السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة من الآية 75 إلى الآية 92

إعراب سورة التوبة من الآية 75 إلى الآية 92




 
.إعراب الآية رقم (75):{وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (عاهد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب اللام موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و(نا) ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به والفاعل هو (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (آتى)، والهاء ضمير مضاف إليه اللام لام القسم (نصدّقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع... والنون نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن الواو عاطفة (لنكوننّ) مثل لنصدّقنّ وهو ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (منهم من...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عاهد...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إن آتانا...) لا محلّ لها تفسير لمعنى عهد اللّه.
وجملة: (نصدّقنّ...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (نكوننّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة نصدّقنّ.
الصرف:
{نصدّقنّ}، فيه إدغام تاء التفعّل في الصاد، وأصله نتصدقنّ، وزنه نتفعّلن.
.إعراب الآية رقم (76):
{فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط (آتاهم من فضله) مثل آتانا من فضله، (بخلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بخلوا)، الواو عاطفة (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (معرضون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (أتاهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (بخلوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تولّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا.
وجملة: (هم معرضون) في محلّ نصب حال.
الفوائد:
قصة ثعلبة:
اسمه ثعلبة بن حاطب، وقد أورد المفسرون قصته، ومفادها أنه كان رجلا فقيرا، وكان لا يبرح المسجد حتى لقب بحمامة المسجد، وكان يقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ادع اللّه أن يرزقني مالا، ولئن رزقني لأعطينّ كل ذي حق حقه، فكان يقول له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مثلي، والذي نفسي بيده، لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا وفضة لسارت. ثم سأله فقال له: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فألح على النبي صلى اللّه عليه وسلم فدعا له فقال اللهم ارزق ثعلبة مالا، فاتخذ غنما فنمت بسرعة كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة فتنحى، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى ترك الجمعة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما فعل ثعلبة؟ فأخبروه، فقال: يا ويح ثعلبة. وأنزل اللّه جل ثناؤه خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلين لجباية الزكاة وقال لهما: مرّا بثعلبة وبفلان السلمي. فخرجا حتى أتيا ثعلبة فأقرآه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسألاه الصدقة، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، ما هذا؟
انطلقا حتى تفرغا، ثم مرّا علي. فرجعا إليه، فقال مثل مقالته الأولى، فلما أتيا النبي (صلّ اللّه عليه وسلّم) قال لهما: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما، ودعا للسلمي بالبركة، لأنه (أعطى واتقى وصدّق بالحسنى) فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والسلمي، فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية ولم يقبل منه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا الخلفاء من بعده الصدقة، حتى توفي في خلافة عثمان رضي اللّه عنه.
.إعراب الآية رقم (77):
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (77)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (أعقب) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي اللّه، (نفاقا) مفعول به ثان منصوب (في قلوب) جارّ ومجرور نعت ل (نفاقا)، و(هم) مضاف إليه (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ثان ل (نفاقا) أي متّصل، (يلقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أخلفوا) فعل ماض وفاعله (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان (وعدوا) مثل أخلفوا والهاء ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (ما أخلفوا) في محلّ جرّ بالباء- وهي للسببيّة- متعلّق ب (أعقبهم).
الواو عاطفة (بما كانوا) مثل بما أخلفوا.. والواو اسم الفعل الناقص (يكذبون) مثل يلقون.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه.
جملة: (أعقبهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بخلوا أو تولّوا عطف المسبّب على السبب.
وجملة: (يلقونه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أخلفوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (وعدوه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: (يكذبون) في محلّ نصب خبر (كانوا).
الصرف:
(نفاقا)، مصدر سماعي لفعل نافق الرباعيّ وزنه فعال بكسر الفاء... أما القياسيّ فهو المنافقة.
.إعراب الآية رقم (78):
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل. ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يعلم) مضارع مرفوع والفاعل هو (سرّ) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (نجواهم) معطوفة على سرّهم منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (أنّ اللّه) مثل الأول (علّام) خبر أنّ مرفوع (الغيوب) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه علّام..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول عطف تعليل أي ولأنّ اللّه...
وجملة: (لم يعلموا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (79):
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (79)}.
الإعراب:
{الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (يلمزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (المطّوّعين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من المؤمنين) جارّ ومجرور حال من المطّوّعين (في الصدقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلمزون) على حذف مضاف أي في دفع الصدقات الواو عاطفة (الذين) معطوف على المطّوّعين في محلّ نصب (لا) نافية (يجدون) مثل يلمزون (إلّا) أداة حصر (جهد) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (يسخرون) مثل يلمزون (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يسخرون)، (سخر) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (منهم) مثل الأول متعلّق ب (سخر) والواو عاطفة (لهم) مثل منهم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
وجملة: (الذين يلمزون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يلمزون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يجدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يسخرون منهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يلمزون.
وجملة: (سخر اللّه منهم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين يلمزون).
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الصرف:
{المطّوّعين}، جمع المطّوّع، اسم فاعل من الخماسيّ تطوّع.. فيه إبدال تاء التفعّل طاء وأصله المتطوّع، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
.إعراب الآية رقم (80):
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (80)}.
الإعراب:
{استغفر} فعل أمر، والفاعل أنت اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (استغفر)، (أو) حرف للتخيير (لا) ناهية جازمة (تستغفر) مضارع مجزوم والفاعل أنت (لهم) مثل الأول متعلّق ب (تستغفر)، (إن) حرف شرط جازم (تستغفر لهم) مثل الأول وهو فعل الشرط (سبعين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (مرّة) تمييز منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (يغفر) مضارع منصوب (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لهم) مثل الأول متعلّق ب (يغفر)، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى امتناع المغفرة لهم...
واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا)، الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور والهاء مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (استغفر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تستغفر...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ان تستغفر لهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لن يغفر اللّه...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ذلك بأنّهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّهم كفروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.
وجملة: (اللّه لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
البلاغة:
خروج الأمر والنهي عن معناهما الأصلي الى معنى آخر وهو التسوية بين الأمرين: كما في قوله تعالى: (أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) والبيت:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة

لدينا ولا مقلية أثقلت كأنه يقول لها امتحني محلك عندي وقوة محبتي لك، وعامليني بالاساءة والإحسان، وانظري هل يتفاوت حالي معك مسيئة أو محسنة. وكذلك معنى الآية استغفر لهم أو لا تستغفر لهم وانظر هل يغفر لهم في حالتي الاستغفار وتركه، وهو من أبلغ الكلام..إعراب الآية رقم (81):{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (81)}.
الإعراب:
{فرح} فعل ماض (المخلّفون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (بمقعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرح)، و(هم) ضمير مضاف إليه (خلاف) ظرف زمان أو مكان منصوب متعلّق بالمصدر الميميّ مقعد، (رسول) مضاف إليه مجرور (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (كرهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ (يجاهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بأموال) جارّ ومجرور ب (يجاهدوا)، و(هم) مثل الأخير الواو عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموال مجرور ومضاف إليه (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجاهدوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (قالوا) مثل كرهوا (لا) ناهية جازمة (تنفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (في الحرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تنفروا). (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (نار) مبتدأ مرفوع (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (أشدّ) خبر مرفوع (حرّا) تمييز منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص..
والواو اسم كان (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (فرح المخلّفون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كرهوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (أن يجاهدوا) في محلّ نصب مفعول به عامله كرهوا.
وجملة: (يجاهدوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لا تنفروا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نار جهنّم أشد...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كانوا يفقهون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفقهون) في محلّ نصب خبر كانوا... وجواب الشرط محذوف تقديره ما تخلّفوا.
الصرف:
(المخلّفون)، جمع المخلّف، اسم مفعول من خلّف الرباعيّ، وزنه مفعّل وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(مقعد)، مصدر ميمي من قعد، وزنه مفعل بفتح الميم والعين.
(خلاف)، إمّا مصدر خالف الرباعيّ، فهو مصدر سماعيّ بمعنى المخالفة وزنه فعال بكسر الفاء، أو اسم دالّ على الظرفية، أو اسم مصدر لفعل تخلّف الخماسيّ.
(الحرّ)، اسم منقول عن المصدر لفعل حرّ يحرّ باب نصر وباب ضرب وباب فتح ضدّ البرد، وزنه فعل بفتح فسكون.

.إعراب الآية رقم (82):
{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (82)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يضحكوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر، الواو عاطفة (ليبكوا كثيرا) مثل ليضحكوا قليلا (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله الضحك والبكاء، الباء حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (كانوا يكسبون) مثل كانوا يفقهون.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء).
جملة: (يضحكوا....) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فرحوا وكروا وقالوا... فليضحكوا....
البلاغة:
1- الطباق: بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة...
2- إخراج الخبر في صورة الأمر: للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه، وذلك في قوله تعالى: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً).
3- الكناية: في قوله تعالى: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) فالضحك كناية عن الفرح، والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم، والكثرة عبارة عن الدوام.
الفوائد:
المنصوبات المتشابهة:
يرد أحيانا اسم منصوب في جملة يحتمل أكثر من وجه، وهذا يؤدي أحيانا إلى الحيرة والاضطراب، أو الخلاف. ولما كان لهذا الأمر شأن خطير، فأحببنا أن نكشف عنه القناع، فقد ورد في هذه الآية قوله تعالى: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا) فإنه يجوز في إعراب قليلا نائب مفعول مطلق والتقدير فليضحكوا ضحكا قليلا، كما يجوز في إعرابها الظرفية الزمانية بتقدير زمنا قليلا، وقد عقد ابن هشام فصلا لهذا الموضوع في المغني فقال:
1- ما يحتمل نائب المفعول المطلق أو المفعول به، مثل: ولا يظلمون نقيرا، ثم لم ينقصوكم شيئا.
2- ما يحتمل أن يكون نائب مفعول مطلق أو ظرفا أو حالا: مثل سرت طويلا:
أي سيرا طويلا، أو زمنا طويلا، أو سرته طويلا، ومثله قوله تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) فغير تحتمل الأوجه الثلاثة التي ذكرناها.
3- ما يحتمل نائب المفعول المطلق والحال: مثل: جاء زيد ركضا والتقدير يركض ركضا أو راكضا. ومثله قوله تعالى: (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) فجاءت الحال في قوله: (أَتَيْنا طائِعِينَ) في موضع المصدر السابق ذكره، وطوعا يجوز فيها: نائب مفعول مطلق، أو حال حسب التقدير السابق...
4- ما يحتمل نائب مفعول مطلق والحال أو المفعول لأجله: من ذلك قوله تعالى: (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) والتقدير فتخافون خوفا، أو خائفين أو لأجل الخوف. ونقول جاء زيد رغبة والتقدير: يرغب رغبة، أو مجيء رغبة، أو راغبا، أو للرغبة.
5- ما يحتمل المفعول به والمفعول معه: مثل: أكرمتك وزيدا يجوز اعتبار (وزيدا) معطوف على المفعول به وهو الكاف، ويجوز أن يكون مفعولا معه أي أكرمتك مع زيد، ونستطيع اعتبار (زيدا) مفعولا به بإضمار فعل والتقدير أكرمتك وأكرمت زيدا.
.إعراب الآية رقم (83):
{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (83)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (رجع) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والكاف ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلى طائفة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رجع)، (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لطائفة الفاء عاطفة (استأذنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم معطوف على رجع.. والواو فاعل والكاف مثل الأول (للخروج) جارّ ومجرور متعلّق ب (استأذنوك)، الفاء رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لن) حرف نفي ونصب (تخرجوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (لن تخرجوا)، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير مضاف إليه (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخرجوا)، الواو عاطفة (لن تقاتلوا معي) مثل لن تخرجوا معي (عدوّا) مفعول به منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رضيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) فاعل (بالقعود) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم)، (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله القعود، منصوب (مرّة) مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اقعدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (مع) مثل الأول متعلّق ب (اقعدوا)، (الخالفين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (رجعك اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (استأذنوك) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (قل...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لن تخرجوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لن تقاتلوا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إنّكم رضيتم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (رضيتم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اقعدوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر... أي إن رضيتم بالقعود أوّل مرّة فاقعدوا مع الخالفين في كلّ مرّة.
الصرف:
(الخالفين)، جمع المخالف، اسم فاعل من خلف الثلاثيّ، وزنه فاعل.
.إعراب الآيات (84- 85):
{وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (84) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (85)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (لا) ناهية جازمة (تصلّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل أنت (على أحد) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تصلّ)، (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (أحد)، (مات) فعل ماض، والفاعل هو (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا تصلّ)، الواو عاطفة (لا تقم على قبره) مثل لا تصل على أحد، والهاء مضاف إليه (إنّهم كفروا باللّه ورسوله) مرّ إعراب نظيرها الواو عاطفة (ماتوا) مثل كفروا الواو حاليّة (هم فاسقون) مثل هم معرضون.
وجملة: (لا تصلّ...) لا محلّ لها استئنافيّة... أو معطوفة على جملة إن رجعك اللّه... في الآية السابقة.
وجملة: (مات) في محلّ جرّ نعت لأحد.
وجملة: (لا تقم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ.
وجملة: (إنّهم كفروا.....) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كفروا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ماتوا...) في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: (هم فاسقون) في محلّ نصب حال.
الواو عاطفة (لا تعجب) مثل لا تصلّ وعلامة الجزم السكون والكاف ضمير مفعول به (أموالهم) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أولادهم) معطوف على أموالهم بالواو مرفوع (إنّما) كافّة ومكفوفة (يريد) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعذّب) مضارع منصوب و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعذّب) والباء للسببيّة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
الواو عاطفة (تزهق) مثل يعذّب ومعطوف عليه (أنفس) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (وهم كافرون) مثل وهم فاسقون.
وجملة: (لا تعجبك أموالهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ...
وجملة: (إنّما يريد اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يعذّبهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تزهق أنفسهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: (هم كافرون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(تصلّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حذفت الياء لام الكلمة وزنه تفعّ.
البلاغة:
المخالفة والفرق بين الألفاظ: في قوله تعالى: (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ) إلخ وفي الآية التي سبق ذكرها وهي (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) وسر التكرار والحكمة فيه فهو أن تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل له وتأكيده، وإرادة أن يكون على بال من المخاطب لا ينساه ولا يسهو عنه، وأن يعتقد أن العمل به مهمّ يفتقر الى فضل عناية به، لا سيما إذا تراخى ما بين النزولين فأشبه الشيء الذي أهم صاحبه، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه ويتخلص إليه، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه.
الفوائد:
البراءة من المنافقين:
أمر اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم أن يبرأ من المنافقين، وأن لا يصلي على أحد منهم إذا مات، وأن لا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له، لأنهم كفروا، باللّه ورسوله وماتوا عليه، وهذا حكم عام في كل من عرف نفاقه، وإن كان سبب نزول الآية في عبد اللّه ابن أبيّ رأس المنافقين- كما قال البخاري- فالعبرة بعموم المعنى لا بخصوص السبب.
وقد روي بسبب نزول هذه الآية عن ابن عمر قال: لما توفي عبد اللّه بن أبي جاء ابنه عبد اللّه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه عليه، فقام رسول اللّه (صلّ اللّه عليه وسلّم) ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ يثوب رسول اللّه (صلّ اللّه عليه وسلّم) فقال: يا رسول اللّه تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إنما خيّرني اللّه فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وسأزيد على السبعين قال: إنه منافق! قال: فصلى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية. فما صلى بعده رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه اللّه عز وجل.
.إعراب الآية رقم (86):{وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (86)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذا) ظرف المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (استأذنك)، (أنزلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع (أن) حرف تفسير، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا)، الواو عاطفة (جاهدوا) مثل آمنوا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (جاهدوا)، و(رسول) مضاف إليه مجرور والهاء مضاف إليه (استأذن) فعل ماض والكاف ضمير مفعول به (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الطول) مضاف إليه مجرور (منهم) مثل السابق متعلّق بحال من (أولو الطول)، الواو عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (ذر) فعل أمر و(نا) ضمير مفعول به والفاعل أنت (نكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الطلب (مع القاعدين) مثل مع الخالفين.
جملة: (أنزلت سورة...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (جاهدوا) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: (استأذنك أولو...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (ذرنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نكن.) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
الفوائد:
الجزم بجواب الطلب.
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ) فالفعل (نكن) فعل مضارع ناقص، يرفع الأول وينصب الثاني، مجزوم بجواب الطلب. وهذا الأسلوب وارد عند العرب ويسبق الفعل المجزوم بطلب، ويشتمل الطلب على فعل أمر كقولنا: ادرس تنجح، أو مضارع مقترن بلام الأمر مثل لتزرع الخير تحصد الحمد، أو مضارع مقترن ب (لا) الناهية مثل: (لا تدن من الأشرار تسلم). والجزم بجواب الطلب يشبه الجزم بأدوات الشرط التي تجزم فعلين، وعلى هذا نخرّج الأمثلة السابقة: إن تدرس تنجح، إن تزرع الخير تحصد الحمد، إن لم تدن من الأشرار تسلم. ولا يجوز أن نقول: لا تدن من الأشرار تؤذ لأنه يفسد المعنى ويصبح (إن لم تدن من الأشرار تؤذّ) كما أجاز النحويون أن اسم فعل الأمر يكون سببا لجزم المضارع بجواب الطلب، واستدلوا بقول الشاعر عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت ** مكانك تحمدي أو تستر يحي

في هذا البيت الشاعر يخاطب نفسه، ومعنى جشأت وجاشت أي اضطربت. والشاهد فيه قوله: (مكانك تحمدي) حيث جزم الفعل تحمدي بالطلب الذي هو (مكانك) وهو اسم فعل أمر بمعنى اثبتي، وجملة الطلب نقول فيها:
جواب الطلب لا محل لها من الاعراب.

.إعراب الآية رقم (87):
{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87)}.
الإعراب:
(رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل الباء حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكونوا) مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يكون (مع الخوالف) مثل مع الخالفين. الواو عاطفة (طبع) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على قلوب) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبّب بالمسبب (هم) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يفقهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رضوا).
جملة: (رضوا...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها تعلّيل لما سبق.
وجملة: (يكونوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة:
{طبع على قلوبهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (هم لا يفقهون) لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع على قلوبهم.
وجملة: (لا يفقهون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(الخوالف)، جمع الخالفة وهي المرأة المتخلّفة وهو مؤنّث خالف، اسم فاعل من خلف الثلاثيّ وزنه فاعل.
.إعراب الآيات (88- 89):
{لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)}.
الإعراب:
(لكن) حرف استدراك وحرك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين (الرسول) مبتدأ مرفوع الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الرسول (آمنوا) مثل رضوا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) والهاء ضمير مضاف إليه (جاهدوا) مثل رضوا، (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا)، و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموالهم مجرور، ومضاف إليه الواو استئنافيّة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محل رفع مبتدأ...
والكاف حرف خطاب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الخيرات) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (أولئك) مثل الأول (هم) ضمير فصل، (المفلحون) خبر المبتدأ أولئك.
جملة: (الرسول...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (جاهدوا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: (أولئك لهم الخيرات) في محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لهم الخيرات) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (أولئك... المفلحون) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك لهم...
(أعدّ) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (لهم) مثل المتقدّم متعلّق ب (أعدّ)، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري... العظيم) مرّ إعرابها.
وجملة: (أعدّ اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ للفلاح.
وجملة: (تجري...) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (ذلك الفوز...) لا محلّ لها استئنافيّة.

الجزء الحادي عشر:
.إعراب الآية رقم (90):
{وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (90)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (جاء) فعل ماض (المعذّرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (من الإعراب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (المعذّرون)، اللام لام التعليل (يؤذن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، وهو مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ وهو نائب فاعل في محل رفع.
والمصدر المؤوّل (أن يؤذن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جاء).
الواو عاطفة (قعد) مثل جاء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كذبوا) مثل رضوا، (اللَّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة منصوب والهاء مضاف إليه، السين حرف استقبال (يصيب) مضارع مرفوع (الذين) موصول مفعول به (كفروا) مثل رضوا (منهم) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال من فاعل كفروا (عذاب) فاعل مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
جملة: (جاء المعذّرون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤذن لهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (قعد الذين...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كذبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (سيصيب.. عذاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
الصرف:
(المعذّرون)، جمع المعذّر اسم فاعل إمّا من عذّر أي تكلّف الاعتذار بمجيء التضعيف، أو من فعل اعتذر الخماسيّ ثمّ قلبت التاء ذالا بعد تسكينها ونقل حركتها إلى العين قبلها.. وفي كلّ حال وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(الأعراب)، اسم جمع جنسيّ وهم أهل البدو، الواحد أعرابيّ، ووزن أعراب أفعال.
.إعراب الآية رقم (91):
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)}.
الإعراب:
(ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- (على الضعفاء) جارّ ومجرور خبر ليس مقدّم الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (على المرضى) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجار الأول فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (لا) مثل الأولى (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (لا) نافية (يجدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مثل يجدون (حرج) اسم ليس مؤخّر مرفوع (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط مبنىّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (نصحوا) فعل ماض وفاعله (للَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصحوا) الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور والهاء ضمير مضاف إليه (ما) نافية (على المحسنين) جارّ ومجرور خبر مقدّم وعلامة الجرّ الياء (من سبيل) جارّ زائد ومجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ الواو استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (ليس على الضعفاء... حرج) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يجدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ينفقون...) في محلّ نصب نعت ل (ما)، والعائد محذوف.
وجملة: (نصحوا...) في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إذا نصحوا.. فليس عليهم حرج.
وجملة: (ما على المحسنين من سبيل) لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.
وجملة: (اللَّه غفور) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
فن التلميع أو التلميح: في قوله تعالى: (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) وهو أن يشار في فحوى الكلام الى مثل سائر أو شعر نادر أو قصة مشهورة أو ما يجري مجرى المثل، وهذه الجملة من الآية استئناف مقرر لمضمون ما سبق على أبلغ وجه وألطف سبك، وهو من بليغ الكلام، لأن معناه لا سبيل لعاتب عليهم، أي لا يمر بهم العاتب ولا يجوز في أرضهم، فما أبعد العتاب عنهم. وهو جار مجرى المثل.
.إعراب الآية رقم (92):
{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (92)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (على الذين) مثل السابق، (إذا) مرّ اعرابه متعلّق بالجواب قلت (ما) زائدة (أتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به اللام لام التعليل (تحمل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قلت) فعل ماض وفاعله (لا) نافية (أجد) مضارع مرفوع..
والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به (أحمل) مثل أجد و(كم) ضمير مفعول به (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحملكم).
والمصدر المؤوّل (أن تحملهم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أتوك).
(تولّوا) مثل أتوا الواو حاليّة (أعين) مبتدأ مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (تفيض) مضارع مرفوع، والفاعل هي (من الدمع) جارّ ومجرور تمييز، (حزنا) مفعول لأجله منصوب، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يجدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ألّا يجدوا...) في محلّ نصب مفعول لأجله عامله حزنا.. أو عامله تفيض.
جملة الشرط وفعله وجواب... لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أتوك...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تحملهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (قلت...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا أجد...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أحملكم عليه) في محلّ نصب نعت ل (ما).
وجملة: (تولّوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أعينهم تفيض...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تفيض...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أعين).
وجملة: (يجدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ينفقون) في محلّ نصب نعت ل (ما).
الفوائد:
خروج (إذا) عن الاستقبال:
الأغلب في إذا أنها تفيد مع فعلها معنى الاستقبال، ولكنها تخرج أحيانا عن هذا المعنى كما ورد في هذه الآية الكريمة، وقد بيّن ذلك ابن هشام في المغني فقال: تخرج إذا عن الاستقبال، وذلك في وجهين:
1- أن تجيء للماضي، وذلك كقوله تعالى: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) وقوله تعالى: (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
2- أن تجيء للحال وذلك بعد القسم: نحو قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)، (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)، فقد دلت هنا على الحال.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ