الخميس، 27 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الحج من الآية 55 إلى الآية 78 ونهاية السورة

إعراب سورة الحج من الآية 55 إلى الآية 78 ونهاية السورة




 
.إعراب الآية رقم (55):{وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا يزال) مضارع ناقص ناسخ مرفوع (في مرية) متعلّق بمحذوف خبر لا يزال (منه) متعلّق بمحذوف نعت ل (مرية) (حتّى) حرف غاية وجرّ (تأتيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (بغتة) مصدر في موضع الحال.
والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (في مرية).
جملة: (لا يزال الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تأتيهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يأتيهم عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم.
الصرف:
(عقيم)، صفة مشبّهة من عقم يعقم باب نصر أو باب فرح أو باب كرم، وزنه فعيل.
البلاغة:
الاستعارة:
في قوله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) المراد به يوم حرب يقتلون فيه، ووصف بالعقيم، لأن أولاد النساء يقتلون فيه، فيصرن كأنهنّ عقم، لم يلدن، أو لأن المقاتلين يقال لهم أبناء الحرب، فإذا قتلوا وصف يوم الحرب بالعقيم، وفيه على الأول مجاز في الإسناد ومجاز في المفرد من جعل الثكل عقما، وكذا على الثاني، لأن الولود والعقيم هي الحرب على سبيل الاستعارة بالكناية، فإذا وصف يوم الحرب بذلك كان مجازا في الاسناد، وقيل: هو الذي لا خير فيه. يقال: ريح عقيم إذا لم تنشئ مطرا ولم تلقح شجرا، وفيه على هذا استعارة تبعية لأن ما في اليوم من الصفة المانعة من الخير جعل بمنزلة العقم.
.إعراب الآيات (56- 59):
{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (57) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)}.
الإعراب:
التنوين في (يومئذ) عوض من جملة محذوفة أي يوم يؤمنون أو يوم تزول مريتهم، وتعلّق الظرف بالاستقرار الذي تعلّق به (للّه) أي في الخبر (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم)، الفاء عاطفة للتقسيم والتفريع (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين).
جملة: (الملك.. للّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحكم بينهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يحكم...
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
(بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا)، الفاء في أولئك زائدة لمشابهة المبتدأ للشرط (أولئك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة: لهم عذاب (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب).
وجملة: (الذين كفروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: (أولئك لهم عذاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين كفروا).
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
الواو عاطفة (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (في سبيل) متعلّق بحال من فاعل هاجروا (قتلوا) ماض مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل (أو) حرف عطف اللام لام القسم لقسم مقدّر (يرزقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، و(هم) ضمير مفعول به (رزقا) مفعول به ثان منصوب، الواو استئنافيّة- أو اعتراضيّة- اللام المزحلقة للتوكيد...
وجملة: (الذين هاجروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا..
وجملة: (هاجروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (قتلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هاجروا..
وجملة: (ماتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلوا.
وجملة: (يرزقنّهم اللّه...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة مع جوابها في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين هاجروا).
وجملة: (إنّ اللّه لهو...) لا محلّ لها تعليليّة- أو اعتراضيّة بين البدل والمبدل منه.
وجملة: (هو خير...) في محلّ رفع خبر إنّ.
(ليدخلنّهم) مثل ليرزقنّهم (مدخلا) مفعول به منصوب، الواو استئنافيّة..
وجملة: (يدخلنّهم...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم والجواب لا محلّ لها استئنافيّة.. أو بدل من القسم الأوّل وجوابه.
وجملة: (يرضونه...) في محلّ نصب نعت ل (مدخلا).
وجملة: (إنّ اللّه لعليم...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
.إعراب الآيات (60- 62):
{ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)}.
الإعراب:
(ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن الواو استئنافيّة (من) اسم موصول مبتدأ، (بمثل) متعلّق ب (عاقب)، (ما) موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (عوقب) ضمير مستتر يعود على من، (به) متعلّق ب (عوقب)، (عليه) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (بغي)، اللام لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (إنّ اللّه لعفوّ) مثل إنّ اللّه لعليم.
جملة: الأمر (ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من عاقب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عاقب...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (عوقب...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (بغي عليه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة عاقب.
وجملة: (ينصرنّه اللّه...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم وجوابه في محلّ رفع خبر المبتدأ (من)، وجملة: (إنّ اللّه لعفوّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(ذلك) مبتدأ خبره (بأنّ اللّه...)، (في النهار) متعلّق ب (يولج)، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يولج..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك).
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه سميع) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة: (ذلك بأنّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: (يولج الليل...) في محلّ رفع خبر أنّ (الأول).
وجملة: (يولج النهار...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
(ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ) مثل ذلك بأنّ اللّه يولج (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره (الحقّ)، الواو عاطفة (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ (من دونه) متعلّق بحال من المفعول المحذوف (هو) مبتدأ خبره (الباطل)، الواو عاطفة (أنّ اللّه هو العليّ) مثل أنّ اللّه هو الحقّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه هو الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك).
والمصدر المؤوّل (أنّ ما يدعون...) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ اللّه هو الحقّ).
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه هو العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ اللّه هو الحقّ).
وجملة: (ذلك بأنّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للتعليل.
وجملة: (هو الحقّ...) في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث.
وجملة: (يدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (هو الباطل...) في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع.
وجملة: (هو العليّ...) في محلّ رفع خبر (أنّ) الخامس.
.إعراب الآية رقم (63):
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام وهو بمعنى الإخبار وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (من السماء) متعلّق ب (أنزل)، الفاء عاطفة.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه أنزل...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (تصبح الأرض...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (إنّ اللّه لطيف...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(مخضّرة)، مؤنّث مخضرّ، اسم مفعول من اخضرّ الخماسيّ، ويحتمل أن يكون اسم فاعل إذا أسندنا عمل الاخضرار إلى الأرض نفسها، وزنه مفعلّ بضمّ الميم ولم تظهر الفتحة على اللام الأولى بسبب التضعيف.
البلاغة:
عطف المضارع المستقبل على الماضي:
في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) العدول عن الماضي إلى المضارع لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان، كما تقول:
أنعم عليّ فلان عام كذا، فأروح وأغدو شاكرا له. ولو قلت: فرحت وغدوت لم يقع ذلك الموقع، أو لاستحضار الصورة البديعة.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) قال ابن هشام في المغني: وقيل: الفاء في هذه الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، بدليل قولنا: إن يسلم فهو يدخل الجنة، ألم تر أن بينهما من المهلة ما بينهما.
2- آثار قدرته تعالى: ذكر الرازي منها ستة أشياء:
أ- إنزال الماء من السماء، وما ينشأ عنه من اخضرار الأرض.
ب- عموم ملك اللّه بقوله: (له ما في السموات وما في الأرض).
ج- تذليل سائر ما في الأرض، من نبات وحيوان، للإنسان للانتفاع به.
د- تسخير الفلك بالماء، وتسخير الرياح، ولولا هما لما استطاع الإنسان الانتقال من مكان إلى مكان والماء بينهما، بل كانت تقف السفينة بهم أو تغوص.
وإمساك السماء وما فيها من أفلاك وأجرام أن تقع على الأرض، فتذهب بسائر تلك النعم.
ز- الإحياء فالإماتة فالإحياء، ففي الإحياء الأول أنعمه علينا في الدنيا، والإحياء الثاني وأنعمه في الآخرة.
.إعراب الآية رقم (64):
{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}.
الإعراب:
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الاسم الموصول، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني الواو عاطفة اللام هي المزحلقة للتوكيد (الحميد) خبر ثان مرفوع.
جملة: (له ما في السموات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (هو الغنيّ...) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (65):{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65)}.
الإعراب:
(ألم تر أنّ اللّه سخّر) مثل ألم تر أنّ اللّه أنزل، (لكم) متعلّق ب (سخّر)، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة (الفلك) معطوفة على (ما) منصوب، (في البحر) متعلّق ب (تجري)، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري أي متلبّسة أو مسيّرة.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه سخّر...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
والمصدر المؤوّل (أن تقع...) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية وقوعها.
(على الأرض) متعلّق ب (تقع)، (إلّا) أداة حصر، ويقدّر النفي قبلها بفعل يمنع أي لا يترك (بإذنه) متعلّق بحال و(الباء) للملابسة، (بالناس) متعلّق ب (رؤف)، (رحيم) خبر ثان ل (إنّ).
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سخّر...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (تجري...) في محلّ نصب حال من الفلك.
وجملة: (يمسك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تقع...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (إنّ اللّه.. لرؤوف...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(تقع)، فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المثال وقع باب فتح، وزنه تعل بفتحتين.
.إعراب الآية رقم (66):
{وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (66)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (الذي) خبر المبتدأ هو (ثمّ) حرف عطف في الموضعين اللام المزحلقة للتوكيد جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحياكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يميتكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يحييكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: (إنّ الإنسان لكفور) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (67- 69):
{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}.
الإعراب:
(لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (ينازعنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (في الأمر) متعلّق ب (ينازعنّك)، الواو عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ادع) بحذف مضاف أي إلى دين ربّك اللام المزحلقة للتوكيد (على هدى) متعلّق بخبر إنّ (مستقيم) نعت لهدى مجرور.
جملة: (جعلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم ناسكوه...) في محلّ نصب نعت ل (منسكا).
وجملة: (لا ينازعنّك...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن ناقشوك في أمر الشريعة فلا ينازعنّك- أي لا تنازعهم- وجملة: (ادع...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ينازعنّك.
وجملة: (إنّك لعلى هدى...) لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة (جادلوك) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط. والواو فاعل، والكاف مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) أي عالم وجملة: (إن جادلوك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة ناقشوك.
وجملة: (قل...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه أعلم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
(بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم)، وكذلك (يوم)، (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (يحكم)، (فيه) متعلّق ب (تختلفون).
وجملة: (اللّه يحكم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يحكم بينكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (كنتم فيه تختلفون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تختلفون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(ناسكوه)، جمع ناسك، اسم فاعل من نسك الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد حذفت النون من الجمع للإضافة.
الفوائد:
- وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (الجدل في الإسلام):
كثيرة هي الآيات التي تعرضت للجدل، مرة بهذا الاسم، ومرة بالحجاج، وعلى العموم يدعونا اللّه لنجادل بالتي هي أحسن. ومرة يدعونا لنعرض عن الجاهلين.
وقد اختلف أئمة المذاهب حول الجدل والحجاج.
أ- مالك كان يمقت الجدل والمناظرة، ويرى أن العلم أزمع من أن يتخذ سبيلا للمصاولة والمطاولة.. وقد قال مرة للخليفة الرشيد، وقد طلب إليه أن يناظر أحد الفقهاء، فاستعفى أمير المؤمنين من ذلك قائلا: لا يجوز أن نتخذ العلم كتحريش الديكة.. أو تهويش الكلاب.
ب- الإمام الشافعي، كان يناظر في سبيل إظهار الحقيقة، وكان يقول: ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر اللّه الحق على لسانه. وكان هادئا لينا متريثا في مناظراته ومخلصا في مجادلاته.
ج- الإمام أبو حنيفة، فتح باب المناظرة على مصراعيه، حتى أصبحت مدرسته مدرسة أصحاب الرأي.
د- الامام أحمد بن حنبل، لم يبح لنفسه أن يلج باب الجدال قط، وكل كانت له أسباب ودوافع رضي اللّه عنهم أجمعين.
.إعراب الآية رقم (70):
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)}.
الإعراب:
(ألم تعلم أن اللّه يعلم) مثل ألم تر أن اللّه أنزل، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، والإشارة (ذلك) إلى الموجود في السماء والأرض (في كتاب) متعلّق بخبر إنّ، والإشارة (ذلك) الثاني إلى علم اللّه (على اللّه) متعلّق ب (يسير).
جملة: (تعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
وجملة: (أنّ ذلك في كتاب) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (إنّ ذلك.. يسير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
.إعراب الآيات (71- 72):
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما، وفاعل (ينزّل) ضمير يعود على لفظ الجلالة (به) متعلّق ب (ينزّل)، (ما) الثاني موصول معطوف على ما الأول في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق بحال من (علم) وهو اسم ليس الواو حاليّة- أو استئنافيّة- (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم (نصير) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: (يعبدون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لم ينزّل...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (ليس لهم به علم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (ما للظالمين من نصير) في محلّ نصب حال.
الواو عاطفة (عليهم) متعلّق بالفعل المبنيّ للمجهول (تتلى)، (بيّنات) حال من نائب الفاعل آياتنا (في وجوه) متعلّق ب (تعرف)، (بالذين) متعلّق ب (يسطون) بتضمينه معنى يبطشون (عليهم) متعلّق ب (يتلون)، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (بشّر) متعلّق ب (أنبّئكم)، (من ذلكم) متعلّق ب (شرّ)، (النار) مبتدأ خبره جملة وعدها، والهاء في (وعدها) المفعول الثاني (الذين) هو المفعول الأول، الواو استئنافيّة (بئس) ماض جامد لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: (تتلى... آياتنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تعرف...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يكادون...) في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: (يسطون...) في محلّ نصب خبر يكادون.
وجملة: (يتلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أفأنبّئكم...) في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي أأخاطبكم فأنبئكم.
وجملة: (النار وعدها...) لا محلّ لها تفسر الشرّ.. أو استئناف بيانيّ.
وجملة: (وعدها...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (النار).
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (بئس المصير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يسطون)، بمعنى يغلبون أو يقهرون، فيه إعلال بالحذف أصله يسطوون- بواوين- التقى ساكنان فحذف حرف العلّة لام الكلمة فأصبح يسطون، وزنه يفعون.
.إعراب الآيات (73- 74):
{يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)}.
الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. و(ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا الفاء رابطة بين المسبّب والسبب (له) متعلّق ب (استمعوا)، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون اللّه الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (له) متعلّق ب (اجتمعوا)، الواو عاطفة (شيئا) مفعول به منصوب (يستنقذوه) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون (منه) متعلّق ب (يستنقذوه).
جملة: (النداء: يا أيّها الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ضرب مثل...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (استمعوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم العبرة فاستمعوا.
وجملة: (إنّ الذين تدعون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تدعون من دون اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لن يخلقوا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اجتمعوا...) في محلّ نصب حال.. وجواب (لو) محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لن يخلقوا ذبابا.
وجملة: (إن يسلبهم الذباب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين تدعون.
وجملة: (لا يستنقذوه...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (ضعف الطالب...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مضاف إلى المصدر، منصوب اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (ما قدروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه لقويّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(ذبابا)، اسم جنس واحدته ذبابة زنة فعالة، ويجمع على ذبّان بكسر الذال وضمّها وتشديد الباء، وعلى أذبّة زنة أغربة، وهو مأخوذ من ذبّ إذا طرد وآب إذا رجع.
(الطالب)، اسم فاعل من طلب الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(المطلوب)، اسم مفعول من طلب الثلاثيّ، وزنه مفعول.
الفوائد:
1- المثل في القرآن:
نوهنا مرارا عن دور المثل في القرآن الكريم. ونعود هنا لنقف عند هذه الآية التي تقارن بين قدرة الآلهة المزعومة، سواء أكانت إنسانا أم حيوانا أم جمادا، وعجزها عن خلق ذبابة واحدة، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وبين قدرة الذباب الذي هو من أضعف خلق اللّه، ولكن قد يسطوا على ما في حوزة الإنسان وسائر تلك الآلهة، فيسلبها بعضها، ويقف ذلك المسلوب عاجزا أمام الذباب، لا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه.
أليس من الحق، أن نصف السالب والمسلوب بالضعف؟! ولعل هذه الآية قد أوحت لذلك الفيلسوف الغربي أن يقول: لقد عجز العلم حتى اليوم أن يكشف حقيقة ذبابة.. وقد استلهم إيمانه بالقدرة القادرة المهيمنة على هذا الوجود، من خلال دقة مخلوقات اللّه، وعجز الإنسان وعلمه عن إدراك سر الحياة لدى أضعف الأحياء من مخلوقات اللّه، وما أروع قوله تعالى في ختام هذه الآية: (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وهكذا نجد أن المثل من جهة، والحوار من جهة ثانية، والقصة من جهة ثالثة، والصور المشخصة ذات الحياة والحركة، كلها من جملة العناصر المكونة لأسلوب القرآن الكريم وبلاغته وإعجازه.
2- جدّة اختراع المعاني:
هو أن يخترع الشاعر أو الكاتب معنى لم يسبق إليه، فقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) هي من أبلغ ما أنزل اللّه في تجهيل الكافرين وتقريعهم والاستخفاف بعقولهم، لغرابة التمثيل الذي تضمن الإفراط في المبالغة مع كونها ملازمة للحق والواقع.
فقد اقتصر سبحانه على ذكر أضعف المخلوقات وأقلها سلبا لما تسلبه، وتعجيز كل من دونه، عن خلق مثله، مع التضافر والاجتماع، ثم عدل عن رتبة الخلق، لما فيه من تعجيز، إلى استنقاذ النزر القليل، الذي يسلبه الذباب، فقد تدرج في النزول على ما تقضيه خطة البلاغة في الترتيب.
ولجدّة الاختراع في المعاني، لدى الشعراء والأدباء، بحث طريف ومفيد غاية الفائدة. ولولا مخافة الخروج عن خطتنا في الإيجاز، لعرضنا عليك أضغاثا من عيون اختراعات أبي تمام والمتنبي وابن الرومي والجاحظ وغيرهما كثير، فإن كنت من فرسان هذا الميدان، فعليك بدواوين هؤلاء.
.إعراب الآيات (75- 76):{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76)}.
الإعراب:
(من الملائكة) متعلّق ب (يصطفي)، وكذلك (من الناس)، (بصير) خبر ثان مرفوع جملة: (اللّه يصطفى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يصطفي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (إنّ اللّه سميع...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (ما خلفهم) مثل ما بين.. ومعطوف عليه الواو عاطفة (إلى اللّه) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (ترجع)..
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ترجع الأمور) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
الصرف:
(يصطفي)، فيه إبدال تاء الافتعال إلى طاء لمجيئها بعد الصاد، وأصله يصتفي.
.إعراب الآيات (77- 78):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}.
الإعراب:
(يا أيّها الذين آمنوا) مثل يا أيّها الناس، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة..
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اركعوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اسجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (اعبدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (لعلّكم تفلحون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الواو عاطفة (في اللّه) متعلّق ب (جاهدوا) بحذف مضافين أي في إقامة دين اللّه (حق جهاده) مثل حقّ قدره، الواو عاطفة (ما) نافية (عليكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (في الدين) متعلّق ب (جعل)، (حرج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل عامله جعل (ملّة) مفعول به لفعل محذوف تقديره اتّبعوا، وعلامة الجرّ في (أبيكم) الياء (إبراهيم) عطف بيان لأبيكم مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (المسلمين) مفعول به ثان عامله سمّاكم، وعلامة النصب الياء (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (سمّاكم)، (في هذا) متعلّق ب (سمّاكم)، والإشارة إلى القرآن اللام لام التعليل (يكون) مضارع ناقص ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عليكم) متعلّق ب (شهيدا)، (تكونوا) معطوف على يكون منصوب، وعلامة النصب حذف النون (على الناس) متعلّق ب (شهداء)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (باللّه) متعلّق ب (اعتصموا)، الفاء استئنافيّة، والمخصوص بالمدح لفعلي المدح محذوف تقديره هو أي اللّه.
وجملة: (جاهدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (هو اجتباكم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (اجتباكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة: (ما جعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو اجتباكم.
وجملة: اتّبعوا (ملّة أبيكم...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: (هو سمّاكم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (سمّاكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة: (يكون الرسول...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يكون...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سمّاكم).
وجملة: (تكونوا...) لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (أقيموا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم أهلا لهذه التسمية فأقيموا...
وجملة: (آتوا...) في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: (اعتصموا...) في محلّ جزم معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: (هو مولاكم...) في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
وجملة: (نعم المولى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نعم النصير...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعم المولى..
الصرف:
(جهاد)، مصدر سماعيّ لفعل جاهد الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا المصدر القياسيّ فهو مجاهدة وزنه مفاعلة بفتح الفاء وفتح العين.
(سمّاكم)، فيه إعلال بالقلب أصله سمّيكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعّلكم.
الفوائد:
- وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ.
رفع الحرج في الإسلام:
اتخذ هذا العنوان بعض الأئمة المجتهدين أصلا من أصول الفقه في الإسلام، وقد استندوا في قرارهم هذا، إلى نصوص كثيرة مثبوته في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً). وهذه الآية التي نحن بصددها (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). وقوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) وقوله: (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ). وقصر الصلاة في السفر، وإباحة الإفطار في رمضان لمن كان مريضا أو على سفر، إلخ. وفي الحديث الشريف قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: «ما خيّرت بين أمرين إلا اخترت أيسرهما».
وقوله: «يسروا ولا تعسروا». إلخ. ومنعه صحابته أن يتشادوا في الدين، وقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: «أما واللّه إني لأخشاكم للّه، وأتقاكم له لكني: أصوم، وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي مني».
ومثل ذلك كثير نجده في كتب السيرة والكتب الصحاح المجتهدين ما معناه من السهل على كل إنسان أن يتشدّد في الدين ما شاء، وأن يصدر الأحكام المضيقة على المسلمين، وليس في ذلك كبير فائدة. ولكن المطلوب، والذي لا يضطلع به إلا كل ذي قدرة متفوقة، وعقل راجح، هو التسهيل على المسلمين، وإيجاد المخارج من المآزق، والحلول الناجعة، للشؤون الطارئة، والمشاكل المستحدثة




 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ