السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة محمد

إعراب سورة محمد

إعراب الآيات (1- 3):{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (2) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (3)}.
الإعراب:
(عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا)، وفاعل (أضلّ) ضمير يعود على لفظ الجلالة جملة: (الذين كفروا أضلّ) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (صدّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (أضلّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) 2- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (بما) متعلّق ب (آمنوا)، والعائد هو نائب الفاعل (على محمّد) متعلّق ب (نزّل)، الواو حاليّة- أو اعتراضيّة- (من ربّهم) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هو، (عنهم) متعلّق ب (كفّر)...
وجملة: (الذين آمنوا كفّر عنهم) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (آمنوا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (نزّل) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (هو الحقّ) في محلّ نصب حال من نائب الفاعل وجملة: (كفّر عنهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين آمنوا) وجملة: (أصلح) في محلّ رفع معطوفة على جملة كفّر.
3- (ذلك) اسم إشارة مبتدأ في محلّ رفع...
والمصدر المؤوّل (أنّ الذين كفروا اتّبعوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والمصدر المؤوّل (أنّ الذين آمنوا اتّبعوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول (من ربّهم) متعلّق بحال من الحقّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب (للناس) متعلّق ب (يضرب)..
وجملة: (ذلك بأنّ الذين) لا محلّ لها تعليل لما سبق وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (اتّبعوا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنّ) الأول وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني).
وجملة: (اتّبعوا الحقّ) في محلّ رفع خبر (أنّ) الثاني وجملة: (يضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محمّد)، اسم علم مشتقّ من الحمد، من (حمّد) الرباعيّ، وهو على وزن اسم المفعول وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة:
الاستعارة المكينة: في قوله تعالى: (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ).
حيث شبه أعمالهم بالضالة من الإبل، التي هي بمضيعة، لا ربّ لها يحفظها ويعتني بأمرها. أو جعلها ضالة في كفرهم ومعاصيهم ومغلوبة بها، كما يضل الماء في اللبن.
.إعراب الآيات (4- 6):
{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (6)}.
الإعراب:
الفاء لربط ما بعدها بما قبلها برابط السببيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق ب (ضرب)، الفاء رابطة لجواب الشرط (ضرب) مفعول مطلق لفعل محذوف، وقد ناب المصدر عن فعله بالأمر (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل الأول متعلّق ب (شدّوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط الثاني الفاء عاطفة للتفريع (إمّا) حرف تخيير (منا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي: فإمّا أن تمنّوا منّا... ومثله (إمّا فداء)، (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (منّا)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تضع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى والمصدر المؤوّل (أن تضع...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بمضمون الأحداث الأربعة: الضرب، وشدّ الوثاق، والمنّ والفداء (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر ذلك الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (لو) حرف شرط غير جازم اللام رابطة لجواب لو (منهم) متعلّق ب (انتصر) بتضمينه معنى انتقم الواو عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له اللام للتعليل (يبلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ببعض) متعلّق ب (يبلو) والمصدر المؤوّل (أن يبلو...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمركم بذلك الواو استئنافيّة، والواو في (قتلوا) نائب الفاعل (في سبيل) متعلّق ب (قتلوا)، الفاء زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط...
جملة: (لقيتم) في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: اضربوا الرقاب ضربا لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (أثخنتموهم) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (شدّوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: تمنّون (منّا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: تفدون (فداء) لا محلّ لها معطوفة على جملة (تمنون) وجملة: (تضع الحرب) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: الأمر (ذلك) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئنافيّة- وجملة: (لو يشاء اللّه) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف القائم بعد حتّى الابتدائيّة وجملة: (انتصر منهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: أمركم (ليبلو) لا محلّ لها معطوفة على جملة لو يشاء وجملة: (يبلو) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: (الذين قتلوا لن يضلّ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (قتلوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يضلّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (سيهديهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يصلح) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم 6- الواو عاطفة (الجنّة) مفعول به على السعة، (لهم) متعلّق ب (عرّفها) وجملة: (يدخلهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهديهم وجملة: (عرّفها) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(4) الوثاق: اسم لما يوثق به الأسرى وهو القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء جمعه وثق بضمّتين (فداء)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فدى يفدي باب ضرب... وفي اللفظ إعلال- أو إبدال- بقلب حرف العلّة- الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله فداي... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي فدى بفتح الفاء وكسرها (تضع)، فيه إعلال بالحذف، فهو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه تعل بفتحتين (بعضكم)، اسم للجزء أو القسم أو الطائفة وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض زنة أفعال.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (فَضَرْبَ الرِّقابِ).
مجاز مرسل عن القتل، وعبّر به عنه إشعارا بأنه ينبغي أن يكون بضرب الرقبة حيث أمكن، وتصويرا له بأشنع صورة، لأن ضرب الرقبة فيه إطارة الرأس الذي هو أشرف أعضاء البدن ومجمع حواسه، وبقاء البدن ملقى على هيئة منكرة والعياذ باللّه تعالى. وعلاقة هذا المجاز ذكر الجزء وإرادة الكل، فذكر ضرب الرقبة وأراد القتل.
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها).
حيث استعار الأوزار لآلات الحرب وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع، ويمكن أن تكون استعارة مكنية، بأن شبه الحرب بمطايا ذات أوزار أي أحمال ثقال، وإثبات الأوزار تخييل.
الفوائد:
- أحكام الجهاد والأسرى..
اختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم: هي منسوخة بقوله: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ).
وبقوله: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ). وهذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن جريج. وإليه ذهب الأوزاعي وأصحاب الرأي، قالوا: لا يجوز المنّ على من وقع في الأسر من الكفار ولا الفداء، بل إما القتل وإما الاسترقاق، أيهما رأى الإمام ونقل صاحب الكشاف عن مجاهد قال: ليس اليوم منّ ولا فداء، إنما هو الإسلام أو ضرب العنق. وذهب أكثر العلماء إلى أن الآية محكمة، والإمام بالخيار في الرجال من الكفار إذا أسروا بين أن يقتلهم، أو يسترقهم، أو يمنّ عليهم فيطلقهم بلا عوض، أو يفاديهم بالمال أو بأسارى المسلمين وإليه ذهب ابن عمر، وبه قال الحسن وعطاء وأكثر الصحابة والعلماء. وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. قال ابن عباس: لما كثر المسلمون واشتد سلطانهم أنزل اللّه عز وجل في الأسارى (فإما منّا بعد وإما فداء). وهذا القول هو الصحيح، ولأنه عمل النبي صلى اللّه عليه وسلم والخلفاء بعده.
عن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة، فربطوه في سارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه النبي صلى اللّه عليه وسلم. وفي الغد قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال مثل مقالته الأولى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
أطلقوا ثمامة فانطلق الى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. واللّه ما كان على الأرض أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ. واللّه ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ. واللّه ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ. وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واللّه لا يأتينكم من اليمامة حبة حنطة حتّى يأذن فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. رواه البخاري ومسلم.
ويستفاد من قوله تعالى: (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) أن يستمر الجهاد إلى آخر الزمان. فجاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: الجهاد ماض منذ بعثني اللّه إلى أن يقاتل آخر أمتى الدجال.
.إعراب الآية رقم (7):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (تنصروا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (ينصركم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يثبّت) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
.إعراب الآيات (8- 9):
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (8) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (9)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة الفاء زائدة لمشابهة الموصول للشرط (تعسا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لهم) متعلّق ب (تعسا)، الواو عاطفة، وفاعل (أضلّ) ضمير مستتر يعود على اللّه المفهوم من سياق الكلام جملة: (الذين كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: تعسوا (تعسا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (أضلّ) في محلّ رفع معطوفة على جملة (تعسوا) المقدّرة 9- والمصدر المؤوّل (أنّهم كرهوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
(ما) موصول في محلّ نصب مفعول به الفاء عاطفة وجملة: (ذلك بأنّهم كرهوا) لا محلّ لها تعليل للدعاء السابق وجملة: (كرهوا) في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (أحبط) في محلّ رفع معطوفة على جملة كرهوا.
الصرف:
(تعسا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ تعس باب فرح بمعنى سقط، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
الجملة المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه:
مثل: زيدا ضربته أو زيدا ضربت أخاه. فجملة ضربت مفسرة للفعل المحذوف المقدّر قبل (زيد) بمعنى (ضربت زيدا ضربته) وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) الذين مبتدأ وتعسا مفعول مطلق لفعل محذوف هو الخبر ولا يكون (الذين) منصوبا بمحذوف يفسره (تعسا) كما تقول: زيدا ضربا إياه وكذا لا يجوز أن تقول: زيدا جدعا له، ولا عمرا سقيا له. بل تقول بالرفع: زيد جدعا له، وعمر سقيا له. لأن اللام متعلقة بالفعل المحذوف لا بالمصدر، لأنه لا يتعدى بالحرف وليست لام التقوية، لأنها لازمة، ولام التقوية غير لازمة وقوله تعالى: (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ) إن قدرت (من) زائدة فكم مبتدأ أو مفعول به لآتينا مقدّرا بعده. وإن قدرتها بيانا ل (كم) فهي مفعول به ثان مقدّم لآتينا فقط. مثل: أعشرين درهما أعطيتك.
.إعراب الآيات (10- 11):{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (10) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (11)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (عليهم) متعلّق ب (دمّر) بتضمينه معنى أطبق أو سخط، ومفعول دمّر محذوف أي أموالهم وممتلكاتهم الواو عاطفة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أمثالها) جملة: (لم يسيروا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أقعدوا فلم يسيروا وجملة: (ينظروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يسيروا وجملة: (كان عاقبة) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام، بتقدير الجارّ وجملة: (دمّر اللّه) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (للكافرين أمثالها) لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّر اللّه 11- (ذلك بأنّ اللّه...) مثل ذلك بأنّهم، (لا) نافية للجنس (لهم) متعلّق بخبر لا...
والمصدر المؤوّل (أنّ الكافرين...) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأول إعرابا وتعليقا وجملة: (ذلك بأنّ اللّه) لا محلّ لها تعليل لما سبق- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا مولى لهم) في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (12):
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (12)}.
الإعراب:
(جنّات) مفعول به ثان على السعة، منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) حرف مصدريّ... (لهم) متعلّق بنعت ل (مثوى) والمصدر المؤوّل (ما تأكل الأنعام) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يأكلون جملة: (إنّ اللّه يدخل) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يدخل) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (تجري) في محلّ نصب نعت لجنّات وجملة: (الذين كفروا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: (يتمتّعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (يأكلون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يتمتّعون وجملة: (تأكل الأنعام) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (النار مثوى لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
التشبيه: في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ).
حيث شبه الكفار بالأنعام في التمتع بالأكل، فهم يأكلون عن شره ونهم شأن البهائم، ازدراء لهم، وتحقيرا لحالهم، ووصفهم بالدناءة والبطنة مما تذمه العرب وتبغضه.
.إعراب الآية رقم (13):
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (13)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كأيّن) كناية عن عدد بمعنى كثير مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من قرية) تمييز الكناية (قوّة) تمييز ب (أشدّ)، (من قريتك) متعلّق بأشدّ (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لقريتك الفاء عاطفة (لا) نافية للجنس (لهم) متعلّق بخبر لا.
جملة: (كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هي أشدّ) في محلّ جرّ نعت لقرية.
وجملة: (أخرجتك) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (أهلكناهم) في محلّ رفع خبر كأيّن.
وجملة: (لا ناصر لهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الفوائد:
- كأيّن..
هي اسم مركب من كاف التشبيه وأي المنونة، ولذلك جاز الوقف عليها بالنون، لأن التنوين لما دخل في التركيب أشبه النون الأصلية، ولهذا رسم في المصحف نونا. ومن وقف عليها بحذفه اعتبر حكمه في الأصل وهو الحذف في الوقف.
وتوافق (كأي) (كم) في أمور..
التصدير، وإفادة التكثير- معظم الأحيان- كقوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) أما الاستفهام، فهو نادر جدا، كما في قول أبيّ بن كعب لابن مسعود رضي اللّه عنهما: كأين تقرأ سورة الأحزاب آية؟ فقال: ثلاثا وسبعين.
وتخالفها في خمسة أمور:
1- هي مركبة وكم غير مركبة..
2- مميزها مجرور بمن غالبا، وهكذا وردت في القرآن الكريم: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ) و(كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ).
3- لا تقع استفهامية عند الجمهور بل هي خبرية.
4- لا تقع مجروره.
5- خبرها لا يقع مفردا بل جملة.
.إعراب الآية رقم (14):
{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (14)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء استئنافيّة (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (على بيّنة) متعلّق بخبر كان (من ربّه) متعلّق بنعت ل (بيّنة)، (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ (من) الأول (له) متعلّق ب (زيّن).
جملة: (من كان على بيّنة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان على بيّنة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (زيّن له سوء) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الثانية.
.إعراب الآية رقم (15):
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (15)}.
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع خبره محذوف أي: في ما يتلى عليكم مثل الجنّة- أو مثل الجنّة ما تقرؤون- (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة، والعائد محذوف (المتّقون) نائب الفاعل (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أنهار) (من ماء) متعلّق بنعت ل (أنهار) الواو عاطفة في المواضع الستّة (من لبن) متعلّق بنعت ل (أنهار) الثاني (من خمر) نعت ل (أنهار) الثالث (للشاربين) متعلّق ب (لذّة) (من عسل) نعت ل (أنهار) الرابع (لهم) متعلّق بخبر مقدّم، والمبتدأ مقدّر أي: أصناف، (فيها) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (من كلّ) متعلّق بنعت للمبتدأ المقدّر (مغفرة) معطوف على المبتدأ المقدّر (من ربّهم) متعلّق بنعت ل (مغفرة) (كمن) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره:
أمن هو في هذا النعيم كمن هو خالد، (في النار) متعلّق ب (خالد)، والواو في (سقوا) نائب الفاعل (ما) مفعول به منصوب.
جملة: (مثل الجنّة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (وعد المتّقون) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (فيها أنهار) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لم يتغيّر طعمه) في محلّ جرّ نعت للبن.
وجملة: (لهم فيها) أصناف لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها أنهار.
وجملة: أمن هو في نعيم (كمن هو خالد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو خالد) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (سقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (قطّع) لا محلّ لها معطوفة على جملة سقوا.
الصرف:
(آسن)، اسم فاعل من (أسن) الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد عوّض من الهمزة وألف فاعل بمدّة..
(طعم)، اسم لما يدركه الذوق من حلاوة أو مرارة، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه طعوم بضمّتين (عسل)، اسم لمادّة الطعام المعروفة، وهو يذكّر ويؤنّث، وقد جاء في الآية الكريمة مذكرا فوصف بكونه مصفّى، وزنه فعل بفتحتين، ويؤخذ منه فعل فيقال: عسل الطعام- بفتح الميم- أي عمله عسلا وهو من بابي نصر وضرب.
(مصفّى)، اسم مفعول من الرباعيّ صفّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
(سقوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله سقيوا- بضمّ الياء- فاستثقلت الضمّة على الياء فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف.. اجتمعت الياء والواو ساكنتين فحذفت الياء- لام الكلمة- وهو اعلال بالحذف فأصبح سقوا، وزنه فعوا بضمّتين.
(أمعاء)، جمع معى- بكسر الميم وفتح العين بعدهما ألف- اسم لمصران البطن وزنه فعل، والألف منقلبة عن ياء لأنّ المثنى معيان.. والهمزة في الجمع منقلبة عن ياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة.. أو هو جمع معي وزنه فعل بفتح فسكون بعدهما ياء، والمعى والمعي مذكّر وقد يؤنّث.
.إعراب الآية رقم (16):
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من)، (إليك) متعلّق ب (يستمع)، (حتّى) حرف ابتداء (من عندك) متعلّق ب (خرجوا)، (للذين) متعلّق ب (قالوا)، (العلم) مفعول به منصوب (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مقدّم، (آنفا) حال منصوبة أي مبتدئا، (على قلوبهم) متعلّق ب (طبع).
جملة: (منهم من يستمع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يستمع إليك) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (خرجوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أوتوا العلم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قال) في محلّ نصب مقول القول لفعل قالوا وجملة: (أولئك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (طبع اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
الصرف:
(آنفا)، اسم فاعل من (أنف) الثلاثي، وهو فعل غير مستعمل، والمدّة عوض من الهمزة والألف...
.إعراب الآية رقم (17):
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اهتدوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (هدى) مفعول به ثان جملة: (الذين اهتدوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اهتدوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (زادهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (آتاهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة زادهم.
.إعراب الآية رقم (18):{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (18)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، والضمير في (ينظرون) يعود على كفار مكّة (إلّا) للحصر (بغتة) مصدر في موضع الحال، الفاء تعليليّة (قد) حرف تحقيق..
والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم) في محلّ نصب بدل اشتمال من الساعة أي: ينظرون إتيان الساعة.
الفاء استئنافيّة- أو عاطفة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذكراهم)، (لهم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط، وفاعل (جاءتهم) ضمير يعود على الساعة.
جملة: (ينظرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تأتيهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (جاء أشراطها) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنّى لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءتهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(أشراطها)، جمع شرط وزنه فعل بفتحتين أي علامة، ووزن أشراط أفعال كسبب وأسباب.
الفوائد:
- أشراط الساعة..
أشارت هذه الآية إلى مجيء أشراط الساعة بقوله تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) لما كان أمر الساعة مستبطأ في النفوس ذكر اللّه عز وجل أنها تأتي بغتة، وأنه قد حصل بعض أماراتها وعلاماتها وقد ذكر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كثير من أحاديثه الصحيحة. وسنورد بعضها للبيان:
عن سهل بن سعد قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال بإصبعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: «بعثت أنا والساعة كهاتين».
قيل معناه بأن ما بين مبعثه صلى اللّه عليه وسلم وقيام الساعة كما بين هذين الإصبعين في فارق الطول، فهو شيء يسير. وقيل: هو إشارة إلى قرب المجاورة.
عن أنس، قال عند قرب وفاته: ألا أحدثكم حديثا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل (الجهل بالشرع والدين) ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيّم».
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة: أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشحّ، ويكثر الهرج»، قالوا: وما الهرج؟ قال: «القتل».
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سأل أعرابي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ فقال صلى اللّه عليه وسلم: «إذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: وما تضييع الأمانة؟، قال: «أن يوسد الأمر غير أهله».
وقال العلماء: من أشراط الساعة انشقاق القمر، بدليل قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).
.إعراب الآية رقم (19):
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (19)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (اللّه) لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (لذنبك) متعلّق ب (استغفر)، وكذلك (للمؤمنين) بحذف مضاف أي لذنب المؤمنين...
الواو للاستئناف والمصدر المؤوّل (أنّه لا اله إلّا اللّه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلم جملة: (اعلم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فخذ العلم بوحدانية اللّه.
وجملة: (لا إله إلّا اللّه) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (استغفر) معطوفة على جملة اعلم.
وجملة: (اللّه يعلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
الصرف:
(متقلّبكم)، مصدر ميميّ للخماسيّ تقلّب، وزنه متفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
.إعراب الآيات (20- 21):
{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (20) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لولا) حرف تخضيض الفاء عاطفة وكذلك الواو (فيها) متعلّق ب (ذكر)، (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (إليك) متعلّق ب (ينظرون)، (نظر) مفعول مطلق منصوب (عليه) في موضع نائب الفاعل لاسم المفعول المغشيّ (من الموت) متعلّق ب (المغشيّ) الفاء استئنافيّة (أولى) مبتدأ مرفوع خبره (طاعة)، (لهم) متعلّق ب (أولى).
جملة: (يقول الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لولا نزّلت سورة) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزلت سورة) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ذكر فيها القتال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلت.
وجملة: (رأيت) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (في قلوبهم مرض) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (ينظرون) في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: (أولى لهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
21- الفاء استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الصدق والإيمان المفهومين من السياق (لهم) متعلّق ب (خيرا).
وجملة: (عزم الأمر) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لو صدقوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا).
وجملة: (كان خيرا لهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
الصرف:
(20) نظر: مصدر سماعيّ للثلاثيّ نظر باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
(المغشيّ)، اسم مفعول من الثلاثيّ غشي، والأصل في وزنه هو مفعول، ثمّ وقع فيه إعلال بالقلب، أصله مغشوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى ثمّ كسرت الشين لمناسبة الياء.
(أولى)، انظر الآية (68) من سورة آل عمران... وفي هذه الحال هو مشتّق من الولي وهو القرب ووزنه أفعل، وقيل هو مشتّق من الويل فوزنه أفلع.
الفوائد:
- ما يحتمل المبتدأ أو الخبر..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ)، فإنه يجوز إعراب طاعة خبر لمبتدأ محذوف. والتقدير: أمرنا طاعة. كما يجوز إعرابها مبتدأ، والتقدير طاعة وقول معروف أمثل. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في عدة مواضع، سنشير إليها:
1- يكثر ذلك بعد الفاء كقوله تعالى: (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)، (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)، (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) فإن أعربت أخبارا، فالتقدير: الواجب كذا، وإن أعربت مبتدأ، فالتقدير فعليه كذا، أو فعليكم كذا.
2- ويأتي في غيره: كقوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) أي أمري أو صبر جميل أمثل. وقوله تعالى: (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أي أمرنا، أو أمثل. ويدل للأول قوله:
فقالت على اسم اللّه أمرك طاعة ** وإن كنت قد كلفت ما لم أعوّد

الشاهد قوله: (أمرك طاعة) مما يرجح الخبر على كونها مبتدأ. لأن الشاعر اعتبر (طاعة) خبرا للمبتدأ (أمرك) وقد جاء مصرحا به لذا فإذا أردنا التقدير نقدر على ضوء ما هو مصرح به.
.إعراب الآية رقم (22):
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (22)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (هل) حرف استفهام (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (في الأرض) متعلّق ب (تفسدوا)، (تقطّعوا) مضارع منصوب معطوف على (تفسدوا) بالواو..
والمصدر المؤوّل (أن تفسدوا) في محلّ نصب خبر عسيتم جملة: (عسيتم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولّيتم) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (تفسدوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تقطّعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تفسدوا.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ).
فقد نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب، على طريقة الالتفات، ليكون أبلغ في تأكيد التوبيخ وتشديد التقريع.
.إعراب الآية رقم (23):
{أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (23)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة ومثلها الواو، وفاعل (أصمّهم، أعمى) ضميران يعودان على لفظ الجلالة..
جملة: (أولئك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعنهم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أصمّهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أعمى) لا محلّ لها معطوفة على جملة أصمّهم.
.إعراب الآية رقم (24):
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة- أو استئنافيّة- (لا) نافية (أم) منقطعة بمعنى بل (على قلوب) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أقفالها).
جملة: (لا يتدبّرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلا يتدبّرون...- أو هي استئنافيّة-.
وجملة: (على قلوب أقفالها) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أقفال)، جمع قفل، اسم للأداة المعروفة مستعملا على سبيل المجاز، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي أقفل بفتح الهمزة وضمّ الفاء وقفول بضمّتين.
البلاغة:
التنكير: في قوله تعالى: (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
تنكير القلوب، إما لتهويل حالها وتفظيع شأنها، بإبهام أمرها في القساوة والجهالة كأنه قيل: على قلوب منكرة لا يعرف حالها ولا يقادر قدرها في القساوة، وإما لأن المراد بها قلوب بعض منهم، وهم المنافقون، وإضافة الأقفال للدلالة على أنها أقفال مخصوصة بها مناسبة لها غير مجانسة لسائر الأقفال المعهودة.
ففي الكلام استعارة: فقد شبّه قلوبهم بالصناديق، واستعار لها شيئا من لوازمها وهي الأقفال المختصة بها، لاستبعاد فتحها واستمرار انغلاقها.
.إعراب الآيات (25- 28):{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (25) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28)}.
الإعراب:
(على أدبارهم) متعلّق ب (ارتدّوا)، (من بعد) متعلّق ب (ارتدّوا)، (ما) حرف مصدريّ (لهم) متعلّق ب (تبيّن)...
والمصدر المؤوّل (ما تبيّن..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(لهم) الثاني متعلّق ب (سوّل)، و(لهم) الثالث متعلّق ب (أملى).
جملة: (إنّ الذين ارتدّوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ارتدّوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تبيّن لهم الهدى) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (الشيطان سوّل) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (سوّل لهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشيطان).
وجملة: (أملى لهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة سوّل.
26- والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك).
(للذين) متعلّق ب (قالوا)، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (في بعض) متعلّق ب (نطيعكم)، الواو حالية..
وجملة: (ذلك بأنّهم قالوا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (قالوا) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (كرهوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (نزّل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (سنطيعكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اللّه يعلم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
27- الفاء استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره حالهم، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بالمبتدأ المقدّر.
وجملة: (كيف) حالهم لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (توفّتهم الملائكة) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يضربون) في محلّ نصب حال من الملائكة أو من المفعول.
28- (ذلك بأنّهم..) مثل الأولى (ما) موصول مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به الفاء عاطفة.
وجملة: (ذلك بأنّهم) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (اتّبعوا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أسخط) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كرهوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّبعوا.
وجملة: (أحبط) في محلّ رفع معطوفة على جملة كرهوا.
الصرف:
(أملى)، رسمت الألف بياء غير منقوطة لأنها رابعة برغم كونها منقلبة عن واو، فثلاثيّه ملا يملو، والملاوة البرهة من الدهر...
(26) إسرار: مصدر قياسيّ للفعل الرباعيّ أسرّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.
.إعراب الآيات (29- 31):
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (31)}.
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف.
جملة: (حسب الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (في قلوبهم مرض) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لن يخرج اللّه) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أن لن يخرج اللّه...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
30- الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو في الموضعين والفاء عاطفة (بسيما) متعلّق ب (عرفتهم)، الواو عاطفة واللام الثالثة لام القسم لقسم مقدّر (تعرفنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (في لحن) متعلّق ب (تعرفنّ) والجارّ للسببيّة، الواو استئنافيّة.
وجملة: (نشاء) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أريناكهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (عرفتهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (تعرفنّهم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (اللّه يعلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم أعمالكم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (للّه).
31- الواو عاطفة (لنبلونّكم) مثل لتعرفنّهم (حتّى) حرف غاية وجرّ (نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّل (أن نعلم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نبلونّكم).
(منكم) متعلّق بحال من المجاهدين الواو عاطفة في الموضعين (نبلو) مضارع منصوب معطوف على (نعلم).
وجملة: (نبلونّكم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى.
وجملة: (نعلم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر وجملة: (نبلو) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعلم.
الصرف:
(أضغانهم)، جمع ضغن اسم بمعنى الحقد وزنه فعل بكسر فسكون والجمع أفعال.
(أخبار)، جمع خبر.. اسم للحديث المرويّ، وزنه فعل بفتحتين، ووزن أخبار أفعال.
(لحن)، مصدر الثلاثيّ لحن أي أخطأ في الكلام أو هو اسم بمعنى الفحوى، أو الخطأ في الكلام وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ).
فشبه المرض النفسي بالمرض الجسدي، إذ أن كلا منهما يتلف المرء وينغص عليه حياته. وصرح هنا بالمشبه به دون المشبه، والاستعارة أبلغ، لأن الأمراض الجسدية ظاهرة للعين بادية الأثر.
.إعراب الآية رقم (32):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (32)}.
الإعراب:
(عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا) بتضمينه معنى أعرضوا (من بعد) متعلّق ب (شاقّوا)، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما تبيّن..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(لهم) متعلّق ب (تبيّن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي ضرارا ما الواو عاطفة.
جملة: (إنّ الذين كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (صدّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (شاقّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تبيّن لهم الهدى) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (لن يضرّوا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (سيحبط) في محلّ رفع معطوفة على خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (33):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (33)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة...
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أطيعوا اللّه) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أطيعوا الرسول) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا تبطلوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
.إعراب الآية رقم (34):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)}.
الإعراب:
(إنّ الذين... سبيل اللّه) مرّ إعرابها، (ثمّ). حرف عطف الواو حاليّة الفاء زائدة لمشابهة الموصول اسم إنّ للشرط (لهم) متعلّق ب (يغفر).
جملة: (ماتوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة كفروا...
وجملة: (هم كفّار) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لن يغفر اللّه لهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآية رقم (35):
{فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب الشرط المقدّر (لا) ناهية جازمة الواو عاطفة (تدعوا) مضارع مجزوم معطوف على (تهنوا)، (إلى السلم) متعلّق ب (تدعوا)، الواو حالية والثانية استئنافيّة والثالثة عاطفة... (معكم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر.
جملة: (تهنوا) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا لقيتم الكافرين فلا تهنوا... أو إذا علمتم وجوب الجهاد فلا تهنوا.
وجملة: (تدعوا) معطوفة على جملة تهنوا.
وجملة: (أنتم الأعلون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (اللّه معكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لن يتركم) معطوفة على جملة اللّه معكم.
الصرف:
(يتركم)، فيه إعلال بالحذف، أصله يوتركم، فهو معتلّ مثال حذفت فاؤه في المضارع، وزنه يعلكم.
الفوائد:
- مع..
1- هي اسم، بدليل التنوين في قولك (معا)، وتسكين عينه لغة غنم وربيعة، وقول النحاس إنها حرف مردود. وتستعمل مضافة فتكون ظرفا، ولها حينئذ ثلاث معان:
1- موضع الاجتماع ولهذا يخبر بها عن الذوات، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (وَاللَّهُ مَعَكُمْ).
2- زمانه: (جئت مع العصر)..
3- مرادفة (عند) كقراءة بعضهم (هذا ذكر من معي).
2- وتكون مفردة فتنوّن، وتكون حالا، وقد جاءت ظرفا مخبرا به في نحو قول جندل بن عمرو:
أفيقوا بني حرب وأهواؤنا معا ** وأرماحنا موصولة لم تقضب

وقيل (معا) حال والخبر محذوف..
وهي في الإفراد بمعنى جمعا عند ابن مالك، وهو خلاف قول ثعلب. إذا قلت جاؤوا جمعيا احتمل أن فعلهم في وقت واحد أو في وقتين، وإذا قلت جاؤوا معا فالوقت واحد.
وتستعمل معا للجماعة كما تستعمل للاثنين. قال متمم بن نويرة:
يذكّرون ذا البث الحزين ببثهّ ** إذا حنت الأولى سجعن لها معا

وقالت الخنساء:
وأفنى رجالي فبادوا معا ** فأصبح قلبي بهم مستفزّا
إعراب الآيات (36- 38):{إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (36) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (37) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (38)}.
الإعراب:
جملة: (إنّما الحياة لعب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تؤمنوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على تؤمنوا.
وجملة: (يؤتكم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يسألكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
37- الواو في (يسألكموها) زائدة هي إشباع حركة الميم. الفاء عاطفة (يحفكم) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط، وفاعل (يخرج) ضمير يعود على البخل المفهوم من قوله: (تبخلوا) جواب الشرط.
وجملة: (يسألكموها) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: (يحفكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألكموها.
وجملة: (تبخلوا) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يخرج) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
38- (هؤلاء) اسم إشارة في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم)، والواو في (تدعون) نائب الفاعل اللام للتعليل (تنفقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في سبيل) متعلّق ب (تنفقوا).
والمصدر المؤوّل (أن تنفقوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تدعون).
الفاء عاطفة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) الموصول الواو استئنافيّة (من) الثاني اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عن نفسه) متعلّق ب (يبخل)، الواو اعتراضيّة، وعاطفة في الموضعين التاليين (تتولّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط... والواو فاعل (غيركم) نعت ل (قوما) منصوب (لا) نافية (يكونوا) مضارع ناقص مجزوم معطوف على (يستبدل)، (أمثالكم) خبر يكونوا منصوب.
وجملة: (أنتم هؤلاء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تدعون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تنفقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (منكم من يبخل) لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعون.
وجملة: (يبخل) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (من يبخل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يبخل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّما يبخل عن نفسه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (اللّه الغنيّ) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (أنتم الفقراء) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: (تتولّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط من يبخل...
أو على جملة الشرط إن تؤمنوا.
وجملة: (يستبدل) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا يكونوا أمثالكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستبدل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ