السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة من الآية 93 إلى الآية 109

إعراب سورة التوبة من الآية 93 إلى الآية 109




.إعراب الآية رقم (93):{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (السبيل) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (يستأذنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أغنياء) خبر مرفوع ومنع من التنوين لأنه ملحق بألف التأنيث الممدودة فهو على وزن أفعلاء (رضوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل الباء حرف جرّ (أن) حرف ناصب ومصدريّ (يكونوا) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسمها (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر يكونوا (الخوالف) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رضوا) الواو عاطفة (طبع) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (طبع)، و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (هم) منفصل مبتدأ (لا) نافية (يعلمون) مثل يستأذنون.
جملة: (السبيل على الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يستأذنونك..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم أغنياء) في محلّ نصب حال.
وجملة: (رضوا..) لا محلّ لها استئناف في معرض التعليل.. أو هي استئناف بيانيّ.
وجملة: (يكونوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (طبع اللَّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة رضوا..
وجملة: (هم لا يعلمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع اللَّه.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
.إعراب الآية رقم (94):
{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}.
الإعراب:
(يعتذرون) مثل يستأذنون، (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعتذرون)، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (يعتذرون)، (رجعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل (إليهم) مثل إليكم متعلّق ب (رجعتم)، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لا) ناهية جازمة (تعتذروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لكم) مثل إليكم متعلّق ب (نؤمن)، (قد) حرف تحقيق (نبأ) فعل ماض و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل لفظ الجلالة (اللَّه) مرفوع (من أخبار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت للمفعول الثاني المقدّر أي طرفا من أخباركم و(كم) ضمير مضاف إليه، الواو عاطفة السين حرف استقبال (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (اللَّه) مثل الأخير (عمل) مفعول به منصوب و(كم) مثل الأخير الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع والهاء مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (تردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (إلى عالم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تردّون) (الغيب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور مثله الفاء عاطفة (ينبّئ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون. و(تم) ضمير في محلّ رفع اسم كان وتعلمون مثل يتعذرون.
وجملة: (يعتذرون إليكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (رجعتم إليهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تعتذروا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لن نؤمن لكم) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (قد نبّأنا اللَّه...) لا محلّ لها تعليليّة لانتفاء الإيمان والتصديق.
وجملة: (سيرى اللَّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة نبأنا...
وجملة: (تردّون) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيرى اللَّه...
وجملة: (ينبّئكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تردّون.
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم).
.إعراب الآية رقم (95):
{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (95)}.
الإعراب:
السين حرف استقبال (يحلفون) مثل يستأذنون، (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحلفون)، اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلفون)، (إذا انقلبتم إليهم) مثل إذا رجعتم إليهم، اللام لام التعليل (تعرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تعرضوا).
والمصدر المؤوّل (أن تعرضوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحلفون).
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أعرضوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (عنهم) مثل الأول متعلّق ب (أعرضوا)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رجس) خبر إنّ مرفوع الواو عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر المبتدأ مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (جزاء) مفعول لأجله منصوب، (بما كانوا يكسبون) مثل بما كنتم تعملون.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاء).
جملة: (سيحلفون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (انقلبتم...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: (تعرضوا عنهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أعرضوا عنهم...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن حلفوا لكم.. فأعرضوا...
وجملة: (إنّهم رجس...) لا محلّ لها تعليل لأمر الإعراض.
وجملة: (مأواهم جهنّم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم رجس.
وجملة: (كانوا يكسبون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يكسبون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآية رقم (96):
{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96)}.
الإعراب:
(يحلفون لكم) مثل سيحلفون لكم، (لترضوا عنهم) مثل لتعرضوا عنهم.
الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ترضوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (عنهم) مثل السابق متعلّق ب (ترضوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل السابق، (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يرضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو (عن القوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرضى)، (الفاسقين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة: (يحلفون...) لا محلّ لها بدل من جملة سيحلفون في الآية السابقة.
وجملة: (ترضوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إن ترضوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف أي لا ينفعهم رضاكم.
وجملة: (إنّ اللَّه لا يرضى..) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر.
وجملة: (لا يرضى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (97):
{الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)}.
الإعراب:
(الأعراب) مبتدأ مرفوع (أشدّ) خبر مرفوع (كفرا) تمييز منصوب الواو عاطفة (نفاقا) معطوف على التمييز منصوب الواو عاطفة (أجدر) معطوف على أشدّ مرفوع (أن) حرف مصدريّ (لا) حرف نفي (يعلموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (حدود) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أنزل) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ألّا يعلموا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أجدر) أي أجدر بألّا يعلموا...
الواو استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (الأعراب أشدّ كفرا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أنزل اللَّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اللَّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أجدر)، اسم تفضيل من فعل جدر يجدر باب نصر وزنه أفعل وهو بمعنى أحقّ وأولى.. وقد نبه الراغب على أصل اشتقاقه وأنه من الجدار أي الحائط، ولكنّ الجمل يقول: والذي يظهر أن اشتقاقه من الجدر أي أصل الشجرة فكأنه ثابت كثبوت الجدر..
.إعراب الآية رقم (98):
{وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)}.
الاعراب:
الواو عاطفة (من الأعراب) جارّ ومجرور نعت لخبر مقدّم محذوف أي بعض من الأعراب (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخّر (يتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (ما) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ينفق) مثل يتّخذ، والعائد محذوف أي ينفقه (مغرما) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (يتربّص) مثل يتّخذ الباء حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتربّص)، (الدوائر) مفعول به منصوب (عليهم) مثل بكم متعلّق بخبر مقدّم (دائرة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السوء) مضاف إليه مجرور (واللَّه سميع عليم) مثل اللَّه عليم حكيم.
جملة: (من الأعراب من...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الأعراب أشدّ.
وجملة: (يتّخذ...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ينفق...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يتربص...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يتّخذ.
وجملة: (عليهم دائرة...) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (اللَّه سميع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مغرما)، مصدر ميميّ من غرم يغرم باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مفتوحة (الدوائر)، جمع الدائرة.. انظر الآية (52) من سورة المائدة.
(السوء)، الفساد أو مصدر معنى المساءة، وزنه فعل بفتح الفاء.
.إعراب الآية رقم (99):
{وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من الأعراب من يؤمن) مثل نظيرها، (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمن)، الواو عاطفة (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (الآخر) نعت لليوم مجرور (ويتّخذ... قربات) مثل نظيرها، وعلامة نصب قربات الكسرة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يتّخذ)، (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (صلوات) معطوف على قربات منصوب، وعلامة النصب مثله، (الرسول) مضاف إليه مجرور. (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(ها) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قربة) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لقربة السين حرف استقبال (يدخل) مضارع مرفوع (هم) ضمير مفعول به (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في رحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخل)، والهاء مضاف إليه (إنّ) مثل الأول (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {من الأعراب من يؤمن} لا محلّ لها معطوفة على جملة من الأعراب من.
جملة: (يؤمن...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يتّخذ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن..
وجملة: (ينفق...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّها قربة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سيدخلهم اللَّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سيدخلهم اللَّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: (أنّ اللَّه غفور...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(قربات)، جمع قربة، اسم لما يتقرّب به إلى اللَّه تعالى وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين، ووزن قربات فعلات بضمّتين فحسب.
الفوائد:
(عند) وأحوالها ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ) و(عند) في هذه الآية، ظرف مكان متعلق بصفة محذوفة ل (قربات) تقديرها (قربات كائنة عند اللَّه). وسنوضح فيما يلي أشياء جديدة، كثيرا ما تخفى على الدارس، وقد أورد ذلك ابن هشام في المغني فقال:
1- هي اسم للحضور الحسي، كقوله تعالى: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ) والحضور المعنوي كقوله تعالى: (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ)، وتفيد القرب كقوله تعالى: (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى).
2- ولا تقع إلا ظرفا أو مجرورة بمن، وقول العامة ذهبت إلى عنده، لحن (أي خطأ) وتأتي ظرف مكان كما ورد في الآية الكريمة، وتأتي للزمان مثل: (الصبر عند الصدمة الأولى) و(جئت عند طلوع الفجر).
3- هناك كلمتان تأتيان بمعنى (عند) وهما:
أ- لدى: مطلقا، كقوله تعالى: (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ)، (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ)، (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
ب- لدن: وتأتي إذا كان المحل ابتداء غاية مثل: جئت من لدنه وقد اجتمعت عند ولدن في قوله تعالى: (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)، وعند، ولدن تجران أما (لدى) فلا يجوز جرها.
.إعراب الآية رقم (100):{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}.
الأعراب:
الواو استئنافيّة (السابقون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الأولون) نعت للمبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو، (من المهاجرين) جارّ ومجرور حال من المبتدأ وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (الأنصار) معطوف على المهاجرين مجرور الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على المهاجرين (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به وهو عائد على المهاجرين والأنصار (بإحسان) جارّ ومجرور حال من فاعل اتّبعوهم (رضي) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (رضي)، الواو عاطفة (رضوا) مثل اتّبعوا (عنه) مثل عنهم متعلّق ب (رضوا)، الواو عاطفة (أعدّ) مثل رضي والفاعل هو (لهم) مثل عنهم متعلّق ب (أعدّ)، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تحت) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجري) و(ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين... الفوز العظيم) مرّ إعرابها.
جملة: (السابقون الأولون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّبعوهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (رضي اللَّه عنهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون).
وجملة: (رضوا عنه) في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه.
وجملة: (أعدّ...) لا محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه.
وجملة: (تجري... الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (ذلك الفوز...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
الصرف:
(السابقون)، جمع السابق، اسم فاعل من سبق الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(المهاجرين)، جمع المهاجر، اسم فاعل من هاجر الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد:
السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ اختلف العلماء في السابقين الأولين، فقال سعيد بن المسيب، وقتادة وابن سيرين وجماعة: هم الذين صلوا إلى القلبتين، وقال عطاء بن أبي رباح: هم أهل بدر، وقال الشعبي: هم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، وقال محمد بن كعب القرظي: هم جميع الصحابة لأنهم حصل لهم السبق بصحبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واختلف العلماء في أول الناس إسلاما بعد اتفاقهم على أن خديجة أول الخلق إسلاما وأوّل من صلى مع رسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم. فقال بعض العلماء: أول من آمن بعد خديجة علي بن أبي طالب. وهذا قول جابر بن عبد اللّه. وقيل: إنه أسلم ابن عشر سنين، وقيل أقل من ذلك. وقال بعضهم: أول من أسلم بعد خديجة أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه، وهذا مروي عن علي، وهذا قول ابن عباس والنخعي والشعبي، وقال الزهري وعروة بن الزبير:
أول من أسلم بعد خديجة زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم، وكان اسحق بن إبراهيم الحنظلي يجمع بين هذه الروايات فيقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن العبيد زيد بن حارثة رضي اللّه تعالى عنهم.
.إعراب الآيات (101- 102):
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(كم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (منافقون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به ممّن، فهو خبر معطوف على الأول، (المدينة) مضاف إليه مجرور (مردوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (على النفاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (مردوا)، (لا) نافية (تعلم) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نعلمهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن، والمفعول الثاني مقدّر أي نعلمهم منافقين السين حرف استقبال (نعذّبهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يردّون)، (عظيم) نعت لعذاب مجرور.
جملة: (ممّن... منافقون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: (مردوا...) لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: (لا تعلمهم) في محلّ نصب حال من فاعل مردوا.
وجملة: (نحن نعلمهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نعلمهم) في محلّ رفع خبر نحن.
وجملة: (سنعذّبهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يردّون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سنعذّبهم.
الواو عاطفة (آخرون) معطوفة على (منافقون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (اعترفوا) مثل مردوا (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعترفوا)، و(هم) مضاف إليه (خلطوا) مثل مردوا (عملا) مفعول به منصوب (صالحا) نعت منصوب الواو عاطفة (آخر) معطوف على (عملا) منصوب ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (سيّئا) نعت لآخر منصوب (عسى) فعل ماض جامد ناقص- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدريّ (يتوب) مضارع منصوب بأن، والفاعل هو (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب).
والمصدر المؤوّل (أن يتوب) في محلّ نصب خبر عسى.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (اعترفوا...) في محلّ رفع نعت ل (آخرون).
وجملة: (خلطوا...) في محلّ رفع نعت ثان ل (آخرون).
وجملة: (عسى اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتوب...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(سيّئا)، صفة مشتقّة من ساء يسوء، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئ بسكون الياء وتحريك الواو بالكسر، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الأولى فأصبح سيّئا.
.إعراب الآية رقم (103):
{خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}.
الإعراب:
(خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (خذ)، و(هم) ضمير مضاف إليه (صدقة) مفعول به منصوب (تطهّر) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هي، الواو عاطفة (تزكّيهم) مثل تطهّرهم والفاعل أنت الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تزكّي)، الواو عاطفة (صلّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (صلّ)، (أنّ) مثل السابق، (صلاة) اسم إنّ منصوب والكاف ضمير مضاف إليه (سكن) خبر مرفوع (لهم) مثل بها متعلّق ب (سكن)، الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (خذ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تطهّرهم) في محلّ نصب نعت لصدقة.
وجملة: (تزكّيهم بها) في محلّ نصب معطوفة على جملة تطهّرهم.
وجملة: (صلّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ.
وجملة: (إنّ صلاتك سكن...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (اللّه سميع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صلّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يصلّي، وزنه فعّ.
(سكن)، انظر الآية (96) من سورة الأنعام، وسكن فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي مسكونة، وهو هنا كناية عن الاطمئنان والرحمة.
.إعراب الآية رقم (104):
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (يقبل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (التوبة) مفعول به منصوب (عن عباد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقبل) بتضمينه معنى يتجاوز، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (يأخذ) مثل يقبل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (أنّ اللّه هو) مثل الأولى (التوّاب) خبر أنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه.. يقبل) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.
والمصدر المؤوّل الثاني (أنّ اللّه.. التواب) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومؤكّد لمعناه.
جملة: (لم يعلموا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو يقبل...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يقبل...) في محلّ رفع خبر هو.
وجملة: (يأخذ...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبل.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ) أي يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله، فالأخذ هنا استعارة للقبول، وجوز أن يكون اسناد الأخذ إلى اللّه تعالى مجازا مرسلا.
.إعراب الآية رقم (105):
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قل) مثل خذ، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل الفاء تعليليّة (سيرى اللّه...
كنتم تعملون) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا و(المؤمنون) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اعملوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (سيرى اللّه...) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والإنباء مجاز عن المجازاة أو كناية، أي يجازيكم حسب ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ففي الآية وعد ووعيد.
.إعراب الآية رقم (106):{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (آخرون) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (مرجون) نعت مرفوع وعلامة الرفع الواو (لأمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (مرجون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إمّا) حرف إبهام- أو شك- (يعذّب) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (إمّا يتوب) مثل الأول ومعطوف عليه، وفاعل الفعلين ضمير هو (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، (واللَّه عليم حكيم) مثل واللَّه سميع عليم.
جملة: (آخرون.. إمّا يعذّبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل...
وجملة: (يعذّبهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخرون).
وجملة: (يتوب عليهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: (اللَّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مرجون)، جمع مرجا، وهو محفّف عن مرجأ، اسم مفعول من الرباعيّ أرجى، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.. ومرجون فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع، وأصله مرجيون، حيث نقلت ضمّة الياء إلى الجيم فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
.إعراب الآية رقم (107):
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر لخبر مقدّم أي منهم الذين اتّخذوا مسجدا، (اتّخذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (مسجدا) مفعول به منصوب (ضرارا) مفعول لأجله منصوب، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (كفرا، تفريقا، إرصادا) أسماء معطوفة على (ضرارا) منصوبة (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (تفريقا)، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (إرصادا)، (حارب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حارب)، الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (يحلفنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتولي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. والنون نون التوكيد (ان) نافية (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (إلّا) أداة حصر (الحسنى) مفعول به منصوب، وهو نعت لمنعوت محذوف أي إلّا الخصلة الحسنى الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (منهم) الذين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آخرون..
وجملة: (اتّخذوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (حارب...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يحلفنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (إن أردنا...) لا محلّ لها جواب قسم معبّر عنه بقوله يحلفنّ.
وجملة: (اللّه يشهد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشهد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (إنّهم لكاذبون) في محلّ نصب مفعول به عامله يشهد، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في خبرها.
الصرف:
(تفريقا)، مصدر قياسيّ لفعل فرّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.
(إرصادا)، مصدر قياسيّ لفعل أرصد الرباعيّ، وزنه إفعال.
الفوائد:
قصة مسجد الضّرار نزلت هذه الآية في جماعة من المنافقين بنوا مسجدا يضارّون به مسجد قباء.
وكانوا اثني عشر رجلا من أهل النفاق، بنوا هذا المسجد ضرارا أي لإيقاع الضرر بين المسلمين وكفرا أي ليكفروا فيه باللّه ورسوله، ولتفريق الكلمة. وكان يصلي بهم فيه مجمع بن جارية وكان شابا يقرأ القرآن، لكنه لم يعلم بأمرهم وخبثهم، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول اللّه: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه، وتدعو بالبركة، فقال له صلّى اللّه عليه وآله وسلم: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء اللّه تعالى أتينا فصلينا فيه. ولما انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم راجعا من تبوك نزل بذي أوان، وهو موضع قريب من المدينة، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فأنزل اللّه هذه الآية، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا مسرعين، حتى دخلوا المسجد، وفيه أهله، فأحرقوه وجعلوه إنقاضا، وتفرق عنه أهله.
ففي هذه القصة عبرة عظيمة كيف أن أعداء الدين يحاربون الدين من خلال الدين ومن خلال بناء المساجد، فليحذر المسلمون ولا ينخدعوا بالمظاهر.
.إعراب الآية رقم (108):
{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (تقم) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تقم)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تقم)، اللام لام الابتداء (مسجد) مبتدأ مرفوع (أسّس) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على التقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسس)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من أول) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)، (يوم) مضاف إليه مجرور (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقوم) مضارع منصوب، والفاعل أنت (فيه) مثل الأول، متعلّق ب (تقوم).
والمصدر المؤوّل (أن تقوم) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أحقّ) أي بأن تقوم.
(فيه) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) مثل الأول (يتطهّروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يتطهّروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحبّون.
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المطّهّرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (لا تقم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لمسجد أسّس...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أسّس...) في محلّ رفع نعت لمسجد.
وجملة: (تقوم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (فيه رجال...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحبّون) في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: (يتطهّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (اللّه يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحبّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(المطّهّرين)، جمع المطّهّر، اسم فاعل من فعل تطهّر الخماسيّ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخرجين، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة، والجمع المتفعّلون.
البلاغة:
فن الترويد: في قوله تعالى: (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجالٌ) وفن الترويد هو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها، ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى: (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ) فيعلمون الأولى منفية، والثانية مثبته، ولكل من المعنيين مناسبة اقتضت ذلك المعنى، وقوله الذي نحن بصدده، فإن فيه الأولى متعلقة بتقوم، وفيه الثانية خبر مقدم. ولكل منهما معنى.
.إعراب الآية رقم (109):
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ الفاء استئنافيّة، (من) اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ (أسس) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بنيان) مفعول به منصوب والهاء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (على تقوى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسّس)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بتقوى بتضمينه معنى مخافة الواو عاطفة (رضوان) معطوف على تقوى مجرور (خير) خبر المبتدأ من (أم) حرف عطف (من) مثل الأول ومعطوف عليه (أسّس بنيانه على شفا) مثل الأولى نظيرها، والجارّ متعلّق بالفعل الثاني (جرف) مضاف إليه مجرور (هار) نعت لجرف مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو منقوص- أو الكسرة الظاهرة فهو صحيح- الفاء عاطفة (انهار)، مثل أسّس، والفاعل هو أي البنيان أو الجرف الهار الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهار) (في نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنهار)، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الواو استئنافيّة (اللّه لا يهدي القوم) مثل يحبّ المطّهّرين، و(لا) نافية (الظالمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (من أسّس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسّس...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أسّس (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية.
وجملة: (أنهار...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسّس الثانية.
وجملة: (اللّه لا يهدي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(البنيان)، اسم مأخوذ من لفظ المصدر لكلّ ما يبنى، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وقيل هو جمع واحده بنيانه، والفعل بنى يبني باب ضرب.
(جرف)، اسم بمعنى الهوّة أو ما يجرفه السيل من الأودية، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بضمّ فسكون في قراءة سبعيّة.
(هار)، قيل أصله هاير أو هاور لأنه من فعل هار يهور أو هار يهير، ثمّ قلب حرف العلّة همزة شأن كلّ فعل معتلّ أجوف، ثمّ حذفت الهمزة اعتباطا- أي لا لسبب معيّن- وحركة الإعراب هي حركة ظاهرة وزنه فال.. وقيل هو منقوص بالقلب حيث قدّمت اللام على العين فوزنه فالع قبل حذف حرف العلّة وفال بعد الحذف.. وقيل أصله هور أو هير فتحرّك حرف العلّة وانفتح ما قبله فقلب ألفا، فالحركة هي حركة ظاهرة ووزنه فعل بفتح فسكون. وهار معناه ساقط متداع منهال.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية التحقيقية: في قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ) حيث شبه الباطل والنفاق بشفا جرف هار، في قلة الثبات. ثم أستعير لذلك.
والقرينة هي: وضع شفا الجرف في مقابلة التقوى.
وقوله تعالى: (فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) ترشيح.
2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ) حيث شبهت فيه التقوى بقواعد البناء، تشبيها مضمرا في النفس.
ودل عليه ما هو من روادفه ولوازمه، وهو التأسيس والبنيان.
الفوائد:
تجسيد المعنويات لقد بلغ القرآن الكريم شأوا بعيدا في إعجاز كلامه، وتجسيد المعاني. وفي هذه الآية دليل على ذلك فالإيمان والتقوى مفهومان معنويان، ولكن القرآن يجسدهما عند ما يشبههما بالبنيان، وكذلك الضلال يجسده تعالى بكلمة (بنيان) ثم يعقد مقارنة بين البناءين، فيقول تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) هنا يجسد الإيمان ببنيان أساسه التقوى ورضوان اللّه، فنتصوره بناء متينا راسخا، موصولا بعناية اللّه. أما الكافرين، فبنيانهم على حافة هاوية منهارة. وهنا يبلغ التصوير الفني منتهاه في الإبداع والتخييل والتجسيد، فها نحن مع بنيان الكفر، وهو على حافة، فهو مخلخل يوشك أن يتهاوى والحافة على جانب هاوية سحيقة، فهو بناء يحمل الخطر والموت، وإذا بالبناء ينهار بصاحبه في نار جهنم، فقد لمسنا بالعين والحس والخيال صورة الكفر الفاسدة المتداعية المتساقطة التي لا تستند إلى دعائم ولا تقوم على أساس إلا أساس من التخلخل والتصدع والاهتزاز، فتتهاوى في الجحيم هنا يبرز فن التعبير والتصوير، بتجسيده المعاني ضمن إطار من الصور والمرئيات والمحسوسات، بصورة متكاملة متناهية. وذلك إعجاز كلام اللّه عز وجل وبلوغه المنتهى، والكمال!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ