الخميس، 20 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة النساء من الآية 57 إلى الآية 78

 

.إعراب الآية رقم (57):{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماضي مبني على الضم... والواو فاعل ومثله (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (سندخلهم جنّات) مثل سوف نصليهم نارا، وعلامة نصب جنّات الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء (من تحت) جار ومجرور متعلق ب (تجري)، و(ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (ندخلهم)، وعلامة النصب الياء (في) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق بخالدين، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلق بخالدين (لهم) مثل فيها متعلق بخبر مقدّم و(فيها) الثاني متعلق بالخبر المحذوف (أزواج) مبتدأ مؤخر مرفوع (مطهرة) نعت مرفوع الواو عاطفة (ندخلهم) مثل نصليهم، (ظلّا) مفعول به ثان منصوب (ظليلا) نعت منصوب.
جملة (الذين آمنوا...) لا محل لها معطوفة على جملة إنّ الذين كفروا.
وجملة (آمنوا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (عملوا...) لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (سندخلهم...) في محل رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة (تجري) في محل نصب نعت لجنّات.
وجملة (لهم فيها أزواج) في محل نصب نعت ثان لجنات، أو حال من ضمير الغائب في (سندخلهم).
وجملة (ندخلهم...) في محل نصب معطوفة على جملة لهم فيها أزواج.
الصرف:
(ظلّا)، اسم من ظلّ يظلّ ظلالة باب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون.
(ظليلا)، اسم مشتق صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل.
.إعراب الآية رقم (58):
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و(كم) ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (تؤدّوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (الأمانات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (إلى أهل) جار ومجرور متعلق ب (تؤدّوا)، و(ها) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تؤدّوا) في محل نصب مفعول به.
الواو استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق ب (يأمركم) مقدّرا (حكمتم) فعل ماض وفاعله (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (حكمتم)، (الناس) مضاف إليه مجرور (أن تحكموا) مثل أن (أن تؤدوا) (بالعدل) جار ومجرور متعلق ب (تحكموا).
والمصدر المؤوّل (أن تحكموا) في محل نصب مفعول به للفعل المقدر يأمركم.
(إنّ اللّه) مثل الأولى (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (ما) نكرة موصوفة مبني في محل نصب تمييز للضمير المستتر، (يعظ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (يعظكم)، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره تأدية الأمانة والحكم بالعدل (إنّ اللّه) مثل الأولى (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (سميعا) خبر كان منصوب (بصيرا) خبر ثان منصوب.
جملة (إنّ اللّه يأمركم...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يأمركم...) في محل رفع خبر إنّ الأول.
وجملة (تؤدّوا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أنّ).
وجملة (حكمتم...) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (يأمركم) المقدرة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (تحكموا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة (إنّ اللّه نعمّا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (نعمّا يعظكم) في محل رفع خبر إنّ (لثاني).
وجملة (يعظكم به) في محل نصب نعت ل (ما).
وجملة (إنّ اللّه كان...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كان سميعا...) في محل رفع خبر إنّ (لثالث).
الفوائد:
الأمانة العامة:
1- الإنسان وحده قد وكل إلى فطرته وعقله وإرادته وجهده للوصول إلى اللّه بعون منه، وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا، وهذه أمانة حملها الإنسان وعليه أن يؤديها.
ومنها تنبثق سائر الأمانات، أمانة الايمان باللّه، وأمانة التعامل مع الناس، أمانة المعاملات والودائع المادية وأمانة النصيحة للراعي وللرعية، وأمانة القيام على الناشئة.
2- نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ.
(نعمّا) أصلها (نعم ما) أدغمت الميمان معا فأصبحتا ميما مشددة. ونعم فعل ماض لانشاء المدح، أمّا (ما) ففي اعرابها مذاهب: أحدها أن تكون معرفة تامة بمعنى (الشيء) وهي في محل رفع فاعل لنعم.
الثاني: اعتبارها (اسم موصول) بمعنى الذي وهي في محل رفع فاعل لنعم أيضا.
الثالث: اعتبار (ما) نكره موصوفة في محل نصب على التمييز التقدير نعم شيئا يعظكم به، والفاعل مستتر وجوبا.
أو جزنا لك الموضوع وقد نعود لتفصيله ثانية فتدبّر.
.إعراب الآية رقم (59):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت ل (أيّ) أو بدل منه (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (أطيعوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (أطيعوا الرسول) مثل أطيعوا اللّه الواو عاطفة (أولي) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الأمر) مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من (أولي الأمر)، الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تنازعتم) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم... و(تم) ضمير فاعل (في شيء) جار ومجرور متعلق ب (تنازعتم)، الفاء رابطة لجواب الشرط (ردّوا) مثل أطيعوا والهاء ضمير مفعول به (إلى اللّه) جار ومجرور متعلق ب (ردّوه)، الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (إن كنتم) مثل إن تنازعتم... و(تم) اسم كان (تؤمنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (بالله) جار ومجرور متعلق ب (تؤمنون)، (اليوم) معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله (الآخر) نعت لليوم مجرور (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (خير) خبر المبتدأ مرفوع (أحسن) معطوف على خير بالواو مرفوع مثله (تأويلا) تمييز منصوب.
جملة النداء (يا أيها الذين) لا محل لها استئنافية.
وجملة (آمنوا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (أطيعوا اللّه) لا محل لها جواب النداء.
وجملة (أطيعوا الرسول) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (إن تنازعتم...) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (ردّوه...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (كنتم تؤمنون) لا محل لها اعتراضية في معرض الحضّ.
وجملة (تؤمنون...) في محل نصب خبر كنتم... وجواب الشرط الثاني محذوف دل عليه ما قبله أي: فردوه إلى اللّه.
وجملة (ذلك خير) لا محل لها تعليل للشرط الأوّل.
الصرف:
(خير، أحسن)، قد يكونان اسمي تفضيل والمفضل عليه محذوف، وقد يكونان صفتين خالصتين من غير تفضيل أي خير وحسن.
وخير وأحسن على المعنى الأول وزنهما أفعل بحذف الهمزة من كلمة خير لكثرة الاستعمال، وخير وحسن وزنهما فعل بفتح فسكون، وفعل بفتحتين على التوالي.
الفوائد:
1- اخرج مسلم من حديث أم الحصين: (ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب اللّه، اسمعوا وأطيعوا)
{فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
الى النصوص أولا، فإن لم توجد النصوص، فإلى المبادئ الكلية العامة والمقاصد الشرعية الثابتة التي تغطي كل جوانب الحياة الرئيسية، وفي ذلك احترام للعقل ومنحه مكانا للعمل وهي مهمة العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين.
.إعراب الآيات (60- 63):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (62) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63)}.
الإعراب:
(ألم تر إلى الذين)، (يزعمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد و(هم) ضمير متصل في محل نصب اسم أن (أمنوا) فعل ماض وفاعله الباء حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (آمنوا)، (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (إلى) حرف جر والكاف ضمير في محل جر متعلق ب (أنزل)، الواو عاطفة (ما أنزل) مثل الأول ومعطوف عليه (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (أنزل) الثاني والكاف ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنهم آمنوا) سدّ مسدّ مفعولي يزعمون.
(يريدون) مثل يزعمون (أن) حرف مصدري ونصب (يتحاكموا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل (إلى الطاغوت) جار ومجرور متعلق ب (يتحاكموا).
والمصدر المؤوّل (أن يتحاكموا) في محل نصب مفعول به عامله يريدون.
الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (أمروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم... والواو نائب فاعل (أن يكفروا) مثل أن يتحاكموا الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (يكفروا).
والمصدر المؤوّل (أن يكفروا) في محل نصب مفعول به عامله (أمروا).
الواو عاطفة (يريد) مضارع مرفوع (الشيطان) فاعل مرفوع (أن) مثل الأول (يضلّ) مضارع منصوب و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ضلالا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (بعيدا) نعت منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّهم) في محل نصب مفعول به عامله يريد.
جملة (تر إلى الذين...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يزعمون...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (آمنوا) في محل رفع خبر أنّ.
وجملة (أنزل إليك) لا محل لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة (أنزل من قبلك) لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (يريدون) في محل نصب حال من فاعل يزعمون.
وجملة (يتحاكموا) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (قد أمروا...) في محل نصب حال من فاعل يريدون.
وجملة (يكفروا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة (يريد الشيطان...) في محل نصب معطوفة على جملة يريدون.
وجملة (يضلّهم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث.
(61) الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (رأيت)، قيل: فعل ماض مبني للمجهول اللام حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (قيل)، (تعالوا) فعل أمر جامد مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة... والواو فاعل (إلى ما) مثل بما متعلّق ب (تعالوا)، (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (الرسول) مجرور بإلى متعلق ب (تعالوا) فهو معطوف على المجرور الأول (رأيت) فعل ماض مبني على السكون... والتاء فاعل (المنافقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (يصدّون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (عنك) مثل إليك متعلق ب (يصدّون)، (صدودا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة (قيل لهم) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (تعالوا) في محل رفع نائب فاعل.
وجملة (أنزل اللّه) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (رأيت المنافقين) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (يصدون) في محل نصب حال من المنافقين.
(62) الفاء عاطفة (كيف إذا)، (أصابت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (بما) مثل الأول متعلق ب (أصابتهم)، (قدمت) مثل أصابت (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة و(هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (جاؤوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل، والكاف ضمير مفعول به (يحلفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلق بفعل (يحلفون) (إن) حرف نفي (أردنا) فعل ماض وفاعله (إلّا) أداة حصر (إحسانا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (توفيقا) معطوف على (إحسانا) منصوب مثله، وجملة (كيف (الأمر)..) لا محل لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة (أصابتهم مصيبة) في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة (قدّمت أيديهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (جاؤوك) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصابتهم.
وجملة (يحلفون...) في محل نصب حال من فاعل جاؤوك.
وجملة (أردنا) لا محلّ لها جواب القسم.
(63) (أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ.. والكاف للخطاب (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع خبر (يعلم) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (في قلوب) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب. (أعرض) فعل، أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عنهم) مثل عنك متعلق ب (أعرض)، الواو عاطفة (عظ) مثل أعرض و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (قل لهم) مثل أعرض عنهم والجارّ متعلّق ب (قل)، (في أنفس) جار ومجرور متعلّق ب (قل) على حذف مضاف أي: في حقّ أنفسهم، و(هم) ضمير مضاف إليه، (قولا) مفعول به منصوب (بليغا) نعت منصوب.
وجملة (أولئك الذين) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يعلم اللّه...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (أعرض عنهم) لا محل لها معطوفة على جملة أولئك الذين.
وجملة (عظهم) لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم.
وجملة (قل لهم) لا محل لها معطوفة على جملة أعرض عنهم.
الصرف:
(صدودا) مصدر سماعي لفعل صدّ يصدّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعول بضم الفاء وهو لازم والذي من باب نصر متعد مصدره صدّ بفتح فسكون.
(توفيقا)، مصدر قياسي للرباعي وفّق، وزنه تفعيل بزيادة التاء في أول الماضي وحذف التضعيف وإضافة ياء قبل آخره.
(بليغا)، صفة مشبهة من فعل بلغ يبلغ باب كرم، وزنه فعيل.
الفوائد:
من أدب الاجتماع:
قوله تعالى: (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً) في هذه الآية أدب خلقي واجتماعي، وهو اتباع أسلوب السرّ والانفراد لتأدية النصيحة فهو أبلغ أثرا وأجدى لدى المنصوح.
.إعراب الآية رقم (64):{وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (64)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (ما) نافية (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جر زائد (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) أداة حصر اللام للتعليل (يطاع) مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يطاع) في محل جر باللام متعلق ب (أرسلنا).
(بإذن) جار ومجرور متعلق بحال من الضمير في (يطاع)، (اللّه) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لو) شرطية غير جازمة (أنّ) حرف مشبه بالفعل و(هم) ضمير في محل نصب اسم أنّ (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محل نصب متعلق ب (جاؤوك)، (ظلموا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (جاؤوا) مثل ظلموا والكاف ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أنّهم... جاؤوك) في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت مجيئهم حين ظلموا أنفسهم...
الفاء عاطفة (استغفروا) مثل ظلموا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (استغفر) فعل ماض اللام حرف جر و(هم) ضمير متصل في محل جر متعلق ب (استغفر)، (الرسول) فاعل مرفوع اللام واقعة في جواب لو (وجدوا) مثل ظلموا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به أول منصوب (توابا) مفعول به ثان منصوب (رحيما) حال من الضمير في (توّابا) منصوبة.
جملة (ما أرسلنا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يطاع...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (ثبت) مجيئهم) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (ظلموا...) في محل جر بإضافة (إذ) إليها.
وجملة (جاؤوك) في محل رفع خبر أنّ.
وجملة (استغفروا اللّه) في محل رفع معطوفة على جملة جاؤوك.
وجملة (استغفر لهم الرسول) في محل رفع معطوفة على جملة جاؤوك.
وجملة (وجدوا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ).
حيث التفت من الخطاب إلى الغيبة تفخيما لشأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتعظيما لاستغفاره وتنبيها على أن شفاعته في حيز القبول. وسياق الكلام يقتضي أن يقول: واستغفرت لهم.
.إعراب الآية رقم (65):
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)}.
الإعراب:
الفاء استئنافية (لا) زائدة لتأكيد معنى النفي في جواب القسم، الواو واو القسم (رب) مجرور بالواو متعلق بفعل مقدر تقديره أقسم، والكاف ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (حتى) حرف غاية وجر (يحكموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى... والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به.
والمصدر المؤول (أن يحكّموك) في محل جر متعلق ب (يؤمنون).
(في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (يحكّموك)، (شجر) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (بين) ظرف مكان منصوب متعلق ب (شجر)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (لا) نافية (يجدوا) مثل يحكّموا فهو معطوف عليه (في أنفس) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول به ثان (حرجا) مفعول به أول منصوب (مما) مثل في ما متعلق بنعت لحرج، (قضيت) فعل ماض مبني على السكون... والتاء فاعل الواو عاطفة (يسلموا) مثل يحكموا (تسليما) مفعول مطلق منصوب.
جملة (أقسم) بربك...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لا يؤمنون) لا محل لها جواب القسم.
وجملة (يحكّموك...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (شجر بينهم) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (يجدوا...) لا محل لها معطوفة على جملة يحكّموك.
وجملة (قضيت) لا محل لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (يسلّموا...) لا محل لها معطوفة على جملة يحكّموك.
الصرف:
(حرجا)، مصدر سماعي لفعل حرج يحرج باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
(تسليما)، مصدر قياسي لفعل سلّم الرباعي وزنه تفعيل.
الفوائد:
(فَلا وَرَبِّكَ) تعددت آراء النحاة حول إعراب (لا الأولى) نختصرها لك بمايلي:
أ- هي نفي لكلام مقدر: أي ليس الأمر كما يزعمون وعلى هذا الوجه يكون ما بعدها مستأنفا.
ب- أنها قدمت على القسم اهتماما بالنفي ثمّ تكررت توكيدا.
ج- اعتبار (لا) الثانية زائدة والقسم معترض بين حرف النفي والمنفي والتقدير على الأصل فلا يؤمنون وربك.
د- أنها زائدة والتقدير (فو ربك) وهذه الزيادة تفيد التعظيم والتوكيد.
.إعراب الآيات (66- 68):
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (68)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لو أنّا) مثل لو أنهم، (كتبنا) فعل ماض مبني على السكون... و(نا) فاعل (على) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (كتبنا)، (أن) حرف تفسير، (اقتلوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (اخرجوا) مثل اقتلوا (من ديار) جار ومجرور متعلق ب (اخرجوا)، و(كم) مضاف إليه (ما) نافية (فعلوا) فعل ماضي مبني على الضم... والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (إلا) أداة استثناء (قليل) بدل من ضمير الفاعل في (فعلوه) مرفوع (منهم) مثل عليهم متعلق بنعت لقليل الواو عاطفة (لو أنّهم) مرّ إعرابها (فعلوا) مثل الأول (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (يوعظون) مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (يوعظون)، اللام واقعة في جواب لو (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الفعل المفهوم من سياق الآية (خيرا) خبر كان منصوب (لهم) مثل به متعلّق ب (خيرا)، الواو عاطفة (أشد) معطوف على خبر كان منصوب (تثبيتا) تمييز منصوب.
جملة (ثبتت) كتابتنا عليهم) لا محل لها معطوفة على الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة (كتبنا عليهم...) في محل رفع خبر أنّ.
وجملة (اقتلوا) لا محل لها تفسيريّة.
وجملة (اخرجوا...) لا محل لها معطوفة على التفسيرية.
وجملة (ما فعلوه...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (ثبت) فعلهم) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (فعلوا...) في محل رفع خبر أنّ.
وجملة (يوعظون به) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (كان خيرا...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
(67) الواو عاطفة (إذا) حرف جواب اللام واقعة في جواب شرط مقدّر أي لو ثبتوا لآتيناهم (آتينا) مثل كتبنا و(هم) مفعول به أول (من) حرف جر (لدن) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق ب (آتينا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب.
وجملة (آتيناهم...) لا محل لها جواب شرط مقدّر... وإذا- بالتنوين- وما في حيّزها من أداة الشرط وفعلها وجوابها لا محل لها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
(68) الواو عاطفة (لهديناهم) مثل لآتيناهم (صراطا) مفعول به ثان عامله هدينا (مستقيما) نعت منصوب.
وجملة (هديناهم...) لا محل لها معطوفة على جملة آتيناهم.
الفوائد:
دين الميسرة:
إن هذا المنهج ميسر لينهض به كل ذي فطرة سوية، وإن اللّه سبحانه وتعالى الذي فرض على الإنسان تكاليف هذا الدين يعلم أنها داخلة في مقدور الإنسان وهو لم يشرع هذا الدين للقلائل الممتازين من الناس. وقتل النفس، والخروج من الديار.. مثلان للتكاليف الشاقة، التي لو كتبت على الناس ما فعلها إلا قليل منهم، وهي لم تكتب لأنه ليس المراد من التكاليف أن يعجز عنها عامة الناس أو ينكلوا عنها، بل المراد أن يقدر عليها الجميع ويؤدوها.
وهذا لا يمنع من وجود الصفوة المميزة بعمق إيمانها وقوة ارتباطها باللّه سبحانه.
قال ابن جريج: حدثنا المثنى إسحاق أبو الأزهر عن إسماعيل عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نزلت: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ... الآية، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد للّه الذي عافانا، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: (إن من أمتي لرجلا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي).
.إعراب الآية رقم (69):
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (69)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يطع) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله الفاء رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (أولاء)، (الذين) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (أنعم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (أنعم)، (من النبييّن) جار ومجرور متعلق بحال من ضمير الغائب في (عليهم)، وعلامة الجر الياء (الصدّيقين، الشهداء، الصالحين) أسماء معطوفة على النبيين بحروف العطف مجرورة مثله وعلامة الجر لجمع المذكر الياء الواو استئنافية (حسن) فعل ماض (أولئك) مثل الأول وهو فاعل (رفيقا) تمييز منصوب.
جملة (من يطع اللّه...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يطع اللّه...) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (أولئك مع الذين...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (أنعم اللّه...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (حسن أولئك...) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(الصدّيقين)، جمع الصدّيق، صفة مشبهة من صدق يصدق باب نصر وزنه فعيّل بكسر الفاء والعين المشددة.
(رفيقا)، صفة مشبهة وزنه فعيل من رفق يرفق باب نصر وباب كرم وباب فرح، يجوز أن يستوي فيه الأفراد والجمع، ويمكن تأويله في الآية على معنى الجمع أي رفقاء، أو كل واحد من هؤلاء الأنواع الأربعة رفيق.
الفوائد:
1- انتبه إلى رسم (أولئك).
أ- (الواو) فيها ترسم ولا تلفظ.
ب- الألف الواقعة بعد اللام على العكس تلفظ ولا تكتب.
2- يتكرر كثيرا في القرآن الكريم ذكر طاعة الرسول مقترنة بطاعة اللّه وفي ذلك اشارة إلى مكان السنة في التشريع وأنها تأتي في المرتبة الثانية من مصادر التشريع.
.إعراب الآية رقم (70):{ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً (70)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (الفضل) بدل من ذا أو نعت له تبعه في الرفع، (من اللّه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الواو استئنافية (كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف الباء حرف جر زائد (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (عليما) تمييز منصوب أو حال منصوبة.
جملة: (ذلك الفضل من اللّه) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كفى باللّه عليما) لا محل لها استئنافية.
.إعراب الآية رقم (71):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (71)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أي) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم...
والواو فاعل (خذوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (حذر) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (انفروا) مثل خذوا (ثبات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة، (أو) حرف عطف (انفروا جميعا) مثل انفروا ثبات.
جملة النداء (يا أيها الذين...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (آمنوا...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (خذوا...) لا محل لها جواب النداء.
وجملة (انفروا ثبات) لا محل لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة (انفروا جميعا) لا محل لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(حذركم)، مصدر سماعي للفعل حذر وزنه فعل بكسر فسكون، (ثبات)، جمع ثبة، اسم جمع قيل هو فوق العشرة أو فوق الاثنين، وزنه فعة بضم الفاء وحذفة لام الكلمة والغالب هو الواو لأن الفعل ثبا يثبو، وبعضهم يقول هو الياء لأنها من فعل ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه... ويجمع بالألف والتاء- كما في الآية- وبالواو والنون.
البلاغة:
(خُذُوا حِذْرَكُمْ)...
الحذر هو الاحتراز عما يخاف فهناك الكناية والتخييل بتشبيه الحذر بالسلاح وآلة الوقاية.
.إعراب الآيات (72- 73):
{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72) وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (إنّ) حرف مشبه بالفعل (من) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم اللام حرف توكيد (من) اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ مؤخر اللام لام القسم لقسم مقدّر، (يبطئن) مضارع مبني على الفتح في محل رفع لتجرده عن الناصب والجازم... والنون للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أصابت) فعل ماض... والتاء للتأنيث و(كم) ضمير مفعول به (مصيبة) فاعل مرفوع (قال) فعل ماض مبني في محل جزم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (قد) حرف تحقيق (أنعم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جر والياء ضمير في محل جر متعلق ب (أنعم)، (إذ) ظرف مبني في محل نصب متعلق ب (أنعم)، (لم) حرف نفي وجزم (أكن) مضارع مجزوم ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بالخبر و(هم) ضمير مضاف إليه (شهيدا) خبر أكن منصوب.
جملة (إنّ منكم لمن...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (القسم المقدرة وجوابها) لا محل لها صلة الموصول (من).
وجملة (يبطئنّ) لا محل لها جواب القسم المقدر.
وجملة (أصابتكم مصيبة) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (قال...) لا محل لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة (قد أنعم اللّه...) في محل نصب مقول القول.
وجملة (لم أكن معهم شهيدا) في محل جر بإضافة (إذ) إليها.
(73) الواو عاطفة اللام موطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أصابكم فضل) مثل أصابتكم مصيبة (من اللّه) جار ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفضل (ليقولنّ) مثل ليبطئن (كأن) حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن محذوف (لم تكن) مثل لم أكن واسمه سيأتي (بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر تكن مقدم و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بينه) مثل بينكم (مودّة) اسم تكن مؤخر مرفوع (يا) أداة تنبيه (ليت) حرف مشبه بالفعل للتمني والنون للوقاية والياء ضمير اسم ليت في محل نصب (كنت) فعل ماض ناقص مبني على السكون... والتاء اسم كان (معهم) مثل الأول متعلق بخبر كان الفاء فاء السببية (أفوز) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (فوزا) مفعول مطلق منصوب (عظيما) نعت منصوب.
وجملة (إن أصابكم فضل) لا محل لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة (يقولنّ...) لا محل لها جواب القسم المقدّر، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة (كأن لم تكن...) لا محل لها اعتراضية.
وجملة (لم تكن... مودّة) في محل رفع خبر كأن.
وجملة (ليتني كنت...) في محل نصب مقول القول لفعل يقولن.
وجملة (كنت معهم) في محل رفع خبر ليت.
وجملة (أفوز) لا محل لها صلة الموصول الحرفي المضمر (أن).
والمصدر المؤوّل (أن أفوز) معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الكلام السابق، والتقدير: ثمة تمنّي وجودي معهم ففوز عظيم لي.
الصرف:
(مودة)، مصدر ميميّ من فعل ودّ يودّ باب فتح وزنه مفعلة، والتاء زائدة للمبالغة لا للتأنيث. أو هو مصدر سماعي للفعل، وثمة مصادر سماعية أخرى للفعل كثيرة هي: ودّ بفتح الواو وضمها وكسرها، ووداد بفتح الواو وكسرها وضمها، وودادة بفتح الواو، موددة بالتخفيف، ومودودة.
الفوائد:
1- (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ).
(كأن) مخففة من (كأنّ) الثقلية: وقد قال فيها النحاة: إذا كان خبرها جملة ذات فعل متصرف فصل بينهما ب (قد) نحو: (كأن قد ألمّ به مصيبة).
وإن كان خبرها جملة منفية فصل بينهما ب (لم) كما ورد في الآية الآنفة الذكر.
وذلك للتفريق بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها الكاف وعند ما نأمن اللبس فلا حاجة للفصل، فتدبّر.
2- عند ما تدخل (يا) على الحرف أو الفعل تعرب أداة تنبيه خلافا لمن تكلّف واعتبرها أداة نداء والمنادي مقدر وفي ذلك من التمحّل ما فيه.
.إعراب الآية رقم (74):
{فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74)}.
الإعراب:
الفاء استئنافية اللام لام الأمر (يقاتل) مضارع مجزوم (في سبيل) جار ومجرور متعلق ب (يقاتل)- أو بمحذوف حال من الموصول- (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يشرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدنيا) نعت منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلق ب (يشرون) بتضمينه معنى يستبدلون أو هو في معنى يبيعون الواو استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يقاتل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في سبيل اللّه) مثل الأولى متعلق ب (يقاتل)- أو بحال من فاعل يقاتل-، الفاء عاطفة تفريعية (يقتل) مضارع مبني للمجهول مجزوم معطوف على فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أو) حرف عطف (يغلب) مثل يقاتل ومعطوف عليه الفاء رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (نؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم والهاء ضمير مفعول به أول (أجرا) مفعول به ثان منصوب (عظيما) نعت منصوب.
جملة (ليقاتل... الذين يشرون) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يشرون الحياة...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (من يقاتل...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يقاتل في سبيل اللّه) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (يقتل...) في محل رفع معطوفة على جملة يقاتل.
وجملة (يغلب...) في محل رفع معطوفة على جملة يقتل.
وجملة (نؤتيه...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(يشرون)، فيه إعلال بالحذف أصله يشريون بضم الياء الثانية ثم نقلت حركتها إلى الراء ثم حذفت للساكنين.
البلاغة:
استعارة مكنية: في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ).
الفوائد:
- فائدة: القتال الحق:
بعد أن نبه القرآن المسلمين إلى المنافقين الموجودين بينهم والذين ينبغي لهم أن يحذروهم كحذرهم أعداءهم، والذين ينظرون إلى القتال من منظار الغنيمة فقط، بعد هذا يحاول السياق أن يرفع هؤلاء المبطئين المثقلين ويطلقهم من أوهامهم، وأن يوقظ في حسهم التطلع لما هو أسمى وأبقى.. الآخرة...
فالقتال يكون في سبيل اللّه، لأن الإسلام لا يعرف قتالا إلا في هذا السبيل، لا يعرف القتال للغنيمة ولا للسيطرة. الإسلام لا يقر القتال للاستيلاء على الأرض أو السكان، أو للحصول على الخامات اللازمة للصناعة، أو تأمين الأسواق لتصريف المنتجات، أو تأمين مجال لرؤوس الأموال في المستعمرات.
إنما القتال في سبيل اللّه، لإعلاء كلمة اللّه في الأرض، ولتمكين منهجه من تصريف الحياة ولتمتيع البشرية بخيرات هذا المنهج وعدله المطلق (بين الناس) مع ترك كل فرد حرا في اختيار العقيدة التي يقتنع بها، في ظل هذا المنهج الرباني الانساني العام.
.إعراب الآية رقم (75):
{وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ اللام حرف جر و(كم) ضمير مبني في محل جر متعلق بخبر ما (لا) نافية (تقاتلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (في سبيل اللّه) مر إعرابها آنفا، الواو عاطفة (المستضعفين) معطوف على سبيل مجرور مثله، على حذف مضاف أي تخليص المستضعفين، وعلامة الجر الياء (من الرجال) جار ومجرور متعلق بحال من المستضعفين (النساء، الولدان) اسمان معطوفان على الرجال بحرفي العطف مجروران مثله (الذين) اسم موصول مبني في محل جر نعت للمستضعفين (يقولون) مثل تقاتلون (ربّ) منادى مضاف منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (أخرجنا) فعل أمر دعاء... و(نا) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) حرف جر (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق ب (أخرجنا)، (القرية) بدل من ذه- أو نعت له- تبعه في الجر (الظالم) نعت سببي للقرية مجرور مثله (أهل) فاعل لاسم الفاعل الظالم مرفوع و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (اجعل) مثل خرجه (لنا) مثل لكم متعلق ب (اجعل)، (من) حرف جر (لدن) اسم مبني على السكون في محل جر متعلق بحال من (وليّا)، والكاف ضمير مضاف إليه (وليّا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (اجعل... نصيرا) مثل اجعل... وليّا.
جملة (ما لكم...) لا محل لها معطوفة على الجملة الاستئنافية الإنشائية في الآية السابقة.
وجملة (لا تقاتلون) في محل نصب حال من الضمير المجرور في (لكم).
وجملة (النداء وجوابه) في محل نصب مقول القول.
وجملة (أخرجنا) لا محل لها جواب النداء.
وجملة (اجعل) (الأولى) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (اجعل) (الثانية) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
الصرف:
(المستضعفين)، جمع المستضعف، اسم مفعول من الفعل السداسيّ استضعف، وزنه مستفعل بضم الميم وفتح العين.
(الولدان)، جمع وليد أو ولد، وجمع الأول أقيس، والوليد فعيل بمعنى مفعول أي المولود حديثا أو الصبي بعامة أو العبد.
البلاغة:
(ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) خطاب للمأمورين بالقتال على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب مبالغة في التحريض والحث عليه وهو المقصود من الاستفهام.
الفوائد:
1- (الظَّالِمِ أَهْلُها): النعت السببي والنعت الحقيقي: فرّق النحاة بين هذين النعتين:
أ- النعت السببي يطابق متبوعه في ثلاثة أمور، الإعراب والتعريف والتنكير، ويراعى في تذكيره وتأنيثه الاسم الذي بعده ويلازم الإفراد دائما.
ب- النعت الحقيقي يطابق منعوته في جميع الحالات وهي حركة الإعراب، والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع.
3- يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم وقد ألمحنا لذلك في مكان سابق.
أما أسم المفعول فيعمل عمل فعله المبني للمجهول فيرفع نائب فاعل بدلا من الفاعل- فتأمل.
.إعراب الآية رقم (76):{الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (76)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (يقاتلون في سبيل اللّه) مثل تقاتلون في سبيل اللّه، الواو عاطفة (الذين كفروا... سبيل الطّاغوت) مثل المتقدمة الفاء رابطة لجواب شرط مقدر (قاتلوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (أولياء) مفعول به منصوب (الشيطان) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل (كيد) اسم إنّ منصوب (الشيطان) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الكيد (ضعيفا) خبر كان منصوب.
جملة (الذين آمنوا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (آمنوا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (يقاتلون...) في محل رفع خبر المبتدأ (الذين) الأول.
وجملة (الذين كفروا...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (كفروا...) لا محل لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة (يقاتلون) (الثانية) في محل خبر المبتدأ (الذين) الثاني.
وجملة (قاتلوا...) في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم مؤمنين فقاتلوا.
وجملة (إنّ كيد الشيطان...) لا محل لها تعليلية.
وجملة (كان ضعيفا) في محل رفع خبر إنّ.
الفوائد:
بلمسة واحدة يضع القرآن الناس على مفرق الطريق، ويرسم الأهداف، ويفصل بين سبيلين: سبيل اللّه الذي يقاتل من أجله المؤمنون لا يبغون لأنفسهم منه شيئا في الحياة الدنيا، والذي ضمنوا الفوز فيه سلفا، فإما فوز بالنصر وإما فوز بالشهادة.
وسبيل الشيطان الذي يقاتل فيه الذين كفروا دفاعا عن الطاغوت، والطاغوت هذه الكلمة الجامعة، تصور كل معاني الضلال والظلم والجشع والاستغلال والطغيان الذي يقاتل الناس فيها من أجل سيطرة فرد أو لمجد بيت أو طبقة أو دولة أو جنس يتبعون في ذلك غواية الشيطان.
.إعراب الآية رقم (77):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (تر) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إلى) حرف جر (الذين) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (تر) بتضمينه معنى تنظر (قيل) فعل ماض مبني للمجهول اللام حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (قيل)، (كفّوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (أيدي) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أقيموا الصلاة) مثل كفّوا أيديكم ومثلها (آتوا الزكاة). الفاء استئنافية (لما) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بمضمون معنى الجواب أي ظهرت خشيتهم (كتب) مثل قيل (عليهم) مثل لهم متعلق ب (كتب)، (القتال) نائب فاعل مرفوع (إذا) فجائية لا عمل لها (فريق) مبتدأ مرفوع، (منهم) مثل لهم متعلق بنعت لفريق (يخشون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (كخشية) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول مطلق (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (أشد) معطوف على خشية مجرور مثله وعلامة الجر الفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل، (خشية) تمييز منصوب. الواو عاطفة (قالوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (ربّ) منادى مضاف منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه اللام حرف جر (ما) اسم استفهام مبني في محل جر متعلق ب (كتبت)، و(كتبت) فعل ماض وفاعله (علينا) مثل عليهم متعلق بفعل (كتبت) (القتال) مفعول به منصوب (لولا) حرف تحضيض (أخّرتنا) فعل ماض مبني على السكون. والتاء فاعل، و(نا) مفعول به (إلى أجل) جار ومجرور متعلق ب (أخّرتنا)، (قريب) نعت لأجل مجرور مثله. (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (متاع) مبتدأ مرفوع (الدنيا) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف (قليل) خبر مرفوع الواو عاطفة (الآخرة) مبتدأ مرفوع (خير) خبر مرفوع اللام حرف جر (من) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (خير) (اتقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد الواو عاطفة (لا) نافية (تظلمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل (فتيلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي ظلما قدر الفتيل.
جملة (ألم تر...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (قيل لهم) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (كفوا أيديكم) في محل رفع نائب فاعل.
وجملة (أقيموا...) في محل رفع معطوفة على جملة كفّوا.
وجملة (آتوا...) في محل رفع معطوفة على جملة كفوا.
وجملة (كتب عليهم) في محل جر مضاف إليه.
وجملة (فريق منهم يخشون) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (يخشون...) في محل رفع خبر المبتدأ فريق.
وجملة (قالوا...) في محل رفع معطوفة على جملة يخشون.
وجملة (ربّنا لم كتبت...) في محل نصب مقول القول.
وجملة (لم كتبت...) لا محل لها جواب النداء.
وجملة (أخّرتنا...) لا محل لها استئناف بياني.
وجملة (قل...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (متاع الدنيا قليل) في محل نصب مقول القول.
وجملة (الآخرة خير) في محل نصب معطوفة على جملة متاع الدنيا قليل.
وجملة (اتّقى) لا محل لها صلة الموصول (من).
وجملة (لا تظلمون...) في محل رفع معطوفة على الخبر خير بتقدير رابط فيها أي: لا تظلمون فيها فتيلا.
الفوائد:
1- كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة- وإن لم تكن ذات النّصب- وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم، وبالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم. ولم يكن الحال إذ ذاك مناسبا لأسباب كثيرة منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم، ومنها كونهم كانوا في بلدهم وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض.
فلم يكن الأمر بالقتال فيه ابتداء كما يقال فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار ومنعة وأنصار ومع هذا لما أمروا بما كانوا يودونه جزع بعضهم منه وخافوا من مواجهة الناس خوفا شديدا.
2- قوله تعالى: (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ) إذا: في الآية الكريمة هي حرف وتعرب إذا الفجائية ويليها المبتدأ والخبر وأحيانا تليها جملة اسمية مصدرة بإن كقولنا: إن خرجت فإذا إن المطر نازل ومعظم ورودها بعد الشرط كما في الآية الكريمة أما إذا اقترنت بجواب شرط جازم فالجملة في محل جزم جواب الشرط كقوله تعالى في سورة الروم: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) هذا هو الأرجح والأقوى من رأي النحاة وبعضهم اعتسف الطريق فجعلها ظرف زمان أو مكان وأدى به ذلك إلى تأويلات وتكلفات لا طائل تحتها.
3- قوله تعالى: (لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ) لم: تتألف من اللام الجارة وما الاستفهامية ويلاحظ حذف الألف من ما الاستفهامية لسبقها بحرف الجر وهذا مطّرد حين دخول حرف جر عليها مثل: لم- علام- إلام- فيم- ممّ- حتام... إلخ.
.إعراب الآية رقم (78):
{أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (78)}.
الإعراب:
(أينما) اسم شرط جازم مبني في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب يدرك، (تكونوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل تكون التام (يدرك) مضارع مجزوم جواب الشرط و(كم) ضمير مفعول به (الموت) فاعل مرفوع الواو عاطفة (لو) شرطية غير جازمة (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون... و(تم) ضمير اسم كان، (في بروج) جار ومجرور متعلق بخبر كان، (مشيدة) نعت لبروج مجرور مثله. الواو استئنافية (إن) حرف شرط جازم (تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط و(هم) ضمير مفعول به (حسنة) فاعل مرفوع (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ (من عند) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (إن تصبهم... من عندك) مثل نظيرتها المتقدمة (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كل) مبتدأ مرفوع (من عند اللّه) مثل الأولى. الفاء استئنافية (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ اللام حرف جر (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بخبر ما المحذوف (القوم) بدل من أولاء- أو نعت له- تبعه في الجر (لا) نافية (يكادون) مضارع ناقص مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون.
والواو اسم يكاد (يفقهون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (حديثا) مفعول به منصوب.
جملة (تكونوا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يدرككم الموت) لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة (كنتم في بروج...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو كنتم في بروج مشيدة لأدرككم الموت.
وجملة (تصبهم حسنة...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يقولوا...) لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة (إن تصبهم سيئة...) لا محل لها معطوفة على جملة تصبهم حسنة.
وجملة (يقولوا...) (الثانية) لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة (هذه من عندك) في محل نصب مقول القول...
وكذلك جملة هذه من عند اللّه.
وجملة (قل...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كل من عند اللّه) في محل نصب مقول القول.
وجملة (ما لهؤلاء...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لا يكادون...) في محل نصب حال من القوم أو من أولاء.
وجملة (يفقهون...) في محل نصب خبر يكادون.
الصرف:
(بروج)، جمع برج، اسم جامد وزنه فعل بضم فسكون.
(مشيدة)، مؤنث مشيد اسم مفعول من شيد الرباعي، وزنه مفعّل بضم الميم وفتح العين المشدّدة.
(تصبهم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وأصله تصيب، التقى ساكنان فحذفت الياء، وزنه تفلهم.
(حديثا)، اسم لما يخبر، أو هو اسم مصدر لفعل حدّث الرباعي وزنه فعيل.
الفوائد:
الموت حق- الإنسان صائر إلى الموت لا محالة، قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) وقال تعالى: (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) والمقصود أن كل أحد ميت لا محالة، ولا ينجيه من ذلك شيء سواء جاهد أو لم يجاهد.
فالموت حتم في موعده المقدور لا علاقة له بالحرب والسلم ولا علاقة له بحصانة المكان الذي يحتمي به الفرد، فلا يؤخره إذن تأخير تكليف القتال عنه.
فلا معنى إذن لتمني تأجيل القتال ولا معنى لخشية الناس في قتال أو غيره.
تلك لمسة يعالج فيها القرآن كل ما يهجس في خاطر المسلم عن هذا الأمر.
وإنه ليس معنى هذا ألا يأخذ الإنسان حذره وحيطته وكل ما يدخل في طوقه من استعداد وأهبة... فقد سبق أن أمرهم اللّه بأخذ الحذر، وأمرهم بالاحتياط في صلاة الخوف، ولكن هذا كله شيء وتعليق الموت والأجل به شيء آخر. إن أخذ الحذر واستكمال العدة أمر يجب أن يطاع وله حكمته الظاهرة والخفية ووراءه تدبير اللّه، وإن التصور الصحيح لحقيقة العلاقة بين الموت والأجل المضروب- رغم كل استعداد واحتياط- أمر آخر يجب أن يطاع، وله حكمته الظاهرة والخفية.
- قوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) هذه الآية تقف الإنسان مع قدره المحتوم من الموت وتجسد هذه الفكرة وتعمّقها في النفس والوجدان بمختلف الأساليب وتجعل منها صورة فنية رائعة تدهش العقل والحس فالموت يجسد كأنه مخلوق عن طريق الاستعارة المكنية في قوله: (يدرككم) ثم يسبح الخيال ليتملّى قدرة الموت على الوصول إلى أي مكان وأي اتجاه في قوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا) ثم يخيب الظن في أي محاولة للنجاة بقوله: (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) فها نحن مع النفس الإنسانية التي تتوارى من الموت في كل سبيل وفي كل اتجاه حتى إنها لتحاول أن تصعد السماء ولكن الموت يرصدها ويلاحقها فلا تنجو أبدا فهذه الآية تمثل أعمق مشاعر الإنسان في خوفه من الموت ومحاولته الهروب ولكنها تحرّره من الخوف وتدخل في روعه بأن الموت واقع لا ريب فيه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ