الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الإسراء

إعراب سورة الإسراء من الآية 1 إلى الآية 21



.إعراب الآية رقم (1):{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}.
الإعراب:
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أسرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بعبده) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أسرى)، (من المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، (الحرام) نعت لمسجد مجرور (إلى المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، (الأقصى) نعت للمسجد الثاني مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد (باركنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (باركنا)، والهاء مثل الأول اللام للتعليل (نريه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والهاء ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم.
والمصدر المؤوّل (أن نريه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسرى).
(من آياتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نريه).. و(نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (السميع) خبر مرفوع، (البصير) خبر ثان مرفوع.
جملة: يسبّح (سبحان...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أسرى...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (نريه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّه هو السميع...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو السميع...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أسرى)، فيه إعلال بالقلب أصله أسري بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(الأقصى)، اسم تفضيل في اللفظ وزنه أفعل، ثم قصد به الوصف لا التفضيل، وفيه إعلال بالقلب، أصله الأقصى- بياء في آخره- ولمّا جاء ما قبل الياء مفتوحا قلبت الياء ألفا.. و(لام) الكلمة واو أو ياء لأنّ فعله قصا يقصو، قصي يقصى ومعناه بعد.
البلاغة:
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا)
1- الذكر: الإسراء لا يكون إلا بالليل فما معنى ذكر الليل؟
الظاهر أن الغرض من ذكر الليل، وإن كان الإسراء يفيده، تصوير السير بصورته في ذهن السامع، كأن الإسراء لما دلّ على أمرين أحدهما: السير، والآخر: كونه ليلا. أريد إفراد أحدهما بالذكر تثبيتا في نفس المخاطب وتنبيها على أنه مقصود بالذكر.
ونظيره في إفراد أحد ما دلّ عليه اللفظ المتقدم مضموما لغيره قوله تعالى: (وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) فالاسم الحامل للتثنية دال عليها وعلى الجنسية وكذلك المفرد، فأريد التنبيه، لأن أحد المعنيين وهو التثنية مراد مقصود وكذلك أريد الإيقاظ، لأن الوحدانية هي المقصودة في قوله: (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) ولو اقتصر على قوله: (إنما هو إله) لأوهم أن المهم إثبات الإلهية له، والغرض من الكلام ليس إلا الإثبات للوحدانية.
2- التنكير: في قوله: (ليلا).
حيث أراد بقوله ليلا بلفظ التنكير: تقليل مدّة الإسراء، وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وذلك أن التنكير فيه قد دلّ على بعض معنى البعضية. ويشهد لذلك قراءة عبد الله وحذيفة: من الليل أي: بعض الليل.
3- الالتفات: في قوله تعالى: (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا- إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) صرف الكلام من الغيبة التي في قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) إلى صيغة المتكلم المعظم في (باركنا- ونريه- آياتنا) لتعظيم البركات والآيات، لأنها كما تدل على تعظيم مدلول الضمير تدل على عظم ما أضيف إليه وصدر عنه، كما قيل: إنما يفعل العظيم العظيم وقد ذكروا لهذا التلوين نكتة خاصة وهي أن قوله تعالى: (الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا) يدل على مسيره عليه الصلاة والسلام من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، فهو بالغيبة أنسب. وقوله تعالى: (بارَكْنا حَوْلَهُ) دلّ على إنزال البركات، فيناسب تعظيم المنزل، والتعبير بضمير العظمة متكفل بذلك. وقوله سبحانه (لنريه) على معنى بعد الاتصال وعزّ الحضور فيناسب المتكلم معه. وقوله تعالى: (مِنْ آياتِنا) عود إلى التعظيم كما سبقت الإشارة إليه وأما الغيبة في قوله عز وجل (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) على تقدير كون الضمير له تعالى كما هو الأظهر، وعليه الأكثر، فليطابق قوله تعالى: (بعبده) ويرشح ذلك الاختصاص بما يوقع هذا الالتفات أحسن مواقعة، وينطبق عليه التعليل أتم انطباق، إذ المعنى قربه، وخصه بهذه الكرامة لأنه سبحانه مطلع على أحواله، عالم باستحقاقه لهذا المقام.
الفوائد:
- اتفق النحاة على أن المعنى الرئيسي ل (من) الجارة هو ابتداء الغاية.
وثمة سؤال: هل هي لابتداء الغاية الزمانية والمكانية معا؟
والجواب أن النحاة اتفقوا أنها لابتداء الغاية المكانية، واختلفوا حول كونها لابتداء الغاية الزمانية.
فالكوفيون وبعض البصريين يرون ذلك، وهو الصحيح. فقد وردت في الكتاب العزيز وفي الحديث الشريف، وليس بعد ذلك حجة:
قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: «مطرنا من الجمعة إلى الجمعة»، يقول النابغة الذبياني:
تخيّرون من أزمان يوم حلية ** إلى اليوم قد جربن كل التجارب

وأمّا (إلى) الجارة، فقد اتفق النحاة على أنها تفيد انتهاء الغاية، سواء كانت زمانية أو مكانية. فمثال الزمانية قوله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) ومثال المكانية قوله تعالى: (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى). ومن شاء استقصاء معاني الحرفين فعليه بالمطولات، فقيها ريّ لكل ظمآن.
.إعراب الآيات (2- 6):
{وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (4) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (آتينا) مثل باركنا، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة- ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة- (الكتاب) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (جعلناه) مثل باركنا.. والهاء ضمير مفعول به (هدى) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدى)، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير، (لا) ناهية، (تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من دوني) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان عامله تتّخذوا والياء ضمير مضاف إليه (وكيلا) مفعول به أوّل منصب.
جملة: (آتينا...) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (جعلناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا..
وجملة: (تتّخذوا...) لا محلّ لها تفسيريّة.
3- (ذرّية) بدل من (وكيلا) منصوب، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (حملنا) مثل: (باركنا) (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (حملنا)، (إنّه) مثل السابق، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (عبدا) خبر كان (شكورا) نعت ل (عبدا) منصوب.
وجملة: (حملنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّه كان...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان عبدا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
4- الواو عاطفة (قضينا) باركنا، (إلى بني إسرائيل) مثل لبني إسرائيل متعلّق ب (قضينا) بتضمينه معنى أوحينا أو أنفذنا (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (قضينا)، اللام لام القسم لقسم مقدّر (تفسدنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدنّ)، (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تفسدنّ، منصوب وعلامة النصب الياء الواو عاطفة (لتعلنّ) مثل: (لتفسدنّ) ومعطوف عليه (علوّا) مفعول مطلق منصوب، (كبيرا) نعت ل (علوا) منصوب.
وجملة: (قضينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.
وجملة: (تفسدنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (تعلنّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تفسدنّ.
5- الفاء عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (بعثنا)، (جاء) فعل ماض (وعد) فاعل مرفوع (أولاهما) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.. و(هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (بعثنا) مثل باركنا، (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بعثنا)، (عبادا) مفعول به منصوب اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (عبادا)، (أولي) نعت ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (بأس) مضاف إليه مجرور (شديد) نعت لبأس مجرور الفاء عاطفة (جاسوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (خلال) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (جاسوا) (الديار) مضاف إليه مجرور الواو اعتراضيّة- أو حاليّة- (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الجوس أو الوعد المذكور (وعدا) خبر كان منصوب (مفعولا) نعت ل (وعدا) منصوب.
وجملة: (جاء وعد...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (بعثنا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (جاسوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا.
وجملة: (كان وعدا...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
6- (ثمّ) حرف عطف (رددنا) مثل باركنا، (لكم) مثل عليكم متعلّق ب (رددنا)، (الكرّة) مفعول به منصوب (عليهم) مثل عليكم متعلّق ب (رددنا)، الواو عاطفة (أمددناكم) مثل باركنا، و(كم) ضمير مفعول به (بأموال) جارّ مجرور متعلّق ب (أمددناكم)، (بنين) معطوف على أموال بالواو ومجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر الواو عاطفة (وجعلناكم) مثل أمددناكم (أكثر) مفعول به ثان منصوب (نفيرا) تمييز منصوب.
وجملة: (رددنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا.
وجملة: (أمددناكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا.
وجملة: (جعلناكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثنا.
الصرف:
(تعلنّ)، حذفت واو الجماعة لالتقاء الساكنين مع النون الأولى من نون التوكيد المشدّدة.. وفيه إعلال بالحذف، أصله تعلوونّ، التقى حرف العلّة لام الكلمة مع واو الجماعة فحذف حرف العلّة لأنّ كليهما ساكن.. ثمّ جرى الحذف كما يجري في الأفعال الصحيحة المسندة إلى واو الجماعة وياء المخاطبة إذا أكّدت بنون التوكيد.. وزنه تفعنّ بفتح التاء وضمّ العين.
(علوّا)، مصدر علا يعلو، وهو سماعيّ وزنه فعلّ بضمّتين.
(الكرّة)، مصدر في الأصل لفعل كرّ الثلاثيّ وزنه فعلة بفتح فسكون، وقد يعبّر به عن الغلبة.
(نفيرا)، هو فعيل بمعنى فاعل، أو جمع نفر مثل عبد وعبيد، أو هو مصدر بمعنى الخروج إلى الغزو.
إعراب الآية رقم (7):
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (7)}.
الإعراب:
(إن) حرف شرط جازم (أحسنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير فاعل (أحسنتم) مثل الأول جواب الشرط (لأنفسكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحسنتم) الثاني..
و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (إن أسأتم) مثل إن أحسنتم الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره: إساءتكم الفاء عاطفة (إذا جاء وعد الآخرة) مثل إذا جاء وعد أولاهما أي المرّة الآخرة اللام للتعليل (يسوءوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (وجوهكم) مفعول به منصوب.. و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ليدخلوا المسجد) مثل ليسوءوا وجوهكم الكاف حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (دخلوه) فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (مرّة) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يسوءوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بجواب الشرط المقدّر أي بعثنا..
والمصدر المؤوّل (أن يدخلوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه.
والمصدر المؤوّل (ما دخلوه..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي دخولا كدخولهم أوّل مرة.
الواو عاطفة (ليتبّروا) مثل ليسوءوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (علوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (إن أحسنتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحسنتم) الثانية لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (أسأتم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: لها (إساءتكم) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: (جاء وعد...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب (إذا) الأولى والتقدير: بعثنا عليكم عبادا.
وجملة: (يسوءوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يدخلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: (دخلوه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يتبّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث.
الصرف:
(علوا)، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، التقت لام الفعل وواو الجماعة، وكلاهما ساكن، فحذفت لام الفعل، حرف العلّة الألف، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
(تتبيرا)، مصدر قياسيّ لفعل يتبّروا، وزنه تفعيل.
.إعراب الآية رقم (8):
{عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (8)}.
الإعراب:
(عسى) فعل ماض ناقص- جامد- (ربّكم) اسم عسى مرفوع.. و(كم) ضمير مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (يرحمكم) مضارع منصوب.. و(كم) ضمير مفعول به الواو استئنافيّة (إن عدتم عدنا) مثل إن أحسنتم أحسنتم الواو استئنافيّة (جعلنا) فعل ماض..
و(نا) ضمير فاعل (جهنّم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (حصيرا) وهو مفعول به ثان منصوب.
جملة: (عسى ربّكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يرحمكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن يرحمكم..) في محلّ نصب خبر عسى وجملة: (إن عدتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عدنا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(عدتم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون.. إذ الفعل الأجوف تحذف عينه إذا أسند إلى ضمير الرفع المتحرك ونون النسوة، وزنه فلتم، بضمّ الفاء، (عدنا)، يعامل معاملة عدتم.
(حصيرا)، صفة مشتقّة، هي فعيل بمعنى فاعل أي حاصرا، وقد يكون (حصيرا) بمعنى البساط يفرش لهم فهو حينئذ جامد.
.إعراب الآيات (9- 10):
{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوب (يهدي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو، اللام حرف جرّ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يهدي)، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أقوم) خبر مرفوع الواو عاطفة (يبشّر) مثل يهدي (المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمؤمنين (يعملون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الصالحات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (أنّ) حرف توكيد ونصب اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر أنّ (أجرا) اسم أنّ منصوب (كبيرا) نعت ل (أجرا) منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم أجرا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي بأنّ لهم أجرا متعلّق ب (يبشّر).
جملة: (إنّ هذا القرآن...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يهدي...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هي أقوم...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (يبشّر...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي.
وجملة: (يعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
10- الواو عاطفة (أنّ) مثل الأول (الذين) موصول اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مثل يعملون (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤمنون)، (أعتدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (لهم) مثل الأول متعلّق ب (أعتدنا)، (عذابا) مفعول به منصوب (أليما) نعت ل (عذابا) منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ الذين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه.
وجملة: (لا يؤمنون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أعتدنا...) في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (11):
{وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (11)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الإنسان) فاعل مرفوع (بالشرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو)، (دعاءه) منصوب على نزع الخافض أي كدعائه، والهاء ضمير مضاف إليه، وهو فاعل المصدر، (بالخير) جارّ ومجرور متعلّق ب (دعاء) الواو استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (الإنسان) اسم كان مرفوع (عجولا) خبر كان منصوب.
جملة: (يدعو الإنسان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان الإنسان عجولا...) لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
الصرف:
(يدع) رسمت في المصحف بإسقاط الواو خلافا لقياس الرسم لأنّ الفعل مرفوع، ولكن لمّا سقطت قراءة لاجتماع الساكنين سقطت كتابة على خلاف القياس، ونظيره سندع الزبانية.
(عجولا)، صفة مشبّهة- أو صيغة مبالغة- من عجل يعجل باب فرح اللازم، وزنه فعول بفتح الفاء.
.إعراب الآيات (12- 14):
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (12) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (جعلنا) فعل ماض.. و(نا) ضمير فاعل (الليل) مفعول به أوّل (النهار) معطوف على الليل بالواو منصوب (آيتين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء الفاء عاطفة (محونا) مثل جعلنا، (آية) مفعول به منصوب (الليل) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (جعلنا آية النهار) مثل محونا آية الليل (مبصرة) مفعول به ثان منصوب اللام تعليليّة (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (فضلا) مفعول به منصوب (من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا).. و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (لتعلموا عدد) مثل لتبتغوا فضلا (السنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، الواو عاطفة (الحساب) معطوف على عدد منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني..
والمصدر المؤوّل (أن تعلموا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني ومعطوف على المصدر الأول.
الواو عاطفة (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (شيء) مضاف إليه مجرور (فصّلناه) مثل جعلنا والهاء ضمير مفعول به (تفصيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (جعلنا الليل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (محونا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا الليل.
وجملة: (جعلنا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة محونا.
وجملة: (تبتغوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تعلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: فصّلنا (كلّ شيء...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (فصّلناه...) لا محلّ لها تفسيريّة.
13- الواو عاطفة (كلّ إنسان ألزمناه) مثل كلّ شيء فصّلناه (طائره) مفعول به ثان منصوب.. والهاء مضاف إليه (في عنقه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من طائره.. والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (نخرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نخرج)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نخرج)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (كتابا) مفعول به منصوب (يلقاه) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو أي كلّ إنسان (منشورا) حال من الضمير الغائب منصوب.
وجملة: ألزمنا (كلّ إنسان...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ألزمناه...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (نخرج...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألزمنا كلّ..
وجملة: (يلقاه...) في محلّ نصب نعت ل (كتابا).
14- (اقرأ) فعل أمر، والفاعل أنت (كتابك) مفعول به منصوب، والكاف ضمير مضاف إليه (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الباء) حرف جرّ زائد (نفسك) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى، والكاف مثل الأول (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كفى)، (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حسيبا) وهو تمييز منصوب.
وجملة: (اقرأ...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نخرج أي قائلين اقرأ..
وجملة: (كفى بنفسك...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(طائره)، الطائر معروف، وصيغته فاعل من طار، وهنا جاء بمعنى العمل أو كتاب الأعمال على الاستعارة، أو هو كناية عمّا قدّر اللّه هو لازم للمرء وأصل إليه غير منحرف عنه.
(عنقه)، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّتين.
(منشورا)، اسم مفعول من نشر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
1- المجاز: في قوله تعالى: (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً).
فهو مجاز بعلاقة السببية، أو الاسناد مجازي، كما في- نهاره صائم- والمراد يبصر أهلها، والاسناد إلى النهار مجازي أيضا، من الاسناد إلى السبب العادي، والفاعل الحقيقي هو الله تعالى.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ).
فقد كانوا يتفاءلون بالطير ويسمونه زجرا، فإذا سافروا ومر بهم طير زجروه، فإن مر بهم سائحا، بأن مر من جهة اليسار إلى اليمين، تيمنوا وإن مر بارحا، بأن مر من جهة اليمين إلى الشمال، تشاءموا. ولذا سمي تطيرا. فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر أستعير استعارة تصريحية لما يشبهها من قدر الله تعالى وعمل العبد، لأنه سبب للخير والشر. ومنه طائر الله تعالى لا طائرك، أي قدر الله جلّ شأنه الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن.
.إعراب الآيات (15- 16):{مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (16)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يهتدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (لنفسه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يهتدي، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (من ضلّ فإنّما يضلّ) مثل من اهتدى.. (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يضلّ الواو عاطفة (لا) نافية (تزر) فعل مضارع مرفوع (وازرة) فاعل مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس أخرى الواو عاطفة (ما) للنفي (كنّا) فعل ماض ناقص- ناسخ- و(نا) اسم كان (معذّبين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء (حتّى) حرف غاية وجرّ (نبعث) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل للتعظيم (رسولا) مفعول به منصوب.
جملة: (من اهتدى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اهتدى...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يهتدي...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (من ضلّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى.
وجملة: (ضلّ.....) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يضلّ...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا تزر وازرة...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ما كنّا معذّبين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا محلّ لها.
16- الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أمرنا)، (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (نهلك) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم، (قرية) مفعول به منصوب (أمرنا) مثل أردنا (مترفيها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.. و(ها) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (فسقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فسقوا)، الفاء عاطفة (حقّ) فعل ماض (عليها) مثل فيها متعلّق ب (حقّ)، (القول) فاعل مرفوع الفاء عاطفة (دمّرناها) مثل أردنا.. و(ها) مفعول به (تدميرا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن نهلك..) في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا.
وجملة: (أردنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نهلك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أمرنا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (فسقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (حقّ عليها القول) لا محلّ لها معطوفة على جملة فسقوا.
وجملة: (دمّرناها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة حقّ عليها القول.
الصرف:
(مترفيها)، جمع مترف، اسم مفعول من أترف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(تدميرا)، مصدر قياسيّ لفعل دمّر الرباعيّ، وزنه تفعيل.
البلاغة:
1- الطباق: في قوله تعالى: (مَنِ اهْتَدى- وَمَنْ ضَلَّ)..
فقد حصل الطباق في الآية بين الهدى والضلال.
2- الالتزام، أو لزوم ما لا يلزم:
في قوله تعالى: (أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها).
والالتزام هو: التزام حرف أو حرفين فصاعدا، قبل الروي، على قدر طاقة الشاعر أو الكاتب، من غير كلفة.
فقد التزم في قوله: (مترفيها) و(فيها) الفاء قبل ياء الردف، ولزمت الياء، وسيأتي الكثير منه في القرآن الكريم، وهو من أرشق الاستعمالات.
3- المجاز: في قوله تعالى: (أَمَرْنا مُتْرَفِيها).
الأصل أمرنا مترفيها بالفسق ففسقوا، إلا أنه يمتنع إرادة الحقيقة، فيحمل على المجاز، اما بطريق الاستعارة التمثيلية بأن يشبه حالهم في تقلبهم في النعم مع عصيانهم وبطرهم بحال من أمر بذلك، أو بطريق الاستعارة التصريحية التبعية، بأن يشبه إفاضة النعم المبطرة لهم وصبها عليهم، بأمرهم بالفسق، بجامع الحمل عليه والتسبب له.
4- الحذف: في قوله تعالى: (أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها).
فقد حذف المأمور به، ولم يقل بماذا أمرهم وإيجازا في القول، واعتمادا على بديهة السامع، لأن قوله: (ففسقوا) يدل عليه، وهو كلام مستفيض. يقال: أمرته فقام، وأمرته فقرأ. لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة، ولو ذهبت تقدّر غيره فقد رمت من مخاطبك علم الغيب.
الفوائد:
الاشتغال:
هو اسم تقدم على عامل من حقه أن ينصبه، لولا اشتغاله عند بالعمل في ضميره، نحو خالد أكرمه. والقول الراجح: أن يرفع الاسم المتقدم على الابتداء والجملة بعده في محل رفع خبر.
وثمة أناس قد جوزوا نصبه.
وثمة بحث طويل حول نصبه ورفعه تجاوزناه بغية الاختصار.
.إعراب الآية رقم (17):
{وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كم) خبريّة كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (من القرون) تمييز كم (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا)، (نوح) مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (كفى بربّك.. خبيرا) مثل كفى بنفسك حسيبا، (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (خبيرا أو بصيرا)، (عباده) مضاف إليه مجرور، والهاء مضاف إليه.
جملة: (أهلكنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفى بربّك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (18- 20):
{مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20)}.
الإعراب:
(من) مثل السابق، (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (العاجلة) مفعول به منصوب (عجّلنا) مثل أهلكنا، اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا)، (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (عجّلنا) فهو بدل من (له) بإعادة الجارّ (نريد) مثل نشاء (ثمّ) حرف عطف (جعلنا له) مثل عجّلنا له، والجارّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان (جهنّم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (يصلاها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف..
و(ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (مذموما) حال من الفاعل منصوبة (مدحورا) حال ثانية منصوبة.
جملة: (من كان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان يريد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يريد...) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (عجّلنا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (نشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (نريد...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة عجّلنا..
وجملة: (يصلاها...) في محلّ نصب حال من الضمير في (له)، أو من جهنّم.
19- الواو عاطفة (من أراد) مثل من كان، والفاعل هو (الآخرة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (سعى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، في محلّ جزم معطوف على أراد، والفاعل هو (لها) مثل له متعلّق ب (سعى)، (سعيها) مفعول مطلق منصوب، والهاء مضاف إليه الواو واو الحال (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مؤمن) خبر مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ..
والكاف للخطاب (كان) فعل ماض ناقص (سعيهم) اسم كان مرفوع..
و(هم) مضاف إليه (مشكورا) خبر كان منصوب.
وجملة: (من أراد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان..
وجملة: (أراد الآخرة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (سعى لها...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أراد.
وجملة: (هو مؤمن...) في محلّ نصب حال من فاعل سعى.
وجملة: (أولئك كان سعيهم...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كان سعيهم مشكورا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
20- (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (نمدّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة بدل من (كلا) في محلّ نصب الواو عاطفة (هؤلاء) مثل الأول ومعطوف عليه (من عطاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (نمدّ)، (ربك) مضاف إليه مجرور.. والكاف مضاف إليه الواو واو الحال (ما) نافية (كان عطاء ربّك محظورا) مثل كان سعيهم مشكورا.
وجملة: (نمدّ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما كان عطاء ربّك...) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(العاجلة)، مؤنّث العاجل، اسم فاعل من عجل على وزن فاعل، وهنا استعملت الصفة استعمال الاسم ومعناها الدنيا.
(مذموما)، اسم مفعول من ذمّ الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(مشكورا)، اسم مفعول من شكر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(محظورا)، اسم مفعول من حظر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
- اللف والنشر: في قوله تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ).
لف ونشر مرتب، فهؤلاء الفريق الأول، أي مريد الدنيا وهؤلاء الثانية للفريق الثاني، أي مريد الآخرة.
.إعراب الآية رقم (21):
{انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)}.
الإعراب:
(انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (فضّلنا) وهو فعل ماض وفاعله (بعضهم) مفعول به منصوب.. و(هم) مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا)، الواو حاليّة اللام لام الابتداء (الآخرة) مبتدأ مرفوع (أكبر) خبر مرفوع (درجات) تمييز منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (أكبر تفضيلا) مثل أكبر درجات.
جملة: (انظر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فضّلنا...) في محلّ نصب مفعول به عامله فعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف ومعناه تفكّر، والجملة مقيّدة بالجارّ المحذوف.
وجملة: (الآخرة أكبر...) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(تفضيلا) مصدر قياسيّ لفعل فضّل الرباعيّ، وزنه تفعيل.
البلاغة:
- تكلمنا فيما سبق عن (التزام ما لا يلزم)، وهو التزام حرف أو حرفين أو أكثر قبل حرف الروي في الشعر، وقد يأتي نظيره في النثر. كقوله تعالى: (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها).
وفي لزوميات المعري ما هبّ ودبّ من هذا الفن كقوله:
رويدك قد غررت وأنت حر ** بصاحب حيلة يعظ النساء
يحرم فيكم الصهباء صبحا ** ويشربها على عمد مساء
يقول لقد غدوت بلا كساء ** وفي لذاتها رهن الكساء

واحذر هذا الفن، فإن الإيغال فيه يؤدي إلى التصنع الممقوت، والتكلف المرفوض.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ