الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الروم

إعراب سورة الروم من الآية 1 إلى الآية 36


       ( الآيات 1 - 36 )       ( الآيات 37 - 60 )       التالى


.إعراب الآيات (1- 5):{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}.
الإعراب:
(في أدنى) متعلّق ب (غلبت)، الواو عاطفة (من بعد) متعلّق ب (سيغلبون).
جملة: (غلبت الروم..) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (هم... سيغلبون..) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
(4- 5) (في بضع) متعلّق ب (سيغلبون) بحذف مضاف أي: في مدى بضع سنين (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الأمر (قبل) ظرف زمان مبنيّ على الضم في محلّ جرّ بمن متعلّق بالخبر (من بعد) مثل من قبل فهو معطوف عليه الواو عاطفة (يومئذ) ظرف زمان منصوب، مضاف متعلّق ب (يفرح)، والتنوين في آخره عوض من جملة محذوفة (بنصر) متعلّق ب (يفرح)، وفاعل (ينصر) ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة الواو عاطفة.
وجملة: (للّه الأمر..) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (يفرح المؤمنون..) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (ينصر...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تعليليّة-.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصر.
الصرف:
(الروم)، اسم جنس وهو اسم لقوم سمّوا على اسم أبيهم روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم كما قيل.
(غلبهم)، مصدر الثلاثيّ غلب باب ضرب، وزنه فعل بفتحتين، ثمّة مصادر أخرى هي: غلب بفتح فسكون، وغلبة بفتحتين، ومغلب بفتح الميم واللام، وغلبّ بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة وبكسرتين، وغلبّة بضمّتين وتشديد الباء المفتوحة، وغلابية بفتح الغين وكسر الباء وفتح الياء.
الفوائد:
- الفرس والروم:
أطلق العرب كلمة الروم على دولة بيزنطة، وعاصمتها القسطنطينة، والروم اليوم هم المسيحيون الشرقيون من (كاثوليك وأرثوذكس).
احتربت الفرس والروم في موقعة بين بصرى وأذرعات، وانتصر الفرس، وبلغ ذلك قريشا، ففرحت لانتصار الشرك على أهل الكتاب، واعتبروا ذلك نصرا لهم. وقد تلاحى أمية بن خلف وأبو بكر، وتناحبا على مائة قلوص، إلى تسع سنين، يدفعها أبو بكر إلى أمية إذا لم تنتصر الروم في هذه المدة، ويدفعها أمية إلى أبي بكر إذا انتصرت ولما خاف أمية أن يخرج أبو بكر من مكة طلب إليه كفيلا، فكفله ابنه عبد اللّه ولما خرج أمية إلى أحد ومات عقب الموقعة، نتيجة طعنة في حربة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد انتصرت الروم على فارس يوم الحديبية، فطلب أبو بكر المائة من القلوص، فدفعت له، فأتى أبو بكر بها رسول اللّه، فقال له: تصدق بها، وهكذا يتضح لدينا أسباب نزول الآية، والبضع: ما بين الثلاث إلى التسع. وقد انتصرت الروم على الفرس بعد سبع من موقعة جنوب حوران التي انتصر بها الفرس على الروم.
صدق اللّه العظيم... (غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ).
.إعراب الآيات (6- 7):
{وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7)}.
الإعراب:
(وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة قبله منصوب (لا) نافية في الموضعين الواو عاطفة.
جملة: وعدهم اللّه وعدا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يخلف اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لكنّ أكثر الناس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يخلف اللّه.
وجملة: (لا يعلمون..) في محلّ رفع خبر لكنّ.
(7) (من الحياة) متعلّق ب (ظاهرا)، الواو حاليّة (عن الآخرة) متعلّق بالخبر (غافلون)، و(هم) الثاني توكيد للأول.
وجملة: (يعلمون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (هم... غافلون..) في محلّ نصب حال.
البلاغة:
التنكير: في قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا):
فائدة تنكير الظاهر تقليل معلومهم، وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه، وروي عن الحسن أنه قال في تلاوته هذه الآية: بلغ من صدق أحدهم في ظاهر الحياة الدنيا أنه ينقر الدينار بأصبعه، فيعلم أجيد هو أم رديء، وفائدته أيضا: أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر.
التعطف: في قوله تعالى: (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ).
فن التعطف هو إعادة اللفظة بعينها في الجملة في الكلام أو البيت من الشعر فقد ردد (هم) للمبالغة في تأكيد غفلتهم عن الآخرة.
.إعراب الآية رقم (8):
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة (في أنفسهم) متعلّق ب (يتفكّروا)، (ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات ب الواو (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلق أو مفعوله، وعلامة الجرّ في (مسمّى) الكسرة المقدّرة الواو استئنافيّة (من الناس) متعلّق بنعت ل (كثيرا)، (بلقاء) متعلّق ب (كافرون) خبر إنّ واللام المزحلقة.
جملة: (لم يتفكّروا...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهلوا ولم يتفكّروا.
وجملة: (ما خلق اللّه...) في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي.
وجملة: (إنّ كثيرا.. لكافرون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (9- 10):
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)}.
الإعراب:
(أولم يسيروا) ومثل أولم يتفكّروا، (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، الفاء عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الذين)، (منهم) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب، والضمير الفاعل في (أثاروا، عمروها) يعود على الأقدمين (أكثر) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والضمير في (عمروها) الثاني يعود على أهل مكّة (بالبيّنات) متعلّق بحال من الرسل الفاء استئنافيّة (ما) نافية اللام لام الجحود (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود.
والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك (أنفسهم) مفعول به مقدّم منصوب.
جملة: (لم يسيروا...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أقعدوا ولم يسيروا.
وجملة: (ينظروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا المنفية.
وجملة: (كان عاقبة...) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر بمعنى (التفكّر) المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: (كانوا أشدّ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أثاروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا.
وجملة: (عمروها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أثاروا...
وجملة: (عمروها) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ.
وجملة: (جاءتهم رسلهم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة عمروها الأولى.
وجملة: (ما كان اللّه ليظلمهم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يظلمهم..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كانوا... يظلمون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان..
وجملة: (يظلمون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
(10) (ثمّ) حرف عطف (عاقبة) خبر كان منصوب مقدم (السوءى) اسم كان مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، (أن) حرف مصدريّ (بآيات) متعلّق ب (كذّبوا)، (بها) متعلّق ب (يستهزئون).
والمصدر المؤول: (أن كذّبوا) في محلّ جر بحرف جرّ محذوف هو اللام أو الباء متعلّق بعاقبة.
وجملة: (كان عاقبة..) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه ليظلمهم.
وجملة: (أساؤوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كذّبوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا..
وجملة: (يستهزئون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(السوءى)، مؤنّث الأسوأ، اسم تفضيل من ساء الثلاثيّ، وزنه فعلى بضمّ فسكون.
الفوائد:
كيف- اسم استفهام يستفهم به عن حالة الشيء مبني على الفتح. إذا وقعت كيف قبل اسم أو فعل ناقص كانت خبرا مقدما. مثل: كيف أخوك.
وإذا وقعت قبل الباء التي هي حرف جر فتكون هذه الباء زائدة. مثل: كيف بزيد. وإذا وقع بعدها فعل تام كانت في محلّ نصب على الحال. وقد تكون كيف شرطا فتقتضي فعليه متفقي اللفظ والمعنى غير مجزومين. مثل: كيف تصنع أصنع. وتجزم عند بعضهم.
.إعراب الآيات (11- 14):
{اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}.
الإعراب:
(ثمّ) حرف عطف في الموضعين (إليه) متعلّق ب (ترجعون)، والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: (اللّه يبدأ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يبدأ...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يعيده..) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: (ترجعون..) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
(12) الواو عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق (يبلس).
وجملة: (تقوم الساعة..) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: (يبلس المجرمون..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(13) الواو عاطفة (لهم) متعلّق بخبر يكن (من شركائهم) متعلّق بحال من (شعفاء) وهو اسم يكن (بشركائهم) متعلّق بالخبر (كافرين).
وجملة: (لم يكن لهم شفعاء) لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
وجملة: (كانوا... كافرين) لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس.
(14) الواو عاطفة (يوم) مثل الأول متعلّق ب (يتفرّقون)، (يومئذ) تأكيد للظرف السابق، والتنوين عوض من جملة محذوفة.
وجملة: (تقوم الساعة..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يتفرّقون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يبلس المجرمون..
.إعراب الآيات (15- 16):{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط أمّا (في روضة) متعلّق بخبر المبتدأ هم، والواو في (يحبرون) نائب الفاعل.
جملة: (الذين آمنوا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هم في روضة..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يحبرون..) في محلّ رفع خبر ثان.
(16) الواو عاطفة (أمّا الذين كفروا...) مثل أمّا الذين آمنوا (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا،) الفاء رابطة لجواب الشرط (في العذاب) متعلّق ب (محضرون) خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (الذين كفروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آمنوا...
وجملة: (كفروا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أولئك.. محضرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الصرف:
(روضة)، اسم للحديقة أو الجنة وزنه فعلة بفتح فسكون.
الفوائد:
- الغناء في الجنة:
روي عن علي رضي اللّه عنه قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن في الجنة لمجتمعا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له..
.إعراب الآيات (17- 19):
{فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حين) ظرف منصوب متعلّق بالمصدر سبحان في المواضع الثلاثة، والفعلان (تمسون، تصبحون) تامّان أي تدخلون في المساء وفي الصباح، الواو اعتراضية (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الحمد) (في السموات) متعلّق بالحمد، (عشيّا)، ظرف منصوب متعلّق بسبحان، فهو معطوف على حين (من الميّت) متعلّق ب (يخرج) الأول (من الحيّ) متعلّق ب (يخرج) الثاني (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي)، الواو عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تخرجون، والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: سبّحوا (سبحان..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تمسون..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تصبحون..) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: (له الحمد..) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (تظهرون..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يخرج..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يخرج) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الأولى.
وجملة: (يحيي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الثانية .
وجملة: (تخرجون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
الفوائد:
1- معاني (أصبح وأمسى وأضحى) ثلاثة:
أ- أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة بها، وهي الصباح والمساء والضحى.
ب- أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وفي هذا الحالة تكون تامة، تكتفي بمرفوعها.
قال حميد الأرقط:
فأصبحوا والنوى عالى معرسّهم ** وليس كل النوى تلقي المساكين

ج- أن تكون بمعنى صار، كقولنا أصبح عليّ فارسا، وأمسى خالد كريما.
2- اختلاف الألوان والألسنة:
حقا إذا فكر الإنسان، كيف اختص كل فرد من أفراد الانسانية بلون وسمات فارقه عمّن سواه، وكيف انبثقت هذه اللغات، واختلفت هذه الألسنة بين شعوب الأرض، وكيف اتفقت كل مجموعة من الناس على لغة خاصة بهم يتقنونها دونما سواها من اللغات، حقا إن ذلك يملأ النفس عجبا، والعقل إكبارا، والقلوب إجلالا لخالق الكون ومدبر أموره وباثا في أرجائه آياته. ولكن أين العقول التي تدرك، والنفوس التي تنصف، والقلوب التي تعي...؟
.إعراب الآيات (20- 27):
{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من آياته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل.. وكذلك الأمر في المواضع الخمسة الآتية (أن) حرف مصدريّ (من تراب) متعلّق ب (خلقكم)، (ثمّ) حرف عطف (إذا) فجائيّة.
والمصدر المؤوّل (أن خلقكم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: (من آياته أن خلقكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الحيّ....
وجملة: (خلقكم..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أنتم بشر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّة.
وجملة: (تنتشرون...) في محلّ رفع نعت لبشر.
(21) الواو عاطفة (لكم) متعلّق ب (خلق)، (من أنفسكم) متعلّق ب (خلق)، اللام للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إليها) متعلّق ب (تسكنوا)..
والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق).
(بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة.. وكذلك الحالات المشابهة في ما يلي (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
وجملة: (من آياته أن خلق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: (خلق....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تسكنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (جعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق لكم.
وجملة: (إنّ في ذلك...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو معترضة.
وجملة: (يتفكّرون..) في محلّ جرّ نعت لقوم.
(22) (خلق) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (اختلاف) معطوف على المبتدأ خلق مرفوع.
وجملة: (من آياته خلق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (23) (منامكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (بالليل) متعلّق بالمصدر منامكم (من فضله) متعلّق بالمصدر (ابتغاؤكم).
وجملة: (من آياته منامكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- (24) الواو عاطفة (يريكم) مضارع مرفوع- والحرف المصدريّ مقدّر قبله قياسا على ما تقدّم من أفعال-.
(خوفا) مفعول لأجله منصوب (من السماء) متعلّق ب (ينزّل)، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (يحيي)، و(الباء) سببيّة (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (يحيي).
وجملة: (من آياته) إراءتكم لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: (يريكم..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المقدّر.
وجملة: (ينزّل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: (يحيي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- وجملة: (يعقلون..) في محلّ جرّ نعت لقوم.
(25) الواو عاطفة (بأمره) متعلّق بحال من السماء والأرض (ثمّ) حرف عطف (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (دعوة) مفعول مطلق منصوب (من الأرض) متعلّق ب (دعاكم)، (إذا) فجائيّة- وجملة: (من آياته أن تقوم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: (تقوم السماء...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (دعاكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أنتم تخرجون..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تخرجون..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
(26) الواو عاطفة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (كلّ) مبتدأ مرفوع- والتنوين فيه عوض من محذوف أي كلّ مخلوق- (له) متعلّق بالخبر (قانتون).
وجملة: (له من في السموات..) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن تقوم.
وجملة: (كلّ له قانتون.) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(27) الواو عاطفة (هو الذي... يعيده) مرّ إعراب نظيرها، الواو حاليّة- أو اعتراضيّة- والضمير (هو) يعود على الخلق أو الإعادة أو الرجوع المفهوم من السياق (عليه) متعلّق ب (أهون)، الواو عاطفة (له المثل) مثل له من.... (في السموات) متعلّق بحال من الضمير في الأعلى الواو عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (هو الذي....) لا محلّ لها معطوفة على جملة له من في السموات.
وجملة: (يبدأ...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يعيده...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هو أهون...) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- وجملة: (له المثل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
الصرف:
(أهون)، اسم تفضيل قصد به الوصف لا التفضيل، وزنه أفعل من (هان) الثلاثيّ.
البلاغة:
فن اللف: في قوله تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) هذا من باب اللف، وترتيبه: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين القرينتين الأخيرتين، لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء واحد، مع إعانة اللفّ على الاتحاد ويجوز أن يراد منامكم في الزمانين، وابتغاؤكم فيهما، والظاهر هو الأول، لتكرره في القرآن، وأسدّ المعاني ما دل عليه القرآن، يسمعونه بالآذان الواعية.
الفوائد:
1- قد تحذف أن وينزل الفعل منزلة المصدر ومن ذلك المثل المشهور:
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
وأول من نطق به المنذر بن ماء السماء.
وقد أعجب بأخبار المعيدي، فلما مثل أمامه ورأى دمامته قال المثل المذكور.
والتقدير: أن تسمع بالمعيدي إلخ.
2- يشترط اتحاد الفاعل في الفعل وما يأتي بعده مفعولا لأجله. ولهذا السبب أجاب ابن مالك في شرح التسهيل أن معنى يريكم أي يجعلكم ترون وبذلك يتحّد فاعل الفعل (يريكم) وفاعل الخوف والطمع فتأمل...!
.إعراب الآية رقم (28):{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)}.
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (ضرب) (من أنفسكم) متعلّق بنعت ل (مثلا)، (هل) حرف استفهام للإنكار (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ شركاء (ممّا) متعلّق بحال من شركاء (شركاء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر (في ما) متعلّق بشركاء الفاء عاطفة (فيه) متعلّق بالخبر سواء (كخيفتكم) متعلّق بمفعول مطلق (أنفسكم) مفعول به للمصدر خيفتكم (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل (لقوم) متعلّق ب (نفصّل).
جملة: (ضرب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل لكم ممّا ملكت..) في محلّ نصب بدل من (مثلا).
وجملة: (ملكت أيمانكم..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (رزقناكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (أنتم فيه سواء..) لا محلّ لها معطوفة على جملة هل لكم ممّا...
وجملة: (تخافونهم...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أنتم).
وجملة: (نفصّل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعقلون...) في محلّ جرّ نعت لقوم.
.إعراب الآية رقم (29):
{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (بغير) متعلّق بحال من الموصول الذين، و(أهواءهم) مفعول اتّبع منصوب الفاء عاطفة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من) الثاني اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يهدي، والعائد محذوف أي أضلّه- أو أضلّهم- الواو عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ناصرين) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (اتّبع الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (من يهدي..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يهدي..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أضلّ اللّه....) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ما لهم من ناصرين..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
.إعراب الآيات (30- 32):
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والفاعل في (أقم) يعود على الرسول عليه السلام (للدين) متعلّق ب (أقم)، (حنيفا) حال منصوبة من الفاعل أو المفعول أو الدين (فطرة) مفعول به لفعل محذوف على الإغراء أي: الزموا فطرة اللّه (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لفطرة (عليها) متعلّق ب (فطر)، (لا) نافية للجنس (لخلق) متعلّق بخبر لا (الدين) خبر المبتدأ (ذلك) مرفوع، الواو عاطفة (لا) نافية.
جملة: (أقم...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن ضلّ بعض الناس فأقم وجهك للدين..
جملة: الزموا.. (فطرة اللّه..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فطر...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (لا تبديل لخلق اللّه...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (ذلك الدين القيّم...) لا محل لها تعليل ثان.
وجملة: (لكنّ أكثر الناس....) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك الدين...
وجملة: (لا يعلمون..) في محلّ رفع خبر لكنّ.
(منيبين) حال منصوبة من فاعل (الزموا)، وعلامة النصب الياء (إليه) متعلّق بمنيبين الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة (من المشركين) متعلّق بخبر تكونوا..
جملة: (اتّقوه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة...
وجملة: (أقيموا.....) لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة...
وجملة: (لا تكونوا من المشركين..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الزموا فطرة....
(32) (من الذين) بدل من المشركين بإعادة الجارّ (بما) متعلّق بالخبر (فرحون)، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما.
وجملة: (فرّقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كانوا شيعا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (كلّ حزب... فرحون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(30) فطرة: رسمت التاء في هذا الموضع من المصحف مفتوحة، ولا يوجد في القرآن غير هذا الموضع وهو لفظ جاء على وزن مصدر الهيئة من الثلاثيّ فطر، وهو اسم بمعنى قابليّة الدين الحقّ، أو بمعنى دين الإسلام، وجاء في المعجم: الفطرة هو الصفة التي يتّصف بها كلّ موجود في أوّل زمان خلقته، صفة الإنسان الطبيعيّة، الدين، السنّة،... إلخ.
الفوائد:
- فِطْرَتَ اللَّهِ:
انقسم الفلاسفة المؤلهين، سواء أكانوا من الإسلام، أو غير الإسلام، إلى قسمين:
قسم اتخذ من الأدلة العلمية المركبة برهانا على وجود اللّه، وأكثر هذه الأدلة دورانا على ألسنتهم (الدور والتسلسل) واستحالتها، وبرهان الوجوب، وبرهان الوجود.
وشرح هذه البراهين موجود في كتب المنطق ومؤلفات الفلاسفة وعلماء الكلام لمن أراد الاستزادة من الاطلاع.
وقسم لجأ إلى الأفكار الفطرية لدى الإنسان، والتي تفرض نفسها على كثير من المفكرين، وهي أسهل، وعلى حد قولهم، أقوى دلالة على وجود اللّه، وقد لجأ إليها الكثير من فلاسفة الغرب، وأكثر من الكثير من متصوفة المسلمين وعلمائهم. وهذه الفطرة، التي تبعث فينا الشعور بوجود الخالق العظيم، تدفعنا بنفس الوقت للتأمل في نظام هذا الكون البديع، بدءا من أنفسنا ونظام أجسامنا، وانتهاء بنظام النبات والحياة الذي لا يدرك أسراره إلا العلماء. وفوق كل ذي علم عليم.
ولا أخفيك أيها القارئ، أن الزهرة التي تنبثق من التراب، وتتخذ أشكالها وألوانها الساحرة، والثمرة التي تخرج من المصانع القابعة في باطن الأرض، مختلفة الحجوم والطعوم، لهي أكثر دلالة على خالق الكون وبارئ الإنسان من أبي الهول والأهرامات، ومن السدود العظمى أو ناطحات السحاب...!
.إعراب الآيات (33- 34):
{وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ضرّ) فاعل مسّ مؤخّر مرفوع (إليه) متعلّق بمنيبين (منه) متعلّق بحال من رحمة (إذا) فجائية (منهم) متعلّق بنعت لفريق (بربّهم) متعلّق ب (يشركون).
جملة: (مسّ... ضرّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (دعوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أذاقهم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (فريق منهم... يشركون) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يشركون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (فريق).
(34) اللام لام العاقبة،، (يكفروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بما) متعلّق ب (يكفروا)، والمفعول الثاني محذوف تقديره إيّاه، وهو العائد...
والمصدر المؤوّل (أن يكفروا...) في محلّ جر باللام متعلّق ب (يشركون).
الفاء الأولى استئنافيّة، والثانية تعليليّة (سوف) حرف استقبال، ومفعول (تعلمون) محذوف أي عاقبة تمتّعكم.
وجملة: (يكفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (آتيناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تمتّعوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سوف تعلمون) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآيات (35- 36):
{أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار (عليهم) معلّق ب (أنزلنا)، الفاء عاطفة (بما) متعلّق ب (يتكلّم)، (به) متعلّق ب (يشركون).
وجملة: (أنزلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو يتكلّم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: (يتكلّم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة: (كانوا به يشركون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يشركون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(36) الواو عاطفة (بها) متعلّق ب (فرحوا)، الواو عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (إذا) فجائيّة...
وجملة: (أذقنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (فرحوا بها) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تصبهم سيّئة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه، المعطوفة بدورها على جملة أنزلنا...
وجملة: (هم يقنطون...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة ب (إذا) الفجائية.
وجملة: (هم يقنطون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً).
التفات من الخطاب إلى الغيبة، إيذانا بالإعراض عنهم، وتعديدا لجناياتهم لغيرهم.
المجاز: في قوله تعالى: (فَهُوَ يَتَكَلَّمُ).
فهو يدل على أن التكلم مجاز عن الدلالة، كما تقول: كتاب ناطق بكذا، وهذا مما نطق به القرآن، ومعناه الدلالة والشهادة، كأنه قال: فهو يشهد بشركهم وبصحته.
الفوائد:
- تحدثنا قليلا فيما سبق عن النماذج الإنسانية المبثوثة في آيات القرآن الكريم.
ونسوق أمثلة أخرى من خلال هذه الآيات:
أ- في الآية الأولى يعرض علينا اللّه سبحانه صورة للإنسان الذي يلجأ إلى ربه ساعة الضيق، وينصرف عن ذكره ساعة الفرج.
وهذا يذكرني بالمثل الشعبي الشائع (ما زلت صلي حتى حصّلي فإذا حصّلي بطّلت صلي).
ب- وهذا نموذج آخر، يكاد يكون عكس النموذج الأول، وهو يصوّر لنا الإنسان عند ما يفرح بما يؤتيه اللّه من فضله، وكيف يقنط ويضيق صدره عند ما يصاب بأي ضرّاء تصيبه، فإذا هو قانط كفور.
وهذا يذكرنا بصبر الأنبياء، الذي يغاير ما عليه الناس من الحرج وضيق الصدر، فقد أنعم اللّه على أيوب حقبة من الدهر، ثم ابتلاه بالأنفس والثمرات والصحة حقبة أخرى، فكانت زوجه تطلب إليه أن يسأل اللّه العافية والنجاة من البلاء، فكان يقول لها، أستحي من اللّه أن أسأله العافية من البلاء، إذ لا تساوي مدة البلاء أيام السعادة والهناء التي حبانا اللّه إياها، فلنصبر ولنشكر، حتى ضرب المثل بصبر أيوب.


       ( الآيات 1 - 36 )       ( الآيات 37 - 60 )       التالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ