السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأعراف من الآية 132 إلى الآية 149

إعراب سورة الأعراف من الآية 132 إلى الآية 149




 
.إعراب الآية رقم (132):{وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قالوا) مرّ إعرابها (مهما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظاهر تقديره (تعطنا)، وهذا المقدّر يأتي بعد اسم الشرط لأن له الصدارة، (تأت) مضارع مجزوم فعل الشرط للتفسير، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأتنا)، (من آية) جارّ ومجرور تمييز للضمير في به، اللام للتعليل (تسحر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بها) مثل به متعلّق بفعل (تسحر). والمصدر المؤوّل (أن تسحرنا) في محلّ جرّ متعلّق ب (تأتي).
الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) حرف ناف عامل عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مؤمنين) الباء حرف جرّ زائدة (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
والجملة المقدرة: (تعطنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تأتنا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (ما نحن...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(مهما)، فيه ثلاثة أقوال... أحدها أنّه مكوّن من (مه) بمعنى اكفف و(ما) اسم للشرط كقوله: (ما يفتح اللّه للناس من رحمة).
الثاني أنّ أصل (مه) هو ما الشرطيّة زيدت عليها ما كما زيدت في قوله: إمّا يأتينّكم.. ثمّ أبدلت الألف الأولى هاء لئلّا تتوالى كلمتان من لفظ واحد.
الثالث أنّها بأسرها كلمة واحدة غير مركّبة.
الفوائد:
وقال في ابن طالب الكاتب:
ويدعى أبوه طالبا وكفاكم ** به طيرة ان المنية طالب

وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يكره الطيرة ويقول: إذا تطيرتم فامضوا وعلى اللّه فتوكلوا.
- مهما: قد استدل بعض النحاة على أنها حرف بقول زهير بن أبي سلمى:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة ** وإن خالها تخفى على الناس تعلم

فلم يكن في هذا البيت ل (مهما) محل من الإعراب، وذهب بعض المحققين إلى أن مهما في هذا البيت في محل رفع مبتدأ، وهو الأرجح.
أما ابن مالك فقد ذكر أن ما ومهما تردان ظرفي زمان فقال:

وقد أتت مهما وما ظرفين في ** شواهد من يعتضد بها كفى

وللعلماء ردود عليه، وعلى رأسهم الزمخشري، لا نرى الخوض فيها، فنخرج عن مجرى الكتاب.
.إعراب الآية رقم (133):
{فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و(نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلنا)، (الطوفان) مفعول به منصوب (الجراد.. الدم) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الطوفان منصوبة مثله (آيات) حال منصوبة من الألفاظ الخمسة، وعلامة النصب الكسرة (مفصّلات) نعت لآيات منصوب وعلامة النصب الكسرة الفاء عاطفة (استكبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (كانوا) ناقص يعرب مثل استكبروا.. والواو اسم كان (قوما) خبر كانوا منصوب (مجرمين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا....
وجملة: (استكبروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: (كانوا قوما...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
الصرف:
(الطوفان)، فيه قولان: أحدهما هو جمع طوفانة أي هو اسم جنس كقمح وقمحة.
الثاني هو مصدر كالنقصان، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
(الجراد)، اسم جنس واحدته جرادة للذكر والأنثى، قال بعضهم أنّه مشتقّ من الجرد، وزنه فعال بفتح الفاء.
(القمّل)، اسم جنس واحدته قملة للذكر والأنثى، وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة، وفي لفظه لغة أخرى هي القمل بفتح القاف وسكون الميم.
(الضفادع)، جمع ضفدع بوزن درهم، ويجوز كسر الدال، والضفدع مؤنّث، ويفرّق بين ذكره وأنثاه بالوصف فيقال ضفدع ذكر وضفدع أنثى.
وفي القاموس الضفدع كزبرج بكسر الدال وجعفر وجندب بضمّ الضاد والدال ودرهم- وهذا أقلّ أو مردود- الواحدة بهاء، والجمع ضفادع وضفادي.
(مفصّلات)، جميع مفصّلة مؤنّث مفصّل.. اسم مفعول به (فصّل) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. وانظر الآية (144) من سورة الأنعام.
البلاغة:
سر استعمال القمّل: وردت لفظة (القمّل) في الآية حسنة مستساغة، وذلك لأنها جاءت مندرجة في ضمن كلام متناسب ولم ينقطع الكلام عندها، فقد تضمنت الآية خمسة ألفاظ هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمسة هي الطوفان والجراد والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدم معها الطوفان والجراد وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط، ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهي إليه آخرا. ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية.
.إعراب الآيات (134- 136):
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (136)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (وقع) فعل ماض (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وقع)، (الرجز) فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصب (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع)، (ربّ) مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع)، (عهد) مثل وقع، والفاعل هو (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عهد) والكاف مثل المتقدّم اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (كشف) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط والتاء ضمير فاعل (عنا) مثل لنا متعلّق ب (كشفت)، (الرجز) مفعول به منصوب اللام لام القسم (نؤمننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمننّ)، الواو عاطفة (لنرسلنّ) مثل لنؤمننّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (نرسلنّ)، والكاف ضمير مضاف إليه (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة.
جملة: (وقع... الرجز) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يا موسى...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ادع لنا ربّك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (عهد...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (كشفت...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تفسير لموضوع الدعاء وغرضه.
وجملة (نؤمننّ...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (نرسلنّ..) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الفاء عاطفة (لمّا) مثل الأول (كشفنا عنهم الرجز) مثل كشفت عنّا الرجز (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (كشفنا)، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالغو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو، وحذفت النون للإضافة والهاء ضمير مضاف إليه (إذا) حرف مفاجأة (هم) مثل الأول (ينكثون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: (كشفنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هم بالغوه) في محلّ جرّ نعت لأجل.
وجملة: (هم ينكثون) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ينكثون) في محلّ رفع خبر (هم).
الفاء عاطفة في الموضعين، (انتقمنا) مثل كشفت (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انتقمنا)، (أغرقنا) مثل كشفت و(هم) ضمير مفعول به (في اليمّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أغرقناهم)، الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كذّبوا) مثل قالوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و(نا) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنّهم كذّبوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أغرقناهم)، والباء سببيّة.
الواو عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ..
والواو اسم كان (عنها) مثل عنّا متعلّق ب (غافلين)، (غافلين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (انتقمنا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتمثّل في مفتتح الآيات السابقة: فلمّا وقع.. فلمّا كشفنا...
وجملة: (أغرقناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة انتقمنا.
وجملة: (كذّبوا) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (كانوا...) في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّبوا.
الصرف:
(اليمّ)، اسم جامد ذات بمعنى البحر، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) أي ينقضون العهد، وأصل النكث فل طاقات الصوف المغزول ليغزل ثانيا، فاستعير لنقض العهد بعد إبرامه.
.إعراب الآية رقم (137):
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (137)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة. (أورثنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (القوم) مفعول به أوّل منصوب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للقوم (كانوا) مثل المتقدّم، (يستضعفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو ضمير نائب الفاعل (مشارق) مفعول به ثان منصوب (الأرض) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (مغارب) معطوف على مشارق منصوب و(ها) ضمير مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لمشارق الأرض ومغاربها (باركنا) مثل أورثنا (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (باركنا)، الواو عاطفة (تمّت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور والكاف ضمير مضاف إليه (الحسنى) نعت لكلمة مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (على بني) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمّت)، (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (صبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ...
والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تمّت).
الواو عاطفة (دمّرنا) مثل أورثنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كان) فعل ماض ناقص ناسخ، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما، (يصنع) مضارع مرفوع (فرعون) فاعل يصنع مرفوع الواو عاطفة (قوم) معطوف على فرعون مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ما كانوا يعرشون) مثل ما كان يصنع...
ومعطوفة عليها.
جملة: (أورثنا...) لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: (كانوا يستضعفون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يستضعفون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (تمّت كلمة ربّك) لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثنا.
وجملة: (صبروا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (دمّرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثنا.
وجملة: (كان يصنع) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (يصنع فرعون) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (يعرشون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد:
- جاء رسم (التاء) في هذه الآية مبسوطة، وهي إحدى الأماكن التي يخالف بها رسم كلمات القرآن ما نحن عليه من قواعد الكتابة والاملاء. ويحسن أن نشير إلى أن هذا النوع من الرسم لا يقاس عليه ولا يعتدّ به في تدريسنا لأصول الكتابة، لأنّه وقف على القرآن الكريم دون غيره من الكتب.
.إعراب الآية رقم (138):{وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (جاوزنا) مثل أورثنا (ببني إسرائيل) مثل على بني إسرائيل متعلّق ب (جاوز)، (البحر) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (أتوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (على قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتوا) بتضمينه معنى قدموا (يعكفون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (على أصنام) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعكفون)، اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأصنام (قالوا) مثل صبروا، (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (اجعل) فعل أمر والفاعل أنت أي: اصنع (لنا) مثل لهم متعلّق ب (اجعل)، (إلها) مفعول به منصوب الكاف حرف جرّ وتشبيه (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف نعت ل (إلها)، (لهم) مثل الأول، متعلّق بمحذوف صلة ما.. الجارّ والمجرور- عند ابن هشام- خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي الأصنام (آلهة) بدل من الضمير المستتر في صلة ما أي كالتي استقرّت هي لهم آلهة.
جملة: (جاوزنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أتوا...) لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: (يعكفون...) في محلّ جرّ نعت لقوم.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يا موسى...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اجعل لنا إلها) لا محلّ لها جواب النداء.
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (قوم) خبر إنّ مرفوع (تجهلون) مثل يعكفون.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّكم قوم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تجهلون) في محلّ رفع نعت لقوم.
.إعراب الآية رقم (139):
{إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (139)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف توكيد ونصب (ها) للتنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم انّ (متّبر) خبر مرفوع، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل لاسم المفعول متبّر (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر هم الواو عاطفة (باطل) معطوفة على متّبر مرفوع مثله (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ... والواو ضمير اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ رفع فاعل لاسم الفاعل باطل.
جملة: (إنّ هؤلاء متبّر..) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (هم فيه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كانوا...) لا محلّ له صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(متبر)، اسم مفعول من تبّر الرباعيّ أي هلك، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
.إعراب الآية رقم (140):
{قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (140)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض والفاعل هو الهمزة للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ التعجّبيّ (غير) مفعول به مقدم (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أبغي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا و(كم) ضمير مفعول به على حذف اللام، والأصل أبغي لكم (إلها) تمييز لغير منصوب، الواو واو الحال (هو) ضمير مبتدأ (فضّل) فعل ماض، والفاعل هو و(كم) ضمير مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلكم)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أبغيكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هو فضّلكم...) في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة أو من ضمير المخاطب الجمع.
وجملة: (فضّلكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.
البلاغة:
خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى: (قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً) فالاستفهام هنا للإنكار.
.إعراب الآية رقم (141):
{وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أنجينا) فعل ماض وفاعله و(كم) ضمير مفعول به (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجينا)، (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (يسومون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو ضمير فاعل و(كم) مثل الأخير (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف إليه مجرور (يقتّلون) مثل يسومون (أبناء) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يقتّلون أبناءكم الواو استئنافيّة (في) حرف جرّ (ذلكم) اسم إشارة مبنىّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
واللام للبعد والكاف للخطاب (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلق بمحذوف نعت لبلاء و(كم) ضمير مضاف إليه (عظيم) نعت ثان لبلاء مرفوع جملة: (أنجيناكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يسومونكم...) في محلّ نصب حال من آل فرعون.
وجملة: (يقتّلون...) في محلّ نصب بدل من جملة يسومونكم وجملة: (يستحيون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يقتّلون.
وجملة: (في ذلكم بلاء) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (142):
{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (واعدنا) مثل أنجينا، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين (ثلاثين) مفعول به ثان منصوب وهو على حذف مضاف أي تمام ثلاثين، وعلامة النصب الياء (ليلة) تمييز منصوب الواو عاطفة (أتممنا)، مثل أنجينا، و(ها) ضمير مفعول به (بعشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أتممنا)، الفاء عاطفة (تمّ) فعل ماض (ميقات) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور والهاء ضمير مضاف إليه (أربعين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء، (ليلة) مثل الأول الواو استئنافيّة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لأخي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء والهاء ضمير مضاف إليه (هارون) بدل من أخيه- أو عطف بيان- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (اخلف) فعل أمر والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اخلف) والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أصلح) مثل اخلف الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تتّبع) مضارع مجزوم والفاعل أنت (سبيل) مفعول به منصوب (المعتدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (واعدنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أتممناها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة واعدنا.
وجملة: (تمّ ميقات...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتممناها.
وجملة: (قال موسى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اخلفني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أصلح) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (لا تتّبع...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
.إعراب الآيات (143- 144):
{وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قال: (جاء) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لميقات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (كلّم) مثل جاء والهاء ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع والهاء مضاف إليه (قال) مثل جاء، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة وهي المضاف إليه (أرني) فعل أمر، دعائيّ، مبنيّ على حذف حرف العلّة..
والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنظر) مضارع مجزوم، جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنظر)، (قال) مثل الأول (لن) حرف نفي نصب (تراني) مضارع منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف... والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به، والفاعل أنت الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (انظر) فعل امر والفاعل أنت (إلى الجبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (انظر)، الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (استقرّ) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (مكان) منصوب على نزع الخافض أي بمكانه... والهاء ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (تراني) مثل الأول الفاء عاطفة (لمّا تجلّى) مثل لمّا جاء، وبناء الفتح مقدّر على الألف (ربّه) مثل الأول (للجبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجلّى)، (جعله) مثل كلّمه (دكّا) مفعول به ثان منصوب أي مدكوكا الواو الواو عاطفة (خرّ) مثل جاء (موسى) فاعل كالمتقدّم، (صعقا) حال منصوبة (فلمّا أفاق) مثل فلمّا تجلّى (قال) مثل الأول (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف..
والكاف ضمير مضاف إليه (تبت) فعل ماض وفاعله (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبت)، الواو عاطفة (أنا) ضمير مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوّل) خبر مرفوع (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (جاء موسى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كلّمه ربّه) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء موسى.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة النداء وجوابها... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أنظر إليك) لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قال الثانية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لن تراني) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (انظر..) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (استقرّ...) في محلّ نصب معطوفة على جملة انظر فهي في حيّز القول.
وجملة: (سوف تراني) في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: (تجلّى ربّه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الأول وفعله وجوابه.
وجملة: (جعله دكّا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (خرّ موسى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعله.
وجملة: (أفاق...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الثاني وفعله وجوابه.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (سبحانك) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (تبت..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنا أوّل المؤمنين) في محلّ نصب معطوفة على جملة تبت إليك.
(قال) مثل الأول (يا) حرف نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اصطفيت) فعل ماض مبنيّ على السكون وفاعله والكاف ضمير مفعول به (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفيتك)، (برسالات) جارّ ومجرور متعلّق ب (اصطفيت) والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (بكلامي) مثل برسالاتي إعرابا وتعليقا الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتيت) مثل اصطفيت والمفعول الثاني محذوف أي آتيتك إياه الواو عاطفة (كن) فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كن، وعلامة النصب الياء.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي اصطفيتك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اصطفيتك...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (خذ...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أتتك آياتي فخذ..
وجملة: (آتيتك...) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (كن من الشاكرين) معطوفة على جملة خذ.
الصرف:
(تراني)، مثل نرى.. فيه حذف الهمزة- وهي عين الكلمة- تخفيفا، وأصله ترأى وزنه تفل بفتحتين.
(تجلّى)، فيه إعلال بالقلب أصله تجلّي- بالياء-، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(دكّا)، مصدر سماعيّ لفعل دكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(صعقا)، صفة مشبّهة من فعل صعق يصعق باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر.
(أفاق)، الألف فيه منقلبة عن واو لأنّ مجرّده فاق يفوق فوقا، فلمّا جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
(كلامي)، اسم مصدر لفعل كلّم الرباعيّ، وقد يطلق على الكتاب المنزل من تسمية الشيء باسم المصدر وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد:
رؤية اللّه في الدنيا وفي الآخرة:
أما في الدنيا، فقد نصت الآية على نفيها بقوله تعالى: (لن تراني). وأما في الآخرة، فقد شجر خلاف بين المعتزلة والأشعرية، فالمعتزلة ينفون الرؤية في الآخرة، ويقولون أن (لن) للتأبيد، مما يدل على امتناع الرؤية مطلقا وأما الأشعرية فيستدلون على جواز الرؤية بآيات أخرى، منها قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ). وقد اتسع الخلاف، وبلغ المهاترات وكيل التّهم، ولكل وجهة نظر. وما أغنى الناس عن ولوجهم في أمور هي خارج مدركاتهم الحسية، وهي وراء المنطقة المضيئة كما يقول الفلاسفة. فتدبّر الأمر ولا تخض مع الخائضين.
.إعراب الآية رقم (145):{وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (145)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كتبنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتبنا)، (في الألواح) جارّ ومجرور متعلّق ب (كتبنا)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من موعظة (شيء) مضاف إليه مجرور (موعظة) مفعول به منصوب، (تفصيلا) معطوف على موعظة بالواو، منصوب (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفصيلا)، (شيء) مثل الأول. الفاء عاطفة (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت و(ها) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل خذ أي متلبّسا، الواو عاطفة (أؤمر) مثل خذ (قوم) مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه (يأخذوا) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأحسن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأخذوا) بتضمينه معنى يتمسّكوا، وعلامة الجرّ الكسرة و(ها) ضمير مضاف إليه السين حرف استقبال (أوري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مفعول به أوّل، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (دار) مفعول به ثان منصوب (الفاسقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (كتبنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خذها...) في محلّ نصب مقول القول لفعل قلنا محذوف، والجملة المحذوفة لا محلّ لها معطوفة على جملة كتبنا.
وجملة: (أؤمر...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها.
وجملة: (يأخذوا...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (سأريكم...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
الصرف:
(الألواح) جمع لوح، اسم جامد ذات معروف، وزنه فعل بفتح فسكون.
وجملة: (وأمر)، فيه حذف همزة الوصل، والأصل أؤمر- بهمزة وصل ثمّ همزة ثانية مرسومة على واو، لأن حركة الوصل الضمّ- فلمّا جاء حرف العطف حذفت همزة الوصل ثمّ كتبت الهمزة الثانية على ألف، وزنه وفعل بسكون الفاء وضمّ العين.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، والقصد المبالغة في الحث وفي وضع الإراءة موضع الاعتبار، إقامة المسبب مقام السبب مبالغة أيضا.
.إعراب الآية رقم (146):
{سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (146)}.
الإعراب:
(سأصرف) مثل سأوري، (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أصرف)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يتكبّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتكبّرون)، (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يتكبّرون (الحقّ) مضاف إليه مجرور و(إن) حرف شرط جازم (يروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (كلّ) مفعول به منصوب (آية) مضاف إليه مجرور (لا) حرف نفي (يؤمنوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنوا)، الواو عاطفة (إن يروا سبيل...) مثل نظيرتها المتقدّمة والهاء في (يتّخذوه) مفعول به أوّل (سبيلا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (إن يروا...) الثانية تعرب مثل الأولى (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد، والكاف للخطاب، والإشارة إلى الصرف الباء حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ... والواو اسم كان (عنها) مثل بها متعلّق ب (غافلين) وهو خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (سأصرف...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتكبّرون...) لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: (إن يروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لا يؤمنوا بها) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يروا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يروا الأولى.
وجملة: (لا يتّخذوه...) لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يروا (الثالثة) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يروا الثانية.
وجملة: (يتّخذوه...) لا محلّ لها جواب الشرط الثالث غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (ذلك بأنّهم...) لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليليّة.
وجملة: (كذّبوا...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (كانوا عنها غافلين) في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أن.
والمصدر المؤوّل (أنّهم كذّبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك).
البلاغة:
الطباق: بين سبيل الرشد وسبيل الغي.
.إعراب الآية رقم (147):
{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (147)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ (كذّبوا بآياتنا) مثل السابقة الواو عاطفة (لقاء) معطوفة على آيات مجرور مثله (الآخرة) مضاف إليه مجرور (حبطت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (أعمال) فاعل مرفوع (هم) ضمير مضاف إليه (هل) حرف استفهام بمعنى النفي (يجزون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كانوا... (كانوا) مثل السابق، (يعملون) مثل يتكبّرون.
جملة: (الذين كذّبوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (حبطت أعمالهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (هل يجزون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كان.
الصرف:
(يجزون)، فيه إعلال بالحذف، أصله يجزاون، جاءت الألف ساكنة قبل الواو الساكنة، حذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين.
الفوائد:
- الاستفهام:
هو طلب الفهم بالأدوات المخصوصة.
أ- للاستفهام حرفان: هل والهمزة ب- وله تسعة أسماء هي:
(ما ومن وأي وكم وكيف وأنى ومتى وأين وأيّان).
ج- جميع أسماء الاستفهام لطلب التصور.
ء- (هل) فإنها لطلب التصديق فقط.
هـ- والهمزة مشتركة بين التصور والتصديق.
.إعراب الآية رقم (148):
{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (148)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اتّخذ) فعل ماض (قوم) فاعل مرفوع (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو ممنوع من الصرف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اتّخذ)، والهاء ضمير مضاف إليه (من حليّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (عجلا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (عجلا) مفعول به أوّل منصوب (جسدا) نعت ل (عجلا) بمعنى مجسّد، منصوب، اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (خوار) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (لم) حرف نفي وقلب وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والهاء ضمير في محل نصب اسم أنّ (لا) حرف نفي (يكلّم) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة (لا يهديهم) مثل لا يكلّمهم (سبيلا) مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّه لا يكلّمهم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.. أو المفعول الواحد.
(اتّخذوا) مثل الاول والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به أوّل، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها الواو عاطفة (كانوا ظالمين) مثل كانوا غافلين.
جملة: (اتّخذ قوم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (له خوار) في محلّ نصب نعت ل (عجلا).
وجملة: (يروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يكلّمهم) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (لا يهديهم...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يكلّمهم.
وجملة: (اتّخذوه...) لا محلّ لها استئنافيّة لتأكيد الأولى.
وجملة: (كانوا ظالمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتخذوه.
الصرف:
(حليّهم)، جمع حلي بفتح الحاء ويجوز أن يكون حلي- بالفتح- جمعا الواحدة حلية كطبية.
(جسدا)، اسم ذات في الأصل، ثمّ استعمل استعمال الصفة بمعنى مجسّد أو متجسّد، وزنه فعل بفتحتين.
(خوار)، مصدر خار يخور، ولمّا كان دالّا على صوت فله ضابط تقريبيّ كونه على وزن فعال بضمّ الفاء.
الفوائد:
- السامري والعجل:
أمر اللّه موسى أن يتطهر، وأن يصوم ثلاثين يوما، ثم يأتي إلى طور سيناء حتى يكلمه ربه، ويتلقى أمره في كتاب يكون لهم المرجع والمآب.
طال غياب موسى عن قومه حتى بلغ أربعين يوما. تحركت في نفس السامري نزوة الشر والفساد، فاغتنم الفرصة، وجمع الحلي من بني إسرائيل، وصهرها على النار وصنع منها عجلا له خوار.
فتن بنو إسرائيل بهذا العجل، وراحوا يعبدونه، ولما عاد موسى ورأى قومه وما هم عليه، كاد يبطش بأخيه هارون، ولما سكت عنه الغضب، أخذ العجل فحرقه وألقى برماده في الماء.
ثم استتاب بني إسرائيل فتابوا وندموا، وراحوا يعاقبون نفوسهم بالذل والحرمان، حتى تاب اللّه عليهم. وقاطع بنو إسرائيل السامري، فكان هذا جزاءه في دنياه، والجزاء في الآخرة أشد وأبقى.
.إعراب الآية رقم (149):
{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (149)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (سقط) ماض مبنيّ للمجهول (في أيدي) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رأوا) فعل ماض وفاعله (أنّهم) مثل أنّه، (قد) حرف تحقيق (ضلّوا) مثل رأوا (قالوا) مثل رأوا اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يرحمنا) مضارع مجزوم فعل الشرط.. و(نا) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يغفر) مضارع مجزوم معطوفة على (يرحمنا)، و(لنا) متعلق ب (يغفر) اللام لام القسم (نكوننّ) مضارع ناقص- ناسخ- مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد واسمه ضمير مستتر تقديره نحن (من الخاسرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (سقط في أيديهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (رأوا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سقط...
وجملة: (قد ضلّوا) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إن لم يرحمنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يغفر لنا) في محلّ نصب معطوفة على جملة يرحمنا.
وجملة: (نكوننّ...) لا محلّ لها جواب القسم... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
والمصدر المؤوّل
{أنّهم قد ضلوا} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي رأوا.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) أي ندموا على ما فعلوا غاية الندم، فإن ذلك كناية عنه، لأن النادم المتحسر يعض يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها. وقال الزجاج: معناه سقط الندم في أنفسهم، أما بطريق الاستعارة بالكناية، أو بطريق التمثيل.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ