الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الإسراء من الآية 47 إلى الآية 76

إعراب سورة الإسراء من الآية 47 إلى الآية 76



 
.إعراب الآية رقم (47):{نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (47)}.
الإعراب:
(نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و(ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (يستمعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستمعون)، (إذا) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بأعلم (يستمعون إليك) مثل يستمعون به، والواو عاطفة (إذ) مثل الأول ومعطوف عليه (هم نجوى) مثل نحن أعلم، وعلامة رفع الخبر الضمّة المقدّرة على الألف، (إذ) مثل الأول وهو بدل من إذ هم.. (يقول) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو (إن) حرف نفي (تتّبعون) مثل يستمعون (إلّا) للحصر (رجلا) مفعول به منصوب (مسحورا) نعت ل (رجلا) منصوب.
جملة: (نحن أعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يستمعون) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (يستمعون) الثانية في محلّ بإضافة (إذ) إليها وجملة: (هم نجوى...) في محلّ جر بإضافة (إذ) الثاني إليها وجملة: (يقول الظالمون...) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) الثالث إليها وجملة: (تتّبعون...) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآية رقم (48):
{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (48)}.
الإعراب:
(انظر) فعل أمر، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله ضربوا.. (ضربوا) فعل ماض وفاعله اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربوا)، (الأمثال) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (ضلّوا) مثل ضربوا الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (يستطيعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (سبيلا) مفعول به بتضمين الفعل قبله معنى يعرفون أو يجدون.
جملة: (انظر...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ضربوا...) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر الذي بمعنى تفكّر، وقد علّق الفعل بالاستفهام كيف، وتقيّد بالجارّ وجملة: (ضلّوا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا وجملة: (لا يستطيعون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا.
.إعراب الآيات (49- 52):
{وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (أإذا) ظرف للمستقبل مجرد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بمحذوف تقديره أنبعث إذا كنا.. (كنّا) فعل ماض ناقص واسمه (عظاما) خبر منصوب الواو عاطفة (رفاتا) معطوف على الخبر منصوب الهمزة مثل الأولى (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (مبعوثون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خلقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه أي بعثا، (جديدا) نعت ل (خلقا) منصوب.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أنبعث) المقدّر في محلّ نصب مقول القول وجملة: (كنّا عظاما...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إنّا لمبعوثون...) لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمقول القول.. أو هي تفسير لمقول القول.
50- (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كونوا) فعل أمر ناقص.. والواو اسم الفعل الناقص (حجارة) خبر كونوا منصوب (أو) حرف عطف (حديدا) معطوف على حجارة منصوب.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (كونوا...) في محلّ نصب مقول القول.
51- (أو) حرف عطف (خلقا) معطوف على (حديدا) منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (خلقا)، (يكبر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (في صدوركم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكبر)، و(كم) مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر السين حرف استقبال (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعيدنا) مضارع مرفوع، و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) مثل الأوّل (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره يعيدكم (فطركم) فعل ماض، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (أوّل) مفعول فيه نائب عن الظرف منصوب متعلّق ب (فطركم)، (مرّة) مضاف إليه مجرور (فسينغضون) مثل فسيقولون (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينغضون)، (رؤوسهم) مفعول به منصوب، و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (يقولون) مثل الأول (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (هو) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر (قل) مثل الأول (عسى) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث (قريبا) خبر يكون منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: (يكبر...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (يقولون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت أنّ الروح ستعود إليكم بعد الموت فسيقولون..
وجملة: (من يعيدنا...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (يعيدنا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (فطركم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (ينغضون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت لهم ذلك فسينغضون..
وجملة: (يقولون...) معطوفة على جملة ينغضون وجملة: (متى هو...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (عسى أن يكون...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (يكون قريبا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
52- (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا)، (يدعوكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو الفاء عاطفة (تستجيبون) مثل يقولون (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تستجيبون بتضمينه معنى تسبّحون.. والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (تظنّون) مثل يقولون (إن) حرف نفي (لبثتم) فعل ماض وفاعله (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف فهو صفته أي لبثتم وقتا طويلا.
وجملة: (يدعوكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تستجيبون...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعوكم وجملة: (تظنّون...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تستجيبون وجملة: (لبثتم...) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ المعلّق ب (إن).
الصرف:
(رفاتا)، اسم جامد لأجزاء الشيء المفتّت، وزنه فعال بضمّ الفاء وهو مفرد.
البلاغة:
1- الاستفهام الإنكاري:
في قوله تعالى: (أَإِذا كُنَّا عِظاماً) وتكرير الهمزة في (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) لتأكيد النكير، وكذلك تأكيده بإنّ، واللام للإشارة إلى قوة الإنكار.
2- فن التمكين أو الارصاد:
في قوله تعالى: (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ).
وحقيقة هذا الفن هو: أن يمهد المتكلم لقافيته أو سجعه تمهيدا تأتي القافية فيه متمكنة في مكانها، مستقرة في قرارها، غير نافرة ولا قلقة.
إن السامع يعلم أنه أراد حجارة أو حديدا، بجاذب من قلبه، ووحي من هاجسه دون أن يسمع بقية الآية.
3- التعجيز والإهانة في الأمر: (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً).
الفوائد:
- خصائص عسى، ومثلها اخلولق وأوشك: هذه الأفعال الثلاثة تختص بأنهن قد يكنّ تامات، فلا يحتجن إلى الخبر وذلك إذا وليهنّ (أن والفعل)، ويؤول المصدر على أنه فاعل لهنّ، نحو: عسى أن تقوم، واخلولق أن تسافروا، وأوشك أن نرحل، ومنه قوله تعالى: (عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ)، و(عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً). هذا إذا لم يتقدم عليهنّ اسم هو المسند إليه في المعنى، فإن تقدم عليهن اسم يصح إسنادهنّ إلى ضميره فأنت بالخيار بين أمرين:
أ- أن تجعلهن تامات، وهو الأفصح، فيكون المصدر المؤول فاعلا لهن، نحو:
علي عسى أن يذهب، وهند عسى أن تذهب، والرجلان عسى أن يذهبا والمسافرون عسى أن يذهبوا بتجريد عسى من الضمير.
ب- أن تجعلهن ناقصات، فيكون اسمهن ضميرا بارزا أو مستترا. مطابقا لما قبلهن إفرادا أو تثنية أو جمعا، وتذكيرا أو تأنيثا، نحو: الرجلان عسيا أن يذهبا، والمرأتان عستا أن تذهبا. والأولى أن يجعلهن في مثل ذلك تامات ويجرّدن من الضمير فيبقين بصيغة المفرد المذكر، وفاعلهن المصدر الأول من أن والفعل. وهذه لغة أهل الحجاز والتي نزل بها القرآن الكريم.
تختص عسى بأمرين:
أ- جواز كسر سينها وفتحها، إذا أسندت إلى تاء الضمير أو نون النسوة، أو (نا) والفتح أولى لأنه الأصل، وقد قرأ عاصم (فهل عسيتم إن توليتم) بكسر السين، وقرأ الباقون عسيتم بفتحها.
ب- انها قد تكون حرفا بمعنى (لعلّ)، فتعمل عملها، تنصب الاسم وترفع الخبر، وذلك إذا اتصلت بضمير النصب وهو قليل. كقول الشاعر:
فقلت عساها نار كأس وعلّها ** تشكّى فآتي نحوها فأعودها

فتسمع قولي قبل حتف يصيبني ** تسرّ به أو قبل حتف يصيدها

.إعراب الآية رقم (53):
{وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (53)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (لعبادي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قل)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير مضاف إليه (يقولوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الشيطان) اسم إنّ منصوب (ينزغ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (ينزغ)، (هم) ضمير مضاف إليه (إنّ الشيطان) مثل الأولى (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (للإنسان) جارّ ومجرور متعلّق ب (عدوّا) خبر كان منصوب (مبينا) نعت ل (عدوّا) منصوب.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تطلب منهم يقولوا... ومقول القول ل (قل) محذوف أي ما تريد قوله.
وجملة: (هي أحسن...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: (إنّ الشيطان ينزغ...) لا محلّ لها تعليل ل (يقولوا) وجملة: (ينزغ...) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (إنّ الشيطان كان...) لا محلّ لها تعليل ل (ينزغ) وجملة: (كان للإنسان...) في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
.إعراب الآيات (54- 55):
{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (55)}.
الإعراب:
(ربّكم) مبتدأ مرفوع، و(كم) ضمير مضاف إليه (أعلم) خبر مرفوع (الباء) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (يرحمكم) مثل يشأ جواب الشرط و(كم) ضمير مفعول به (أو) حرف عطف (ان يشأ يعذّبكم) مثل إن يشأ يرحمكم الواو اعتراضيّة (ما) نافية (أرسلناك) فعل ماض وفاعله، والكاف ضمير مفعول به (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلناك)، (وكيلا) حال منصوبة.
جملة: (ربّكم أعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن يشأ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يرحمكم...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يشأ) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يشأ الأولى وجملة: (يعذّبكم...) لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء وجملة: (ما أرسلناك...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
55- الواو عاطفة (ربّك أعلم) مثل ربّكم أعلم (الباء) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعلم) (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور مثله الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (فضّلنا) فعل ماض وفاعله (بعض) مفعول به منصوب (النبيّين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا)، الواو عاطفة (آتينا) مثل فضّلنا (داود) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (زبورا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: (ربّك أعلم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم أعلم وجملة: (قد فضّلنا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة ربّك أعلم لا محلّ لها وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(زبورا)، الكتاب الذي أنزل على داود، وزنه فعول إمّا بمعنى المفعول كحلوب، أو هو مصدر بمعناه كالقبول، ويقرأ بفتح الزاي وضمّها، وجاء على صيغة النكرة لأنه كتاب من الكتب.
.إعراب الآيات (56- 57):{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (57)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (ادعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (زعمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل..
ومفعولا الفعل محذوفان أي زعمتموهم آلهة (من دون) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (الذين).. والهاء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) نافية (يملكون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (كشف) مفعول به منصوب (الضرّ) مضاف إليه مجرور (عن) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالمصدر كشف الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تحويلا) معطوف على كشف منصوب.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ادعوا...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (زعمتم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (لا يملكون...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..
والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن دعوتموهم فهم لا يملكون.
57- (أولئك) اسم إشارة مبتدأ، (الذين) اسم موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (يدعون) مثل يملكون، وعائد الموصول محذوف أي يدعونهم آلهة (يبتغون) مثل يملكون (إلى ربهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبتغون)، (الوسيلة) مفعول به منصوب (أيّهم) اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محلّ رفع بدل من فاعل يبتغون.. و(هم) ضمير مضاف إليه (أقرب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، مرفوع الواو عاطفة في الموضعين (يرجون رحمته، يخافون عذابه) مثل يملكون كشف الضرّ (إنّ) حرف توكيد ونصب (عذاب) اسم إنّ منصوب (ربّك) مضاف إليه مجرور، والكاف مضاف إليه (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (محذورا) خبر منصوب.
وجملة: (أولئك الذين...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يبتغون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) وجملة: هو (أقرب...) لا محلّ لها صلة الموصول (أيّ) وجملة: (يرجون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون وجملة: (يخافون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبتغون.
وجملة: (إنّ عذاب...) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (كان محذورا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(كشف)، مصدر سماعيّ لفعل كشف الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (تحويلا)، مصدر قياسيّ لفعل حوّل الرباعيّ، وزنه تفعيل (يبتغون)، فيه إعلال بالحذف، وإعلال بالتسكين، أصله يبتغيون- بضمّ الياء الثانية- استثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى الغين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يبتغون، وزنه يفتعون (محذورا)، اسم مفعول من حذر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
الفوائد:
- أَيُّهُمْ أَقْرَبُ.
لخص النحاة الأوجه التي تأتي بها (أي) فكانت ستة:
1- شرطية: (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) بدليل جزم تدعو، وإدخال الفاء الرابطة في جوابها.
2- استفهامية: (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً)..؟
3- موصولية: (لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ).
4- أن تكون دالة على الكمال نحو: زيد رجل أي رجل؟
5- أن تكون وصلة لنداء ما فيه (ال) نحو: يا أيها الرجل.
6- أن تكون للتعجب: سبحان الله أي رجل هذا! وهي معربة في جميع أحوالها، إلا إذا كانت موصولة مضافة وحذف صدر صلتها، فتبني على الضم. ولها تفصيل في المطولات.
.إعراب الآيات (58- 59):
{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (58) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) نافية (من) زائدة (قرية) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) أداة حصر (نحن) ضمير منفصل مبتدأ (مهلكوها) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و(ها) ضمير مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهلكوها)، (يوم) مضاف إليه مجرور (القيامة) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (معذّبوها) معطوف على (مهلكوها) يعرب مثله (عذابا) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل معذوبها (شديدا) نعت ل (عذابا) منصوب (كان... مسطورا) مثل كان محذورا، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان.. واللام للبعد والكاف للخطاب (في الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (مسطورا).
جملة: (إن من قرية...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نحن مهلكوها...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (قرية) وجملة: (كان ذلك... مسطورا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
59- الواو عاطفة (ما) نافية (منعنا) فعل ماض، و(نا) ضمير مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (نرسل) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم (بالآيات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول نرسل المقدّر أي نرسل نبيّا متلبّسا بالآيات والمصدر المؤوّل (أن نرسل...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (منعنا) أي منعنا من أن نرسل (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (كذّب) فعل ماض (الباء) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كذّب)، (الأوّلون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّل (أن كذّب...) في محلّ رفع فاعل منع الواو حالية (آتينا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (ثمود) مفعول به أوّل منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (الناقة) مفعول به ثان منصوب (مبصرة) حال منصوبة الفاء عاطفة (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلموا) بتضمينه معنى كفروا الواو عاطفة (ما) نافية (نرسل بالآيات) مثل الأولى، والفعل مرفوع.. (إلّا) مثل الأولى (تخويفا) مفعول لأجله منصوب.
جملة: (ما منعنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن من قرية...
وجملة: (نرسل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) وجملة: (كذّب بها الأوّلون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (ظلموا بها...) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: (ما نرسل بالآيات إلّا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منعنا.
الصرف:
(مهلكوها)، بلفظ الجمع للتعظيم، مفرده مهلك.. انظر الآية (164) من سورة الأعراف (معذّبوها)، بلفظ الجمع للتعظيم، مفرده معذّب.. انظر الآية (164) من سورة الأعراف (مسطورا)، اسم مفعول من سطر الثلاثيّ، وزنه مفعول (تخويفا)، مصدر قياسيّ لفعل خوّف الرباعيّ، وزنه تفعيل.
البلاغة:
1- الإسناد المجازي:
في قوله تعالى: (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ).
المنع محال في حقه تعالى، لأن الله لا يمنعه عن إرادته شيء. فالمنع مجاز عن الترك. أي ما كان سبب ترك إرسال الآيات إلا تكذيب الأولين.
2- المجاز العقلي:
في قوله تعالى: (النَّاقَةَ مُبْصِرَةً).
لما كانت الناقة سببا في إبصار الحق والهدى، نسب إليها الإبصار ففيه مجاز عقلي، علاقته السببية.
.إعراب الآية رقم (60):
{وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (60)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قلنا) فعل ماض وفاعله اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّك) اسم إنّ منصوب، والكاف مضاف إليه (أحاط) فعل ماض، والفاعل هو (بالناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحاط)، الواو عاطفة (ما) نافية (جعلنا) مثل قلنا (الرؤيا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للرؤيا (أريناك) مثل قلنا..
والكاف ضمير مفعول به، (إلا) أداة حصر (فتنة) مفعول به ثان لفعل جعلنا، منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (فتنة)، (الشجرة) معطوف على الرؤيا بالواو منصوب (الملعونة) نعت للشجرة منصوب (في القرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (الملعونة) الواو عاطفة (نخوّفهم) مضارع مرفوع، و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم الفاء عاطفة (ما) نافية (يزيدهم) مضارع مرفوع، و(هم) مثل الأخير، والفاعل هو أي التخويف (إلّا) مثل الأولى (طغيانا) مفعول به ثان منصوب (كبيرا) نعت ل (طغيانا) منصوب.
جملة: (قلنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (إنّ ربّك...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أحاط...) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (ما جعلنا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة المقدّرة وهي جملة اذكر وجملة: (أريناك...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: (نخوّفهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (ما يزيدهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نخوّفهم.
الصرف:
(الرؤيا)، هي الرؤية البصريّة لا الرؤيا الحلميّة، لأنّ هذه الرؤية حصلت حين أسري بالرسول الكريم وعرج به إلى السماء، وحصل ذلك باليقظة لا بالنوم.
(الملعونة)، مؤنّث الملعون، اسم مفعول من لعن الثلاثيّ، وزنه مفعولة.
.إعراب الآية رقم (61):
{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61)}.
الإعراب:
(وإذ قلنا للملائكة) مثل وإذ قلنا لك، (اسجدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (لآدم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اسجدوا)، وعلامة الجرّ الفتحة الفاء عاطفة (سجدوا) فعل ماض وفاعله (إلّا) للاستثناء (إبليس) مستثنى بإلّا منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتصل (قال) فعل ماض والفاعل هو الهمزة للاستفهام، (أسجد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أسجد) (خلقت) فعل ماض وفاعله (طينا) منصوب على نزع الخافض أي من طين.
جملة: (قلنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (اسجدوا...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (سجدوا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أأسجد...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (خلقت...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآيات (62- 67):
{قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62) قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (66) وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً (67)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل ضمير تقديره هو أي الشيطان الهمزة للاستفهام (رأيتك) فعل ماض وفاعله... والكاف حرف خطاب، أي أخبرني (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (كرّمت) مثل رأيت (على) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كرّمت)... والمفعول الثاني جملة استفهاميّة مقدّرة دلّت عليها صلة الموصول أي لم كرّمته عليّ اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أخّرتن) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء ضمير فاعل، والنون للوقاية، والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرت) (القيامة) مضاف إليه مجرور اللام لام القسم (أحتنكنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد، والفاعل أنا (ذرّيّته) مفعول به منصوب.. والهاء مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أرأيتك...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (كرّمت...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (أخّرت...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أحتنكنّ...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
63- (قال) مثل الأول، والفاعل هو أي اللّه (اذهب) فعل أمر، والفاعل أنت الفاء عاطفة (من) اسم شرط مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبعك) فعل ماض، والكاف ضمير مفعول به، والفاعل هو، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الفاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (جهنّم) اسم إنّ منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث (جزاؤكم) خبر إنّ مرفوع..
و(كم) ضمير مضاف إليه (جزاء) مفعول مطلق منصوب عامله المصدر قبله، (موفورا) نعت لجزاء منصوب.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (اذهب...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (من تبعك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال وجملة: (تبعك...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (إنّ جهنّم جزاؤكم...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
64- الواو استئنافيّة (استفزز) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (استطعت) مثل كرّمت (منهم) مثل الأول متعلّق بحال من العائد المحذوف أي استطعت أن تستفزّه منهم (بصوتك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استفزز).. والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (اجلب) مثل استفزز (عليهم) مثل منهم متعلّق ب (اجلب)، (بخيلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اجلب.. والكاف مثل الأخير الواو عاطفة (رجلك) معطوف على خيلك ويعرب مثله الواو عاطفة (شاركهم) مثل استفزز.. و(هم) ضمير مفعول به (في الأموال) جارّ ومجرور متعلّق ب (شارك)، الواو عاطفة (الأولاد) معطوف على الأموال مجرور الواو عاطفة (عدهم) مثل شاركهم الواو حاليّة (ما) نافية (يعدهم) مضارع مرفوع.. و(هم) مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنّه صفته أي إلّا وعدا غرورا.
وجملة: (استفزز...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (استطعت...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (اجلب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: (شاركهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: (عدهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استفزز وجملة: (يعدهم الشيطان...) في محلّ نصب حال.
65- (إنّ عبادي) مثل إنّ جهنّم، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء... والياء مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص جامد اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (عليهم) مثل منهم متعلّق بالخبر (سلطان) اسم ليس مرفوع الواو عاطفة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (الباء) حرف جرّ زائد (ربّك) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى.. والكاف مضاف إليه (وكيلا) حال منصوبة.
وجملة: (إنّ عبادي ليس لك...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (ليس لك عليهم سلطان...) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (كفى بربّك وكيلا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ عبادي...
66- (ربّكم) مبتدأ مرفوع.. و(كم) مضاف إليه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يزجي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو وهو العائد اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يزجي) (الفلك) مفعول به منصوب (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (يزجي)، اللام للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (من فضله) جارّ ومجرور متعلّق ب (تبتغوا)، والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يزجي) (إنّه) حرف مشبّه بالفعل.. والهاء اسم إنّ (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بكم) مثل لكم متعلّق ب (رحيما) وهو خبر كان منصوب.
وجملة: (ربّكم الذي...) لا محلّ لها تعليل لكفاية القدرة وبيانها وجملة: (يزجي لكم الفلك...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (تبتغوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر وجملة: (إنّه كان بكم...) لا محلّ لها تعليل لقوله يزجي وجملة: (كان بكم رحيما...) في محلّ رفع خبر إنّ.
67- الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (ضلّ)، (مسّكم) فعل ماض... و(كم) ضمير مفعول به (الضرّ) فاعل مرفوع (في البحر) جارّ ومجرور حال من الفاعل أو من المفعول (ضلّ) فعل ماض (من) اسم موصول فاعل في محلّ رفع (تدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة استثناء (إيّاه) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (أعرضتم)، (نجّاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر.. و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّاكم) بتضمينه معنى أوصلكم (أعرضتم) فعل ماض وفاعله الواو استئنافيّة (كان... كفورا) مثل كان.. رحيما (الإنسان) اسم كان مرفوع.
وجملة: (مسّكم الضرّ...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (ضلّ من تدعون...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (تدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (نجّاكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (أعرضتم...) لا محلّ لها جواب الشرط (لمّا) وجملة: (كان الإنسان كفورا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(موفورا)، اسم مفعول من وفر الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقد استعمل بمعنى اسم الفاعل أي وافرا على أسلوب المجاز العقليّ.
(رجلك)، اسم جمع بمعنى المشاة، وزنه فعل بفتح فكسر، وقد تسكّن العين (عدهم)، فيه إعلال بالحذف، ماضيه وعد، معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه عل بكسر العين (يعدهم)، الإعلال فيه من نوع الإعلال في (عدهم).
البلاغة:
1- المجاز المرسل:
في قوله تعالى: (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ).
هذا مجاز في استعمال الرؤية بمعنى الإخبار، فيكون المعنى أخبرني عن هذا الذي كرمته علي، لم كرمته علي وأنا أكرم منه، والعلاقة ما بين العلم والإخبار من السببية والمسببية واللازمية والملزومية.
2- الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى: (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ).
الآية مثّلت حال الشيطان، حيث أن استفزازه بصوته وإجلابه بخيله ورجله، تمثيلا لتسلطه على من يغويه، فكأن مغوارا وقع على قوم، فصوت بهم صوتا يزعجهم من أماكنهم، وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة، حتى استأصلهم.
3- الالتفات:
في قوله تعالى: (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً).
حيث حصل الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: وما تعدهم إلا غرورا ولكنه عدل عن ذلك لتقوية معنى الاعتراض، مع ما فيه من صرف الكلام عن خطابه وبيان حاله للناس، ومن الإشعار بعلية شيطنته للغرور، وهو تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب.
الفوائد:
1- يعمل بالمفعول المطلق عامل من أربعة:
أ- مصدر مثله لفظا ومعنى، كما في الآية.
ب- أو مصدر معنى لا لفظا، نحو:
(أعجبني إيمانك تصديقا).
ج- ما اشتق منه من فعل (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً).
ء- أو اسم فاعل أو مفعول للمبالغة اشتقا من فعله، نحو: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أو (الخبز مأكول أكلا) الأول مبالغة اسم الفاعل، والثاني مبالغة اسم المفعول، وللحديث تتمة فيما سيأتي بإذن الله.
2- الحال الموطّأة، هو الاسم الجامد الذي يذكر ويوطأ له بصفة مشتقة ليجوز اعتباره حالا، نحو: (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا).
وبيان ذلك: أن الاسم الجامد لما وصف بما يجوز أن يكون حالا صحّ نفسه أن يكون حالا، فتبصّر..!
3- لمّا الظرفية:
هي التي تكون بمعنى (حين أو إذا) وتطلب جملتين فعلاهما ماضيان.
وهي منصوبة بجوابها.
وهي مضافة إلى فعلها الأول وبعبارة أخرى: الجملة الأولى تكون في محل جر بإضافة (لمّا) إليها.
والمحققون من العلماء، يرون أنها وسيلة للربط بين جملتين، ولذلك أطلقوا عليها (حرف وجود لوجود).
أي أنه للدلالة على وجود شيء لوجود غيره. وقد نزيده توضيحا في مكان آخر ان شاء الله.
.إعراب الآيات (68- 69):{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (69)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء استئنافيّة، (أمنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (نخسف) مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم (الباء) حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من جانب البرّ، (جانب) مفعول به منصوب، (البرّ) مضاف إليه مجرور والمصدر المؤوّل (أن نخسف..) في محلّ نصب مفعول به الواو عاطفة (نرسل عليكم حاصبا) مثل نخسف بكم جانب ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجدوا) مضارع منصوب معطوف على (نرسل) المنصوب، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (لكم) مثل بكم متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (وكيلا) مفعول أوّل منصوب.
جملة: (أمنتم...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نخسف...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (نرسل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف وجملة: (تجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل.
69- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (أمنتم أن نعيدكم) مثل أمنتم أن نخسف.. و(كم) ضمير مفعول به، (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نعيدكم)، (تارة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه (أخرى) نعت لتارة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن نعيدكم..) في محلّ نصب مفعول به الفاء عاطفة (نرسل عليكم قاصفا) مثل نرسل عليكم حاصبا، والفعل معطوف على (نعيدكم)، (من الريح) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (قاصفا)، الفاء عاطفة (يفرقكم) مضارع منصوب معطوف على نرسل..
و(كم) ضمير مفعول به والفاعل هو (الباء) حرف جرّ سببيّة (ما) حرف مصدريّ (كفرتم) مثل أمنتم.
والمصدر المؤوّل (ما كفرتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يغرقكم) (ثمّ لا تجدوا لكم... تبيعا) مثل ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا، والفعل معطوف على يغرقكم (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تبيعا)، (به) مثل بكم متعلّق ب (تجدوا).
وجملة: (أمنتم) الثانية لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نعيدكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (نرسل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعيدكم وجملة: (يغرقكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرسل وجملة: (كفرتم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (لا تجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغرقكم.
الصرف:
(جانب)، اسم بمعنى الجهة على صيغة اسم الفاعل، وزنه فاعل (حاصبا)، اسم بمعنى الريح أو السحاب، جاء على صيغة اسم الفاعل لفعل حصبه من باب ضرب أي رماه بالحصباء، وهي الحجارة الصغيرة (قاصفا)، اسم للريح الشديدة التي تقصف الأشياء وتكسرها، جاءت على وزن فاعل من قصف الثلاثيّ بمعنى كسر، من باب ضرب (تبيعا)، لفظ مشتقّ، وزنه فعيل بمعنى فاعل، وهو المطالب بحقّ الملازم للطلب.
.إعراب الآية رقم (70):
{وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً (70)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (كرّمنا) فعل ماض وفاعله (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (آدم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الواو عاطفة (حملناهم) مثل كرّمنا.. و(هم) ضمير مفعول به (في البرّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المفعول (البحر) معطوف على البرّ بالواو مجرور الواو عاطفة (رزقناهم) مثل حملناهم (من الطيّبات) جارّ ومجرور حال من ضمير المفعول أي آكلين، الواو عاطفة (فضّلناهم) هم حملناهم (على كثير) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلنا)، (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لكثير (خلقنا) مثل كرّمنا (تفضيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (كرّمنا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (حملناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (رزقناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (فضّلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كرّمنا وجملة: (خلقنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآيات (71- 72):
{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72)}.
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (ندعو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل نحن للتعظيم (كلّ) مفعول به منصوب (أناس) مضاف إليه مجرور (بإمامهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ندعو).. و(هم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أوتي) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد (كتابه) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه (بيمينه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوتي)، والهاء مثل الأخير الفاء رابطة لجواب الشرط (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف للخطاب (يقرءون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (كتابهم) مثل كتابه الواو عاطفة (لا) نافية (يظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (فتيلا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو صفته.
جملة: اذكر (يوم ندعو...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ندعو...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (من أوتي...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أوتي كتابه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أولئك يقرءون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يقرءون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (لا يظلمون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يقرءون.
72- الواو عاطفة (من) مثل الأول (كان) فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعمى) وهو خبر كان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الفاء رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعمى) الثاني، وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (أضلّ) معطوف على الخبر أعمى مرفوع (سبيلا) تمييز منصوب.
وجملة: (من كان...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي...
وجملة: (كان... أعمى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو... أعمى) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(أعمى)، صفة مشبّهة من فعل عمي يعمى باب فرح، وزنه أفعل، ويجوز أن يكون اللفظ اسم تفضيل لورود اسم التفضيل أضلّ بعده..
وانظر الآية (60) من سورة المائدة.
.إعراب الآيات (73- 76):
{وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (75) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كاد اللام هي الفارقة (يفتنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفتنون) بتضمينه معنى يصرفونك (أوحينا) فعل ماض وفاعله (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحينا)، اللام للتعليل (تفتري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل أنت (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تفتري)، (غيره) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه..
والمصدر المؤوّل (أن تفتري..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يفتنونك).
الواو عاطفة (إذا)- بالتنوين- حرف جواب لا عمل له اللام واقعة في جواب شرط مقدّر (اتّخذوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل، والكاف مثل الأول في الآية (خليلا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: (كادوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفتنونك...) في محلّ نصب خبر كادوا.
وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تفتري...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (اتّخذوك...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو فعلت ذلك لاتّخذوك خليلا، وجملة الشرط لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
74- الواو عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (ثبّتناك) مثل أوحينا.. والكاف ضمير مفعول به اللام واقعة في جواب لولا (قد) حرف توقّع- أو تقليل- (كدت) فعل ماض ناقص.. والتاء ضمير في محلّ رفع اسم كاد (تركن) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (إليهم) مثل إليك متعلّق ب (تركن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب (قليلا) نعت ل (شيئا) منصوب..
والمصدر المؤوّل (أن ثبّتناك..) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود.
وجملة: (لولا تثبيتنا أيّاك بالعصمة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا.
وجملة: (ثبّتناك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كدت تركن...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تركن...) في محلّ نصب خبر كدت.
75- (إذا لأذقناك) مثل إذا لاتّخذوك (ضعف) مفعول به ثان منصوب (الحياة) مضاف إليه مجرور وفي الكلام حذف مضاف أي: ضعف عذاب الحياة الواو عاطفة (ضعف الممات) مثل ضعف الحياة ومعطوف عليه (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية (تجد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصيرا) وهو مفعول به أوّل منصوب.
وجملة: (أذقناك...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: لو فعلت- أو ركنت- لأذقناك..
وجملة: (لا تجد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أذقناك.
76- الواو عاطفة (إن كادوا ليستفزّونك من الأرض) مثل إن كادوا ليفتنونك عن الذي.. اللام للتعليل (يخرجوك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل، والكاف مفعول به (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يخرجوك)..
والمصدر المؤوّل (أن يخرجوك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يستفزّونك).
الواو عاطفة (إذا) بالتنوين، مثل الأول (لا) نافية (يلبثون) مثل يفتنون (خلافك) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثون)، والكاف مضاف إليه (إلّا) للحصر (قليلا) نائب عن المصدر مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (إن كادوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كادوا الأولى.
وجملة: (يستفزّونك...) في محلّ نصب خبر كادوا.
وجملة: (يلبثون...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي لو أخرجوك لا يلبثون... وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كادوا الثانية .
الصرف:
(خليلا)، صفة مشبّهة من خلّه أي صادقة، وقد جاءت الصفة من غير الثلاثيّ شذوذا، وزنه فعيل.
(أذقناك)، فيه، إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أذاقناك، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الألف- عين الفعل- لأنه معتلّ أجوف، وزنه أفلناك.
البلاغة:
1- المبالغة في تقليل الكيدودة:
في قوله تعالى: (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ).
في هذه الآية الكريمة يوجد مبالغة في تقليل الكيدودة، لأن مجرد الملاينة التي تقتضيها السياسة واستماله القوم، أخذت على النبيّ صلى اللّه عليه وسلم لأن الذنب يعظم بحسب فاعله، على ما ورد من أن (حسنات الأبرار سيئات المقربين).
2- الحذف:
في قوله تعالى: (لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ).
أصل الكلام: لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات. ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو الضعف. ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل: ضعف الحياة، وضعف الممات، كما لو قيل:
لأذقناك أليم الحياة وأليم الممات.
الفوائد:
1- موقف الرسول من ثقيف.
حدثنا التاريخ أن ثقيفا طلبت إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخصها بأمور تفخر بها على العرب، منها قولهم أن لا نعشر ولا نحشر ولا نجبّي في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة، حتى نأخذ ما يهدى لها فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا، وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب: لم فعلت ذلك، فقل: إن الله أمرني به. وجاؤوا بكتابهم، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لثقيف، لا يعشرون ولا يحشرون فقالوا: ولا يحبّون.
فسكت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم. ثم قالوا للكاتب: اكتب لا يحبّون، والكاتب ينظر إلى رسول الله، فقام عمر بن الخطاب فسلّ سيفه فقال: أسعرتم قلب نبينا- يا معشر ثقيف- أسعر الله قلوبكم نارا، فقالوا: لسنا نكلم إياك، وإنما نكلم محمدا. فكان ذلك سببا لنزول الآيات المذكورة.
وطبعا: لا نعشر: أي لا يؤخذ منا عشر أموالنا. ولا نحشر: أي لا نساق للجهاد.
ولا نجبّي في صلاتنا: أي لا يركعون ولا يسجدون.
وفي رواية، أنهم طلبوا إعفاءهم من الصلاة. وقد أجابهم الرسول إلى الطلبين الأولين، ولكن قال: لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود، أو كما قال.
ومن الطبعي أن هذه الآيات قد ألغت الاتفاق الذي حاولت ثقيف أن تمليه على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وحددت موقف الإسلام منهم ومن أمثالهم. وبعد، لابد أن نتناول في البحث الفعل كاد فقد تكرر في هذه الآيات عدة مرات.
ولابن هشام كلام ممتع عن هذا الفعل، يردّ فيه على بعض النحاة والمعربين بعض ما اشتهروا به، والذي منه: قولهم: إن (كاد) إثباتها نفي ونفيها إثبات، فإذا قيل: كاد يفعل، معناه انه لم يفعل. وإذا قيل: لم يكد يفعل، فمعناه أنه فعل. وقد ذهب إلى مثل ذلك المعمري في كلام نحن بغنى عن سرده، مخافة الإطالة. والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال، في أن نفيها نفي، وإثباتها إثبات بدليل أن معناها المقاربة، (فمعنى كاد يفعل) أي قارب من الفعل، ومعنى (ما كاد يفعل) أي ما قارب الفعل. مثال ذلك (إذا أخرج يده لم يكد يراها). فتأمل وتبصّر، ألهمك الله الرشد..!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ