الخميس، 27 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الحج

إعراب سورة الحج من الآية 1 إلى الآية 29




 
.إعراب الآيات (1- 2):{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}.
الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب..
(ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ أو عطف بيان مرفوع لفظا.
جملة النداء: (يأيّها...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّ زلزلة.. شيء) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تذهل)، (عمّا) متعلّق ب (تذهل)، (سكارى) حال منصوبة من الناس وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (سكارى) الثاني مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- وجملة: (ترونها...) في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة: (تذهل كلّ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أرضعت...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما).
وجملة: (تضع كلّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ...
وجملة: (ترى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تذهل كلّ.
وجملة: (ما هم بسكارى...) في محلّ نصب حال من الناس.
وجملة: (لكنّ عذاب.. شديد) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي هذا كلّه هيّن ولكنّ عذاب اللّه شديد.
الصرف:
(زلزلة)، مصدر قياسيّ لفعل زلزل الرباعيّ، وزنه فعللة، وثمّة مصدر آخر هو زلزال وزنه فعلال بكسر الفاء.
(مرضعة)، اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعلة بضمّ الميم وكسر العين، وقد لحقته التاء دلالة عمّن باشرت الإرضاع بالفعل، أمّا بغير تاء فهو لمن شأنها الإرضاع وإن لم تباشره.
البلاغة:
التشبيه البليغ:
في قوله تعالى: (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى). فقد شبه الناس في ذلك اليوم العصيب، بحالة السكارى الذين فقدوا التمييز وأضاعوا الرشد، والعلماء يقولون: إن من أدلة المجاز صدق نقيضه، كقولك زيد حمار، إذا وصفته بالبلادة والغباء، ثم يصدق أن نقول: وما هو بحمار، فتنفي عنه الحقيقة. فكذلك الآية، بعد أن أثبت السكر المجازي، نفى الحقيقة أبلغ نفي مؤكد بالباء. والسر في تأكيده التنبيه على أن هذا السكر، الذي هو بهم في تلك الحالة، ليس من المعهود في شيء، وإنما هو أمر لم يعهدوا قبله مثله. والاستدراك بقوله: (وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) راجع إلى قوله وما هم بسكارى من الخمر، وهو السكر المعهود. فما هذا السكر الغريب وما سببه؟ فقيل شدة عذاب اللّه تعالى.
الفوائد:
- وتضع كل ذات حمل حملها.
(ذات) اسم إشارة للفرد المؤنث.
واسم الاشارة هو من المعارف الست.
وأسماء الإشارة كما يلي:
أ- ذا للمفرد المذكر.
ب- ذي، تي، ذه، ته، ذه، ته، ذا، تا، ذه، ته بإشباع الكسرة فيهما. وهكذا تصبح عشرة للمفرد المؤنث.
ج- وذان للمثنى المذكر رفعا، وتان للمثنى المؤنث رفعا، و(ذين وتين) لتثنية المذكر والمؤنث نصبا وجرا.
د- و(أولاء) لجمع العاقل مذكرا ومؤنثا، وقد يأتي لغير العاقل على قلة، كقول جرير:
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى ** والعيش بعد أولئك الأيام

هـ- تلحق اسم الاشارة (كاف الخطاب) و(لام البعد).
ويشار إلى المكان القريب ب (هنا) بدون (ها) أو (هاهنا) مقرونة ب (ها). ويشار للمكان البعيد بهناك أو ها هناك أو هنالك أو هنّا أو هينا أو هنّت أو ثمّ نحو: (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ).
ملاحظة: إذا أضيفت ذات إلى الظروف كانت ظرفا..
.إعراب الآيات (3- 4):{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في اللّه) متعلّق ب (يجادل) على حذف مضاف أي في قدرة اللّه (بغير) متعلّق بحال من فاعل يجادل أي: متلبّسا بالجهل.
جملة: (من الناس من يجادل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يجادل...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يتّبع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجادل.
(عليه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول كتب بتضمينه معنى قضي، وضمير الغائب يعود على الشيطان.. والهاء في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (إلى عذاب) متعلّق ب (يهديه).
والمصدر المؤوّل (أنّه من تولّاه..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل كتب...
والمصدر المؤوّل (أنّه يضلّه..) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي فإضلاله واقع أو حاصل.
وجملة: (كتب عليه...) في محلّ جرّ نعت لشيطان.
وجملة: (من تولّاه...) في محلّ رفع خبر أنّ (الأول).
وجملة: (تولّاه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يضلّه...) في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني.
وجملة: إضلاله حاصل في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يهديه) في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّه.

.إعراب الآية رقم (5):
{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}.
الإعراب:
(يأيّها الناس) مرّ إعرابها، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في ريب) متعلّق بمحذوف خبر كنتم (من البعث) متعلّق ب (ريب)- أو بنعت ل (ريب)- الفاء رابطة لجواب الشرط (من تراب) متعلّق ب (خلقناكم) بحذف مضاف أي: أباكم، ويعطف عليه بحروف العطف (ثمّ) من قوله: (من نطفة) إلى قوله: (من مضغة)، (غير) معطوف على مخلّقة مجرور اللام للتعليل (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والفاعل نحن للتعظيم، ومفعوله محذوف أي: كمال قدرتنا (لكم) متعلّق ب (نبيّن)، الواو استئنافيّة (في الأرحام) متعلّق ب (نقرّ)، (إلى أجل) متعلّق ب (نقرّ)..
والمصدر المؤوّل (أن نبيّن) في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناكم).
(طفلا) حال منصوبة من مفعول نخرجكم، اللام لام الصيرورة (تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على نخرجكم بحرف العطف (ثمّ) أي: ثمّ نعمّركم لتبلغوا...
الواو عاطفة (منكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (يتوفّى) ضمير يعود على من وهو العائد الواو عاطفة (منكم من يردّ) مثل منكم من يتوفّى، (إلى أرذل) متعلّق ب (يردّ)، (لكيلا) حرف جرّ، وحرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي (من بعد) متعلّق ب (يعلم).
والمصدر المؤوّل (كيلا يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يردّ).
الواو عاطفة (ترى) مضارع مرفوع والرؤية بصريّة، والفاعل أنت (هامدة) حال منصوبة الفاء عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا)، (ربت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين، والفاعل هي (من كلّ) متعلّق ب (أنبتت)، ومفعوله محذوف أي أشياء أو ألوانا..
جملة: (يأيّها الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن كنتم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّا خلقناكم...) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر، أي إن كنتم في ريب.. فانظروا في ما حولكم فإنّا خلقناكم.
وجملة: (خلقناكم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نبيّن لكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (نقرّ...) لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة ما سبق.
وجملة: (نشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (نخرجكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرّ.
وجملة: (تبلغوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (منكم من يتوفّى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعمّركم المقدّرة.
وجملة: (يتوفّى...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (منكم من يردّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منكم من يتوفّى.
وجملة: (يردّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
وجملة: (ترى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل إنّا خلقناكم.
وجملة: (أنزلنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اهتزّت...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ربت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
وجملة: (أنبتت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
الصرف:
(البعث) مصدر سماعيّ لفعل بعث الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
(علقة)، اسم جامد للدم الجامد، وزنه فعلة بفتح الثلاثة.
(مضغة)، اسم جامد لقطعة اللحم بقدر ما يمضغ، وزنه فعله بضمّ فسكون ففتح.
(مخلّقة)، مؤنّث مخلّق، اسم مفعول من خلّق الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(طفلا)، اسم جنس للمخلوق الصغير الذي لم يبلغ، ويستعمل للمفرد والجمع، وزنه فعل بكسر فسكون.
(يتوفّى)، فيه إعلال بالقلب أصله يتوفّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها خامسة.
(هامدة)، مؤنّث هامد، اسم فاعل من همد الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة.
(بهيج)، صفة مشبّهة من بهج يبهج باب فرح، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- ائتلاف الطباق والتكافؤ:
لمجيء أحد الضدين، أو أحد المتقابلين، حقيقة والآخر مجازا، فهمود الأرض واهتزازها ضدان، لأن الهمود سكون والاهتزاز هنا حركة خاصة، وهما مجازان، والربو والإنبات ضدان، وهما حقيقيان، وإنما قلنا ذلك لأن الأرض تربو حالة نزول الماء عليها، وهي لا تنبت في تلك الحالة، فإذا انقطعت مادة السماء، وجفف الهواء رطوبة الماء، خمد الربو، وعادت الأرض إلى حالها من الاستواء وتشققت وأنبتت. فصدر الآية تكافؤ وما قابله في عجزها طباق.
2- المجاز العقلي:
في قوله تعالى: (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) فقد أسند الإنبات للأرض، وهو مجاز عقلي، لأن المنبت في الحقيقة هو اللّه تعالى. وقد تقدم القول غير مرة في المجاز.
ونزيده هنا، أن المجاز خلاف الحقيقة، والحقيقة فعيلة بمعنى مفعولة، من أحق الأمر يحقه، إذا أثبته، أو من حققته إذا كنت على يقين، وإنما سمي خلاف المجاز بذلك، لأنه شيء مثبت معلوم بالدلالة. والمجاز مفعل من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه، فإذا عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة وصف بأنه مجاز، على أنهم جازوا به موضعه الأصلي أو جاز مكانه الذي وضع فيه أولا.
الفوائد:
- الأدلة على وجوده تعالى نوعان:
أ- أدلة علمية مركبة، يتخذها الفلاسفة وعلماء الكلام وسيلة للبرهنة على حدوث العالم وديمومته تعالى. وقد أشرنا إلى نوع هذه الأدلة فيما سبق.
ب- وأدلة فطرية، يدركها العقل والضمير معا، وهذه الآية التي بين أيدينا من نوع هذه الأدلة، فقد عرض اللّه فيها مراحل خلق الإنسان، منذ كان نطفة إلى أن أصبح شيخا عاجزا على حافة قبره. فالمتأمل لتطور حياة الإنسان يدرك أن الذي خلقه ورعاه في هذه المراحل، قادر على أن يعود فيبعثه من جديد، ويحاسبه على ما كسبت يداه، بالخير خيرا، وبالشر شرا، وأن اللّه على كل شيء قدير.
.إعراب الآيات (6- 7):
{ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)}.
الإعراب:
(ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى المذكور من بدء الخلق إلى آخر إحياء الأرض..
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه هو الحقّ..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك، والباء سببيّة.
(هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ)، (على كلّ) متعلّق ب (قدير) خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّه يحيي..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.. وكذلك المصدر المؤوّل (أنّه على كلّ شيء قدير).
جملة: (ذلك بأنّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو الحقّ...) في محلّ رفع خبر أنّ (الأول).
وجملة: (يحيي الموتى...) في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (فيها) متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من.
والمصدر المؤوّل (أنّ الساعة آتية) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يبعث..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ الساعة آتية).
وجملة: (لا ريب فيها...) في محلّ رفع خبر ثان للحرف (أنّ).
وجملة: (يبعث...) في محلّ رفع خبر (أنّ) الأخير.
.إعراب الآيات (8- 10):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (8) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من الناس.. بغير علم) مرّ إعرابها، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى) معطوف على علم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وكذلك (كتاب)..
جملة: (من الناس من...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يجادل...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
(ثاني) حال منصوبة من فاعل يجادل اللام لام التعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ومفعوله محذوف أي غيره (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ)، (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الدنيا) متعلّق بحال من خزي، (خزي) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقه)..
وجملة: (يضلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ثاني عطفه).. أو ب (يجادل).
وجملة: (له.. خزي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نذيقه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة له.. خزي.
(ذلك) مبتدأ، (بما) متعلّق بمحذوف خبر، و(ما) موصول والعائد محذوف أي قدّمته (يداك) فاعل قدّمت مرفوع وعلامة الرفع الألف..
والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (ظلّام) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس اللام زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة ظلّام.
وجملة: (ذلك بما قدّمت...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلين له: ذلك بما قدّمت يداك...
وجملة: (قدّمت يداك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ليس بظلّام...) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه ليس بظلّام..) في محلّ جرّ معطوف على محلّ ما قدّمت ومتعلّق بما تعلّق به (ما).
الصرف:
(ثاني)، اسم فاعل من ثنى الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد ثبتت الياء لأنّه مضاف.
(عطفه)، اسم للجانب من يمين أو شمال أي الجنب، وزنه فعل بكسر فسكون.
إعراب الآيات (11- 13):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من الناس من يعبد اللّه) مرّ إعراب نظيرها، (على حرف) متعلّق بحال أي مستقرّا على حرف، الفاء عاطفة تفريعيّة (أصابه) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والهاء مفعول به (اطمأنّ) في محلّ جزم جواب الشرط (به) متعلّق ب (اطمأنّ)، (انقلب) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني (على وجهه) حال من فاعل انقلب أي كافرا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى الكفر والارتداد (هو) ضمير فصل لا محلّ له، (الخسران) خبر المبتدأ ذلك..
جملة: (من الناس من يعبد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعبد...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إن أصابه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (اطمأنّ به...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن أصابته فتنة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أصابه خير..
وجملة: (انقلب على وجهه) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (خسر الدنيا) في محلّ نصب حال.
وجملة: (ذلك.. الخسران...) لا محلّ لها استئنافيّة.
فاعل (يدعو) ضمير مستتر يعود على من (من دون) متعلّق بحال من (ما) وهو مفعول يدعو و(لا) نافية في الموضعين و(ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصب (ذلك هو الضلال البعيد) مثل ذلك هو الخسران المبين.
وجملة: (يدعو...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يضرّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ينفعه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (ذلك.. الضلال البعيد) لا محلّ لها استئنافيّة.
اللام في لمن هي لام الابتداء، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره إلهه (ضرّه) مبتدأ خبره (أقرب)، (من نفعه) متعلّق ب (أقرب)، اللام لام القسم لقسم مقدّر، ومخصوص الذمّ محذوف تقديره هو..
وجملة: (يدعو...) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى.
وجملة: (من) إلهه في محلّ نصب مفعول به لفعل يدعو المعلّق عن العمل بلام الابتداء.
وجملة: (ضرّه أقرب...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (بئس المولى...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (بئس العشير...) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(حرف) اسم لطرف الشيء وحافّته، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الخسران)، أحد مصادر خسر السماعيّة، وزنه فعلان بضمّ فسكون، والمصادر الأخرى هي: خسر بفتح الخاء وضمها وسكون السين، وخسر بفتحتين أو ضمتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء.
(العشير)، اسم للقبيلة أو القريب أو الصاحب، وزنه فعيل جمعه عشراء زنة فعلاء بضمّ ففتح.
البلاغة:
الاستعارة في قوله تعالى: (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) أستعير الضلال البعيد من ضلال من أبعد في التيه ضالا، فطالت وبعدت مسافة ضلالته.
الفوائد:
- صورتان إنسانيتان:
الأولى فيهما تصور نموذجا من الناس، أصيب بمرض الكبر والغرور، وأشفعهما بالجهل، فهو يهجم على الجدل والحجاج فيما يعلم وما لا يعلم، وكفى بالإنسان جهلا أن يتحدث بكل شيء، ويدخل أنفه بكل قضية. وهذا النوع يكاد يكون كله ضررا لا نفع فيه.
والصورة الثانية تصور فئة من الناس، ضعفت نفوسهم، وضعف إيمانهم، فهم دائما وأبدا كأنهم على شفا هاوية، فهم عرضة للتردي في هذه الهاوية، بمجرد أن يتعرضوا لاختبار أو ابتلاء في النفس أو المال، إذ ينكصون على أعقابهم، وقد كفروا باللّه، وخسروا الدنيا والآخرة. ولذلك كان الصبر في الحياة على الابتلاء مؤشرا من مؤشرات الإيمان ودليلا من أدلته اليقينية.
2- يدعو لمن ضره أقرب من نفعه:
أ- من النحاة من اعتبر هذه اللام لام الابتداء، ومنهم من اعتبرها موطئة للقسم، ومنهم من يرى أن هذه اللام قد كررت للمبالغة.
ب- والوجه المقبول، الذي يتسق وقواعد النحو، أن تكون هذه اللام زائدة، دخلت على المفعول به (يدعو)، لا سيما وأن عبد اللّه قرأ هذه الآية بغير لام الابتداء، أي (يدعو من ضره). وقد اختار هذا الوجه الجلال السيوطي.
وثمة آراء أخرى حول هذه اللام، تكاد لا يعتدّ بها، ولذلك ضربنا صفحا عن ذكرها.
.إعراب الآية رقم (14):
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14)}.
الإعراب:
(جنّات) مفعول به منصوب عامله يدخل، وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي يريده.
جملة: (إنّ اللّه يدخل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدخل...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تجري... الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (إنّ اللّه يفعل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يفعل ما يريد) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يريد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
.إعراب الآية رقم (15):
{مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير يعود على من (أن) مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وضمير الغائب في (ينصره) يعود على النبيّ صلى اللّه عليه وسلم لأنّ سياق الكلام يشير إلى ذلك (في الدنيا) متعلّق ب (ينصره)، الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر، وفاعل (يمدد) يعود على اسم الشرط من، (بسبب) متعلّق ب (يمدد) والباء للتعدية، (إلى السماء) متعلّق بنعت لسبب (ليقطع، لينظر) مثل ليمدد (هل) حرف استفهام (يذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون للتوكيد (ما) موصول مفعول به عامله يذهبنّ..
جملة: (من كان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان يظنّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يظنّ...) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (لن ينصره اللّه...) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة العاملة.
والمصدر المؤوّل (أن لن ينصره..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
وجملة: (ليمدد...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ليقطع...) في محلّ جزم معطوفة على جملة يمدد.
وجملة: (لينظر...) في محلّ جزم معطوفة على جملة ليقطع.
وجملة: (هل يذهبنّ كيده...) في محلّ نصب مفعول به عامله ينظر وقد تعلّق الفعل بسبب الاستفهام.
وجملة: (يغيظ...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
.إعراب الآية رقم (16):
{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كذلك) متعلّق بحال من ضمير المفعول في (أنزلناه)، (آيات) حال منصوبة من الضمير في (أنزلناه) وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة ومفعول يريد محذوف تقديره: يريد هدايته.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يهدي...) في محلّ نصب معطوف على محلّ الهاء في (أنزلناه).
جملة: (أنزلناه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يهدي...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يريد) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآية رقم (17):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}.
الإعراب:
(الصابئين) معطوف على (الذين آمنوا) بالواو منصوب وعلامة النصب الياء، وعلامة النصب في (النصارى) الفتحة المقدّرة على الألف (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل)، وكذلك (يوم)، (على كلّ) متعلّق ب (شهيد).
جملة: (إنّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (هادوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (أشركوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (إنّ اللّه يفصل...) في محلّ رفع خبر إنّ الأول.
وجملة: (يفصل بينهم...) في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
وجملة: (إنّ اللّه.. شهيد) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(المجوس)، اسم جمع جنسيّ لمن يعبدون النار أو الشمس، والقائلين بأنّ للعالم أصلين النور والظلمة، وزنه فعول بفتح الفاء.
الفوائد:
تصدير الجملتين بإنّ:
وفي تصدير الجملتين بإن زيادة في تأكيد الكلام، وقد رمقه الشعراء في أشعارهم، قال جرير:
إن الخليفة إن اللّه سربله ** سربال ملك به تزجى الخواتيم

فقوله: إن اللّه سربله خبر إن الأولى، وكررها لتوكيد التوكيد. وسربله كساه بالملك الشبيه بالسربال. ويروى سربال ملك. وقوله: به أي بذلك اللباس أو الملك تزجى أي تساق، الخواتيم جمع خاتم بالفتح والكسر، والأصل خواتم، فزيدت الياء، والمراد بها عواقب الأمور الحميدة ومغابها. وقال أبو حيان: يحتمل أن خبر إن قوله به تزجى الخواتيم. وجملة إن اللّه سربله اعتراضية. ويروى ترجى بالراء المهملة.
.إعراب الآية رقم (18):
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (له) متعلّق ب (يسجد)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثير)، (عليه) متعلّق ب (حقّ)، (من) اسم شرط مفعول به مقدّم (يهن) مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكرم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يسجد له) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسجد...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (حقّ عليه العذاب) في محلّ رفع نعت لكثير.
وجملة: (من يهن اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما له من مكرم...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه يفعل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يفعل ما يشاء...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(يهن)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يهين، التقى ساكنان فحذفت الياء المنقلبة عن واو وزنه يفل بضم فكسر.
(مكرم)، اسم فاعل من أكرم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
.إعراب الآيات (19- 22):{هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)}.
الإعراب:
(في ربّهم) متعلّق ب (اختصموا) بحذف مضاف أي في دين ربّهم الفاء عاطفة تفريعيّة (لهم) متعلّق بالمبني للمجهول قطّعت (من نار) متعلّق بنعت ل (ثياب)، (من فوق) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصبّ (به) متعلّق بالمبنيّ للمجهول يصهر و(ما) موصول نائب الفاعل في محلّ رفع، وعطف عليه (الجلود) بحرف العطف، (في بطونهم) متعلّق بمحذوف صلة ما.
جملة: (هذان خصمان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اختصموا...) في محلّ رفع نعت ل (خصمان).
وجملة: (الذين كفروا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قطّعت لهم ثياب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يصبّ.. الحميم) في محلّ نصب حال من الهاء في (لهم).
وجملة: (يصهر ما في بطونهم) في محلّ نصب حال من الحميم.
الواو عاطفة (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من حديد) متعلّق بنعت ل (مقامع) المبتدأ.
وجملة: (لهم مقامع...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يصبّ.
(كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب أعيدوا..
(منها) متعلّق ب (يخرجوا)، (من غمّ) بدل من المجرور السابق بإعادة الجارّ، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أعيدوا).
وجملة: (أرادوا...) في محلّ جرّ بإضافة (كلّما) إليها.
وجملة: (يخرجوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أعيدوا فيها) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ذوقوا...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: تقول لهم الملائكة ذوقوا..
الصرف:
(خصمان)، مثنّى خصم، وهو في الأصل مصدر من حقّه الإفراد والتذكير، وقد يستعمل وصفا- كما جاء هنا- فيثنّى ويجمع، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مقامع)، جمع مقمعة، اسم آلة يقمع بها أي يضرب، وزنه مفعلة بكسر الميم وفتح العين.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ). وكأنّه شبه إعداد النار المحيطة بهم، بتقطيع ثياب وتفصيلها لهم على قدر جثثهم. ففي الكلام استعارة تمثيلية تهكمية، وليس هناك تقطيع ولا ثياب حقيقية، وكأن جمع الثياب للأبدان بتراكم النار المحيطة بهم وكون بعضها فوق بعض.
الفوائد:
- كلّما:
هي (كل) دخلت عليها (ما) المصدرية الظرفية.
وثمة رأي أن (ما) نكرة موصوفة، بمعنى وقت، فأفادت التكرار، نحو: (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا). وكذلك هذه الآية (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) فالتكرار ملحوظ من المعنى، ولا تدخل إلا على الفعل الماضي، وهي مبنية على الفتح في محل نصب على الظرفية، وهي منصوبة بجوابها، وجوابها فعل ماض أيضا...
.إعراب الآيات (23- 24):
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24)}.
الإعراب:
(إنّ اللّه.. الأنهار) مرّ إعرابها، (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يحلّون)، (من أساور) متعلّق بنعت لمفعول محذوف بتضمين يحلّون معنى يلبسون أي يحلّون حليا من أساور، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (أساور) الواو عاطفة (لؤلؤا) معطوف على المفعول المحذوف، (فيها) متعلّق بحال من (حرير)- نعت تقدّم على المنعوت-.
جملة: (إنّ اللّه يدخل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدخل...) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تجري.. الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (يحلّون فيها...) في محلّ نصب حال من الموصول- أو من جنّات وجملة: (لباسهم.. حرير) في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
الواو عاطفة (إلى الطيّب) متعلّق ب (هدوا)، (من القول) حال من الطيّب (إلى صراط) متعلّق ب (هدوا).
وجملة: (هدوا) الأولى في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
وجملة: (هدوا) الثانية في محلّ نصب معطوفة على جملة هدوا الأولى.
الصرف:
(لؤلؤا)، اسم جامد للحجر الثمين المعروف، وزنه فعلل بضمّ الفاء واللام الأولى.
(حرير)، اسم جامد للقماش المعروف، وزنه فعيل بفتح الفاء.
.إعراب الآية رقم (25):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25)}.
الإعراب:
خبر (إنّ) محذوف تقديره معذّبون أو خاسرون أو هالكون الواو عاطفة- أو حاليّة- (عن سبيل) متعلّق ب (يصدّون)، (المسجد) معطوف على سبيل بالواو مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد (للناس) متعلّق ب (جعلنا) أي من أجل الناس (سواء) مصدر في موضع الحال (العاكف) فاعل سواء مرفوع، (فيه) متعلّق ب (العاكف)، (الباد) معطوف على العاكف بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة مراعاة للقراءة وصلا ووقفا الواو استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (فيه) متعلّق ب (يرد)، (بإلحاد) متعلّق بحال من مفعول يرد المحذوف أي يرد تعديّا متلبّسا بإلحاد، (بظلم) بدل من إلحاد بإعادة الجارّ، (من عذاب) متعلّق ب (نذقه) و(من) تبعيضيّة.
جملة: (إنّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يصدّون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (جعلناه...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (من يرد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يرد فيه بإلحاد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (نذقه...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الباد)، اسم فاعل من بدا أي خرج إلى البادية، وزنه فاعل، وحذف الياء ليس إعلالا بل مراعاة للقراءة وصلا ووقفا، وفيه إعلال بالقلب، فالأصل البادو- بواو في آخره لأنّ المضارع يبدو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء فأصبح البادي.
(إلحاد) مصدر قياسيّ لفعل ألحد الرباعيّ أي عدل عن القصد أو ظلم، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
.إعراب الآيات (26- 29):
{وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لإبراهيم) متعلّق ب (بوّأنا) بتضمينه معنى هيّأنا، (مكان) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (بوّأنا)، (أن) تفسيريّة، (لا) ناهية جازمة (بي) متعلّق ب (تشرك)، (للطائفين) متعلّق ب (طهّر)، (السجود) بدل من الركّع مجرور.
جملة: (بوّأنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تشرك بي...) لا محلّ لها تفسيريّة، بتضمين بوّأنا معنى بيّنا.
وجملة: (طهّر...) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
الواو عاطفة (في الناس) متعلّق ب (أذّن)، (بالحجّ) متعلّق ب (أذّن)، (يأتوك) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
والكاف مفعول به، والواو فاعل (رجالا) حال منصوبة من فاعل يأتوك (على كلّ) متعلّق بمحذوف حال أي ركبانا على كلّ ضامر (يأتين) مبنيّ على السكون في محلّ رفع.. والنون فاعل ضمير عائد على الضوامر (من كلّ) متعلّق ب (يأتين)، (عميق) نعت لفجّ مجرور مثله.
وجملة: (أذّن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة طهّر.
وجملة: (يأتوك...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يأتين...) في محلّ جرّ نعت لكلّ ضامر.
اللام للتعليل (يشهدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (لهم) متعلّق بنعت ل (منافع).
والمصدر المؤوّل (أن يشهدوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يأتوك)، (يذكروا) منصوب معطوف على (يشهدوا)، (في أيّام) متعلّق ب (يذكروا)، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يذكروا)، (من بهيمة) متعلّق بمحذوف حال من المفعول الثاني أي رزقهم إيّاه كائنا من بهيمة الأنعام الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (كلوا)..
وجملة: (يشهدوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يذكروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يشهدوا.
وجملة: (رزقهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كلوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن صحّ الأكل فكلوا...
وجملة: (أطعموا...) في محلّ جزم معطوفة على جملة كلوا...
اللام لام الأمر في المواضع الثلاثة (بالبيت) متعلّق ب (يطّوّفوا).
وجملة: (يقضوا...) معطوفة على جملة أطعموا.
وجملة: (يوفوا...) معطوفة على جملة يقضوا.
وجملة: (يطّوّفوا...) معطوفة على جملة يقضوا.
الصرف:
(ضامر)، اسم فاعل من ضمر يضمر باب نصر، وباب كرم، وزنه فاعل.
(عميق)، صفة مشبّهة من عمق يعمق باب كرم، وعمق يعمق باب فرح وزنه فعيل بمعنى بعيد.
(البائس)، اسم فاعل من بئس يبأس باب فرح، وزنه فاعل.
(تفثهم)، اسم لوسخ الأظفار وغيره، وزنه فعل بفتحتين.
(العتيق)، صفة مشبّهة من عتق يعتق باب نصر، وزنه فعيل.
الفوائد:
1- البيت العتيق:
فيه أقوال: أرجحها أنه البيت القديم، لأنه أول بيت وضع للناس، ليتخذوا منه شعائر تقربهم من اللّه زلفى...
2- لام الأمر:
هي اللام الجازمة للمضارع، وموضوعة للطلب، وحركتها الكسر. نحو: (لينفق ذو سعة من سعته). وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، نحو: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي) وقد تسكّن بعد ثمّ نحو: (ثم ليقضوا تفثهم).
ملاحظة هامة: لا وسيلة لنأمر بواسطة الفعل المبني للمجهول: إلا اللام سواء للمتكلم أم للمخاطب أم للغائب. نحو: (لتعن بحاجتي) و(ليعن زيد بالأمر) ونحو: (لأكرم من قبلك).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ