إعراب سورة الحج من الآية 30 إلى الآية 54
إعراب الآيات (30- 31):{ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31)}.
الإعراب:
(ذلك) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (خير) الخبر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير)، الواو استئنافيّة (لكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أحلّت)، (الأنعام) نائب الفاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- وقيل المتّصل- (عليكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يتلى)، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على آيات التحريم التي دلّ عليها الموصول ما الفاء لربط الجواب بشرط مقدّر (من الأوثان) متعلّق بحال من (الرجس).
جملة: الأمر (ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يعظّم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعظّم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو خير له...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أحلّت.. الأنعام) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتلى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اجتنبوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الخير فاجتنبوا.
وجملة: (اجتنبوا) الثانية معطوفة على جملة اجتنبوا الأولى.
(حنفاء) حال منصوبة من ضمير الفاعل (اجتنبوا)، (للّه) متعلّق ب (حنفاء) (غير) حال ثانية مؤكّدة منصوبة (به) متعلّق ب (مشركين)، الواو عاطفة (من يشرك) مثل من يعظّم (باللّه) متعلّق ب (يشرك)، الفاء رابطة لجواب الشرط (كأنّما) كافّة ومكفوفة (من السماء) متعلّق ب (خرّ)، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (تهوي)، (في مكان) متعلّق ب (تهوي).
وجملة: (من يشرك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يعظّم.
وجملة: (يشرك باللّه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (كأنما خرّ من السماء) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تخطفه الطير...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
والجملة الاسميّة في محلّ جزم معطوفة على جملة كأنما خرّ من السماء.
وجملة: (تهوي به الريح) في محلّ رفع معطوفة على جملة تخطفه.
الصرف:
(الأوثان)، جمع وثن، اسم جامد للحجر المنحوت للعبادة، وزنه فعل بفتحتين.
(الزور)، اسم من الزور أو الازورار وهو الانحراف في كليهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(حنفاء)، جمع حنيف صفة مشبّهة من حنف يحنف باب ضرب أي مال إلى دين الإسلام، وزنه فعيل ووزن حنفاء فعلاء بضمّ ففتح.
(سحيق)، صفة مشبّهة من سحق يسحق باب فرح وباب كرم أي بعد، وزنه فعيل.
البلاغة:
التشبيه المركب:
في قوله تعالى: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) فكأنه سبحانه قال: من أشرك باللّه فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء، فاختطفته الطير، فتفرق قطعا في حواصلها، أو عصفت به الريح، حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة.
الإعراب:
(ذلك) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر أو الشأن الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (خير) الخبر (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير)، الواو استئنافيّة (لكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (أحلّت)، (الأنعام) نائب الفاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- وقيل المتّصل- (عليكم) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يتلى)، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على آيات التحريم التي دلّ عليها الموصول ما الفاء لربط الجواب بشرط مقدّر (من الأوثان) متعلّق بحال من (الرجس).
جملة: الأمر (ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يعظّم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعظّم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو خير له...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أحلّت.. الأنعام) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتلى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اجتنبوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم الخير فاجتنبوا.
وجملة: (اجتنبوا) الثانية معطوفة على جملة اجتنبوا الأولى.
(حنفاء) حال منصوبة من ضمير الفاعل (اجتنبوا)، (للّه) متعلّق ب (حنفاء) (غير) حال ثانية مؤكّدة منصوبة (به) متعلّق ب (مشركين)، الواو عاطفة (من يشرك) مثل من يعظّم (باللّه) متعلّق ب (يشرك)، الفاء رابطة لجواب الشرط (كأنّما) كافّة ومكفوفة (من السماء) متعلّق ب (خرّ)، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (تهوي)، (في مكان) متعلّق ب (تهوي).
وجملة: (من يشرك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يعظّم.
وجملة: (يشرك باللّه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (كأنما خرّ من السماء) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تخطفه الطير...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
والجملة الاسميّة في محلّ جزم معطوفة على جملة كأنما خرّ من السماء.
وجملة: (تهوي به الريح) في محلّ رفع معطوفة على جملة تخطفه.
الصرف:
(الأوثان)، جمع وثن، اسم جامد للحجر المنحوت للعبادة، وزنه فعل بفتحتين.
(الزور)، اسم من الزور أو الازورار وهو الانحراف في كليهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(حنفاء)، جمع حنيف صفة مشبّهة من حنف يحنف باب ضرب أي مال إلى دين الإسلام، وزنه فعيل ووزن حنفاء فعلاء بضمّ ففتح.
(سحيق)، صفة مشبّهة من سحق يسحق باب فرح وباب كرم أي بعد، وزنه فعيل.
البلاغة:
التشبيه المركب:
في قوله تعالى: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) فكأنه سبحانه قال: من أشرك باللّه فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء، فاختطفته الطير، فتفرق قطعا في حواصلها، أو عصفت به الريح، حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة.
.إعراب الآية رقم (32):
{ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}.
الإعراب:
(ذلك.. شعائر اللّه) مثل ذلك.. حرمات اللّه، الفاء رابطة لجواب الشرط، والضمير في (إنّها) يعود على الشعائر، (من تقوى) متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: الأمر (ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يعظّم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعظّم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّها من تقوى...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد:
- قوله تعالى: (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ورد هذا السؤال: لماذا أنث ضمير (فإنها). الجواب: لأنه على حذف مضاف، التقدير: فإنها هذه العادة أو الخصلة أو المعاملة أو الطاعة من تقوى القلوب.
الإعراب:
(ذلك.. شعائر اللّه) مثل ذلك.. حرمات اللّه، الفاء رابطة لجواب الشرط، والضمير في (إنّها) يعود على الشعائر، (من تقوى) متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: الأمر (ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يعظّم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعظّم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّها من تقوى...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد:
- قوله تعالى: (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ورد هذا السؤال: لماذا أنث ضمير (فإنها). الجواب: لأنه على حذف مضاف، التقدير: فإنها هذه العادة أو الخصلة أو المعاملة أو الطاعة من تقوى القلوب.
{لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)}.
الإعراب:
(لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من (منافع)، (إلى أجل) متعلّق بنعت لمنافع تقديره مؤخّرة أو مؤجّلة (إلى البيت) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ (محلّها).
جملة: (لكم فيها منافع...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: (محلّها إلى البيت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الإعراب:
(لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من (منافع)، (إلى أجل) متعلّق بنعت لمنافع تقديره مؤخّرة أو مؤجّلة (إلى البيت) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ (محلّها).
جملة: (لكم فيها منافع...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: (محلّها إلى البيت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا اللام للتعليل (يذكروا) منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن يذكروا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا).
(يذكروا.. بهيمة الأنعام) مرّ إعرابها، الفاء الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (أسلموا)، والواو عاطفة.
جملة: (جعلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يذكروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (رزقهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إلهكم إله...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسلموا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبتم رضاه فأسلموا له.
وجملة: (بشّر المخبتين) معطوفة على جملة أسلموا..
(الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (المخبتين)، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متعلّق بالجواب وجلت الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الصابرين، المقيمي) اسمان معطوفان على المخبتين منصوبان مثله، وعلامة النصب فيهما الياء (الصلاة) مضاف إليه مجرور (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: (ذكر اللّه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (وجلت قلوبهم) لا محلّ لها جواب لشرط.
وجملة: (أصابهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (رزقناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الذين.
الصرف:
(المخبتين)، جمع المخبت، اسم فاعل من أخبت الرباعيّ بمعنى تواضع وأطاع، والإخبات النزول في الخبت وهو المكان المنخفض.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا اللام للتعليل (يذكروا) منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن يذكروا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا).
(يذكروا.. بهيمة الأنعام) مرّ إعرابها، الفاء الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (أسلموا)، والواو عاطفة.
جملة: (جعلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يذكروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (رزقهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إلهكم إله...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسلموا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبتم رضاه فأسلموا له.
وجملة: (بشّر المخبتين) معطوفة على جملة أسلموا..
(الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (المخبتين)، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متعلّق بالجواب وجلت الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الصابرين، المقيمي) اسمان معطوفان على المخبتين منصوبان مثله، وعلامة النصب فيهما الياء (الصلاة) مضاف إليه مجرور (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: (ذكر اللّه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (وجلت قلوبهم) لا محلّ لها جواب لشرط.
وجملة: (أصابهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (رزقناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الذين.
الصرف:
(المخبتين)، جمع المخبت، اسم فاعل من أخبت الرباعيّ بمعنى تواضع وأطاع، والإخبات النزول في الخبت وهو المكان المنخفض.
.إعراب الآية رقم (36):
{وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (البدن) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا (لكم) متعلّق ب (جعلناها)، (من شعائر) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من المبتدأ (خير)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عليها) متعلّق ب (اذكروا)، (صوافّ) حال منصوبة من الهاء في (عليها)، الفاء عاطفة والفاء الثانية رابطة لجواب الشرط متعلّق ب (كلوا)، الواو عاطفة في الموضعين (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سخّرناها (لكم) متعلّق ب (سخّرناها)، (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.
جملة: جعلنا (البدن...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعلناها) المذكورة لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (لكم... خير) في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (جعلناها).
وجملة: (اذكروا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نحرتموها فاذكروا..
وجملة: (وجبت جنوبها...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (كلوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أطعموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا وجملة: (سخّرناها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّكم تشكرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (تشكرون) في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الصرف:
(البدن)، جمع بدنة، اسم ذات للناقة، وزنه فعلة بفتحتين، ووزن البدن فعل بضمّ فسكون.
(صوافّ)، جمع صافّة، اسم فاعل من صفّ الثلاثيّ، وزنه فاعل، أدغمت عينه ولامه لأنّهما من ذات الحرف، ووزن صوافّ فواعل.
(القانع)، اسم فاعل من قنع الثلاثيّ أي الذي رضي بالقليل وبما يعطى، أو الذي سأل الناس، من باب فتح، وزنه فاعل.
(المعترّ)، اسم فاعل من اعترّ الخماسيّ أي اعترض من غير سؤال، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين، ولم يظهر الكسر عليها لمناسبة التضعيف- والصيغة اسم مفعول أيضا.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (البدن) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا (لكم) متعلّق ب (جعلناها)، (من شعائر) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (لكم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من المبتدأ (خير)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عليها) متعلّق ب (اذكروا)، (صوافّ) حال منصوبة من الهاء في (عليها)، الفاء عاطفة والفاء الثانية رابطة لجواب الشرط متعلّق ب (كلوا)، الواو عاطفة في الموضعين (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سخّرناها (لكم) متعلّق ب (سخّرناها)، (لعلّكم) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.
جملة: جعلنا (البدن...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعلناها) المذكورة لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (لكم... خير) في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (جعلناها).
وجملة: (اذكروا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نحرتموها فاذكروا..
وجملة: (وجبت جنوبها...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (كلوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أطعموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا وجملة: (سخّرناها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّكم تشكرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (تشكرون) في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الصرف:
(البدن)، جمع بدنة، اسم ذات للناقة، وزنه فعلة بفتحتين، ووزن البدن فعل بضمّ فسكون.
(صوافّ)، جمع صافّة، اسم فاعل من صفّ الثلاثيّ، وزنه فاعل، أدغمت عينه ولامه لأنّهما من ذات الحرف، ووزن صوافّ فواعل.
(القانع)، اسم فاعل من قنع الثلاثيّ أي الذي رضي بالقليل وبما يعطى، أو الذي سأل الناس، من باب فتح، وزنه فاعل.
(المعترّ)، اسم فاعل من اعترّ الخماسيّ أي اعترض من غير سؤال، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين، ولم يظهر الكسر عليها لمناسبة التضعيف- والصيغة اسم مفعول أيضا.
{لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم و(لحومها) فاعل مرفوع (لا) زائدة لتأكيد النفي (لكن) حرف استدراك مهمل (التقوى) فاعل يناله، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (منك) متعلّق بحال من التقوى (كذلك سخّرها لكم) مثل كذلك سخّرناها لكم، اللام للتعليل (تكبّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن تكبّروا...) في محلّ جرّ متعلّق ب (سخّرها).
(ما) مصدريّ، الواو استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم...) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (تكبّروا) لأنّ فيه معنى تشكروا.
جملة: (لن ينال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يناله التقوى...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (سخّرها..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تكبّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (هداكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسميّ.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(لحوم)، جمع لحم، اسم جامد لما يكسو العظام في الحيوان والإنسان، وزنه فعل بفتح فسكون ووزنه لحوم فعول بضمّ الفاء..إعراب الآية رقم (38):{إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}.
الإعراب:
(عن الذين) متعلّق ب (يدافع)، (لا) نافية (كفور) نعت لخوّان مجرور.
جملة: (إنّ اللّه يدافع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدافع...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم و(لحومها) فاعل مرفوع (لا) زائدة لتأكيد النفي (لكن) حرف استدراك مهمل (التقوى) فاعل يناله، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (منك) متعلّق بحال من التقوى (كذلك سخّرها لكم) مثل كذلك سخّرناها لكم، اللام للتعليل (تكبّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن تكبّروا...) في محلّ جرّ متعلّق ب (سخّرها).
(ما) مصدريّ، الواو استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل (ما هداكم...) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (تكبّروا) لأنّ فيه معنى تشكروا.
جملة: (لن ينال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يناله التقوى...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (سخّرها..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تكبّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (هداكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) أو الاسميّ.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(لحوم)، جمع لحم، اسم جامد لما يكسو العظام في الحيوان والإنسان، وزنه فعل بفتح فسكون ووزنه لحوم فعول بضمّ الفاء..إعراب الآية رقم (38):{إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}.
الإعراب:
(عن الذين) متعلّق ب (يدافع)، (لا) نافية (كفور) نعت لخوّان مجرور.
جملة: (إنّ اللّه يدافع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدافع...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
.إعراب الآيات (39- 41):
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}.
الإعراب:
(للذين) الجارّ والمجرور نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أذن (يقاتلون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل، وكذلك الواو في ظلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظلموا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أذن)، و(الباء) سببيّة، وأذن لهم بالقتال.
الواو عاطفة (على نصرهم) متعلّق ب (قدير) واللام هي المزحلقة للتوكيد.
جملة: (أذن للذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقاتلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ظلموا...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (إنّ اللّه... لقدير) لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن.
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والواو في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلّق ب (أخرجوا)، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل، (إلّا) أداة استثناء..
والمصدر المؤوّل (أن يقولوا...) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
الواو استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود (دفع) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره موجود (الناس) مفعول به للمصدر دفع (بعضهم) بدل من الناس منصوب (ببعض) متعلّق ب (دفع)، اللام واقعة في جواب لولا (صوامع) نائب الفاعل لفعل هدّمت (فيها) متعلّق ب (يذكر)، (اسم) نائب الفاعل لفعل يذكر (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ذكرا كثيرا الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (إنّ اللّه لقويّ) مثل إنّ اللّه.. لقدير (عزيز) خبر ثان.
وجملة: هم (الذين أخرجوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أخرجوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ربّنا اللّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لولا دفع اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هدّمت صوامع...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يذكر فيها اسم اللّه) في محلّ رفع نعت لمساجد وما قبلها.
وجملة: (ينصرنّ اللّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (ينصره...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّ اللّه لقويّ...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
(الّذين) يجوز فيه ما جاز في سابقه (مكّنّاهم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (مكّنّاهم)، (عن المنكر) متعلّق ب (نهوا)، الواو استئنافيّة (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
وجملة: هم (الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن مكّنّاهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (آتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: (أمروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: (نهوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا وجملة: (للّه عاقبة الأمور...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صوامع) جمع صومعة، اسم للبناء المرتفع المحدّب الأعلى، وزنه فوعلة، وهو مكان لعبادة الرهبان وقيل متعبّد الصابئين. ووزن صوامع فواعل.
(بيع)، جمع بيعة، اسم لمكان عبادة النصارى في البلدان، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن بيع فعل بكسر ففتح.
(صلوات)، جمع صلاة اسم للكنيسة، وقيل هي كلمة معرّبة أصلها بالعبرانيّة صلوثا فتح الصاد والثاء بالقصر.
(نهوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله نهاوا- بالألف الفارقة- التقى ساكنان لام الكلمة وضمير الفاعل حذفت اللام وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
الفوائد:
1- لولا:
مرّ معنا أن (لولا ولو ما) لهما استعمالان:
الأول: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الاسمية، كما في هذه الآية (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ) إلخ.
الثاني: أن تدلا على التخصيص، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الفعلية، نحو: (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ).
ملاحظة: المبتدأ بعد (لولا الامتناعية) يجب حذف خبره، لأنه معلوم من سياق الكلام، وكذلك فجواب لولا ممتنع بسبب وجود اسمها، فقد امتنع هدم الصوامع والبيع والمساجد، بسبب وجود دفع اللّه الناس بعضهم ببعض ملاحظة ثانية:
تتساوى (لولا ولو ما) في التخصيص واختصاصهما بالأفعال (هلّا وألّا وألا).
وثمة استثناءات نادرة لهذه الأدوات، أضربنا عن ذكرها للإيجاز..
2- الجهاد في الإسلام:
الأحاديث في الجهاد كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: سئل رسول صلى اللّه عليه وآله وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان باللّه ورسوله؟ قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل اللّه. قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحة.
وعن معاذ بن جبل: أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك: فقال: يا رسول اللّه، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: سل عما شئت، قال: يا نبي اللّه، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد اللّه به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: تؤمن باللّه واليوم الآخر.
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد اللّه وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول اللّه: أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ:
بلى يا رسول اللّه، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل اللّه، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا اللّه.
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللّه.
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل اللّه، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل اللّه، أو يحمل عليها في سبيل اللّه..
الإعراب:
(للذين) الجارّ والمجرور نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أذن (يقاتلون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل، وكذلك الواو في ظلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظلموا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أذن)، و(الباء) سببيّة، وأذن لهم بالقتال.
الواو عاطفة (على نصرهم) متعلّق ب (قدير) واللام هي المزحلقة للتوكيد.
جملة: (أذن للذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقاتلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ظلموا...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (إنّ اللّه... لقدير) لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن.
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والواو في (أخرجوا) نائب الفاعل (من ديارهم) متعلّق ب (أخرجوا)، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل، (إلّا) أداة استثناء..
والمصدر المؤوّل (أن يقولوا...) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
الواو استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود (دفع) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره موجود (الناس) مفعول به للمصدر دفع (بعضهم) بدل من الناس منصوب (ببعض) متعلّق ب (دفع)، اللام واقعة في جواب لولا (صوامع) نائب الفاعل لفعل هدّمت (فيها) متعلّق ب (يذكر)، (اسم) نائب الفاعل لفعل يذكر (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ذكرا كثيرا الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (ينصرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب (إنّ اللّه لقويّ) مثل إنّ اللّه.. لقدير (عزيز) خبر ثان.
وجملة: هم (الذين أخرجوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أخرجوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ربّنا اللّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لولا دفع اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هدّمت صوامع...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يذكر فيها اسم اللّه) في محلّ رفع نعت لمساجد وما قبلها.
وجملة: (ينصرنّ اللّه...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (ينصره...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّ اللّه لقويّ...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
(الّذين) يجوز فيه ما جاز في سابقه (مكّنّاهم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (مكّنّاهم)، (عن المنكر) متعلّق ب (نهوا)، الواو استئنافيّة (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
وجملة: هم (الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن مكّنّاهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (آتوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: (أمروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: (نهوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا وجملة: (للّه عاقبة الأمور...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صوامع) جمع صومعة، اسم للبناء المرتفع المحدّب الأعلى، وزنه فوعلة، وهو مكان لعبادة الرهبان وقيل متعبّد الصابئين. ووزن صوامع فواعل.
(بيع)، جمع بيعة، اسم لمكان عبادة النصارى في البلدان، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن بيع فعل بكسر ففتح.
(صلوات)، جمع صلاة اسم للكنيسة، وقيل هي كلمة معرّبة أصلها بالعبرانيّة صلوثا فتح الصاد والثاء بالقصر.
(نهوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله نهاوا- بالألف الفارقة- التقى ساكنان لام الكلمة وضمير الفاعل حذفت اللام وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
الفوائد:
1- لولا:
مرّ معنا أن (لولا ولو ما) لهما استعمالان:
الأول: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الاسمية، كما في هذه الآية (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ) إلخ.
الثاني: أن تدلا على التخصيص، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الفعلية، نحو: (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ).
ملاحظة: المبتدأ بعد (لولا الامتناعية) يجب حذف خبره، لأنه معلوم من سياق الكلام، وكذلك فجواب لولا ممتنع بسبب وجود اسمها، فقد امتنع هدم الصوامع والبيع والمساجد، بسبب وجود دفع اللّه الناس بعضهم ببعض ملاحظة ثانية:
تتساوى (لولا ولو ما) في التخصيص واختصاصهما بالأفعال (هلّا وألّا وألا).
وثمة استثناءات نادرة لهذه الأدوات، أضربنا عن ذكرها للإيجاز..
2- الجهاد في الإسلام:
الأحاديث في الجهاد كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: سئل رسول صلى اللّه عليه وآله وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان باللّه ورسوله؟ قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل اللّه. قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحة.
وعن معاذ بن جبل: أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك: فقال: يا رسول اللّه، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: سل عما شئت، قال: يا نبي اللّه، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد اللّه به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: تؤمن باللّه واليوم الآخر.
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد اللّه وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول اللّه: أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ:
بلى يا رسول اللّه، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل اللّه، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا اللّه.
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللّه.
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل اللّه، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل اللّه، أو يحمل عليها في سبيل اللّه..
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت)، وأنّث الفعل للمعنى الذي يحمله قوم نوح أي قبيلته أو أمّته (قوم) فاعل كذّبت مرفوع (عاد) معطوف على قوم بالواو مرفوع (موسى) نائب الفاعل لفعل (كذّب) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الفاء عاطفة (للكافرين) متعلّق ب (أمليت)، الفاء استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء لاشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة للتخفيف بسبب فواصل الآي، والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: (يكذّبوك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذّبت.. قوم نوح) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كذّب موسى) في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّبت.. قوم.
وجملة: (أمليت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أخذتهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
وجملة: (كان نكير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نكير)، مصدر بمعنى الإنكار من (نكره).. وزنه فعيل.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت)، وأنّث الفعل للمعنى الذي يحمله قوم نوح أي قبيلته أو أمّته (قوم) فاعل كذّبت مرفوع (عاد) معطوف على قوم بالواو مرفوع (موسى) نائب الفاعل لفعل (كذّب) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الفاء عاطفة (للكافرين) متعلّق ب (أمليت)، الفاء استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء لاشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة للتخفيف بسبب فواصل الآي، والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: (يكذّبوك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذّبت.. قوم نوح) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كذّب موسى) في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّبت.. قوم.
وجملة: (أمليت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أخذتهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
وجملة: (كان نكير...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نكير)، مصدر بمعنى الإنكار من (نكره).. وزنه فعيل.
{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (من قرية) تمييز كأيّن الواو حاليّة (على عروشها) متعلّق ب (خاوية)، الواو عاطفة في الموضعين (بئر) معطوف على قرية مجرور، وكذلك (قصر).
جملة: (كأيّن من قرية...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أهلكناها...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن).
وجملة: (هي ظالمة...) في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (أهلكناها).
وجملة: (هي خاوية...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناها.
الصرف:
(بئر)، اسم جامد للحفيرة التي يستخرج منها الماء، وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المفعول كذبح وهو مأخوذ من بأر الأرض أي حفرها.
(معطّلة)، مؤنّث معطّل، اسم مفعول من عطّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(مشيد)، اسم مفعول من شاد يشيد، فيه إعلال بحذف واو مفعول، أصله مشيود، ثمّ سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى الشين فالتقى ساكنان فحذفت الواو، ثمّ كسرت الشين لتناسب الياء فصار مشيد وزنه مفعل بفتح الميم وكسر الفاء وسكون العين.
الفوائد:
- وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ:
ثمة قولان، حول البئر والقصر المشار إليهما، أحدهما: أنهما خاصان، فقد روي أن هذه البئر نزل عليها نبي اللّه صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم اللّه تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول اللّه الذي أرسل إليهم، فأهلكهم اللّه، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم.
وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه..إعراب الآية رقم (46):{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام بمعنى الأمر الفاء عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، الفاء فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (قلوب) اسم تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: أثمّة سير في الأرض فوجود قلوب عاقلة....
(بها) متعلّق ب (يعقلون) و(بها) الثاني متعلّق ب (يسمعون)، الفاء تعليليّة، والضمير في (إنّها) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك مهمل (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقلوب (في الصدور) متعلّق بمحذوف صلة الموصول التي...
جملة: (يسيروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أغفلوا فلم يسيروا.
وجملة: (تكون لهم قلوب...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يعقلون...) في محلّ رفع نعت لقلوب.
وجملة: (يسمعون...) في محلّ رفع نعت لآذان.
وجملة: (إنّها لا تعمى الأبصار...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (لا تعمى الأبصار...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تعمى القلوب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية عن العدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (من قرية) تمييز كأيّن الواو حاليّة (على عروشها) متعلّق ب (خاوية)، الواو عاطفة في الموضعين (بئر) معطوف على قرية مجرور، وكذلك (قصر).
جملة: (كأيّن من قرية...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أهلكناها...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن).
وجملة: (هي ظالمة...) في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (أهلكناها).
وجملة: (هي خاوية...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلكناها.
الصرف:
(بئر)، اسم جامد للحفيرة التي يستخرج منها الماء، وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المفعول كذبح وهو مأخوذ من بأر الأرض أي حفرها.
(معطّلة)، مؤنّث معطّل، اسم مفعول من عطّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(مشيد)، اسم مفعول من شاد يشيد، فيه إعلال بحذف واو مفعول، أصله مشيود، ثمّ سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى الشين فالتقى ساكنان فحذفت الواو، ثمّ كسرت الشين لتناسب الياء فصار مشيد وزنه مفعل بفتح الميم وكسر الفاء وسكون العين.
الفوائد:
- وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ:
ثمة قولان، حول البئر والقصر المشار إليهما، أحدهما: أنهما خاصان، فقد روي أن هذه البئر نزل عليها نبي اللّه صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم اللّه تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول اللّه الذي أرسل إليهم، فأهلكهم اللّه، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم.
وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه..إعراب الآية رقم (46):{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام بمعنى الأمر الفاء عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، الفاء فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (قلوب) اسم تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: أثمّة سير في الأرض فوجود قلوب عاقلة....
(بها) متعلّق ب (يعقلون) و(بها) الثاني متعلّق ب (يسمعون)، الفاء تعليليّة، والضمير في (إنّها) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك مهمل (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقلوب (في الصدور) متعلّق بمحذوف صلة الموصول التي...
جملة: (يسيروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أغفلوا فلم يسيروا.
وجملة: (تكون لهم قلوب...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يعقلون...) في محلّ رفع نعت لقلوب.
وجملة: (يسمعون...) في محلّ رفع نعت لآذان.
وجملة: (إنّها لا تعمى الأبصار...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (لا تعمى الأبصار...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تعمى القلوب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك)،.
الواو عاطفة- أو اعتراضيّة- (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (يوما)، (كألف) متعلّق بخبر إنّ (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما تعدّون) في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (ألف سنة).
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بالعذاب) متعلّق ب (يستعجلونك)،.
الواو عاطفة- أو اعتراضيّة- (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (يوما)، (كألف) متعلّق بخبر إنّ (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما تعدّون) في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (ألف سنة).
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كأيّن من قرية أمليت) مرّ إعراب نظيرها، الواو حاليّة (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير).
جملة: (كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أمليت لها) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن).
وجملة: (هي ظالمة) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أخذتها...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أمليت لها.
وجملة: (إليّ المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كأيّن من قرية أمليت) مرّ إعراب نظيرها، الواو حاليّة (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير).
جملة: (كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أمليت لها) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كأيّن).
وجملة: (هي ظالمة) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أخذتها...) في محلّ رفع معطوفة على جملة أمليت لها.
وجملة: (إليّ المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و(ها) للتنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لكم) متعلّق ب (نذير) خبر المبتدأ أنا.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنا لكم نذير...) لا محلّ لها جواب النداء.
الفاء عاطفة تفريعيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة).
وجملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لهم مغفرة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الواو عاطفة (الذين) مبتدأ (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بتضمينه معنى هدّموا، أو اجتهدوا في إبطالها (معاجزين) حال من فاعل سعوا، منصوب وعلامة النصب الياء (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره (أصحاب) مرفوع.
وجملة: (الذين سعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا..
وجملة: (سعوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أولئك أصحاب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الصرف:
(سعوا)، فيه إعلال بالحذف أصله: سعاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وفتح ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
(معاجزين)، جمع معاجز، اسم فاعل من عاجز الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و(ها) للتنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لكم) متعلّق ب (نذير) خبر المبتدأ أنا.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنا لكم نذير...) لا محلّ لها جواب النداء.
الفاء عاطفة تفريعيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (مغفرة).
وجملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لهم مغفرة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الواو عاطفة (الذين) مبتدأ (في آياتنا) متعلّق ب (سعوا) بتضمينه معنى هدّموا، أو اجتهدوا في إبطالها (معاجزين) حال من فاعل سعوا، منصوب وعلامة النصب الياء (أولئك) اسم إشارة مبتدأ خبره (أصحاب) مرفوع.
وجملة: (الذين سعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا..
وجملة: (سعوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أولئك أصحاب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الصرف:
(سعوا)، فيه إعلال بالحذف أصله: سعاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف وفتح ما قبل الواو دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.
(معاجزين)، جمع معاجز، اسم فاعل من عاجز الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
{وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا)، (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (نبيّ) معطوف على رسول لفظا مجرور (إلّا) أداة حصر، (في أمنيّته) متعلّق ب (ألقى) بتضمينه معنى أثّر أو تحكّم الفاء عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (آياته) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسر.
جملة: (ما أرسلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) في محلّ جرّ- أو نصب على المحلّ- نعت لنبيّ.
وجملة: (تمنّى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ألقى الشيطان...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ينسخ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (يلقي الشيطان...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي...) في محلّ نصب مفعول به وجملة: (يحكم اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينسخ اللّه.
وجملة: (اللّه عليم حكيم...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
اللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي اللّه (ما يلقي الشيطان) مثل الأولى (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلّق بنعت لفتنة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض)، (القاسية) معطوف على الموصول الذين بالواو (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية، مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحكم)، أو ب (ينسخ).
الواو استئنافيّة اللام المزحلقة للتوكيد (في شقاق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (يجعل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يلقي الشيطان...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي...) في محلّ نصب مفعول به أوّل عامله يجعل.
وجملة: (في قلوبهم مرض...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ الظالمين لفي شقاق...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
الواو عاطفة (ليعلم) مثل ليجعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (من ربّك) متعلّق بحال من الحقّ الفاء عاطفة في الموضعين (يؤمنوا) مضارع منصوب معطوف على يعلم.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر السابق (أن يجعل...).
والمصدر المؤوّل (أنّه الحق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(له) متعلّق ب (تخبت)، الواو استئنافيّة اللام مزحلقة للتوكيد (هاد) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة رسما، (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) متعلّق ب (هادي).
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يؤمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
وجملة: (تخبت له قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا.
وجملة: (إنّ اللّه لهادي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
الفوائد:
- قوله تعالى: (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ):
(مشكلة الغرانيق) ليس لنا أن نمرّ على هذه القصة، مرور الكرام على مآدب اللئام، لما لها من علاقة صميمة في جوهر العقيدة الإسلامية. وسوف نتناول منها اللب، ونترك القشور، تمشيا مع خطة الكتاب.
أ- زعم الراوي لهذه الأسطورة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تمنّى أن لا ينزل عليه من الوحي ما ينفّر قريشا، طمعا في إسلامهم، حتى نزلت سورة النجم، فأخذ يتلوها في نادي قريش، على مسمع منهم، حتى بلغ قوله: (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى)، فألقى الشيطان على لسانه ما يتجاوب مع أمنيته التي تمناها، فقال: (تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى) فلما سجد في آخرها، سجد معه جميع من في النادي، وطابت نفوسهم. وإليك آراء العلماء حول هذه الرواية:
1- الرازي طعن في هذه الرواية، وأيّد كلامه بحديث البخاري الذي ذكر قصة السجود ولم يذكر الغرانيق.
2- ابن العربي يرد على الطبري، والقاضي عياض يؤيده، فيقولان: هذا الحديث لم يخرجه أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع أسانيده. ومن حكيت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم، ولا رفعها إلى صحابي. وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية. فهذا أمر مردود أيضا..
3- قيل: لعل ذلك كان توبيخا للكفار، فأجاز القاضي عياض ذلك، شريطة وجود القرينة الدالة على ذلك.
4- قيل: إن قريشا كانت تلغي وتهوش على الرسول قراءة القرآن، فحاولوا خلط كلامهم بكلام الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم، وقد نسب ذلك إلى الشيطان لأنه من وراء ألسنتهم.
5- قيل: بأن الشيطان انتهز فرصة ترتيل الرسول للقرآن، وتلك الفواصل والسكتات التي كان يسكتها بها بين الآية والآية، فانتهز الشيطان فرصة سكوته، وقرأ الكلمات المذكورة. وقد ارتضى القاضي عياض هذا الوجه من التفسير والتعليل..
6- قال القسطلاني في شرح البخاري: وقد طعن في هذه القصة غير واحد من الأئمة. وقال ابن إسحاق وقد سئل عنها: هي من وضع الزنادقة.
7- يقول القاضي عياض: قد قامت الحجة واجتمعت الأمة على عصمته صلى اللّه عليه وآله وسلم ونزاهته عن هذه الرذيلة.
8- لم يسمع من المشركين أو المنافقين أو اليهود من اتخذ من هذه القصة سلاحا يناهض به الإسلام ويعارض به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم. فتبصّر عصمك اللّه من الزلل.
9- رفض العالم الهندي محمد علي قول الواقدي والطبري وأيد رواية ابن إسحاق والبخاري، وهما أولى بالتصديق والتحقيق، وقال: إن هذه القصة لا أصل لها من الحقيقة.
10- يقول الامام محمد عبده:
هذا الزعم للقصة، من أقبح ما يتصوره متصور في اختصاص اللّه تعالى لأنبيائه، واختيارهم من خاصة أوليائه، فلندع هذا الهذيان، لأنه لا يقبل في عقل ولا نقل، إلى أن يقول:
لو صح ما قاله نقلة قصة الغرانيق لارتفعت الثقة بالوحي، وانتقض الاعتماد عليه، ولا نهدم أعظم ركن للشرائع الإلهية، وهو العصمة. ووصف العرب لآلهتهم بالغرانيق العلى ما عرف عنهم، لا في شعرهم، ولا في نثرهم.
11- إن سائر ما ورد في المعاجم، من معان للغرنوق، لا تقبله العرب وصفا لأوثانهم، ولا يقبله بلغاؤهم. وعليه لا نعتقد ذلك الكلام إلا من مفتريات الأعاجم، ومختلقات الملبسين، فراج ذلك على من يغريه الولوع بالرواية عما تقتضيه الدراية..
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا).
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا)، (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (لا) زائدة لتأكيد النفي (نبيّ) معطوف على رسول لفظا مجرور (إلّا) أداة حصر، (في أمنيّته) متعلّق ب (ألقى) بتضمينه معنى أثّر أو تحكّم الفاء عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (آياته) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسر.
جملة: (ما أرسلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) في محلّ جرّ- أو نصب على المحلّ- نعت لنبيّ.
وجملة: (تمنّى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ألقى الشيطان...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ينسخ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (يلقي الشيطان...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي...) في محلّ نصب مفعول به وجملة: (يحكم اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينسخ اللّه.
وجملة: (اللّه عليم حكيم...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
اللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي اللّه (ما يلقي الشيطان) مثل الأولى (فتنة) مفعول به ثان منصوب (للذين) متعلّق بنعت لفتنة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض)، (القاسية) معطوف على الموصول الذين بالواو (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية، مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يجعل...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحكم)، أو ب (ينسخ).
الواو استئنافيّة اللام المزحلقة للتوكيد (في شقاق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (يجعل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يلقي الشيطان...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما يلقي...) في محلّ نصب مفعول به أوّل عامله يجعل.
وجملة: (في قلوبهم مرض...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ الظالمين لفي شقاق...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
الواو عاطفة (ليعلم) مثل ليجعل (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والواو نائب الفاعل (العلم) مفعول به منصوب (من ربّك) متعلّق بحال من الحقّ الفاء عاطفة في الموضعين (يؤمنوا) مضارع منصوب معطوف على يعلم.
والمصدر المؤوّل (أن يعلم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر السابق (أن يجعل...).
والمصدر المؤوّل (أنّه الحق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(له) متعلّق ب (تخبت)، الواو استئنافيّة اللام مزحلقة للتوكيد (هاد) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة رسما، (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) متعلّق ب (هادي).
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يؤمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.
وجملة: (تخبت له قلوبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا.
وجملة: (إنّ اللّه لهادي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
الفوائد:
- قوله تعالى: (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ):
(مشكلة الغرانيق) ليس لنا أن نمرّ على هذه القصة، مرور الكرام على مآدب اللئام، لما لها من علاقة صميمة في جوهر العقيدة الإسلامية. وسوف نتناول منها اللب، ونترك القشور، تمشيا مع خطة الكتاب.
أ- زعم الراوي لهذه الأسطورة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تمنّى أن لا ينزل عليه من الوحي ما ينفّر قريشا، طمعا في إسلامهم، حتى نزلت سورة النجم، فأخذ يتلوها في نادي قريش، على مسمع منهم، حتى بلغ قوله: (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى)، فألقى الشيطان على لسانه ما يتجاوب مع أمنيته التي تمناها، فقال: (تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى) فلما سجد في آخرها، سجد معه جميع من في النادي، وطابت نفوسهم. وإليك آراء العلماء حول هذه الرواية:
1- الرازي طعن في هذه الرواية، وأيّد كلامه بحديث البخاري الذي ذكر قصة السجود ولم يذكر الغرانيق.
2- ابن العربي يرد على الطبري، والقاضي عياض يؤيده، فيقولان: هذا الحديث لم يخرجه أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع أسانيده. ومن حكيت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم، ولا رفعها إلى صحابي. وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية. فهذا أمر مردود أيضا..
3- قيل: لعل ذلك كان توبيخا للكفار، فأجاز القاضي عياض ذلك، شريطة وجود القرينة الدالة على ذلك.
4- قيل: إن قريشا كانت تلغي وتهوش على الرسول قراءة القرآن، فحاولوا خلط كلامهم بكلام الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم، وقد نسب ذلك إلى الشيطان لأنه من وراء ألسنتهم.
5- قيل: بأن الشيطان انتهز فرصة ترتيل الرسول للقرآن، وتلك الفواصل والسكتات التي كان يسكتها بها بين الآية والآية، فانتهز الشيطان فرصة سكوته، وقرأ الكلمات المذكورة. وقد ارتضى القاضي عياض هذا الوجه من التفسير والتعليل..
6- قال القسطلاني في شرح البخاري: وقد طعن في هذه القصة غير واحد من الأئمة. وقال ابن إسحاق وقد سئل عنها: هي من وضع الزنادقة.
7- يقول القاضي عياض: قد قامت الحجة واجتمعت الأمة على عصمته صلى اللّه عليه وآله وسلم ونزاهته عن هذه الرذيلة.
8- لم يسمع من المشركين أو المنافقين أو اليهود من اتخذ من هذه القصة سلاحا يناهض به الإسلام ويعارض به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم. فتبصّر عصمك اللّه من الزلل.
9- رفض العالم الهندي محمد علي قول الواقدي والطبري وأيد رواية ابن إسحاق والبخاري، وهما أولى بالتصديق والتحقيق، وقال: إن هذه القصة لا أصل لها من الحقيقة.
10- يقول الامام محمد عبده:
هذا الزعم للقصة، من أقبح ما يتصوره متصور في اختصاص اللّه تعالى لأنبيائه، واختيارهم من خاصة أوليائه، فلندع هذا الهذيان، لأنه لا يقبل في عقل ولا نقل، إلى أن يقول:
لو صح ما قاله نقلة قصة الغرانيق لارتفعت الثقة بالوحي، وانتقض الاعتماد عليه، ولا نهدم أعظم ركن للشرائع الإلهية، وهو العصمة. ووصف العرب لآلهتهم بالغرانيق العلى ما عرف عنهم، لا في شعرهم، ولا في نثرهم.
11- إن سائر ما ورد في المعاجم، من معان للغرنوق، لا تقبله العرب وصفا لأوثانهم، ولا يقبله بلغاؤهم. وعليه لا نعتقد ذلك الكلام إلا من مفتريات الأعاجم، ومختلقات الملبسين، فراج ذلك على من يغريه الولوع بالرواية عما تقتضيه الدراية..
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ