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لنت)، الواو عاطفة (لو) شرط غير جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.
والتاء ضمير اسم كان (فظّا) خبر كان منصوب (غليظ) خبر ثان منصوب (القلب) مضاف إليه مجرور اللام واقعة في جواب لو (انفضّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من حول) جارّ ومجرور متعلّق ب (انفضّوا)، والكاف ضمير مضاف إليه.
جملة: (لنت..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنت..) لا محلّ لها معطوفة على جملة لنت.
وجملة: (انفضّوا) لا محلّ لها واقعة في جواب شرط غير جازم.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اعف) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل لهم متعلّق ب (اعف)، الواو عاطفة (استغفر لهم) مثل اعف عنهم، الواو عاطفة (شاور) مثل اعف و(هم) ضمير مفعول به (في الأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاورهم)، الفاء عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلق بمضمون الجواب في محلّ نصب (عزمت) مثل لنت الفاء رابطة لجواب الشرط (توكّل) مثل اعف (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (توكّل) (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المتوكّلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (اعف عنهم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن أساؤوا فاعف عنهم.
وجملة: (استغفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف.
وجملة: (شاورهم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعف.
وجملة: (عزمت) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط المقدّر.
وجملة: (توكّل...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّ اللّه يحبّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحبّ المتوكّلين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(لنت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله لينت، اجتمع سكونان- سكون الياء وسكون النون- فحذفت الياء. وزنه فلت بكسر الفاء، والكسرة دلالة على الحرف المحذوف.
(فظّا)، صفة مشبّهة من فظّ يفظّ باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(غليظ)، صفة مشبّهة من غلظ يغلظ باب نصر وباب ضرب وباب كرم.
(المتوكّلين)، جمع المتوكّل، اسم فاعل من توكّل الخماسيّ، فهو على وزن متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
الفوائد:
1- ليست (ما) نكرة تامة بمعنى شيء كما ذهب إلى ذلك بعض النحاة، وليست استفهامية مفادها التعجب كما نوّه به الفخر الرازي. وليست زيادتها في القرآن الكريم موضع انتقاص لبلاغة القرآن وبراءة كلام اللّه من اللغو، ذلك أن زيادة الحرف في العربية ليست اعتباطية وإنما لها أغراض وفوائد، بعضها يدق عن التصور وبعضها لا يحتاج إلى إيضاح. و(ما) في هذه الآية وردت زائدة في الإعراب وليست زائدة أو فارغة من المعنى. فهي تفيد التوكيد وتزيد المعنى وضوحا وتقريرا. هذا وقد لا نجانف الحق إذا أضفنا لذلك أنها تفيد الإيقاع الصوتي، والجرس اللفظي في نظم القرآن الكريم الذي زاوج بين إعجازه اللفظي وإعجازه المعنوي سواء بسواء.
ولابن الأثير نظر في زيادة (ما) فهو ينكر أن تكون زائدة لا معنى لها، وإنما يرى أنها وردت لتعظيم النعمة التي أسداها اللّه لرسوله وأفرغها عليه فلان بسببها للقوم.
وفي حذفها منقصة للمعنى وركاكة للمبنى. وهو يصم من يزعم بوجود زيادة في القرآن الكريم بدون فائدة بأنه أحد رجلين: إما جاهل في بلاغة العرب وإما متحرف عن جادة الدين.
ويسعدنا أن ابن الأثير يحاكي ما قلناه في زيادة (ما) في هذه الآية إذ يقول: (إن قول النحاة في (ما) في هذه الآية إنها زائدة إنما يعنون به أنها لا تمنع ما قبلها عن العمل، ألا ترى أنها لم تمنع الباء عن العمل في خفض الرحمة) فتبصّر.
.إعراب الآية رقم (160):
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}.
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (ينصر) مضارع مجزوم فعل الشرط و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (غالب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا الواو عاطفة (يخذلكم) مثل ينصركم الفاء رابطة لجواب الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من ذا (ينصر) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينصر)، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة، (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) وقدّم الجارّ لأهميّته الفاء رابطة لجواب مقدّر اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم بلام الأمر وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (ينصركم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا غالب لكم) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يخذلكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (من ذا الذي...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ينصركم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ليتوكّل المؤمنون) جواب شرط مقدّر أي: إن أراد المؤمنون النصر فليتوكّلوا على اللّه... وجملة الشرط المقدّرة معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(غالب)، اسم فاعل من غلب يغلب باب ضرب، وزنه فاعل.
.إعراب الآية رقم (161):
{وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (161)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان مقدم (أن) حرف مصدريّ ونصب (يغلّ) مضارع منصوب، والفاعل هو.
والمصدر المؤوّل (أن يغلّ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يغلل) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (يأت) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأت)، (غلّ) فعل ماض مبنيّ... والفاعل هو (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل يأت، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (توفّي) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كسبت) فعل ماض... والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول... والواو نائب فاعل.
جملة: (ما كان لنبيّ..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يغلّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (من يغلل) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يغلل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يأت...) لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (غلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (توفّى كلّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يغلل.
وجملة: (كسبت) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هم) لا يظلمون في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يظلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
البلاغة:
1- المبالغة في النهي في قوله تعالى: (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ) والمراد تنزيه ساحة النبي (ص) على أبلغ وجه عما ظن به الرماة يوم أحد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ