الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران من الآية 182 إلى الآية 200 وآخر السورة

إعراب سورة آل عمران من الآية 182 إلى الآية 200 وآخر السورة


.إعراب الآية رقم (182):{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جر (ما) حرف مصدريّ، (قدّمت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ما قدّمت أيديكم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والباء سببيّة.
الواو عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ زائد (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس اللام زائدة للتقوية، (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لصيغة المبالغة ظلّام.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه ليس بظلّام...) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ما قدّمت...
جملة: (ذلك بما قدّمت أيديكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قدّمت أيديكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
وجملة: (ليس بظلّام...) في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(ظلّام) من صيغ المبالغة مشتقّ من ظلم يظلم باب ضرب، وزنه فعّال بتشديد العين، والظاهر أنه اسم منسوب إلى الظلم كحدّاد، ونجار، حتى لا يلزم في الآية نفي الكثرة وحدها دون الظلم من غير كثرة وهذا فاسد.
البلاغة:
1- (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) أي بسبب أعمالكم التي قدمتموها كقتل الأنبياء.
والمراد من الأيدي الأنفس والتعبير بها عنها من قبيل التعبير عن الكل بالجزء.
وقيل المراد بالأيدي السيئات وهذا من قبيل المجاز المرسل والعلاقة هي السببية لأن اليد هي السبب فيما يقترفه الإنسان من أعمال.
الفوائد:
- قوله: (لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) حرف الجرّ على ثلاثة أقسام: أصلي وزائد وشبيه بالزائد.
أ- الأصلي ما يحتاج إلى متعلّق، ولا يستغنى عنه معنى ولا إعرابا نحو: (كتبت بالقلم).
ب- الزائد هو ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلّق ولا يستغنى عنه معنى فقد جيء به لتوكيد مضمون الكلام، نحو: (ما جاءنا من أحد) و(ليس سعيد بمسافر).
وهي أربعة أحرف (من والباء والكاف واللام).
ج- الشبيه بالزائد: وهو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى غير أنه لا يحتاج إلى متعلّق وهو خمسة أحرف (ربّ وخلا وعدا وحاشا ولعلّ) لأنه شبيه بالزائد لعدم حاجته إلى تعليق، ويشبه الأصلي لعدم الاستغناء عن لفظه ومعناه، ومن شاء الاستزادة في التعرف على مواطن الزيادة لهذه الحروف فعليه مراجعة بابها في مظانه من مطولات النحاة.
.إعراب الآية رقم (183):
{الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (183)}.
الإعراب:
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للموصول في الآية (181) أو بدل منه، (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عهد) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عهد)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لرسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤمن).
والمصدر المؤوّل (ألّا نؤمن...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في، متعلّق ب (عهد)، أي عهد إلينا في عدم الإيمان...
(حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بقربان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتينا).
والمصدر المؤوّل (أن يأتينا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن).
(تأكل) مضارع مرفوع والهاء ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع... (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) والياء ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، الواو عاطفة الباء حرف جرّ و(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جاء) وهو معطوف على البيّنات بإعادة الجارّ (قلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام حرف جرّ و(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قتلتموهم)، (قتلتم) مثل قلتم والواو زائدة لإشباع الضمّة في الميم و(هم) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه، (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه عهد) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عهد إلينا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لا نؤمن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول.
وجملة: (يأتينا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (تأكله النار) في محلّ جرّ نعت لقربان.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد جاءكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قلتم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (قتلتموهم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين فلم قتلتموهم وجملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تفسيرية- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(قربان)، اسم لكلّ ما يتقرّب به إلى اللّه، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
الفوائد:
1- قوله: (تَأْكُلُهُ النَّارُ) أعرب النحاة (آل) للعهد وهذا يقودنا إلى استعراض ما قاله النحاة وعلماء اللغة بشأن هذا الحرف (ال) ورغم أن أقوال العلماء بهذا الشأن كثيرة ومشتتة فسوف نقدم للقارىء موجزا مقتضبا وملما بجوانب هذا اللفظ لما فيه من فائدة للطّلعة وكل رائد علم.
فال التعريفية: تأتي جنسية، وزائدة، وعهدية، وهذه الثلاثة تصلح أن تكون علامة للاسم وإليك بيانها:
1- ال الجنسية: وهي ثلاثة أنواع أ- التي تذكر لبيان الحقيقة والماهية وهي التي لا تنوب عنها كلمة (كل) نحو: (الكلمة قول مفرد) ب- التي تأتي لاستغراق الجنس حقيقة وتشمل أفراده نحو: (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وهي التي يحل محلها كلمة (كل) فيمكن أن نقول: وخلق كل إنسان ضعيفا ويكون الكلام صحيحا.
ج- التي تكون لاستغراق الجنس مجازا وللمبالغة: نحو: (أنت الرجل علما وأدبا).
3- ال الزائدة: نوعان: لازمة، وغير لازمة.
أ- اللازمة ثلاثة أقسام:
أ- التي لازمت علما منذ وضعه في النقل مثل: (اللّات، والعزّى) أو في الارتجال مثل: (السموأل).
ب- التي في اسم للزمن الحاضر وهو (الآن).
ج- التي في الأسماء الموصولة مثل: (الذي والتي وفروعهما) من التثنية والجمع وهي زائدة في الثلاثة لأنه لا يجتمع على الكلمة الواحدة تعريفان.
أما غير اللازمة، وهي العارضة، فهي نوعان:
أ- واقعة في الشعر للضرورة أو في النثر شذوذا ففي الشعر كقول الرّماح بن ميادة:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ** شديدا بأعباء الخلافة كاهله

وأما شذوذها في النثر كقولك: (ادخلوا الأول فالأول).
ب- التي تذكر في أول العلم مشيرة إلى أصله: مثل: (الحارث) و(القاسم) و(الحسن والحسين) و(النعمان) وهي سماعية فلا يقاس عليها.
3- ال العهدية وهي ثلاثة أنواع:
أ- للعهد الذكري: وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها ذكر نحو: (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ).
ب- للعهد العلمي: ويسمى أيضا العهد الذهني، وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها علم نحو: (إِذْ هُما فِي الْغارِ).
ج- للعهد الحضوري، وهي التي يكون الاسم المعرف بها حاضرا نحو: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ومنه صفة اسم الإشارة نحو: (إن هذا الرجل نبيل) وصفة (أي) في النداء نحو: (يا أيها الإنسان).
4- ال الموصولة: وهي اسم في صورة حرف وهي تدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين.
5- ال النائبة عن الإضافة: نحو: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) اي عن هواها.
6- كتابة (ال التعريف) إذا دخلت على الأسماء التي أولها لام.
أ- إذا دخلت ال التعريف على اسم أوله لام كتب بلامين نحو: اللحم اللبن، اللجين.
ب- الأسماء الموصولة سائرها تكتب بلام واحدة لكثرة استعمالها. إلّا مثنّى الذي (اللّذين) فتكتب بلامين فتأمّل.

.إعراب الآية رقم (184):
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (184)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم... والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (كذّب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (رسل) نائب فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لرسل والكاف مضاف إليه (جاؤوا) مثل كذّبوا لا محلّ له (بالبينّات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا)، الواو عاطفة في الموضعين (الزبر، الكتاب) اسمان معطوفان بحرفي العطف على البيّنات مجروران مثله (المنير) نعت للكتاب مجرور.
جملة: (كذبوك) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في الآية السابقة، وجواب الشرط محذوف تقديره فاصبر كما صبر رسل من قبلك أو فتسلّ.
وجملة: (قد كذّب رسل) لا محلّ لها تعليل للمقدّر لأن الفعل ماض لفظا ومعنى.
وجملة: (جاؤوا...) لا محلّ لها رفع نعت لرسل.
الصرف:
(زبر)، جمع زبور، وأصله من الزبر أي الزجر، وسمي الكتاب الذي فيه الحكمة زبورا لأنه يزبر أي يزجرّ عن الباطل ويدعو إلى الحقّ.. وفي المختار: الزبر الزجرّ والانتهار وبابه نصر، والزبر أيضا الكتابة وبابه ضرب، وزبور وزنه فعول بفتح الفاء، والزبر فعل بضمّتين.
(المنير)، اسم فاعل من أنار الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين وفيه إعلال بالتسكين.
.إعراب الآية رقم (185):
{كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (185)}.
الإعراب:
(كل) مبتدأ مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ذائقة) خبر مرفوع و(الموت) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (إنّما) كافّة ومكفوفة (توفّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (أجور) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (توفّون)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (زحزح) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (زحزح)، الواو عاطفة (أدخل) مثل زحزح (الجنّة) مفعول به منصوب على السعة الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (فاز) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الواو استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر الحياة مرفوع (الغرور) مضاف إليه مجرور.
جملة: (كلّ نفس ذائقة.) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (توفّون أجوركم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (من زحزح (الاسميّة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (زحزح...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أدخل...) في محلّ رفع معطوفة على جملة زحزح.
وجملة: (قد فاز) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (الحياة... متاع) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ذائقة)، مؤنث ذائق، وهو اسم فاعل من ذاق يذوق باب نصر، وقلب حرف العلّة همزة لمجيئه بعد ألف فاعل اطّرادا، والأصل ذاوق.
(توفّون)، فيه إعلال بالحذف، أصله توفّاون، بسكون الواو الثانية اجتمع ساكنان فحذفت الألف تخلّصا من ذلك وبقيت الفاء مفتوحة دلالة على الحرف المحذوف، وزنه تفعّون بضمّ التاء وفتح العين المشدّدة.
(فاز)، فيه إعلال بالقلب أصله فوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
- (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) تشبيه بليغ فقد شبه سبحانه وتعالى الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغرر به حتى يشتريه ثمّ يتبين له فساده ورداءته. والشيطان هو المدلس الغرور. وهذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع بلاغ.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ).
تعرّضنا فيما سبق ل (ما) إذا اتصلت بها (إنّ أو إحدى أخواتها)، وأنها تعرب كافة ومكفوفة وعودة منا إليها نذكر هذه الفائدة.
إذا كانت (ما) المتصلة بهذه الأحرف اسما موصولا أو حرفا مصدريا فلا تكفّها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر كقوله تعالى: (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) ما هنا اسم موصول في محلّ نصب اسمها وجملة (ينفد) في محلّ رفع خبرها. أما قولك: إنّ ما تستقيم حسن ف ما هنا مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر وهذا المصدر في محلّ نصب اسم إن وحسن خبرها في إن استقامتك حسنة.
ولعلك لاحظت أن (ما) تكتب منفصلة عن (إنّ) إذا كانت اسما موصولا أو مصدرية.
وقد اجتمعت ما المصدرية وما الكافة في قول امرئ القيس:
فلو أن أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليل من المال

فلو أن ما أسعى لمجد مؤثل ** وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

فما في البيت الأول مصدرية والتقدير (لو أنّ سعيي) وهي في البيت الثاني زائدة كافة اي لكني أسعى لمجد مؤثّل، فتأمّل فإنّ فيه لمتاعا لذوي الاختصاص.
.إعراب الآية رقم (186):{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}.
الإعراب:
اللام واقعة في جواب قسم مقدّر (تبلونّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال... والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل... والنون نون التوكيد لا محلّ لها (في اموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبلونّ)، و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أنفس) معطوف على أموال مجرور مثله و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (تسمعنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل... والنون نون التوكيد الثقيلة (من) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تسمعنّ)، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نائب الفاعل و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (من الذين) مثل الأول متعلّق بما تعلق به الأول فهو معطوف عليه (أشركوا) فعل ماض... وفاعله (أذى) مفعول به عامله تسمعنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كثيرا) نعت لأذى منصوب مثله. الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تصبروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل الواو عاطفة (تتّقوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إن واللام للبعد والكاف للخطاب (من عزم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الأمور) مضاف إليه مجرور.
جملة: (تبلون) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (تسمعنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة تبلونّ.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أشركوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (إن تصبروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا.
وجملة: (إنّ ذلك من عزم..) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(تبلونّ)، هذه الواو هي واو الضمير وليست لام الكلمة، وأصله تبلاون- بسكون الواو وقبل إدخال نون التوكيد على الفعل- فالتقى ساكنان فحذفت الألف فأصبح تبلون- بفتح اللام وسكون الواو، فلمّا دخلت نون التوكيد حذفت نون الرفع تخفيفا لتوالي الأمثال فأصبح تبلونّ- بسكون الواو وتشديد النون ثمّ حرّكت الواو بالضم تخلّصا من التقاء الساكنين وهما الواو، والنون الأولى من نون التوكيد- فأصبح تبلونّ. أمّا في (تسمعنّ) فإنّ ضمير الفاعل هو المحذوف... وجرى في الفعل حالات الحذف لعلامة الرفع كما جرى في تبلونّ.
(عزم)، مصدر سماعيّ لفعل عزم يعزم باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي عزم بضمّ العين، ومعزم بفتح الميم والزاي أو كسر الزاي، وعزيم وعزمة بفتح العين والزاي، وعزيمة وعزمان بضمّ العين.
الفوائد:
1- ألمحنا فيما مضى أن نون رفع الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة تحذف لدى اتصاله بنون التوكيد بسبب توالي الأمثال. ولعلّه من المفيد أن نعقب هنا على هذه الخاصة في لغتنا العربية- وما أكثر خواصها- فخاصة التخفيف على اللسان والتسهيل في اللفظ هي ظاهرة عامة وأصيلة تشمل نواحي كثيرة من جوانب لغتنا والحذف بسبب توالي الأمثال جانب من جوانب هذه الخاصة سواء توالي النونات في المثال الآنف الذكر، أو توالي التاءات في أول الفعل المضارع المبدوء بتاء وتتبعها تاء المضارعة فتحذف إحداهما لتوالي الأمثال. ولو شئنا أن نتبع أماكن التسهيل في هذه اللغة لخرجنا عن مخطط البحث إذ أنها كثيرة ومن شاء التملّي منها والتعرف على مسارها فعليه أن يطلبها من مكانها في كتب النحو والصرف وفقه اللغة وهو بحث طريف ومفيد.
.إعراب الآية رقم (187):
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (187)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أخذ) فعل ماض (اللّه) فاعل مرفوع (ميثاق) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.
والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب اللام لام القسم (تبيّننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل... والنون نون التوكيد والهاء ضمير مفعول به (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبيّننّ)، الواو عاطفة (لا) نافية (تكتمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل والهاء مفعول به الفاء عاطفة (نبذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل والهاء مفعول به (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نبذوه)، (ظهور) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (اشتروا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتروا)، (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله الفاء استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز للضمير الفاعل (يشترون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (أخذ اللّه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تبيّننّه..) لا محلّ لها جواب قسم.
وجملة: (لا تكتمونه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (نبذوه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذ اللّه.
وجملة: (اشتروا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبذوه.
وجملة: (بئس ما يشترون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشترون) في محلّ نصب نعت ل (ما).
البلاغة:
1- (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) فإن النبذ وراء الظهر تمثيل واستعارة لترك الاعتداد وعدم الالتفات، وعكسه جعل الشيء نصب العين ومقابلها.
2- الالتفات: فقد انتقل اللّه سبحانه وتعالى من الغيبة في قوله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) إلى الخطاب في قوله: (لتبيننه) ثمّ عاد إلى الغيبة، والحكمة من ذلك زيادة التسجيل المباشر عليهم.
3- (وَاشْتَرَوْا بِهِ) استعارة مكنية: حيث أن الاشتراء مستعار لاستبدال متاع الدنيا بما كتموه أي تركوا ما أمروا به وأخذوا بدله شيئا تافها حقيرا من حطام الدنيا.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ).
لقد شغلت أفعال المدح والذم حيّزا كبيرا من جهود النحاة لما تشتمل عليه من أبحاث، سواء حول فاعلها أو تمييزها أو المخصوص بالمدح أو الذم فيها.
ويهمنا في هذه الآية بيان ما ورد حول (تمييزها) من أحكام، فقد أجمعت آراء النحاة أنه يجب في تمييز هذه الأفعال خمسة أمور.
1- يجب تأخير تمييزها عنها: فلا يقال: (رجلا نعم زهير).
2- أن يتقدم التمييز على المخصوص بالمدح والذم نحو: (نعم رجلا زهير) أما تأخيره فهو نادر.
3- أن يكون التمييز مطابقا للمخصوص، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا نحو: (نعم رجلا زهير) ونعم رجلين زهير وخالد، ونعم رجالا أنتم، ونعمت فتاة فاطمة، ونعمت فتاتين فاطمة وسعاد، ونعمت فتيات المجتهدات. ومن ذلك قول الشاعر:
نعم امرأين حاتم وكعب ** كلاهما غيث وسيف عضب

4- أن يكون قابلا ل (أل) لأنه محول عن فاعل مقترن بها فقولك: نعم رجلا زهير. فهو محوّل عن قولك: نعم الرجل زهير.
وقد اختار المحققون في علم النحو أن (ما) في مثل قوله تعالى: (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) وقوله: (فنعما هي) أنها نكرة تامة وتعرب تمييزا فهي في محلّ نصب ومثله قوله تعالى: (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ).
5- لا يجوز حذف تمييزها إذا كان فاعل هذه الأفعال ضميرا يعود على التمييز ونادرا ما يحذف. مثال ذلك: (إن قلت كذا فبها ونعمت) أي نعمت فعلة فعلتك.
وفي هذا الباب أبحاث وتفريع واستثناءات ليس من صالحنا التعرض لها في المختصر فعليك بكتب النحو إن كنت من أبطال هذا الميدان.

.إعراب الآية رقم (188):
{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (188)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يفرحون) مضارع مرفوع... والواو فاعل الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرحون)، (أتوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل الواو عاطفة (يحبّون) مثل يفرحون (أن) حرف مصدريّ ونصب (يحمدوا) مضارع مبني للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو نائب فاعل (بما) مثل الأول متعلّق ب (يحمدوا)، (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يفعلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل الفاء زائدة (لا تحسبنّ) مثل الأول وهو تكرار له لطول الكلام المتّصل بالأول و(هم) ضمير مفعول به أول. (بمفازة) جارّ مجرور متعلّق بمحذوف هو المفعول الثاني ل (تحسبنّهم)، (من العذاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمفازة، الواو استئنافيّة اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يحمدوا...) في محلّ نصب مفعول به لفعل يحبون، أي يحبون حمد الناس لهم.
جملة: (لا تحسبنّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفرحون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (يحبّون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يفرحون.
وجملة: (يحمدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لم يفعلوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (لا تحسبنّهم) لا محلّ لها استئناف مكرر.
وجملة: (لهم عذاب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مفازة) مصدر ميميّ من فاز يفوز باب نصر وزنه مفعلة بفتح الميم والعين.. والتاء فيه زائدة للمبالغة لا للتأنيث... وقد يكون اسم مكان من الفعل نفسه، وفي الآية يصحّ المعنيان معا.
.إعراب الآية رقم (189):
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور الواو حرف عطف (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع.
جملة: (للّه ملك السموات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه... قدير) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآيات (190- 191):{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ)، (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف بالواو على الليل مجرور مثله اللام لام التوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآيات، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
والجملة... لا محلّ لها استئنافيّة.
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لأولي- أو بدل منه- (يذكرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (قياما) مصدر في موضع الحال منصوب، (قعودا) معطوف بالواو على (قياما) منصوب مثله الواو عاطفة (على جنوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يذكرون وهو معطوف على الحال الصريحة الأولى أي ومضطجعين على جنوبهم و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يتفكّرون) مثل يذكرون (في خلق) مثل الأول متعلّق ب (يتفكّرون)، (السموات والأرض) مثل الأول (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (خلقت) فعل ماض وفاعله (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (باطلا) حال منصوبة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبح منصوب والكاف ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط السبب بالمسبّب، (قنا) فعل أمر دعائي مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يذكرون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يتفكّرون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة النداء: (ربنا...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وهذا القول حال من الفاعل في (يذكرون ويتفكرون).
وجملة: (ما خلقت هذا باطلا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (سبحانك) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (قنا عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقت.
الصرف:
قياما، إمّا مصدر قام يقوم باب نصر، وزنه فعال بكسر الفاء، وإمّا جمع قائم اسم فاعل من قام يقوم، وقد قلبت الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله قاوم، وفي قيام إعلال بالقلب أصله قواما وهو مصدر أو بلفظ المصدر.
(قعودا)، (إمّا) مصدر سماعيّ لفعل قعد يقعد باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وإما جمع قاعد اسم فاعل من قعد على وزن فاعل.
(جنوب)، جمع جنب، اسم لشقّ الإنسان وغيره وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- الطباق: الذي جمع حالات الإنسان الثلاث في الصلاة وهي القيام والقعود والاضطجاع على الجنب أو الاستلقاء.
2- المجاز المرسل: فقد ذكر (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)، ومراده ما فيهما من أجرام عظيمة بديعة الصنع صالحة للاستغلال في سبيل النفع الإنساني، والعلاقة محلية.
3- الإيجاز: في قوله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
حيث انطوى تحت هذا الإيجاز كل ما تمخض عنه العلم من روائع المكتشفات وبدائع المستنبطات.
الفوائد:
1- الإيمان بين الفلسفة والقرآن.
لا تكاد تجد أعظم وأشمل من هذه الآيات في مناحي الإيمان عن طريق الفكر والقرآن ويكاد يجمع الفلاسفة أن لدى الإنسان أفكارا فطرية يمده بها عقله لإدراك الحقائق التي لا تطالها الأدلة العقلية والبراهين المنطقية. من هؤلاء الفلاسفة المؤلهة منهم المتقدمون مثل: (أفلاطون وأرسطو) من فلاسفة الاغريق ومنهم المتأخرون مثل ديكارت وكانت وبرغثون وغيرهم كثير، كلهم يرون أنه بمقدور الإنسان أن يعتمد على أفكاره الفطرية لإدراكه وجود اللّه، فما عليه إلا أن ينظر في ملكوت اللّه وذلك الإتقان والإبداع الذي اتصفت به مخلوقات اللّه، من الذرة إلى المجرة، ومن النبتة الصغيرة إلى الدوحة الكبيرة، ومن ذرة الرمل إلى الطود الكبير، ومن قطرة الماء إلى المحيط العظيم. كل ذلك يدلنا دلالة فطرية على وجود مبدع عظيم وراء هذا الإبداع والاختراع ولم يجد الغزالي والفارابي وابن رشد وغيرهم من فلاسفة الإسلام ومفكريه مناصا من اللجوء إلى هذا الدليل على وجوده تعالى، إلى جانب البراهين العلمية المركبة الصعبة ولعلهم جميعا كانوا يقتبسون من نور هذه الآية رشدهم، فيقفون مليا أما قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) إلى آخر الآيات.
.إعراب الآية رقم (192):
{رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192)}.
الإعراب:
(ربّنا) سبق إعرابه في الآية السابقة وهو تأكيد للنداء المتقدّم (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والكاف ضمير في محلّ نصب اسم (إن) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل مقدّم (تدخل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (النار) مفعول به ثان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أخزيت) فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء فاعل والهاء ضمير مفعول به الواو استئنافيّة (ما) نافية (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
جملة: (ربّنا إنك...) لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة- أو استئنافيّة.
وجملة: (إنّك من تدخل...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ندخل النار) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (قد أخزيته) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ما للظالمين من أنصار) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- إظهار النار في موضع الإضمار: لتهويل أمرها وذكر الإدخال في مورد العذاب لتعيين كيفيته وتبيين غاية فظاعته.
2- في الآية فن الإطناب: وهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة بأمور، منها:
أ- ذكر الخاص بعد العام: للتنبيه على فضل الخاص.
ب- ذكر العام بعد الخاص: والغرض من ذلك إفادة الشمول مع العناية بالخاص.
ج- الإيضاح بعد الإبهام.
د- التكرير: فقد تكرر ذكر (ربّنا) وذلك للتضرع، وإظهار لكمال الخضوع، وعرض للاعتراف بربوبيته تعالى مع الإيمان به.
هـ- الاعتراض: وهو أن يؤتى خلال الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة لا محلّ لها من الإعراب لفائدة ثانوية.
والاحتراس: وهو كل زيادة تجيء لدفع ما يوهمه الكلام مما ليس مقصودا.
3- (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) في الآية فن وضع الظاهر موضع المضمر. فقد وضع الظالمين موضع ضمير المدخلين لذمهم والإشعار بتعليل دخولهم النار بظلمهم ووضعهم الأشياء في غير مواضعها.
.إعراب الآية رقم (193):
{رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193)}.
الإعراب:
(ربّنا) مر إعرابه، (إننا) مثل إنك في الآية السابقة (سمعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (مناديا) مفعول به منصوب (ينادي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (للإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينادي)، (أن) حرف مصدريّ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (بربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (آمنّا) مثل سمعنا (ربّنا) مرّ اعرابه، الفاء عاطفة تربط المسبّب بالسبب (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر)، (ذنوب) مفعول به منصوب و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (كفّر عنّا سيّئاتنا) مثل اغفر لنا ذنوبنا، والجارّ متعلّق ب (كفّر)، وعلامة النصب في المفعول الكسرة الواو عاطفة (توفّ) أمر دعائيّ مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (توفّنا)، (الأبرار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (ربّنا إننا...) لا محلّ لها استئنافيّة مكرّرة للاسترحام.
وجملة: (إننا سمعنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (سمعنا مناديا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ينادي...) في محلّ نصب نعت ل (مناديا).
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (آمنّا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (ربّنا (الثانية) لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة.
وجملة: (اغفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنا.
وجملة: (كفّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: (توفّنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
الصرف:
(مناديا)، اسم فاعل من نادى الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(توفّنا)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، كان في مضارعه: يتوفّاه اللّه- فحذف حرف العلّة في الأمر، وزنه تفعنا.
(الأبرار)، جمع برّ من فعل برّ يبرّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل... وأمّا بارّ اسم الفاعل من برّ فجمعه بررة وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام.
.إعراب الآية رقم (194):
{رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194)}.
الإعراب:
(ربّنا) مرّ إعرابه، الواو عاطفة (آتنا) مثل قنا في الآية السابقة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (وعدت) فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء فاعل و(نا) ضمير مفعول به (على رسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (وعدتنا) وهو على حذف مضاف أي على ألسنة رسلك والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخز) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(نا) ضمير مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزنا)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (تخلف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الميعاد) مفعول به منصوب.
جملة: (ربّنا) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (آتنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة توفّنا في الآية السابقة.
وجملة: (وعدتنا) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما).
وجملة: (لا تخزنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا..
وجملة: (إنّك لا تخلف...) لا محلّ لها تعليليّة...
وجملة: (لا تخلف...) في محلّ رفع خبر إنّ..
البلاغة:
1- في هذه الآية الكريمة فن (الإسجال) وهو فن منقطع النظير وحدّه أن يقصد المتكلم غرضا من الأغراض فيأتي بألفاظ تقرر ذلك الغرض: فقد سجل المولى سبحانه وتعالى على ألسنة عباده تحقيق موعوده على لسان رسوله وذلك في قوله: (ما وَعَدْتَنا) تجد أن هذا الوعد قد أصبح مبرما لا انفكاك لإبرامه.
.إعراب الآية رقم (195):{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (استجاب) فعل ماض اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل استجاب (ربّ) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (أضيع) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عمل) مفعول به منصوب (عامل) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لعامل (من ذكر) جارّ ومجرور بدل من الجارّ والمجرور المتقدّم بإعادة الجارّ، (أو) حرف عطف (أنثى) معطوف على ذكر مجرور مثله، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (بعض) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض.
والمصدر المؤوّل (أنّي لا أضيع...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (استجاب...) أي استجاب لهم ربّهم بأنّي لا أضيع...
الفاء استئنافيّة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (هاجروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل الواو عاطفة (أخرجوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ... والواو نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أوذوا) مثل أخرجوا (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوذوا)، والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (قاتلوا) مثل هاجروا الواو عاطفة (قتلوا) مثل أخرجوا اللام لام القسم لقسم مقدّر (أكفرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع... والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عنهم) مثل له متعلّق ب (أكفّر)، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لأدخلنّهم) مثل لأكفّرنّ... و(هم) مفعول به أوّل (جنّات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الأنهار و(ها) ضمير مضاف إليه، وفيه حذف مضاف أي من تحت أشجارها (الأنهار) فاعل مرفوع (ثوابا) مفعول مطلق ناب عن المصدر، لأنه اسم مصدر أو اسم لما يثاب به (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (ثوابا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والهاء ضمير مضاف إليه (حسن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الثواب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (استجاب...) ربّهم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا أضيع...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (بعضكم من بعض) في محلّ نصب حال من عامل، أو في محلّ جرّ نعت له.
وجملة: (الذين هاجروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هاجروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أوذوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: (أخرجوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: (قاتلوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: (قتلوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا.
وجملة: (أكفّرنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر... وجملة القسم المقدّرة مع جوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (أدخلنّهم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (تجري... الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (اللّه عنده حسن الثواب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عنده حسن الثواب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(أوذوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله أوذيوا- بكسر الذال وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الذال، فلمّا التقى ساكنان، الياء وواو الجماعة، حذفت الياء فصار أوذوا... وفيه إعلال آخر بقلب الهمزة الثانية في المدّة إلى واو حين بنائه للمجهول، أصله آذى- من غير واو الجماعة- وفي المجهول أوذي بياء في آخره، ثمّ خفّفت الهمزة الثانية فصار أوذي، ثمّ لحقته واو الجماعة فصار أوذوا- بعد الإعلال بالحذف- وزنه أفعوا.
البلاغة:
1- (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) في هذه الآية الكريمة يوجد التفات من الغيبة إلى التكلم والخطاب. وذلك لإظهار كمال الاعتناء بشأن الاستجابة وتشريف الداعين بشرف الخطاب، والمراد تأكيدها ببيان سببها والإشعار بأن مدارها أعمالهم التي قدموها على الدعاء لا مجرد الدعاء.
2- لقد جاء ختام سورة آل عمران جميلا وحسنا، وكما جاء ختام سورة البقرة متضمنا ومشتملا على الدعاء جاء ختام سورة آل عمران متضمنا ومشتملا على عدد من الوصايا النافعة وهذا من حسن الختام، ليبقى راسخا في الأسماع.
.إعراب الآيات (196- 197):
{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (197)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (يغرّنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم... والنون نون التوكيد الثقيلة والكاف ضمير مفعول به (تقلّب) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في البلاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلّب) (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التقلّب (قليل) نعت لمتاع مرفوع مثله (ثمّ) حرف عطف (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع الواو استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: (لا يغرّنّك تقلّب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هو) متاع) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (مأواهم جهنّم) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (بئس المهاد) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (198):
{لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (198)}.
الإعراب:
(لكن) حرف استدراك لا عمل له (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (جنّات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (تجري من تحتها الأنهار) مرّ إعرابها، (خالدين) حال منصوبة من الهاء في (لهم)، وعلامة النصب الياء (فيها) مثل لهم متعلّق بخالدين (نزلا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي تنزلهم نزلا، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نزلا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع (للأبرار) جارّ ومجرور متعلّق بخير.
جملة: (الذين اتّقوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لهم جنّات..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (تجري...) الأنهار في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: (ما عند اللّه خير..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نزلا)، إمّا مصدر بمعنى العطاء والفضل وزنه فعل بضمّتين، وإمّا اسم لما هيّئ للضيف من طعام وإمّا جمع مفرده نازل...
.إعراب الآية رقم (199):
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (199)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (الكتاب) مضاف إليه مجرور (لام) لام التوكيد (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن)، الواو عاطفة (ما) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، الواو عاطفة (ما أنزل إليهم) مثل ما أنزل إليكم (خاشعين) حال منصوب من فاعل يؤمن العائد على من، وجمع مراعاة للمعنى (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخاشعين (لا) نافية (يشترون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يشترون) بتضمينه معنى يستبدلون (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت منصوب (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقّدم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم، (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (إن من أهل... لمن) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤمن باللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أنزل إليكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (أنزل إليهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (لا يشترون) في محلّ نصب حال من فاعل يؤمن.
وجملة: (أولئك لهم أجرهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لهم أجرهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: (إنّ اللّه سريع...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (200):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل- أو نعت- لأيّ على المحلّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (اصبروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون...
والواو فاعل الواو عاطفة في المواضع الثلاثة، (صابروا، رابطوا، اتّقوا) مثل اصبروا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به عامله اتّقوا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تفلحون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة النداء: (يأيّها الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اصبروا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (صابروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (رابطوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (اتّقوا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لعلّكم تفلحون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعلّ...
الفوائد:
1- حسن الختام يختتم سبحانه وتعالى هذه السورة بهذه الآيات التي تتضمّن نوعا من الابتهالات التي لا نكاد نجد لها مثيلا إلا في آخر سورة البقرة، فكل من السورتين تنتهي بهذا الضرب من التوسل. المشفوع بهذا الجرس الموسيقي الأخّاذ (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا..) وقوله تعالى: (رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) وحسن الختام هذا ظاهرة من ظواهر الكثير من سور التنزيل، وروعة من روائع القرآن الكريم ينتهي القارئ من سماع السورة وقد امتلأت نفسه وفكره وذوقه بهذه الروعة الأخاذة التي تضم في سياقها روعة المبنيّ وروعة المعنى سواء بسواء.
وحسن الختام بديعة من بدائع اللغة العربية وقد تكون خاصة من خصائص التعبير لدى سائر الشعوب، يرتفع بها أناس فيحلقون في آفاق البلاغة ويهبط لفقدها أناس فيمسخون بلاغة الحديث مسخا...
2- إن أسلوب الابتهال وفكرة التوسل هي أحسن ما تختم بها سور القرآن ولا سيما الطويلة منها، فإنها تورث القلوب راحة والنفوس طمأنينة والعقول رضى واستسلاما وفي هذا ملاك السعادة في الحياة والاطمئنان لما بعد الممات.


 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ