السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة من الآية 33 إلى الآية 52

إعراب سورة التوبة من الآية 33 إلى الآية 52




 
.إعراب الآية رقم (33):{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}.
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (أرسل) فعل ماض، والفاعل هو (رسول) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسل) الواو عاطفة (دين) معطوف على الهدى مجرور مثله (الحقّ) مضاف إليه مجرور اللام تعليليّة (يظهر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو والهاء ضمير مفعول به (على الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يظهر)، (كلّ) توكيد للدين مجرور مثله والهاء مضاف إليه (ولو كره المشركون) مثل كره الكافرون.
والمصدر المؤوّل (أن يظهره...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل).
جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسل...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يظهره...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة:
{لو كره المشركون} في محلّ نصب حال... وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فسيظهر دين الحقّ على الدين كلّه.
.إعراب الآية رقم (34):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (34)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (انّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الأحبار) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا)، الواو عاطفة (الرهبان) معطوف على الأحبار مجرور اللام المزحلقة للتوكيد (يأكلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأكلون أو من مفعوله أي متلبّسين أو متلبّس بالباطل الواو عاطفة (يصدّون) مثل يأكلون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بحذف مضاف أي سبيل دين اللّه الواو عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكنزون) مثل يأكلون (الذهب) مفعول به منصوب (الفضّة) معطوف بالواو على الذهب منصوب مثله الواو عاطفة (لا) نافية (ينفقون) مثل يأكلون و(ها) ضمير مفعول به (في سبيل اللّه) مثل عن سبيل اللّه متعلّق ب (ينفقون)، الفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت و(هم) ضمير مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر)، (أليم) نعت لعذاب مجرور.
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ كثيرا... ليأكلون) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يأكلون...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يصدّون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون.
وجملة: (الذين يكنزون...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (يكنزون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (لا ينفقونها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكنزون.
وجملة: (بشّرهم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
البلاغة:
1- قوله تعالى: (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) والتعبير عن الأخذ بالأكل مجاز مرسل، والعلاقة العلية والمعلولية، أو اللازمية والملزومية، فإن الأكل ملزوم للأخذ كما قيل. وجوز أن يكون المراد من الأموال الأطعمة التي تؤكل مجازا مرسلا. ومن ذلك قوله:
يأكلن كل ليلة أكافا

فإنه يريد علفا يشترى بثمن أكاف. واختار هذا العلامة الطيبي، وهو أحد وجهين ذكرهما الزمخشري، وثانيهما أن يستعار الأكل للأخذ، وذلك على أن يشبه حالة أخذهم أموال الناس من غير تمييز بين الحق والباطل وتفرقة بين الحلال والحرام، بحاله منهك جائع لا يميز بين طعام وطعام في التناول.
2- إفراد الضمير: في قوله تعالى: (يُنْفِقُونَها) مع أنه ذكر شيئين وهما الذهب والفضة، ذهابا بالضمير الى المعنى دون اللفظ، لأن كل واحد منهما جملة وافية وعدة كثيرة ودنانير ودراهم.

.إعراب الآية رقم (35):
{يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}.
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف يدلّ عليه عذاب- في الآية السابقة- أي يعذّبون يوم... (يحمى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الوقود (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحمى)، (في نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحمى)، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الفاء عاطفة (تكوى) مثل يحمى (بها) مثل عليها متعلّق ب (تكوى)، (جباه) نائب الفاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة في الموضعين (جنوبهم، ظهورهم) اسمان معطوفان بحرفي العطف على جباههم.. مضافان إلى ضمير الغائب و(هم)، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كنزتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و(تم) ضمير فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كنزتم أو مفعوله الفاء لربط جواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) موصول مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كنتم... (كنتم) فعل ماض ناقص...
و(ثم) اسم كان (تكنزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (يحمى عليها...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تكوى.. جباههم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحمى عليها.
وجملة: (هذا ما كنزتم) في محلّ رفع نائب فاعل لفعل مقدّر تقديره يقال أي: يقال لهم هذا ما كنزتم.
وجملة: (كنزتم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (ذوقوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنزتم فلم تنفقوا فذوقوا.
وجملة: (كنتم تكنزون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: (تكنزون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
{يحمى}، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله يحمي جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(تكوى)، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى (يحمى).
(جباه)، جمع جبهة، اسم للعضو المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة:
1- قوله تعالى: (فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ) خصت بالذكر، لأن غرض الكانزين من الكنز والجمع أن يكونوا عند الناس ذوي وجاهة ورياسة بسبب الغنى، وأن يتنعموا بالمطاعم الشهية والملابس البهية، فلوجاهتهم كان الكي بجباههم، ولامتلاء جنوبهم بالطعام كووا عليها، ولما لبسوه على ظهورهم كويت، أو لأنهم إذا رأوا الفقير السائل زووا ما بين أعينهم، وازوروا عنه وأعرضوا وولوه ظهورهم واستقبلوا جهة أخرى.
الفوائد:
شدة الوعيد لمن يمنع الزكاة:
اشتملت هذه الآية على تهديد ووعيد لمن يكنزون الذهب والفضة ولا يؤدون زكاتها. وقد تضاربت أقوال المفسرين حول معنى الكنز الموجب لهذه العقوبة، لكن أصحها ما قاله ابن عمران: كل مال أديت زكاته فليس بكنز ولا يحرم على صاحبه اكتنازه، وإن كثر. وإن كل مال لم تؤد زكاته، فصاحبه معاقب عليه على منع الزكاة بالوعيد من اللّه، ويدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها (أي الزكاة) إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره، كلما ردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، فقيل يا رسول والإبل؟ قال: ولا صاحب إبل لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم ورودها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها ردّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإمّا إلى النار، وكذلك البقر والغنم، كما ورد في هذا الحديث الصحيح.
.إعراب الآية رقم (36):
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (عدّة) اسم إنّ منصوب (الشهور) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق بعدّة، فهو مصدر، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (اثنا) خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الألف لأنه ملحق بالمثنّى (عشر) لفظ عدديّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له (شهرا) تمييز منصوب (في كتاب) جارّ ومجرور نعت ل (اثنا عشر)، (اللّه) مثل الأول (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بما تعلّق به الجارّ (في كتاب) من معنى الاستقرار (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أربعة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (حرم) نعت لأربعة مرفوع (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ..
واللام للبعد والكاف للخطاب والإشارة إلى التحريم (الدين) خبر المبتدأ مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع الفاء استئنافيّة. (لا) ناهية جازمة (تظلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تظلموا)، (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (كافّة) حال من ضمير الفاعل أو من المشركين، منصوبة الكاف حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(كم) في محلّ نصب مفعول به (كافّة) مثل الأول الواو عاطفة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ اللّه) مثل إنّ عدّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (إنّ عدّة الشهور...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (منها أربعة حرم) في محلّ رفع نعت ل (اثنا عشر).
وجملة: (ذلك الدين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تظلموا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قاتلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تظلموا...
وجملة: (يقاتلونكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تظلموا...
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
{القيّم} صفة مشبّهة بمعنى المستقيم مشتقّ من قام يقوم، ففيه إعلال بالقلب، أصله قيوم زنة فيعل بكسر العين، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة منهما قلبت الواو إلى ياء، ثمّ أدغمت الياءان لسكون الأولى فهو (قيّم).
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) فإعراب كلمة اثنا عشر كالتالي: اثنا: خبر إن مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، عشر: جزء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
وهنا نحن سنوضح جانبا من إعراب الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر فنقول:
1- الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مبنيّة على فتح الجزأين، في محلّ رفع أو نصب أو جر. كقولنا: جاء خمسة عشر رجلا، فأقول في إعرابها: خمسة عشر مبني على فتح الجزأين في محل رفع فاعل. وقوله تعالى: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) أحد عشر: مبني على الفتح الجزأين في محل نصب مفعول به.
2- أما العدد (اثنا عشر) فيعرب جزؤه الأول إعراب المثنى، بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وجزؤه الثاني مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ومن أراد مزيد بيان فليراجع إلى كتب النحو. وقد بينت ذلك لأنه عرضة للغفلة والنسيان واللّه الموفق.
.إعراب الآية رقم (37):{إِنَّمَا النَّسِي ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (37)}.
الإعراب:
{إنّما} كافّة ومكفوفة (النسيء) مبتدأ مرفوع (زيادة) خبر مرفوع (في الكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيادة)، (يضلّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يضلّ) والباء للسببيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (يحلّون) مضارع مرفوع... والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (عاما) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحلّونه)، الواو عاطفة (يحرّمونه عاما) مثل يحلّونه عاما والظرف متعلّق ب (يحرّمونه)، اللام تعليليّة (يواطئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (عدّة) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (حرّم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الفاء عاطفة (يحلّوا) مضارع منصوب معطوف على (يواطئوا)، (ما) موصول مفعول به (حرّم اللّه) مثل الأولى (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (لهم) مثل به متعلّق ب (زيّن)، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (أعمال) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يواطئوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحرّمون).
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (القوم) مفعول به منصوب (الكافرين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (إنّما النسيء زيادة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يضلّ به الذين) في محلّ رفع خبر ثان للنسيء.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يحلّونه...) في محلّ نصب حال من الموصول (الذين).
وجملة: (يحرّمونه...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّونه.
وجملة: (يواطئوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (حرّم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (يحلّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يواطئوا.
وجملة: (حرّم اللّه (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (زيّن لهم سوء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه لا يهدي القوم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
{النسيء}، هو مصدر على رأي الزمخشريّ، وزنه فعيل من أنسأ أي أخّر، أو اسم مصدر لأنه نقص عن عدد حروف فعله، وقيل هو صفة مشتقّة بمعنى مفعول أي منسوء، وفي المختار. النسيء في الآية فعيل بمعنى مفعول به قولك نسأه من باب قطع أي أخّره فهو منسوء فحوّل منسوء إلى نسيء كما حوّل مقتول إلى قتيل.
(زيادة)، مصدر سماعيّ لفعل زاد يزيد وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي زيد بفتح الزاي وكسرها وسكون الياء، وزيد بفتحتين، وزيدان بفتح الزاي والياء، والمصدر الميميّ منه مزيد بفتح الميم وكسر الزاي على غير القياس.
.إعراب الآية رقم (38):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38)}.
الإعراب:
{يأيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (إذا) ظرف محض مجرّد من الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (اثّاقلتم)، (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (لكم) مثل الأول متعلّق ب (قيل)، (انفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (في سبيل اللّه) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (انفروا)، (اثّاقلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) فاعل (إلى الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (اثّاقلتم)، (أرضيتم) همزة استفهام للتوبيخ وفعل وفاعل (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم)، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضيتم) بتضمينه معنى استعضتم، الفاء استئنافيّة تعليليّة (ما) نافية (متاع) مبتدأ مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) مثل الأول (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قليل)، (إلّا) أداة حصر (قليل) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة النداء: (يأيّها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما لكم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (قيل لكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انفروا...) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (اثّاقلتم...) في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم).
وجملة: (رضيتم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما متاع.. إلّا قليل) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
{اثّاقلتم}، أصله تثاقلتم، ثمّ قلبت التاء ثاء للإدغام بعد سكونها وزيادة همزة الوصل لمناسبة السكون وكان وزنه تفاعلتم ثمّ أصبح افّاعلتم أو أتفاعلتم قياسا على وزن اضطرب افتعل حيث لا يتغيّر الوزن بوجود الإبدال في الكلمة.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) تدعو هذه الآية المؤمنين إلى أن ينفروا في سبيل اللّه، وتبيّن حالة التثاقل التي تعتريهم عند ذلك، ويستعمل القرآن الكريم الفعل (اثّاقلتم)، وإذا تدبّرنا هذا الفعل بجرسه وإيحائه، فإننا نراه يعبّر عن حالة التباطؤ والالتصاق بالأرض التي تعتري الإنسان عند ما يدعى إلى أمر ثقيل على نفسه، ونكاد نشعر بجرس هذا الفعل وإيحائه أنه يصّور ذلك الجسم الثقيل المشدود إلى الأرض ونحن نحاول إنهاضه ولكنه يفلت من يدنا ويعود ليلتصق بالأرض، وتأتي الثاء المشدّدة في أوّل الفعل لتشارك في رسم هذه الحالة وإبرازها، ولو استبدلنا بالفعل تثاقلتم الفعل (اثاقلتم) الوارد في الآية لتلاشى ذلك الجرس والإيحاء وقوة التعبير وانطفأت القوة السارية في معنى هذا الفعل، وهذا جانب من جوانب إعجاز كلام اللّه عز وجل وتميّزه عن كلام البشر.
.إعراب الآية رقم (39):
{إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}.
الإعراب:
{إن} حرف شرط جازم (لا) نافية (تنفروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (يعذّب) مضارع مجزوم جواب الشرط و(كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (عذابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، منصوب (أليما) نعت ل (عذابا) منصوب الواو عاطفة (يستبدل) مثل يعذّب ومعطوف عليه (قوما) مفعول به منصوب (غير) نعت ل (قوما) منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه، الواو عاطفة (لا) نافية (تضرّوا) مثل تنفروا ومعطوف على فعل يعذّبكم والهاء ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي لا تضرّوه ضررا ما. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر مرفوع.
جملة: (تنفروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعذّبكم...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يستبدل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبكم.
وجملة: (لا تضرّوه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبكم.
وجملة: (اللّه... قدير) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (40):
{إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}.
الإعراب:
{إلّا تنصروا} مثل إلّا تنفروا، والهاء ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (نصر) فعل ماض والهاء مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (نصره)، (أخرجه) مثل نصره، والفاعل هو اسم الموصول (الذين) في محلّ رفع، (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (ثاني) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أخرجه)، (اثنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إذ) مثل الأول وبدل منه (هما) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الغار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (إذ) مثل الأول وبدل من الثاني (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النبيّ عليه السلام (لصاحب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقول)، والهاء ضمير مضاف إليه (لا) ناهية جازمة (تحزن) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و(نا) ضمير مضاف إليه. الفاء استئنافيّة {أنزل} مثل نصر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سكينة) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) والضمير في (عليه) يعود على أبي بكر الواو عاطفة (أيّد) مثل نصر والهاء ضمير مفعول به ويعود إلى الرسول عليه السلام (الجنود) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّد)، (لم) حرف نفي وجزم (تروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(ها) ضمير مفعول به الواو عاطفة (جعل) مثل نصر، والفاعل هو (كلمة) مفعول به منصوب (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كفروا) مثل الأول (السفلى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. الواو استئنافيّة (كلمة) مبتدأ مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (هي) ضمير فصل، (العليا) خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الواو استئنافيّة (اللّه عزيز) مثل اللّه قدير، (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (إلّا تنصروه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد نصره اللّه) لا محلّ لها تعليليّة لجملة الجواب المحذوفة، والتقدير إلّا تنصروه فسوف ينصره اللّه لأنّ اللّه قد نصره...
وجملة: (أخرجه الذين...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هما في الغار) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يقول...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تحزن) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ اللّه معنا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنزل اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أيّده...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (لم تروها) في محلّ جرّ نعت لجنود.
وجملة: (جعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل اللّه.
وجملة:
{كفروا} الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (كلمة اللّه... العليا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه عزيز...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
{ثاني} اسم عدديّ على وزن فاعل يدلّ على الترتيب.
(الغار)، اسم للكهف أو المغارة يجمع على غيران، وألف الغار منقلبة عن واو حيث يفتش عنه في مادة (غ ور).
(السفلى)، مؤنّث الأسفل، وهو اسم تفضيل، وقد أنّث وجوبا لأنه محلّى ب (أل) وصف لكلمة (كلمة)، ووزن السفلى فعلى بضمّ الفاء.
(العليا)، مؤنّث الأعلى، وهو اسم تفضيل، وقد أنّث وجوبا أيضا مثل السفلى وهو وصف ل (كلمة) ووزن العليا فعلى بضمّ الفاء، والياء فيه أصليّة وليست منقلبة عن واو- كما في الدنيا- لأنّ فعله واويّ اللام ويائيّها.. علا يعلو وعلي يعلى باب فرح، وعلى يعلي باب ضرب.
.إعراب الآية رقم (41):{انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)}.
الإعراب:
{انفروا} فعل أمر.. والواو فاعل (خفافا) حال منصوبة من فاعل انفروا (ثقالا) معطوف بالواو على (خفافا) منصوب مثله الواو عاطفة (جاهدوا) مثل انفروا (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاهدوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أنفسكم) معطوفة على أموالكم ويعرب مثله مجرور (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل (جاهدوا) (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد، والكاف للخطاب (خير) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير)، (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان في محلّ رفع.. (تعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (انفروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاهدوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ذلكم خير...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (إن كنتم تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم تعلمون أنّه خير لكم فلا تثّاقلوا...
وجملة: (تعلمون...) في محلّ نصب خبر كنتم.
.إعراب الآية رقم (42):
{لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (42)}.
الإعراب:
(لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه محذوف دلّ عليه سياق الكلام أي كان ما دعوتم إليه (عرضا) خبر كان منصوب (قريبا) نعت ل (عرضا) منصوب الواو عاطفة (سفرا) معطوف على الخبر منصوب مثله (قاصدا) نعت ل (سفرا) منصوب اللام رابطة لجواب لو (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ لا محلّ له... والواو فاعل والكاف مفعول به الواو عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (بعدت) فعل ماض... والتاء للتأنيث، (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محل جرّ متعلّق ب (بعدت)، (الشقّة) فاعل مرفوع الواو عاطفة السين حرف استقبال (يحلفون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون)، (لو) مثل الأول (استطعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل اللام مثل الأول (خرجنا) مثل استطعنا (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (خرجنا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (يهلكون) مثل يحلفون (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (كاذبون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (كان عرضا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّبعوك...) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: (بعدت عليهم الشقّة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (سيحلفون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لو استطعنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر دلّ عليه قوله سيحلفون وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول أي: سيحلفون باللّه قائلين..
وجملة: (خرجنا...) لا محلّ لها جواب لو.
وجملة: (يهلكون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه يعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (انّهم لكاذبون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم.. وقد كسرت همزة (انّ) لدخول اللام في الخبر.
الصرف:
(قاصدا)، على وزن اسم الفاعل، اسم مشتقّ بمعنى السهل القريب أو الوسط.
(الشقّة)، اسم للمسافة التي تقطع بمشقّة إذ هي مشتقّة من المشقّة، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
.إعراب الآية رقم (43):
{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (43)}.
الإعراب:
(عفا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفا)، اللام حرف جرّ (ما) اسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق ب (أذنت) وحذفت الألف من اسم الاستفهام لدخول حرف الجرّ عليه (أذنت) فعل ماض مبنيّ على السكون... والتاء فاعل (لهم) مثل عنك متعلّق ب (أذنت)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يتبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (لك) مثل عنك متعلّق ب (يتبيّن)، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (صدقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل الواو عاطفة (تعلم) مثل يتبيّن ومعطوف عليه، والفاعل أنت (الكاذبين) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يتبيّن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بفعل محذوف يقتضيه سياق الكلام أي هلّا أخرجتهم معك، أو هلّا توقّفت عن الإذن.
جملة: (عفا اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أذنت لهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ... أو هي تعليل للعتاب المتقدّم.
وجملة: (يتبيّن...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (صدقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تعلم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
.إعراب الآية رقم (44):
{لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44)}.
لإعراب:
(لا) نافية (يستأذن) مضارع مرفوع الكاف ضمير مفعول به (الذين) مثل الذين صدقوا، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون)، الواو عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يجاهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بأموالهم وأنفسهم) مثل بأموالهم وأنفسكم.
والمصدر المؤوّل (أن يجاهدوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (في) أي: في أن يجاهدوا... متعلّق ب (يستأذنك) أي يستأذنوك في الجهاد.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (لا يستأذنك الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤمنون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يجاهدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (45):
{إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (يستأذنك الذين... الآخر) مثل نظيرها و(لا) نافية الواو عاطفة (ارتابت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في ريب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتردّدون)، و(هم) ضمير مضاف إليه (يتردّدون) مثل يؤمنون.
جملة: (يستأذنك الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يؤمنون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ارتابت قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هم... يتردّدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتابت.
وجملة: (يتردّدون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
.إعراب الآية رقم (46):
{وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أرادوا) فعل ماض وفاعله (الخروج) مفعول به منصوب اللام رابطة لجواب لو (أعدّوا) مثل أرادوا اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعدّوا)، (عدّة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لكن كره) مثل لكن بعدت، (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (انبعاث) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (ثبّط) فعل ماض، والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اقعدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (اقعدوا)، (القاعدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (أرادوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أعدّوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كره اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ثبّطهم) لا محلّ لها معطوفة على كره اللّه...
وجملة: (قيل...) لا محلّ لها معطوفة على كره اللّه.
وجملة: (اقعدوا...) في محلّ رفع نائب الفاعل.
الصرف:
(الخروج)، مصدر سماعيّ لفعل خرج يخرج باب نصر، وزنه فعول بضمّ الفاء.
(العدّة)، اسم بمعنى ما أعددته من مال وسلاح، وقد يكون اسم مصدر لفعل أعدّ الرباعيّ بمعنى الاستعداد، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وجمعه إذا كان اسما العدد بضمّ العين.
(انبعاث)، مصدر قياسيّ لفعل انبعث الخماسيّ، فهو على وزن الماضي بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل آخره.
البلاغة:
2- التتميم: في الآية الكريمة بذكر مع القاعدين وعدم الاكتفاء بذكر اقعدوا، وهذا من تنبيهاته الحسنة ونزيده بسطا فنقول: لو قيل اقعدوا مقتصرا عليه، لم يفد سوى أمرهم بالقعود، وكذلك، كونوا مع القاعدين، ولا تحصل هذه الفائدة مع إلحاقهم بهؤلاء الأصناف الموصوفين عند الناس بالتخلف والتقاعد، الموسومين بهذه السمة، إلا من عبارة الآية..
.إعراب الآية رقم (47):
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاَّ خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}.
الإعراب:
(لو خرجوا) مثل لو أرادوا، (في) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خرجوا) على حذف مضاف أي في جيشكم (ما) حرف نفي (زادوا) مثل أرادوا، و(كم) ضمير مفعول به (الّا) أداة حصر (خبالا) مفعول به ثان منصوب، الواو عاطفة اللام رابطة لجواب لو (أوضعوا) مثل أرادوا، (خلال) ظرف مكان مبنيّ متعلّق ب (أوضعوا)، و(كم) مضاف إليه (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به، (الفتنة) مفعول به منصوب الواو حاليّة (فيكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سمّاعون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (لهم) مثل فيكم متعلّق ب (سمّاعون)، الواو استئنافيّة (اللّه عليم بالظالمين) مثل اللّه عليم بالمتّقين.
جملة: (خرجوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما زادوكم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أوضعوا..) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: (يبغونكم) في محلّ نصب حال من فاعل أوضعوا.
وجملة: (فيكم سمّاعون...) في محلّ نصب حال من مفعول يبغونكم أو فاعله.
وجملة: (اللّه عليم) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(خلال)، اسم ظرف غير متصرّف مبنيّ، فإذا أصبح ذا معان أخرى غدا معربا وخرج عن الظرفيّة.
البلاغة:
استعارة مكنية: في قوله تعالى: (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) ففي الكلام استعارة مكنية حيث شبهت النمائم بالركائب في جريانها وانتقالها، وأثبت لها الإيضاح على سبيل التخييل، والمعنى ولسعوا بينكم بالنميمة وإفساد ذات البين.
وقيل: فيه استعارة تبعية، حيث شبه سرعة إفسادهم ذات البين بالنمائم بسرعة سير الراكب، ثم أستعير لها الإيضاع وهو للإبل، والأصل ولأوضعوا ركائب نمائمهم خلالكم، ثم حذف النمائم، وأقيم المضاف إليه مقامه، فقيل لأوضعوا ركائبهم ثم حذفت الركائب.
.إعراب الآية رقم (48):{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ (48)}.
الإعراب:
اللام واقعة في جواب قسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ابتغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (الفتنة) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ابتغوا)، الواو عاطفة (قلّبوا) مثل ابتغوا اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قلّبوا)، (الأمور) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجر، (جاء) فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع الواو عاطفة (ظهر أمر) مثل جاء الحقّ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ (كارهون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أن جاء...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قلّبوا).
جملة: (ابتغوا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (قلّبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتغوا...
وجملة: (جاء الحقّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ظهر أمر اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء الحقّ.
وجملة: (هم كارهون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(ابتغوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله ابتغاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف لهذه المناسبة وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه افتعوا.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) أي المكايد، وتقليبها مجاز عن تدبيرها أو الآراء، وهو مجاز عن تفتيشها، أي دبروا لك المكايد والحيل، أو دوروا الآراء في إبطال أمرك.
الفوائد:
فائدة هامة في (حتى):
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ) ل (حتى) حالات كثيرة. ولكننا سنوضح حالتها في هذه الآية، توخيا للفائدة، ولأن ذلك يفوت كثيرا من الناس. وقد أورد ابن هشام عدة حالات لحتى، ومن جملة ما قال: ومن أوجه حتى أن يقع حرف ابتداء، أي حرفا تستأنف بعده الجملة فيدخل على الجملة الاسمية كقول الفرزدق:
فوا عجبا حتى كليب تسبّني ** كأنّ أباها نهشل أو مجاشع

كما أنها تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها مضارع، كقول حسان:
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ** لا يسألون عن السواد المقبل

وكذلك تدخل على الجملة الفعلية التي فعلها ماض، كما ورد في الآية التي نحن بصددها، وكذلك قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ).
وقد زعم ابن مالك أن حتى هنا حرف غاية وجر وأنّ بعدها أن مضمرة، ولا أعرف له في ذلك سلفا، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة وكذا قال ابن مالك في حتى الداخلة على إذا في قوله تعالى: (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ) واعتبر (إذا) في موضع جر بحتى، وهذه المقالة سبقه إليها الأخفش وغيره، والجمهور على خلافها وأنها حرف ابتداء.

.إعراب الآية رقم (49):
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخبر محذوف مقدّم أي بعض منهم.. (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ائذن) فعل أمر دعائيّ والفاعل أنت اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائذن)، الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة دعائية (تفتن) مضارع مجزوم والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (ألا) حرف تنبيه (في الفتنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (سقطوا) وهو فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (جهنّم) اسم إنّ منصوب وهو ممنوع من التنوين اللام المزحلقة للتوكيد (محيطة) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيطة)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (منهم من يقول...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقول...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ائذن...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تفتنّي...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ائذن.
وجملة: (سقطوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ جهنّم لمحيطة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سقطوا.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) والعلاقة الحالية، أي في جهنم، فأطلق الحال وأريد المحل، لأن الفتنة لا يسقط فيها الإنسان، لأنها معنى من المعاني، وإنما يحل في مكانها، فاستعمال الفتنة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل.
2- التمثيل: في قوله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) فقد يجعل الكلام تمثيلا بأن تشبه حالهم في احاطة الأسباب بحالهم عند احاطة النار، وكون الأعمال التي هم فيها هي النار بعينها، لكنها ظهرت بصورة الأعمال في هذه النشأة، وتظهر بالصورة النارية في النشأة الأخرى، كما قيل نظيره في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً).
.إعراب الآية رقم (50):
{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)}.
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط، الكاف ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط و(هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هي الواو عاطفة (إن تصبك مصيبة) مثل إن تصبك حسنة (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الثاني وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (أمرنا) مفعول به منصوب.. و(نا) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا)، الواو عاطفة (يتولّوا) مثل يقولوا ومعطوف عليه الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (فرحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (تصبك حسنة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تسؤهم) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
وجملة: (تصبك مصيبة...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قد أخذنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يتولّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولوا.
وجملة: (هم فرحون) في محلّ نصب حال من فاعل يتولّوا.
الصرف:
(يتولّوا)، فيه إعلال بالحذف أصله يتولّاوا... التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف وزنه يتفعّوا.
.إعراب الآية رقم (51):
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لن) حرف نفي ونصب (يصيب) مضارع منصوب (ونا) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كتب) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع والعائد محذوف أي كتبه اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب)، (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لن يصيبنا إلّا ما...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كتب اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو مولانا...) لا محلّ لها تعليليّة- أو اعراضيّة-.
وجملة: (ليتوكّل المؤمنون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت الاصابة من اللّه، أو إن كان المكتوب من اللّه فليتوكّل المؤمنون على اللّه.
البلاغة:
الإظهار في مقام الإضمار في قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
حيث إظهار الاسم الجليل في مقام الإضمار لإظهار التبرك والاستلذاذ به.
.إعراب الآية رقم (52):
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)}.
الإعراب:
(قل) مثل السابق، (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (تربّصون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين... والواو فاعل الباء حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تربّصون)، (إلا) أداة حصر (إحدى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الحسنيين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (نتربّص) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بكم) مثل بنا متعلّق ب (نتربّص)، (أن) حرف مصدري ونصب (يصيب) مضارع منصوب و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصيب)، (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) والهاء مضاف إليه (أو) حرف عطف للتخيير (بأيدي) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (عذاب) معطوف على الجارّ قبله و(نا) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به عامله نتربّص.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (تربّصوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(نا) ضمير في محلّا نصب اسم انّ (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (متربّصون)، و(كم) ضمير مضاف إليه (متربّصون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل تربّصون بنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نحن نتربّص...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نتربّص...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).
وجملة: (يصيبكم اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تربّصوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان كلّ يلقى ما ينتظره فتربّصوا...
وجملة: (إنّا.. متربّصون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(الحسنيين)، مثنّى الحسنى مؤنّث الأحسن.. وانظر الآية (95) من سورة النساء.
(متربّصون)، جمع متربّص، اسم فاعل من تربّص الخماسيّ، وزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين.
البلاغة:
فن التعطف أو المشاركة: وهو أن يعلن المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها ويعلقها بمعنى آخر، وهما مفترقتان كل لفظة منهما في طرف من الكلام، وهو في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) فقد أتى التعطف من صدر الآية في قوله: (تَرَبَّصُونَ بِنا) ومن عجزها في قوله: (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) مع تجنيس الازدواج.
ووقع مع التعطف مقابلة معنوية، خرج الكلام فيها مخرج إيجاز الحذف، فإن مقتضى البلاغة أن يكون تقدير ترتيب اللفظ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين: أن يصيبنا اللّه بعذاب من عنده أو بأيديكم، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم اللّه بعذاب من عنده أو بأيدينا، فحذف لتوخي الإيجاز وتفسير الحسنيين من الجملة الأولى، وأثبته في الجملة الثانية فرارا من تكرار اللفظ وتكثيره كما حذف الحسنيين من الجملة الثانية استغناء بذكرها أولا، فحصل في الآية التعطف والمقابلة والإيجاز، فاكتملت فيها أربعة أضرب من البديع وهذا هو السحر الحلال، وإن من البيان لسحرا.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ