الخميس، 20 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة النساء من الآية 79 إلى الآية 92

 

.إعراب الآية رقم (79):{ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (79)}.
الإعراب:
(ما) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (أصاب) فعل ماض مبني في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والكاف ضمير مفعول به (من حسنة) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل أصاب الفاء رابطة لجواب الشرط (من الله) جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الواو عاطفة (ما أصابك... من نفسك) مثل نظيرتها المتقدمة. الواو استئنافية (أرسلنا) فعل ماض مبني على السكون... و(نا) ضمير فاعل والكاف ضمير مفعول به (للناس) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا)، (رسولا) حال منصوبة مؤكدة لضمير النصب الواو استئنافية (كفى بالله شهيدا) مرّ إعرابها.
جملة (ما أصابك...) لا محل لها استئنافيّة.
وجملة (أصابك من حسنة) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة (هو) من الله) في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة (ما أصابك) (الثانية) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (أصابك من سيئة) في محل رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة (هو) من نفسك) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (أرسلناك...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كفى بالله...) لا محل لها استئنافية.
البلاغة:
1- لقد ساق اللّه في هذه الآية البيان من جهته بطريقة تلوين الخطاب، والالتفات إيذان بمزيد الاعتناء به والاهتمام برد اعتقادهم الباطل وزعمهم الفاسد، والإشعار بأن مضمونه مبني على حكمة دقيقة حرية بأن يتولى بيانها علام الغيوم عز وجل.
2- المجاز المرسل: في إضافة السيئة إلى العبد، والعلاقة هي السببية، لأن النفس هي التي توبق صاحبها وتورّطه في ارتكاب الذنوب.
الفوائد:
- قوله تعالى: (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ). نسب اللّه عز وجل الحسنة إليه لأنه يريد الخير والسعادة لعباده، ونسب السيئة للإنسان لأنه نهى الإنسان عن فعل السيئات، فالسيئة تكون بسبب اقتراف الإنسان لها. ولا تعارض في ذلك مع قوله تعالى: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) لأن كل ما يقع في الكون بمشيئة اللّه عز وجل مع أنه لا يريد الشر لعباده.
.إعراب الآية رقم (80):
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الرسول) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أطاع) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الله) لفظ الجلالة مفعول به الواو عاطفة (من) مثل من الأول (تولّى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (أرسلناك) مرّ إعرابه في الآية السابقة (على) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (حفيظا) على حذف مضاف أي حفيظا على أعمالهم (حفيظا) حال من ضمير المفعول في (أرسلناك) منصوبة.
جملة (من يطع...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يطع الرسول) في محل رفع خبر المبتدأ (من) الأول.
وجملة (قد أطاع...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (من تولى...) لا محل لها معطوفة على جملة من يطع...
وجملة (تولى...) في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني، وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره لا تحزن أو لا يهمنّك.
وجملة (ما أرسلناك...) لا محل لها تعليل للجواب المقدّر.
الصرف:
(يطع)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يطيع، التقى ساكنان: الياء والعين فحذفت الياء، وزنه يفل بضم الياء وكسر الفاء.
(أطاع)، فيه إعلال بالقلب أصله أطوع بفتح الواو ثم نقلت الحركة إلى الطاء فقلبت الواو ألفا.
(حفيظا) صفة مشبهة من حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فعيل.
.إعراب الآية رقم (81):
{وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (يقولون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (طاعة) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره أمرنا، الفاء عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بالجواب بيّت (برزوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (من عند) جار ومجرور متعلق ب (برزوا)، والكاف ضمير مضاف إليه (بيّت) فعل ماض (طائفة) فاعل مرفوع (من) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق بنعت لطائفة (غير) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (تقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الواو اعتراضية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يكتب) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به، والعائد محذوف (يبيّتون) مثل يقولون الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أعرض) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل منهم متعلق ب (أعرض)، الواو عاطفة (توكّل) مثل أعرض (على الله) جار ومجرور متعلق ب (توكل)، الواو استئنافية (كفى بالله وكيلا) مثل كفى بالله عليما.
جملة (يقولون...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (أمرنا) طاعة) في محل نصب مقول القول.
وجملة (برزوا...) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (بيّت طائفة...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (تقول) لا محل لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (الله يكتب...) لا محل لها اعتراضية.
وجملة (يكتب...) في محل رفع خبر المبتدأ (الله).
وجملة (يبيتون) لا محل لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفي.
وجملة (أعرض عنهم) في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن فعلوا ذلك فأعرض عنهم.
وجملة (توكّل على اللّه) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط المقدّر.
وجملة (كفى بالله وكيلا) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(طاعة)، اسم مصدر لفعل أطاع الرباعي، وزنه فعلة... أما المصدر القياسي فهو إطاعة وزنه إفعلة، والتاء عوض من الألف المحذوفة قبل الآخر لوجود الألف عين الكلمة. وفيه إعلال بالقلب أصله طوعة- بفتح الواو- تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة:
الإظهار في مقام الإضمار: في قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).
إظهار الجلالة في مقام الإضمار للإشعار بعلة الحكم.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (بَيَّتَ طائِفَةٌ) لقد ذكّر الفعل لأن الطائفة مؤنث غير حقيقي...
وإليك موجزا لحالات وجوب تأنيث الفعل وجوازه.
أ- يجب تأنيث الفعل في حالتين:
الأولى إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا غير مفصول عن الفعل بفاصل نحو: (جاءت فاطمة).
الثانية: إذا تقدم الفاعل سواء كان مؤنثا حقيقيا أو مجازيا فالحقيقي نحو: فاطمة جاءت، والمجازي نحو، الشمس طلعت.
ب- يجوز تأنيث الفعل وتذكيره في الحالات التالية:
أولا- إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا مفصولا عن الفعل بفاصل مثل، جاءت اليوم هند أو جاء اليوم هند.
ثانيا- إذا كان الفاعل مؤنثا مجازيا مثل جاءت فرقة، أو جاء فرقة.
ثالثا، إذا كان الفاعل جمع تكسير مثل، جاءت الجنود، أو جاء الجنود.
.إعراب الآية رقم (82):
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخي الفاء عاطفة (لا) نافية (يتدبرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (القرآن) مفعول به منصوب الواو استئنافية (لو) شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من عند) جار ومجرور متعلق بخبر كان (غير) مضاف إليه مجرور (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور اللام واقعة في جواب لو (وجدوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (في) حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (وجدوا)، (اختلافا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب.
جملة (يتدبرون...) لا محل لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيعرضون فلا يتدبرون.
وجملة (كان...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (وجدوا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد:
تناسق القرآن:
- التناسق المطلق الشامل الكامل هو الظاهرة التي لا يخطئها من يتدبر القرآن أبدا. وتتجلى ظاهرة عدم الاختلاف، ابتداء في التعبير القرآني من ناحية الأداء وطرائقه الفنية... ففي كلام البشر تبدو القمم والسفوح، التوفيق والتعثر، القوة والضعف، التحليق والهبوط، الرفرفة والثقلة، الاشراق والانطفاء، إلى آخر الظواهر التي تتجلى معها سمات البشر، وأخصها سمة (التغير) والاختلاف المستمر من حال إلى حال يبدو ذلك في كلام البشر واضحا في أعمال الأديب الواحد أو المفكر الواحد أو الفنان الواحد.
وواضح أن عكس هذه الظاهرة هو الثبات والتناسق، وهذا ما نلحظه في القرآن فهناك مستوى واحد في هذا الكتاب المعجز تختلف ألوانه باختلاف الموضوعات التي يعالجها، ولكنه متحد المستوى والأفق، محافظ على الكمال في الأداء، يحمل طابع الصنعة الإلهية ويدل على الصانع الجليل.
وإذا كان الفارق بين صنعة اللّه وصنعة الإنسان واضحا كل الوضوح في جانب التعبير اللفظي والأداء الفني، فإنه أوضح منه في جانب التفكير والتنظيم والتشريع فما من مذهب بشري إلا ويحمل الطابع البشري، جزئية النظر والرؤية والتأثر الوقتي بالمشكلات، وعكس ذلك هو ما يتسم به المنهج القرآني الشامل المتكامل الثابت الأصول ثبات النواميس الكونية.
.إعراب الآية رقم (83):
{وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بالجواب أذاعوا (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (أمر) فاعل مرفوع (من الأمن) جار ومجرور متعلق بنعت لأمر (أو) عاطف (الخوف) معطوف على الأمن مجرور مثله (أذاعوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (أذاعوا)، الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (ردّوا) مثل أذاعوا والهاء ضمير مفعول به (إلى الرسول) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه)، الواو عاطفة (إلى أولي) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه)، وعلامة الجر الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الأمر) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق بحال من أولي الأمر اللام واقعة في جواب لو (علم) فعل ماض والهاء ضمير مفعول به (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يستنبطونه) مضارع مرفوع... والواو فاعل...
والهاء مفعول به (منهم) مثل الأول متعلق ب (علمه)، الواو استئنافية (لولا) حرف امتناع لوجود- شرط غير جازم- (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (عليكم) مثل منهم متعلق بحال من فضل الله، الواو عاطفة (رحمة) معطوف على فضل مرفوع مثله والهاء ضمير مضاف إليه اللام واقعة في جواب لولا (اتبعتم) فعل ماض مبني على السكون و(تم) ضمير فاعل (الشيطان) مفعول به منصوب (إلّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى منصوب.
جملة (جاءهم أمر...) في محل جر بإضافة (إذا) إليها.
وجملة (أذاعوا به...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (ردّوه...) لا محل لها معطوفة على جملة الشرط وفعله، وجوابه المعطوف على استئناف متقدم في الآية السابقة.
وجملة (علمه الذين...) لا محل لها جواب الشرط لو.
وجملة (يستنبطونه...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (فضل الله (موجود)...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (اتّبعتم...) لا محل لها جواب شرط غير جازم (لولا).
الصرف:
(أذاعوا)، فيه إعلال بالقلب أصله أذيعوا نقلت الحركة إلى الذال قبل الياء فقلبت ألفا لتحرك الياء في الأصل.
الفوائد:
الشيطان: يطلق على: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب قال جرير:
أيام يدعونني الشيطان من غزل ** وهن يهوينني إذ كنت شيطانا

والشيء إذا استقبح شبه بالشياطين فيقال: كأنه وجهه شيطان، والشيطان لا يرى ولكنه يستشعر أنه أقبح ما يكون من الأشياء ولو رؤي لرؤي في أقبح صورة.
2- فضل الروية:
في هذه الآية انكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وقد لا يكون لها صحة.
ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
ولنذكر هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته حين بلغه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طلق نساءه فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى اللّه عليه وسلم فاستفهمه أطلقت نساءك؟ فقال: (لا) فقلت اللّه أكبر وذكر الحديث بطوله.
إعراب الآية رقم (84):
{فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (84)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدر (قاتل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في سبيل) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل قاتل (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (تكلّف) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلا) أداة حصر (نفس) مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه، وفي الكلام حذف مضاف أي: عمل نفسك الواو عاطفة (حرّض) مثل قاتل، وحرّك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين، (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (عسى) فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف (الله) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (يكف) مضارع منصوب، والفاعل هو (بأس) مفعول به منصوب (الذين) موصول مبني في محل جر مضاف إليه (كفروا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل.
والمصدر المؤول (أن يكف) في محل نصب خبر عسى.
الواو استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أشد) خبر مرفوع (بأسا) تمييز منصوب الواو عاطفة (أشد) معطوف على الأول مرفوع (تنكيلا) تمييز منصوب.
جملة (قاتل...) في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أفردوك وتركوك فقاتل.
وجملة (لا تكلف إلا نفسك) في محل نصب حال من فاعل قاتل.
وجملة (حرّض المؤمنين) في محل جزم معطوفة على جملة قاتل.
وجملة (عسى الله...) لا محل لها تعليلية، أو استئناف بياني.
وجملة (يكفّ...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (كفروا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (الله أشد بأسا) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(تنكيلا)، مصدر قياسي لفعل نكّل الرباعي، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أول الماضي وتخفيف العين وزيادة ياء قبل الآخر.
الفوائد:
قوله تعالى: (لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) إلا أداة حصر ونفسك مفعول به ثان لأن نائب الفاعل المقدر أنت بمثابة المفعول الأول وتعرب إلا أداة حصر في حالتين:
1- إذا كان الاستثناء تاما (أي ذكر فيه المستثنى منه) منفيا (أي سبق بنفي) وكان الاسم بعدها بدلا من المستثنى منه كقوله تعالى: (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ). مع العلم أنه في هذه الحال يجوز نصب الاسم بعدها على الاستثناء.
2- إذا كان الاستثناء ناقصا (أي لم يذكر فيه المستثنى منه) ومنفيا كما في هذه الآية وقوله تعالى: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ).
إذن إذا لم ينصب الاسم بعد إلا على الاستثناء فهي أداة حصر.

.إعراب الآية رقم (85):
{مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (85)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يشفع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (شفاعة) مفعول مطلق منصوب (حسنة) نعت منصوب (يكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الشرط اللام حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر يكن، (نصيب) اسم يكن مرفوع، (من) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق بنعت لنصيب الواو عاطفة (من يشفع... كفل منها) مثل نظيرتها المتقدمة. الواو استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (على كل) جار ومجرور متعلق ب (مقيتا)، (شيء) مضاف إليه مجرور (مقيتا) خبر كان منصوب.
جملة (من يشفع...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يشفع شفاعة...) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (يكن له نصيب) لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة (من يشفع (الثانية) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (يشفع الثانية) في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة (يكن له كفل) لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة (كان الله... مقيتا) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(كفل)، اسم بمعنى ضعف الأجر أو بمعنى نصيب، وزنه فعل بكسر فسكون.
(مقيتا)، اسم فاعل من أقات الرباعي بمعنى اقتدر عليه... وفي الكلمة إعلال بإعلال الفعل أصلا ثم تبعه اسم الفاعل، ومضارع أقات يقيت، وأصله يقوت، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب- وكذا جرى الإعلال في مقيت.
.إعراب الآية رقم (86):
{وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (86)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب متعلق بمضمون الجواب (حييتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون... و(تم) ضمير نائب فاعل (بتحية) جار ومجرور متعلق ب (حييتم)، الفاء رابطة لجواب الشرط (حيّوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل (بأحسن) جار ومجرور متعلق ب (حيوا)، وعلامة الجر الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل (من) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق بأحسن (أو) حرف عطف (ردوا) مثل حيوا و(ها) ضمير مفعول به (إنّ) حرف مشبه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان على كل شيء حسيبا) مثل كان على كل شيء مقيتا.
جملة (حيّيتم...) في محل جر بإضافة (إذا) إليها.
وجملة (حيّوا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (ردّوها) لا محل لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة (إنّ اللّه كان...) لا محل لها استئنافية فيها معنى التعليل.
وجملة (كان... حسيبا) في محل رفع خبر إنّ.
الصرف:
(تحية)، مصدر قياسي لفعل حيّا الرباعي، والتاء عوض من ياء تفعيل، وأصل الكلمة تحيية وزن تزكية، فثقلت الكسرة على الياء الأولى فنقلت إلى الحاء ثم أدغمت الياءان معا لسكون الأولى.
(حيّوا)، فيه إعلال بالحذف أصله حييوا، استثقلت الضمة على الياء فنقلت حركتها إلى ما قبلها، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة- فأصبح حيّوا وزنه فعّوا بفتح الفاء.
الفوائد:
التحية في الإسلام:
1- جعل الإسلام تحيته: (السلام عليكم) أو (السلام عليكم ورحمة اللّه) أو (السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته).. والرد عليها بأحسن منها يكون بالزيادة على كل منها- ما عدا الثالثة حيث لم تبق زيادة لمستزيد- فالثالثة ترد بمثلها، وهكذا روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
ونلمس في هذه الآية المحاولة الدائمة لتوثيق علاقات المودة والقربى بين أفراد المجتمع، وإن إفشاء السلام، والرد على التحية بأحسن منها، لهو من خير الوسائل لانشاء هذه العلاقات وتوثيقها.
وإفشاء السلام سنة، أما رده فهو فريضة بحكم هذه الآية.
ولعل مراد القرآن بايراده هذه الآية وسط آيات القتال، أن يشار إلى قاعدة الإسلام الأساسية... السلام.. فالإسلام دين السلام.
2- قوله تعالى: (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) بأحسن جار ومجرور وعلامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف وسبب منعه من الصرف أنه صفة على وزن أفعل والممنوع من الصرف يجر بالفتحة عوضا عن الكسرة بشرط ألا يكون مضافا مثل مررت بأحسن الناس وألا يكون معرفا ب (ال) مثل مررت بالأحسن خلقا.
.إعراب الآية رقم (87):
{اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (إلا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف وتقديره موجود اللام لام القسم لقسم مقدّر (يجمعنّ) مضارع مبني على الفتح في محل رفع... والنون نون التوكيد و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى يوم) جار ومجرور متعلق ب (يجمعنّكم) بتضمينه معنى يحشرنّكم (القيامة) مضاف إليه مجرور (لا ريب) مثل لا إله (في) حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق بخبر لا الواو استئنافية (من) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (أصدق) خبر مرفوع (من اللّه) جار ومجرور متعلق بأصدق (حديثا) تمييز منصوب.
جملة (اللّه لا إله إلا هو) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لا إله إلا هو) في محل رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة (يجمعنكم...) لا محل لها جواب قسم مقدّر.
وجملة (لا ريب فيه) في محل نصب حال من يوم القيامة.
وجملة (من أصدق...) لا محل لها استئنافية.
.إعراب الآية رقم (88):
{فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88)}.
الإعراب:
الفاء استئنافية (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ اللام حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر ما (في المنافقين) جار ومجرور متعلق بحال من فئتين، وعلامة الجر الياء (فئتين) حال من ضمير الخطاب في (لكم)، منصوبة وعلامة النصب الياء، الواو حالية (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أركس) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جر (ما) حرف مصدري (كسبوا) فعل ماض مبني على الضم...
والواو فاعل. الهمزة للاستفهام الإنكاري (تريدون) مضارع مرفوع...
والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (أضلّ) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والمفعول محذوف.
والمصدر المؤول (أن تهدوا...) في محل نصب مفعول به عامله تريدون.
الواو استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول به (يضلل) مضارع مجزم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (لن) حرف نفي ونصب (تجد) فعل مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (تجد)، (سبيلا) مفعول به منصوب.
جملة (ما لكم...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (اللّه أركسهم) في محل نصب حال.
وجملة (أركسهم...) في محل رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة (كسبوا) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة (تريدون...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (تهدوا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (أضل اللّه) لا محل لها صلة الموصول (من).
وجملة (يضلل اللّه...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لن تجد له سبيلا) في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
.إعراب الآيات (89- 90):{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)}.
الإعراب:
(ودّوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (لو) حرف مصدري (تكفرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (لو تكفرون) في محل نصب مفعول به عامله ودّوا.
الكاف حرف جر (ما) حرف مصدري (كفروا) مثل ودوا.
والمصدر المؤوّل (ما كفروا) في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي تكفرون كفرا ككفرهم.
الفاء عاطفة (تكونون) مضارع ناقص مرفوع... والواو اسم تكون (سواء) خبر منصوب. الفاء رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تتخذوا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (من) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق بمفعول به ثان، (أولياء) مفعول به أول منصوب (حتى) حرف غاية وجر (يهاجروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (في سبيل) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل يهاجروا (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يهاجروا...) في محل جرّ ب (حتى) متعلق ب (تتخذوا).
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولوا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم فعل الشرط... والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (خذوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (اقتلوهم) مثل خذوهم (حيث) ظرف مبني على الضم في محل نصب متعلق ب (اقتلوهم)، (وجدتم) فعل ماض مبني على السكون...
و(تم) ضمير فاعل والواو زائدة لإشباع حركة الميم و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (لا تتخذوا منهم وليّا) مثل المتقدمة الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصيرا) معطوف بالواو على (وليّا) منصوب مثله.
جملة (ودّوا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (تكفرون) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (لو).
وجملة (كفروا) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة (تكونون) لا محل لها معطوفة على جملة تكفرون.
وجملة (لا تتّخذوا...) في محل جزم جواب شرط مقدر أي إن بانت عداوتهم فلا تتّخذوا.
وجملة (يهاجروا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (تولّوا...) لا محل لها معطوفة على الجملة الشرطية المقدرة.
وجملة (خذوهم) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (اقتلوهم) في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم.
وجملة (وجدتموهم) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (لا تتخذوا...) في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم.
(إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء من ضمير المفعول في اقتلوهم (يصلون) مثل تكفرون (إلى قوم) جار ومجرور متعلق ب (يصلون)، (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بينهم) مثل بينكم ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخر مرفوع (أو) حرف عطف (جاؤوا) مثل ودّوا و(كم) ضمير مفعول به (حصرت) فعل ماض...
والتاء تاء التأنيث (صدور) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدري ونصب (يقاتلوا) مثل يهاجروا و(كم) مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يقاتلوكم) في محل جر بحرف جر محذوف تقديره عن أن يقاتلوكم متعلق ب (حصرت).
(أو) حرف عطف (يقاتلوا) مضارع منصوب معطوف على يقاتلوكم... والواو فاعل (قوم) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه. الواو استئنافية (لو) شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام واقعة في جواب لو (سلّط) فعل ماض، والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به (على) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق ب (سلّطهم)، الفاء عاطفة اللام لتأكيد الربط (قاتلوا) مثل تولوا و(كم) ضمير مفعول به الفاء عاطفة (إن اعتزلوا) مثل إن تولوا... و(كم) ضمير مفعول به الفاء عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يقاتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون...
والواو فاعل، و(كم) مفعول به الواو عاطفة (ألقوا) ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (إليكم) مثل عليكم متعلق ب (ألقوا)، (السلم) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (جعل اللّه) مثل شاء اللّه (لكم) مثل عليكم متعلق ب (جعل)، (عليهم) مثل عليكم متعلق بحال من (سبيلا) وهو مفعول به منصوب.
وجملة (يصلون...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (بينكم... ميثاق) في محل جر نعت لقوم.
وجملة (جاؤوكم...) لا محل لها معطوفة على جملة الصلة يصلون.
وجملة (حصرت صدورهم) في محل نصب حال بتقدير (قد)، أو نعت لقوم في محل جر.
وجملة (يقاتلوكم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (يقاتلوا قومهم) لا محل لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة (لو شاء اللّه) لا محل لها استئنافية.
وجملة (سلّطهم عليكم) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (قاتلوكم) لا محل لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة (اعتزلوكم) لا محل لها معطوفة على جملة لو شاء اللّه.
وجملة (لم يقاتلوكم) لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوكم.
وجملة (ألقوا...) لا محل لها معطوفة على جملة اعتزلوكم.
وجملة (ما جعل اللّه...) في محل جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
الصرف:
(يصلون)، فيه إعلال بالحذف، حذفت فاؤه فهو معتل مثال مكسور العين في المضارع، وزنه يعلون.
(ألقوا)، فيه إعلال بالحذف، التقى ساكنان الألف وهو لام الكلمة- وهي منقلبة عن ياء- وواو الجماعة فحذفت الألف وفتح ما قبلها دلالة عليها.
(السلم)، اسم مصدر من سالمه أي صالحه، وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (حَتَّى يُهاجِرُوا) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى مواضع انتصاب الفعل بأن المضمرة فذلك في عدة مواضع هي: بعد حتى كما مر. وبعد لام التعليل كقوله تعالى: (لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) وبعد فاء السببية كقوله تعالى: (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) ومن المعلوم أن فاء السببية يجب أن تسبق بتمنّ أو ترجّ أو طلب أو استفهام. أو بعد (أو) التي بمعنى مع وتسبق بمصدر كقول ميسون.
ولبس عباءة وتقرّ عيني ** أحب إليّ من لبس الشفوف

وبعد أو التي بمعنى حتى كقول امرئ القيس:
فقلت له لا تبك عينك إنما ** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

2- قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) تضاربت الأقوال حول جملة (حصرت) في الآية وسنوجزها فيما يلي.
أ- إنها جملة دعائية لا محل لها من الإعراب كأن اللّه يدعو عليهم بأن تضيق صدورهم.
ب- إنها في محل جر صفة لقوم.
ج- في محل نصب حال من واو الجماعة بقوله: (جاؤوكم) وذكر النحاة تقدير (قد) قبل الجملة الواقعة حالا إذا كانت في صيغة الماضي أي (جاؤوكم قد حصرت).
د- في محل نصب صفة لموصوف محذوف والتقدير أو جاؤوكم قوما حصرت صدورهم.
ولكن نرى أن نأخذ الأمر من أقرب طريق وألّا نلجأ إلى التأويل والتكلف كي لا نخرج عن الإطار العام للقواعد فهي لمساعدتنا على فهم المعنى وليست لتعقيد المعنى...
3- قوله تعالى: (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ). المصدر المؤول من أن والفعل يقاتلوكم فيه ثلاثة أقوال:
أ- مجرور بحرف جر مقدر أي عن أن يقاتلوكم.
ب- منصوب بنزع الخافض.
ج- في محل نصب مفعول لأجله.

.إعراب الآية رقم (91):
{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (91)}.
الإعراب:
السين حرف استقبال (تجدون) مضارع مرفوع...
والواو فاعل (آخرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (يريدون) مثل تجدون (أن) حرف مصدري ونصب (يأمنوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (يأمنوا) معطوف على يأمنوكم منصوب مثله (قوم) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤول (أن يأمنوكم) في محل نصب مفعول به عامله يريدون.
(كلّما) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب أركسوا (ردّوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم... والواو ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل (إلى الفتنة) جار ومجرور متعلق ب (ردّوا)، (أركسوا) مثل ردّوا (في) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق ب (أركسوا). الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يعتزلوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (يلقوا) مثل يعتزلوا ومعطوف عليه والنفي السابق متسلط عليه (إلى) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يلقوا)، (السلم) مفعول به منصوب الواو عاطفة (يكفوا أيديهم) مثل يلقوا السلم... و(هم) مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (خذوهم... ثقفتموهم) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (جعلنا) فعل ماض وفاعله (لكم) مثل إليكم متعلق بمحذوف مفعول ثان لفعل جعلنا (عليهم) مثل إليكم متعلّق بحال من (سلطانا) وهو مفعول به منصوب (مبينا) نعت منصوب.
جملة (ستجدون...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يريدون...) في محل نصب حال.
وجملة (يأمنوكم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن):
وجملة (يأمنوا قومهم) لا محل لها معطوفة على جملة يأمنوكم.
وجملة (ردّوا) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (أركسوا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (لم يعتزلوكم) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (يلقوا إليكم...) لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم.
وجملة (يكفوا...) لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم.
وجملة (خذوهم) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (اقتلوهم) في محل جزم معطوفة على جملة خذوهم.
وجملة (ثقفتموهم) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (أولئك جعلنا) لا محل لها معطوفة على جملة يعتزلوكم.
وجملة (جعلنا...) في محل رفع خبر المبتدأ (أولئك).
.إعراب الآية رقم (92):
{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص (لمؤمن) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدري ونصب (يقتل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مؤمنا) مفعول به منصوب (إلا) أداة حصر (خطأ) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يقتل) في محل رفع اسم كان مؤخر.
الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (قتل) فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (مؤمنا) مفعول به منصوب (خطأ) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب، الفاء رابطة لجواب الشرط (تحرير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو المسؤولية أو الواجب، (رقبة) مضاف إليه مجرور (مؤمنة) نعت لرقبة مجرور مثله الواو عاطفة (دية) معطوف على تحرير مرفوع مثله (مسلّمة) نعت لدية مرفوع مثله (إلى أهله) جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق ب (مسلّمة)، (إلا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (يصدّقوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يصدقوا) في محل نصب على الاستثناء المنقطع لأن الدية ليست من نوع التصدق.
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من قوم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، (عدوّ) نعت لقوم مجرور مثله اللام حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بنعت لعدو، الواو حالية (هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (تحرير رقبة مؤمنة) مثل الأولى. الواو عاطفة (إن كان من قوم) مثل الأولى (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بينهم) مثل بينكم ومعطوف عليه (ميثاق) مبتدأ مؤخّر مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (دية) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو المسؤولية أو الواجب، (مسلّمة إلى أهله.. رقبة) مثل المتقدمة الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (لم) حرف نفي فقط (يجد) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط (صيام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الواجب، (شهرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (متتابعين) نعت مجرور وعلامة الجر الياء (توبة) مفعول لأجله منصوب أي شرع ذلك توبة من الله (من الله) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لتوبة الواو استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر كان ثان منصوب.
جملة (ما كان لمؤمن...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يقتل...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (من قتل...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (قتل مؤمنا) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (الواجب) تحرير...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (يصّدّقوا) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (كان من قوم...) لا محل لها معطوفة على من قتل...
وجملة (هو مؤمن) في محل نصب حال.
وجملة (الواجب) تحرير... (الثانية) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (كان من قوم (الثانية) لا محل لها معطوفة على جملة من قتل...
وجملة (العقاب) دية...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (من لم يجد) لا محل لها معطوفة على جملة كان الثانية.
وجملة (لم يجد...) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (الواجب) صيام) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (... توبة من اللّه) لا محل لها استئناف بياني.
وجملة (كان اللّه عليما...) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(خطأ)، مصدر خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
(تحرير)، مصدر قياسي لفعل حرر الرباعي وزنه تفعيل بزيادة تاء على ماضيه وتخفيف عين الفعل وزيادة ياء قبل الآخر.
(دية)، مصدر استعمل استعمال الاسم من فعل ودي يدي باب ضرب، وزنه علة، ففيه إعلال بحذف فاء الكلمة وأصله (ودية) بفتح فسكون.
(مسلّمة)، اسم مفعول من سلّم الرباعيّ، مؤنث مسلم، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين المشدّدة.
(يصدّقوا)، فيه إبدال تاء الافتعال صادا وإدغامها مع فاء الكلمة وزنه يتفعّلوا.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ