السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التوبة من الآية 110 إلى الآية 129 ونهاية السورة

إعراب سورة التوبة من الآية 110 إلى الآية 129 ونهاية السورة




 
.إعراب الآية رقم (110):{لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)}.
الإعراب:
(لا يزال) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع، و(لا) نافية (بنيان) اسم الفعل الناقص مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لبنيان (بنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (ريبة) خبر الناقص منصوب على حذف مضاف أي سبب ريبة (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لريبة و(هم) مثل الأخير (إلّا) حرف للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقطّع) مضارع منصوب- حذف منه إحدى التاءين- (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) مثل الأخير.
والمصدر المؤوّل (أن تقطّع..) في محلّ نصب على الاستثناء بحذف مضاف أي إلّا حال تقطّع قلوبهم أو وقت تقطّع قلوبهم.
(واللّه عليم حكيم) مرّ إعرابها.
جملة: (لا يزال بنيانهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تقطّع قلوبهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (اللّه عليم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بنوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله بناوا، التقى ساكنان، الألف والواو، فحذفت الألف وتركت الفتحة على ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا.
(ريبة)، أي ريبا صيغة ومعنى، وهي الشكّ وقلق النفس واضطرابها، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
.إعراب الآية رقم (111):
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) اسم إنّ منصوب (اشترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من المؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشترى)، وعلامة الجرّ الياء، (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أموالهم) مثل أنفسهم ومعطوف عليه الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (الجنّة) اسم أنّ منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الجنّة) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (اشترى) بتضمينه معنى استبدل.
(يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقاتلون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه الفاء عاطفة (يقتلون) مثل يقاتلون الواو عاطفة (يقتلون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (عدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي وعدهم وعدا وهو مؤكّد لمضمون ما قبله (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدا)، (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون ما قبله أي حقّ ذلك الوعد حقّا، (في التوراة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (وعدا)، الواو عاطفة في الموضعين (الإنجيل القرآن) لفظان معطوفان بحرفي العطف على التوراة مجروران الواو اعتراضيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوفى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى)، والهاء مضاف إليه (من اللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوفى)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (استبشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ببيع) جارّ ومجرور متعلّق ب (استبشروا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (الذي) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لبيع (بايعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (به) مثل عليه متعلّق ب (بايعتم)، الواو استئنافيّة (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد والكاف للخطاب (هو) ضمير فصل (الفوز) خبر مرفوع (العظيم) نعت للفوز مرفوع.
جملة: (إنّ اللَّه اشترى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اشترى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يقاتلون...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: (يقتلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون.
وجملة: (يقتلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يقاتلون.
وجملة: (من أوفى...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (استبشروا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن بايعتم اللَّه على الجنّة فاستبشروا ببيعكم....
وجملة: (بايعتم به) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ذلك.. الفوز...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
البلاغة:
1- الاستعارة المكنية والتبعية: في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) حيث عبر عن قبول اللّه تعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم التي بذلوها في سبيله تعالى، وإثابته إياهم بمقابلتها الجنة بالشراء على طريقة الاستعارة التبعية، ثم جعل المبيع- الذي هو العمدة والمقصد في العقد- أنفس المؤمنين وأموالهم، والثمن- الذي هو الوسيلة في الصفقة- الجنة.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (فَاسْتَبْشِرُوا) التفات إلى الخطاب، تشريفا لهم على تشريف، وزيادة لسرورهم على سرور. والاستبشار إظهار السرور، والسين فيه ليست للطلب كاستوقد وأوقد، والفاء لترتيب الاستبشار أو الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فسروا نهاية السرور، وأفرحوا غاية الفرح، بما فزتم به من الجنة.
3- التذييل: وهو أن يذيل المتكلم كلامه بعد تمام معناه بجملة تحقق ما قبلها وتلك الزيادة على ضربين:
أ- ضرب لا يزيد على المعنى الأول، وإنما يؤكده ويحققه.
ب- وضرب يخرجه المتكلم مخرج المثل السائر، ليشتهر المعنى، لكثرة دورانه على الألسنة، وقد جاء في هذه الآية الكريمة الضربان:
أ- قوله تعالى: (وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا) فإن الكلام قد تم وكمل قبل ذلك، ثم أتت جملة التذييل لتحقق ما قبلها وتؤكده.
ب- قوله: (وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) مخرجا ذلك مخرج المثل فسبحان المتكلم بمثل هذا الكلام.
.إعراب الآية رقم (112):
{التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)}.
الإعراب:
(التائبون) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم فهو صفة مقطوعة للمدح، وعلامة الرفع الواو (العابدون... الآمرون) كلّ لفظ من هذه الألفاظ خبر للمبتدأ المحذوف مرفوع وعلامة الرفع الواو (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق ب (الآمرون)، الواو عاطفة (الناهون) معطوف على (الآمرون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (عن المنكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (الناهون)، الواو عاطفة (الحافظون) معطوف على (الآمرون أو التائبون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (لحدود) جارّ ومجرور متعلّق ب (الحافظون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل أنت (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (هم) التائبون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(التائبون)، جمع التائب اسم فاعل من تاب، وزنه فاعل، وقد قلبت عينه همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله تاوب، وكذا شأن اسم الفاعل لكلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة إلى همزة.
(الحامدون)، جمع الحامد، اسم فاعل من حمد الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(السائحون)، جمع السائح اسم فاعل من ساح الثلاثيّ، وزنه فاعل وقد عومل معاملة التائب في القلب، وأصله سايح.
(الآمرون)، جمع الآمر، اسم فاعل من أمر الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد أدغمت الهمزة التي هي فاء الكلمة بألف فاعل وفوقها مدّة، والأصل أمر.
(الناهون)، جمع الناهي، اسم فاعل من نهى الثلاثيّ وزنه فاعل، والناهي فيه إعادة الياء إلى أصلها لانكسار ما قبلها، وفي (الناهون) إعلال بالحذف لأنه منقوص وأصله الناهيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى الهاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- إعلال بالحذف-.
(الحافظون)، جمع الحافظ، اسم فاعل من حفظ الثلاثيّ وزنه فاعل.
.إعراب الآية رقم (113):
{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113)}.
الإعراب:
(ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للنبيّ) جارّ ومجرور خبر كان مقدّم الواو عاطفة (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على النبيّ (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (يستغفروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (للمشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستغفروا)، وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يستغفروا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا) ماض ناقص..
واسمه (أولي) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بالاستغفار المنفيّ (ما) حرف مصدريّ (تبيّن) فعل ماض اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيّن)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أصحاب) خبر مرفوع (الجحيم) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (ما تبيّن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنهم أصحاب..) في محلّ رفع فاعل تبيّن.
جملة: (ما كان للنبيّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
جملة: (يستغفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (كانوا أولي قربى) في محلّ نصب حال من المشركين..
وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم أي لو كانوا... فما كان لهم أن يستغفروا...
وجملة: (تبيّن...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الفوائد:
تضاربت أقوال المفسرين في أسباب نزول هذه الآية، فقال قوم:
نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أراد أن يستغفر له بعد موته فنهاه اللّه عن ذلك، ويدل على ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد اللّه ابن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم، قل لا إله إلا اللّه كلمة أحاج لك بها عند اللّه، فقال أبو جهل وعبد اللّه بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعرضها عليه ويعودا لتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: أنا على ملة عبد المطلب ولم يقل الشهادة، فقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. وقال قتادة قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل اللّه هذه الآية. وروى الطبري بسنده قال: ذكر لنا أن رجالا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا: يا نبي اللّه إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني ويوفي الذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: بلى واللّه لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه، فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية.
.إعراب الآية رقم (114):{وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما كان) مثل المتقدّمة، (استغفار) اسم كان مرفوع (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لأبيه) جارّ ومجرور متعلّق باستغفار وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (عن موعدة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، (وعد) فعل ماض و(ها) ضمير مفعول به أوّل (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان، والفاعل هو أي إبراهيم الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن للشرط متعلّق ب (تبرّأ)، (تبيّن له أنّه عدو) مثل تبيّن لهم أنّهم أصحاب، (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (عدوّ)، (تبرأ) مثل وعد (منه) مثل له متعلّق ب (تبرّأ)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (إبراهيم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة اللام المزحلقة للتوكيد (آوّاه) خبر إنّ مرفوع (حليم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّه عدوّ) في محلّ رفع فاعل تبيّن.
جملة: (ما كان استغفار...) لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير ما سبق وجملة: (وعدها إيّاه) في محلّ جرّ نعت لموعدة.
وجملة: (تبيّن أنّه عدوّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تبرّأ منه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّ إبراهيم لأواه) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(استغفار)، مصدر قياسيّ لفعل استغفر السداسيّ، وزنه استفعال- على وزن ماضيه بكسر ثالثة وزيادة ألف قبل الآخر- (موعدة)، مصدر ميميّ لفعل وعد الثلاثيّ، والتاء زيدت للمبالغة، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين لأن فعله معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع.
(أوّاه)، مبالغة من التأوّه على غير قياس، وزنه فعّال، وقد حكى قطرب وحده أنّ ثمّة فعلا ثلاثيّا هو آه يؤوه كقام يقوم، ولكن النحويين أنكروا عليه ذلك. والأوّاه لها معان كثيرة أشهرها قول أبو عبيدة أي المتأوّه شفقة وفرقا، والمتضرّع يقينا ولزوما وطاعة.
.إعراب الآية رقم (115):
{وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (ما كان) مثل السابقة، (اللّه) اسم كان مرفوا اللام لام الجحود- أو الإنكار- (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو (قوما) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يضلّ)، (إذ) ظرف مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(هم) ضمير مفعول به والفاعل هو (حتى) حرف غاية وجرّ (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إنّ اللّه..
عليم) مثل إنّ إبراهيم لأوّاه، (بكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بعليم، (شيء) مضاف إليه مجرور.
جملة: (ما كان ليضلّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان استغفار.. أو هي استئنافيّة.
وجملة: (يضلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: (هداهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يبيّن لهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يبيّن..) في محلّ جرّ (حتّى) متعلّق ب (يضلّ).
وجملة: (يتّقون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ اللّه... عليم) لا محلّ لها في حكم التعليل.
.إعراب الآية رقم (116):
{إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116)}.
الإعراب:
(إنّ اللّه) مثل إنّ إبراهيم، اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ملك) مبتدأ مؤخّر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بحرف العطف مجرور (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة (يميت) مضارع مرفوع الواو عاطفة (ما) نافية (لكم) مثل له (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من وليّ- نعت تقدّم على المنعوت- (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ تبعه في الجرّ لفظا.
جملة: (إنّ اللّه...) لا محلّ له استئنافيّة.
وجملة: (له ملك السموات...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يحيي...) في محلّ رفع خبر ثان.
وجملة: (يميت) في محلّ رفع معطوفة على جملة يحيي.
وجملة: (لكم.. وليّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الفوائد:
أنواع الخبر الخبر سواء كان للمبتدأ أو لإن أو لكان مع أخواتهما فإنه يتنوّع فيأتي:
1- مفردا (أي ليس جملة ولا شبه جملة) مثل: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
2- بجملة فعلية مثل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) فجملة يدافع في محل رفع خبر إنّ.
3- جملة اسمية كما ورد في الآية، وذلك كقولنا: العلم فوائده عظيمة. فالعلم مبتدأ أول. فوائده مبتدأ ثان. عظيمة خبر للمبتدأ الثاني. وجملة فوائده عظيمة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول. ويلاحظ بوجود ضمير في المبتدأ الثاني يعود على المبتدأ الأول، وهذا شرط إذا كان الخبر جملة فعلية أو اسمية، ففي الجملة الفعلية يكون الضمير مستترا كما مر أو متصلا كقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ) فواو الجماعة، في الجملة الفعلية يخادعون ضمير متصل يعود على الاسم (المنافقين)، أما في الجملة الاسمية فيكون الضمير متصلا كما مرّ.
4- شبه جملة (أي ظرفا أو جارا أو مجرورا) ومثال الظرف: موعدنا يوم السبت، ومثال الجار والمجرور: الخير بي وبأمتي. ومعنى ذلك أننا نعلق الظرف أو الجار والمجرور بخبر محذوف تقديره كائن، فنقول: يوم مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر محذوف تقديره كائن، والتقدير (موعدنا كائن يوم السبت).
.إعراب الآية رقم (117):
{لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (تاب) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (على النبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)، الواو عاطفة في الموضعين (المهاجرين، الأنصار) اسمان معطوفان على النبيّ مجروران وعلامة جرّ الأول الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للمهاجرين والأنصار (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (في ساعة) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّبعوه)، (العسرة) مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)، (ما) حرف مصدريّ (كاد) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير الشأن محذوف، (يزيغ) مضارع مرفوع (قلوب) فاعل مرفوع، (فريق) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفريق (ثمّ) حرف عطف (تاب) مثل الأول (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (تاب)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (بهم) مثل منهم متعلّق ب (رؤف) وهو خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما كاد....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (تاب اللَّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (اتّبعوه...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كاد يزيغ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يزيغ قلوب...) في محلّ نصب خبر كاد.
وجملة: (تاب عليهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وهي مؤكّدة لها.
وجملة: (إنّه بهم رؤف) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (118):
{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (على الثلاثة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تاب)، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جر نعت للثلاثة (خلّفوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ضاقت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضاقت)، (الأرض) فاعل مرفوع الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (رحبت) مثل ضاقت، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي الواو عاطفة (ضاقت عليهم أنفسهم) مثل ضاقت عليهم الأرض، و(هم) متّصل مضاف إليه الواو عاطفة (ظنّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) نافية للجنس (ملجأ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بملجأ بحذف مضاف أي من عذاب اللَّه أو من سخط اللَّه (إلّا) أداة استثناء، (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ بدل من مستثنى منه مقدّر، (ثمّ) حرف عطف (تاب) فعل ماض (عليهم) مثل الأول متعلّق ب (تاب)، اللام للتعليل (يتوبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللَّه) لفظ الجلالة اسم إنّ (هو) ضمير فصل، (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما رحبت..) في محلّ جرّ بالباء والجارّ والمجرور حال من الأرض، أي ضاقت حال كونها رحبة.. أي مع رحبها.
والمصدر المؤوّل (أن لا ملجأ..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.
المصدر المؤوّل (أن يتوبوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تاب).
جملة: (خلّفوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه المقدّر..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ضاقت.. الأرض) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (رحبت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (ضاقت.. أنفسهم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى.
وجملة: (ظنّوا..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ضاقت الأولى.
وجملة: (لا ملجأ...) في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
وجملة: (تاب عليهم) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط المقدّر أي لجؤوا إليه ثمّ تاب اللَّه.
وجملة: (يتوبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّ اللَّه هو التوّاب) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) أي قلوبهم، وعبر عنها بذلك مجازا لأن قيام الذات بها، ومعنى ضيقها غمها وحزنها كأنها لا تسع السرور لضيقها.
الفوائد:
حديث الثلاثة الذين خلفوا:
روى هذا الحديث عبد اللّه بن كعب، عن والده الذي تخلف عن غزوة تبوك.
وسنورده مختصرا لطوله: لقد تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك، وكان في صحة ومال ولا عذر له، وكانت هذه الغزوة في الحر الشديد، وعند ما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من تبوك جاء المنافقون يحلفون ويعتذرون، فقبل منهم، وترك باطنهم للّه عز وجل. أمّا كعب فقد صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم وقال: تخلفت ولا عذر لي، وكنت ميسورا.
فقال له النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: قم حتى يقضي اللّه في أمرك. فسأل كعب: هل أحد لقي مثل ما لقيت؟ فقيل له: نعم، رجلان: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع ثم نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن تكليم هؤلاء الثلاثة المخلفين، فقاطعهم المسلمون، ويقول كعب: لقد تسورت جدار ابن عمي أبي قتادة، وهو أحب الناس لي، فسلمت عليهم، فلم يرد السلام، فقلت له: أتعلم أني أحب اللّه ورسوله؟ فقال: اللّه أعلم. فخرجت من عنده حزينا. وفي اليوم الأربعين من المقاطعة، بعث إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن نعتزل نساءنا ولا نقربها، فبعثت زوجتي إلى أهلها، وضاقت علي الأرض، وضاقت علي نفسي ثم في هذه الأثناء، بعث لي ملك غسان كتابا، يرغبني في القدوم إليه، ويقول:
سمعنا بأن صاحبك قد جفاك، فقلت: واللّه هذا من البلاء. وحرقت الكتاب. وفي تمام الليلة الخمسين، كنت أصلي الصبح على ظهر سطح بيتي، فسمعت صوتا يناديني بتوبة اللّه علي، وجاء المبشرون، ففرحت كثيرا، وذهبت إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المسجد فهنأني بالتوبة، وعند ما دخلت المسجد قام إليّ طلحة بن عبيد اللّه فاستقبلني، وهنأني، ما قام إليّ غيره، وكان كعب لا ينساها لطلحة، ثم تصدقت بجميع مالي، جزاء التوبة، فأمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أمسك شيئا، فأمسك سهمي بخبير، ولقد نجاني اللّه بالصدق وتاب علي، فما ابتلي أحد بصدق الحديث كما ابتليت، وسمّينا بالمخلفين ليس لتخلفنا عن الغزوة، وإنما لأن اللّه خلف أمرنا وأرجأه.
.إعراب الآية رقم (119):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل نصب بدل من أيّ أو عطف بيان (آمنوا) مثل ظنوا، (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (كونوا) أمر ناقص.. والواو اسم كن (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر كونوا (الصادقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (النداء يأيّها الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كونوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
.إعراب الآية رقم (120):
{ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)}.
الإعراب:
(ما كان لأهل) مثل ما كان للنبيّ، (المدينة) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على أهل (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(هم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور حال من الموصول من (أن يتخلّفوا) مثل أن يستغفروا، (عن رسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتخلّفوا)، (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) نافية (يرغبوا) معطوف على (يتخلّفوا) منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بأنفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا)، و(هم) مثل الأخير (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرغبوا)، والهاء مثل هم (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد، والكاف (للخطاب) الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يصيب) مضارع مرفوع و(هم) مفعول به (ظمأ) فاعل مرفوع الواو عاطفة في المواضع الأربعة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (نصب، مخمصة) معطوفان على ظمأ مرفوعان (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لمخمصة، (اللّه) مثل الأخير (لا) نافية (يطؤون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (موطئا) مفعول به منصوب، (يغيظ) مثل يصيب، والفاعل هو أي الموطئ، (الكفّار) مفعول به منصوب (لا ينالون) مثل لا يطؤون (من عدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينالون)، (نيلا) مفعول مطلق منصوب، (إلّا) أداة حصر (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب)، الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) والباء للسببيّة، (عمل) نائب الفاعل مرفوع (صالح) نعت لعمل مرفوع (إنّ اللّه) مرّ إعرابها، (لا يضيع) مثل لا يصيب، والفاعل هو أي اللّه (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (ما كان لأهل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتخلّفوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن يتخلّفوا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
وجملة: (يرغبوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يتخلّفوا.
وجملة: (ذلك بأنّهم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يصيبهم ظمأ) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يصيبهم...) في محلّ جر بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك).
وجملة: (لا يطؤون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم.
وجملة: (يغيظ..) في محلّ نصب نعت ل (موطئا).
وجملة: (لا ينالون...) في محل رفع معطوفة على جملة لا يصيبهم.
وجملة: (كتب.. عمل) في محلّ نصب حال من المؤمنين المطيعين.
وجملة: (إنّ اللّه لا يضيع...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يضيع...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(ظمأ)، مصدر سماعيّ لفعل ظمئ يظمأ باب فرح، وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى هي: ظمء بفتح فسكون، وظماء بفتح الظاء، وظماءة بفتح الظاء.
(نصب)، مصدر سماعيّ لفعل نصب ينصب باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
(موطئا)، اسم مكان من وطأ الثلاثيّ باب فرح، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأن الفعل معتلّ مثال محذوف الفاء في المضارع..
وهو أيضا مصدر ميميّ للفعل نفسه وعلى الوزن نفسه.
(نيلا)، مصدر نال ينال، وزنه فعل بفتح فسكون.. وقد يقصد به الشيء المنال فيستعمل اسما.
الفوائد:
في هذه الآية دليل على أن من قصد طاعة اللّه كان قيامه وقعوده ومشيه وحركته وسكونه كلها حسنة مكتوبة عند اللّه، واختلف العلماء في حكم هذه الآية.
فقال قتادة: هذا الحكم خاص برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم إذا غزا بنفسه لم يكن لأحد أن يتخلف عنه، وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي وابن المبارك وابن جابر وسعيدا يقولون في هذه الآية: إنها لأول هذه الأمة وآخرها، فعلى هذا تكون هذه الآية محكمة لم تنسخ، وقال ابن زيد: هذا حين كان أهل الإسلام قليلا، فلما كثروا نسخها اللّه عز وجل، وأباح التخلف لمن شاء بقوله: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة)، ولكن القول السديد في هذا المقام ما نقله الواحدي عن عطية أنه قال: ما كان لهم أن يتخلفوا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دعاهم وأمرهم لأنه لا تتوجب الطاعة إلا إذا أمر، وكذا غيره من الأئمة والولاة إذا ندبوا أو عينوا وجبت الطاعة.
.إعراب الآية رقم (121):
{وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (121)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) نافية (ينفقون نفقة) مثل يطؤون موطئا، (صغيرة) نعت لنفقة منصوب، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (كبيرة) معطوف على صغيرة منصوب الواو عاطفة (لا يقطعون واديا) مثل لا يطؤون موطئا، (إلّا) أداة حصر (كتب لهم) مثل المتقدّمة، وتقدير نائب الفاعل العمل الدال على النفقة وقطع الوادي اللام لام التعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(هم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أحسن) مفعول به ثان منصوب (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يعملون) مثل يطؤون.
والمصدر المؤوّل (أن يجزيهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (كتب).
والمصدر المؤوّل (ما كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(واديا)، اسم جامد للمنخفض بين جبلين، وزنه فاعل، واشتقّ الوادي من فعل يدي يدي وديا الشيء بمعنى سال لأن الماء يدي فيه أي يسيل والفعل من باب ضرب.
.إعراب الآية رقم (122):
{وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما كان) مرّ إعرابها، (المؤمنون) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الواو اللام لام الجحود (ينفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كافّة) حال من الفاعل منصوبة.
والمصدر المؤوّل (أن ينفروا) في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
الفاء استئنافيّة (لولا) أداة تحضيض بمعنى هلّا (نفر) فعل ماض (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من طائفة- نعت تقدّم على المنعوت- (فرقة) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لفرقة (طائفة) فاعل نفر مرفوع اللام للتعليل (يتفقّهوا) مضارع مثل ينفروا (في الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتفقّهوا)، الواو عاطفة (لينذروا) مثل: (ليتفقّوا)، (قوم) مفعول به منصوب و(هم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يتفقّهوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نفر).
والمصدر المؤوّل (أن ينذروا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومتعلّق بما تعلّق به.
(إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ينذروا)، (رجعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إليهم) مثل منهم متعلّق ب (رجعوا)، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يحذرون) مثل يطؤون.
جملة: (ما كان المؤمنون لينفروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان لأهل.
وجملة: (ينفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (نفر.. طائفة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتفقّهوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ينذروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (رجعوا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لعلّهم يحذرون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يحذرون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
.إعراب الآية رقم (123):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا قاتلوا) مثل يأيّها... اتّقوا، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يلون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (من الكفّار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يلونكم الواو عاطفة اللام لام الأمر (يجدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجدوا)، (غلظة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (اعلموا) مثل اتّقوا، (أنّ اللَّه) مثل إنّ اللَّه، (مع المتقين) مثل مع الصادقين.
جملة: (النداء) يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قاتلوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يلونكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
(يلونكم)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يليونكم بضمّ الياء الثانية، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى اللام.. ولمّا التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء فأصبح يلونكم، وفيه إعلال بالحذف أيضا لأن ماضيه لفيف مفروق تحذف فاؤه في المضارع وهي الواو فالوزن يعونكم.
(غلظة)، مصدر سماعيّ لفعل غلظ يغلظ من أبواب نصر وضرب وكرم.. وزنه فعلة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى بضمّ الفاء وفتحها، وغلظ بكسر الغين وغلاظة بكسر الغين.
.إعراب الآيات (124- 125):{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (125)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (ما) زائدة (أنزلت) فعل ماض للمجهول والتاء للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (أيّ) اسم استفهام مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (زادت) فعل ماض والتاء للتأنيث والهاء ضمير مفعول به أوّل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (إيمانا) مفعول به ثان منصوب الفاء استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (آمنوا) مثل رجعوا، الفاء واقعة في جواب أمّا (زادتهم إيمانا) مثل زادته إيمانا الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يستبشرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (أنزلت سورة...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (منهم من يقول...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يقول...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أيّكم زادته هذه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (زادته هذه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم).
وجملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (زادتهم إيمانا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (هم يستبشرون...) في محلّ نصب حال من الهاء في (زادتهم).
وجملة: (يستبشرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الواو عاطفة (أمّا الذين) مثل الأولى (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (هم) ضمير مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فزادتهم رجسا) مثل فزادتهم إيمانا (إلى رجس) جارّ ومجرور نعت ل (رجسا)، و(هم) مثل الأخير الواو عاطفة (ماتوا) مثل رجعوا (وهم) ضمير مبتدأ (كافرون) خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (الذين في قلوبهم مرض...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا...
وجملة: (في قلوبهم مرض..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (زادتهم رجسا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (ماتوا...) في محلّ رفع معطوفة على جملة زادتهم.
وجملة: (هم كافرون) في محلّ نصب حال من فاعل ماتوا.
الفوائد:
أيّ وأحوالها:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) ونحن بصدد (أيّ) المشدّدة الياء وهي في الآية الكريمة اسم استفهام مبتدأ مرفوع وسنوضح فيما يلي أحوالها لما فيه من الفائدة العظيمة.
أيّ هي اسم وتأتي على خمسة أوجه:
1- اسم شرط: مثل قوله تعالى: (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى).
2- اسم استفهام: مثل قوله تعالى: (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً).
3- اسم موصول: كقوله تعالى: (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) والتقدير: لننزعن الذي هو أشد. وهناك خلاف حول هذه الآية، فقد قال ذلك سيبويه. وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين، وزعموا أنها في الآية استفهامية وأنها مبتدأ وأشدّ خبر.
4- تأتي دالة على معنى الكمال، فتقع صفة للنكرة نحو: زيد رجل أيّ رجل، أي كامل في صفات الرجال. وتأتي حالا بعد المعرفة وتدل أيضا على الكمال مثل:
مررت بعبد اللَّه أيّ رجل.
5- يتوصل بها إلى نداء ما فيه ال نحو: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ.
.إعراب الآية رقم (126):
{أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية والواو عاطفة (يرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (يفتنون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع..
والواو نائب الفاعل (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفتنون)، (عام) مضاف إليه مجرور (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب أي: فتنة واحدة (أو) حرف عطف (مرّتين) معطوف على مرّة منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (لا يتوبون) مثل لا يطؤون، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم يذكّرون) مثل هم يستبشرون.
والمصدر المؤوّل (أنّهم يفتنون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يرون.
جملة: (يرون...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: (يفتنون..) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (لا يتوبون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.
وجملة: (هم يذّكّرون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يفتنون.
وجملة: (يذّكّرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
.إعراب الآية رقم (127):
{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)}.
الإعراب:
(وإذا ما أنزلت سورة) مرّ إعرابها، (نظر) فعل ماض (بعض) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (إلى بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (نظر)، (هل) حرف استفهام (يرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و(كم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يرى (ثمّ) حرف عطف (انصرفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (صرف) مثل نظر (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قلوب) مفعول به منصوب و(هم) مضاف إليه الباء حرف جرّ (أنّهم) مثل السابق، (قوم) خبر أنّ مرفوع (لا يفقهون) مثل لا يطؤون.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قوم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (صرف)، والباء للسببيّة.
جملة: (أنزلت سورة..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نظر بعضهم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هل يراكم من أحد...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. وهذا القول المقدر في محلّ نصب حال من فاعل نظر أي يقولون هل يراكم...
وجملة: (انصرفوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر بعضهم.
وجملة: (صرف اللَّه...) لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.. أو استئناف لمجرّد الإخبار.
وجملة: (لا يفقهون) في محلّ رفع نعت لقوم.
.إعراب الآيات (128- 129):
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءكم) فعل ماض.. والضمير مفعول به (رسول) فاعل مرفوع (من أنفس) جارّ ومجرور نعت لرسول، و(كم) ضمير مضاف إليه (عزيز) نعت لرسول مرفوع، (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بعزيز (ما) حرف مصدريّ، (عنتّم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما عنتّم) في محلّ رفع فاعل الصفة المشبّهة عزيز.
(حريص) نعت آخر لرسول مرفوع (عليكم) مثل عليه متعلّق بحريص (بالمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق ب (رؤف) وهو نعت لرسول مرفوع وكذلك (رحيم).
جملة: (جاءكم رسول...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عنّتم..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، وقد حذف من الفعل إحدى التاءين تخفيفا الفاء رابطة لجواب الشرط (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (حسبي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء ضمير مضاف إليه (اللَّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر- أو من محلّ لا مع اسمها- (عليه) مثل الأول متعلّق ب (توكّلت) وهو فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل الواو عاطفة (هو) مبتدأ في محلّ رفع (ربّ) خبر مرفوع (العرش) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للعرش مجرور.
جملة: (إن تولّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّر.
وجملة: (قل...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (حسبي اللَّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محل نصب حال.
وجملة: (توكّلت) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة لمقول القول- أو اعتراضيّة.
وجملة: (هو ربّ...) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
الصرف:
(حريص)، صفة مشبّهة لفعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه فعيل، مؤنّثه حريصة والجمع حرصاء بضم الحاء وحراص بكسر الحاء وتخفيف الراء وحرّاص بضمّ الحاء وتشديد الراء، وجمع حريصة حراص بكسر الحاء وحرائص.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ