الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة هود من الآية 87 إلى الآية 109

إعراب سورة هود من الآية 87 إلى الآية 109




 
.إعراب الآية رقم (87):{قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}.
الإعراب:
(قالوا يا شعيب) مثل قالوا يا صالح، الهمزة للاستفهام التهكّميّ (صلاتك) مبتدأ مرفوع.. والكاف ضمير مضاف إليه (تأمرك) مضارع مرفوع.. والكاف ضمير مفعول به والفاعل هي (أن) حرف مصدريّ ونصب (نترك) مضارع منصوب، والفاعل نحن (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يعبد) مثل تأمر (آباؤنا) فاعل مرفوع.. و(نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (أن نفعل) مثل أن نترك (في أموالنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفعل).. و(نا) مثل الأخير (ما) مثل الأول (نشاء) مثل تأمر، والفاعل نحن.
والمصدر المؤوّل (أن نترك) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمر.
والمصدر المؤوّل (أن نفعل..) في محلّ نصب- أو جرّ- معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(إنّك) مثل إنّي، اللام المزحلقة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الحليم) خبر مرفوع (الرشيد) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا شعيب...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أصلاتك تأمرك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (تأمرك...) في محلّ رفع خبر المبتدأ صلاتك.
وجملة: (نترك) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول.
وجملة: (يعبد آباؤنا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (نفعل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة: (نشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (إنك لأنت الحليم) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (أنت الحليم) في محلّ رفع خبر (إنّك).
الصرف:
(شعيب) اسم علم، وزنه فعيل على وزن التصفير وهو من الأوزان الأعلق بالأسماء ولذلك صرف.
الفوائد:
- رأي سديد في إعراب (أن نفعل):
قال تعالى في هذه الآية: (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا) فإنه يتبادر إلى الذهن عطف (أَنْ نَفْعَلَ) على (أَنْ نَتْرُكَ) وذلك باطل لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، وإنما هو عطف على ما، فهو معمول للترك، والمعنى أن نترك أن نفعل نعم من قرأ تفعل وتشاء بالتاء لا بالنون فالعطف على أن نترك، وموجب الوهم المذكور أن المعرب يرى أن والفعل مرتين، وبينهما حرف عطف.
وقد أكد أبو البقاء العكبري نفس هذا الإعراب فقال: (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ) في موضع نصب عطفا على ما يعبد، والتقدير أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس بالمعنى أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا.
.إعراب الآيات (88- 89):
{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}.
الإعراب:
(قال يا قوم... رزقا حسنا) مرّ إعراب نظيرها، والمفعول الثاني محذوف تقديره هل أخالف أمره الواو عاطفة (ما) حرف نفي (أريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن أخالفكم) مثل أن نترك، و(كم) مفعول به والمصدر المؤوّل (أن أخالفكم) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد المنفي.
(إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أخالف)، (أنهاكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا.. و(كم) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنهاكم)، (إن) حرف نفي (أريد) مثل الأول (إلّا) أداة حصر (الإصلاح) مفعول به منصوب (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (استطعت) فعل ماض وفاعله.
والمصدر المؤوّل (ما استطعت..) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (أريد)، أي أريد الإصلاح مدة استطاعتي.
الواو عاطفة (ما) حرف نفي (توفيقي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير مضاف إليه (إلّا) مثل الأولى (باللّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (عليه) مثل عنه متعلّق ب (توكّلت) ويعرب مثل استطعت الواو عاطفة (إليه) مثل عنه متعلّق ب (أنيب) ويعرب مثل أريد.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرأيتم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن كنت...) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام السابق.
وجملة: (رزقني...) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: (ما أريد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (أخالفكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أنهاكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إن أريد...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (استطعت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (ما توفيقي إلّا باللّه) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (عليه توكّلت...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (إليه أنيب) لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّلت.
الواو عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (يجرمنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد و(كم) ضمير مفعول به أوّل (شقاقي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه، (أن يصيبكم) مثل أن أخالفكم، (مثل) فاعل مرفوع، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أصاب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (قوم) مفعول به منصوب (نوح) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف في الموضعين (قوم هود- قوم صالح) مثل قوم نوح معطوفان عليه الواو استئنافيّة (ما قوم لوط منكم ببعيد) مثل ما هي من الظالمين ببعيد.
والمصدر المؤوّل (أن يصيبكم) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يجرمنّكم.
وجملة: (يا قوم) في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.
وجملة: (لا يجرمنكم شقاقي) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يصيبكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أصاب...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما قوم.. ببعيد) لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
الصرف:
(استطعت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله استطاعت، فلمّا بني الفعل على السكون لاتّصاله بضمير الرفع حذف الألف لالتقاء الساكنين، وزنه استفلت.
.إعراب الآية رقم (90):
{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (استغفروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ربّكم) مفعول به منصوب.. و(كم) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (توبوا) مثل استغفروا (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (توبوا)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (رحيم) خبر إنّ مرفوع (ودود) خبر ثان مرفوع.
جملة: (استغفروا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة.
وجملة: (توبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفروا.
وجملة: (إنّ ربّي رحيم) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(ودود)، من صيغ المبالغة لفعل ودّ يودّ المتعدّي باب فتح، وزنه فعول.
.إعراب الآية رقم (91):
{قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (91)}.
الإعراب:
(قالوا يا شعيب) مثل قالوا يا صالح، (ما) نافية (نفقه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا)، (تقول) مثل نفقه والفاعل أنت الواو عاطفة (إنّا) مثل إنّي، اللام المزحلقة تفيد التوكيد (نراك) مضارع مثل أراكم، والفاعل نحن (في) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نراك)، (ضعيفا) حال منصوبة من ضمير الخطاب، الواو عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (رهطك) مبتدأ مرفوع.. والكاف مضاف إليه، والخبر محذوف اللام واقعة في جواب لولا (رجمنا) فعل ماض وفاعله الكاف ضمير مفعول به الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (علينا) مثل فينا متعلّق ب (عزيز)، الباء حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما نفقه...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (تقول...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (إنّا لنراك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (نراك...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لولا رهطك) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (رجمناك) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما أنت.. بعزيز) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(رهط)، اسم جمع.. قال الزمخشريّ من الثلاثة إلى العشرة، وقيل إلى التسعة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أرهط، وهذا يجمع على أراهط.
.إعراب الآية رقم (92):
{قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}.
الإعراب:
(قال يا قوم) مرّ إعرابها، الهمزة للاستفهام (رهطي) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (أعزّ) خبر مرفوع (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأعزّ (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بأعزّ الواو واو الحال (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله والواو زائدة، إشباع حركة الميم الهاء ضمير مفعول به (وراءكم) ظرف منصوب متعلّق ب (اتّخذتم). و(كم) ضمير مضاف إليه (ظهريّا) مفعول به ثان منصوب لفعل اتّخذتم، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.. والياء مضاف إليه الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (تعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (محيط) خبر إنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحيط.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرهطي أعزّ...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اتّخذتموه...) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (إنّ ربّي.. محيط) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
الصرف:
(ظهريّا)، لفظ منسوب إلى الظهر، وزنه فعليّ بكسر الفاء، والكسر من تغييرات النسب، والفتح أقيس.
.إعراب الآية رقم (93):{وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (على مكانة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اعملوا أي حاصلين على مكانتكم.. و(كم) ضمير مضاف إليه (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عامل) خبر إنّ مرفوع (سوف) حرف استقبال (تعلمون) مثل تعملون، (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والهاء ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (يخزيه) مثل يأتيه الواو عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبتدأ (كاذب) خبر مرفوع الواو عاطفة (ارتقبوا) مثل اعملوا (إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معكم) ظرف منصوب متعلّق برقيب..
و(كم) ضمير مضاف إليه (رقيب) خبر إنّ مرفوع.
جملة: (يا قوم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء المتقدّمة.
وجملة: (اعملوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّي عامل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (سوف تعلمون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (يأتيه عذاب) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هو كاذب) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (ارتقبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.. وما بين المعطوف والمعطوف عليه نوع من الاعتراض.
وجملة: (إنّي معكم رقيب) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
1- الاستئناف البياني: في قوله تعالى: (وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ).
فإن قلت: أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في (سَوْفَ تَعْلَمُونَ)؟
قلت: إدخال الفاء: وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها: وصل خفي تقديريّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا: فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت؟ فقال: سوف تعلمون، فوصل تارة بالفاء، وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة، كما هو عادة بلغاء العرب وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف، وهو باب من أبواب علم البيان تتكاثر محاسنه.
2- التعريض: في قوله تعالى: (إِنِّي عامِلٌ) فقد ذكر لهم احدى العاقبتين، دون ذكر الثانية وهو تعريض أبلغ من التصريح. وقد تقدم نظير هذا في سورة الأنعام إذ قال: (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) فذكر هناك إحدى العاقبتين لأن المراد بهذه العاقبة عاقبة الخير واستغنى عن ذكر مقابلتها.
.إعراب الآيات (94- 95):
{وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لمّا جاء أمرنا... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (أخذت الذين... جاثمين) مرّ إعراب نظيرها.
جملة: (جاء أمرنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نجّينا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أخذت... الصيحة) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (أصبحوا... جاثمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذت...
(كأن لم يغنوا... بعدا لمدين) مرّ إعراب نظيرها، الكاف حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (بعدت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (ثمود) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما بعدت ثمود) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (بعدا).
وجملة: (كأن لم يغنوا...) في محلّ نصب خبر ثان للفعل الناقص أصبحوا.
وجملة: (لم يغنوا فيها...) في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.
وجملة: بعدت (بعدا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بعدت ثمود) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
.إعراب الآيات (96- 97):
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (96) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، و(نا) ضمير مضاف إليه في محلّ جر الواو عاطفة (سلطان) معطوف على آيات مجرور (مبين) نعت لسلطان مجرور.
جملة: (القسم المقدّرة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها جواب القسم.
(إلى فرعون) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف الواو عاطفة (ملئه) معطوف على فرعون مجرور.. والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة (اتّبعوا) فعل ماض وفاعله (أمر) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الواو حاليّة، (ما) نافية عاملة عمل ليس (أمر) اسم ما مرفوع (فرعون) مثل الأخير الباء حرف جرّ زائد (رشيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: (اتّبعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة.
وجملة: (ما أمر فرعون برشيد) في محلّ نصب حال.
.إعراب الآية رقم (98):
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}.
الإعراب:
(يقدم) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي فرعون (قومه) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يقدم)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الفاء عاطفة (أورد) فعل ماض، والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به أوّل (النار) مفعول به ثان منصوب الواو استئنافيّة (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم (الورد) فاعل بئس مرفوع، وفيه حذف مضاف أي مكان الورد، (المورود) وهو المخصوص بالذم خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
جملة: (يقدم قومه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أوردهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (بئس الورد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الورد)، الاسم لفعل ورد يرد باب ضرب، وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي بمعنى الورود مصدرا.
(المورود)، اسم مفعول من الثلاثي ورد وزنه مفعول.
الفوائد:
- أفعال المدح والذم:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} فالفعل بئس هو فعل جامد من أفعال الذم، وسنورد فيما يلي شيئا عن أفعال المدح والذم.
1- نعم وحبذا فعلان للمدح، بئس ولا حبذا فعلان للذم.
2- يجب في فاعل نعم وبئس أن يكون مقترنا ب ال: (نعم الخلق الصدق) (بئس الخلق الكذب)، أو مضافا لمقترن بها (نعم فعل الرجل الإحسان) (بئس فعل الرجل الإساءة) أو ضميرا مميزا بنكرة (نعم خلقا الكرم) (بئس خلقا البخل)، أو مميزا بكلمة (ما) (بئس ما صنعت الخديعة).
3- يجوز تقديم المخصوص بالمدح أو الذم على فعله مثل: الصدق نعم الخلق، الكذب بئس الخلق.
4- وتستعمل حبذا كنعم، ولا حبذا كبئس. مثل: حبذا الصدق. لا حبذا الكذب.
5- نعرب نعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وبئس فعل ماض لإنشاء الذم، ونعرب حبذا فعل ماض للمدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل. ونعرب لا حبذا:
فعل ماض جامد دل تركيبه مع لا على إنشاء الذم، وذا اسم إشارة فاعل.
6- المشهور في إعراب المخصوص بالمدح أو الذم أنه يعرب خبرا لمبتدأ محذوف.
ويجوز إعرابه مبتدأ والجملة قبله خبره.
أما إذا تقدم على الفعل فوجب إعرابه مبتدأ والجملة بعده خبره.
.إعراب الآية رقم (99):
{وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أتبعوا في هذه... يوم القيامة) مرّ إعراب نظيرها، (بئس الرفد المرفود) مثل بئس الورد المورود.
جملة: (أتبعوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بئس الرفد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الرفد)، الاسم لفعل رفد يرفد باب ضرب وهو ما يستعان به من مال وغيره، وزنه فعل بكسر فسكون، أمّا المصدر فبفتح الفاء.
(المرفود)، مثل المورود، اسم مفعول من فعل رفد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (100- 102):
{ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}.
الإعراب:
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد، والكاف للخطاب والإشارة إلى المذكور من قصص الأنبياء (من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم والهاء ضمير مفعول به (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نقصّ)، (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (قائم) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (حصيد) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره منها حصيد.
جملة: (ذلك من أنباء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نقّصه عليك...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ذلك).
وجملة: (منها قائم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (منها) حصيد) لا محلّ لها معطوفة على جملة منها قائم.
الواو عاطفة (ما) نافية (ظلمنا) فعل ماض وفاعله و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (ظلموا) فعل ماض وفاعله (أنفسهم) مفعول به منصوب.. و(هم) مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) مثل الأولى (أغنت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث، والفتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أغنت)، (آلهتهم) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لآلهة (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من آلهة (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إغناء ما (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور.. والكاف في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة (ما) مثل الأولى (زادوا) مثل ظلموا.. (هم) ضمير مفعول به (غير) مفعول به ثان منصوب (تتبيب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (ما ظلمناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من أنباء.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.
وجملة: (ما أغنت.. آلهتهم) جواب شرط مقدّر أي لمّا جاء أمر اللّه فما أغنت.
وجملة: (يدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (لمّا جاء أمر...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا جاء أمر ربّك فما أغنت...
وجملة: (ما زادوهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنت جواب الشرط.
الواو عاطفة الكاف حرف جرّ، (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. واللام للبعد، والكاف للخطاب (أخذ) مبتدأ مؤخر مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. والكاف مضاف إليه (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر أخذ (أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، الواو واو الحال (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ظالمة) خبر مرفوع (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (أخذه) اسم إنّ منصوب.. والهاء مضاف إليه (أليم) خبر إنّ مرفوع (شديد) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (كذلك أخذ ربّك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.
وجملة: (أخذ القرى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هي ظالمة..) في محلّ نصب حال من القرى.
وجملة: (إنّ أخذه أليم) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(أغنت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، أصله أغنات، جاءت الألف ساكنة مع تاء التأنيث فحذفت، وزنه أفعت.
(تتبيب)، مصدر قياسيّ لفعل تبّب الرباعيّ، وزنه تفعيل.
(أخذ)، مصدر سماعيّ لفعل أخذ الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر سماعيّ آخر هو تأخاذ وزنه تفعال بفتح التاء.
.إعراب الآيات (103- 109):{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}.
الإعراب:
(انّ) حرف توكيد (في) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام التوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لآية (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عذاب) مفعول به منصوب (الآخرة) مضاف إليه مجرور (ذلك) مرّ إعرابه والإشارة إلى يوم القيامة (يوم) خبر مرفوع (مجموع) نعت ليوم مرفوع، اللام جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمجموع (الناس) نائب الفاعل لمجموع فهو اسم مفعول مرفوع الواو عاطفة (ذلك يوم مشهود) مثل ذلك يوم مجموع.
جملة: (إنّ في ذلك لآية...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خاف...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ذلك يوم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ذلك يوم (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الواو عاطفة (ما) نافية (نؤخّرة) مضارع مرفوع، والهاء مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) أداة حصر (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤخّره)، (معدود) نعت لأجل مجرور مثله.
وجملة: (ما نؤخّره) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك يوم مجموع..
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم)، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الياء، والفاعل هو يعود على يوم في (يوم مجموع..)، (لا) نافية (تكلّم) مضارع مرفوع حذف منه إحدى التاءين (نفس) فاعل مرفوع (إلّا) مثل الأولى (بإذنه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تكلّم).. والهاء مضاف إليه الفاء تعليليّة (منهم شقيّ وسعيد) مثل منها قائم وحصيد.
وجملة: (يأتي...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تكلم نفس) في محلّ نصب حال من فاعل يأتي، والعائد في الجملة محذوف أي: لا تكلّم نفس فيه.
وجملة: (منهم شقيّ..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (منهم) سعيد) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الفاء عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد الإعلال.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب أمّا (في النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الذين اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محل جرّ متعلّق بالخبر المحذوف، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شهيق) معطوف على زفير بالواو مرفوع مثله.
وجملة: (الذين شقوا...) لا محلّ لها معطوفة التعليليّة.
وجملة: (شقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لهم.. زفير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم)، والعامل فيها ما عمل في الجارّ والمجرور وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بخالدين (ما) مصدريّة ظرفيّة (دامت) فعل ماض تام.. والتاء للتأنيث (السموات) فاعل مرفوع (الأرض) معطوف على السموات بالواو مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل (ما دامت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بخالدين أي مدّة بقائهما (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. والكاف مضاف إليه، ومفعول شاء محذوف أي إنقاذه من النار، أو زيادة مدّتهما (إنّ ربّك فعّال) مثل إنّ أخذه أليم، اللام زائدة للتّقوية (ما) اسم موصول محلّه البعيد النصب على أنّه مفعول به للمبالغة فعّال (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللّه.
وجملة: (دامت السموات) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (شاء ربّك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (إنّ ربّك فعّال) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يريد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
الواو عاطفة (أمّا الذين.. شاء ربّك) مثل الأولى نظيرها و(سعدوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (عطاء) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (غير) نعت لعطاء منصوب (مجذوذ) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (الذين سعدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين شقوا..
وجملة: (دامت السموات...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (شاء ربّك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (يعبد) مضارع مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ما) نافية (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر الكاف حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعبد) مثل الأول (آباؤهم) فاعل مرفوع.. و(هم) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعبد).
والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الأول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بمرية.
والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الثاني في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يعبدون أي: ما يعبدون إلّا عبادة كعبادة آبائهم.
الواو عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه اللام المزحلقة (موفّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و(هم) ضمير مضاف إليه (نصيبهم) مفعول به لاسم الفاعل موفّوهم.. و(هم) مثل الأخير (غير) حال منصوبة من نصيب (منقوص) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (لا تك في مرية...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك العلم بهذا فلا تك.
وجملة: (يعبد هؤلاء) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (ما يعبدون إلّا...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يعبد آباؤهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: (إنّا لموفّوهم...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(مجموع)، اسم مفعول من جمع الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(مشهود) اسم مفعول من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(شقيّ)، صفة مشبّهة من شقي يشقى باب فرح وزنه فعيل.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو إلى الياء لأن أصله شقيو، والمصدر الشقاوة والشقوة.. اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى..
(سعيد)، صفة مشبّهة من سعد يسعد باب فرح، وزنه فعيل.
(زفير)، مصدر زفر يزفر باب ضرب وزنه فعيل، وهذا الوزن هو ضابط مصدر الفعل الدالّ على صوت.. وثمّة مصدر آخر هو زفر بفتح فسكون.. والزفير إخراج النفس، وقد يكون مأخوذا من الزفر وهو الحمل على الظهر.
(شهيق)، مصدر شهق يشهق باب فرح وزنه فعيل، وهو ضدّ الزفير.
(شقوا)، فيه إعلال بالحذف أصله شقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها بعد تسكينها، ولمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا بضمّ العين.
(فعّال) صيغة مبالغة اسم الفاعل، ووزنه هو لفظه.
(عطاء)، اسم مصدر من فعل أعطى الرباعيّ، مصدره القياسيّ إعطاء، والهمزة الأخيرة منقلبة عن حرف العلة الياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة.
(مجذوذ)، اسم مفعول من جذّ الثلاثيّ على وزن مفعول بفكّ إدغامه.
(مرية)، انظر الآية (17) من هذه السورة.
(موفّوهم)، اسم فاعل من وفّى الرباعيّ، وزنه مفعوّهم بضمّ الميم والعين.. في الكلمة إعلال بالحذف أصله موفّيوهم بضمّ الميم والياء وكسر الفاء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الفاء، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
(منقوص)، اسم مفعول من نقص الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
1- استعمال اسم المفعول مكان فعله: في قوله تعالى: (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) والسر في ذلك هو لما في اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لابد من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضا لإسناد الجمع إلى الناس، وأنهم لا ينفكون منه ونظيره قول المتهدد: إنك لمنهوب مالك عروب قومك، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس في الفعل والاتساع في الظرف.
2- الكناية: في قوله تعالى: (وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) أي لانتهاء مدة قليلة، فالعد كناية عن القلة، وقد يجعل كناية عن التناهي.
3- الجمع مع التفريق: فالجمع في قوله تعالى: (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) والتفريق في قوله: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ).
4- التقسيم: في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا) إلى آخر الآية.
5- الاستعارة: في قوله تعالى: (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). والمراد الدلالة على كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير. ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة.
الفوائد:
- الاستثناء الوارد في الآيتين: (107- 108) ورد في هاتين الآيتين بيان خلود أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة، بيد أنه ورد استثناء وهو قوله تعالى:
{إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ}. وسنورد فيما يلي آراء العلماء في هذا الاستثناء: اختلف العلماء في الاستثناءين، فقال ابن عباس والضحاك.
الاستثناء الأول، المذكور في أهل الشقاء، يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم اللّه النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها، ويدل على صحة هذا التأويل ما روي عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن اللّه سبحانه وتعالى يخرج قوما من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة، وفي رواية أن اللّه يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة». أخرجه البخاري ومسلم.
وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة، فيرجع إلى مدة لبث هؤلاء في النار قبل دخولهم الجنة، فعلى هذا القول يكون معنى الآية: فأما الذين شقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك أن يخرجهم منها فيدخلهم الجنة. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ أن يدخلهم النار أولا ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فحاصل هذا القول أن الاستثناءين يرجع كل واحد منهما إلى قوم مخصوصين، هم في الحقيقة سعداء، أصابوا ذنوبا استوجبوا بها عقوبة يسيرة في النار، ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة، لأن إجماع الأمة على أن من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا. وقيل: إن الاستثناءين يرجعان إلى الفريقين السعداء والأشقياء، وهو مدة تعميرهم في الدنيا، واحتباسهم في البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعث، ومدة وقوفهم للحساب. وقيل معنى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: سوى ما شاء ربك، فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة على ذلك. وهو كقولك لفلان عليّ ألف إلا ألفين، أي سوى ألفين. وقيل: إلا بمعنى الواو، يعني وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وخلود هؤلاء في الجنة. وقيل: لو شاء ربك لأخرجهم منها، ولكنه لم يشأ، لأنه حكم لهم بالخلود فيها. قال الفراء: هذا استثناء استثناه اللّه ولا يفعله. والصحيح هو القول الأول عن ابن عباس. ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) بإخراج من أراد من النار وإدخالهم الجنة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ