السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأعراف من الآية 44 إلى الآية 72

إعراب سورة الأعراف من الآية 44 إلى الآية 72



 

.إعراب الآية رقم (44):{وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (نادى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (أصحاب) فاعل مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور (أصحاب) مفعول به منصوب (النار) مضاف إليه مجرور (أن) تفسيريّة، (قد) حرف تحقيق (وجدنا) فعل ماض مبني على السكون... (ونا) فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (وعدنا) فعل ماض ومفعوله (ربّ) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (حقّا) مفعول به ثان منصوب، الفاء عاطفة (هل) حرف استفهام (وجدتم) مثل وجدنا (ما وعد ربّكم حقّا) مثل ما وعدنا ربّنا حقا والمفعول الأول محذوف أي وعدكم أو وعدنا... (قالوا) فعل ماض وفاعله (نعم) حرف جواب الفاء استئنافيّة (أذّن) فعل ماض (مؤذّن) فاعل مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أذن)، و(هم) ضمير مضاف إليه (أن) مثل الأول، (لعنة) مبتدأ مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.
جملة (نادى أصحاب الجنّة...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (قد وجدنا....): لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (وعدنا ربّنا...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (هل وجدتم): لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة (وعد ربّكم....): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (قالوا....): لا محلّ لها استئناف بيانيّ... وناب حرف الجواب عن جملة مقول القول أي: نعم قد وجدنا ذلك.
وجملة (أذّن مؤذّن....): لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة (لعنة اللّه على الظالمين....): لا محلّ لها تفسيريّة.
الصرف:
(نادى)، فيه إعلال بالقلب، أصله نادي- بالياء في آخره- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(مؤذّن)، اسم فاعل من أذّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
.إعراب الآية رقم (45):
{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (45)}.
الإعراب:
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (يصدّون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يبغون) مثل يصدّون و(ها) ضمير مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال بتأويل مشتقّ أي معوجّة، منصوب الواو عاطفة- أو حاليّة- (هم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة (هم) الذين...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يصدّون...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (يبغونها...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (هم.... كافرون): لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف... أو في محلّ نصب حال.
.إعراب الآية رقم (46):
{وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بخبر مقدّم و(هما) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (حجاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (على الأعراف) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر (يعرفون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (كلّا) مفعول به منصوب (بسيما) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعرفون) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (نادوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين...
والواو فاعل (أصحاب) مفعول به منصوب (الجنّة) مضاف إليه مجرور (أن سلام) مثل أن لعنة، (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يدخلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل و(ها) ضمير مفعول به الواو استئنافيّة (هم) ضمير مبتدأ (يطمعون) مثل يعرفون.
جملة (بينهما حجاب...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (على الأعراف رجال): لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (يعرفون...): في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة (نادوا...): في محلّ رفع معطوفة على جملة يعرفون.
وجملة (سلام عليكم): لا محلّ لها تفسيرية.
وجملة (لم يدخلوها...): في محلّ نصب حال من فاعل نادوا وليس ثمّة فاصل بين الحال وصاحبها لأن الكلام بينهما من تمام صلة النداء.
وجملة (هم يطمعون): لا محلّ استئنافيّة.
وجملة (يطمعون): في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(حجاب)، اسم جامد لما يحجب به، وزنه فعال بكسر الفاء وهو على لفظ المصدر.
(الأعراف)، قيل هو سور الجنّة فهو اسم جامد، أو اسم علم للحجاب الفاصل بين الجنّة والنار وزنه أفعال.
(سيماهم)، اسم جامد بمعنى العلامة، وجاء مقصورا وأصله ممدود سيماء، وزنه فعلاء بكسر الفاء والياء منقلبة عن واو سوماء، فلما جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء.
(نادوا)، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، وأصله نادوا، حذفت الألف قبل واو الجماعة لمجيئها ساكنة معها، وبقيت الفتحة على الدال دلالة على الألف المحذوفة وزنه فاعوا بفتح العين.
.إعراب الآية رقم (47):
{وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (صرفت) فعل ماض مبنيّ للمجهول... والتاء للتأنيث (أبصار) نائب الفاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (تلقاء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (صرفت)، (أصحاب) مضاف إليه مجرور (النار) مضاف إليه مجرور (قالوا) فعل ماض وفاعله (ربّ) منادى مضاف منصوب حذفت منه أداة النداء و(نا) ضمير مضاف إليه (لا) حرف جازم ناه (تجعل) مضارع مجزوم و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل (تجعل)، (القوم) مضاف إليه مجرور (الظالمين) مثل القوم وعلامة الجرّ الياء.
جملة (صرفت أبصارهم...): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (قالوا...): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (ربّنا لا تجعلنا...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (لا تجعلنا...): لا محلّ لها جواب النداء.
الصرف:
(تلقاء)، الاسم من اللقاء استخدم ظرفا وزنه تفعال بكسر التاء، وقد يستعمل مصدرا، قيل: لم يجئ من المصادر على التفعال بالكسر غير التلقاء والتبيان، وهو ممدود.
.إعراب الآيات (48- 49):
{وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (نادى أصحاب الأعراف رجالا) مثل نادى أصحاب الجنة أصحاب، (يعرفونهم بسيماهم) مثل يعرفون كلّا بسيماهم، (قالوا) مثل السابق، (ما) حرف نفي (أغنى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (عن) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنى)، (جمع) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ما) حرف مصدريّ (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون و(تم) ضمير اسم كان (تستكبرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تستكبرون) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح جمعكم.
جملة (نادى أصحاب الأعراف...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يعرفونهم...): في محلّ نصب نعت ل (رجالا)... أو حال من أصحاب الأعراف.
وجملة (قالوا...): في محلّ نصب حال من الفاعل أصحاب.
وجملة (ما أغنى... جمعكم): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (كنتم تستكبرون): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة (تستكبرون): في محلّ نصب خبر كنتم.
(49) الهمزة للاستفهام (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر (أقسمتم) فعل ماض مبني على السكون. و(تم) ضمير فاعل (لا) حرف نفي (ينال) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينال)، (ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف حرف النون... والواو فاعل (الجنّة) مفعول به منصوب (لا) حرف نفي مهمل، (خوف) مبتدأ مرفوع، (عليكم) مثل عنكم متعلّق بمحذوف خبر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تحزنون) مثل تستكبرون.
وجملة (هؤلاء الذين...): لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة (أقسمتم..): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (لا ينالهم اللّه...): لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة (ادخلوا...): في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قال اللّه لهم: ادخلوا الجنّة... وجملة القول المقدرّة في محلّ رفع خبر ثاني لاسم الإشارة أي: هؤلاء قال اللّه لهم...
وجملة (لا خوف عليكم): في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا.
وجملة (أنتم تحزنون): في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال الأخيرة.
وجملة (تحزنون): في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
الصرف:
(أغنى)، فيه إعلال بالقلب، أصله أغني، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
(جمعكم)، مصدر سماعيّ لفعل جمع يجمع باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
.إعراب الآيات (50- 51):
{وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (51)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (نادى أصحاب... الجنّة أن) مثل نادى أصحاب.. النار أن.
(أفيضوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا) (من الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفيضوا)، (أو) حرف عطف (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أفيضوا)، (رزق) فعل ماض (وكم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (حرّم) فعل ماض و(هما) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّمهما)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة (نادى أصحاب...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أفيضوا...): لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (رزقكم اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (قالوا...): لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (إنّ اللّه حرّمهما...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (حرّمهما...): في محلّ رفع خبر إنّ.
(51) (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ نعت للكافرين، (اتّخذوا) مثل قالوا (دين) مفعول به أول منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (لهوا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (لعبا) معطوف على (لهوا) منصوب مثله الواو عاطفة (غرّت) فعل ماض. والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (الحياة) فاعل مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الفاء استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ننساهم) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف... و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم الكاف حرف جرّ وتشبيه، (ما) حرف مصدري (نسوا) مثل اتّخذوا وقالوا (لقاء) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ نعت ليوم.
والمصدر المؤول (ما نسوا...) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق...
الواو عاطفة (ما) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضمّ... والواو اسم كان (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجحدون)، و(نا) ضمير مضاف إليه (يجحدون) مضارع مرفوع...
والواو فاعل.
وجملة (اتّخذوا...): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (غرّتهم الحياة...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (ننساهم): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (نسوا...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول.
وجملة (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة (يجحدون): في محلّ نصب خبر كانوا.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
الفوائد:
1- المشاكلة، وهي أن يستعمل لفظ مجاراة للفظ آخر وإن كان مخالفا في مفهومه وفحواه، فقد استعمل سبحانه لفظ النسيان وأسنده إلى نفسه مشاكلة ومعاملة بالمثل للكافرين الذين تناسوا يوم البعث والجزاء وحاشى لله أن يتصف بالنسيان وعدم التذكير وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
إعراب الآية رقم (52):
{وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (جئنا) فعل ماض مبني على السكون.. و(نا) ضمير فاعل و(هم) ضمير مفعول به (بكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئناهم)، (فصّلناه) مثل جئناهم (على علم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الهاء- أي مشتملا على علم- أو من الفاعل أي ونحن عالمون (هدى) حال منصوبة على حذف مضاف أي ذا هدى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (رحمة) معطوف على هدى منصوب (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى ورحمة) أو بنعت لهما (يؤمنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة (جئناهم...): لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة (فصّلناه...): في محلّ جرّ نعت لكتاب.
وجملة (يؤمنون): في محلّ جرّ نعت لقوم.
.إعراب الآية رقم (53):
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (53)}.
الإعراب:
(هل) حرف استفهام بمعنى النفي (ينظرون) مثل يؤمنون، (إلّا) حرف للحصر (تأويل) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقول)، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تأويل) فاعل مرفوع والهاء مثل الأول (يقول) مثل يأتي (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نسوا) فعل ماض مبني على الضمّ... والواو فاعل والهاء مفعول به (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نسوه)، (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض. والتاء للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و(نا) ضمير مضاف إليه (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل أي مؤيّدين بالحقّ الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) مثل الأول من غير نفي اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (شفعاء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر الفاء فاء السببيّة (يشفعوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يشفعوا).
والمصدر المؤوّل (أن يشفعوا.) معطوف على شفعاء، والتقدير هل لنا شفعاء فشفاعة لنا.
(أو) حرف عطف (نردّ) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل نحن، وفي الكلام استفهام مقدّر أي هل نردّ (فنعمل) مثل فيشفعوا (غير) مفعول به منصوب (الذي) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون... و(نا) ضمير اسم كان (نعمل) مضارع مرفوع... والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
والمصدر المؤوّل (أن نعمل...) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق... والتقدير: هل ثمّة ردّ لنا فعمل أخر...
(قد) حرف تحقيق (خسروا) مثل نسوا (أنفس) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ضلّ) مثل جاء (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى بعد (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف (كانوا) فعل ماض ناقص واسمه (يفترون) مثل ينظرون.
جملة (هل ينظرون...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يأتي تأويله): في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة (يقول...): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (نسوه): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (جاءت رسل...): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (هل لنا من شفعاء) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنّا قد ضللنا فهل لنا من...
وجملة (يشفعوا....): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة (نردّ...): معطوفة على جملة هل لنا من شفعاء.
وجملة (نعمل...): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة (كنّا نعمل): لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (نعمل...): في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة (قد خسروا أنفسهم): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (ضلّ عنهم ما...): لا محلّ لها معطوفة على جملة خسروا لا محلّ لها وجملة: (كانوا....) لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفي.
وجملة (يفترون): في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآية رقم (54):
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (54)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّ) اسم إنّ منصوب (كم) ضمير مضاف إليه (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب مثله (في ستّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (استوى) مثل خلق، والفتح مقدّر على الألف (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى)، (يغشي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه (الليل) مفعول به أوّل منصوب (النهار) مفعول به ثان منصوب (يطلب) مضارع مرفوع والهاء ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الليل، (حثيثا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي طلبا حثيثا الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الشمس، القمر، النجوم) معطوفة على السموات منصوبة (مسخّرات) حال منصوبة من الألفاظ الثلاثة وعلامة النصب الكسرة (بأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمسخّرات والهاء ضمير مضاف إليه (ألا) حرف استفتاح وتنبيه اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (الخلق) مبتدأ مؤخّر الواو عاطفة (الأمر) معطوف على الخلق مرفوع مثله (تبارك) مثل خلق، (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ربّ) نعت للفظ الجلالة مرفوع (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة (إنّ ربّكم اللّه): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (خلق....): لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (استوى...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة (يغشي....): في محلّ نصب حال من فاعل خلق.
وجملة (يطلبه): في محلّ نصب حال من الليل أو من النهار.
وجملة (له الخلق): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (تبارك اللّه...): لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(استوى)، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن ياء لمجيئها- أي الياء- متحرّكة بعد فتح.
(العرش)، اسم جامد بمعنى سرير الملك لغة، وجاء في التفسير أنّه الجسم النورانيّ المرتفع على كلّ الأجسام المحيط بكلها.
(حثيثا)، صفة مشتقّة من صفات المبالغة من حثّ يحث باب نصر وزنه فعيل.
(مسخّرات)، جمع مسخّرة مؤنث مسخّر... (انظر الآية 164 من سورة البقرة).
(الخلق)، اسم جمع بمعنى الناس، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
1- يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يكاد يكون مجيء الغين مع الشين فاء وعينا للفعل مفيدا معنى متشابها أو متقاربا مفاده الستر والتغطية وهذا من فقه اللغة وأسرارها الدقيقة.
.إعراب الآيات (55- 56):
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}.
الإعراب:
(ادعوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (تضرّعا) مصدر في موضع الحال من ضمير الفاعل، الواو عاطفة (خفية) معطوفة على (تضرّعا) منصوب (إنه) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه (لا) حرف نفي (يحبّ) مضارع مرفوع والفاعل هو (المعتدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة (ادعوا....): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (إنه لا يحبّ...): لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة.
وجملة (لا يحبّ...): في محلّ رفع خبر إنّ.
(56) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا)، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تفسدوا)، (إصلاح) مضاف إليه مجرور و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ادعوه خوفا وطمعا) مثل ادعوا ربّكم تضرّعا وخفية (إنّ) مثل الأول، (رحمة) اسم إنّ منصوب (اللّه) مضاف إليه مجرور (قريب) خبر إنّ مرفوع (من المحسنين) جارّ ومجرور متعلّق بقريب.
وجملة (لا تفسدوا....): لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوا.
وجملة (ادعوه....): لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تفسدوا.
وجملة (إنّ رحمة اللّه قريب): لا محلّ لها تعليليّة استئنافيّة.
الصرف:
(طمعا)، مصدر سماعيّ لفعل طمع يطمع باب فرح وزنه فعل بفتحتين، وثمّة مصادر أخرى هي طماع بفتح الطاء، وطماعية بفتح الياء المخفّفة.
(قريب)، انظر الآية (186) من سورة البقرة... وقد جاء اللفظ مذكّرا لأن الرحمة بمعنى الثواب، فعاد النعت الى المعنى.
الفوائد:
1- اختلف اللغويون والنحاة اختلافا كبيرا حول تذكير كلمة (قريب) مع أنها صفة للرحمة التي هي مؤنثة، ولعلّ قول الفراء أقرب إلى الحق فقد قال: إذا كان القريب بمعنى المسافة فهو يذكر ويؤنث، وإن كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم فيقال: دارك منا قريب أو قريبة وفلانة منا قريبة قال تعالى: (لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً)....!
.إعراب الآية رقم (57):
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (يرسل) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو- أي الله- (الرياح) مفعول به منصوب (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بشرا)، (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء (رحمة) مضاف إليه مجرور والهاء مضاف إليه. (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سقناه (أقلت) فعل ماض.... والتاء للتأنيث والفاعل هي أي الرياح (سحابا) مفعول به منصوب (ثقالا) نعت ل (سحابا) منصوب، (سقنا) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به (لبلد) جار ومجرور متعلّق ب (سقناه)، (ميت) نعت لبلد مجرور الفاء عاطفة (أنزلنا) مثل سقنا الباء حرف جر والهاء ضمير في محلّ جر متعلّق ب (أنزلنا)، (الماء) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (أخرجنا به) مثل أنزلنا به والباء للسببية في كل منهما (من كل) جار ومجرور متعلّق ب (أخرجنا)، (الثمرات) مضاف إليه مجرور. الكاف حرف جر وتشبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نخرج واللام للبعد والكاف للخطاب (نخرج) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف (لعل) حرف مشبه للفعل- ناسخ- للترجي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (تذكرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة (هو الذي....) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربكم....
وجملة (يرسل....) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (أقلّت...) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة (سقناه....) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة (أنزلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة (أخرجنا....) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة (نخرج الموتى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (لعلكم تذكرون) لا محلّ لها تعليلية أو استئناف بياني.
وجملة (تذكرون) في محلّ رفع خبر لعل.
الصرف:
(بشرا)، جمع بشور، صفة مشتقة مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بفتح الفاء، أو جمع بشير، وبشر بضم الباء وسكون الشين وهو مخفف من بشر بضمتين.
(ثقالا)، جمع ثقيل وثقال بفتح الثاء وضمها، من ثقل يثقل باب نصر، وهو صفة مشبّهة وزن ثقال فعال بكسر الفاء وفتح العين... وثمة جمع آخر لثقيل هو ثقلاء بضمّ الثاء، وثقل بضمتين.
البلاغة:
1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
أي كما أحيينا الأرض بعد موتها بإنزال الماء عليها، وإخراج النبات والثمرات منها نخرج الموتى من الأرض ونبعثهم أحياء في اليوم الآخر.
ووجه الشبه في إخراج الأموات بإخراج النبات أن المنزلة فيهما سواء، والقادر على أحدهما قادر على الآخر في مقتضى العقل.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي قدام رحمته وهو من المجاز، والمراد بالرحمة المطر. وسمي رحمة لما يترتب عليه بحسب جري العادة من المنافع. والعلاقة هي السببية، لأن اليد سبب الإنعام، والإنعام الرحمة.
3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى: (كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى) أي مثل ذلك الإخراج وهو إخراج الثمرات (نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وسمي مرسلا لذكر أداة التشبيه.
.إعراب الآية رقم (58):{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (البلد) مبتدأ مرفوع (الطيّب) نعت للبلد مرفوع مثله (يخرج) مضارع مرفوع (نبات) فاعل مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (بإذن) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نبات (رب) مضاف إليه مجرور والهاء مثل الأول الواو عاطفة (الذي) موصول في محلّ رفع مبتدأ (خبث) فعل ماض والفاعل هو- وهو العائد- (لا) حرف ناف (يخرج) مثل الأول والضمير الفاعل يعود على النبات (إلا) أداة حصر (نكدا) حال منصوبة (كذلك نصرف الآيات) مثل كذلك نخرج الموتى، (لقوم) جار ومجرور متعلّق ب (نصرّف)، (يشكرون) مثل تذكرون.
جملة (البلد... يخرج) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يخرج نباته...) في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة (الذي خبث....) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (خبث....) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (لا يخرج....) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي).
وجملة (نصرّف...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (يشكرون) في محلّ جر نعت لقوم.
الصرف:
(نكدا)، صفة مشبهة من فعل نكد ينكد باب فرح وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين.
.إعراب الآيات (59- 64):
{لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض مبني على السكون... و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (نوحا) مفعول به منصوب (إلى قوم) جار ومجرور متعلق ب (أرسلنا)، والهاء ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (قال) فعل ماض والفاعل هو (يا) حرف نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف... والياء ضمير في محلّ جر مضاف إليه (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (ما) حرف نفي اللام حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم (من) حرف جر زائد (إله) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر (غير) نعت لإله تبعه في المحلّ فهو مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (إن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إن (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (على) حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جر متعلق ب (أخاف)، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور.
جملة (أرسلنا....) لا محلّ لها جواب قسم مقدر... وجملة القسم استئناف.
وجملة (قال....) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة النداء (يا قوم....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (اعبدوا....) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (ما لكم من إله....) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (إني أخاف عليكم...) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة (أخاف عليكم...) في محلّ رفع خبر إن.
(60) (قال) مثل الأول (الملأ) فاعل مرفوع (من قوم) جار ومجرور متعلق بحال من الملأ والهاء ضمير مضاف إليه (إنّا) مثل إني اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به (في ضلال) جار ومجرور متعلق ب (نراك)، (مبين) نعت لضلال مجرور.
جملة (قال الملأ....) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (إنا لنراك...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (نراك....) في محلّ رفع خبر إن.
(61) (قال) مثل الأول (يا قوم) مثل الأولى (ليس) فعل ماض ناقص- ناسخ- جامد الباء حرف جر والياء ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم (ضلالة) اسم ليس مؤخر مرفوع الواو عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للاستدراك والياء ضمير في محلّ نصب اسم لكن (رسول) خبر مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق بنعت لرسول (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة (قال....) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (يا قوم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (ليس بي ضلالة) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (لكني رسول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(62) (أبلغ) مثل أخاف و(كم) ضمير مفعول به (رسالات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (رب) مضاف إليه مجرور والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أنصح) مثل أخاف (لكم) مثل عليكم متعلق ب (أنصح)، الواو عاطفة (أعلم) مثل أخاف (من الله) جار ومجرور متعلق ب (أعلم)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لا) حرف ناف (تعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل.
جملة (أبلغكم...) في محلّ رفع نعت ثان لرسول.
وجملة (أنصح لكم) في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم.
وجملة (أعلم....) في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم.
وجملة (تعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(63) الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة (عجبتم) مثل أرسلنا (أن) حرف مصدري (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (ذكر) فاعل مرفوع (من رب) مثل الأول متعلق بنعت لذكر و(كم) ضمير مضاف إليه (على رجل) جار ومجرور متعلق بنعت ثان لذكر (من) حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جر متعلق بنعت لرجل اللام للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(كم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (لتتقوا) مثل لينذر، وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤول (أن جاءكم...) في محلّ جر بحرف جر محذوف تقديره من... متعلق ب (عجبتم).
والمصدر المؤول (أن ينذر) في محلّ جر باللام متعلق ب (جاءكم).
والمصدر المؤول (أن تتقوا) في محلّ جر باللام متعلق ب (جاءكم) لأنه معطوف على المصدر (أن ينذر).
الواو عاطفة (لعلكم ترحمون) مثل لعلكم تذكرون...
والفعل مبني للمجهول، والواو نائب الفاعل.
جملة (عجبتم....) لا محلّ لها معطوفة بالواو على جملة مستأنفة.
وجملة (جاءكم ذكر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الأول.
وجملة (ينذركم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة (تتقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث.
وجملة (لعلكم ترحمون) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة (ترحمون) في محلّ رفع خبر لعل.
(64) الفاء استئنافية (كذّبوا) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به الفاء عاطفة (أنجينا) مثل أرسلنا والهاء مثل السابق الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في (أنجيناه)، (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف الصلة المحذوفة والهاء ضمير مضاف إليه (في الفلك) جار ومجرور متعلق بالصلة المحذوفة الواو عاطفة (أغرقنا) مثل أرسلنا (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (كذبوا) مثل الأول (بآيات) جار ومجرور متعلق ب (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (إنهم) مثل إني (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم... والواو اسم كان (قوما) خبر كان منصوب (عمين) نعت لقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة (كذّبوه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (أنجيناه....) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (أغرقنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
وجملة (كذّبوا بآياتنا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (إنهم كانوا....) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة (كانوا قوما...) في محلّ رفع خبر إن.
الصرف:
(رسالات)، جمع رسالة الاسم من أرسل، وقد تكون اسما جامدا دالا على الشيء المرسل، وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها.
(عمين)، جمع عم، صفة مشبهة من عمي يعمى باب فرح وزنه فع بفتح الفاء وكسر العين، وفي عم إعلال بالحذف، حذفت منه الياء لأنه اسم منقوص... وفي عمين إعلال بالحذف أيضا أصله عميين بياءين، الأولى مكسورة والثانية ساكنة، حذفت الأولى لاستثقال الكسرة عليها وتسكينها ونقل حركتها إلى الميم قبلها، وبسبب التقاء الساكنين بعد ذلك.
البلاغة:
- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وقوله: (لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ) فقد جعل الضلال ظرفا والضلال ليس ظرفا يحل فيه الإنسان. لأنه معنى من المعاني، إنما يحل في مكانه فاستعمال الضلال في مكانه مجاز مرسل أطلق فيه الحال وأريد المحلّ، فعلاقته الحاليّة، وفائدته المبالغة في وصفه بالضلال وإيغاله فيه، حتى كأنه مستقر في ظلماته لا يتزحزح عنها.
الفوائد:
1- اتفق العلماء على أن اللام الموطئة للقسم تأتي متصلة ب (قد) تجاوبا مع تأكيد ما أقسم عليه، وشذت عن هذه القاعدة أقوال ندّت عن لسان قائليها ولا يقاس عليه كقول امرئ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر ** لناموا فما إن من حديث ولا صال

وكان حقه أن يقول: لقد ناموا فحذف قد استجابة لصحة الوزن.
فتأمل....!

.إعراب الآيات (65- 72):
{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ (66) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (إلى عاد) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره أرسلنا (أخا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف و(هم) ضمير مضاف إليه (هودا) بدل من (أخاهم) أو عطف بيان منصوب (قال يا قوم... إله غيره) مرّ إعرابها، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (لا) نافية (تتقون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة (أرسلنا إلى عاد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (قال....) في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (اعبدوا....) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة (ما لكم من إله....) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة (تتقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدرة أي أتغفلون فلا تتقون.
(66) (قال الملأ) مرّ إعرابها، (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع نعت للملأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (من قوم) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل كفروا والهاء ضمير مضاف إليه (إنا لنراك في سفاهة) مثل إنا لنراك في ضلال، الواو عاطفة (إنا لنظنّك من الكاذبين) مثل إنا لنراك في ضلال... والجار والمجرور مفعول ثان ل (نظنك).
وجملة (قال الملأ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (إنا لنراك....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (نراك....) في محلّ رفع خبر إن.
وجملة (إنا لنظنك....) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة (نظنك) في محلّ رفع خبر إن الثاني.
(67) (قال يا قوم... رب العالمين) مر إعراب نظيرها مفردات وجملا.
(68) (أبلغكم رسالات ربي) مرّ إعرابها، الواو حالية (أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جر متعلق بناصح... وهو خبر المبتدأ مرفوع (أمين) خبر ثان مرفوع.
جملة (أبلغكم...) في محلّ رفع نعت ثان لرسول في الآية السابقة.
وجملة (أنا لكم ناصح...) في محلّ نصب حال.
(69) (أو عجبتم أن جاءكم.... لينذركم) مرّ إعرابها، الواو عاطفة (اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.... والواو فاعل (إذ) اسم مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا، (جعل) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ربكم (خلفاء) مفعول به ثان منصوب، ومنع من التنوين لأنه ملحق بالممدود على وزن فعلاء (من بعد) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لخلفاء (قوم) مضاف إليه مجرور (نوح) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (زادكم) مثل جعلكم (في الخلق) جار ومجرور متعلق ب (زادكم) (بسطة) مفعول به ثان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط المقدر (اذكروا) مثل الأول (آلاء) مفعول به منصوب (الله) مضاف إليه مجرور (لعل) حرف مشبه بالفعل و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (تفلحون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة (عجبتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة.
وجملة (جاءكم ذكر....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة (ينذركم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المقدر.
وجملة (اذكروا) لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدر أي: لا تعجبوا أو تدبروا أمركم واذكروا...
وجملة (جعلكم...) في محلّ جر بإضافة إذ إليها.
وجملة (زادكم...) في محلّ جر معطوفة على جملة جعلكم.
وجملة (اذكروا.... (الثانية) في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن عرفتم فضل اللّه عليكم فاذكروا آلاء اللّه.
وجملة (لعلكم تفلحون) لا محلّ لها تعليلية.
وجملة (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعل.
(70) (قالوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل الهمزة للاستفهام الإنكاري (جئت) فعل ماض مبني على السكون وفاعله و(نا) ضمير مفعول به اللام للتعليل (نعبد) مضارع والفاعل نحن وهو منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (وحد) حال منصوبة من لفظ الجلالة، والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤول (أن نعبد) في محلّ جر باللام متعلق ب (جئتنا).
الواو عاطفة (نذر) مضارع منصوب معطوف على (نعبد)، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على آباء، (يعبد) مضارع مرفوع، ومفعوله محذوف أي يعبده (آباء) فاعل يعبد مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ائت) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(نا) ضمير مفعول به الباء حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق ب (ائت)، (تعد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(نا) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، والتاء ضمير اسم كنت (من الصادقين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كنت.
وجملة (قالوا....): لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة (جئتنا....): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (نعبد....): لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة (نذر....): لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة (كان...): لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة (يعبد آباؤنا): في محلّ نصب خبر كان.
وجملة (ائتنا...): في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا بما تقول فأتنا.
وجملة (تعدنا): لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة (كنت من الصادقين): لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين فأتنا بما تعدنا.
(71) (قال) مثل الأول (قد) حرف تحقيق (وقع) مثل قال: (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وقع)، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (وقع) بتضمينه معنى وجب، و(كم) ضمير مضاف إليه (رجس) فاعل مرفوع الواو عاطفة (غضب) معطوف على رجس مرفوع الهمزة للاستفهام الإنكاري (تجادلون) مثل تتّقون والنون للوقاية والياء مفعول به (في أسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجادلون)، (سمّيتم) مثل عجبتم والواو زائدة حركة إشباع الميم، (ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل فاعل سمّيتم الواو عاطفة (آباء) معطوف على الضمير المتّصل فاعل سمّيتم و(كم) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (نزّل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من) حرف جرّ زائد (سلطان) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (انتظروا) مثل اعبدوا (إنّي) مثل إنّا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بالمنتظرين و(كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.
وجملة (قال...): لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة (قد وقع... رجس): في محلّ نصب مقول القول.
وجملة (تجادلونني....): لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة (سمّيتموها): في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء.
وجملة (ما نزّل اللّه.....): في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء.
وجملة (انتظروا....): جواب شرط مقدّر في محلّ جزم أي إن لم تصدّقوا فانتظروا..
وجملة (إنّي معكم...): لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه.
(72) الفاء عاطفة (أنجينا) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به الواو عاطفة (الذين معه) مرّ إعرابها (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجيناه) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة الواو عاطفة (قطعنا) مثل أنجينا (دابر) مفعول به منصوب (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ما) نافية، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضمّ... والواو ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة (أنجيناه...): معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: أرسلت عليهم الريح... فأنجيناه.
وجملة (قطعنا....): لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
وجملة (كذّبوا....): لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة (ما كانوا مؤمنين): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(سفاهة)، مصدر سماعيّ لفعل سفه يسفه باب كرم بمعنى جهل، وزنه فعالة بفتح الفاء، ومجيء هذا الوزن لمصدر فعل مضموم العين غالب، وثمّة مصدر آخر لهذا الفعل هو سفاه بغير التاء المربوطة وبفتح السين أيضا.
(أمين)، صفة مشتقّة فعله أمن يأمن باب فرح، والوزن فعيل بمعنى مفعول أي مأمون على الرسالة.
(آلاء)، جمع إلي بكسر الهمزة وسكون اللام كحمل وأحمال أو ألي بضم الهمزة وسكون اللام كقفل وأقفال أو إلى بكسر الهمزة وفتح اللام كعنب وأعناب أو ألى بفتح الهمزة واللام كقفا وأقفاء... وهو اسم بمعنى النعمة، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، وأصله آلاي.
(وحده)، مصدر سماعيّ لفعل وحد يحد باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي (وحدة) بفتح الواو و(وحدة) بكسر الحاء و(وحود) بضمّ الواو... ثمّ (وحادة) بفتح الواو، و(وحودة) بضمّ الواو مصدران لفعل وحد يحد بضمّ الحاء في الماضي وكسرها في المضارع- على غير قياس-.
(تعدنا)، فيه إعلال بالحذف لأنه مضارع المثال المكسور العين حيث تحذف فاؤه أبدا، وزنه تعلنا.
البلاغة:
1- الكناية: وذلك في قوله تعالى: (قالَ: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقد كنى عن تكذيبهم بقولهم لهود عليه السّلام: إنا لنراك في سفاهة.
2- العدول إلى الاسمية: أتى في قصة هود بالجملة الاسمية فقال: (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) وأتى في قصة نوح بالجملة الفعلية حيث قال: (وَأَنْصَحُ لَكُمْ) وفي هذا العدول عن الفعلية إلى الاسمية ما لا يخفى. ولعل التعبير بها هنا وبالفعلية فيما تقدم لتجدد النصح من نوح دون هود عليهما السّلام.
3- الكناية: في قوله تعالى: (قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) فالكلام كناية عن الاستئصال، والدابر الآخر أي أهلكناهم بالكلية ودمرناهم عن آخرهم.
الفوائد:
1- إنّ المكسورة تقع بعد القول الذي لا يتضمن معنى الظنّ وهو موضع من اثني عشر موضعا يتحتم فيها كسر همزة (إنّ) سيكون لنا معها حديث مفصّل إن شاء الله.
2- من قصص القرآن:
لا نريد أن نتعرض لهذه الآيات وما فيها من رائع الحوار، ومن الإيجاز والاختصار، والتصوير الفني والحركة الحيوية وإنما هذا مجمل لقصة عاد. زعم التاريخ أن عادا قد تبسطوا في البلاد ما بين عمان وحضرموت وكانت لهم أوثان يعبدونها من دون الله وهي صداء وصمود والهباء فبعث الله إليهم هودا نبيا من أوسطهم حسبا ونسبا. فكذبوه وازدادوا عتوّا وتجبّرا فأمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى جهدوا وكان الناس إذا نزل بهم البلاء طلبوا من الله الفرج وفزعوا إلى بيته المحرّم، فأرسلت عاد إلى مكة سبعين رجلا من أماثلهم فدخلوا مكة، فقال قيل بن عنتر أحد زعماء الوفد: اللهم اسق عادا ما كنت تسقيهم. فأنشأ الله سحابا ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم ناداه من السماء: يا قيل: اختر لنفسك ولقومك. فقال اخترت السوداء فإنها أكثرهنّ ماء. فخرجت على عاد من واد لهم يقال له: المغيث فاستبشروا بها وقالوا: هذا عارض ممطرنا، فجاءتهم منها ريح عقيم فأهلكتهم ونجا هود والمؤمنون معه، فأتوا مكة فعبدوا الله فيها حتى ماتوا.
إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب....!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ