الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة هود من الآية 63 إلى الآية 86

إعراب سورة هود من الآية 63 إلى الآية 86




 
.إعراب الآيات (63- 64):{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (64)}.
الإعراب:
(قال يا قوم... منه رحمة) مرّ إعرابها، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (من ينصرني.. إن عصيته) مرّ إعراب نظيرها، الفاء استئنافيّة (ما) نافية (تزيدون) مضارع مرفوع والواو فاعل والنون الثانية للوقاية والياء ضمير مفعول به أوّل (غير) مفعول به ثان منصوب (تخسير) مضاف إليه مجرور.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء: يا قوم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرأيتم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن كنت على بيّنة) لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (آتاني منه رحمة) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: (من ينصرني...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عصيت اللّه فمن ينصرني منه، وجملة الشرط المقدّرة وجوابها في محلّ جزم جواب الشرط إن كنت.
وجملة: (إن عصيته المذكورة) لا محلّ لها تفسيريّة للشرط المقدّر... والمفعول الثاني لفعل رأيتم محذوف يدل عليه قوله: (من ينصرني من اللّه إن عصيته) أي أأعصيه في ترك ما أنا عليه.
وجملة: (ينصرني...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (ما تزيدونني...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الواو عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ناقة) خبر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) حال من ناقة، عاملها الإشارة الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي (في أرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل)، (اللّه) لفظ الجلالة مثل الأول الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(ها) ضمير مفعول به (بسوء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمسّوا)، الفاء فاء السببيّة (يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة و(كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل مرفوع (قريب) نعت لعذاب مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يأخذكم..) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم مسّ لها فأخذ لكم بعذاب.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.
وجملة: (هذه ناقة اللّه...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ذروها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: تنبّهوا فذروها.
وجملة: (تأكل...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تتركوها تأكل.
وجملة: (لا تمسّوها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها.
الصرف:
(تخسير) مصدر قياسي للرباعي خسّر، وزنه تفعيل.
الفوائد:
- ناقة صالح عليه الصلاة والسلام:
ذكر محمد بن إسحاق، ووهب بن منبه، وغيرهما من أصحاب السير والأخبار، أنه لما ألح صالح- عليه الصلاة والسلام- على قومه بالدعاء والتذكير والتحذير، سألوه أن يريهم آية تكون مصداقا على ما يقول، قال صالح: أي آية تريدون. قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا، فتدعو إلهك، وندعوا آلهتنا، فإن استجيب لك اتبعناك، وإن استجيب لنا اتبعتنا، فدعوا أصنامهم ألا يجاب لصالح، ثم سألوه أن يخرج لهم من الصخرة ناقة بأوصاف معينة حسنة حتى يؤمنوا به، فأخذ منهم المواثيق على ذلك، فرضوا، فصلّى صالح ركعتين ودعا ربه، فتمخضت الصخرة عن ناقة بالأوصاف التي طلبوها، فآمن به رئيس القوم (جندع بن عمرو) ورهط معه، وامتنع الباقون لعنادهم وإصرارهم، فقال لهم صالح: هذه الناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فكانت تشرب يوما وتدع يوما، وتسقيهم حليبا كثيرا عوضا عما شربت من الماء. لكن الأشرار منهم لم يرق لهم ذلك، فائتمروا بينهم، وكانوا تسعة رهط، فانطلق (قدار) وصحبه، فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وقد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وعند ما وصلت الناقة حثته فتاة جميلة على عقرها، فشدّ على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها، ورغت رغاة واحدة فتحدر سقيها من الجبل، ثم طعن قدار في لبتها فنحرها، فخرج أهل البلد فاقتسموا لحمها فلما علم صالح عليه الصلاة والسلام بالأمر قال لقومه: أدركوا فصيلها، فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب.
فخرجوا في طلبه، فرأوه على الجبل، وجاء صالح عليه الصلاة والسلام، فلما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه، ثم رغا ثلاثا، ثم انفجرت الصخرة فدخلها، فقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب.
.إعراب الآيات (65- 66):
{فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (عقروا) فعل ماض وفاعله و(ها) ضمير مفعول به الفاء مثل الأولى (قال) فعل ماض والفاعل هو (تمتّعوا) مثل ذروا، (في دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (تمتّعوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (ثلاثة) مفعول فيه ظرف زمان منصوب- أضيف إلى ظرف- متعلّق ب (تمتّعوا)، (أيّام) مضاف إليه مجرور (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (وعد) خبر مرفوع (غير) نعت لوعد مرفوع مثله (مكذوب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (عقروها...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فأبوا سماع كلامه فعقروها.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.
وجملة: (تمتّعوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ذلك وعد...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفاء عاطفة (لمّا جاء... برحمة منّا) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (من خزي) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره نجّيناهم (يوم) مضاف إليه مجرور (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين العوض من جملة محذوفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (رب) اسم إنّ منصوب والكاف ضمير مضاف إليه (هو) ضمير فصل للتوكيد، (القويّ) خبر إن مرفوع (العزيز) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (جاء أمرنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نجّينا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (نجّينا) المقدّرة) لا محلّ لها معطوفة على جملة نجينا الأولى.
وجملة: (إنّ ربّك.. القويّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مكذوب)، اسم مفعول من كذب الثلاثيّ، وزنه مفعول، وقيل هو مصدر على وزن مفعول مثل المعقول والمنضور... إلخ.
(القويّ)، صفة مشبّهة من فعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعيل، أدغمت ياء فعيل مع لام الكلمة.
البلاغة:
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: (وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) على المجاز كأن الواعد قال له: أفي بك. فإن وفي به صدقه، وإلا كذبه. فهناك استعارة مكنية تخييلية، وقيل مجاز مرسل بجعل (مكذوب) بمعنى باطل ومتخلف. ولا يخفى ما في تسمية ذلك وعدا من المبالغة في التهكم.
.إعراب الآيات (67- 68):
{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (68)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أخذ) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (ظلموا) فعل ماض وفاعله (الصيحة) فاعل أخذ مرفوع الفاء عاطفة (أصبحوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم أصبح (في ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاثمين) خبر أصبح، و(هم) ضمير مضاف إليه (جاثمين) خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (أخذ.. الصيحة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أصبحوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(كأن) مخفّفة من الثقيلة، اسمها ضمير محذوف يعود إلى ثمود (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يغنوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جر و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (يغنوا)، (ألا إنّ ثمود... بعدا لثمود) مرّ إعراب نظيرها.
وجملة: (كأن لم يغنوا...) في محلّ نصب حال من الضمير في (أصبحوا) التام.
وجملة: (لم يغنوا...) في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة.
وجملة: (إنّ ثمود كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: (كفروا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ابعدوا) بعدا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الصيحة)، مصدر مرّة من صاح يصيح الثلاثيّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(يغنوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله يغناوا، فلما التقى ساكنان حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفعوا.
.إعراب الآيات (69- 70):
{وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (70)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جاءت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (إبراهيم) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (بالبشرى) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسل، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (قالوا) فعل ماض وفاعله (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسلّم (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي إبراهيم (سلام) مبتدأ مرفوع، خبره محذوف أي سلام عليكم الفاء عاطفة (ما) نافية، (لبث) مثل قال: (أن) حرف مصدريّ (جاء) مثل قال: (بعجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (حنيذ) نعت لعجل مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن جاء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره بأن جاء- أو في أن جاء- أو عن أن جاء.. متعلّق ب (لبث).
جملة: (جاءت رسلنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نسلّم) سلاما) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (سلام (عليكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما لبث...) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المستأنفة.
وجملة: (جاء...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الفاء عاطفة (لمّا رأى) مثل لمّا جاء، والفاعل هو (أيدي) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (تصل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تصل)، (نكر) فعل ماض والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به الواو عاطفة (أوجس) مثل نكر (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوجس)، (خيفة) مفعول به منصوب، (قالوا) مثل الأولى (لا) ناهية جازمة (تخف) مضارع مجزوم والفاعل أنت (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و(نا) ضمير نائب الفاعل (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، (لوط) إليه مجرور.
وجملة: (رأى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تصل...) في محلّ نصب حال من الأيدي.
وجملة: (نكرهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أوجس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تخف...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّا أرسلنا...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أرسلنا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (إنّ).
الصرف:
(حنيذ)، مبالغة اسم الفاعل من حنذ يحنذ اللحم باب ضرب أي شواه، وزنه فعيل.
(تخف)، فيه إعلال لمناسبة الجزم، وأصله تخاف، فلمّا جزم التقى ساكنان فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفل.
(لوط)، اسم علم أعجمي صرف لأنه ثلاثيّ ساكن الوسط.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ...) كناية عن أنهم لا يمدون إليه أيديهم. ويلزمه أنهم لا يأكلون.
الفوائد:
- مسوغات الابتداء بالنكرة:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ} وفي إعراب سلام وجهان: خبر لمبتدأ محذوف، أي أمري سلام. أو مبتدأ والخبر تقديره سلام عليكم، وبهذا يكون المبتدأ نكرة، وأصل القاعدة أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد. وقد ذكر ابن هشام حالات يجوز فيها الابتداء بالنكرة وهي:
1- أن تكون موصوفة: كقوله تعالى:
{وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ}.
2- أن تكون عاملة: هل مسافر أخوك.
3- العطف، بشرط أن يكون المعطوف أو المعطوف عليه مما يسوغ الابتداء بالنكرة كقوله تعالى:
{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً}.
4- أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا كقوله تعالى:
{وَلَدَيْنا مَزِيدٌ} {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ}.
5- أن تكون عامة، إما بذاتها كأسماء الشرط وأسماء الاستفهام، أو بغيرها نحو: (ما رجل في الدار) وقوله تعالى:
{أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ}.
6- أن تكون مرادا بها صاحب الحقيقة من حيث هي: نحو مؤمن خير من كافر.
7- أن تكون بمعنى الفعل كقوله تعالى:
{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} بها معنى الدعاء.
8- أن يكون ثبوت ذلك الخبر للنكرة من خوارق العادة مثل: شجرة سجدت، بقرة تكلمت...
9- أن تقع بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا أسد بالباب.
10- أن تقع في أول جملة حالية كقول الشاعر:
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ** محيّاك أخفى ضوءه كلّ شارق

الشاهد: قوله ونجم قد أضاء، فنجم مبتدأ نكرة في بداية جملة حالية.
11- أن تكون النكرة للتفصيل كقول امرئ القيس:

فأقبلت زحفا على الركبتين ** فثوب نسيت وثوب أجرّ
.إعراب الآية رقم (71):{وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (71)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة، (امرأة) مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه (قائمة) خبر مرفوع الفاء عاطفة (ضحكت) فعل ماض..
والتاء للتأنيث، والفاعل هي الفاء عاطفة (بشّرنا) فعل ماض وفاعله و(ها) ضمير مفعول به (بإسحاق) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّرنا) على حذف مضاف أي بولادة إسحاق، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة الواو عاطفة (من وراء) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره وهبنا (إسحاق) مضاف إليه مجرور، (يعقوب) مفعول به للفعل المحذوف منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة.
جملة: (امرأته قائمة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ضحكت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (بشّرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ضحكت.
وجملة: (وهبنا)...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بشرناها.
الصرف:
(إسحاق)، اسم علم أعجميّ ممنوع من الصرف، والألف فيه تحذف (إسحاق) أو تبقى (إسحاق).
.إعراب الآية رقم (72):
{قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عَجِيبٌ (72)}.
الإعراب:
(قالت) مثل ضحكت، (يا) أداة نداء وتعجّب (ويلتا) منادى متعجّب به مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن ياء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، و(الألف) المنقلبة عن ياء في محلّ جرّ مضاف إليه الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (ألد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا الواو واو الحال (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عجوز) خبر مرفوع الواو عاطفة (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بعلي) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء..
والتاء ضمير مضاف إليه (شيخا) حال من بعلي، والعامل ما في الإشارة من معنى الفعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (هذا) مثل الأول في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (شيء) خبر إنّ مرفوع (عجيب) نعت لشيء مرفوع.
جملة: (قالت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا ويلتا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ألد...) لا محلّ لها جواب النداء والتعجّب.
وجملة: (أنا عجوز..) في محلّ نصب حال من فاعل ألد.
وجملة: (هذا بعلي...) في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة.
وجملة: (إنّ هذا لشيء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ويلتا)، ويلة، والألف منقلبة عن ياء المتكلّم، كلمة تقال لدى أمر عظيم خيرا كان أم شرّا، والويل في الأصل مصدر لفعل لا وجود له في اللغة، شأنه في ذلك شأن (ويح، ويس، ويب)، وانقلاب الياء ألفا هو بسبب مدّ الصوت في التعجّب كالندبة.
(عجوز)، صفة مشبّهة من عجز يعجز باب نصر وباب كرم، وزنه فعول، وهذه الصفة يستوي فيها التذكير والتأنيث، جمعه عجز بضمّتين وعجائز.
(شيخا)، صفة مشبّهة من شاخ يشيخ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(عجيب)، صفة مشبّهة من عجب يعجب باب فرح، وزنه فعيل.
.إعراب الآية رقم (73):
{قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}.
الإعراب:
(قالوا) فعل ماض وفاعله الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (تعجبين) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والياء ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (من أمر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعجبين)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (رحمة) مبتدأ مرفوع (اللّه) مثل السابق الواو معطوف على رحمة (بركات) مرفوع والهاء مضاف إليه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (أهل) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب (البيت) مضاف إليه مجرور (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه (حميد) خبر مرفوع (مجيد) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعجبين...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (رحمة اللّه.. عليكم) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (النداء...) لا محلّ لها استئناف في معرض الرحمة.
وجملة: (إنّه حميد...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّنة لحقيقة الاستفهام.
الصرف:
(مجيد)، صفة مشبهة من فعل مجد يمجد باب كرم وزنه فعيل، وقد يأتي من باب نصر، وأصل المجد في كلامهم السعة.
.إعراب الآية رقم (74):
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ذهب) فعل ماض (عن إبراهيم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب)، وعلامة الجرّ الفتحة (الروع) فاعل مرفوع الواو عاطفة (جاءت) مثل ذهب، والتاء للتأنيث والهاء ضمير مفعول به (البشرى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (يجادل) مضارع مرفوع و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلنا) على حذف مضاف أي في شأن قوم لوط (لوط) مضاف إليه مجرور.
جملة: (ذهب.. الروع...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره اجترأ على خطابهم أو فطن إلى مجادلتهم، دلّ على ذلك الجملة المستأنفة يجادلنا.
وجملة: (جاءته البشرى...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ذهب.
وجملة: (يجادلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة- تفسر جواب الشرط.
الصرف:
(الروع)، مصدر سماعيّ لفعل راع يروع باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو روعا.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ...) أي يجادل رسلنا في حالهم وشأنهم، ففيه مجاز في الاسناد.
.إعراب الآية رقم (75):
{إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}.
الإعراب:
(إنّ إبراهيم) حرف مشبّه بالفعل واسمه.. اللام المزحلقة (حليم) خبر مرفوع (أوّاه، منيب) خبر إن.
(والجملة...). لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(منيب)، اسم فاعل من أناب الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين أصله منيب- بضمّ الميم وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها فأصبح (منيب).. وفيه إعلال بالقلب أيضا لأن الياء أصلها واو فهو من ناب ينوب بمعنى رجع، فلما تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء.
.إعراب الآية رقم (76):
{يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}.
الإعراب:
(يا إبراهيم) مثل يا صالح، (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض)، (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور.. والكاف ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (إنّهم) مثل إنّه (آتي) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(هم) ضمير مضاف إليه (عذاب) فاعل اسم الفاعل مرفوع، (غير) نعت لعذاب مرفوع (مردود) مضاف إليه مجرور.
جملة: (يا إبراهيم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أعرض عن هذا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّه قد جاء أمر...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (جاء أمر...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّهم آتيهم...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(مردود)، اسم مفعول من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعول، فكّ الإدغام لتكون واو مفعول بين عين الكلمة ولأمها.
.إعراب الآيات (77- 78):
{وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي ءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لمّا جاءت) مثل لمّا ذهب، (والتاء) للتأنيث (رسل) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف (لوطا) مفعول به منصوب (سيء) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سيء)، الواو عاطفة (ضاق) فعل ماض، والفاعل هو (بهم) مثل الأول متعلّق ب (ضاق)، (ذرعا) تمييز منصوب الواو عاطفة (قال) مثل ضاق (هذا) اسم إشارة مبتدأ (يوم) خبر مرفوع (عصيب) نعت ليوم مرفوع.
جملة: (جاءت رسلنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (سيء بهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ضاق بهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (هذا يوم...) في محلّ نصب مقول القول.
الواو عاطفة (جاءه قومه) مثل جاءت رسلنا (يهرعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل، (إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يهرعون)، الواو حالية (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعملون)، (كانوا) فعل ماض ناقص..
والواو اسم كان (يعملون) مثل يهرعون (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بناتي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه (هنّ) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (أطهر) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأطهر الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اتّقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخزوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المحذوفة مفعول به (في ضيفي) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخزوا) على حذف مضاف أي في شأن ضيفي.. والياء مضاف إليه الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- (منكم) مثل لكم متعلّق بخبر مقدّم (رجل) اسم ليس مؤخّر مرفوع (رشيد) نعت لرجل مرفوع.
وجملة: (جاءه قومه....) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف من الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: (يهرعون إليه) في محلّ نصب حال من قوم.
وجملة: (كانوا يعملون...) في محلّ نصب حال من قوم.
وجملة: (يعملون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابها..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هؤلاء بناتي) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (هنّ أطهر...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اتّقوا اللّه) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم راشدين فاتّقوا اللّه.
وجملة: (لا تخزون...) معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
وجملة: (أليس منكم رجل...) لا محلّ لها استئنافيّة مفسّرة لجملة الشرط المقدّر.
الصرف:
(ضاق)، فيه إعلال بالقلب، أصله ضيق- مضارعه يضيق- فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(ذرعا)، مصدر سماعيّ لفعل ذرع يذرع باب فتح بمعنى قاس بالذراع، قال الأزهريّ الذرع يوضع موضع الطاقة، والذرع كناية عن الوسع، وزنه فعل بفتح فسكون.
(عصيب)، صيغة مبالغة لاسم الفاعل من فعل عصب يعصب الشيء: ربطه باب ضرب وهو متعدّ، أو هو صفة مشبّهة من فعل عصب يعصب اللحم كثر عصبه من باب فرح، والصفة منه تأتي على وزن فعل بفتح فكسر.
(ضيف)، الضيف في الأصل مصدر، ثمّ أطلق على الطارق ليلا فأصبح اسما جامدا، ويطلق على مفرد وجمع وعلى مذكر ومؤنّث، وقد يثنى فيقال ضيفان، ويجمع فيقال أضياف وضيوف وضيفان، وزنه فعل بفتح فسكون.
(رشيد)، صفة مشبّهة من فعل رشد يرشد باب نصر وباب فرح وكلاهما لازم، ويقال رشد أمره أي رشد فيه- بكسر الشين- أي استقام، وزنه فعيل.
الفوائد:
- تزويج المؤمنة للكافر هل يصح؟
ورد في هذه الآية التباس مؤداه أن لوطا عليه الصلاة والسلام قال لقومه الكافرين، عند ما دخلوا عليه، وهموا بإيقاع الفاحشة في ضيوفه من الملائكة، وهم جاهلون لحالهم، قال لهم: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وقد كشف المفسرون القناع حول الالتباس الوارد في الآية الكريمة وردوا على ذلك بعدة أقوال:
1- قيل بأنه في ذلك الوقت كان يباح تزويج المسلمة بالكافر وقال الحسن بن المفضل: عرض بناته عليهم بشرط الإسلام.
2- وقال مجاهد وسعيد بن جبير أراد ببناته نساء قومه، وأضافهنّ إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته، وهو كالوالد لهم. وهذا القول هو الصحيح، وأشبه بالصواب إن شاء اللّه تعالى. والدليل عليه أن بنات لوط كانتا اثنتين وليستا بكافيتين للجماعة، وليس من المروءة أن يعرض الرجل بناته على أعدائه ليزوجهن إياهم، فكيف يليق ذلك بمنصب الأنبياء أن يعرضوا بناتهم على الكفار.
3- وقيل: إنما قال ذلك لوط على سبيل الدفع لقومه، لا على سبيل التحقيق، وإرشادا لهم إلى طريق الصواب والزواج المحلّل.
.إعراب الآيات (79- 80):{قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (79) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}.
الإعراب:
(قالوا) فعل ماض وفاعله اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمت) فعل ماض وفاعله (ما) حرف ناف اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في بنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حقّ والكاف ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ زائد (حقّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر الواو عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (نريد) مضارع مرفوع، والفاعل نحن.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (علمت...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما لنا... من حقّ) في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.
وجملة: (إنّك لتعلم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (تعلم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نريد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل (لي) مثل لنا متعلّق بخبر مقدّم الباء حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من قوّة- نعت تقدّم على المنعوت- (قوّة) اسم أنّ منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّ لي بكم قوّة) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت وجود قوّة لي (أو) حرف عطف (آوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (إلى ركن) جارّ ومجرور متعلّق ب (آوي)، (شديد) نعت لركن مجرور.
جملة: (لو (ثبت) وجود قوّة...) في محلّ نصب مقول القول لفعل قال.. وجملة قال لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب (لو) محذوف تقديره لبطشت بكم.
وجملة: (آوي...) في محلّ نصب معطوفة على جملة (ثبت) المقدّرة.
الصرف:
(ركن)، اسم للناحية من جبل أو غيره، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أركان وأركن بفتح فضمّ.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ).
أي ألجأ إلى عشيرة قوية تمنعني منكم، والركن حقيقة في أركان البناء التي يعتمد عليها البناء، ثم يتجوز به عن العشيرة المعتمد عليها في النصرة والمؤازرة، تشبيها للاعتماد عليها باعتماد البناء على الأركان.
استعارة الركن للمعين أبلغ، لأن الركن مرئي وملموس في اعتماد البناء عليه بخلاف المعين فهو لا يحس من حيث هو معين، فالاستعارة هنا أصلية.
الفوائد:
- زيادة (من):
ورد في هذه الآية (من) وهي حرف جر زائد في قوله تعالى:
{ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ} فمن حرف جر زائد، وحق مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والتقدير: مالنا حق في بناتك. وإكمالا للفائدة سنتكلم عن زيادة من:
1- تأتي من الزائدة لتوكيد العموم مثل: (ما جاءني من أحد) وشرط زيادتها ثلاثة أمور.
أ- تقدم نفي أو نهي أو استفهام بهل: كقوله تعالى:
{وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها} {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ} {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ}.
ب- كون مجرورها نكرة، كما مر في الأمثلة.
ج- كون مجرورها فاعلا، كما مر في قوله تعالى:
{وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها} أو مفعولا به كقوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ أو مبتدأ} كما مر في الآية الكريمة التي نحن بصددها {ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ}.
.إعراب الآيات (81- 83):
{قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}.
الإعراب:
(قالوا يا لوط) مثل قالوا يا صالح، (إنّا رسل) مثل إنّا.... و(رسل) خبر أنّ مرفوع (ربّك) مضاف إليه مجرور. والكاف ضمير مضاف إليه (لن) حرف نفي ونصب (يصلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصلوا)، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أسر) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر).. والكاف ضمير مضاف إليه (بقطع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسر)، (من الليل) جارّ ومجرور نعت لقطع الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (يلتفت) مضارع مجزوم (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحد) فاعل يلتفت مرفوع (إلّا) حرف للاستثناء (امرأتك) مستثنى منصوب.. والكاف مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير الشأن اسم إنّ (مصيب) خبر مقدّم و(ها) ضمير مضاف إليه، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (أصاب) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (إنّ) مثل الأول (موعدهم) اسم إنّ منصوب.. و(هم) مضاف إليه (الصبح) خبر إنّ مرفوع الهمزة للاستفهام التقريريّ (ليس) فعل ماض ناقص (الصبح) اسم ليس مرفوع الباء حرف جرّ زائد (قريب) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء يا لوط...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّا رسل) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لن يصلوا إليك) لا محلّ لها تفسير لجواب النداء.
وجملة: (أسر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: تنبّه فأسر...
وجملة: (لا يلتفت منكم أحد) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسر...
وجملة: (إنّه مصيبها ما...) لا محلّ لها تعليل للاستثناء.
وجملة: (مصيبها ما أصابهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّ موعدهم الصبح) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أليس الصبح بقريب) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (فلمّا جاء أمرنا) مرّ إعرابها، (جعلنا) فعل ماض وفاعله (عالي) مفعول به منصوب و(ها) مضاف إليه (سافل) مفعول به ثان منصوب و(ها) مثل الأخير الواو عاطفة (أمطرنا) مثل جعلنا (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) بتضمينه معنى أنزلنا أو أسقطنا (حجارة) مفعول به منصوب (من سجّيل) جارّ ومجرور نعت لحجارة (منضود) نعت لسجّيل مجرور.
وجملة: (جاء أمرنا...) في محل جرّ مضاف إليه... والشرط وفعله وجوابه معطوف على جملة قالوا الاستئنافيّة.
وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: (أمطرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
(مسوّمة) حال منصوبة من حجارة، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة)، (ربّك) مضاف إليه مجرور والكاف مضاف إليه الواو واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما، (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ببعيد الباء حرف جرّ زائد (بعيد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: (ما هي...) في محلّ نصب حال من حجارة.
الصرف:
(أسر)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يسري، وفيه عودة الهمزة المحذوفة في المضارع، ماضيه أسرى.. وزنه أفع.
(قطع)، اسم ومعناه نصف الليل لأن قطعة منه مساوية لباقيه..
وانظر الآية (27) من سورة يونس.
(مصيب)، اسم فاعل من أصاب الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي الكلمة إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. أمّا التسكين ففي جعل حرف العلة ساكنا ونقل الحركة إلى الصاد قبله، أصله مصيب- بكسر الياء- فأصبح مصيب- بكسر الصاد وسكون الياء.
والإعلال بالقلب هو قلب الواو- لأنه من الصواب- إلى ياء لسكونها وكسر ما قبلها، والأصل مصوب نقل إلى مصيب.
(الصبح)، اسم للوقت المحدد المعروف ويمتد إلى ما قبل طلوع الشمس.
(سافل)، اسم فاعل من سفل يسفل باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فاعل، وهو الجزء المنخفض من البناء أو المدينة.
(سجّيل)، اسم جامد ذات، بمعنى الطين اليابس، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة.
(منضود)، اسم مفعول من نضد الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
إرسال المثل أو التمثيل: في قوله تعالى: (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) وهو فن يمكن تعريفه: أن يكون ما يخرجه المتكلم ساريا مسير الأفعال السائرة.
.إعراب الآيات (84- 86):
{وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}.
الإعراب:
(وإلى مدين... إله غيره) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تنقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب الواو عاطفة (الميزان) معطوف على المكيال منصوب (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أراكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنا.. و(كم) ضمير مفعول به (بخير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو حال- الواو عاطفة (إنّي أخاف) مثل إنّي أرى (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخاف)، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (محيط) نعت ليوم مجرور.
جملة: (أرسلنا) إلى مدين...) معطوفة على جملة (أرسلنا) المذكورة في سياق قصص الأنبياء المتقدّم ذكرها.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اعبدوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ما لكم من إله...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا تنقصوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدوا.
وجملة: (إنّي أراكم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أراكم بخير...) في محلّ رفع خبر إنّ (الأول).
وجملة: (إنّي أخاف...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي أراكم.
وجملة: (أخاف عليكم...) في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني).
الواو عاطفة (يا قوم) مرّ إعرابها، (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المكيال) مفعول به منصوب (الميزان) معطوف على المكيال بالواو منصوب (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل أوفوا الواو عاطفة (لا تبخسوا الناس) مثل ولا تنقصوا المكيال (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب.. و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (لا تعثوا) مثل لا تنقصوا (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا)، (مفسدين) حال مؤكّدة لمضمون الجملة منصوبة وعلامة النصب الياء.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم السابقة.
وجملة: (أوفوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا تبخسوا الناس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا تعثوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(بقيّة) مبتدأ مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخير (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان (مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء الواو عاطفة (ما أنا عليكم بحفيظ) مثل ما هي من الظالمين ببعيد.
وجملة: (بقيّة اللّه خير) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (إن كنتم مؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم مؤمنين فإنّ بقيّة اللّه خير لكم، فالخير مشروط بالإيمان.
وجملة: (ما أنا.. بحفيظ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة إن كنتم مؤمنين.
الصرف:
(المكيال)، اسم آلة من كال الثلاثيّ المتعدّي، وزنه مفعال بكسر الميم.
(بقيّة)، رسمت في المصحف بالتاء المفتوحة، وليس في القرآن غيرها رسمت كذلك.
البلاغة:
التكرار: في قوله تعالى: (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ).
فقد وقع التكرار في هذه القصة من ثلاثة أوجه، لأنه قال ولا تنقصوا المكيال والميزان، وهذا عين الأول، وليس فيه إلا التعبير بتبخسوا الناس أشياءهم. والفائدة فيه، أن القوم لما كانوا مصرين على ذلك العمل القبيح احتيج في المنع منه إلى المبالغة في التأكيد، والتكرير يفيد شدة الاهتمام بالشيء وقد نهوا أولا عن القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان، ثم ورد الأمر بالإيفاء مصرحا بلفظه، ليكون أهيج عليه وأدعى إلى الترغيب فيه.
 
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ