الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة يوسف من الآية 23 إلى الآية 41

إعراب سورة يوسف من الآية 23 إلى الآية 41




 
.إعراب الآيات (23- 29):{وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ (25) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (راودت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث والهاء ضمير مفعول به (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في بيتها) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ و(ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت)، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (غلّقت) مثل راودت والفاعل هي (الأبواب) مفعول به الواو عاطفة (قالت) مثل راودت، والفاعل هي (هيت) اسم فعل ماض بمعنى تهيّأت، اللام حرف جرّ- وهي لام التبيين-، والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف تقديره أقول (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ (اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والهاء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ، (ربيّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء ضمير مضاف إليه (أحسن) فعل ماض، والفاعل هو (مثواي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. والياء مضاف إليه (إنّ) مثل الأول والهاء ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: (راودته التي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو في بيتها...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (غلّقت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (قالت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (هيت لك) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (أعوذ) معاذ اللَّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّه ربيّ...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أحسن مثواي) في محلّ رفع خبر إنّ ثان.
وجملة: (إنّه لا يفلح الظالمون) لا محلّ لها بدل من التعليليّة.
وجملة: (لا يفلح الظالمون) في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (همت) مثل راودت الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (همت)، الواو عاطفة (همّ) فعل ماض، والفاعل هي (بها) مثل به، متعلّق ب (همّ)، (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (رأى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (برهان) مفعول به منصوب (ربّه) مضاف إليه مجرور والهاء مضاف إليه (كذلك) مرّ إعرابه، والجارّ متعلّق بمحذوف يقدّر بحسب التفسير: أريناه، أو عصمناه، أو فعلنا به... إلخ اللام للتعليل (نصرف) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم (عن) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نصرف)، (السوء) مفعول به منصوب (الفحشاء) معطوف على السوء بالواو منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن رأى) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة.. وجواب لولا محذوف يفسره الكلام قبله أي: لولا أن رأى...
لهمّ بها.
والمصدر المؤوّل (أن نصرف..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف الذي تعلّق به كذلك.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير اسم إنّ (من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و(نا) ضمير مضاف إليه (المخلصين) نعت لعباد مجرور، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (همت به...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (همّ بها) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
والجملة الاسميّة: (لولا رؤية البرهان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (رأى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (نصرف...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: (إنّه من عبادنا...) لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة (استبقا) فعل ماض.. و(الألف) ضمير في محلّ رفع فاعل (الباب) منصوب على نزع الخافض أي إلى الباب، الواو عاطفة (قدّت) مثل راودت (قميصه) مفعول به منصوب. والهاء مضاف إليه (من دبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّت)، الواو عاطفة (ألفيا) مثل استبقا (سيدها) مفعول به منصوب.. و(ها) مضاف إليه (لدى) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي موجودا لدى الباب (الباب) مضاف إليه مجرور (قالت) مثل راودت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (جزاء) خبر مرفوع (من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أراد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا).. والكاف مضاف إليه (سوءا) مفعول به منصوب (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ (يسجن) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يسجن..) في محلّ رفع بدل من جزاء.
(أو) حرف عطف (عذاب) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل مرفوع مثله (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
وجملة: (استبقا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المقدّر.
وجملة: (قدّت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.
وجملة: (ألفيا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.
وجملة: (قالت...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما جزاء...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أراد...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يسجن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (راودت) مثل الأول والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به، والفاعل هي (عن نفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودت)، والياء مضاف إليه، الواو عاطفة (شهد) فعل ماض (شاهد) فاعل مرفوع (من أهلها) جارّ ومجرور نعت لشاهد.. و(ها) مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (قميصه) اسم كان مرفوع.. والهاء مضاف إليه (قدّ) فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدّ)، الفاء رابطة لجواب الشرط (صدقت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث، الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (من الكاذبين) جارّ ومجرور خبر، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (هي راودتني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (راودتني...) في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.
وجملة: (شهد شاهد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال..
وجملة: (كان قميصه قدّ...) لا محلّ لها تفسر الشهادة.
وجملة: (قدّ من قبل) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (قد) صدقت...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (هو من الكاذبين) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
الواو عاطفة (إن كان... وهو من الصادقين) مثل نظيرها مفردات وجملا.
الفاء عاطفة (لما رأى قميصه) مثل لما بلغ أشدّه، (قدّ من دبر) مثل قدّ من قبل (قال) كالسابق (إنّه من كيدكنّ) مثل إنّه من عبادنا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (كيدكنّ) اسم منصوب.. و(كنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.. والنون المشدّدة علامة جمع الإناث (عظيم) خبر مفوع.
وجملة: (رأى قميصه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قدّ من دبر...) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (قال...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّه من كيدكنّ) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ كيدكنّ عظيم) لا محلّ لها في حكم التعليليّة.
(يوسف) منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضم في محلّ نصب (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت (عن) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أعرض)، الواو عاطفة (استغفري) مثل أكرمي، (لذنبك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استغفري).. والكاف مضاف إليه (إنّك) حرف مشبه بالفعل..
والكاف اسم إنّ (كنت) فعل ماض ناقص.. والتاء ضمير اسم كان (من الخاطئين) جارّ ومجرور خبر كان وجملة النداء: (يوسف...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (أعرض...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (استغفري...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (إنّك كنت...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كنت من الخاطئين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(هيت)، اختلف في تخريج هذا اللفظ، فبعضهم جعل التاء أصليّة، واللفظ هو اسم فعل ماض أو أمر، وبعضهم جعل التاء ضمير الرفع دخل على فعل هاء يهيء مثل جاء يجيء، أو هاء يهاء مثل شاء يشاء، وخفّفت الهمزة ياء ساكنة على لغة أهل الحجاز... إلخ.
(معاذ)، مصدر ميميّ من عاذ يعوذ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين..
وفيه إعلال بالقلب لأن الألف أصلها واو، والأصل فيه معوذ بفتح الميم والواو، فلما جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(المخلصين)، جمع المخلص، اسم مفعول من الرباعي أخلصهم اللَّه أي اجتباهم واختارهم، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(لدى) اسم ظرفي فيه إعلال قلبت الياء ألفا لمجيئها بعد فتح، وتعود الياء بإضافة الظرف إلى ضمير.
(قبل)، اسم ضد الدبر مأخوذ من قبل قبلا أي قدم وقرب، وزنه فعل بضمّتين، وقد يلفظ بسكون الباء.
(الخاطئين)، جمع الخاطئ، اسم فاعل من خطئ يخطأ باب فرح، وزنه فاعل، مؤنّثه خاطئة.
البلاغة:
1- تقرير الغرض المسوق له الكلام: وذلك في قوله تعالى: (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ) فإيراد الموصول، دون امرأة العزيز، مع أنه أخصر وأظهر لتقرير المراودة، فإن كونه في بيتها مما يدعو إلى ذلك، قيل لواحدة: ما حملك على ما أنت عليه مما لا خير فيه؟ قالت: قرب الوساد، وطول السواد ولإظهار كمال نزاهته عليه السلام، فإن عدم ميله إليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها، واستعصاءه عليها مع كونه تحت يدها، ينادى بكونه عليه السلام في أعلى معارج العفة.
2- قوله تعالى: (هِيَ راوَدَتْنِي) فإن (هي) ضمير باتفاق، وليس هو للغائب بل لمن بالحضرة، وكذا (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) وهذا في المتصل وذاك في المنفصل.
وقال السراج البلقيني في رسالته المسماة (نشر العبير لطي الضمير):
الضمير المفسر لضمير الغائب، إما مصرح به، أو مستغنى بحضور مدلوله حسا أو علما. فالحسن نحو قوله تعالى: (هِيَ راوَدَتْنِي) و(يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) كما ذكر ابن مالك، وتعقبه بأنه ليس كما مثل به، لأن هذين الضميرين عائدان على ما قبلهما، فضمير (هِيَ راوَدَتْنِي) عائد على الأهل في قولها: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) ولما كنت عن نفسها بذلك ولم تقل بي بدل (بأهلك) كنى هو عليه السلام عنها بضمير الغيبة فقال: (هِيَ راوَدَتْنِي) ولم يخاطبها بأنت راودتني، ولا أشار إليها بهذه راودتني، وكل هذا على سبيل الأدب في الألفاظ والاستحياء في الخطاب الذي يليق بالأنبياء عليهم السلام، فأبرز الاسم في صورة ضمير الغائب تأدبا مع العزيز وحياء منه، وضمير (استأجره) عائد على موسى فمفسره مصرح بلفظه، وكأن ابن مالك تخيل أن هذا موضع إشارة لكون صاحب الضمير حاضرا عند المخاطب، فاعتقد أن المفسر يستغني عنه بحضور مدلوله حسا، فجرى الضمير مجرى اسم الإشارة.
الفوائد:
1- عصمة الأنبياء:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} لقد كثرت أقوال المفسرين بصدد هذه الآية. وسنورد أقربها إلى الصواب إن شاء اللَّه تعالى، ولكونها مثار تساؤل الكثيرين.
1- ولقد همّت به وهمّ بها: قال بعض المحققين الهمّ همّان همّ ثابت، وهو ما كان معه العزم والقصد والعقيدة والرضا، مثل هم امرأة العزيز فالعبد مأخوذ به ومحاسب عليه، بدليل قوله تعالى:
{وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ} والهم الثاني، هو الهم العارض، وهو الخطرة في القلب، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه الصلاة والسلام فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به. والدليل على أن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن عازما ولا راضيا بالفاحشة قوله تعالى: {قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.
2-
{لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} للمفسرين أقوال كثيرة بهذا الصدد وسننقل أهمها:
1- قال جعفر بن محمد الصادق: البرهان هو النبوة التي جعلها اللّه عز وجل في قلبه، حالت بينه وبين ما يسخط اللّه عز وجل.
2- البرهان حجة اللّه عز وجل على العبد في تحريم الزّنا، والعلم بما على الزاني من العقاب.
3- إن اللّه عز وجل طهر نفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الأخلاق الذميمة والأفعال الرذيلة، وجبلهم على الأخلاق الشريفة الطاهرة، التي تحجزهم عن فعل ما لا يليق فعله، وتكرّه إليهم الفسوق والعصيان، وتزين الإيمان والطاعة في قلوبهم بدليل قوله تعالى:
{كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.
2- حذف أداة النداء:
قال النحويون: إنه يجوز حذف أداة النداء وتقديرها، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة بقوله تعالى:
{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} وفي آيات أخرى كقوله تعالى: {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا} أي يا ربنا، وهذا كثير وشائع في أساليب العرب، وأداة النداء المحذوفة المقدرة هي (يا) لكونها أشهر أدوات النداء، ولا ينادى اسم اللّه عز وجل إلا بها.
وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل (ألا يا اسجدوا) والحرف كقوله تعالى:
{يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} وقولهم: (يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) والجملة الاسمية: كقول الشاعر:
يا لعنة اللّه والأقوام كلهم ** والصالحين على سمعان من جار

فقيل بأن (يا) فيما سبق للنداء والمنادي محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وهذا هو الصواب واللّه تعالى أعلم. وقال ابن مالك إن وليها دعاء كالبيت السابق أو أمر كما في قولنا (ألا يا اسجدوا) فهي للنداء، لكثرة وقوع النداء قبل الدعاء والأمر كقوله تعالى: {يا آدَمُ اسْكُنْ} {يا نُوحُ اهْبِطْ} {وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ} وإلا فهي للتنبيه..إعراب الآيات (30- 31):{وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال) فعل ماض (نسوة) فاعل مرفوع (في المدينة) جارّ ومجرور نعت لنسوة (امرأة) مبتدأ مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (تراود) مضارع مرفوع (فتاها) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و(ها) مضاف إليه (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تراود).. والهاء مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (شغفها) فعل ماض.. والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو (حبّا) تمييز منصوب منقول عن الفاعل (إنّا) مرّ إعرابه، اللام للتوكيد (نراها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و(ها) مفعول به، والفاعل نحن (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مبين) نعت لضلال مجرور.
جملة: (قال نسوة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (امرأة العزيز تراود...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تراود فتاها...) في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: (قد شغفها...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (إنّا لنراها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نراها...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الفاء عاطفة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أرسلت)، (سمعت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث، والفاعل هي (بمكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (سمعت)، (هنّ) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أرسلت) مثل سمعت (إلى) حرف جرّ و(هن) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلت)، الواو عاطفة (أعتدت) مثل سمعت (لهنّ) مثل إليهنّ متعلّق ب (أعتدت)، (متّكأ) مفعول به منصوب الواو عاطفة (آتت) مثل سمعت (كلّ) مفعول به أوّل منصوب (واحدة) مضاف إليه مجرور (منهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بنعت لكلّ واحدة (سكّينا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (قالت) مثل سمعت (اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (عليهنّ) مثل إليهنّ متعلّق بحال من فاعل اخرج، (فلما) مثل الأول (رأين) فعل ماض مبني على السكون.. والنون ضمير فاعل والهاء مفعول به (أكبرنه) مثل رأينه الواو عاطفة (قطّعن) مثل رأين (أيدي) مفعول به منصوب و(هنّ) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (قلن) مثل رأين (حاش) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة للتخفيف، والفاعل هو أي يوسف (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل حاش أي مطيعا للّه، (ما) نافية عاملة عمل ليس (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بشرا) خبر ما منصوب (إنّ) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (ملك) خبر مرفوع (كريم) نعت لملك مرفوع.
وجملة: (سمعت...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أرسلت...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أعتدت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (آتت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (قالت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (اخرج عليهنّ) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (رأينه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أكبرنه...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قطّعن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
وجملة: (قلن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أكبرنه.
وجملة: (حاش للّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما هذا بشرا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إن هذا إلّا ملك....) لا محلّ لها استئناف بيانيّ للاستئناف السابق.
الصرف:
(نسوة)، اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده امرأة، وهو بكسر النون- قالوا وقد تضمّ- وهو حينئذ اسم جمع بلا خلاف.
(العزيز)، لقب للوزير الذي كان على خزائن مصر واسمه (قطفير) كما جاء في التفاسير.
(فتاها)، الألف فيه منقلبة عن ياء، جمعه فتية، ومثنّاه فتيان، أصله فتي، فلمّا تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(مكرهنّ)، مصدر سماعيّ لفعل مكر يمكر باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
(متّكأ)، اسم مكان من اتكأ الخماسيّ، استعمل في الآية اسما بمعنى الوسادة أو الطعام الذي يحتاج إلى اتّكاء، وسكين لقطعه... فهو على وزن اسم المفعول.. وفي الكلمة إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها بعد تاء الافتعال، وأصله موتكأ.. ثمّ أدغمت التاءان معا.
(سكّينا)، اسم جامد للآلة القاطعة، وزنه فعّيل بكسر الفاء مع تشديد العين.
(حاشى)، هو فعل رباعيّ مضارعه يحاشي، ورسم الألف فيه قصيرة جاء لكونها رابعة، فإذا كان حرف جرّ رسمت الألف طويلة (حاشا)، وهو عند آخرين اسم بمعنى تنزيها حيث ينوّن آخره، وقد يخفّف التنوين ضرورة أي حاشا- بالتنوين- وحاشا- من غير تنوين- (كريم)، صفة مشبّهة باسم الفاعل من كرم يكرم وزنه فعيل.
البلاغة:
1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: (ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) فقد شبهن يوسف بالملك من دون ذكر الأداة، والمقصود منه إثبات الحسن لأنه تعالى ركب في الطبائع أن لا شيء أحسن من الملك، وقد عاين ذلك قوم لوط في ضيف إبراهيم في الملائكة، كما ركب في الطباع أن لا شيء أقبح من الشيطان، وكذلك قوله تعالى في صفة جهنم:
{طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ} فكذلك قد تقرر أن لا شيء أحسن من الملك، فلما أرادت النسوة وصف يوسف بالحسن شبهنه بالملك. ولكن الأسلوب القرآني شاء أن يتجاوز المألوف من تشبيهات العرب لكل ما راعهم حسنه من البشر بالجن فأدخل فيه فنا آخر لا يبدو للناظر للوهلة الأولى، وهو فن عرفوه بأنه سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلا منه.
ليخرج كلامه مخرج المدح، أو ليدل- كما هنا- على شدة الوله في الحب وقد يقصد به الذم أو التعجب أو التوبيخ أو التقرير، ويسمى هذا الفن تجاهل العارف.
2- المجاز: في قوله تعالى: (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد، فقد نهى النبي صلّى اللّه عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله وأن يأكل متكئا، وقيل أريد به نفس الطعام. قال العتبي: يقال: اتكأنا عند فلان أي أكلنا، ومن ذلك قول جميل:

فظللنا بنعمة واتكأنا ** وشربنا الحلال من قلله

وعبّر بالهيئة التي يكون الآكل المترف عن ذلك مجازا، وقيل: هو باب الكناية.
الفوائد:
- حاشا:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ} ما هذا بَشَراً يقول أبو البقاء العكبري بصدد (حاشى) في هذه الاية الكريمة: يقرأ بألفين (حاشا). والجمهور على أنه هنا فعل. وقد صرف منه أحاشي. ويؤيد ذلك دخول اللام على اسم اللّه تعالى. ولو كان حرف جر لما جاء بعده حرف جر وفاعله مضمر تقديره (حاشا يوسف): أي بعد من المعصية بحرف اللّه. وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، ويقرأ بحذف الألف للتخفيف.
هذا ما أورده أبو البقاء العكبري. وإتماما للفائدة، فإننا سنوضح ما يتعلق ب (حاشا) لأنها تبهم على الكثير فحاشا ترد على ثلاثة أوجه:
1- أن نكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته، والدليل قول النابغة الذبياني:

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ** ولا أحاشي من الأقوام من أحد

2- أن تكون تنزيهيه، كما مر في الآية الكريمة (حاشى للّه) وهي اسم للتنزيه كقوله تعالى: {مَعاذَ اللَّهِ} ونعربها نائب مفعول مطلق.
3- وتكون للاستثناء، وغالب أحوالها أنها حرف جر يفيد الاستثناء، والاسم بعدها مجرور، كقولنا: كلكم مخطئ حاشا زيد وذهب بعض النحاة إلى جواز وجه آخر وهو أن نعتبرها فعلا جامدا يفيد الاستثناء والاسم بعدها مفعول به منصوب كقولهم: (اللهم اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان).

.إعراب الآية رقم (32):
{قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}.
الإعراب:
(قالت) فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل هي الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذلكنّ) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، واللام للبعد و(كنّ) حرف خطاب جمع الإناث (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (لمتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تنّ) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل النون نون الوقاية الياء ضمير مفعول به (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لمتنّ) على حذف مضاف أي في حبّه، الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (راودت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والهاء ضمير مفعول به (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راودته).. والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة (استعصم) فعل ماض والفاعل هو الواو استئنافيّة اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (يفعل) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمره) مضارع مرفوع، والهاء مفعول به، والفاعل أنا اللام لام القسم (يسجننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع..
والنون نون التوكيد وهو مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو الواو عاطفة (ليكوننّ) لام القسم ومضارع ناقص مثل يسجننّ في البناء، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الصاغرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر يكونن.
جملة: (قالت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذلكنّ الذي) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتنّ قد لمتنني فذلك الذي لمتنني فيه.. وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لمتنّني...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (راودته) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: (استعصم) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: (إن لم يفعل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمره) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
وجملة: (يسجننّ) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (يكونن من الصاغرين) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(لمتنّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فهو فعل معتل أجوف حذفت عينه لذلك، وزنه فلتنّ.
البلاغة:
الحذف: في قوله تعالى: (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) والتقدير في حبه، لأن الذوات لا يتعلق بها لوم. ودليل تقدير في حبه قوله: (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) في مراودته، ولعلها أولى بدليل قوله: (تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ). وإنما قلنا أولى لأنه فعلها، بخلاف الحب، فإنه أمر قهري لا يلام عليه إلا من حيث تعاطي أسبابه، أما المراودة فهي حاصلة باكتسابها، فهي قادرة على دفعها، فيتأتى اللوم عليها، بخلاف الحب، فإنه ليس فعلا لها، ولا تقدر على دفعه، لأن الحب المفرط قد يقهر صاحبه ولا يطيق أن يدفعه، وحينئذ فلا يلام عليه. وعلى كل حال فهو من أسبابه.
.إعراب الآيات (33- 35):
{قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء المحذوفة مضاف إليه (السجن) مبتدأ مرفوع (أحبّ) خبر مرفوع (إلى) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأحبّ، (يدعون) مضارع مبنيّ على السكون.. والنون نون النسوة فاعل والنون الثانية للوقاية والياء مفعول به (إليه) مثل إليّ متعلّق ب (يدعون)، الواو عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لا) حرف نفي (تصرف) مضارع مجزوم فعل الشرط (عنّي) مثل إليّ متعلّق ب (تصرف)، (كيدهنّ) مفعول به منصوب.. و(هنّ) ضمير مضاف إليه (أصب) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (إليهنّ) مثل إليّ متعلّق ب (أصب)، الواو عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (أصب)، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكن.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: (ربّ...) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (السجن أحبّ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يدعونني إليه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إلّا تصرف عنّي...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: (أصب إليهنّ...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (أكن من الجاهلين) لا محلّ لها جواب معطوفة على جملة أصب.
الفاء عاطفة (استجاب) فعل ماض اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق به (استجاب)، (ربّه) فاعل مرفوع.. والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة (صرف) مثل استجاب، والفاعل هو (عنه) مثل له متعلّق ب (صرف)، (كيدهنّ) مثل الأول (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل، (السميع) خبر إنّ مرفوع (العليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (استجاب له ربّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: (صرف عنه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجاب..
وجملة: (إنّه.. السميع...) لا محلّ لها تعليليّة.
(ثمّ) حرف عطف (بدا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم في قوله: (السجن أحبّ)، والتقدير: بدا لهم أن يسجنوه..، اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (بدا)، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (بدا)، (ما) حرف مصدريّ (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة.
والمصدر المؤوّل (ما رأوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
اللام لام القسم لقسم مقدّر (يسجننّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين- الواو والنون من الأولى المشدّدة- فاعل.. والنون المشدّدة نون التوكيد، والهاء ضمير مفعول به (حتّى) حرف جرّ (حين) مجرور بحرف الجرّ متعلّق ب (يسجننّه).
وجملة: (بدا لهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صرف..
وجملة: (رأوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يسجننّه) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب معمولة لقول مقدّر هو حال من ضمير الغائب في لهم أي: بدا لهم أن يسجنوه قائلين واللّه ليسجننّه حتّى حين.
الصرف:
(السجن)، اسم جامد للمكان المخصّص لحجر الحرّيّة، وزنه فعل بكسر فسكون.. وبفتح السين هو مصدر.
(أصب)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أصبو، وزنه أفع.
الفوائد:
هل تقع الجملة فاعلا أو نائب فاعل أو مبتدأ؟ هذا مثار خلاف بين النحاة. وسنورد ما ذكره ابن هشام في المغني بهذا الصدد.
قوله تعالى:
{ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} فجملة ليسجننه، قيل: هي مفسرة للضمير في بدا الراجع إلى البداء المفهوم منه، والتقدير ثم بداء لهم البداء سجنه. والتحقيق أنها جواب لقسم مقدر، وأن القسم المقدر مع جوابه هو الجملة المفسرة. وقال الكوفيون الجملة (ليسجننه) فاعل، ثم قال هشام وثعلب وجماعة: يجوز ذلك في كل جملة، وقال الفراء وجماعة: جوازه مشروط بكون الجملة السابقة فعلها قلبي، وأن تقترن الجملة الواقعة فاعلا بأداة معلقة، نحو: ظهر لي أقام زيد، وعلم هل قعد عمرو، ويقول ابن هشام تعليقا على ذلك: وبعد فعندي أن المسألة صحيحة، ولكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات. وفي قوله تعالى: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} زعم ابن عصفور أن البصريين يقدرون نائب الفاعل في قيل ضمير المصدر، أي وإذا قيل لهم قول وجملة لا تفسدوا مفسرة لذلك الضمير، والصواب أن النائب عن الفاعل هي الجملة (لا تفسدوا) لأنها كانت قبل حذف الفاعل منصوبة بالقول، فكيف انقلبت مفسرة؟ والمفعول به هو الذي ينوب عن الفاعل؟ وقولهم: الجملة لا تكون فاعلا ولا نائبا عنه جوابه أن التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع في محل رفع مبتدأ أيضا في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا حول ولا قوة إلا باللّه كنز من كنوز الجنة» وفي المثل زعموا مطية الكذب فجملة (لا حول ولا قوة إلا با للّه) في محل رفع مبتدأ.
ومن هنا لم يحتج الخبر إلى رابط في نحو قولي: لا إله إلا اللّه.
.إعراب الآية رقم (36):{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (دخل) فعل ماض (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (دخل).. والهاء ضمير مضاف إليه (السجن) مفعول به منصوب (فتيان) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الألف (قال) مثل دخل (أحدهما) فاعل مرفوع، و(هما) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّي أراني) مثل إنّا لنراها، والنون للوقاية، والفاعل أنا (أعصر) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (خمرا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (قال الآخر...
أحمل) مثل المتقدّمة (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أحمل)، (رأسي) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه (خبزا) مفعول به منصوب (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تأكل)، (نبّئنا) فعل أمر.. و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (بتأويله) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (نبّئ)، (إنّا نراك من المحسنين) مثل إنّا لنراها في ضلال، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (دخل.. فتيان) لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي فسجن يوسف ومعه دخل السجن فتيان..
جملة: (قال أحدهما...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي أراني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أراني أعصر...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أعصر خمرا) في محلّ نصب حال.
وجملة: (قال الآخر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال أحدهما.
وجملة: (إنّي أراني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أراني أحمل...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أحمل.. خبزا) في محلّ نصب حال- أو مفعول به ثان- وجملة: (تأكل الطير منه) في محلّ نصب نعت ل (خبزا).
وجملة: (نبّئنا بتأويله) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (إنّا تراك...) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (نراك من المحسنين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(خبزا)، اسم جامد، وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) أي عنبا. والعلاقة ما يؤول إليه، فقد سمى العنب خمرا لأنه يؤول إلى الخمر لكونه المقصود من العصر. وقيل الخمر هو العنب حقيقة بلغة عمان. وفي قراءة ابن مسعود أعصر عنبا.
.إعراب الآيات (37- 38):
{قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (لا) حرف نفي (يأتيكما) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كما) ضمير مفعول به (طعام) فاعل مرفوع (ترزقانه) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و(الألف) ضمير نائب الفاعل، والهاء مفعول به (إلّا) أداة حصر (نبأت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل و(كما) ضمير مثل الأول (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (نبّأت)..
والهاء مضاف إليه (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (نبّأت)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتيكما) مضارع منصوب.. و(كما) مثل الأول، والفاعل هو أي طعام.
والمصدر المؤوّل (أن يأتيكما) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد والكاف للخطاب و(ما) حرف للتثنية (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ، والعائد محذوف أي علّمني إيّاه ربّي (علّمني) فعل ماض والنون للوقاية، والياء مفعول به (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ. والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (تركت) مثل نبّأت (ملّة) مفعول به منصوب (قوم) مضاف إليه مجرور (لا) مثل الأول (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يؤمنون الواو عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (كافرون)، (هم) مثل الأول وتأكيد له (كافرون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا يأتيكما طعام...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ترزقانه...) في محلّ رفع نعت لطعام.
وجملة: (نبّأتكما) في محلّ رفع نعت ثان لطعام.
وجملة: (يأتيكما) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ذلكما ممّا علّمني...) لا محلّ لها استئناف بياني- أو تعليليّة- وجملة: (علّمني ربّي) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّي تركت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تركت ملّة...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لا يؤمنون باللّه) في محلّ جرّ نعت لقوم.
وجملة: (هم.. كافرون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يؤمنون.
الواو عاطفة (اتّبعت ملّة آبائي) مثل تركت ملّة قوم، وعلامة نصب آباء الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (إبراهيم) بدل من آباء مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، ومثله (إسحاق، يعقوب) معطوفين عليه بحرفي العطف (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (أن نشرك) مثل أن يأتي، والفاعل نحن (باللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نشرك)، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن نشرك..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(ذلك من فضل..) مثل ذلكما ممّا علّمني (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفضل الواو عاطفة (على الناس) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (علينا) لأنه معطوف عليه، الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكنّ منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور (لا يشكرون) مثل لا يؤمنون.
وجملة: (اتّبعت...) في محلّ رفع معطوفة على جملة تركت.
وجملة: (ما كان لنا...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (نشرك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ذلك من فضل اللّه..) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (لكنّ أكثر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من فضل اللّه.
وجملة: (لا يشكرون) في محلّ رفع خبر لكنّ.
.إعراب الآية رقم (39):
{يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (39)}.
الإعراب:
(يا) أداة نداء (صاحبي) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الياء (السجن) مضاف إليه مجرور الهمزة للاستفهام (أرباب) مبتدأ مرفوع (متفرّقون) نعت لأرباب مرفوع، وعلامة الرفع الواو (خير) خبر مرفوع (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (اللّه) معطوف على أرباب مرفوع (الواحد) نعت للفظ الجلالة (القهّار) نعت ثان مرفوع.
جملة النداء: (يا صاحبي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أأرباب.. خير) لا محلّ لها جواب النداء.
الصرف:
(متفرّقون)، جمع متفرّق اسم فاعل من تفرّق الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(القهّار)، من صيغ المبالغة، وزنه فعّال من قهر الثلاثيّ.
.إعراب الآية رقم (40):
{ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)}.
الإعراب:
(ما) نافية (تعبدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من أسماء.
والهاء مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (أسماء) مفعول به منصوب (سمّيتموها) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل والواو زائدة بتباع حركة الميم و(ها) ضمير مفعول به (أنتم) ضمير منفصل تأكيد للمتّصل فاعل الفعل في محلّ رفع الواو عاطفة (آباؤكم) معطوف على ضمير الفاعل مرفوع.. و(كم) مضاف إليه (ما) كالأول (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) على حذف مضاف أي بعبادتها (من سلطان) مثل من شيء (إن) حرف نفي (الحكم) مبتدأ مرفوع (إلّا) مثل الأول (للّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (أمر) فعل ماض، والفاعل هو (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) مثل الأول (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدوا.
والمصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أمر وهو المفعول الثاني، أمّا الأول محذوف أي: أمر الناس عدم عبادة إله غير اللّه.. أو عبادة اللّه.
(ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى التوحيد (الدين) خبر مرفوع (القيّم) نعت للدين مرفوع الواو عاطفة (لكنّ... لا يعلمون) مثل لكنّ... يشكرون.
جملة: (ما تعبدون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سمّيتموها) في محلّ نصب نعت لأسماء.
وجملة: (ما أنزل اللّه بها من سلطان) في محلّ نصب نعت ثان لأسماء.
وجملة: (إن الحكم إلّا للّه) لا محلّ لها استئنافيّة تعليل لما سبق.
وجملة: (أمر...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليل آخر.
وجملة: (ذلك الدين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لكنّ أكثر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر لكنّ.
.إعراب الآية رقم (41):
{يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ (41)}.
الإعراب:
(يا صاحبي السجن) مرّ إعرابها، (أمّا) حرف شرط وتفصيل (أحدكما) مبتدأ مرفوع.. و(كما) ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط، (يسقي) مضارع مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (ربّه) مفعول به منصوب، والهاء مضاف إليه (خمرا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (أمّا الآخر) مثل أما أحدكما الفاء رابطة (يصلب) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء عاطفة (تأكل) مضارع مرفوع (الطير) فاعل مرفوع (من رأسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأكل)، والهاء مضاف إليه (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للأمر (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تستفتيان) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و(الألف) فاعل.
جملة النداء: (يا صاحبي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحدكما فيسقي...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يسقي...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أحدكما).
وجملة: (الآخر فيصلب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (يصلب..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الآخر).
وجملة: (تأكل الطير...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يصلب.
وجملة: (قضي الأمر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تستفتيان) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ