السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة من الآية 18 إلى الآية 32

إعراب سورة التوبة من الآية 18 إلى الآية 32




 
.إعراب الآية رقم (18):{إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (يعمر) مضارع مرفوع (مساجد اللّه) مرّ إعرابها، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (آمن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن)، الواو عاطفة (اليوم) معطوفة على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور الواو عاطفة (أقام) مثل آمن، (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (آتى الزكاة) مثل أقام الصلاة الواو عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يخش) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (إلّا) أداة حصر (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، الفاء عاطفة (عسى) فعل ماض ناقص جامد (أولئك) إشارة في محلّ رفع اسم عسى، والكاف للخطاب (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكونوا) مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يكون (من المهتدين) جارّ ومجرور خبر يكون.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا) في محلّ نصب خبر عسى.
جملة: (يعمر...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (آمن...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أقام...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (آتى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لم يخش إلّا اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (عسى أولئك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمر.
وجملة: (يكونوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الفوائد:
1- ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ). فنعرب إلا أداة حصر، واللّه لفظ الجلالة منصوب على التعظيم. والاستثناء على أنواع:
1- تام مثبت: والتام هو ما ذكر فيه المستثنى منه، والمثبت هو ما لم يسبق بنفي، كقولنا: عاد المسافرون إلا زيدا. فالجملة مثبتة والاستثناء تام لوجود المستثنى منه وهو (المسافرون). وفي هذه الحال نعرب إلا أداة استثناء وزيدا مستثنى بإلا منصوب لا غير.
2- إذا كان الاستثناء تاما منفيا، أي مسبوقا بنفي، مثل: ما عاد المسافرون إلا زيدا، وإلا زيد. فهنا نعرب زيدا مستثنى بإلا، أو إلا أداة حصر وزيد بدل من المسافرون مرفوع مثله بالضمة.
3- ناقص منفيّ: والناقص هو ما حذف منه المستثنى منه، أما المنفي فهو ما سبق بنفي. ففي هذه الحالة نعرب إلّا أداة حصر، ونعرب ما بعدها حسب موقعه من الجملة مثل:
ما جاء إلا زيد: إلا أداة حصر، زيد: فاعل مرفوع. ما رأيت إلّا زيدا إلّا أداة حصر، زيدا: مفعول به. وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ: إلّا أداة حصر، رسول: خبر مرفوع.
2- عمارة المساجد:
اختلف العلماء في هذا المعنى الوارد في الآية الكريمة، وهو عمارة المساجد، فقسم قال: بناؤها وتشييدها وقسم قال: ارتيادها وعمارتها بالصلاة والذكر. وقد استنبط الفقهاء من قوله تعالى: (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بأن عمارة المساجد وبناءها لا يصح إلا ممن آمن باللّه واليوم الآخر، فمن لم يكن مؤمنا باللّه امتنع أن يعمر موضعا يعبد اللّه فيه، وقد وردت أحاديث صحيحة في فضل بناء المساجد، عن عثمان رضي اللّه عنه قال: من بنى للّه مسجدا يبتغي به وجه اللّه تعالى بنى اللّه له بيتا في الجنة، وفي رواية بنى اللّه له في الجنة مثله.
.إعراب الآية رقم (19):
{أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (جعلتم) فعل ماض مبني على السكون.. و(تم) ضمير فاعل (سقاية) مفعول به منصوب (الحاجّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (عمارة المسجد) مثل سقاية الحاجّ ومعطوفة عليه (الحرام) نعت للمسجد مجرور الكاف حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (جعلتم) (آمن باللّه واليوم الآخر) مر إعرابها الواو عاطفة (جاهد) مثل آمن، (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهد)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (لا) نافية (يستوون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يستوون)، (اللّه) مثل اللفظ الأخير الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (جعلتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمن باللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (جاهد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لا يستوون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اللّه لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(سقاية)، مصدر سقى يسقي كسعاية وحماية، أو هو اسم لموضع السقي استعمل استعمال المصدر بمعنى السقي، وزنه فعالة بكسر الفاء، ولم تقلب الياء همزة لمجيء تاء التأنيث بعدها.
(الحاجّ)، اسم فاعل من الثلاثيّ حجّ، وزنه فاعل وعينه ولامه من حرف واحد.
(عمارة)، مصدر يعمر اللّه منزله أي جعله عامرا. وزنه فعالة بكسر الفاء.
(يستوون)، فيه إعلال بالتسكين ثمّ بالحذف، أصله يستويون- بضم الياء الثانية- استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الواو قبلها وسكّنت- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- الياء وواو الجماعة- فأصبح يستوون، وزنه يفتعون.
البلاغة:
التشبيه الصناعي الذي خرج به الكلام مخرج الإنكار: في قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فهذا إنكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين، وأعمالهم المحبطة بأعمالهم المثبتة، وأن يسوى بينهم، وفي ذلك أو في دلالة على تعظيم حال المؤمن بالإيمان، وهو أحد أغراض التشبيه الصناعي.
.إعراب الآية رقم (20):
{الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (20)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله ومثله (هاجروا، جاهدوا)، (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أنفسهم) مثل أموالهم ومعطوف عليه (أعظم) خبر المبتدأ الذين (درجة) تمييز منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (أعظم)، (اللّه) مثل الأخير الواو عاطفة (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (هم) ضمير فصل، (الفائزون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هاجروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (جاهدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أولئك...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(أعظم) اسم تفضيل فعله عظم يعظم باب كرم، وزنه أفعل... والمفضّل عليه محذوف أي أعظم من غيرهم.
(الفائزون)، جمع الفائز، اسم فاعل من فاز يفوز، وزنه فاعل، وقد انقلب حرف العلّة- الواو- إلى همزة لمجيئه بعد ألف فاعل وأصله فاوز، وهذا القلب مطّرد.
.إعراب الآية رقم (21):
{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)}.
الإعراب:
(يبشّر) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبشّر)، (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (رحمة) الواو عاطفة (رضوان) معطوفة على رحمة مجرور الواو عاطفة (جنّات) معطوفة على رحمة مجرور (لهم) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فيها) مثل منه متعلّق بما تعلّق به لهم (نعيم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقيم) نعت لنعيم مرفوع مثله.
جملة: (يبشّرهم...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: (لهم فيها نعيم...) في محلّ جرّ نعت لجنّات.
الصرف:
(نعيم)، اسم بمعنى رغد العيش والدعة وطيب الحياة، وزنه فعيل بمعنى فاعل لأنّه وصف استعمل اسما.
البلاغة:
اللف والنشر: في قوله تعالى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ)..
لما وصف المؤمنين بثلاث صفات: الإيمان والهجرة والجهاد بالنفس والمال، قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاثة: الرحمة، والرضوان، والجنة. وبدأ سبحانه بالرحمة في مقابلة الايمان، لتوقّفها عليه، ولأنها أعم النعم وأسبقها، كما أن الإيمان هو السابق وثنى تعالى بالرضوان، الذي هو نهاية الإحسان، في مقابلة الجهاد الذي فيه بذل النفس والأموال وثلث عز وجل بالجنان في مقابلة الهجرة وترك الأوطان، إشارة الى أنهم لما آثروا تركها بدلهم بدار الكفر الجنان. وهذا فن طريف عرّفوه: بأنه ذكر متعدد على وجه التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل واحد من المتعدد من غير تعيين، ثقة بأن السامع يميز ما لكل واحد منها، ثم يرده الى ما هو له.
.إعراب الآية رقم (22):
{خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)}.
الإعراب:
(خالدين) حال منصوبة مقدّرة من الضمير المنصوب في (يبشّرهم)، وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدين) (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والهاء مضاف إليه (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله.
جملة: (إنّ اللّه عنده أجر...) لا محلّ لها.
وجملة: (عنده أجر...) في محلّ رفع (إنّ).
.إعراب الآية رقم (23):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- أو نعت له- (أمنوا) فعل ماض وفاعله (لا) ناهية جازمة (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (آباء) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (إخوانكم) معطوف على آباء... ومضاف إليه (أولياء) مفعول به ثان منصوب (إن) حرف شرط جازم (استحبّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل (الكفر) مفعول به منصوب (على الإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا. الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يتولّ) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلة (هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل يتولّهم الفاء رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبتدأ في محلّ رفع... والكاف حرف خطاب (هم) ضمير فصل، (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك..
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تتّخذوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (استحبّوا...) في محلّ نصب حال من الآباء والإخوان... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن استحبّ آباؤكم وإخوانكم الكفر فلا تتّخذوهم أولياء.
وجملة: (من يتولّهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (يتولّهم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أولئك... الظالمون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
.إعراب الآية رقم (24):{قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (24)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (آباء) اسم كان مرفوع (كم) ضمير مضاف إليه (أبناؤكم... عشيرتكم) أسماء مضاف إليها ضمير خطاب الجمع معطوفة بحروف العطف على آباء مرفوعة مثله (أموال، تجارة، مساكن) أسماء معطوفة على آباء بحروف العطف مرفوعة (اقترفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(تم) ضمير فاعل والواو زائدة هي إشباع حركة الميم و(ها) ضمير مفعول به (تخشون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (كساد) مفعول به منصوب و(ها) مضاف إليه (ترضون) مثل تخشون و(ها) ضمير مفعول به (أحبّ) خبر كان منصوب (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أحب) (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحبّ) الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (جهاد) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جهاد)، والهاء مثل الأخير الفاء رابطة لجواب الشرط (تربّصوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي)، والهاء مثل الأخير.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي اللّه) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تربّصوا).
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (القوم) مفعول به منصوب (الفاسقين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن كان آباؤكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اقترفتموها) في محلّ رفع نعت لأموال.
وجملة: (تخشون...) في محلّ رفع نعت لتجارة.
وجملة: (ترضونها) في محلّ رفع نعت لمساكن.
وجملة: (تربّصوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يأتي اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (اللّه لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(عشيرتكم)، اسم بمعنى الأهل الأدنون، وقيل هي الجماعة المجتمعة بنسب أو عقد أو وداد، وهو مأخوذ من العشرة بفتح العين، فإن العشيرة ترجع إلى عقد كعقد العشرة فبين الاشتقاقين نوع من المناسبة، وتجمع العشيرة على عشائر وعشيرات.
(كساد)، مصدر سماعيّ لفعل كسد يكسد باب نصر وباب كرم، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو كسود بضمّ الكاف.
(مساكن)، جمع مسكن، اسم مكان من سكن وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة.
(جهاد)، مصدر سماعيّ لفعل جاهد الرباعيّ- مصدره القياسيّ مجاهدة- وزنه فعال بكسر الفاء.
.إعراب الآية رقم (25):
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (نصر) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في مواطن) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصر)، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو على صيغة منتهى الجموع (كثيرة) نعت لمواطن مجرور الواو عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق بما تعلّق به (في مواطن) لأنه معطوف عليه، (حنين) مضاف إليه مجرور (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ بدل من يوم (أعجبت) مثل نصر والتاء للتأنيث و(كم) ضمير مفعول به (كثرة) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (تغن) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي الكثرة (عن) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تغن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما الواو عاطفة (ضاقت) مثل أعجبت (عليكم) مثل عنكم متعلّق ب (ضاقت)، (الأرض) فاعل مرفوع الباء حرف جرّ و(ما) حرف مصدريّ (رحبت) مثل أعجبت (ثمّ) حرف عطف (ولّيتم) مثل اقترفتم، (مدبرين) حال مؤكّدة لمعنى الفعل منصوبة..
والمصدر المؤوّل (ما رحبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف حال من الأرض لأنّ الباء للملابسة أي ضاقت ملتبسة برحبها.
جملة: (نصركم اللّه) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (أعجبتكم كثرتكم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لم تغن...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجبتكم.
وجملة: (ضاقت... الأرض) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أعجبتكم.
وجملة: (رحبت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (ولّيتم...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت.
الصرف:
(مواطن) جمع موطن اسم مكان لفعل وطن يطن باب ضرب وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنّ عينه في المضارع مكسورة، ووزن مواطن مفاعل.
(حنين)، اسم واد بين مكّة والطائف، وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.
(كثرة)، مصدر سماعيّ لفعل كثر يكثر باب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو كثارة بفتح الكاف.
(مدبرين)، جمع مدبر اسم فاعل من أدبر الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد:
1- يوم حنين:
حنين واد قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا.
وقصة المعركة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد فتح مكة خرج إلى حنين لقتال هوازن وثقيف في اثني عشر ألفا، وكان المشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف، وكان على هوازن مالك بن عوف، وعلى ثقيف كنانة بن عبد يا ليل فلما التقى الجمعان قال بعض المسلمين: لن نغلب اليوم من قلة، وكان المشركون قد كمنوا في الوادي، وأمطروا المسلمين بوابل من السهام فانكشف المسلمون، فطفق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يركض بغلته قبل الكفار، ولم يبق حوله إلا العباس وأبو سفيان بن الحرث وأيمن ابن أم أيمن، وقد قتل بين يديه نفر قليل، قال العباس: وأنا آخذ بالجام بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أي عباس، ناد أصحاب السمرة، فنادى العباس، وكان رجلا صيّتا: يا أصحاب السمرة، فو اللّه لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: لبيك لبيك، واشتدت المعركة، وحمي الوطيس، وكان صلى اللّه عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ورمى وجوه الكفار بحصيات، ثم قال: انهزموا ورب محمد. يقول الراوي: فانهزموا بعد ذلك.
وقد روى سعيد بن جبير، أن اللّه عز وجل أمد رسوله بخمسة آلاف من الملائكة، وهرب المشركون إلى الطائف، فحاصرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم تراجع عنهم، ودعا لهم بالهداية، فأتوه بعد ذلك مهتدين، ثم قسم الغنائم، وتألف بها قلوب أناس، فقال بعض الأنصار مقالا يعترض على قسمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فجمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال لهم: أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، واللّه لو سلك الناس شعبا والأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، ألا إن موعدكم الحوض، فبكى القوم واعتذروا.
2- نحن في هذه الآية بصدد كلمة (مواطن) حيث جرت بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف. وسنبّين فيما يلي جانبا من الصيغ الممنوعة من الصرف، لأنها عرضة للنسيان، والذكرى تنفع وتجدّد وتفيد، وهذه الصيغ:
1- ما كان على وزن (مفاعل) مثل مساجد، أو (مفاعيل) مثل مصابيح، وما شابه هذين الوزنين مثل: (فعائل) كخزائن، (وفعالل) كقماقم، أو (فعاليل) مثل بهاليل (مفردها بهلول وهو السيد الشريف).
وتسمى هذه الأوزان وأشباهها صيغ منتهى الجموع.
2- الصفة النكرة على وزن (أفعل)، إذا كان مؤنثها فعلاء، مثل: أسمر سمراء، أو فعلان، إذا كان وزن مؤنثها فعلى، مثل: عطشان عطشى.
3- كل اسم مختوم بألف التأنيث الممدودة، مثل: غيداء- صحراء، أو المقصورة مثل صغرى- كبري.
4- الجموع على وزن (فعلاء) مثل: (شرفاء)، و(أفعلاء) مثل: (أنبياء). هذا ويوجد حالات أخرى لمنع الاسم من التنوين لا مجال لذكرها هنا فليرجع إليها في مظانها.
ملاحظة هامة:
يجرّ الاسم الممنوع من الصرف بالفتحة عوضا عن الكسرة إلا إذا كان مضافا أو معرفا ب (ال) فإنه يجر بالكسرة.
.إعراب الآية رقم (26):
{ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (26)}.
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سكينة) مفعول به منصب والهاء ضمير مضاف إليه (على رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، والهاء مثل الأخير الواو عاطفة على
{المؤمنين} جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به المجرور الأول لأنّه معطوف عليه الواو عاطفة (أنزل جنودا) مثل أنزل سكينة.. (لم) حرف نفي وجزم (تروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به الواو عاطفة (عذّب) مثل أنزل والفاعل هو (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض وفاعله.
الواو استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد والكاف للخطاب (جزاء) خبر مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (أنزل اللّه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ولّيتم.
وجملة: (أنزل جنودا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل اللّه...
وجملة: (لم تروها) في محلّ نصب نعت ل (جنودا).
وجملة: (عذّب...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل اللّه.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ذلك جزاء الكافرين) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (27):
{ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27)}.
الإعراب:
(ثم) حرف للاستئناف، (يتوب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوب)، (ذلك) مثل السابق مضاف إليه في محلّ جرّ (على) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، (يشاء) مثل يتوب والفاعل هو، الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (يتوب اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (اللّه غفور..) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (28):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (إنّما) كافة ومكفوفة (المشركون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (نجس) خبر مرفوع على حذف مضاف أي: ذوو نجس الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب، (لا) ناهية جازمة (يقربوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (المسجد) مفعول به منصوب (الحرام) نعت للمسجد منصوب (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا يقربوا)، (عام) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ عطف بيان لعام أو بدل منه الواو عاطفة (إن) حرف شرط جازم (خفتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير فاعل (عيلة) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (يغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يغني)، والهاء ضمير مضاف إليه (إن) مثل الأول (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عليم) خبر إن مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (المشركون نجس) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا يقربوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة هي استئناف بيانيّ جاءت جوابا لسؤال مقدّر، والتقدير: تنبّهوا فلا يقرب المشركون المسجد الحرام.
وجملة: (إن خفتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (سوف يغنيكم اللّه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن شاء...) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف تقديره فعل.
وجملة: (إنّ اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(نجس) مصدر سماعيّ لفعل نجس ينجس باب فرح وباب كرم وفي لغة من باب نصر، وزنه فعل بفتحتين. وفي القاموس النجس بالفتح وبالكسر وبالتحريك ككتف وعضد.
(عيلة)، مصدر عال يعيل باب سار، وزنه فعلة بفتح فسكون.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) إنه تشبيه بليغ يخلع على المشركين صفة النجاسة، فهم ليسوا متنجسين فحسب، وإنما هم نجس خالص. وبهذا يتحدد معنى الشرك والكفر كيف أنه يصم صاحبه بمنتهى أوصاف القذارة والقبح والخبث، فقد تحول هذا المخلوق، عند ما تنكب جادة الإيمان، وامتطى شيطان الكفر إلى نجس وقذر، فهو لا يستحق الوجود، ولا يمكن أن نتعامل معه أو نتعايش معه، بل لابد من التطهّر منه وتخليص المجتمع من وبائه وضرره، فليس هناك تعبير أشدّ وأدهى من هذا التعبير ليجسد معنى الكفر والشرك، في واقع الناس وحياتهم. وجمهور الفقهاء على أن النجس معنوي في الآية الكريمة، فالذي يمس الكافر لا ينجس، كما أنه إذا مات يبقى طاهر الجسد. واللّه أعلم.
.إعراب الآية رقم (29):{قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (29)}.
الإعراب:
(قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الذين) موصول مفعول به (لا) نافية، (يؤمنون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا يؤمنون)، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (باليوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا يؤمنون)- معطوف على الجارّ الأول- (الآخر) نعت لليوم مجرور الواو عاطفة (لا يحرّمون) مثل لا يؤمنون (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حرّم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لا يدينون) مثل لا يؤمنون (دين) مفعول به منصوب، (الحقّ) مضاف إليه مجرور، (من) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يدينون (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول... والواو نائب الفاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (يعطوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعل (الجزية) مفعول به منصوب، والمفعول الثاني محذوف (عن يد) جارّ ومجرور حال من فاعل يعطوا أي منقادين.
والمصدر المؤوّل (أن يعطوا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوا).
الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صاغرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قاتلوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يؤمنون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يحرّمون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (حرّم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا يدينون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يؤمنون.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يعطوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (هم صاغرون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(الجزية)، اسم لما يؤخذ من الذمّيّ، وهو يعادل الخراج المأخوذ من المسلم، مأخوذ من المجازاة أو من الجزاء بمعنى القضاء، وزنه فعلة بكسر فسكون، والجمع جزى بكسر الجيم وبالقصر، وجزي بإثبات الياء وسكون الزاي، وجزاء.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (عَنْ يَدٍ) كناية عن الانقياد، أي عن يد مؤاتية غير ممتنعة، لأن من أبى وامتنع لم يعط يده، بخلاف المطيع المنقاد، ولذلك قالوا:
أعطى بيده إذا انقاد، ألا ترى الى قولهم: نزع يده عن الطاعة، كما يقال: خلع ربقة الطاعة عن عنقه.
.إعراب الآية رقم (30):
{وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قالت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (اليهود) فاعل مرفوع (عزيز) مبتدأ مرفوع (ابن) خبر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (قالت النصارى... اللّه) مثل نظيرها المتقدّمة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد والكاف للخطاب (قول) خبر مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (بأفواه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من قول عامله الإشارة و(هم) مثل الأخير (يضاهئون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (قول) مفعول به منصوب (الذين) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفروا)، (قاتل) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب حال، (يؤفكون) مضارع مرفوع مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل.
جملة: (قالت اليهود...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عزير ابن اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قالت النصارى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت اليهود.
وجملة: (المسيح ابن اللّه) في محلّ نصب مقول القول للقول الثاني.
وجملة: (ذلك قولهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يضاهئون...) في محلّ نصب حال من الضمير في قولهم أو من القول والعائد محذوف أي يضاهئون به.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قاتلهم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤفكون) في محلّ نصب حال من مفعول قاتلهم اللّه.
الصرف:
(عزير)، بعضهم يمنعه من التنوين لأنه أعجميّ، وبعضهم يرى أنّه عربيّ، وقراءة حفص كذلك لأنه منوّن، فهو على وزن التصغير فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.
(يضاهئون)، قراءة حفص بإثبات الهمزة بعد الهاء، والجمهور بحذفها (يضاهون)، وفيه إعلال بحذف الياء وأصله يضاهيون، وفي إثبات الهمزة مراعاة للغة ثقيف. وفي المصباح: ضاهأه مضاهأة مهموز عارضة وباراه، ويجوز التخفيف فيقال ضاهيته مضاهاة، وهي مشاكلة الشيء بالشيء.
البلاغة:
قوله تعالى: (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) إيهام بأن القول لا يكون إلا بالفم، فما معنى ذكر أفواههم؟
قلت فيه وجهان: أحدهما: أن يراد أنه قول لا يعضده برهان، فما هو إلا لفظ يفوهون به، فارغ من معنى تحته، كالألفاظ المهملة التي هي أجراس ونغم لا تدل على معان، والثاني: أن يراد بالقول المذهب، كقولهم: قول أبي حنيفة، يريدون مذهبه وما يقول به. كأنه قيل: ذلك مذهبهم ودينهم بأفواههم لا بقلوبهم.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (مِنْ قَبْلُ) ويقال في إعرابها: اسم مبني على الضم في محل جر بمن.
وسنوضح الآن حكم كلمتي: قبل وبعد من البناء والإعراب:
1- إذا قطعتا عن الإضافة لفظا لا معنى، فهما مبنيتان على الضم في محل نصب على الظرفية، كقولنا: جئت قبل وذهبت بعد، أو في محل جر بحرف الجر كقوله تعالى: (للّه الأمر من قبل ومن بعد). ومعنى الانقطاع عن الإضافة لفظا: أنه لم يأت بعدهما مضاف إليه، ومعنى عدم انقطاعهما معنى، أنه يقدر بعدهما مضاف إليه والتقدير: للّه الأمر من قبل ذلك ومن بعد ذلك.
2- إذا قطعتا عن الإضافة لفظا ومعنىّ: (أي لم يأت بعدهما مضاف إليه، ولا يمكن أن نقدر بعدهما مضاف إليه)، فإنهما معربتان كقول الشاعر:
وساغ لي الشراب وكنت قبلا ** أكاد أغصّ بالماء الفرات

فالشاهد فيه قبلا وهي ظرف زمان منصوب بالفتحة لانقطاعها عن الإضافة لفظا ومعنىّ.
.إعراب الآية رقم (31):
{اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)}.
الإعراب:
(اتّخذوا) فعل ماض وفاعله (أحبار) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رهبان) معطوف على أحبار منصوب و(هم) مثل الأول (أربابا) مفعول به ثان منصوب (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أربابا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (المسيح) معطوف على أحبار منصوب، (ابن) نعت للمسيح منصوب (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف الواو حاليّة (أمروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر اللام للتعليل (يعبدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل (إلها) مفعول به منصوب (واحدا) نعت ل (إلها) منصوب (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المحذوف وتقديره موجود، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره سبّح والهاء ضمير مضاف إليه (عن) حرف جرّ و(ما) حرف مصدريّ (يشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق بالمصدر سبحان.
والمصدر المؤوّل (أن يعبدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمروا).
وجملة: (اتّخذوا...) لا محلّ لها في حكم التعليل لما سبق.
وجملة: (ما أمروا...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يعبدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (لا إله إلّا هو) لا محلّ لها استئناف مقرّ للتوحيد.
وجملة: (سبّح) سبحانه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة:
{يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
.إعراب الآية رقم (32):
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (32)}.
الإعراب:
(يريدون) مثل يشركون،، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يطفئوا) مثل يعبدوا، (نور) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (بأفواههم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يطفئوا)...
و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (يأبى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (أن) مثل الأول (يتمّ) مضارع منصوب، والفاعل هو (نور) مفعول به منصوب والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يتمّ...) في محلّ نصب مفعول به لفعل يأبى.
الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كره) فعل ماض (الكافرون) فعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (يريدون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يطفئوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يأبى اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يتمّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (لو كره الكافرون) في محلّ نصب حال.. وجواب (لو) محذوف دلّ عليه ما قبله أي فاللّه متمّ نوره.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ) فالنور استعارة أصلية تصريحية، وإضافته الى اللّه تعالى قرينة، والمراد من الإطفاء الرد والتكذيب، أي يريد أهل الكتابين أن يردوا ما دل على توحيد اللّه تعالى وتنزيهه عما نسبوه إليه سبحانه (بأفواههم) أي بأقاويلهم الباطلة. ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يشبه حالهم في محاولة إبطال نبوته صلى اللّه عليه وسلم بالتكذيب بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم منبث في الآفاق، ويكون قوله تعالى: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) ترشيحا للاستعارة لأن إتمام النور زيادة في استنارته وفشو ضوئه، فهو تفريع على المشبه به.
الفوائد:
قوله تعالى: (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) إيهام بأن القول لا يكون إلا بالفم فما معنى ذكر أفواههم؟
ولكن السر كامن في الأفواه، وهو أن ما تندبه لا يكون إلا مجرد قول لا يؤبه له ولا يعضده برهان، ولا تنهض به حجة، فما هو إلا لفظ فارغ، وهراء لا طائل تحته، كالألفاظ المهملة التي هي أجراس ونغم، لا تنطوي على معان، وما لا معنى له لا يعدو الشفتين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ