الخميس، 20 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة النساء من الآية 16 إلى الآية 34

 

.إعراب الآية رقم (16):{وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (اللذان) اسم موصول مبنيّ على الألف في محلّ رفع مبتدأ (يأتيان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون..
و(الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و(ها) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل الفاء زائدة في الخبر، (آذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هما) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تابا) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و(الألف) فاعل الواو عاطفة (أصلحا) مثل تابا ومعطوف عليه الفاء رابطة لجواب الشرط (أعرضوا) فعل أمر مثل آذوا (عن) حرف جرّ و(هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرضوا)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إن منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (توّابا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب.
جملة: (اللذان يأتيانها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللاتي يأتين في الآية السابقة.
وجملة: (يأتيانها..) لا محلّ لها صلة الموصول (اللذان).
وجملة: (آذوهما) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللذان).
وجملة: (تابا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أصلحا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تابا.
وجملة: (أعرضوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه كان..) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: (كان توّابا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد:
1- هاتان الآيتان منسوختان بحكم الزانية والزاني في سورة (النور)، وهو الجلد والرجم. وقد كان الحكم عليهما في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة تحبس في بيت فلا تخرج منه إلى أن تموت أو يجعل اللّه لها سبيلا. وقد كان السبيل هو النسخ.
2- ورد في هذه الآية اسمان موصولان وهما (اللاتي لجمع المؤنث، واللذان للمثنى المذكر) وقد ورد رسمهما في المصحف ب (لام واحدة) وهما يكتبان ب (لامين).
وقد حوفظ على رسم الكلمات في المصحف ولم يتناولها تغيير أو تبديل حفاظا على قداسة المصحف. وهذا لا يمنعنا أن نذكر أن أربعة من الأسماء الموصولة تكتب بلام واحدة وهي: الذي والذين والتي والألى وما سوى هذه الأربعة تكتب بلامين.
وهي (اللذان واللذين، واللتان واللتين، واللّاتي واللواتي واللائي).
ولا ندري علّة لذلك فمن شاء فليبحث في بطون المطولات لعله يحظى لهذا التفريق بصلة وسبب.
3- نون النسوة قسمان: المخففة، وهي ضمير بإطلاق، والمشدّدة وفيها رأيان الأول: أنها حرف يدل على النسوة، وما قبلها هو الضمير سواء كان هاء نحو: (يتوفاهنّ) أو الكاف مثل: (يجعلكنّ).
والثاني أنها جزء من الضمير.
.إعراب الآية رقم (17):
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (التوبة) مبتدأ مرفوع على حذف مضاف أي قبول التوبة، (على اللّه) جارّ ومجرور على حذف مضاف أيضا أي: فضل اللّه، متعلّق بمحذوف خبر التوبة، اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال عاملها الاستقرار (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (السّوء) مفعول به منصوب (بجهالة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال أي واقعين بجهالة أو الجارّ والمجرور حال أي جاهلين عملهم (ثمّ) حرف عطف (يتوبون) مثل يعملون (من قريب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوبون) على حذف موصوف أي من زمان قريب الفاء عاطفة (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف للخطاب (يتوب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتوب)، الواو استئنافيّة (كان اللّه عليما حكيما) مثل كان توابا رحيما- في الآية السابقة-.
جملة: (إنّما التوبة) على اللّه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعملون السوء..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يتوبون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أولئك يتوب اللّه..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يتوب اللّه..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (كان اللّه عليما..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(جهالة)، مصدر سماعيّ لفعل جهل يجهل باب فرح وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو جهل بفتح فسكون.
الفوائد:
(أولاء) اسم إشارة للجمع المذكّر والمؤنث للعقلاء وغيرهم. يسبق اسم الإشارة بهاء هي حرف التنبيه. هؤلاء الطلاب مجتهدون. ها حرف تنبيه. أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، الطلاب بدل مرفوع. ومجتهدون خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. وقد تلحقه كاف الخطاب فيقال: أولئك.
.إعراب الآية رقم (18):
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (18)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ليس) فعل ماض ناقص جامد والتاء للتأنيث (التوبة) اسم ليس مرفوع (للذين) سبق إعرابه في الآية السابقة متعلّق بمحذوف خبر ليس، (يعملون السيّئات) مثل يعملون السوء في الآية السابقة، وعلامة النصب الكسرة (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ متعلّق ب (قال)، (حضر) فعل ماض (أحد) مفعول به مقدّم و(هم) ضمير مضاف إليه (الموت) فاعل مرفوع وهو على حذف مضاف أي أسباب الموت أو دواعيه (قال) مثل حضر والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تبت) فعل ماض مبنيّ على السكون... والتاء فاعل (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (تبت)، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (يموتون) مثل يعملون- في الآية السابقة- الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كفّار) خبر مرفوع (أولئك) مرّ إعرابه- في الآية السابقة- (أعتدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعتدنا)، (عذابا) مفعول به منصوب (أليما) نعت منصوب.
جملة: (ليست التوبة للذين..) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما التوبة.
وجملة: (يعملون السيّئات) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (حضر أحدهم الموت) في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: (قال..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّي تبت...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (تبت الآن) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يموتون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (هم كفّار) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أولئك اعتدنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أعتدنا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
الصرف:
(اعتدنا)، فيه إبدال، أصله أعددنا فأبدلت الدال الأولى تاء لأنهما من مخرج واحد، وكثيرا ما يبدلان من بعضهما، وزنه أفعلنا.
.إعراب الآية رقم (19):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو نعت له- (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ...
والواو فاعل (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (ترثوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (النساء) مفعول به منصوب (كرها) مصدر في موضع الحال أي مكرهينهنّ على ذلك.
والمصدر المؤوّل (أن ترثوا...) في محلّ رفع فاعل لفعل يحلّ.
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعضلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به اللام لام التعليل (تذهبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تذهبوا)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (آتيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل والواو حرف زائد إسباع ضمّة الميم، و(هنّ) ضمير في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تعضلوهنّ).
(إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب والنون نون النسوة- فاعل (بفاحشة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتين)، (مبيّنة) نعت لفاحشة مجرور مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يأتين...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والتقدير: إلّا في إتيان الفاحشة، والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف حال مستثناة من عموم الأحوال.
الواو عاطفة (عاشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل عاشروهنّ، الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كرهتموهنّ) مثل آتيتموهنّ والفعل في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر (أن تكرهوا) مثل أن ترثوا (شيئا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تكرهوا..) في محلّ رفع فاعل عسى التام.
الواو واو المعيّة (يجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل)، (خيرا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل...) معطوف على مصدر مسبوك من الكلام المتقدّم أي: قد يكون رجاء كره منكم وجعل خير من اللّه.
جملة النداء: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يحلّ) لكم لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ترثوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (لا تعضلوهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ.
وجملة: (تذهبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (آتيتموهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يأتين...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (عاشروهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ.
وجملة: (إن كرهتموهنّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عسى أن تكرهوا...) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن كرهتموهنّ فاصبروا لأنه عسى أن تكرهوا...
وجملة: (تكرهوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الرابع.
وجملة: (يجعل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الخامس.
الصرف:
(مبيّنة)، مؤنّث مبيّن، اسم فاعل من بيّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
.إعراب الآية رقم (20):{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (20)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (أردتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير فاعل (استبدال) مفعول به منصوب (زوج) مضاف إليه مجرور (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق بالمصدر استبدال (زوج) مضاف إليه مجرور الواو حاليّة (آتيتم) مثل أردتم والفعل لا محلّ له (إحدى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (هنّ) ضمير مضاف إليه (قنطارا) مفعول به ثان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تأخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأخذوا)، (شيئا) مفعول به منصوب. الهمزة للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (تأخذوا) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (بهتانا) مصدر في موضع الحال من الفاعل، الواو عاطفة (إثما) معطوف على (بهتانا) منصوب مثله (مبينا) نعت منصوب.
جملة: (إن أردتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آتيتم...) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (لا تأخذوا...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تأخذونه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(استبدال) مصدر قياسيّ لفعل استبدل السداسيّ وزنه استفعال.. على وزن ماضيه بكسر ثالثة واضافة ألف قبل آخره.
(مكان)، اسم مكان من كان الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح العين لأن عين الفعل في المضارع مضمومة... وفي الكلمة إعلال أصلها مكون بسكون الكاف وفتح الواو، قلبت الواو ألفا بعد تسكينها ونقل حركتها إلى الكاف..
(بهتان)، مصدر سماعيّ لفعل بهت يبهت باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء، وللفعل مصدر آخر هو بهت بفتح فسكون.
.إعراب الآية رقم (21):
{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال وهو للإنكار والتوبيخ (تأخذون) سبق إعرابه في الآية السابقة الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (أفضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (بعض) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفضى)، الواو عاطفة (أخذن) فعل ماض مبنيّ على السكون. والنون فاعل (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذن)، (ميثاقا) مفعول به منصوب (غليظا) نعت منصوب.
جملة: (تأخذونه..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أفضى بعضكم.) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أخذن.) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
الصرف:
(أفضى) فيه إعلال بالقلب أصله أفضي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه أفعل والياء أصلها واو.
البلاغة:
- الكناية: في قوله تعالى: (وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ).
الكلام كناية عن الجماع، والعرب إنما تستعملها فيما يستحي من ذكره كالجماع.
الفوائد:
1- من لطائف اللغة العربية استعمال كلمة الإفضاء كناية عن الجماع وذلك أدعى لأدب الاجتماع وأرفع في الذوق الذي ينبو عن المصارحة حيال الشؤون الجنسية. ومثل ذلك كثير في غضون القرآن الكريم.
.إعراب الآية رقم (22):
{وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً (22)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تنكحوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (نكح) فعل ماض (آباء) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (من النساء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير المفعول (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع، (قد) حرف تحقيق (سلف) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما، وهو العائد (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ، والإشارة إلى نكاح الأبناء نساء الآباء (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (فاحشة) خبر كان منصوب الواو عاطفة (مقتا) معطوف على فاحشة منصوب مثله الواو عاطفة (ساء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (سبيلا) تمييز منصوب منقول عن فاعل.
جملة: (لا تنكحوا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نكح آباؤكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (قد سلف) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (إنّه كان فاحشة) لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: (كان فاحشة) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ساء سبيلا) في محلّ نصب مقول القول لمحذوف معطوف على خبر كان تقديره: مقولا فيه ساء سبيلا.
الصرف:
(مقتا)، مصدر سماعي لفعل مقت يمقت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ساء)، فيه إعلال بالقلب، أصله سوأ مضارعه يسوء، الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة:
- في هذه الآية فن المبالغة بقوله: (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ).
مفيد للمبالغة في التحريم بإخراج الكلام مخرج التعليق بالمحال والمقصود سد طريق الإباحة بالكلية ونظيره قوله تعالى: (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ).
.إعراب الآية رقم (23):
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (23)}.
الإعراب:
(حرّمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول... والتاء تاء التأنيث (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمت)، (أمهات) نائب فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة في المواضع لسبعة (بناتكم....، أمهاتكم) أسماء مضافة إلى الضمائر أو إلى الأسماء الظاهرة معطوفة على أمهات بحروف العطف مرفوعة مثلها (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لأمّهات (أرضعن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والنون فاعل و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (أخوات) معطوف على أمهات مرفوع مثله و(كم) ضمير مضاف إليه (من الرضاعة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أخوات الواو عاطفة (أمهات) معطوف على أمّهات الأول مرفوع مثله (نساء) مضاف إليه مجرور و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ربائب) معطوف على أمّهات مرفوع مثله و(كم) ضمير مضاف إليه (اللاتي) مثل الأول نعت لربائب (في حجور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول و(كم) ضمير مضاف إليه (من نساء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من اللاتي (كم) مضاف إليه (اللاتي) مثل الأول نعت لنسائكم (دخلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. (وتم) فاعل الباء حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلتم). الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (لم) نافية فقط (تكونوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم تكون (دخلتم) مثل الأول وكذلك (بهنّ)، الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (عليكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر لا. الواو عاطفة (حلائل) معطوف على أمّهات الأول مرفوع مثله (أبناء) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لأبنائكم (من أصلاب) جارّ ومجرور متعلّق بصلة الموصول المحذوفة و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (أن) حرف مصدري ونصب (تجمعوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تجمعوا)، (الأختين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
(إلّا ما قد سلف) سبق إعرابها في الآية السابقة.
والمصدر المؤوّل (أن تجمعوا...) في محلّ رفع معطوف على أمهاتكم الأول.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (غفورا) خبر كان منصوب (رحيما) خبر ثان منصوب.
جملة: (حرمت عليكم أمهاتكم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرضعنكم لا) محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) الأول.
وجملة: (دخلتم بهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي) الثاني.
وجملة: (تكونوا...) لا محلّ لها استئنافيّة في حكم الاعتراض.
وجملة: (دخلتم بهنّ (الثانية) في محلّ نصب خبر تكونوا.
وجملة: (لا جناح عليكم) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تجمعوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (قد سلف) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ اللّه كان..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان غفورا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(بناتكم)، جمع بنت، التاء فيه بدل من لامه المحذوفة وهي إمّا واو، وهو الغالب، وإمّا ياء ووزن بنت فعت ووزن الجمع فعات بفتح الفاء.
(أخوات)، جمع أخت، والتاء فيه بدل من الواو المحذوفة لأنها من الإخوة.
(خالات)، جمع خالة، والألف فيه منقلبة عن واو لأنهم قالوا أخوال.
(ربائبكم)، جمع ربيبة مؤنّث ربيب، فعيل بمعنى مفعول، صفة مشبهة من ربّى يربّي الرباعي... والهمزة منقلبة عن ياء لمجيئها بعد ألف زائدة.
(حجور)، جمع حجر اسم لمقدم الثوب، وكنّى به عن الوجود أصلا.
(حلائل)، جمع حليلة، صفة مشبّهة في الأصل من حلّ يحلّ الثلاثي باب ضرب بمعنى الزوجة ثمّ أصبحت اسما، وزنه فعيلة.
(أصلاب)، جمع صلب، اسم بمعنى الظهر، وزنه فعل بضمّ فسكون... (وانظر الآية 7 من سورة الطارق).
البلاغة:
1- الكناية: في قوله تعالى: (دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) وهي كناية عن الجماع كقولهم بنى عليها وضرب عليها الحجاب وفي حكمه اللمس.
الفوائد:
1- أخ وأخت وابن وبنت.
أصلهما، أخو وبنو حذفت واوه وأضيف التاء إليهما للتفرقة بين المذكر والمؤنث.
الجزء الخامس:
.إعراب الآية رقم (24):
{وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (24)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (المحصنات) معطوف على أمهاتكم الأول في الآية السابقة (من النساء) جارّ ومجرور متعلق بحال من المحصنات (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محل نصب على الاستثناء، (ملكت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (كتاب) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره كتب أي فرض، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بالفعل المحذوف. الواو استئنافية (أحل) فعل ماض مبني للمجهول (لكم) مثل عليكم متعلق ب (أحل)، (ما) اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل (وراء) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة ما، (ذا) اسم إشارة مبني في محل جر مضاف إليه واللام للبعد و(كم) لخطاب الجمع (أن) حرف مصدري ونصب (تبتغوا) مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون...
والواو فاعل (بأموال) جار ومجرور متعلّق بفعل تبتغوا و(كم) ضمير مضاف إليه (محصنين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء (غير) حال ثانية منصوبة (مسافحين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
والمصدر المؤول (أن تبتغوا...) في محل رفع بدل من ما.. أو في محل جر بحرف جر محذوف.
الفاء استئنافية (ما) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ، (استمتعتم) فعل ماض مبني على السكون... و(تم) ضمير فاعل الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (استمتعتم) والضمير يعود على لفظ ما (من) حرف جر و(هنّ) ضمير في محل جر متعلق ب (استمتعتم)، الفاء رابطة لجواب الشرط (آتوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به (أجور) مفعول به ثان منصوب و(هنّ) مضاف إليه (فريضة) مصدر في موضع الحال من أجورهن منصوب، الواو استئنافية (لا) نافية للجنس (جناح) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (عليكم) مثل الأول متعلق بمحذوف خبر لا (في) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بالخبر المحذوف (تراضيتم) فعل ماض مبني على السكون...
و(تم) فاعل (به) مثل الأول متعلق ب (تراضيتم)، (من بعد) جار ومجرور متعلق بحال من الضمير في (به)، (الفريضة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليما) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب.
جملة (ملكت أيمانكم) لا محل لها صلة الموصول.
وجملة (... كتاب الله) لا محل لها استئنافية.
وجملة (أحل لكم ما وراء...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (تبتغوا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (ما استمتعتم به) لا محل لها استئنافية.
وجملة (استمتعتم به) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة (آتوهن...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (لا جناح عليكم...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (تراضيتم به...) لا محل له صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (إنّ الله كان...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كان عليما...) في محل رفع خبر إنّ.
الصرف:
(المحصنات)، جمع المحصنة مؤنث المحصن اسم مفعول من أحصن الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين.
(كتاب) مصدر كتب يكتب باب نصر بمعنى فرض وزنه فعال بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي كتب بفتح فسكون، وكتبة بكسر الكاف، وكتابة بكسر الكاف.
(محصنين)، جمع محصن، اسم فاعل من أحصن الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.
(مسافحين)، جمع مسافح، اسم فاعل من سافح الرباعي وزنه مفاعل بضم الميم وكسر العين.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (غَيْرَ مُسافِحِينَ) فقد شبه الزنا بصب الماء في الأنهار لأن الزاني لا غرض له إلا صب النطفة فقط لا النسل.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) فقد استعار لفظ الأجور للمهر.
الفوائد:
عمل (لا) النافية للجنس.
أ- اسمها يبنى على ما ينصب به، فإذا كان مفردا يبنى على الفتح، ويبنى على الياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالم.
ب- إذا كان مضافا أو شبيها بالمضاف فيكون معربا، منصوبا بالياء إذا كان مثنى أو جمعا لمذكر سالم.
.إعراب الآية رقم (25):{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (لم) حرف نفي (يستطع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من فاعل يستطع (طولا) مفعول به منصوب، (أن) حرف مصدري ونصب (ينكح) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (المحصنات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (المؤمنات) نعت منصوب وعلامة النصب الكسرة.
والمصدر المؤول (أن ينكح) في محل نصب بدل من (طولا).
الفاء رابطة لجواب الشرط (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بفعل محذوف تقديره انكحوا، (ملكت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (من فتيات) جار ومجرور متعلق بحال من ضمير المفعول العائد على ما و(كم) مضاف إليه (المؤمنات) نعت لفتيات مجرور مثله الواو اعتراضية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع (بإيمان) جار ومجرور متعلق بأعلم و(كم) مضاف إليه (بعض) مبتدأ مرفوع و(كم) مضاف إليه (من بعض) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الفاء عاطفة (انكحوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (انكحوا) (أهل) مضاف إليه مجرور و(هنّ) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (آتوهنّ) مثل انكحوهنّ (أجور) مفعول به منصوب و(هنّ) مضاف إليه (بالمعروف) جار ومجرور حال من فاعل آتوهن (محصنات) حال منصوبة من ضمير المفعول في (انكحوهن)، وعلامة النصب الكسرة (غير) حال ثانية منصوبة (مسافحات) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (متخذات) معطوف على غير منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة (أخدان) مضاف إليه مجرور.
الفاء استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بمضمون الجواب (أحصن) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون والنون ضمير نائب فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط إذا (إن) حرف شرط جازم (أتين) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط...
والنون فاعل (بفاحشة) جار ومجرور متعلق ب (أتين) بتضمينه معنى قمن الفاء رابطة لجواب إن (على) حرف جر و(هنّ) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (نصف) مبتدأ مؤخر مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (على المحصنات) جار ومجرور متعلق بصلة ما المحذوفة (من العذاب) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير الفاعل في الصلة والعائد على ما. (ذا) اسم اشارة مبني في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جر (من) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا (خشي) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (العنت) مفعول به منصوب (منكم) مثل الأول متعلّق بحال من فاعل خشي الواو استئنافية (أن) حرف مصدريّ ونصب (تصبروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤول (أن تصبروا...) في محل رفع مبتدأ.
(خير) خبر المبتدأ الذي هو المصدر المؤوّل مرفوع (لكم) مثل منكم متعلق بخير. الواو استئنافية (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (غفور) خبر مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة (من لم يستطع...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لم يستطع...) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (ينكح...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (انكحوا) المقدرة في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (ملكت أيمانكم) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (الله أعلم...) لا محل لها اعتراضية.
وجملة (بعضكم من بعض) في محل نصب حال من ضمير الخطاب في أيمانكم.
وجملة (انكحوهنّ) في محل جزم معطوفة على جملة انكحوا المقدّرة.
وجملة (آتوهنّ...) في محل جزم معطوفة على جملة انكحوهنّ.
وجملة (أحصّ...) في محل جر بإضافة (إذا) إليها.
وجملة (أتين..) لا محل لها جواب شرط غير جازم (إذا).
وجملة (عليهن نصف ما...) في محل جزم جواب الشرط (إن) مقترنة بالفاء.
وجملة (ذلك لمن خشي...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (خشي العنت...) لا محل لها صلة الموصول.
وجملة الاسمية من المصدر المؤوّل وخبره لا محل لها استئنافية.
وجملة (تصبروا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (الله غفور...) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(طولا)، مصدر سماعي لفعل طال يطول، ومعناه القدرة (فتيات)، جمع فتاة، والألف منقلبة عن ياء لأنها عادت في الجمع، وجمع المذكر فتية وفتيان، جاءت متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
(أعلم)، صفة مشتقة ليست للتفضيل وإن جاءت على وزن أفعل، فهي بمعنى عالم أو عليم (البقرة- 40).
(أخدان)، جمع خدن، صفة مشبّهة من فعل خادن الرباعي، على غير القياس، وزنه فعل بكسر فسكون... ووزن أخدان أفعال.
(متّخذات)، جمع متخذة، مؤنث متخذ، اسم فاعل من اتخذ الخماسي، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين.
(العنت)، مصدر سماعي لفعل عنت يعنت باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد:
1- ثمة خلاف بين العلماء حول (من) في قوله تعالى: (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ).
أ- فئة ترى أن (من) زائدة والتقدير (فلينكح ما ملكت).
ب- وفئة ترى أنها ليست زائدة وانما حذف الفعل ومفعوله والتقدير (فلينكح امرأة مما ملكت ايمانكم).
وعلى الوجه الثاني نعلق (الجار والمجرور) بصفة امرأة المحذوفة هي وصفتها وتقديرها (كائنة).
2- الأحرار والعبيد بعضهم من بعض.
يجدر الوقوف أمام تعبير القرآن عن حقيقة العلاقات الإنسانية التي تقوم بين الأحرار والرقيق في الإسلام، وعن نظرة هذا الدين إلى هذا الأمر عند ما أقام المجتمع الاسلامي إنه لا يسمي الجواري رقيقات ولا إماء إنما يسميهن (فتيات) (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) وهو لا يفرق بين الأحرار وغير الأحرار تفرقة عنصرية تتناول الأصل الانساني، كما كانت الاعتقادات والاعتبارات السائدة في الأرض كلها يومذاك وكما هي عليه الآن في بعض المجتمعات مثل جنوب افريقيا والولايات المتحدة، إنما يذكرنا بالأصل الواحد، ويجعل الآصرة الانسانية والآصرة الايمانية محور الارتباط (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ).
كما انه لا يسمي المالكين لهم سادة وإنما يسميهم أهلا (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ).
.إعراب الآية رقم (26):
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}.
الإعراب:
(يريد) مضارع مرفوع (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام زائدة (يبيّن) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو اللام حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق ب (يبيّن).
والمصدر المؤوّل (أن يبيّن) في محل نصب مفعول به عامله يريد... أما المحل القريب فهو الجر باللام.
الواو عاطفة (يهدي) مضارع منصوب معطوف على فعل يبيّن و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سنن) مفعول به ثان منصوب (الذين) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (من قبل) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (يتوب) مثل يهدي (عليكم) مثل لكم متعلق ب (يتوب)، الواو استئنافية (الله عليم حكيم) مثل الله غفور رحيم في الآية السابقة.
جملة (يريد الله...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يبين لكم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (يهديكم) لا محل لها معطوفة على جملة يبين لكم.
وجملة (يتوب عليكم) لا محل لها معطوفة على جملة يبين لكم.
وجملة (الله عليم...) لا محل لها استئنافية.
.إعراب الآيات (27- 28):
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (28)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يتوب عليكم) مر إعرابها في الآية السابقة.
والمصدر المؤوّل (أن يتوب...) في محل نصب مفعول به عامله يريد.
الواو عاطفة (يريد) مثل الأول (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (يتبعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (الشهوات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (أن) مثل الأول (تميلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (ميلا) مفعول مطلق منصوب (عظيما) نعت منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تميلوا...) في محل نصب مفعول به عامله يريد الثاني.
جملة (الله يريد...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية في الآية السابقة.
وجملة (يريد أن يتوب) في محل رفع خبر المبتدأ (الله).
وجملة (يتوب عليكم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الأول.
وجملة (يريد الذين...) لا محل لها معطوفة على جملة الله يريد.
وجملة (يتبعون...) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (تميلوا...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
(يريد) مثل الأول (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن يخفّف عنكم) مثل أن يتوب عليكم الواو استئنافية (خلق) فعل ماض مبني للمجهول (الإنسان) نائب فاعل مرفوع (ضعيفا) حال منصوبة.
وجملة (يريد الله...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (يخفف عنكم) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (خلق الإنسان...) لا محل لها استئنافية تعليلية.
الصرف:
(الشهوات)، جمع الشهوة، مصدر سماعي لفعل شها يشهو باب نصر وشهي يشهي باب فرح وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن الجمع فعلات بفتحتين.
(ميلا)، مصدر مال يميل باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمة مصادر أخرى للفعل هي تميال بفتح التاء وميلان زنة فعلان بفتحتين، وميلولة وممال بفتحتين ومميل بفتح الأول.
.إعراب الآية رقم (29):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (29)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب بدل من أي أو نعت له (آمنوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (بين) ظرف منصوب متعلق بحال من أموال (كم) مضاف إليه (بالباطل) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل تأكلوا أي متلبسين بالباطل (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدري ونصب (تكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره هي الأموال (تجارة) خبر منصوب (عن تراض) جار ومجرور متعلق بنعت لتجارة، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة بسبب التنوين فهو اسم منقوص (من) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف نعت لتراض.
والمصدر المؤوّل (أن تكون...) في محل نصب على الاستثناء المنقطع لأن التجارة غير الأموال المأكولة بالباطل.
الواو عاطفة (لا تقتلوا أنفسكم) مثل لا تأكلوا أموالكم (إنّ) حرف مشبه بالفعل (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بكم) مثل منكم متعلق ب (رحيما) وهو خبر كان منصوب.
جملة النداء (يا ايها الذين...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (آمنوا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا تأكلوا...) لا محل لها جواب النداء.
وجملة (تكون تجارة) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (لا تقتلوا...) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (إنّ الله كان...) لا محل لها استئنافية تعليلية.
وجملة (كان بكم رحيما) في محل رفع خبر (إنّ).
الصرف:
(تراض)، مصدر قياسي لفعل تراضى الخماسي، وفيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين، وزنه تفاعل، على وزن الماضي بقلب الألف ياء وكسر ما قبلها.
البلاغة:
المجازر المرسل: في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) أي لا تأخذوا أموالكم بالحرام كالربا والميسر ونحو ذلك فعبّر بالأكل لأنه مسبب عن الأخذ، فالعلاقة المسببية.
الفوائد:
1- الكسب الحلال:
ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أكل أموال بعضهم بعضا بالباطل أي بالوسائل غير المشروعة كالربا والقمار والغش والرشوة واحتكار السلع لاغلائها وكذلك جميع أنواع البيوع المحرمة الا أن تكون تجارة عن تراض منكم وهو استثناء منقطع كأنه يقول لا تتعاطوا الأسباب المحرمة في اكتساب الأموال لكن المتاجرة المشروعة التي تكون عن تراض من البائع والمشتري تلك تسببوا بها في تحصيل الأموال.
2- خيار المتبايعين:
ومن تمام التراضي التمتع بخيار المجلس كما ثبت في الصحيحين قوله صلى اللّه عليه وسلم «إذا تبايع الرجلان فكل واحد فيهما بالخيار ما لم يتفرقا».
وذهب إلى هذا القول بمقتضى هذا الحديث أحمد والشافعي وأصحابهما وجمهور السلف والخلف ومن ذلك مشروعية خيار الشرط بعد العقد إلى ثلاثة أيام.
.إعراب الآية رقم (30):{وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ذا) اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب (عدوانا) مفعول لأجله منصوب، الواو عاطفة (ظلما) معطوف على (عدوانا) منصوب مثله الفاء رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (نصلي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء والهاء ضمير مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (نارا) مفعول به ثان منصوب الواو استئنافية (كان) ماض ناقص (ذلك) مثل الأول اسم كان والإشارة إلى الإصلاء (على الله) جار ومجرور متعلق ب (يسيرا) وهو خبر كان منصوب.
جملة (من يفعل...) لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة (يفعل ذلك...) في محل رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (سوف نصليه نارا) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (كان ذلك... يسيرا) لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(يسيرا)، صفة مشبهة من يسر ييسر باب كرم، وزنه فعيل.
الفوائد:
1- اختلاف الصيغة بسبب همزة التعدية.
أ- الجمهور يقرأ (نصليه) بضم النون وسبب ذلك دخول همزة التعدية على الفعل فأصبح حكمه حكم الرباعي.
ب- آخرون اعتبروا أن الفعل ثلاثي وقرءوا (نصليه) بفتح النون لأنه من صلى يصلي...
2- بين فعل الشرط وجوابه:
اختلف النحاة حول الخبر عند ما يكون اسم الشرط مبتدءا أيهما هو الخبر فعل الشرط أم جوابه أم الاثنان معا.
ثمة ثلاثة أقوال: أرجحها أن فعل الشرط وجوابه هو الخبر، لأن الفائدة لا تتم الا بذكرهما معا، والخبر هو الكلام المتمم للمعنى.
.إعراب الآية رقم (31):
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31)}.
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (تجتنبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (كبائر) مفعول به منصوب (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه (تنهون) مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل (عن) حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (تنهون)، (نكفّر) مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (عنكم) مثل عنه متعلق ب (نكفّر)، (سيئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ندخل) مثل نكفّر ومعطوف عليه، و(كم) ضمير مفعول به والفاعل نحن (مدخلا) مفعول مطلق منصوب، (كريما) نعت منصوب.
جملة (تجتنبوا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (تنهون عنه) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (نكفّر عنكم...) لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة (ندخلكم...) لا محل لها معطوفة على جملة نكفر عنكم.
الصرف:
(كبائر)، جمع كبيرة مؤنث كبير، صفة مشبهة وزنه فعيل وفعيلة.
(مدخلا)، مصدر ميميّ من فعل أدخل الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وفتح العين... وقد يكون اسم مكان في الآية على الوزن نفسه.
(كريما)، صفة مشبهة من فعل كرم يكرم- الباب الخامس- وزنه فعيل.
الفوائد:
1- الكبائر السبع:
ورد عن صهيب مولى الصواري أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد يقولان: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوما فقال: «والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم اكبّ فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري ماذا حلف عليه ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى فكان أحب إلينا من حمر النعم فقال: ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة ثم قيل له ادخل بسلام».
وقد ورد في ذكر الكبائر السبع الأحاديث العديدة منها ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول اللّه وما هن قال: الشرك باللّه، وقتل النفس التي حرم اللّه الا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».
.إعراب الآية رقم (32):
{وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (32)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (لا) ناهية جازمة (تتمنّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به، (فضل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر متعلق ب (فضل)، (بعض) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (على بعض) جار ومجرور متعلق ب (فضل). (للرجال) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (نصيب) مبتدأ مؤخر مرفوع (من) حرف جر (ما) موصول مبني في محل جر متعلق بنعت لنصيب (اكتسبوا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل الواو عاطفة (للنساء نصيب مما) مثل للرجال... مما (اكتسبن) فعل ماض مبني على السكون.. و(لنون) ضمير فاعل. الواو عاطفة (اسألوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (من فضل) جار ومجرور متعلق ب (اسألوا)، والهاء ضمير مضاف إليه (إن اللّه كان بكل شيء عليما) مر إعراب نظيرها.
جملة (لا تتمنوا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (فضّل اللّه...) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (للرجال نصيب...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (اكتسبوا) لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما.
وجملة (للنساء نصيب...) لا محل لها معطوفة على جملة للرجال نصيب.
وجملة (اكتسبن) لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي ما.
وجملة (اسألوا اللّه...) لا محل لها معطوفة على جملة لا تتمنّوا.
وجملة (إنّ اللّه كان...) لا محل لها استئنافية تعليلية.
وجملة (كان... عليما) في محل رفع خبر إنّ.
الفوائد:
1- التفاضل بين الناس:
قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن أبي نجيح عن مجاهد، قال: قالت أم سلمة: يا رسول اللّه يغزو الرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث، فأنزل اللّه (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) والنص عام في التفاضل بين الناس سواء في الأمور الموهوبة أم المكسوبة، كالقابليات، والمكانة والمتاع وكل ما تتفاوت فيه الأنصبة في هذه الحياة وبدلا من إضاعة النفس حسرات وراء التفاوت وبدلا مما يرافق ذلك من الحسد والحقد، وما ينشأ عن ذلك من سوء الظن باللّه وبعدالة التوزيع وحيث تكون القاصمة التي تذهب بطمأنينة النفس وتورث النكد والقلق، بدلا من ذلك كله أن يتوجه المرء بالطلب إلى اللّه، وبالسعي وتعاطي الأسباب المشروعة للوصول إلى المبتغى...!
.إعراب الآية رقم (33):
{وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (لكل) جار ومجرور متعلق ب (جعلنا) وهو فعل ماض مبني على السكون (ونا) فاعل (موالي) مفعول به منصوب (من) حرف جر (ما) موصول مبني في محل جر متعلق بفعل محذوف مفسر بكلمة موالي أي: يرثون، (ترك) فعل ماض (الوالدان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف الواو عاطفة (الأقربون) معطوف على (الوالدان) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو. الواو عاطفة أو استئنافية (الذين) موصول مبني في محل رفع مبتدأ، (عقدت) فعل ماض والتاء للتأنيث (أيمان) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء زائدة دخلت في الخبر لمشابهة اسم الموصول للشرط (آتوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(هم) ضمير في محل نصب مفعول به أول (نصيب) مفعول به ثان منصوب و(هم) مضاف إليه (إنّ اللّه كان على كل شيء شهيدا) مر إعراب نظيرها- الآية (29)-.
جملة (جعلنا...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (ترك الوالدان...) لا محل لها صلة الموصول (ما).
وجملة (الذين عقدت أيمانكم (الاسمية) لا محل لها استئنافية أو معطوفة على الاستئنافية.
وجملة (عقدت أيمانكم) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (آتوهم نصيبهم) في محل رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة (إنّ اللّه كان...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كان... شهيدا) في محل رفع خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (34):
{الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (34)}.
الإعراب:
(الرجال) مبتدأ مرفوع (قوامون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (على النساء) جار ومجرور متعلق بالخبر الباء حرف جر و(ما) حرف مصدري (فضّل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بعض) مفعول به منصوب (على بعض) جار ومجرور متعلق ب (فضل).
والمصدر المؤوّل (ما فضل اللّه) في محل جر بالباء متعلق بالخبر أيضا.
الواو عاطفة (بما) مثل الأول إعرابا وتعليقا، (أنفقوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (من أموال) جار ومجرور متعلق ب (أنفقوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ما أنفقوا) في محل جر معطوف على المصدر المؤول الأول.
الفاء استئنافية (الصالحات) مبتدأ مرفوع (قانتات) خبر مرفوع (حافظات) خبر ثان مرفوع اللام لام التقوية زائدة، (الغيب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حافظات الباء حرف جر و(ما) حرف مصدري، (حفظ) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما حفظ اللّه) في محل جر متعلق بحافظات أو بقانتات... أي هنّ كذلك بسبب حفظ اللّه لهن بنهيهنّ عن المخالفة.
الواو عاطفة (اللاتي) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ (تخافون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (نشوز) مفعول به منصوب و(هن) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه الفاء زائدة في الخبر، (عظوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به الواو عاطفة (اهجروهنّ) مثل عظوهن (في المضاجع) جار ومجرور متعلق ب (اهجروهنّ)، الواو عاطفة (اضربوهن) مثل عظوهن. الفاء استئنافية (إن) حرف شرط جازم (أطعن) فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط والنون ضمير فاعل و(كم) ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تبغوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (على) حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبغوا) (سبيلا) مفعول به منصوب، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) اسم إن منصوب (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عليا) خبر كان منصوب (كبيرا) خبر ثان منصوب.
جملة (الرجال قوّامون...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (فضل اللّه...) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة (أنفقوا) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) الثاني.
وجملة (الصالحات قانتات) لا محل لها استئنافية.
وجملة (حفظ اللّه) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) الثالث.
وجملة (اللاتي تخافون...) لا محل لها معطوفة على جملة الرجال...
وجملة (تخافون...) لا محل لها صلة الموصول (اللاتي).
وجملة (عظوهنّ) في محل رفع خبر المبتدأ (اللاتي).
وجملة (اهجروهنّ...) في محل رفع معطوفة على جملة عظوهن.
وجملة (اضربوهن) في محل رفع معطوفة على جملة عظوهن.
وجملة (أطعنكم) لا محل لها استئنافية.
وجملة (لا تبغوا...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة (إنّ اللّه كان...) لا محل لها استئنافية.
وجملة (كان عليّا...) في محل رفع خبر إنّ.
الصرف:
(قوّامون)، جمع قوّام صيغة مبالغة اسم الفاعل، صفة (حافظات)، جمع حافظة مؤنث حافظ، اسم فاعل من حفظ يحفظ باب فرح، وزنه فاعل.
(نشوز)، مصدر سماعي لفعل نشزت المرأة تنشز باب نصر وباب ضرب، بزوجها ومنه وعليه.. وزنه فعلول بضم الفاء والعين.
(عظوهنّ)، فيه إعلال بالحذف فهو معتل مثال، تحذف فاؤه في المضارع والأمر إن جاءت عين الفعل في المضارع مكسورة، وزنه علوهنّ بكسر العين.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ).
والكلام كناية عن ترك جماعهن.
الفوائد:
2- قوامة الرجل على الأسرة:
إن اللّه قد جعل من فطرة الإنسان (الزوجية) شأنه شأن كل حي (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ثم شاء أن يجعل الزوجين في الإنسان شطرين لنفس واحدة (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها).
وأراد بالتقاء شطري النفس الواحدة فيما أراد أن يكون هذا اللقاء سكنا للنفس وطمأنينة للروح ثم سترا وصيانة ومزرعة للنسل وامتدادا وترقية للحياة (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).
وبما أنه لابد من قائد لهذه الأسرة وقائم عليها فقد حدّد القرآن القوامة للرجل، مراعيا بذلك الفطرة، والاستعدادات الموهوبة لكل من شطري النفس لأداء الوظائف المنوطة بكل منهما ومراعيا العدالة في توزيع الأعباء.
3- توزيع مهام الأسرة:
خصّ اللّه المرأة بالرقة والعطف وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة وهي خصائص ليست سطحية بل هي غائرة في التكوين العضوي للمرأة وزود الرجل بالخشونة والصلابة وبطء الانفعال واستخدام الوعي والتفكير.
فكانت المرأة بخصائصها جديرة بتربية الأطفال. وتنشئتهم وهي مهمة جليلة وخطيرة.
وكان الرجل بخصائصه جديرا بتدبير شؤون المعاش والإنفاق على الأسرة وحمايتها والقوامة عليها.
صنع اللّه الذي أتقن كل شيء فتعالى اللّه أحسن الخالقين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ