الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة يوسف من الآية 42 إلى الآية 60

إعراب سورة يوسف من الآية 42 إلى الآية 60




 
.إعراب الآية رقم (42):{وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف اللام حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، (ظنّ) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ناج) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتنوين، فهو اسم منقوص (من) حرف جرّ و(هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في ناج (اذكرني) فعل أمر، والنون للوقاية والياء مفعول به، والفاعل أنت (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (اذكر)، (ربّك) مضاف إليه مجرور.. والكاف مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنّه ناج..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
الفاء عاطفة (أنساه) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. والهاء مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (ذكر) مفعول به ثان منصوب (ربّه) مثل ربّك الفاء عاطفة (لبث) مثل قال: (في السجن) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبث)، (بضع) ظرف زمان منصوب نائب عن الظرف الصريح متعلّق ب (لبث)، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ظنّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (اذكرني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنساه الشيطان) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فخرج فأنساه...
وجملة: (لبث...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنساه الشيطان.
الصرف:
(ناج)، اسم فاعل من نجا الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه إعلال بالحذف فهو اسم منقوص حذف حرف العلّة لمناسبة التنوين، وحرف العلّة قبل الحذف ياء منقلبة عن واو، وأصله الناجو- بكسر الجيم- قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.. ثمّ حذفت الياء للتنوين.
(بضع)، كناية عن عدد يتراوح بين الثلاثة والتسعة، ويكون مذكّرا مع المؤنّث وبالعكس، مفردا ومركّبا ومعطوفا عليه، وزنه فعل بكسر فسكون.
الفوائد:
التعليق والإلغاء في أفعال القلوب:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا} فنقول الفعل ظن يتعدى إلى مفعولين، وقد علق عن العمل ولم يظهر مفعولاه. ولكن المصدر المؤوّل من أن واسمها وخبرها (أنه ناج) سد مسد المفعولين. وسنوضح هذه القاعدة لأهميتها ودقتها:
التعليق إبطال عمل أفعال القلوب لفظا لا محلا، وذلك لقيام مانع يمنعها من عملها، فتكون الجملة في محل نصب تسد مسد مفعول أو أكثر، وهذه مواضع التعليق:
1- أن يلي الفعل ماله الصدارة، وهو هنا الاستفهام، أو لام الابتداء، أو لام القسم.
مثل: علمت أين أخوك، قلت لعليّ أحبّ إليّ، ولقد علمت لتأتينّ منيتي.
2- أن يليه إحدى الأدوات النافية مثل: وجدت لا المدّعي صادق ولا المدّعى عليه. فالجمل في جميع الأمثلة السابقة سدت مسد المفعولات.
وأما الإلغاء فإبطال العمل لفظا ومحلا. وذلك جائز حين يتوسط الفعل بين مفعولين أو يتأخر عنهما. مثل: خالدا ظننت مسافرا أو خالد ظننت مسافر، خالدا مسافرا ظننت أو خالد مسافر ظننت، فإذا توسط الفعل فالإلغاء والإعمال سواء، أما إذا تأخر الفعل فالإلغاء أحسن.
.إعراب الآية رقم (43):
{وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (43)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال الملك إنيّ أرى) مثل قال أحدهما إنّي أراني، (سبع) مفعول به منصوب (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور (يأكلهنّ) مضارع مرفوع.. و(هنّ) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (سبع) فاعل مرفوع (عجاف) نعت لسبع مرفوع الواو عاطفة (سبع سنبلات) مثل سبع بقرات فهو معطوف عليه (خضر) نعت لسنبلات مجرور الواو عاطفة (أخر) معطوف على سبع سنبلات منصوب، ومنع من التنوين لأنه نعت معدول عن لفظ آخر، (يابسات) نعت لأخر، (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الملأ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتوني) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به (في رؤياي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفتوا) على حذف مضاف أي في تفسير رؤياي..
علامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، والياء مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان اللام زائدة للتقوية (الرؤيا) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به مقدّم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (تعبرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (قال الملك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي أرى...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يأكلهنّ) في محلّ جرّ نعت لبقرات وجملة النداء: (يأيّها الملأ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أفتوني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كنتم.. تعبرون) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم.. فأفتوني.
وجملة: (تعبرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(سمان)، جمع سمينة مؤنّث سمين، صفة مشبّهة من فعل سمن يسمن باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سمان فعال بكسر الفاء.
(عجاف)، جمع عجفاء مؤنّث أعجف، صفة مشبّهة من عجف يعجف باب فرح وباب كرم، وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء، والجمع فعال بكسر الفاء. وقد يكون عجاف جمعا لعجفة مؤنّث عجف زنة فعل بفتح الفاء وكسر العين، أي ضعيف هزيل.
(خضر)، جمع خضراء مؤنّث أخضر، صفة مشبّهة من خضر يخضر باب فرح وزنه أفعل والمؤنّث فعلاء والجمع فعل بضم الفاء وسكون العين.
(أفتوني)، فيه إعلال بالحذف، أصله أفتيوني بضمّ الياء قبل الواو، ثمّ سكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه أفعوني.
الفوائد:
- عقد بعض النحاة فصلا ضمنه خصائص كان من بين سائر أخواتها فوجدها ستة أشياء:
أ- أنها قد تأتي زائدة وتكون زيادتها بشرطين:
أولا: أن تكون بلفظ الماضي وشذت زيادتها بلفظ المضارع.
ثانيا: أن تكون بين شيئين متلازمين.
وأكثر ما تزاد بين ما وفعل التعجب نحو: ما كان أعدل عمر!.
ب- انها تحذف هي واسمها ويبقى خبرها. وكثر ذلك بعد إن ولو الشرطيتين. نحو:
سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا.
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ** فما اعتذارك من قول إذا قيلا

ج- قد تحذف وحدها ويبقى اسمها وخبرها كقول الشاعر:
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

د- قد تحذف هي واسمها وخبرها جميعا ويعوض عن الجميع (ما) الزائدة وذلك بعد إن الشرطية، نحو: (افعل هذا إمّا لا..!).
هـ- قد تحذف هي واسمها وخبرها بلا عوض، نحو:

قالت بنات الحي يا سلمى وإن ** كان فقيرا معدما قالت وإن

وانه يجوز حذف نون المضارعة منها، بشرط أن يكون مجزوما بالسكون، وأن لا يكون بعده ساكن ولا ضمير متصل، نحو قوله تعالى: (لَمْ أَكُ بَغِيًّا) وقول الشاعر:
فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ** فقد أبدت المرأة جبهة ضيغم

.إعراب الآيات (44- 45):
{قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (44) وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}.
الإعراب:
(قالوا) فعل ماض وفاعله (أضغاث) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه أو تلك (أحلام) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما (بتأويل) جارّ ومجرور متعلّق بعالمين (الأحلام) مضاف إليه مجرور الباء حرف جرّ زائد (عالمين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هي) أضغاث...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما نحن.. بعالمين) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الواو عاطفة (قال) فعل ماض (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (نجا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (من) حرف جرّ و(هما) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل نجا الواو عاطفة (ادّكر) مثال قال: (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ادّكر)، (أمّة) مضاف إليه مجرور (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنبّئكم) مضارع مرفوع.. و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا ضمير مستتر (بتأويله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم)..
والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبب بالسبب، (أرسلون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل، والنون للوقاية والياء المحذوفة للتخفيف وفاصلة الآية ضمير مفعول به.
وجملة: (قال الذي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا...
وجملة: (نجا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ادّكر....) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أنا أنبّئكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنبّئكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا).
وجملة: (أرسلون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تهيّؤوا فأرسلون.
الصرف:
(أضغاث)، جمع ضغث، اسم لما اختلط من النبات- أصلا- كالحزمة من الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أضغاث أفعال.
(أحلام)، جمع حلم اسم للرؤيا، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أحلام أفعال.
(عالمين)، جمع عالم، اسم فاعل من علم الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(نجا)، فيه إعلال بالقلب، أصله نجو، مضارعه ينجو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(ادّكر)، فيه إبدالان، الأول إبدال التاء دالا، أصله اذتكر على وزن افتعل- مجرّدة ذكر- تقلب تاء الافتعال دالا بعد الذال، ثمّ قلبت الذال دالا لاقتراب المخرجين، ثمّ أدغمت الدالان فأصبح ادّكر.
(أمّة)، بضمّ الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة، ومعناها المدة أو الحين، وسمّي الحين أمّة لأنه جماعة أيّام لأن الأمة في الأصل الجماعة.
البلاغة:
1- المبالغة: في قوله تعالى: (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) فقد جمعوا الضغث، فقالوا أضغاث أحلام. وجعلوه خيرا للرؤيا، مع أنها واحدة، للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان، وهو كما تقول: فلان يركب الخيل ويلبس عمائهم الخز، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا وماله إلا عمامة فردة.
2- نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: (قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ).
فقد أراد البارئ جل وعلا نفي الأحلام الباطلة خاصة، كأنهم قالوا:
ولا تأويل للأحلام الباطلة فنكون به عالمين. وقول الملك لهم أولا (إن كنتم للرؤيا تعبرون) للتدليل على أنهم لم يكونوا في علمه عالمين بها، لأنه أتى بكلمة (إن) التي تفيد التشكيك رجاء اعترافهم بالقصور مطابقا لشك الملك الذي أخرجه مخرج الاستفهام عن كونهم عالمين بالرؤيا أولا، وقول الفتى أنا أنبئكم بتأويله إلى قوله: (لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون) دليل على ذلك أيضا والله أعلم.
.إعراب الآية رقم (46):{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}.
الإعراب:
(يوسف) منادى مفرد علم حذف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أيّ) بدل من يوسف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، (ها) حرف تنبيه (الصدّيق) نعت لأي- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (أفتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (في سبع) جارّ ومجرور متعلّق ب (أفت) على حذف مضاف أي في رؤيا سبع.. (بقرات) مضاف إليه مجرور (سمان) نعت لبقرات مجرور- أو لسبع- (يأكلهنّ سبع عجاف) مرّ إعرابها، الواو عاطفة (سبع سنبلات... يابسات) مرّ إعرابها، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجي- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (أرجع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرجع)، (لعلّهم) مثل لعلّي (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء: (يوسف...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أفتنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يأكلهنّ سبع...) في محلّ جرّ نعت لبقرات أو لسبع.
وجملة: (لعلّي أرجع...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أرجع...) في محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: (لعلّهم يعلمون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر لعلّهم.
الصرف:
(الصدّيق)، انظر الآية (75) من سورة المائدة.
(أفتنا)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء.. مضارعه يفتي بضمّ الياء الأولى، وزنه أفعنا.
.إعراب الآيات (47- 49):
{قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (تزرعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (سبع) ظرف زمان منصوب ناب عن الظرف الأصليّ متعلّق ب (تزرعون)، (سنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (دأبا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب، الفاء عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حصدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (ذروة) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل، والهاء ضمير مفعول به (في سنبلة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذروة)، والهاء مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قليلا) منصوب على الاستثناء من الهاء في (ذروة)، (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (قليلا)، (تأكلون) مثل تزرعون.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تزرعون...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (حصدتم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.
وجملة: (ذروة...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تأكلون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
(ثمّ) حرف عطف (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء
{من بعد} جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي)، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.. واللام للبعد، والكاف للخطاب (سبع) فاعل يأتي مرفوع (شداد) نعت لسبع مرفوع (يأكلن) مضارع مبنيّ على السكون.. والنون ضمير في محلّ رفع فاعل (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (قدّمتم) فعل ماض مثل حصدتم اللام حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل قدّمتم، (إلّا قليلا ممّا تحصنون) مثل إلّا قليلا ممّا تأكلون.
وجملة: (يأتي.. سبع) في محلّ نصب معطوفة على جملة تزرعون.
وجملة: (يأكلن...) في محلّ رفع نعت لسبع.
وجملة: (قدّمتم لهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تحصنون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
(ثم يأتي.. عام) مثل ثمّ يأتي... سبع (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغاث) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الناس) نائب الفاعل مرفوع الواو عاطفة (فيه) مثل الأول متعلّق ب (يعصرون) وهو مثل تزرعون.
وجملة: (يأتي.. عام) في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتي سبع.
وجملة: (يغاث الناس) في محلّ رفع نعت لعام.
وجملة: (يعصرون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يغاث.
الصرف:
(دأبا)، مصدر سماعي للثلاثي دأب، وزنه فعل بفتحتين وثمة مصدر آخر بفتح فسكون.
(شداد)، جمع شديد، صفة مشبّهة، وزنه فعيل، ووزن شداد فعال.. وثمة جمع آخر هو أشدّاء وكذلك شدود بضمّ الشين.
(يغاث)، فيه إعلال بالقلب، أصله يغيث بضمّ الياء الأولى وفتح الثانية، إذ المضارع المعلوم يغيث فلمّا أصبح مجهولا وتحرّكت الياء ثقلت الحركة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الغين، ثمّ قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فأصبح يغاث.
الفوائد:
- القرآن كلام اللّه عز وجل:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ} في هذه الآية لفتة علمية، وهي أن الحصيد إذا بقي في سنبله فإنه يبقى مصونا من السوس والتلف وقد ثبت ذلك بالخبرة والعلم، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم لم يكن مزارعا وليست لديه خبرة كهذه الخبرة، مما يثبت قطعا بأن هذا القرآن ليس من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم بل هو من عند اللّه عز وجل. وفي القرآن الكريم لفتات كثيرة من هذا القبيل، سنوردها في مواضعها إن شاء اللّه تعالى.
.إعراب الآية رقم (50):
{وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}.
الإعراب:
- الواو استئنافيّة (قال الملك) فعل وفاعل (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني)، الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال: (جاءه) فعل ماض.. والهاء مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (قال) مثل جاء، والفاعل هو أي يوسف (ارجع) فعل أمر، والفاعل أنت (إلى ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارجع).. والكاف مضاف إليه الفاء عاطفة (اسأله) فعل أمر ومفعول به.. والفاعل أنت (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بال) خبر مرفوع (النسوة) مضاف إليه مجرور (اللاتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للنسوة (قطّعن) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والنون فاعل (أيديهنّ) مفعول به منصوب.. و(هنّ) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء..
والياء مضاف إليه (بكيد) جارّ ومجرور متعلّق بعليم و(هنّ) مثل الأول (عليم) خبر إنّ مرفوع.
وجملة: (قال الملك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ائتوني به...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لمّا جاءه... قال) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الملك.
وجملة: (جاءه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ارجع...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اسأله...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول الثاني.
وجملة: (ما بال...) لا محلّ لها تفسير للسؤال.
وجملة: (قطّعن...) لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).
وجملة: (إن ربّي... عليم) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بال) اسم بمعنى الحال والعيش والشأن، وقد يأتي بمعنى القلب، والألف منقلبة عن واو.
الجزء الثالث عشر:
.إعراب الآية رقم (51):
{قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}.
الإعراب:
- (قال) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الملك (ما خطبكنّ) مثل ما بال النسوة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بخطب (راودتنّ) فعل ماض مبنيّ على السكون.
و(تنّ) ضمير في محلّ رفع فاعل (يوسف) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق ب (راود) والهاء مضاف إليه (قلن) مثل قطّعن، (حاش للّه) مرّ إعرابها، (ما) نافية (علمنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (علمنا) بتضمينه معنى أخذنا (من) حرف جرّ زائد (سوء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (قالت) فعل ماض.. والتاء تاء التأنيث (امرأة) فاعل مرفوع (العزيز) مضاف إليه مجرور (الآن) ظرف زمان مبنىّ على الفتح في محلّ منصب متعلّق ب (حصحص) وهو فعل ماض (الحقّ) فاعل مرفوع (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (راودته عن نفسه) مثل راودتنّ يوسف عن نفسه الواو عاطفة (إنّه) حرف مشبّه بالفعل واسمه، اللام المزحلقة (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر (إنّ)، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما خطبكنّ..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (راودتنّ...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قلن...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (حاش للّه) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
وجملة: (ما علمنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قالت امرأة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة:
{حصحص الحقّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنا راودته...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق.
وجملة: (راودته...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا).
وجملة: (إنّه لمن الصادقين) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنا راودته...
الصرف:
(خطب)، اسم بمعنى الشأن، وفيه معنى الفعل في الآية أي: ما فعلتنّ وما أردتنّ به.. ولهذا صح تعليق الظرف (الآن) به، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
1- الآن حصحص الحق:
في الرباعي المضعّف مذهبان:
أ- الكوفيون يرون أن العرب يبدلون إذا توالت الأمثال في مثل: وسّس، وحثّث ولبّب الحرف الثاني من الأحرف المتماثلة بالحرف الأول من الفعل فيصبح وسوس، وحثحث، ولبلب، وهكذا.
ب- البصريون يرون أنهما لغتان: حصّص لغة، وحصحص لغة أخرى وينكرون تبادل الحروف إذا تباعدت مخارجها.
2- الآن ظرف يدل على الزمن الحاضر. وهو مبني على الفتح. ولبنائه على الفتح تعليلان:
أ- ذهب أبو العباس المبرد والزمخشري وغيرهما، أن سبب بنائه على الفتح أنه جاء من أصله معرفا بالألف واللام فشبّه بالحرف وبني بناء الحروف.
ب- أما الفراء فقال: إن أصله من آن أو أنى، وهما فعلان ماضيان، فلما أدخلنا عليه الألف واللام بقي على بنائه على الفتح. فتدبّر واختر ألهمك الله الصواب.
.إعراب الآية رقم (52):{ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (52)}.
الإعراب:
- (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قلت، والمتكلّم هي امرأة العزيز واللام للبعد، والكاف للخطاب، اللام لام التعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل هو أي يوسف والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ متعلّق بالفعل المقدّر.
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لم) حرف نفي وجزم وقلب (أخنه) مضارع مجزوم والهاء مفعول به، والفاعل أنا (بالغيب) جارّ ومجرور حال من فاعل أخنه أو من مفعوله.
والمصدر المؤوّل (أنّى لم أخنه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
الواو حرف عطف (أنّ) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (لا) نافية (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (كيد) مفعول به منصوب (الخائنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه لا يهدي..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
جملة: قلت (ذلك) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق لامرأة العزيز.
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (لم أخنه...) في محلّ رفع خبر أنّ (الأوّل).
وجملة: (لا يهدي...) في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
الصرف:
(أخنه)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أخونه، حذفت الواو لالتقائها ساكنة مع النون في حال الجزم، وزنه أفله بضمّ الفاء وذلك للدلالة على نوع الحرف المحذوف.
الفوائد:
1- رجح البلاغيون أن يكون الكلام (ذلِكَ لِيَعْلَمَ...) من قول زليخا، لأنه أقرب إلى المقام، وأليق بمقام الغزل، حيث يفدي المحب من يحب بنفسه ألا ترى أنه عند ما استحكمت المحنة، وبلغت النهاية، فدته بنفسها فقالت:
(الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) وتقربت إلى قلبه بقولها (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ). ويثبت ذلك أيضا قولها للنسوة اللواتي سمعت بمكرهن: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ غير مكترثة لما فضحها به.
2- قال صاحب الانتصاف: الصحيح من مذاهب أهل السنة تنزيه الأنبياء عن الكبائر والصغائر جميعا، وتتبع الآي المشعرة بوقوع الصغائر بالتأويل.
وذهب منهم طائفة مع القدرية الى تجويز الصغائر عليهم، بشرط أن لا تكون منفرة، والصحيح عندنا في قصة يوسف عليه السلام أنه مبرأ عن الوقوع فيما يؤاخذ به، وإن الوقف عند قوله: (هَمَّتْ بِهِ) ثم يبدأ (وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) كما تقول: قتلت زيدا لولا أنني أخاف اللّه، فلا يكون الهم واقعا لوجود المانع منه، وهو رؤية البرهان.
3- إن وأخواتها حروف مشبّهة بالفعل، لوجود معنى الفعل في كل واحدة منها. فإن التأكيد والتّشبيه والاستدراك والتّمني والتّرجي من معاني الأفعال، والحروف هي: إنّ وأنّ للتّوكيد، لكنّ للاستدراك كأنّ للتّشبيه، ليت للتّمنّي لعلّ للتّرجي.
عملها: يدخل الحرف من هذه الحروف على المبتدأ والخبر فينصب الأول ويسمّى اسمها ويرفع الثاني ويسمّى خبرها.
.إعراب الآية رقم (53):
{وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) حرف نفى (أبرّئ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نفسي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (النّفس) اسم إنّ منصوب اللام المزحلقة للتوكيد (أمّارة) خبر إنّ مرفوع (بالسوء) جارّ ومجرور متعلّق بأمّارة (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل، (رحم) فعل ماض (ربّى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مثل الأول (إنّ ربّي) مثل إنّ النفس (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (ما أبرّئ...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إنّ النفس لأمّارة...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (رحم ربّي...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ ربّي غفور...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
الصرف:
(أمّارة)، صيغة مبالغة من فعل أمر الثلاثيّ، وزنه فعّالة، والتاء إمّا للتأنيث فمذكّره أمّار، وإمّا للمبالغة مثل فهّامة.
.إعراب الآية رقم (54):
{وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال) فعل ماض (الملك) فاعل مرفوع (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ائتوني)، (أستخلصه) مضارع مجزوم بجواب الطلب، والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (لنفسي) جارّ ومجرور متعلّق ب (أستخلصه)، والياء ضمير في محلّ جر مضاف إليه الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال)، (كلّمه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، أي الملك.. والهاء مفعول به (قال) مثل كلّم، والفاعل هو أي الملك (إنّك) حرف مشبّه بالفعل... والكاف اسم إنّ في محلّ نصب (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) (لدينا) ظرف مكان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمكين... و(نا) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (مكين) خبر إنّ مرفوع (أمين) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قال الملك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ائتوني به...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أستخلصه...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (كلّمه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قال...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لمّا).
وجملة: (إنّك... مكين) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(مكين)، صفة مشبّهة من مكن يمكن باب كرم، وزنه فعيل.
.إعراب الآية رقم (55):
{قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف (اجعلني) فعل أمر دعائي، والنون للوقاية، والياء مفعول به، والفاعل أنت (على خزائن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، (الأرض) مضاف إليه مجرور (إنّي حفيظ عليم) مثل إنّك مكين أمين.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: (اجعلني...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي حفيظ...) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآيات (56- 57):
{وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (57)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة الكاف حرف جرّ وتشبيه، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مكّنا...
واللام للبعد، والكاف للخطاب (مكّنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ليوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا)، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مكّنا)، (يتبوّأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (من) حرف جرّ (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتبوّأ)، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يتبوّأ)، (يشاء) مثل يتبوّأ، والفاعل هو (نصيب) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (برحمتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصيب).. و(نا) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نشاء) مثل نصيب الواو عاطفة (لا) نافية (نضيع) مثل نصيب (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (مكّنّا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتبوّأ...) في محلّ نصب حال من يوسف.
وجملة: (يشاء...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نصيب...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (نشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (لا نضيع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نصيب.
الواو واو الحال اللام لام الابتداء تفيد التوكيد (أجر) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (خير) خبر مرفوع اللام حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (كانوا) مثل آمنا وهو ناقص- ناسخ- والواو اسم كان في محلّ رفع (يتّقون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
وجملة: (أجر الآخرة خير...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (يتّقون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد:
1- حيث: ظرف للمكان مبنيّ على الضم نحو: (اجلس حيث يجلس أهل الفضل). وهي في لغة بعض الأعراب (حوث). وهي تلازم الإضافة إلى الجملة والأكثر ما تكون جملة فعلية، نحو: الآية التي نحن بصددها (حيث يشاء) ولا تضاف إلى المفرد، فإن ورد بعدها مفرد رفع على أنه مبتدأ خبره محذوف، مثل: (اجلس حيث خالد) وقد تجرّ ب (من أو إلى): ارجع من حيث أتيت. وإذا لحقتها (ما) كانت اسم شرط.
2- نسج أرباب السير حوادث حول هذه القصة الرائعة من نسج الخيال، ولفقوا روايات يبدو عليها البطلان لتفاهتها وركاكتها، أو منافاتها للعقل فعلى المرء أن يمحص تلك الروايات البادية التلفيق.
.إعراب الآيات (58- 60):
{وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ (60)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (جاء) فعل ماض (إخوة) فاعل مرفوع (يوسف) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة الفاء عاطفة (دخلوا) مثل آمنوا، (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (دخلوا) الفاء عاطفة (عرفهم) فعل ماض.. و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو الواو حاليّة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (له) مثل عليه متعلّق ب (منكرون) وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (جاء إخوة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (دخلوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (عرفهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: (هم له منكرون...) في محلّ نصب حال من مفعول عرفهم.
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (قال)، (جهّزهم) مثل عرفهم (بجهازهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (جهّزهم) بتضمينه معنى أكرمهم... و(هم) ضمير مضاف إليه (قال) فعل ماض والفاعل هو (ائتوني) مرّ إعرابه، (بأخ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، اللام حرف جر و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لأخ (من أبيكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأخ، وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة...
و(كم) ضمير مضاف إليه (ألا) أداة عرض (ترون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل (أنّي) حرف مشبّه بالفعل... والياء اسم أنّ (أوفي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل أنا (الكيل) مفعول به منصوب الواو عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (خير) خبر مرفوع (المنزلين) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّي أوفي...) في محلّ نصب سد مسد مفعولي ترون.
وجملة: (جهزهم...) في محل جر مضاف إليه.
وجملة: (قال...) لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ائتوني...) في محل نصب مقول القول.
وجملة: (ألا ترون...) لا محل لها استئناف في حيز القول.
وجملة: (أوفي...) في محل رفع خبر أن.
وجملة: (أنا خير...) في محل رفع معطوفة على جملة أوفي.
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تأتوا) مضارع مجزوم فعل الشرط.. والواو فاعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الباء حرف جر والهاء ضمير في محل جر بالباء متعلق ب (تأتوا) الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (كيل) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (لكم) مثل الأول متعلق بخبر لا (عندي) ظرف منصوب متعلق بالخبر وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة، (تقربون) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل، والنون حرف وقاية، والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به.
وجملة: (لم تأتوني...) في محل نصب معطوفة على جملة ائتوني.
وجملة: (لا كيل لكم...) في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا تقربون...) في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
الصرف:
(منكرون)، جمع منكر، اسم فاعل من (أنكر) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.
(جهاز)، اسم لحوائج المسافر أو غيره، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد تكسر على قلة.
(المنزلين)، جمع المنزل، اسم فاعل من (أنزل) الرباعي، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ