الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة آل عمران من الآية 23 إلى الآية 45

.إعراب الآية رقم (23):{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (تر) مضارع مجزوم ب (لم) الجازم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (تر)، (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (نصيبا) مفعول به منصوب (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نصيبا)، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول ونائب فاعل (إلى كتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور اللام لام التعليل (يحكم) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (يحكم)، و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يحكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعون).
(ثمّ) حرف عطف (يتولّى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (فريق) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ و(هم) ضمير ل (نصيبا)، (يدعون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول والواو نائب فاعل (إلى) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لفريق الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (ألم تر..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوتوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يدعون..) في محلّ نصب حال من الموصول الذين أوتوا.
وجملة: (يحكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المضمر (أن).
وجملة: (يتولّى فريق) في محلّ نصب معطوفة على جملة يدعون.
وجملة: (هم معرضون) في محلّ نصب حال من فريق منهم.
الصرف:
(نصيبا)، الاسم من أنصبه إذا جعل له نصيبا وحظّا، وزنه فعيل (البقرة 202).
(يدعون)، فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين (انظر البقرة 221).
الفوائد:
1- لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ: اللام لام التعليل والفرق بينها وبين لام الجحود في أمرين:
الأول انها تأتي في سياق الإيجاب ولام الجحود تأتي في سياق النفي، الثاني أن كلا منهما تنصب بأن مضمرة بعدها ولكن تضمر جوازا بعد لام التعليل ووجوبا بعد لام الجحود.
2- دعا الرسول صلى اللّه عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فسألوه عن دينه فأجابهم بأنه على ملّة إبراهيم فزعم اليهود أن إبراهيم كان يهوديا فطلب إليهم أن يحتكموا إلى التوراة فرفضوا.
3- وقوله تعالى: (مِنَ الْكِتابِ) فمن هذه للتبعيض وقيل للبيان وفيها اشارة إلى أن اليهود كانوا على نصيب وافر من التوراة.
.إعراب الآية رقم (24):
{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (24)}.
الإعراب:
(ذلك)، اسم إشارة مبتدأ والإشارة إلى الإعراض..
واللام للبعد، والكاف للخطاب الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير اسم أنّ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك).
(لن) حرف ناصب (تمسّ) مضارع منصوب و(نا) ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (أيّاما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تمسّنا)، (معدودات) نعت لأيام منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (غرّ) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (غرّ) و(هم) ضمير مضاف إليه (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل- أو حرف مصدريّ- والمصدر المؤوّل فاعل، (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (ذلك بأنّهم..) لا محلّ لها استئنافيّة تعليلية.
وجملة: (قالوا..) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (لن تمسّنا النار) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (غرّهم.. ما كانوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما).
وجملة: (يفترون) في محلّ نصب خبر كان.
الصرف:
(معدودات)، جمع معدود، اسم مفعول من فعل عدّ على وزن مفعول (البقرة 203).
(يفترون)، فيه إعلال بالحذف، أصله يفتريون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت بنقل حركتها إلى الراء، ثمّ حذف الياء لسكونها وسكون الواو بعدها.. وزنه يفتعون.
.إعراب الآية رقم (25):
{فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محلّ رفع خبر مقدّم لمبتدأ محذوف تقديره صنعهم أو حالهم، (إذا) ظرف مجرّد عن الشرط في محلّ نصب متعلّق بالمبتدأ المقدّر لأنه بتقدير مصدر، (جمعنا)، فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل و(هم) ضمير مفعول به، (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جمعناهم) على حذف مضاف أى لجزاء يوم (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا الواو عاطفة (وفّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول..
والتاء للتأنيث (كلّ) نائب فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (كسبت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: (كيف (حالهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جمعناهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا ريب فيه) في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: (وفّيت كلّ نفس) في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ريب فيه. وفي الجملة رابط مقدّر أي وفّيت فيه كلّ نفس.
وجملة: (كسبت) لا محلّ لها صلة الموصول والعائد محذوف أي كسبته.
وجملة: (هم لا يظلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يظلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
البلاغة:
1- لقد خرج بالاستفهام عن معناه الحقيقي بقوله: (فكيف) فهي رد لقولهم المذكور وإبطال لما غرهم باستعظام ما سيدهمهم وتهويل ما سيحيق بهم من الأهوال أي فكيف يكون حالهم.
.إعراب الآية رقم (26):
{قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (اللّه) لفظ الجلالة منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب والميم المشدّدة زائدة عوض من أداة النداء (مالك) بدل من لفظ الجلالة تبع محلّه في النصب لأنه مضاف، (الملك) مضاف إليه مجرور (تؤتي) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الملك) مفعول به أوّل منصوب (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (تشاء) مضارع مرفوع، والفاعل أنت الواو عاطفة (تنزع الملك) مثل تؤتي الملك (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنزع)، (تشاء) مثل الأول الواو عاطفة في الموضعين (تعزّ من تشاء، تذلّ من تشاء) مثل تؤتي.. من تشاء (بيد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم الكاف ضمير مضاف إليه (الخير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والكاف ضمير اسم إنّ (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بقدير (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إنّ مرفوع.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تؤتي الملك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (تشاء (الأولى) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (تنزع الملك) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: (تشاء (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (تعز) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: (تشاء (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: (تذلّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤتي.
وجملة: (تشاء (الرابعة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: (بيدك الخير) لا محلّ لها بدل من جملة تؤتي الملك.
وجملة: (انّك.. قدير) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(مالك)، اسم فاعل من ملك وزنه فاعل (انظر الفاتحة الآية 4).
(الملك)، إمّا اسم بمعنى المملوك أو مصدر سماعيّ من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(الخير)، إمّا اسم بمعنى ما هو حسن أو مصدر قياسيّ من فعل خار يخير باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- الاكتفاء: في قوله: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) حيث خص الخير بالذّكر- وإن كان الشرّ أيضا- وقد أراد الخير والشرّ، واكتفي بأحدهما لدلالته على الآخر، كما في قوله تعالى: (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أي والبرد. وإنما خص الخير بالذكر لأنه هو المرغوب فيه.
2- وفي الآية (فن المقابلة): فقد طابق بين (تؤتي) و(تنزع) وبين (تعز) و(تذل).
الفوائد:
1- قل اللهمّ: لفظ (اللهم) منادى حذفت منه ياء النداء وعوض عنها بالميم المشددة وهذا الاعتبار مختصّ بلفظ الجلالة. ويمكن أن تلحق الميم المشددة بلفظ الجلالة في حالتين أخريين غير النداء:
الأولى: أن تأتي قبل حرف الجواب تمكينا للجواب كقولك للسائل عن أمر (اللهم نعم).
الثانية: للدلالة على قلة وقوع الأمر كقولك لمن تشك في قدرته على التجارة: انك رابح اللهم إذا درست شؤون السوق وأحسنت اختيار البضاعة.
2- لقد استغرق الطباق المركب (المقابلة) الآيتين بكاملهما وقد أشاع في جو الآيتين المذكورتين نوعا من الموسيقا القرآنية المعجزة كما أنه قرّر معاني متقابلة فزادها وضوحا وقرّب للأذهان قدرة اللّه المطلقة في سائر الأحوال.
.إعراب الآية رقم (27):
{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)}.
الإعراب:
(تولج) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الليل) مفعول به منصوب (في النهار) جار ومجرور متعلّق ب (تولج)، الواو عاطفة (تولج النهار في الليل) مثل تولج الليل في النهار الواو عاطفة (تخرج) مثل تولج (الحيّ) مفعول به منصوب (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج)، الواو عاطفة (تخرج الميّت من الحيّ) مثل تخرج الحيّ من الميّت الواو عاطفة (ترزق) مثل تولج (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تشاء) مثل تولج (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تشاء، (حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (تولج... (الأولى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولج...
الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تخرج (الأولى) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تخرج (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ترزق) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الصرف:
(تولج)، فيه حذف الهمزة للتخفيف مثل تنفق وتكرم، وأصله تؤولج بضمّ التاء وفتح الهمزة.
(الحيّ) صفة مشبّهة من حيي يحيى باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (انظر البقرة 255).
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: إذا أراد بالحي والميت المسلم والكافر.
حيث قيل في تفسير هذه الآية: تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، فإذا أراد هذا المعنى كان في الآية استعارة تصريحية، وإذا أراد النطفة والبيضة كان الكلام جاريا على جانب الحقيقة، لا على جانب المجاز.
.إعراب الآية رقم (28):{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (يتّخذ) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (الكافرين) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب وامتنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأولياء (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الواو اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على اسم الشرط (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت- أي: ليس على شيء من دين اللّه ففي الكلام حذف مضاف (في شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس (إلا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتّقوا)، (تقاة) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق.
والمصدر المؤوّل (أن تتّقوا..) في محلّ نصب مفعول لأجله والعامل فيه لا يتّخذ أي: لا يتّخذ المؤمن الكافر وليّا لشيء من الأشياء إلّا اتقاء ظاهرا، والاستثناء في هذه الحال مفرّغ للمفعول لأجله.
الواو عاطفة (يحذّر) فعل مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: (لا يتّخذ المؤمنون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يفعل (الاسميّة) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (يفعل ذلك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (ليس من اللّه) في شيء في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يحذركم اللّه..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إلى اللّه المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أولياء)، جمع وليّ زنة فعيل، صفة مشبّهة على غير القياس مأخوذ من الرباعيّ والى، (البقرة 107).
(تقاة)، فيه إبدال واعلال، الإبدال قلب الواو تاء وأصله وقية مأخوذ من الوقاية والإعلال قلب الياء ألف لتحركها لانفتاح ما قبلها، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين. وفي المختار: تقى يتقي كقضى يقضي، والتقوى والتقى واحد والتقاة التقية، يقال اتّقى تقية وتقاة. وفي القاموس: تقيت الشيء أتّقيه من باب ضرب.
البلاغة:
1- (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا) على صيغة الخطاب بطريق الالتفات من الغيبة استثناء مفرغ من أعم الأحوال والعامل فعل النهي معتبرا فيه الخطاب كأنه قيل لا تتخذوهم أولياء ظاهرا أو باطنا في حال من الأحوال إلا حال اتقائكم.
2- (وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة.
الفوائد:
1- لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا الضرب من البلاغة وهو هذا الالتفات من الغائب إلى المخاطب وما يحدثه في نفس السامع من بليغ التأثير. وما أكثر خصائص القرآن البلاغية.
2- درس في التحذير، كان بعض الأنصار يتخذون من اليهود حلفاء وأنصارا، وكانوا يعلنون ذلك في حضرة الرسول ولا يخفونه. وكان اللّه ورسوله يعلمان مكر اليهود وما يكنون من عداوة للإسلام والمسلمين فنزلت هذه الآية تحذر المسلمين وتنذرهم أن يتخذوا من الكافرين أولياء.
.إعراب الآية رقم (29):
{قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إن) حرف شرط جازم (تخفوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و(كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (تبدوا) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط ويعرب مثله والهاء ضمير مفعول به (يعلم) مضارع مجزوم جواب الشرط والهاء مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو استئنافيّة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) مثل الأول (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة (في الأرض) مثل في السموات ويعطف عليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ان تخفوا..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تبدوه) في محلّ نصب معطوفة على جملة تخفوا.
وجملة: (يعلمه اللّه) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يعلم ما في السموات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه على كلّ شيء قدير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تخفوا)، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤخفيوا..
وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، سكّنت الياء لاستثقال الضمّة عليها ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة، وزنه تفعوا بضمّ التاء (انظر البقرة 271).
(تبدوه)، جرى فيه ما جرى في (تخفوا) من حذف الهمزة وإعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.
الفوائد:
1- الواو في قوله تعالى: (وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) واو الاستئناف. وقد جيء بالكلام مستأنفا لا معطوفا لأن علم اللّه تعالى غير متوقف على شرط وهو من باب ذكر العام بعد الخاص. فقد ذكر علمه بما في صدور الناس ثم أردف ذلك فذكر علمه بكل شيء.
.إعراب الآية رقم (30):
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (30)}.
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (تجد) مضارع مرفوع (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (عملت) فعل ماض.. والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من خير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول عملت المقدّر (محضرا) حال منصوبة من ما، والعامل فيه تجد، الواو عاطفة (ما عملت من سوء) مثل ما عملت من خير، (تودّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (لو) حرف شرط غير جازم امتناع لامتناع، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(ها) ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة (بين) مثل الأول ومعطوف عليه والهاء ضمير مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أمدا) اسم أنّ مؤخّر منصوب (بعيدا) نعت ل (أمدا) منصوب مثله.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت، أي ثبت حصول الأمد البعيد بينها وبينه.
الواو استئنافيّة (يحذّر) مضارع مرفوع و(كم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به ثان منصوب والهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (رؤف) خبر مرفوع (بالعباد) جارّ ومجرور متعلّق برؤوف.
جملة: (تجد كلّ نفس) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (عملت...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (عملت (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الأولى الصلة.
وجملة: (تودّ...) في محلّ نصب حال، والعامل تجد.
وجملة: (ثبت حصول) المقدّرة) في محلّ نصب مفعول به لفعل تودّ.
وجملة: (يحذّركم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه رؤف بالعباد) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محضرا)، فيه حذف الهمزة للتخفيف وأصله مؤحضرا، وهو اسم مفعول من فعل أحضر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(أمدا)، اسم لمنتهى الشيء أي غايته، وزنه فعل بفتحتين.
(بعيدا)، صفة مشتقّة وزنها فعيل من بعد يبعد باب كرم (انظر الآية 176 من سورة البقرة).
الفوائد:
1- يمكننا اعتبار فعل (تجد) في هذه الآية على وجهين: الأول أنه متعدّ لمفعول واحد فيكون الاسم الموصول (ما) مفعولا لها و(محضرا) حالا من المفعول.
والثاني: اعتباره متعديا لمفعولين الأول الاسم الموصول والثاني (محضرا).
2- قوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ): هذا التعبير يطلق عليه المشاكلة: لأن اللّه يخاطب الناس بما يشابه لغتهم ونفوسهم كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) فإن اللّه لا يمكر ولكن التعبير مشاكل حالة الكفار ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم وهو من الخصائص العربية المألوفة.
.إعراب الآية رقم (31):
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}.
الإعراب:
(قل إن) مرّ إعرابهما، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع (تحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به (يحبب) مضارع مجزوم جواب الطلب و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (يغفر) مضارع مجزوم معطوف على (يحبب)، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر)، (ذنوب) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن كنتم تحبّون..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تحبّون اللّه) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (اتّبعوني) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: (يحببكم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تتّبعوني يحببكم اللّه.
وجملة: (اللّه غفور..) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
البلاغة:
1- (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) أي يرضى عنكم، فيقربكم من جناب عزه، ويبوئكم في جوار قدسه. عبر عنه بالمحبّة بطريق الاستعارة أو المشاكلة.

إعراب الآية رقم (32):
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (32)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر والفاعل أنت (أطيعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أطيعوا..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن تولّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ..) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
جملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ..
الفوائد:
1- قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا) يشكل على المرء إعراب هذا الفعل وذلك لوحدة اللفظ بين أن يكون فعلا ماضيا من فعل (تولّى) وقد أسند إلى واو الجماعة وبين أن يكون فعلا مضارعا من الأفعال الخمسة (تتولون) وقد حذفت إحدى التائين لتخفيف اللفظ وجزم بحرف الشرط (إن) فحذفت نون الرفع فأصبح (تولوا) ويصح معنى الآية على كلا الاعتبارين، والفرق بينهما محصور في وجود (الالتفات أو عدمه).
2- قوله تعالى: (لا يحب) فإن حب اللّه مغاير لحب العباد وهو من المجاز المرسل وللحب أبعاد ومدارك فهو لدى الإنسان العادي ناموس من نواميس الخلق أودعه اللّه في طبيعة الإنسان، لتستمر الخليقة التي اتخذها سبحانه خليفة له في أرضه، وهو لدى الفلاسفة على درجات أعلاها محبة المعبود الحق وهي التي تبعث على حب الطاعات والموافقات.
وهو لدى الصوفية سكر المشاهدة والاستغراق لدى الاشراق والفناء في اللّه ساعة التجلّي والاتصال. واللّه أعلم.
.إعراب الآية رقم (33):
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33)}.
الإعراب:
(إنّ اللّه) مرّ إعرابها، (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آدم) مفعول به منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (نوحا، آل، ال) أسماء معطوفة على آدم منصوبة مثله (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف ومثله (عمران)، (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اصطفى، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
جملة: (إنّ اللّه اصطفى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اصطفى) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(عمران)، اسم علم قيل أعجميّ، وقيل مشتقّ من العمر والألف والنون فيه مزيدتان.
(نوحا)، اسم أعجميّ لا اشتقاق له عند المحقّقين النحويّين، ويزعم بعضهم أنه مشتقّ من النوح والبكاء، وهو منصرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.
البلاغة:
1- في الآية فن التوشيح وهو كما يقول ابن قدامة في نقد الشعر: أن يكون في أول الكلام معنى إذا علم علمت منه القافية فإن معنى اصطفاء المذكورين في الآية يعلم منه الفاصلة، لأن المذكورين صنف مندرج في العالمين.
.إعراب الآية رقم (34):
{ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}.
الإعراب:
(ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق منصوبة (بعض) مبتدأ مرفوع و(ها) مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (بعضها من بعض) في محلّ نصب نعت لذريّة.
وجملة: (اللّه سميع) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ).
لفظ (بعض) يضاف إلى الظاهر والمضمر وفي كلا الحالتين يجرد من أل حسب قاعدة المضاف. إذ لا يجوز تعريف المضاف بأل إذا كان مفردا فلا يصح القول (الكتاب الأستاذ ولا القلم تلميذ) ولكن يجوز دخول (أل) على المثنى كقولك (المكرما سليم) وعلى جمع المذكر السالم كقولك (المكرمو علي).
.إعراب الآية رقم (35):
{إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}.
الإعراب:
(إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض والتاء للتأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (عمران) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و(ياء المتكلّم) المحذوفة ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والياء ضمير اسم إنّ (نذرت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل، اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نذرت)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في بطن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه (محرّرا) حال منصوبة من اسم الموصول الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب- أو رابطة لجواب شرط مقدّر- (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقبّل)، (إنّك) مثل إنّي (أنت) ضمير فصل، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قالت امرأة عمران..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي نذرت) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (نذرت لك.) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تقبّل منّي) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي نذرت، أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رضيت عنّي فتقبّل منّي.
وجملة: (إنّك أنت السميع) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(امرأة)، اسم جامد ذات مؤنّث امرئ، جمعه نساء أو نسوة من غير لفظها، وتدخل (ال) التعريف نادرا على امرأة فيقال: (المرأة) وزنه افعلة بفتح العين.
(محرّرا)، اسم مفعول من فعل حرّر الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
.إعراب الآية رقم (36):
{فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (36)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالت)، (وضعت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (قالت) مثل وضعت (ربّ إنّى وضعت) مثل ربّ إنّي نذرت في الآية السابقة و(ها) ضمير مفعول به (أنثى) حال منصوبة من ضمير الغائبة الواو اعتراضيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم)، (وضعت) مثل الأول الواو عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد (الذكر) اسم ليس مرفوع (كالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ليس الواو عاطفة (إنّي سميت) مثل في نذرت و(ها) ضمير مفعول به (مريم) مفعول به ثان منصوب وامتنع لتنوين للعلميّة والتأنيث الواو عاطفة (إني أعيذ) مثل إنّي نذرت، (ها) ضمير مفعول به الواو عاطفة (ذرّيّة) معطوف على ضمير النصب في عيذها و(ها) ضمير مضاف إليه (من الشيطان) جارّ ومجرور متعلّق بفعل أعيذ (الرجيم) نعت للشيطان مجرور مثله.
جملة: (وضعتها) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالت..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي وضعتها..) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (وضعتها أنثى) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اللّه أعلم) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (وضعت) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ليس الذكر كالأنثى) لا محلّ لها معطوفة على.
النداء.
وجملة: (إنّي سمّيتها..) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (سمّيتها مريم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّي أعيذها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (أعيذها) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أعلم)، صفة مشتقّة على وزن أفعل وليست للتفضيل، وهي بمعنى عالم أو عليم.
(الرجيم)، صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى مفعول أي المرجوم بمعنى المطرود من رحمة اللّه.
(الذكر)، صفة مشتقّة على وزن فعل بفتحتين.
البلاغة:
1- (قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) فائدة الخبر للتحسر فليس الغرض من هذا الكلام الإخبار لأنه إما للفائدة أو للازمها، وعلم اللّه تعالى محيط بهما، فيكون لمجرد التحسر والتحزن.
2- المراد بالخبر في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) لازم الفائدة، وليس المراد الرد عليها في إخبارها بما هو سبحانه أعلم به كما يتراءى من السياق بل الجملة (اعتراضية) سيقت لتعظيم المولود الذي وضعته وتفخيم شأنه والتجهيل لها بقدرة- أي واللّه أعلم بالشيء الذي وضعته وما علق به من عظائم الأمور ودقائق الأسرار وواضح الآيات، وهي غافلة عن ذلك كله.
3- (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ) أتى هنا بخبر إن فعلا مضارعا دلالة على طلبها استمرار الاستفادة دون انقطاعها هذا بخلاف (وضعتها، وسميتها) حيث أتى بالخبرين ماضيين لانقطاعهما وقدم المعاذ به على المعطوف الآتي اهتماما به.
4- (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) اعتراض آخر مبين لما اشتمل عليه الأول من التعظيم وليس بيانا لمنطوقه حتى يلحق بعطف البيان الممتنع فيه العطف.
5- الإطناب: في قوله تعالى: (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ).
وغرضها من عرضها على علام الغيوب التقرب إليه تعالى واستدعاء العصمة لها- فإن مريم في لغتهم بمعنى العابدة وقال القرطبي: معناه خادم الرب- وإظهار أنها غير راجعة عن نيتها وإن كان ما وضعته أنثى وأنها وإن لم تكن خليقة بسدانة بيت المقدس فلتكن من العابدات فيه.
6- قوله: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) التفات من الخطاب إلى الغيبة إظهارا لغاية الإجلال.
الفوائد:
1- اسم مريم في لغتهم آنئذ هي (العابدة) وقد سميت بنت عمران بهذا الاسم أملا وطمعا بأن تكون من العابدات. وقولها: إني سميتها مريم هذا الخبر لازم الفائدة وليس المقصود إخبار اللّه بالتسمية لأنه أعلم بذلك.
2- في قوله تعالى: (قالَتْ رَبِّ)..
إذا كان المضاف إلى ياء المتكلم أبا أو أما جاز فيه ثلاث لغات:
إحداها: يا أب ويا أمّ بحذف الياء، والثانية يا أبي ويا أمي، والثالثة يا أبا ويا أما. ويجوز فيهما أيضا حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء التأنيث: نحو يا أبت ويا أمت ويا أبت ويا أمت ويجوز إبدال هذه التاء بهاء الوقف نحو يا أبه ويا أمّه. وقريب من ذلك اضافة لفظ (الرب) إلى ياء المتكلم فتقول: يا ربّ، ويا ربّ، ويجوز حذف ياء النداء فتقول: ربّ وربّ فالأولى على لغة من لا ينتظر والثانية على من ينتظر، وإذا قلنا يا ربّ فهي على لغة من ينتظر اضافتها لغير ياء المتكلم. مثل: (يا ربّ العباد).
.إعراب الآية رقم (37):{فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (37)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (تقبّل) فعل ماض والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به، (ربّ) فاعل مرفوع و(ها) مضاف إليه الباء حرف جرّ زائد، (قبول) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسن) نعت لقبول مجرور مثله لفظا الواو عاطفة (أنبتها) مثل تقبّلها (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (حسنا) نعت ل (نباتا) منصوب مثله الواو عاطفة (كفّلها) مثل تقبّلها (زكريّا) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (كلّما) ظرف شرطيّ متعلّق بالجواب وجد.. وما حرف مصدريّ (دخل) فعل ماض (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخل)، (زكريّا) فاعل ومرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المحراب) مفعول به على التوسّع، (وجد) مثل دخل (عند) ظرف مكان متعلّق ب (وجد)، و(ها) مضاف إليه (رزقا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ما دخل) في محلّ جرّ مضاف إليه أي: كلّ وقت دخول.
(قال) مثل دخل (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنّي) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانية متعلّق بمحذوف خبر مقدّم اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر المحذوف (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (قالت) فعل ماض والتاء للتأنيث (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يرزق) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يرزق (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال، (حساب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (تقبّلها ربّها) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنبتها) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كفّلها) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (دخل عليها) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (وجد) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا مريم..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنّي لك هذا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (قالت...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو من عند اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه يرزق...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يرزق من يشاء) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الصرف:
(قبول)، هو بلفظ اسم المصدر، ويصحّ فتح القاف وضمّها.. أو هو مصدر قبل الثلاثيّ، وزنه فعول بفتح الفاء.
(حسن)، صفة مشبّهة، وزنه فعل بفتحتين، فعله حسن يحسن باب كرم (انظر البقرة- 245).
(نباتا)، اسم مصدر من أنبت، مصدره القياسيّ إنبات، وزن نبات فعال بفتح الفاء.
(زكريّا)، هو مقصور زكرياء وهمزته للتأنيث.
(المحراب)، اسم مكان على غير القياس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفعله حارب وهو كلّ مكان يحارب فيه الشيطان خاص بالعبادة.
البلاغة:
1- الجناس المغاير: في قوله: (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ) وفي قوله: (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) وقوله: (رزقا). و(يرزق).
2- (فتقبلها) أي رضي بمريم في النذر مكان الذكر.
ففيه تشبيه النذر بالهدية ورضوان اللّه تعالى بالقبول.
3- (وأنبتها) مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها. فهو مجاز مرسل بعلاقة اللزوم فإن الزارع يتعهد زرعه بسقيه عند الاحتياج وحمايته عن الآفات وقلع ما يخنقه من النبات.
4- الإشارة: وهو التعبير باللفظ الظاهر عن المعنى الخفي في قوله: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) أي هو رزق لا يأتي به في ذلك الوقت إلا اللّه.
5- التنكير: في قوله: (رزقا) لإفادة الشيوع والكثرة، وأنه ليس من جنس واحد بل من أجناس كثيرة.
الفوائد:
1- كلّما: إذا اتصلت ما بلفظ كل تعرب ما مصدرية ظرفية وهذا الوصل وارد في قواعد رسم اللغة أثناء الكتابة ومنه وصل ما الاسمية بكلمة سيّ مثل أحب أصدقائي ولا سيما زهير إذا كسرت عينها مثل: (نعمّا يعظكم به) فإذا سكنت عينها وجب الفصل مثل نعم ما تفعل وقد وصلوا ما الحرفية الزائدة أيا كان نوعها بما قبلها مثل طالما نصحت لك و(أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وأتيت لكنما اسامة لم يأت وعند ما تجتهد تنجح و(عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) و(مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) و(أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) وأينما تجلس اجلس وإمّا تجتهد تنجح و(إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) واجتهد كيما تنجح وقد وصلوا ما المصدرية بكلمة مثل وكلمة ريث وكلمة حين وكلمة كل وهي بعد كلمة كل خصوصا مصدرية ظرفية.
.إعراب الآية رقم (38):
{هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38)}.
الإعراب:
(هنا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة خروجا على حقيقته المكانيّة متعلّق ب (دعا) وهو فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف (زكريّا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (ربّ) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (هب)، (من) حرف جرّ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ متعلّق ب (هب)، والكاف ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذريّة) مفعول به منصوب (طيّبة) نعت لذريّة منصوب مثله (انّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والكاف اسم إنّ (سميع) خبر إنّ مرفوع (الدعاء) مضاف إليه مجرور.
جملة: (دعا زكريّا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال.) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء.. رب) لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: (هب لي) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنك سميع) لدعاء لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دعا)، فيه إعلال بالقلب، أصله دعو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وهو من باب نصر.
(هب) فيه إعلال بالحذف ماضيه وهب معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه على بفتح العين (وانظر الآية 8 من هذه السورة).
(سميع)، صفة مشبّهة- من صفات اللّه- أو مبالغة اسم الفاعل لأنه من المتعدّيّ سمع يسمع باب فرح، وزنه فعيل (انظر الآية 127 من سورة البقرة).
(الدعاء)، فيه إبدال لام الكلمة، وهي الواو، همزة لتطرّفها بعد ألف زائدة ساكنة، أصله الدعا وفهو من فعل دعا يدعو، وزنه فعال بضمّ الفاء (انظر الآية 171 من سورة البقرة).
.إعراب الآية رقم (39):
{فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (نادت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء تاء التأنيث والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به (الملائكة) فاعل مرفوع الواو حاليّة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (قائم) خبر مرفوع (يصلّي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في المحراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصلّي) أو باسم الفاعل قائم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يبشّر) مضارع مرفوع والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به (بيحيى) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر) بحذف مضاف أي بولادة يحيى.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يبشّرك) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادته)، أي: نادته الملائكة بأنّ اللّه يبشّرك.
(مصدّقا) حال منصوبة من يحيى (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل (مصدّقا)، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة الواو عاطفة (سيّدا) معطوفة على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (حصورا، نبيّا) معطوفان بحرفي العطف منصوبان (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نبيّا)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (نادته الملائكة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف الأول في الآية السابقة.
وجملة: (هو قائم..) في محلّ نصب حال إمّا من الضمير المفعول في نادته، وإمّا من الملائكة.
وجملة: (يصلّي في المحراب) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو.
وجملة: (يبشّرك) في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(نادته)، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وهي المنقلبة عن ياء، وزنه فاعته.
(قائم)، اسم فاعل من قام يقوم، وقلب حرف العلّة الواو همزة قياسا في اسم الفاعل للأجوف حيث يقلب حرف العلّة دائما إلى همزة بعد ألف فاعل (انظر الآية 18 من هذه السورة).
(يحيى)، فيه قولان: الأول أنه منقول من المضارع يحيا لأن العرب تسمّي بالأفعال كثيرا مثل يعيش ويعمر، وقال بعضهم سمّوه يحيى لأن اللّه أحياه بالإيمان.. وعلى ذلك فهو ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل. والقول الثاني أنّه أعجميّ لا اشتقاق له- وهذا هو الظاهر- فامتناعه للعلميّة والعجمة.
(كلمة)، اسم لما ينطق به الإنسان مفردا أو مركّبا، وزنه فعلة بفتح فكسر، وقد يقرأ على وزن فعلة بكسر فسكون (انظر الآية 37 من سورة البقرة).
(سيّدا)، صفة مشبّهة من ساد يسود على وزن فيعل، وأصله سيود، التقت الياء والواو في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية.
(حصورا) صفة مشتقّة فهي مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بمعنى الفاعل، والحصور هو الذي لا يأتي النساء وهو القادر على ذلك.
.إعراب الآية رقم (40):
{قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40)}.
الإعراب:
(قال ربّ) مضى إعرابها، (أنّى) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال، أو ظرف بمعنى من أين متعلّق ب (يكون) التامّ أو بخبره إن كان ناقصا (يكون) مضارع تامّ مرفوع اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون)، (غلام) فاعل يكون مرفوع، الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (بلغ) فعل ماض والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به (الكبر) فاعل مرفوع الواو عاطفة (امرأة) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه (عاقر) خبر مرفوع (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كذا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعل، واللام للبعد والكاف للخطاب (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يفعل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو أي اللّه.
جملة: (قال..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنّى يكون لي غلام) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (بلغني الكبر) في محلّ نصب حال.
وجملة: (امرأتي عاقر) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: (قال: (الثانية) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (اللّه يفعل..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يفعل...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(عاقر)، اسم فاعل من عقرت تعقر باب ضرب وكرم، وزنه فاعل، وهو على معنى المفعول أي المعقورة.
(غلام)، اسم جامد ذات، وزنه فعال بضمّ الفاء.
.إعراب الآية رقم (41):{قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (41)}.
الإعراب:
(قال ربّ) مرّ إعرابها، (اجعل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آية) مفعول به أوّل منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (آية) مبتدأ مرفوع والكاف ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تكلّم) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الناس) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكلّم الناس) في محلّ رفع خبر المبتدأ آيتك.
(ثلاثة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم)، (أيّام) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (رمزا) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع- الإشارة ليست كلاما- أو المتّصل- الإشارة من بعض الكلام- الواو عاطفة (اذكر) فعل أمر والفاعل أنت (ربّ) مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته الواو عاطفة (سبّح) مثل اذكر (بالعشيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (سبّح)، الواو عاطفة (الإبكار) معطوف على العشيّ مجرور مثله.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ربّ اجعل (الندائيّة) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اجعل) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (قال: (الثانية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (آيتك ألا تكلّم الناس) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اذكر) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية.
وجملة: (سبّح) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثانية.
الصرف:
(رمزا)، مصدر سماعيّ لفعل رمز يرمز باب ضرب وباب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(العشيّ)، مفرد، أو جمع مفرده عشيّة، وفيه اعلال بالقلب، أصله عشيو- لأن فعله عشا يعشو مصدر عشو، فلمّا التقت الياء والواو متطرفتين في الكلمة والأولى كانت ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فقيل عشيّ.. وزنه فعيل.
(الإبكار)، مصدر قياسيّ للفعل الرباعىّ أبكر، وزنه إفعال.
البلاغة:
1- في قوله تعالى: (رمزا) فن الإشارة، لأنه دل على ما في نفس البشر من خلجات ومعان.
الفوائد:
- قوله تعالى: (إِلَّا رَمْزاً) في هذا اللفظ اشارة إلى فنّ الإيماء والإيحاء بواسطة الهيئة والحركة، وقد ألمح إلى هذا الاتجاه شعراؤنا فيما غبر من الزمن قال أبو تمام!
توحي بأسرارنا حواجبنا ** وأعين بالوصال ترتشق

وقال أيضا:
كلّمته يجفون غير ناطقة ** فكان من رده ما قال حاجبه

وقال غيره:
إذا كلمتني بالعيون الفواتر ** رددت عليها بالدموع البوادر

ومما يجدر ذكره أنه نحا هذا النحو بعض المؤلفين من علماء الغرب فألف في فنّ الإيماء ودوره في التعبير كتبا، لها قيمتها ورواجها.
.إعراب الآية رقم (42):
{وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (42)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض والتاء للتأنيث (الملائكة) فاعل مرفوع (يا) أداة نداء (مريم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) اسم إنّ منصوب (اصطفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والكاف ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة في الموضعين (طهّرك) مثل اصطفاك وكذلك اصطفاك الثاني (على نساء) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفاك)، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قالت الملائكة..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (النداء وما في حيّزها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه اصطفاك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اصطفاك) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (طهرك) في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك.
وجملة: (اصطفاك) في محلّ رفع معطوفة على جملة اصطفاك (الأولى).
.إعراب الآية رقم (43):
{يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.
الإعراب:
(يا مريم) مرّ إعرابها في الآية السابقة (اقنتي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والياء ضمير مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (اقنتي) والكاف ضمير مضاف إليه الواو عاطفة في الموضعين (اسجدي، اركعي) مثل اقنتي (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل اركعي (الراكعين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة (النداء وما في حيّزها) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اقنتي لربّك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اسجدي) لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي.
وجملة: (اركعي) لا محلّ لها معطوفة على جملة اقنتي.
البلاغة:
1- (يا مَرْيَمُ) تكرير النداء للإيذان بأن المقصود بالخطاب ما يرد بعده وأن ما قبله من تذكير بالنعم كان تمهيدا لذكره وترغيبا في العمل بموجبه.
2- (وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) التقديم: فقد قدم السجود على الركوع وذلك إما لكون الترتيب في شريعتهم كذلك وإما لكون السجود أفضل أركان الصلاة وأقصى مراتب الخضوع.
.إعراب الآية رقم (44):
{ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب واللام للبعد (من أنباء) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الغيب) مضاف إليه مجرور (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والهاء ضمير مفعول به في محلّ نصب، والفاعل ضمير مستتر تقديره. نحن للتعظيم (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نوحيه)، الواو عاطفة (ما) نافية (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. والتاء اسم كان (لدي) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر كان و(هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالخبر المحذوف (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أقلام) مفعول به منصوب و(هم) مضاف إليه (أيّ) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و(هم) مضاف إليه (يكفل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مريم) مفعول به منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث الواو عاطفة (ما كنت لديهم إذ) مثل الأولى (يختصمون) مثل يلقون.
جملة: (ذلك من أنباء الغيب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نوحيه) في محلّ نصب حال من الغيب.
وجملة: (ما كنت لديهم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يلقون..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أيّهم يكفل..) في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف.
وجملة: (يكفل..) في محلّ رفع خبر المبتدأ أيّهم.
وجملة: (ما كنت لديهم (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الأولى.
وجملة: (يختصمون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(أنباء)، جمع نبأ وهو اسم مصدر من أنبأ أو نبّأ، والقياس في مصدر الفعلين أن يقال إنباء- بكسر الهمزة الأولى- أو تنبئ، ووزن نبأ فعل بفتحتين.
(يلقون)، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تلفوا (انظر الآية 195 من سورة البقرة).
(أقلامهم)، جمع قلم اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
1- (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ) أي يرمونها ويطرحونها للاقتراع على سبيل الكناية أي كناية عن القرعة.
.إعراب الآية رقم (45):
{إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}.
الإعراب:
(إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ اللّه) سبق إعرابها، (يبشّر) مضارع مرفوع والكاف ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر)، (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لكلمة (اسم) مبتدأ مرفوع والهاء مضاف إليه، (المسيح) خبر مرفوع (عيسى) بدل من المسيح مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (ابن) نعت لعيسى أو بدل منه مرفوع مثله، (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والتأنيث (وجيها) حال منصوبة من لفظ كلمة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (وجيها) لأنه صفة مشتقّة، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله الواو عاطفة (من المقرّبين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال معطوفة على الحال الأولى، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قالت الملائكة..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يا مريم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه يبشّرك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يبشّرك) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اسمه المسيح) في محلّ جرّ نعت لكلمة.
الصرف:
(المسيح)، قال بعضهم هو لفظ عبريّ معناه المبارك، وقال آخرون هو مبالغة اسم الفاعل وزنه فعيل على أحد قولين لأنه مسيح الأرض بالسياحة أو لأنه يمسح ذا العاهة فيبرأ، أو هو فعيل بمعنى المفعول على قول آخر لأنه مسح بالبركة، أو لأنه مسيح القدم أو مسيح وجهه بالملاحة ثمّ نقل من الصفة إلى الاسم.
(عيسى)، قيل هو مأخوذ من العيس وهو بياض تعلوه حمرة (وانظر الآية 87 من سورة البقرة).
(وجيها)، صفة مشبّهة وزنه فعيل من فعل وجه يوجه باب كرم.
(المقرّبين)، جمع المقرّب، اسم مفعول من قرّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
الفوائد:
- إذ تكون ظرفا للزمان نحو: (جئت إذ طلعت الشمس) وقد تكون ظرفا للمستقبل كقوله تعالى: (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) وقد تقع موقع المضاف إليه فيضاف اسم زمان كقوله تعالى: (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) وهي تلزم الإضافة إلى الجمل، وقد يحذف جزء من الجملة أو كلها ويعوض عنها بتنوين العوض كقوله تعالى: (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) أي حين بلغت الروح الحلقوم تنظرون.
وقد أضاف بعضهم أنها تكون للتعليل واستشهد بقول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد اللّه نعمتهم ** إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

وكذلك ورد كونها للمفاجاة وهي الواقعة بعد (بينا وبينما) كقول الشاعر:
استقدر اللّه خيرا وأرضينّ به ** فبينما العسر إذ دارت مياسير

وفي هذه الحالة يرجح كونها حرفا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ