الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأحزاب

إعراب سورة الأحزاب من الآية 1 إلى الأية 34




 
.إعراب الآيات (1- 3):{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (النبيّ) بدل من أي تبعه في الرفع لفظا الواو عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون، وحرّك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين.
جملة النداء: (يأيّها..) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (اتّق...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا تطع...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (إنّ اللّه كان عليما...) لا محلّ لها تعليل للأمر وتأكيد لمضمونه.
وجملة: (كان عليما...) في محلّ رفع خبر إنّ.
(2) الواو عاطفة (ما) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (يوحى)، (من ربّك) متعلّق ب (يوحى)، (ما) حرف مصدريّ...
وجملة: (اتّبع..) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (يوحى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ اللّه كان..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان.. خبيرا..) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
(3) الواو عاطفة (على اللّه) متعلّق ب (توكّل)، (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (وكيلا) حال منصوبة.
وجملة: (توكّل...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (كفى باللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(اتّق)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، ومضارعه يتّقي، وزنه افتع.
الفوائد:
- لا أمان للكافرين:
نزلت هذه الآية، في أبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور، وعمرو بن سفيان السلمي، وذلك أنهم قدموا المدينة، ونزلوا على عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، رأس المنافقين، بعد قتال أحد، وقد أعطاهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم وعنده عمر بن الخطاب ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، فندعك وربك. فشق ذلك على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال عمر: يا رسول اللّه ائذن لي في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان. فقال عمر: اخرجوا في لعنة اللّه وغضبه، فأمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عمر رضي اللّه عنه أن يخرجهم من المدينة، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
.إعراب الآيات (4- 5):
{ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5)}.
الإعراب:
(ما) نافية (لرجل) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (قلبين) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (في جوفه) متعلّق بنعت لقلبين الواو عاطفة في المواضع الأربعة (اللائي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواج (منهنّ) متعلّق ب (تظاهرون) بتضمينه معنى تتباعدون (أمّهاتكم) مفعول به ثان منصوب عامله جعل، ومثله (أبناءكم) للفعل الثالث (بأفواهكم) متعلّق بحال من قولكم والعامل فيها الإشارة.
جملة: (ما جعل اللّه لرجل..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما جعل أزواجكم) لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: (تظاهرون...) لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي).
وجملة: (ما جعل أدعياءكم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ذلكم قولكم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اللّه يقول الحقّ..) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم قولكم.
وجملة: (يقول الحقّ..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (هو يهدي..) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يقول.
وجملة: (يهدي السبيل..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
(5) (لآبائهم) متعلّق ب (ادعوهم)، (عند) ظرف منصوب متعلّق بأقسط الفاء عاطفة (تعلموا) مضارع مجزوم فعل الشرط الفاء الثانية رابطة لجواب الشرط (إخوانكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (في الدين) متعلّق بإخوانكم لأنه على معنى المشتقّ أي موافقوكم في الدين (مواليكم) معطوف على إخوانكم ب الواو مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء الواو عاطفة (عليكم) متعلّق بخبر ليس (في ما) متعلّق بجناح (به) متعلّق ب (أخطأتم)، (لكن) للاستدراك (ما) موصول معطوف على ما السابق في محلّ جرّ، الواو استئنافيّة (رحيما) خبر ثان منصوب.
وجملة: (ادعوهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو أقسط..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لم تعملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ادعوهم..
وجملة: هم (إخوانكم) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ليس عليكم جناح) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تعلموا...
وجملة: (أخطأتم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (تعمّدت قلوبكم..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (كان اللّه غفورا..) لا محلّ لها استئنافيّة..
الصرف:
(جوف)، اسم جامد لداخل الجسم في الإنسان أو الحيوان أو غيرهما، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(أدعياء)، جمع دعيّ، صفة مشبّهة وزنه فعيل بمعنى مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله دعيو بكسر العين وسكون الياء، اجتمع الياء والواو في الكلمة والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى...
وجمعه على أفعلاء غير مقيس لأن فعيل هنا ليس على معنى فاعل كتقيّ وأتقياء، وقياسه أن يكون على وزن فعلى بفتح فسكون كقتيل وقتلى.
الفوائد:
هل يكون للرجل قلبان؟
قال المفسرون: نزلت في أبي معمر حميد بن معمر الفهري، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع، فقالت قريش: ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلا وله قلبان، وكان يقول: إن لي قلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما هزم اللّه المشركين يوم بدر، انهزم أبو معمر، فلقيه أبو سفيان، وإحدى نعليه في يده، والأخرى في رجله، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس. فقال: انهزموا، فقال له: فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده، وعن أبي ظبيان قال: قلنا لابن عباس- رضي اللّه عنهما-: أرأيت قول اللّه: ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه، ما عنى بذلك؟ قال: قام نبي اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- يوما يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: ألا ترون أنّ له قلبين: قلبا معكم، وقلبا معهم. فأنزل اللّه ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن.
أما الحديث عن الظهار، فسيرد مفصلا في سورة المجادلة، إن شاء اللّه تعالى.
2- إبطال عادة التبنيّ:
أفادت الآية نسخ التبني وإلغاءه، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل، فيجعله كالابن المولود، يدعوه إليه الناس، ويرث ميراثه، وكان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي، وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل اللّه هذه الآية، ونسخ بها التبني. وسيرد المزيد عن هذه القصة، في آيات لاحقة من هذه السورة، إن شاء اللّه.
.إعراب الآية رقم (6):
{النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6)}.
الإعراب:
(بالمؤمنين) متعلّق بأولى (من أنفسهم) متعلّق بأولى (بعضهم) مبتدأ ثان خبره أولى (ببعض) متعلّق بالخبر أولى (في كتاب) متعلّق بأولى، (من المؤمنين) متعلّق بأولى، (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن تفعلوا...) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
(إلى أوليائكم) متعلّق ب (تفعلوا) بتضمينه معنى تقدّموا (في الكتاب) متعلّق ب (مسطورا).
جملة: (النبيّ أولى..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أزواجه أمّهاتهم..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أولو الأرحام بعضهم..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (بعضهم أولى..) في محلّ رفع خبر (أولو).
وجملة: (تفعلوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كان ذلك.. مسطورا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(الأرحام)، جمع رحم، وهي القرابة، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة:
التشبيه البليغ: في قوله تعالى: (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ).
تشبيه لهن بالأمهات في بعض الأحكام، وهي: وجوب تعظيمهنّ واحترامهن، وتحريم نكاحهن ولذلك قالت عائشة رضي اللّه عنها: (لسنا أمهات النساء) تعني أنهنّ إنما كنّ أمهات الرجال، لكونهن محرمات عليهم كتحريم أمّهاتهم، ولهذا كان لابد من تقدير أداة التشبيه فيه.
.إعراب الآيات (7- 8):{وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم صرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (من النبيين) متعلّق ب (أخذنا)، وكذلك (منك) و(من نوح)، (إبراهيم) معطوف على نوح مجرور بالفتحة (ابن) نعت لعيسى أو بدل، أو عطف بيان عليه مجرور (منهم) متعلّق ب (أخذنا) الثاني.
جملة: (أخذنا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أخذنا) الثانية في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا الأولى.
(8) اللام للتعليل (يسأل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على اللّه (عن صدقهم) متعلّق ب (يسأل)، (للكافرين) متعلّق ب (أعدّ).
والمصدر المؤوّل (أن يسأل...) في محلّ جرّ متعلّق ب (أخذنا).
وجملة: (يسأل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أعدّ...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا.
البلاغة:
عطف الخاص على العام: في قوله تعالى: (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ).
لأن هؤلاء الخمسة المذكورين هم أصحاب الشرائع والكتب، وأولو العزم من الرسل، فآثرهم بالذكر، للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لإبانة خطره الجليل.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).
والغلظ: استعارة من وصف الأجرام، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه.
.إعراب الآيات (9- 15):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً (15)}.
الإعراب:
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمنادى- أو بدل منه- (عليكم) متعلّق بنعمة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب بدل من نعمة بدل اشتمال، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون...) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (بصيرا).
جملة النداء: (يا أيّها الذين..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اذكروا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (جاءتكم جنود....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أرسلنا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءتكم.
وجملة: (لم تروها...) في محلّ نصب نعت ل (جنودا).
وجملة: (كان اللّه... بصيرا) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
وجملة: (تعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
(10) (إذ) بدل من الأول في محلّ نصب (من فوقكم) متعلّق بحال من فاعل جاؤوكم، وكذلك (من أسفل) فهو معطوف على الأول (منكم) متعلّق بأسفل (إذ) معطوف على إذ السابق (باللّه) متعلّق ب (تظنّون)، والألف في (الظنونا) زائدة.
وجملة: (جاؤوكم....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (زاغت الأبصار) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (بلغت القلوب..) في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.
وجملة: (تظنّون....) في محلّ جرّ معطوفة على جملة زاغت.
(11) (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (ابتلي)، (زلزالا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (ابتلي...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (زلزلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلي.
(12) (إذ) معطوف على إذ السابق (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرض (ما) حرف للنفي (إلّا) للحصر (غرورا) مفعول به ثان منصوب عامله وعدنا.
وجملة: (يقول المنافقون....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (في قلوبهم مرض) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما وعدنا اللّه...) في محلّ نصب مقول القول.
(13) (إذ) معطوف على إذ السابق (منهم) متعلّق بنعت من طائفة (لكم) متعلّق بخبر لا النافية للجنس الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب الواو استئنافيّة (منهم) نعت لفريق الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عورة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر..
وجملة: (قالت طائفة...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا مقام لكم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ارجعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا مقام لكم.
وجملة: (يستأذن فريق...) لا محلّ لها استئنافيّة..
وجملة: (يقولون...) في محلّ نصب حال من فريق.
وجملة: (إنّ بيوتنا عورة..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما هي بعورة..) في محلّ نصب حال.
وجملة: (إن يريدون إلّا فرارا) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ونائب الفاعل لفعل دخلت ضمير مستتر تقديره هي أي المدينة (عليهم) متعلّق ب (دخلت)، (من أقطارها) متعلّق ب (دخلت)، والواو في (سئلوا) نائب الفاعل (الفتنة) مفعول به منصوب اللام رابطة لجواب لو (ما) نافية (بها) متعلّق ب (تلبّثوا)، (إلّا) للحصر (يسيرا) ظرف منصوب متعلّق ب (تلبّثوا)- وهو صفة نائبه عن موصوف- أي زمنا يسيرا.
وجملة: (لو دخلت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستأذن.
وجملة: (سئلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة دخلت.
وجملة: (آتوها...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم عن الفعلين.
وجملة: (ما تلبّثوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
(15) الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم مبني على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق ب (عاهدوا)، (لا) نافية (الأدبار) مفعول به ثان منصوب، الواو استئنافيّة...
وجملة: (كانوا عاهدوا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة لو دخلت...
وجملة: (عاهدوا...) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (لا يولّون...) لا محلّ لها جواب القسم لفعل عاهدوا...
وجملة: (كان عهد اللّه مسئولا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(10) الحناجر: جمع حنجرة- منتهى الحلقوم- اسم جامد، وزنه فعللة بفتح الفاء وسكون العين (10) (الظنونا)، جمع الظنّ مصدر سماعيّ للثلاثيّ ظنّ باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وقد ثبتت الألف بعد النون في رسم المصحف مراعاة للوصل.
(11) (زلزالا)، مصدر قياسيّ للرباعيّ زلزل، وقد جاء المصدر على هذه الصيغة- غير صيغة زلزلة- لأن الفعل من المضاعف الرباعي، وزنه فعلال بكسر فسكون.
(13) يثرب: اسم المدينة المنوّرة، وزنه يفعل بفتح الياء وكسر العين، وقد منع من التنوين للعلميّة والتأنيث، أو وزن الفعل.
(14) أقطار: جمع قطر، اسم بمعنى الناحية والبلد، وزنه فعل بضمّ فسكون والجمع أفعال.
الفوائد:
غزوة الأحزاب (الخندق):
لم يقر لعظماء بني النضير قرار بعد جلائهم عن ديارهم، وإرث المسلمين لها، بل كان في نفوسهم دائما أن يأخذوا ثأرهم، ويستردوا بلادهم، فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساء قريش، وحرضوهم على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ومنّوهم المساعدة، فوجدوا منهم قبولا لما طلبوه، ثم جاؤوا إلى قبيلة غطفان، وحرضوا رجالها كذلك، وأخبروهم بمبايعة قريش لهم على الحرب، فوجدوا منهم ارتياحا. فتجهزت قريش وأتباعهم، يرأسهم أبو سفيان، ويحمل لواءهم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، وعددهم أربعة آلاف، معهم ثلاثمئة فرس وألف بعير. وتجهزت غطفان يرأسهم عيينة بن حصن، وكان معه ألف فارس وتجهزت بنو مرّة، يرأسهم الحارث بن عوف، ومعهم أربعمائة. وتجهزت بنو أشجع، يرأسهم أبو مسعود بن رخيلة وتجهزت بنو سليم، يرأسهم سفيان بن عبد شمس، وهم سبعمائة وتجهزت بنو أسد، يرأسهم طليحة بن خويلد الأسدي وعدة الجميع عشرة آلاف مقاتل، قائدهم العام أبو سفيان. ولما بلغه عليه الصلاة والسلام أخبار هاته التجهيزات، استشار أصحابه فيما يصنع؟ فأشار عليه سلمان الفارسي رضي اللّه عنه بعمل الخندق، وهو عمل لم تكن العرب تعرفه، فأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين بعمله، وشرعوا في حفره شمالي المدينة، من الحرّة الشرقية إلى الحرة الغربية أما بقية حدود المدينة، فمشتبكة بالبيوت والنخيل، لا يتمكن العدو من الحرب جهتها. وقد قاسى المسلمون صعوبات جسيمة في حفر الخندق، وعمل معهم عليه الصلاة والسلام، فكان ينقل التراب متمثلا بشعر ابن رواحة:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا ** وإن أرادوا فتنة أبينا

وأقام الجيش في الجهة الشرقية، مسندا ظهره إلى سلع، وهو جبل مطل على المدينة، وعدتهم ثلاثة آلاف، وكان لواء المهاجرين مع زيد بن حارثة، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة. أما قريش فنزلت بمجمع الأسيال، وأما غطفان فنزلت جهة أحد. وكان المشركون معجبين بمكيدة الخندق التي لم تكن العرب تعرفها، فصاروا يترامون مع المسلمين بالنبل. ولما طال المطال عليهم، أكره جماعة منهم أفراسهم على اقتحام الخندق، منهم عكرمة بن أبي جهل، وعمر بن ودّ وآخرون، وقد برز علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لعمرو بن ود فقتله وهرب إخوانه، واستمرت المناوشة والمراماة بالنبل يوما كاملا، حتى فاتت المسلمين صلاة ذلك اليوم، وقضوها بعد، وجعل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على الخندق حرّاسا، حتى لا يقتحمه المشركون بالليل، وكان يحرس بنفسه ثلمة فيه مع شدة البرد، وكان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يبشر أصحابه بالنصر والظفر، أما المنافقون فقد أظهروا في هذه الشدة ما تكنّه ضمائرهم، حتى قالوا: (ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) وانسحبوا قائلين: (إن بيوتنا عورة) نخاف أن يغير عليها العدو (وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا). وطال الحصار واشتد البلاء على المسلمين ونقض بنو قريظة العهد، وأعلنوا الحرب على المسلمين، فلما بلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أرسل مسلمة بن أسلم في مائتين، وزيد بن حارثة في ثلاثمئة، لحراسة المدينة خوفا على النساء والذراري وأرسل الزبير بن العوام يستجلي له الخبر، فلما وصلهم وجدهم حانقين، يظهر على وجوههم الشر ونالوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والمسلمين أمامه، فرجع وأخبر الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك، وهنالك اشتد وجل المسلمين، وزلزلوا زلزالا شديدا، لأن العدو جاءهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وظنوا باللّه الظنون، وتكلم المنافقون بما بدا لهم، فأراد عليه الصلاة والسلام أن يرسل لعيينة بن حصن، ويصالحه على ثلث ثمار المدينة، لينسحب بغطفان.
فأبى الأنصار ذلك قائلين: إنهم لم يكونوا ينالون من ثمارها ونحن كفار، أفبعد الإسلام يشاركوننا فيها؟
وإذا أراد اللّه أمرا هيأ أسبابه، وبينما هم في هذه الحالة من الضيق والشدة جاء نعيم بن مسعود الأشجعي، وهو صديق قريش واليهود، فقال: يا رسول اللّه، إني قد أسلمت، وقومي لا يعلمون بإسلامي، فمرني بأمرك حتى أساعدك، فخرج من عنده، وتوجه إلى بني قريظة، فقال: يا بني قريظة، تعرفون ودّي لكم، وخوفي عليكم، وإني محدثكم حديثا فاكتموه عني. قالوا: نعم. فقال: لقد رأيتم ما حل بإخوانكم من بني قينقاع والنضير، وإن قريشا وغطفان ليسوا مثلكم، فإن ظفروا ربحوا، وإن هزموا رجعوا إلى بلادهم. فأرى ألا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم سبعين شريفا رهائن، حتى لا يتركوكم ويرتحلوا عنكم فاستحسنوا رأيه، وأجابوه إلى ذلك. ثم قام من عندهم، وتوجه إلى قريش، فاجتمع برؤسائهم، وقال: إني محدثكم بحديث، فاكتموه عني. قالوا: نفعل، فقال لهم: إن بني قريظة قد ندموا على ما فعلوه مع محمد، وخافوا منكم أن ترجعوا وتتركوهم معه، فقالوا له: أيرضيك أن نأخذ جمعا من أشرافهم، وترد جناحنا الذي كسرت (يريد بني النضير) فرضي بذلك منهم، وها هم مرسلون إليكم فاحذروهم ثم أتى غطفان فأخبرهم بمثل ذلك فأرسل أبو سفيان وفدا لقريظة، يدعوهم للقتال غدا، فأجابوا: إنا لا يمكننا أن نقاتل في السبت، ولم يصبنا ما أصابنا إلا من التعدي فيه، ومع ذلك فلا نقاتل حتى تعطونا رهائن منكم، كي لا تتركونا وتذهبوا إلى بلادكم، فتحققت قريش وغطفان صدق كلام نعيم بن مسعود، وتفرقت القلوب، وخاف بعضهم بعضا، وكان عليه الصلاة والسلام قد ابتهل إلى اللّه عز وجل الذي لا ملجأ إلا إليه، ودعاه بقوله: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم) وقد أجاب اللّه دعاءه عليه الصلاة والسلام، فأرسل إلى الأعداء ريحا باردة في ليلة مظلمة، فخاف المشركون أن تتفق اليهود مع المسلمين ويهجموا عليهم، فأجمعوا أمرهم على الرحيل قبل أن يصبح الصباح. ومع إطلالة الفجر خلت الأرض منهم، وكفى اللّه المؤمنين القتال.
.إعراب الآية رقم (16):{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16)}.
الإعراب:
(فررتم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من الموت) متعلّق ب (فررتم)، الواو عاطفة (إذا) بالتنوين: حرف جواب (لا) نافية، والواو في (تمتّعون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي: تمتّعا قليلا.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لن ينفعكم الفرار...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن فررتم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (لا تمتّعون إلّا قليلا..) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا نفعكم ظاهرا لا تمتّعون....

.إعراب الآية رقم (17):
{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17)}.
الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره (ذا)، (الذي) اسم موصول بدل من ذا في محلّ رفع (من اللّه) متعلّق ب (يعصمكم)، (إن أراد) مثل إن فررتم، (بكم) متعلّق بحال من (سوءا)، (أو) حرف عطف (أراد بكم رحمة) مثل أراد بكم سوءا الواو عاطفة (لا) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يجدون (من دون) متعلّق بحال من (وليّا)، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من ذا الذي...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يعصمكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أراد) الأولى لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (أراد) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد الأولى.
وجملة: (لا يجدون..) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: سيعذّبون ولا يجدون...
.إعراب الآيات (18- 20):
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق، (منكم) متعلّق بحال من المعوّقين (لإخوانهم) متعلّق بالقائلين (هلّمّ) اسم فعل أمر بمعنى أقبلوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (إلينا) متعلّق ب (هلّم)، الواو حاليّة (لا) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (أشحّة) حال منصوبة من فاعل يأتون (عليكم) متعلّق بأشحّة..
جملة: (يعلم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هلمّ...) في محلّ نصب مقول القول عامله القائلين.
وجملة: (لا يأتون...) في محلّ نصب حال.
الفاء عاطفة (إليك) متعلّق ب (ينظرون)، (كالذي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ينظرون أو تدور وهو بحذف مضاف أي كنظر الذي أو كدوران عين الذي.. (عليه) نائب الفاعل لفعل يغشى (من الموت) متعلّق ب (يغشى)، ومن سببيّة الفاء عاطفة (بألسنة) متعلّق ب (سلقوكم)، (أشحّة) حال منصبة من فاعل سلقوكم (على الخير) متعلّق بأشحّة الفاء عاطفة (على اللّه) متعلّق بالخبر (يسيرا).
وجملة: (جاء الخوف...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (رأيتهم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ينظرون...) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) وجملة: (تدور أعينهم...) في محلّ نصب حال من فاعل ينظرون.
وجملة: (يغشى عليه...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ذهب الخوف...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (سلقوكم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أولئك لم يؤمنوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لم يؤمنوا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (أحبط اللّه....) في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يؤمنوا.
وجملة: (كان ذلك.... يسيرا) لا محلّ لها اعتراضيّة.
(20) الواو عاطفة (لو) حرف تمنّ (في الأعراب) متعلّق ب (بادون)، (عن أنبائكم) متعلّق ب (يسألون) (لو) الثاني حرف شرط غير جازم (فيكم) متعلّق بخبر كانوا (ما) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر.
وجملة: (يحسبون...) في محلّ نصب حال من الضمير في أعمالهم.
وجملة: (لم يذهبوا...) في محلّ نصب مفعول به ثان.
وجملة: (إن يأت الأحزاب...) معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: (يودّوا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل (أنّهم بادون...) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّوا..
وجملة: (يسألون...) في محلّ نصب حال من الضمير في (بادون).
وجملة: (لو كانوا فيكم...) معطوفة على جملة يحسبون.
وجملة: (ما قاتلوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(18) المعوّقين: جمع المعوّق، اسم فاعل من الرباعيّ عوّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين، بمعنى المثبطين.
(19) أشحّة: جمع شحيح صفة مشبّهة من الثلاثيّ شحّ باب ضرب بمعنى بخل، وقد يأتي من باب نصر وباب فتح- وهذا الجمع- وزنه أفعلة- غير قياسيّ، فقياس فعيل الوصف الذي اتّحدت عينه ولامه أن يجمع على أفعلاء مثل خليل وأخلّاء وظنين وأظنّاء، وقد سمع أشحّاء.
(حداد)، جمع حديد بمعنى القاطع وزنه فعيل، صفة مشبّهة من الثلاثيّ حدّ السيف باب ضرب أي ردّه وأصبح قاطعا، ووزن حداد فعال بكسر الفاء.. وثمّة جمع آخر هو أحدّاء زنة أفعلاء.
(20) بادون: اسم فاعل من الثلاثيّ بدا، وزنه فاعون، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع شأن الاسم المنقوص، أصله باديون، ثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال- إعلال بالتسكين- التقى ساكنان فحذفت الياء.. وهو إعلال بالحذف.
البلاغة:
1- فن التندير: في قوله تعالى: (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ). وهو فن ألمع إليه صاحب نهاية الأرب، وابن أبي الإصبع. وحدّه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، وهو يقع في الجد والهزل، فهو لا يدخل في نطاق التهكم، ولا في نطاق فن الهزل الذي يراد به الجد، ويجوز أن يدخل في نطاق باب المبالغة. وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت.
2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ).
حيث شبه اللسان بالسيف ونحوه، على طريق الاستعارة المكنية، فحذف المشبه به، واستعار شيئا من خصائصه وهو الضرب، وهذه الاستعارة تتأتى على تفسير السلق بالضرب.
الفوائد:
- (لو) المصدرية:
من أوجه (لو) أن تأتي حرفا مصدريا ك (أن) إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوعها بعد: ودّ أو يودّ أو ما في معناها، كقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ)، (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)، (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ).
ومن وقوعها بدون الفعل يود قول قتيلة بنت النضر بن الحارث، بعد أن قتل أبوها يوم بدر، وهي تخاطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
ما كان ضرّك لو مننت وربما ** منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

ويشكل عليهم دخولها على (أنّ) كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى: (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) وجوابه أن لو إنما دخلت على فعل محذوف مقدر بعد (لو) تقديره (يودّوا لو ثبت أنهم بادون في الأعراب).
.إعراب الآية رقم (21):
{لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق بخبر كان (في رسول) متعلّق بحال من أسوة (لمن) بدل من (لكم) بإعادة الجارّ، واسم كان ضمير هو العائد (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر.
جملة: (كان لكم... أسوة) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: (كان يرجو...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يرجو...) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (ذكر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(أسوة)، اسم بمعنى الاقتداء، وقد استعمل في الآية موضع المصدر وهو الائتساء، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
.إعراب الآية رقم (22):
{وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً (22)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا)، (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، والعائد محذوف الواو عاطفة (ما) نافية، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على الوعد (إلّا) أداة حصر (إيمانا) مفعول به ثان عامله زادهم.
جملة: (رأى المؤمنين...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هذا ما وعدنا اللّه....) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (صدق اللّه...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (وعدنا اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما زادهم إلّا إيمانا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.
البلاغة:
فن تكرير الظاهر: في قوله تعالى: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).
وهذا التكرير والإظهار، مع سبق الذكر، للتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم اللّه تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة، فقال: (وصدقا). وقد كره النبي ذلك، حين رد على أحد الخطباء، الذين تكلموا بين يديه، إذ قال: ومن يطع اللّه ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص اللّه ورسوله، قصد إلى تعظيم اللّه تعالى.
.إعراب الآيات (23- 24):
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)}.
الإعراب:
(من المؤمنين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (رجال)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليه) متعلّق ب (عاهدوا)، الفاء عاطفة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ من الواو عاطفة (ما) نافية (تبديلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (من المؤمنين رجال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (صدقوا..) في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: (عاهدوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (منهم من قضى...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (قضى...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (منهم من) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من الأولى.
وجملة: (ينتظر...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (ما بدّلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من الثانية .
(24) اللام للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بصدقهم) متعلّق ب (يجزي) والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صدقوا).
الواو عاطفة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يجزي)، (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (أو) حرف عطف (يتوب) معطوف على (يعذّب) منصوب، (عليهم) متعلّق ب (يتوب)..
وجملة: (يجزي اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يعذّب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجزي.
وجملة: (إن شاء...) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء تعذيبهم عذّبهم بأن يميتهم على النفاق.
وجملة: (يتوب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّب...
وجملة: (إن اللّه كان....) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان غفورا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(نحبه) اسم بمعنى الموت وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
- من وجوه (من):
تأتي (من) نكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها ربّ، في قول سويد بن أبي كاهل:
ربّ من أنضجت غيظا قلبه ** قد تمنّى لي موتا لم يطع

ووصفت بالنكرة، في نحو قولهم: (مررت بمن معجب لك) وقال حسان رضي اللّه عنه:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا ** حبّ النبي محمد إيانا

يروى برفع (غيرنا) فيحتمل أن (من) على حالها، ويحتمل الموصولية. وعليهما فالتقدير (على من هو غيرنا) والجملة صفة أو صلة وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ). فجزم جماعة بأنها موصوفة، وهو بعيد لقلة استعمالها وآخرون بأنها موصولة. وقال الزمخشري: إن قدرت (ال) في (الناس) للعهد فموصولة، كقوله تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ)، أو للجنس فموصوفة، كما في الآية التي نحن بصددها: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..إعراب الآيات (25- 27):{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بغيظهم) متعلّق بحال من الموصول أي متلبّسين بغيظهم (القتال) مفعول به ثان منصوب (كان اللّه قويّا عزيزا) مثل كان غفورا رحيما.
جملة: (ردّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لم ينالوا...) في محلّ نصب حال ثانية من الموصول.
وجملة: (كفى اللّه المؤمنين....) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كان اللّه قويا...) لا محلّ لها استئناف اعتراضي.
(26) الواو عاطفة (من أهل) متعلّق بحال من فاعل ظاهروهم (من صياصيهم) متعلّق ب (أنزل)، (في قلوبهم) متعلّق ب (قذف)، (فريقا) مفعول به مقدّم عامله تقتلون...
وجملة: (أنزل....) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ظاهروهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (قذف....) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (تقتلون...) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في قلوبهم..
وجملة: (تأسرون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة تقتلون..
(27) الواو عاطفة في المواضع الأربعة، أما الخامسة فاستئنافيّة (أرضهم) مفعول به ثان منصوب (على كلّ) متعلّق ب (قديرا).
وجملة: (أورثكم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لم تطؤوها...) في محلّ نصب نعت ل (أرضا).
وجملة: (كان اللّه.. قديرا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(صياصيهم)، جمع صيصية أو صيصة، اسم لما يتحصّن به حتّى الشوكة في رجل الديك أو السمك أو قرن الثور..
ووزن صيصية فعلية بكسر الفاء واللام وفتح الياء المخفّفة، ووزن صيصة فعلة بكسر الفاء وفتح اللام ووزن صياصي فعالي بفتح الفاء.
البلاغة:
فن المناسبة: في قوله تعالى: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ) إلخ الآية.
وهذا الفن ضربان: مناسبة في المعاني، ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول، لأن الكلام لو اقتصر فيه على مادون الفاصلة، لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفي المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدثت اتفاقا، كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض، وظنوا أن ذلك لم يكن من عند اللّه، فوقع الاحتراس بمجيء الفاصلة، التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز، قادر بقوته على كل شيء ممتنع، وأن حزبه هو الغالب، وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعه.
الفوائد:
- غزوة بني قريظة:
لما أراح اللّه عز وجل نبيه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه من الأحزاب، أراد أن يخلع لباس الحرب، فأوحي إليه أن ينهي حسابه مع بني قريظة، فقال لأصحابه: لا يصلينّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين، وتبعهم عليه الصلاة والسلام، ولواؤه بيد علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، وخليفته على المدينة عبد اللّه بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. وقد أدرك جماعة من الأصحاب صلاة العصر في الطريق، فصلاها بعضهم، حاملين الأمر على قصد السرعة، وآخرون لم يصلوها إلا في بني قريظة، بعد مضيّ وقتها، حاملين الأمر على ظاهره، فلم يعنف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أحدا منهم. فلما بدا جيش المسلمين لبني قريظة، ألقى اللّه الرعب في قلوبهم، فحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فعند ما يئسوا طلبوا من المسلمين أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير، من الجلاء بالأموال، وترك السلاح، فلم يقبل الرسول صلى اللّه عليه وسلم ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال: لابد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام: أترضون بحكم سعد بن معاذ؟
قالوا: نعم، فأرسل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي صلى اللّه عليه وسلم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول صلى اللّه عليه وسلم: احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد- رضي اللّه تعالى عنه- للناحية التي ليس فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال: عليكم عهد اللّه وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا: نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول صلى اللّه عليه وسلم وقال: وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا:
نعم. قال: فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات. فجمع صلّى اللّه عليه وسلّم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة.

.إعراب الآيات (28- 29):
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)}.
الإعراب:
(يا أيّها) مرّ إعرابها،، (النبيّ) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (لأزواجك) متعلّق ب (قل)، (كنتنّ) ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء اسم كان، والنون حرف لجمع الإناث (تردن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع والنون ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط (تعالين) فعل أمر جامد مبنيّ على السكون.. والنون فاعل (أمتعكّن) مضارع مجزوم جواب الطلب.. كنّ ضمير مفعول به، ومثله (أسرّحكنّ)، (سراحا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن كنتنّ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تردن الحياة...) في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: (تعالين...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أمتعكنّ...) جواب شرط مقدّر غير مقترن بالفاء فلا محلّ لها.
وجملة: (أسرحكنّ..) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتعكنّ.
(29) الواو عاطفة (إن كنتن تردن اللّه) مثل إن كنتن تردن الحياة الفاء رابطة لجواب الشرط (للمحسنات) متعلّق ب (أعدّ)، (منكنّ) متعلّق بحال من المحسنات..
وجملة: (إن كنتنّ تردن..) في محلّ نصب معطوفة على جملة كنتنّ الأولى.
وجملة: (تردن اللّه...) في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: (إنّ اللّه أعد) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أعدّ للمحسنات...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(سراحا)، الاسم من (سرّح) الرباعيّ بمعنى الطلاق أو هو اسم مصدر وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد:
- مناسبة الآيات وحكمها:
عن جابر بن عبد اللّه قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالسا، وحوله نساؤه، واجما ساكنا، فقال: لأقولن شيئا أضحك به النبي صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه، لقد رأيت بنت خارجة أي زوجته سألتني النفقة، فقمت لها فوجأت عنقها، فضحك النبي (ص) فقال: هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر الى عائشة فوجأ عنقها، وقام عمر الى حفصة فوجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما ليس عنده؟ قلن: واللّه لا نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، حتى نزلت هذه الآية، فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك.
قالت: وما هو يا رسول اللّه؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول اللّه أستشير أبويّ، بل أختار اللّه ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن اللّه لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما مبشرا.
حكم الآية:
اختلف العلماء في حكم هذا الخيار، هل كان هذا تفويض الطلاق إليهن، حتى يقع بنفس الاختيار، أم لا. فذهب الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم، أنه لم يكن تفويض الطلاق، وإنما خيرهن، على أنهن إذا اخترن الدنيا فارقهن لقوله تعالى: (فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ) بدليل أنه لم يكن جوابهن على الفور، وأنه قال لعائشة: «لا تعجلي حتى تستشيري أبويك»، وفي تفويض الطلاق يكون الجواب على الفور.
أما حكم التخيير، فقال عمر وابن مسعود وابن عباس: إذا خير الرجل امرأته فاختارت زوجها، لا يقع شيء وإن اختارت نفسها، يقع طلقة واحدة. وهذا ما عليه أكثر العلماء.
.إعراب الآية رقم (30):
{يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلّق بحال من فاعل يأت (بفاحشة) متعلّق ب (يأت)، (لها) متعلّق ب (يضاعف)، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (ضعفين) مفعول مطلق منصوب الواو عاطفة (على اللّه) متعلّق ب (يسيرا).
جملة: النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يأت...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يأت....) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يضاعف لها العذاب...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (كان ذلك... يسيرا..) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الجزء الثاني والعشرون:
.إعراب الآية رقم (31):
{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط مبتدأ (منكنّ) متعلق بحال من فاعل يقنت (للّه) متعلّق بفعل يقنت (نؤتها) مضارع مجزوم جواب الشرط (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده الواو عاطفة (لها) متعلّق ب (أعتدنا)..
جملة: (من يقنت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقنت منكنّ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (تعمل...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يقنت.
وجملة: (نؤتها...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (أعتدنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
.إعراب الآيات (32- 34):
{يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34)}.
الإعراب:
(نساء) منادى مضاف منصوب (كأحد) متعلّق بخبر ليس (من النساء) متعلّق بنعت لأحد (اتقيتنّ) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تخضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (بالقول) متعلّق ب (تخضعن) بتضمينه معنى تغتررن الفاء فاء السببيّة (يطمع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (في قلبه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرض (قولا) مفعول به منصوب.
جملة: (يا نساء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لستنّ...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن اتقيتنّ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تخضعن...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يطمع الذي...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يطمع) في محلّ رفع معطوف بالفاء على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منكنّ خضوع فطمع ممن في قلبه مرض.
وجملة: (في قلبه مرض...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (قلن...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
(33) الواو عاطفة (قرن) فعل أمر مبنيّ على السكون... والنون فاعل (في بيوتكنّ) متعلّق ب (قرن)، (لا تبرجن) مثل لا تخضعن (تبرّج) مفعول مطلق منصوب (إنّما) كافة ومكفوفة واللام زائدة (يذهب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنكم) متعلّق ب (يذهب)، (أهل) منادى مضاف منصوب (تطهيرا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يذهب) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: (قرن...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: (لا تبرّجن...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: (أقمن...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: (آتين...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: (أطعن...) في محلّ جزم معطوفة على لا تخضعن أو أقمن.
وجملة: (إنّما يريد اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يذهب...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يطهّركم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهب.
(34)-: الواو عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يتلى) ضمير هو العائد (في بيوتكنّ) متعلّق ب (يتلى)، (من آيات) متعلّق بحال من نائب الفاعل (خبيرا) خبر ثان للناقص.
وجملة: (اذكرن...) في محلّ جزم معطوفة على جملة أطعن.
وجملة: (يتلى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ اللّه كان...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: (كان لطيفا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(32) لستنّ فيه إعلال كالإعلال في لستم... (انظر الآية 267 من سورة البقرة).
(33) قرن: فيه حذف إحدى الراءين تخفيفا، وحقّه أن يقال: (اقررن) أي اثبتن، ماضيه قرّ والمضارع يقرّ- بفتح القاف- قيل هو من باب فرح وقيل من باب فتح... فلمّا بني الأمر على السكون لاتصاله بنون النسوة التقى ساكنان هما الراء المضعّفة، فحذفت الأولى تخفيفا ونقلت حركتها الأصلية وهي الفتحة إلى القاف ثمّ حذفت همزة الوصل لتحرّك القاف فأصبح قرن وزنه فلن.
(تبرجن)، حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، أصله تتبرجن، وزنه تفعلن.
(تبرّج)، مصدر قياسي لفعل تبرّج الخماسيّ، وزنه تفعّل، بوزن الماضي وضمّ ما قبل الآخر.
(تطهيرا)، مصدر قياسيّ للرباعيّ طهّر، وزنه تفعيل.
البلاغة:
التشبيه المقلوب: في قوله تعالى: (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ).
فالتشبيه على القلب، والأصل ليس أحد من النساء مثلكن، أما إذا كان المعنى: لستن كأحد من النساء في النزول، فلا قلب في التشبيه.
الفوائد:
- الجاهلية الأولى:
قيل: الجاهلية الأولى هو ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقيل هو زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، كانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين، فيرى خلفها منه وقيل: كان في زمن نمرود الجبار، كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ، فتلبسه وتمشي به وسط الطريق، ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال. وقال ابن عباس: الجاهلية الأولى ما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وقيل: الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: قوم يفعلون مثل فعلهم في آخر الزمان.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ