السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة

إعراب سورة التوبة من الآية 1 إلى الآية 17




 
.إعراب الآية رقم (1):{بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}.
الإعراب:
(براءة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه، (من اللّه) جارّ ومجرور نعت لبراءة الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (براءة)، (عاهدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(تم) ضمير فاعل (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي عاهدتموهم.
جملة: (هذه) براءة...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (عاهدتم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
الصرف:
(براءة)، مصدر سماعيّ لفعل برأ يبرأ باب فرح بمعنى قطع العصمة ولم يبق ثمّة علاقة أو صلة، أو بمعنى التباعد، وزنه فعالة بفتح الفاء.
الفوائد:
تضاربت الأقوال عن سبب عدم ذكر التسمية في بداية هذه السورة، فقال محمد بن الحنفية: قلت لأبي يعني علي بن أبي طالب: لم لم تكتبوا في براءة (بسم اللّه الرحمن الرحيم) قال يا بني إن براءة نزلت بالسيف (أي بذكر القتال وأحكامه وتهديد المشركين بالسيف إن لم يعودوا لجادة الصواب وهو الإسلام) وإن (بسم اللّه الرحمن الرحيم) أمان.
وسئل سفيان بن عينية عن هذا فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين. وقيل: إن الصحابة اختلفوا في الأنفال وبراءة هل هما سورتان أم سورة واحدة؟ فتركوا بينهما فرصة، تنبيها على من يقول: هما سورتان، ولم يذكروا والتسمية، تنبيها على من يقول هما سورة واحدة.
.إعراب الآية رقم (2):
{فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة لربط السبب بالمسبّب (سيحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (سيحوا)، (أربعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سيحوا)، (أشهر) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (اعلموا) مثل سيحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (غير) خبر أنّ مرفوع (معجزي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّكم غير...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الواو عاطفة (أنّ اللّه مخزي الكافرين) مثل أنّكم غير... وعلامة الجرّ في (الكافرين) الياء.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه مخزي) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
جملة: (سيحوا...) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيحوا.
الصرف:
(مخزي)، اسم فاعل من الرباعيّ أخزى، وزنه مفعول بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
الإظهار: في قوله تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) حيث أظهر الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل أمر الاخزاء وهو الاذلال بما فيه فضيحة وعار.
.إعراب الآية رقم (3):
{وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (3)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (أذان) مبتدأ مرفوع (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أذان) الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور والهاء ضمير مضاف إليه (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الحجّ) مضاف إليه (الأكبر) نعت للحجّ مجرور (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بريء) خبر مرفوع (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بريء) الواو عاطفة (رسول) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه.. والخبر محذوف تقديره بريء والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه بريء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بنعت ل (أذان) الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ أي المتاب (خير) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) الواو عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن تبتم الفاء رابطة لجواب الشرط (اعلموا أنّكم غير معجزي اللّه) مرّ اعرابها، الواو استئنافيّة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم الذين آمنوا و(نصروا) معطوف على (آووا) ويعربان مثل كفروا (أولئك) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر)، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: (أذان من اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (رسوله (بريء) في محلّ رفع معطوفة على الخبر بريء.
وجملة: (إن تبتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو خير لكم) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن تولّيتم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتم.
وجملة: (اعلموا...) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل (أنّكم غير معجزي اللّه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
الصرف:
(أذان)، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصادر أخرى سماعية هي إذن بكسر الهمزة وسكون الذال وأذن بفتح الهمزة وسكون الذال وأذانة بفتح الهمزة.. أو هو اسم مصدر من الرباعيّ آذن فلانا الأمر وبالأمر، أعلمه به.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) في إعراب كلمة رسوله تضاربت أقوال النحاة إلى عدة أقوال. وقد ذكرها أبو البقاء البكري في كتابه إعراب القرآن فقال: يقرأ بالرفع، وفيه ثلاثة أوجه:
1- هو معطوف على الضمير في بريء، وما بينهما يجري مجرى التوكيد، فلذلك ساغ العطف.
2- هو خبر مبتدأ محذوف، أي ورسوله بريء.
3- هو معطوف على موضع الابتداء، وهو عند المحققين غير جائز، لأن (أن المفتوحة) لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة. ويقرأ بالنصب عطفا على اسم أن.
2- سبب وضع علم النحو:
جيء إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه برجل يقرأ (أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) بالجر. فسأله، فقال: هكذا قرأت في المدينة، فقال عمر: ليس هكذا، إنما هي ورسوله بضم اللام، فإن اللّه لا يبرأ من رسوله، ثم أمر ألا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية، ودعا بأبي الأسود الدؤلي، فأمره أن يضع النحو.
.إعراب الآية رقم (4):
{إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)}.
الإعراب:
(إلّا) أداة استثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل، (عاهدتم من المشركين) مر إعرابها، (ثمّ) حرف عطف (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ينقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... الواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول به ثان منصوب، الواو عاطفة (لم يظاهروا) مثل لم ينقصوا (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يظاهروا)، (أحدا) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أتمّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (أتمّوا) (عهد) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (إلى مدّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من عهدهم، و(هم) مثل السابق (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المتقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (عاهدتم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لم ينقصوكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لم يظاهروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أتمّوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا فعلوا ذلك فأتمّوا.
وجملة: (إنّ اللّه يحبّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحبّ المتّقين) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (5):
{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (انسلخ) فعل ماض (الأشهر) فاعل مرفوع (الحرم) نعت للأشهر مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (اقتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (اقتلوا)، (وجدتم) مثل عاهدتم، والواو حركة إشباع الميم و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (خذوهم، احصروهم، اقعدوا) مثل اقتلوا اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اقعدوا)، (كلّ) ظرف مكان نائب عن المفعول فيه منصوب متعلّق ب (اقعدوا) (مرصد) مضاف إليه مجرور. الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل الواو عاطفة في الموضعين (أقاموا، آتوا) مثل تابوا ومعطوف عليه (الصلاة، الزكاة) كلّ منهما مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (خلّوا) مثل اقتلوا (سبيل) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (إنّ اللّه) مرّ إعرابها (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (انسلخ الأشهر...) في محلّ جرّ مضاف إليه... والشرط وفعله وجوابه كلام مستأنف يعطف عليه ما بعده.
وجملة: (اقتلوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (وجدتموهم) في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
وجملة: (خذوهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (احصروهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (اقعدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (إن تابوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: (آتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: (خلّوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه غفور...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(مرصد)، اسم مكان من فعل رصد يرصد باب نصر وزنه مفعل بفتح الميم والعين.
الفوائد:
فائدة حول كلمة (كل): ورد قوله تعالى في الآية: (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ).
تضاربت الأقوال في إعرابها إلى وجوه هي:
1- ظرف مكان.
2- نائب مفعول مطلق بتقدير وارصدوهم كلّ مرصد.
3- منصوب بنزع الخافض والتقدير واقعدوا لهم بكل مرصد. وقد رجح الزجاج والعكبري أنها ظرف مكان. وكلمة كل اسم معرب حسب موقعه من الجملة، لكنه يأتي أحيانا توكيدا، بشرط أن يسبق بمؤكد، وأن يشتمل على ضمير يعود على المؤكد، كقوله تعالى: (فسجد الملائكة كلّهم أجمعون). وأحيانا يكتسب إعرابه من الاسم الذي يضاف إليه، فإن أضيف إلى الظرف أعرب ظرفا مثل: سأزورك كلّ صباح، سرت كلّ الأميال. وإذا أضيف إلى مصدر من لفظ الفعل أعرب نائب مفعول مطلق كقوله تعالى: (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ).
.إعراب الآية رقم (6):{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إن) مثل السابق (أحد) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل استجارك (من المشركين) جارّ ومجرور نعت لأحد، وعلامة الجرّ الياء (استجار) فعل ماض، والكاف مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط (أجره) فعل أمر ومفعوله، والفاعل أنت (حتّى) حرف غاية وجرّ (يسمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل هو (كلام) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يسمع) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أجره).
(ثمّ) حرف عطف (أبلغه) مثل أجره (مأمنه) منصوب على نزع الخافض أي: إلى مأمنه. والهاء ضمير مضاف إليه. (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الأمرين المذكورين.. واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جرّ للسببيّة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قوم) خبر مرفوع (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
جملة: (استجارك) أحد..) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن تابوا.
وجملة: (استجارك الظاهرة) لا محلّ لها تفسيرية.
وجملة: (أجره) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يسمع...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أبلغه...) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (ذلك بأنّهم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع نعت لقوم.
الصرف:
(أجره)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أجيره، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه أفله.
(مأمن)، اسم مكان من أمن يأمن باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. ويجوز أن يكون مصدرا ميميّا للفعل المذكور أي أبلغه أمانه.
الفوائد:
ذكاء واصل بن عطاء وفطنته:
ذكر المبرد في كتابه الكامل، في باب الخوارج، أن واصل بن عطاء كان في جماعة له، فوجدوا أنفسهم قد وقعوا في منطقة الخوارج، فعند ذلك أيقنوا بالهلاك. فقال لهم واصل: لا تتكلموا شيئا، فأنا حجيجكم. فسألهم الخوارج: من أنتم، فقال واصل: كفار مستأمنون، نريد أن نسمع كلام اللّه، فأخذهم الخوارج، وأسمعوهم شيئا من القرآن.
فبعد ذلك قال واصل: نريد أن تبلّغونا مأمننا، فأوشك الخوارج أن يوقعوا بهم، فتلا عليهم واصل هذه الآية، فاستجابوا لطلبه، وأبلغوهم مأمنهم.
.إعراب الآية رقم (7):
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)}.
الإعراب:
(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر يكون وقدّم للصدارة، (يكون) مضارع ناقص مرفوع (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (عهد) نعت تقدّم على المنعوت- (عهد) اسم يكون الناقص مرفوع، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عهد) (اللّه) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (عند رسوله) مثل الأولى ومعطوفة عليها، والهاء مضاف إليه (إلّا الذين عاهدتم) مثل المتقدّمة، (عند المسجد) مثل عند اللّه متعلّق ب (عاهدتم)، (الحرام) نعت للمسجد مجرور الفاء استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ متضمّن معنى الشرط، (استقاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استقاموا)، الفاء رابطة لجواب الشرط (استقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (لهم) مثل لكم متعلّق ب (استقيموا).
والمصدر المؤوّل (ما استقاموا لكم) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق ب (استقيموا) (إنّ اللّه يحبّ المتّقين) مرّ إعرابهم.
جملة: (يكون للمشركين عهد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عاهدتم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (استقاموا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (استقيموا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (انّ اللّه يحبّ...) لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه.
وجملة: (يحبّ المتّقين) في محلّ رفع خبر أنّ.
البلاغة:
1- التكرير: في قوله تعالى: (وَعِنْدَ رَسُولِهِ) فتكرير كلمة عند للإيذان بعدم الاعتداد به عند كل منهما على حده.
2- فن الاستدراك: في قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) فالكلام استدرك من النفي المفهوم من الاستفهام المتبادر شموله لجميع المعاهدين.
.إعراب الآية رقم (8):
{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (8)}.
الإعراب:
(كيف) مثل المتقدّم، والمستفهم عنه محذوف دلّ عليه المذكور أي كيف يكون لهم عهد، وهو تكرار لاستبعاد ثباتهم على العهد الواو عاطفة (إنّ) حرف شرط جازم (يظهروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يظهروا)، (لا) نافية (يرقبوا) مثل يظهروا جواب الشرط (فيكم) مثل عليكم متعلّق ب (يرقبوا)، (إلّا) مفعول به منصوب، الواو عاطفة (ذمّة) معطوف على (إلّا) منصوب و(لا) زائدة لتأكيد النفي. (يرضون) مثل يعلمون، و(كم) مفعول به (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرضون) و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة- أو حاليّة- (تأبى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و(هم) مثل الأخير (فاسقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (كيف وما تعلّقت به...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يظهروا عليكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يرقبوا) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يرضونكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تأبى قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم.
وجملة: (أكثرهم فاسقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرضونكم.
الصرف:
(إلّا)، اسم بمعنى العهد أو القرابة، وجمعه إلال كقدح وقداح، وزنه فعل بكسر الفاء.
(ذمّة)، اسم بمعنى العهد أو الضمان! وقال بعضهم: سمّيت ذمّة لأن كل حرمة يلزمك من تضييعها الذّم يقال لها ذمّة- وقال الأزهريّ: الذمّة: الأمان، وزنه فعلة بكسر الفاء جاء عينه ولامه من حرف واحد.
(تأبى)، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء لأنه من باب فتح أبى يأبى وترجع الياء مع إسناده إلى ضمير المتكلّم في الماضي أبيت... فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
.إعراب الآيات (9- 12):
{اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}.
الإعراب:
(اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب الفاء عاطفة (صدّوا) مثل اشتروا (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا)، والهاء ضمير مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ جامد، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره عملهم هذا (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (اشتروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (صدّوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّهم ساء ما كانوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ساء ما كانوا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف أي يعملونه.
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(لا) نافية (يرقبون) مثل يعملون (في مؤمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرقبون)، (إلّا ولا ذمّة) مرّ إعرابها الواو عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (هم) ضمير فصل، (المعتدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (لا يرقبون...) لا محلّ لها استئنافيّة.. أو تعليل للذمّ.
وجملة: (أولئك هم المعتدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يرقبون.
الفاء عاطفة (إن تابوا... الزكاة) مرّ إعرابها، الفاء رابطة لجواب الشرط (إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و(كم) ضمير مضاف إليه (في الدين) جار ومجرور متعلق ب (إخوان) لأنّ فيه معنى المشاركة في السرّاء والضرّاء.
الواو استئنافيّة (نفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جرّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل)، (يعلمون) مثل يعلمون.
وجملة: (تابوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك هم المعتدون.
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: (آتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: (هم) إخوانكم...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (نفصّل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلمون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الواو عاطفة (إن نكثوا) مثل إن تابوا، (إيمان) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نكثوا)، (عهد) مضاف إليه مجرور و(هم) مثل الأخير الواو عاطفة (طعنوا) مثل تابوا ومعطوف على (نكثوا)، (في دين) جارّ ومجرور متعلّق ب (طعنوا) و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أئمّة) مفعول به منصوب (الكفر) مضاف إليه مجرور (إنّهم) مثل الأول (لا) نافية للجنس (أيمان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف، خبر لا (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (ينتهون) كيعملون.
وجملة: (نكثوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا وما بينهما اعتراض.
وجملة: (طعنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: (قاتلوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّهم لا أيمان لهم) لا محلّ لها تعليليّة لأمر القتال.
وجملة: (لا أيمان لهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لعلّهم ينتهون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ... أو تعليليّة.
وجملة: (ينتهون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(أئمّة)، جمع إمام، اسم لمن يقتدى به، وزنه فعال بكسر الفاء، ووزن أئمّة أفعلة، والأصل أأممة بسكون الهمزة الثانية وكسر الميم الأولى وفتح الثانية.. نقلت حركة الميم الأولى إلى الساكن قبلها ثمّ أدغمت الميمان والبصريون يوجبون قلب الهمزة الثانية ياء- ولم يجز ذلك قراءة- وغيرهم يبقيها أو يسهّل الثانية بين بين أو يدخل الألف بينهما للتخفيف.
(ينتهون)، فيه إعلال بالحذف أصله ينتهيون، استثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الهاء- إعلال بالتسكين- فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وأصبح ينتهون وزنه يفتعون.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) والذي نكث بعضهم، فذكر العام وأراد الخاص، فعلاقة هذا المجاز العموم.
.إعراب الآية رقم (13):{أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)}.
الإعراب:
(ألا) أداة تحضيض (تقاتلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (قوما) مفعول به منصوب (نكثوا) فعل ماض وفاعله (أيمان) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (همّوا) مثل نكثوا (بإخراج) جارّ ومجرور متعلّق ب (همّوا)، (الرسول) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بدؤوا) مثل نكثوا و(كم) ضمير مفعول به (أوّل) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي بدءا أوّلا (مرّة) مضاف إليه مجرور الهمزة للاستفهام التقريريّ (تخشون) مثل تقاتلون و(هم) ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أحقّ) خبر مرفوع، (أن) حرف مصدريّ ونصب (تخشوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تخشوه) في محلّ رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة أي خشية اللّه أحقّ.
(إن) مثل السابق، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (مؤمنين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (تقاتلون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نكثوا...) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
وجملة: (همّوا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: (هم بدؤوكم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: (بدؤوكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
وجملة: (تخشونهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه أحقّ...) جواب شرط مقدّر أي إن خشيتم أحدا فاللّه أحقّ...
وجملة: (تخشوه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كنتم مؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب إن محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فاخشوا اللّه.
الفوائد:
قوله تعالى: (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) ورد في هذه الآية الكريمة الأداة (ألا) وهي هنا أداة حض، وسنتعرض لهذه الأداة بشيء من البيان، فهي:
1- أداة تنبيه، فتدل على تحقق ما بعدها، كقوله تعالى: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ) ويقول المعربون فيها: أداة استفتاح، فيبنون مكانها ويهملون معناها. ومثله (أما) ويليها القسم كقول الشاعر حاتم الطائي:
أما والذي لا يعلم الغيب غيره ** ويحيي العظام البيض وهي رميم

2- تأتي بمعنى التوبيخ والإنكار، كقول الشاعر:
ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته ** وآذنت بمشيب بعده هرم

3- وتأتي للتمني كقول الشاعر:
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه ** فيرأب ما أثأت به الغفلات

ومعنى يرأب: يصلح. وأثأت: أفسدت.
4- الاستفهام عن النفي، كقول الشاعر قيس بن الملّوح:

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد ** إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

5- العرض والتحضيض: ومعناهما طلب الشيء، لكن العرض طلب بلين، والتحضيض طلب بحثّ. وتختص ألا هذه بالفعلية، نحو قوله تعالى: (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) وكما ورد في هذه الآية: (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ).
.إعراب الآيات (14- 15):
{قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)}.
الإعراب:
(قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (يعذّب) مضارع مجزوم بجواب الطلب و(هم) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (يخز، ينصر، يشف) أفعال مضارعة مجزومة معطوفة على (يعذّب)، وعلامة جزم الأول والثالث حذف حرف العلّة، وفاعل كلّ من الأفعال الثلاثة ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة والضميران (هم، كم) في محلّ نصب مفعول به، (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينصر)، (صدور) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (مؤمنين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (قاتلوهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعذّبهم اللّه) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقاتلوهم يعذّبهم اللّه.
وجملة: (يخزهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: (ينصركم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: (يشف...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
الواو عاطفة (يذهب) مضارع مجزوم معطوف على (يعذّب)، والفاعل هو (غيظ) مفعول به منصوب (قلوب) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. الواو استئنافيّة (يتوب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) كالأول (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، (يشاء) مثل يتوب الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (يذهب) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: (يتوب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يخزهم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يخزيهم، وزنه يضعهم، كما أنّ فيه حذف الهمزة للتخفيف لأن ماضيه أخز، وكان حقّه أن يكون يؤخزهم ولكن جرى فيه الحذف مجرى يؤمنون.
(يشف)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يشفي، وزنه يفع.
.إعراب الآية رقم (16):
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (16)}.
الإعراب:
(أم) حرف بمعنى بل والهمزة أي للإضراب الانتقاليّ والاستفهام الانكاريّ (حسبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(تم) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (تتركوا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو نائب الفاعل الواو حاليّة (لمّا) حرف نفي وجزم (يعلم) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (جاهدوا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاهدوا الواو عاطفة، (لم) مثل لمّا (يتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يتخذوا (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي المفهوم من قوله من دون (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة مجرور والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا) مثل لأخيرة (المؤمنين) مثل رسول وعلامة الجرّ الياء (وليجة) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ان تتركوا) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعول حسبتم.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خبير) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير).
جملة: (حسبتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تتركوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يعلم اللّه) في محلّ نصب حال.
وجملة: (جاهدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لم يتّخذوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (اللّه خبير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الصرف:
(وليجة)، اسم بمعنى البطانة، وكلّ شيء أدخلته في شيء وليس منه، وزنه فعلية، ويستعمل بلفظ واحد للمفرد والمثنّى والجمع، وقد يجمع على ولائج وولج كصحائف وصحف.
.إعراب الآية رقم (17):
{ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (17)}.
الإعراب:
(ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعمروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (مساجد) مفعول به منصوب (اللّه) مضاف إليه مجرور (شاهدين) حال منصوبة من فاعل يعمروا، وعلامة النصب الياء (على أنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاهدين) و(هم) ضمير مضاف إليه (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (شاهدين).
والمصدر المؤوّل (أن يعمروا) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (حبطت) فعل ماض. والتاء للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع و(هم) مثل الأول الواو عاطفة (في النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خالدون)، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (خالدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (ما كان للمشركين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعمروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أولئك حبطت...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (حبطت أعمالهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: (هم خالدون) في محلّ رفع معطوفة على جملة حبطت أعمالهم.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) أن يعمروا: أن حرف مصدري ونصب تؤول مع الفعل بعدها بمصدر له محل من الإعراب، وهو في الآية في محل رفع اسم كان، والتأويل (ما كان للمشركين عمارة مساجد اللّه) لذا إذا سبق الفعل بحرف مصدري فإنه يؤول معه بمصدر له محل من الإعراب حسب موقعه. وسنوضح شيئا عن الأحرف المصدرية وهي:
1- أنّ مع اسمها وخبرها. كقولنا: يسرني أنك ناجح، فالمصدر المؤول في محل رفع فاعل والتأويل يسرني نجاحك.
2- أن الناصبة للمضارع، مثل: أحب أن أفعل الخير. أي أحب فعل الخير.
3- كي، مثل ذهبت كي أبحث عن المعرفة، والتأويل ذهبت للبحث عن الحقيقة.
4- لو، وتسبق بفعل رغب أو (ودّ) وما في معناهما، كقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) والتأويل ودّوا ادّهانك.
5- همزة التسوية: وسميت كذلك لأنها تسبق غالبا بكلمة سواء، مثل قوله تعالى: (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
6- (ما) وتأتي مصدرية، كقوله تعالى: (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) أي حرجا من قضائك وتأتي مصدرية ظرفية، كقوله تعالى: (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) أي مدة حياتي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ