السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الفتح

إعراب سورة الفتح

.إعراب الآيات (1- 3):{إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3)}.
الإعراب:
(لك) متعلّق ب (فتحنا)، اللام للتعليل (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لك) متعلّق بفعل (يغفر) (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من ذنبك) متعلّق بحال من فاعل تقدّم (ما تأخّر) معطوف على ما تقدّم..
والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (فتحنا).
(يتمّ) مضارع منصوب معطوف على (يغفر)، (عليك) متعلّق ب (يتمّ)، (يهديك، ينصرك) معطوفان على (يغفر).
جملة: (إنّا فتحنا) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (فتحنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يغفر لك اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تقدّم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (تأخّر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: (يتمّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: (يهديك) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: (ينصرك اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
البلاغة:
التعبير بالماضي: في قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً).
حيث جاء الإخبار بالفتح على لفظ الماضي وإن لم يقع بعد، لأن المراد فتح مكة، والآية نزلت حين رجع عليه الصلاة والسلام من الحديبية قبل عام الفتح، وذلك على عادة ربّ العزة سبحانه وتعالى في أخباره، لأنها كانت محققة، نزلت منزلة الكائنة الموجودة، وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ).
حيث التفت في هذه الآية الكريمة من التكلم إلى الغيبة، تفخيما لشأنه عز وجل.
وفي إسناد المغفرة إليه تعالى بالاسم الأعظم بعد إسناد الفتح إليه تعالى بنون العظمة إيماء إلى أن المغفرة مما يتولاها سبحانه بذاته، وأن الفتح مما يتولاه جل شأنه بالوسائط.
3- الاسناد المجازي: في قوله تعالى: (نَصْراً عَزِيزاً).
حيث أسند العز والمنعة إلى النصر، أي: قويا منيعا على وصف المصدر بوصف صاحبه مجازا للمبالغة. وهذه الصفات في الأصل للمنصور وليست للنصر.
الفوائد:
الفتح المبين..
اختلف العلماء في هذا الفتح، فروى قتادة عن أنس أنّه فتح مكة، وقال مجاهد: إنه فتح خيبر، وقيل: هو فتح فارس والروم، وسائر بلاد الإسلام التي يفتحها اللّه عز وجل له فإن قيل هذه البلاد لم تكن قد فتحت بعد، فكيف ذكر ذلك بصيغة الماضي. والجواب: ذلك بصيغة الماضي للدلالة على حتمية الوقوع والحدوث، وقال أكثر المفسرين: أن المراد بهذا الفتح (صلح الحديبية) وهو الأصح وهو رواية عن أنس، فكان الصلح مع المشركين يوم الحديبية مستصعبا حتّى فتحه اللّه عز وجل ويسره. قال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم فأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، فعز الإسلام في ذلك، وأكرم اللّه عز وجل رسوله محمدا صلى اللّه عليه وسلم.
.إعراب الآية رقم (4):
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4)}.
الإعراب:
(في قلوب) متعلّق ب (أنزل)، اللام للتعليل (يزدادوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (إيمانا) تمييز منصوب (مع) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (ايمانا)..
جملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يزدادوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يزدادوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل).
الواو عاطفة في الموضعين (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (جنود)، الواو استئنافيّة..
وجملة: (للّه جنود) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كان اللّه عليما) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (5- 7):
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7)}.
الإعراب:
اللام للتعليل (يدخل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من تحتها) متعلّق ب (تجري).
والمصدر المؤوّل (أن يدخل..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أمر اللّه بالجهاد..
(خالدين) حال منصوبة من مفعول يدخل (فيها) متعلّق ب (خالدين) (يكفّر) مضارع منصوب معطوف على (يدخل) بالواو (عنهم) متعلّق ب (يكفّر)، الواو اعتراضيّة (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من الخبر (فوزا).
جملة: أمر اللّه (ليدخل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدخل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تجري من تحتها الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (يكفّر) لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: (كان ذلك فوزا) لا محلّ لها اعتراضيّة.
6- الواو عاطفة في المواضع السبعة (يعذّب) مضارع منصوب معطوف على (يدخل)، (الظانّين) نعت للمنافقين وما عطف عليه (باللّه) متعلّق ب (الظانّين) (ظن) مفعول مطلق منصوب عامله اسم الفاعل (الظانّين)، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دائرة)، والثاني متعلّق ب (غضب)، (لهم) متعلّق ب (أعدّ)، (ساءت) ماض لإنشاء الذمّ والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، (مصيرا) تمييز الضمير فاعل ساءت، والمخصوص بالذمّ محذوف أي جهنّم.
وجملة: (يعذّب) لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: (عليهم دائرة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (غضب اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: (لعنهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: (أعدّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة عليهم دائرة.
وجملة: (ساءت مصيرا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الواو استئنافيّة (للّه جنود..) مرّ إعرابها.
الصرف:
(6) المنافقين: جمع المنافق، اسم فاعل من الرباعيّ نافق، وزنه مفاعل.
(المنافقات)، جمع المنافقة مؤنّث المنافق...
(الظانين)، جمع الظانّ، اسم فاعل من الثلاثيّ ظنّ وزنه فاعل، والعين واللام من حرف واحد.
(دائرة)، مصدر بزنة اسم الفاعل المؤنث.. أو هو اسم فاعل من دار سمّي به حادثة الزمان والدائرة اسم للخط المحيط بالمركز وقد يستعمل مجازا للحادثة المحيطة.. والهمزة في (دائرة) منقلبة عن واو، أصله داورة، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة.
.إعراب الآيات (8- 9):
{إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)}.
الإعراب:
اللام للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (باللّه) متعلّق ب (تؤمنوا)، جملة: (إنّا أرسلناك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسلناك) في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ متعلّق ب (أرسلناك).
9- الواو عاطفة في المواضع الخمسة (تعزّروه، توقّروه، تسبّحوه) أفعال مضارعة منصوبة معطوفة على (تؤمنوا)، (بكرة) ظرف منصوب متعلّق ب (تسبّحوه)..
وجملة: (تؤمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تعزّروه) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: (توقّروه) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
وجملة: (تسبّحوه) لا محلّ لها معطوفة على جملة تؤمنوا.
.إعراب الآية رقم (10):{إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة في الموضعين (فوق) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (يد) الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (على نفسه) متعلّق ب (ينكث)، (من أوفى) مثل من نكث، الفعل فيهما في محلّ جزم فعل الشرط (بما) متعلّق ب (أوفى)، عليه متعلّق ب (عاهد)، الفاء رابطة لجواب الشرط الثاني السين للاستقبال (أجرا) مفعول به ثان منصوب..
جملة: (إنّ الذين يبايعونك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يبايعونك) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّما يبايعون) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يد اللّه فوق أيديهم) في محلّ نصب حال من فاعل يبايعون.
وجملة: (من نكث) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (نكث) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّما ينكث) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أوفى) لا محلّ لها معطوفة على جملة من نكث.
وجملة: (من أوفى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: (عاهد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (سيؤتيه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ).
حيث أطلق سبحانه وتعالى اسم المبايعة على هذه المعاهدة على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
الفوائد:
- بيعة الرضوان..
كانت هذه البيعة بالحديبية، وهي قرية ليست بكبيرة، بينها وبين مكة أقل من مرحلة، سميت ببئر هناك، ويجوز في لفظها تخفيف الياء وهو الأفصح، ويجوز تشديدها، وكان سبب البيعة أنّه أشيع مقتل عثمان رضي اللّه عنه في مكة، حيث بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمهمة. عن يزيد بن عبيدة قال: قلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: على الموت.
عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة (وكانت البيعة تحتها) والنبي صلى اللّه عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ألا نفر. قال العلماء: لا منافاة بين الحديثين، ومعناهما صحيح. بايعه جماعة منهم سلمة بن الأكوع على الموت، وبايعه جماعة منهم معقل بن يسار على ألا يفروا.
.إعراب الآيات (11- 14):
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (14)}.
الإعراب:
(لك) متعلّق ب (يقول)، (من الأعراب) حال من (المخلّفون)، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لنا) متعلّق ب (استغفر)، (بألسنتهم) متعلّق بحال من فاعل يقولون (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في قلوبهم) متعلّق بخبر ليس الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق ب (يملك) وكذلك (من اللّه) بحذف مضاف بتضمين يملك معنى يمنع (أراد) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (بكم) متعلّق بحال من (ضرّا)، والثاني متعلّق بحال من (نفعا)، (بل) للإضراب (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبيرا).
جملة: (سيقول لك المخلّفون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (شغلتنا أموالنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (استغفر) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاستغفر.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (ليس في قلوبهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يملك) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أراد اللّه إهلاككم فمن يملك.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يملك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أراد بكم ضرّا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (أراد بكم نفعا) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة..
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (كان اللّه خبيرا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
12- (بل) للإضراب (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (إلى أهليهم) متعلّق ب (ينقلب)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينقلب)، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (في قلوبكم) متعلّق ب (زيّن) (ظنّ) مفعول مطلق منصوب...
وجملة: (ظننتم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينقلب الرسول) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لن ينقلب..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظننتم.
وجملة: (زيّن ذلك) لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم.
وجملة: (ظننتم) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم الأولى.
وجملة: (كنتم قوما) لا محلّ لها معطوفة على جملة ظننتم الأولى.
13- الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط (باللّه) متعلّق ب (يؤمن)، الفاء رابطة لجواب شرط جازم- أو تعليليّة- (للكافرين) متعلّق بحال من (سعيرا).
وجملة: (من لم يؤمن) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لم يؤمن) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّا أعتدنا) في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: (أعتدنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
14- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (للّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) (لمن) متعلّق ب (يغفر)..
وجملة: (للّه ملك) لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يؤمن.
وجملة: (يغفر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يشاء) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (يعذّب) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: (يشاء) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (كان اللّه غفورا) لا محلّ لها معطوفة على جملة للّه ملك..
البلاغة:
فن اللف: في قوله تعالى: (فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً) في هذه الآية الكريمة فن اللف. وكان الأصل: فمن يملك لكم من اللّه شيئا إن أراد بكم ضرّا، ومن يحرمكم النفع إن أراد بكم نفعا لأن مثل هذا النظم يستعمل في الضر، وكذلك ورد في الكتاب العزيز مطردا، كقوله: (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً) وأمثاله كثيرة، وسر اختصاصه بدفع المضرة: أن الملك مضاف في هذه المواضع باللام، ودفع المضرة نفع يضاف للمدفوع عنه، وليس كذلك حرمان المنفعة، فإنه ضرر عائد عليه لا له فإذا ظهر ذلك فإنما انتظمت الآية على هذا الوجه، لأن القسمين يشتركان في أن كل واحد منهما نفي لدفع المقدر من خير وشر، فلما تقاربا أدرجهما في عبارة واحدة، وخص عبارة دفع الضر، لأنه هو المتوقع لهؤلاء، إذ الآية في سياق التهديد أو الوعيد الشديد، وهي نظير قوله تعالى: (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) فإن العصمة تكون من السوء لا من الرحمة.
.إعراب الآية رقم (15):
{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15)}.
الإعراب:
(إذا) ظرف مجرّد من الشرط متعلّق ب (سيقول)، (إلى مغانم) متعلّق ب (انطلقتم)، اللام للتعليل (تأخذوها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (نتبعكم) مضارع مجزوم جواب الأمر...
والمصدر المؤوّل (أن تأخذوها) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (انطلقتم).
والمصدر المؤوّل (أن يبدّلوا..) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة.
(كذلكم) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله قال: (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بل) للإضراب في الموضعين (لا) نافية (إلّا) للحصر (قليلا) مفعول به منصوب أي قليلا من أمور الدين.
جملة: (سيقول المخلّفون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (انطلقتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تأخذوها) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ذرونا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نتّبعكم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تذرونا نتّبعكم وجملة: (يريدون) في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في ذرونا.
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لن تتّبعونا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قال اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: (سيقولون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن سمعوا ذلك فسيقولون.. ومقول القول محذوف تقديره: ليس ذلك النهي حكما من اللّه.
وجملة: (تحسدوننا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (كانوا لا يفقهون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يفقهون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (16- 17):
{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (17)}.
الإعراب:
(للمخلّفين) متعلّق ب (قل)، (من الأعراب) متعلّق بحال من المخلّفين، والواو في (تدعون) نائب الفاعل (إلى قوم) متعلّق ب (تدعون) بحذف مضاف أي إلى قتال قوم الفاء عاطفة وكذلك الواو (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما تولّيتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله تتولّوا.
(قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تولّيتم)، (عذابا) مفعول مطلق منصوب..
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ستدعون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تقاتلونهم) في محلّ نصب حال من نائب الفاعل.
وجملة: (يسلمون) في محلّ نصب معطوفة على جملة تقاتلونهم.
وجملة: (إن تطيعوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة ستدعون.
وجملة: (يؤتكم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن تتولّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة إن تطيعوا.
وجملة: (تولّيتم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)..
وجملة: (يعذّبكم) لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.
17- (على الأعمى) متعلّق بمحذوف خبر ليس، وكذلك (على الأعرج، على المريض)، الواو عاطفة في المواضع الخمسة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين و(حرج) الثاني والثالث معطوفان على- الأول (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يطع) مجزوم فعل الشرط وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (من تحتها) متعلّق ب (تجري) (من يتولّ) مثل من يطع، وعلامة جزم الفعل حذف حرف العلّة..
وجملة: (ليس على الأعمى حرج) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (من يطع اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ليس...
وجملة: (يطع) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (يدخله) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تجري الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (من يتولّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يطع.
وجملة: (يتولّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يعذّبه) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
البلاغة:
التكرير: في قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ).
فقد تكرر ذكر القبائل المتخلفة حيث جاء في الآية السابقة قوله تعالى: (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) وهذا التكرير لذكرهم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف.
الفوائد:
- امتحان الاعراب...
بينت هذه الآية أن الأعراب في المستقبل، سيدعون لقتال قوم أشداء، فإن أطاعوا آتاهم اللّه أجرهم، وإن تولّوا عذبهم عذابا أليما. وقد اختلف العلماء من هم القوم أولو البأس الشديد، فقال ابن عباس ومجاهد: هم أهل فارس، وقال كعب: هم الروم، وقال الحسن: هم فارس والروم، وقال سعيد بن جبير:
هوازن وثقيف، وقال قتادة: هوازن وثقيف وغطفان يوم حنين، وقال الزهري وجماعة: هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة الكذاب، وأقوى هذه الأقوال قول من قال: إنهم هوازن وثقيف، لأن الداعي هو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبعدها قول من قال: إنهم بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب. أما الدليل على صحة القول الأول، فهو أن العرب كان قد ظهر أمرهم في آخر الأمر على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فلم يبق إلا مؤمن أو كافر مجاهر، وأما المنافقون فكان قد علم حالهم لامتناع النبي صلى اللّه عليه وسلم من الصلاة عليهم، وكان الداعي هو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى حرب من خالفه من الكفار، وكانت هوازن وثقيف من أشد العرب بأسا، وكذلك غطفان، فاستنفر النبي صلى اللّه عليه وسلم العرب لغزو حنين وبني المصطلق. فصحّ بهذا البيان أن الداعي هو النبي صلى اللّه عليه وسلم.
.إعراب الآيات (18- 21):{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (20) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (21)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عن المؤمنين) متعلّق ب (رضي)، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (رضي)، (تحت) ظرف منصوب متعلّق ب (يبايعونك)، الفاء عاطفة في الموضعين (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (في قلوبهم) متعلّق بمحذوف صلة ما (عليهم) متعلّق ب (أنزل)، (فتحا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: (رضي اللّه) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: (يبايعونك) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (علم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبايعونك.
وجملة: (أنزل) في محلّ جرّ معطوفة على جملة علم.
وجملة: (أثابهم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزل.
19- الواو عاطفة (مغانم) معطوف على (فتحا) منصوب الواو استئنافيّة..
وجملة: (يأخذونها) في محلّ نصب نعت لمغانم.
وجملة: (كان اللّه عزيزا) لا محلّ لها استئنافيّة.
20- الفاء عاطفة (لكم) متعلّق ب (عجّل)، (عنكم) متعلّق ب (كفّ)، الواو عاطفة في الموضعين اللام للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام، واسمه ضمير يعود على المغانم (للمؤمنين) متعلّق بنعت ل (آية).
والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (كفّ)، والجارّ والمجرور معطوف على تعليل مقدّر أي: كفّ أيدي الناس عنكم لتشكروه ولتكون آية..
وجملة: (وعدكم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تأخذونها) في محلّ نصب نعت لمغانم (الثاني).
وجملة: (عجّل) لا محلّ لها معطوفة على جملة وعدكم.
وجملة: (كفّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة عجّل.
وجملة: (تكون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يهديكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون...
21- الواو عاطفة (أخرى) مفعول به لفعل محذوف تقديره وعدكم أو أثابكم- وهو نعت لمنعوت مقدّر أي مغانم أخرى- (عليها) متعلّق ب (تقدروا) المنفيّ (قد) حرف تحقيق (بها) متعلّق ب (أحاط)، (على كلّ) متعلّق بخبر كان (قديرا).
وجملة: عدكم (أخرى) لا محلّ لها معطوفة على جملة كفّ- أو وعدكم- وجملة: (لم تقدروا عليها) في محلّ نصب نعت لأخرى.
وجملة: (قد أحاط اللّه بها) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان اللّه قديرا) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
في قوله تعالى: (إِذْ يُبايِعُونَكَ):
تعبير بصيغة المضارع عن الماضي لاستحضار صورة المبايعة.
الفوائد:
1- (ال) وأقسامها..
1- أن تكون حرف تعريف وهي نوعان: عهدية وجنسية وكل منهما ثلاثة أقسام:
- فالعهدية: إما أن يكون مصحوبها معهودا ذكريا، كما في قوله تعالى: (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)، و(فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ).
أو معهودا ذهنيا كقوله تعالى: (إِذْ هُما فِي الْغارِ)، (وإِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ).
أو معهودا حضوريا، قال ابن عصفور: ولا تقع هذه إلا بعد أسماء الإشارة، نحو: جاءني هذا الرجل، أو أيّ في النداء، نحو: (يا أيها الرجل)، أو إذا الفجائية نحو: (خرجت فإذا الأسد)، أو في اسم الزمان الحاضر نحو: (الآن) وقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).
- والجنسية: إما لاستغراق الأفراد، وهي التي تخلفها كل حقيقة، كقوله تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)، و(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) أي كل الإنسان.
أو لاستغراق خصائص الأفراد: نحو: (زيد الرجل علما) أي الكامل في هذه الصفة، ومنه قوله تعالى: (ذلِكَ الْكِتابُ).
أو لتعريف الماهية: وهي التي لا تخلفها (كلّ) حقيقة ولا مجازا كقوله تعالى: (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) وقولك: (واللّه لا أتزوج النساء) أو (لا ألبس الثياب) ولهذا يقع الحنث بالواحد منها..
2- أسباب بيعة الرضوان..
سميت بيعة الرضوان لأن اللّه عز وجل قد رضي عن الذين بايعوا النبي صلى اللّه عليه وسلم هذه البيعة.
عن جابر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ليدخلنّ الجنّة من بايع تحت الشجرة، إلا صاحب الجمل الأحمر. أخرجه الترمذي.
وصاحب الجمل الأحمر هو جد بن قيس، اختبأ تحت الجمل ولم يبايع. وسبب البيعة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، حين نزل بالحديبية، بعث خراش بن أمية الخزاعي، رسولا إلى مكة، فهمّوا به، فمنعه الأحابيش، فلما رجع دعا بعمر ليبعثه، فقال: إني أخافهم على نفسي، لما عرفوا من عداوتي إياهم. فبعث عثمان بن عفان، فخبّرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا للبيت، فوقروه. واحتبس عندهم، فأرجف بأنهم قتلوه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا نبرح حتى نناجز القوم. ودعا الناس إلى البيعة، فبايعوه تحت الشجرة، على الموت وعدم الفرار.
وكان الحجاج فيما بعد يصلون عند هذه الشجرة، فأمر عمر رضي اللّه عنه بقطعها، كي لا يفتتن بها الناس.
3- غزوة خيبر..
حدثت بعد الحديبية سنة سبع. وخرج صلى اللّه عليه وسلم صباحا قبل الفجر، فوصل إليهم، ولم يسمع أذانا، فسار إليهم، فلما رأوه ولوا مدبرين، وقالوا: محمد والخميس أي (الجيش). فقال صلى اللّه عليه وسلم اللّه أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
فلما قدم المسلمون خيبر، خرج ملكهم مرحب، يخطر بسيفه ويرتجز، فبرز له عامر، فاختلفا بضربتين، وارتد سيف عامر عليه فاستشهد رضي اللّه عنه، وكان صلى اللّه عليه وسلم قد أخذته الشقيقة، فلم يخرج إلى الناس، فحمل الراية أبو بكر، وقاتل قتالا شديدا، ثمّ رجع، فأخذ الراية عمر، وقاتل قتالا أشد، ثم تراجع، فقال صلى اللّه عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه رسوله ويحبه اللّه ورسوله، فدعا بعلي، وكان أرمد، فتفل في عينيه، فبرئ حالا، وحمل الراية، فخرج إليه مرحب على رأسه مغفر من حجر، قد نقبه مثل البيضة، فكاله ضربة قدّت الحجر، وفلقت هامه، حتى أخذ السيف في الأضراس، ثم خرج أخوه ياسر، فقتله الزبير. ثم كان الفتح، وفتحت حصونهم واحدا واحدا، ثم سألت اليهود رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يتركهم في خيبر، يعملون في الأرض، ولهم نصف التمر، فتركهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، على أن يخرجهم المسلمون متى شاؤوا، فأخرجهم عمر رضي اللّه عنه عند ما طهر الجزيرة منهم، عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع التمر.
.إعراب الآيات (22- 23):
{وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو (ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (الأدبار) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول محذوف تقديره ولّوكم (ثمّ) حرف عطف (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي (نصيرا) معطوف على (وليّا) بالواو.
جملة: (قاتلكم الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ولّوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا يجدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
23- (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، (التي) موصول في محلّ نصب نعت لسنّة (قبل) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلت)، الواو عاطفة (لسنّة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
وجملة: سنّ (اللّه سنّة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد خلت) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (لن تجد) لا محلّ لها معطوفة على جملة (سنّ) اللّه سنّة.
.إعراب الآية رقم (24):
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (عنكم) متعلّق ب (كفّ)، ومثله (عنهم)، (ببطن) متعلّق بحال من الضميرين في (عنكم وعنهم)، (من بعد) متعلّق ب (كفّ)، (عليهم) متعلّق ب (أظفركم).. (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن أظفركم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر كان (بصيرا).
جملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفّ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أظفركم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كان اللّه بصيرا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الصرف:
(مكة) اسم علم للمدينة التي ولد فيها النبي صلى اللّه عليه وسلم وزنه فعلة بفتح فسكون.
.إعراب الآيات (25- 26):
{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (26)}.
الإعراب:
الواو عاطفة في المواضع الأربعة في الآية (عن المسجد) متعلّق ب (صدّوكم)، (الهدي) معطوف على ضمير المفعول في (صدّوكم)، (معكوفا) حال من الهدي منصوبة (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (صدّوكم)، أي صدّوكم عن بلوغ الهدي- أو من بلوغ الهدي- محلّه.
(لولا) حرف شرط غير جازم (رجال) مبتدأ مرفوع.. والخبر محذوف تقديره موجودون قدّر كذلك للتغليب.
والمصدر المؤوّل (أن تطؤوهم..) في محلّ رفع بدل من رجال ونساء، أي: ولولا وطء رجال ونساء...
الفاء عاطفة (تصيبكم) مضارع منصوب معطوف على (تطؤوهم)، (منهم) متعلّق ب (تصيبكم)، (بغير) حال من الكاف في (تصيبكم)، اللام للتعليل (يدخل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (في رحمته) متعلّق ب (يدخل).
والمصدر المؤوّل (أن يدخل..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف أي: لم يأذن اللّه بالفتح ليدخل..
(لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو (منهم) متعلّق بحال من فاعل كفروا (عذابا) مفعول مطلق منصوب..
جملة: (هم الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (صدّوكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يبلغ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لولا رجال) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة..
وجواب الشرط محذوف تقديره لأذن لكم في الفتح.. أو لما كفّ أيديكم عنهم.
وجملة: (لم تعلموهم) في محلّ رفع نعت لرجال ونساء.
وجملة: (تطؤوهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تصيبكم منهم معرّة) لا محلّ لها معطوفة على جملة تطؤوهم.
وجملة: (يدخل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (تزيّلوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عذّبنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
وجملة: (كفروا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
26- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (عذّبنا)، (في قلوبهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (حميّة) بدل من الحميّة منصوب الفاء عاطفة (على رسوله) متعلّق ب (أنزل) وكذلك (على المؤمنين) فهو معطوف عليه (بها) متعلّق ب (أحقّ)، والضمير فيه يعود على كلمة التوحيد (أهلها) معطوف على أحقّ، والضمير فيه يعود على التقوى الواو استئنافيّة (بكلّ) متعلّق بخبر كان (عليما).
وجملة: (جعل الذين) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزل) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فهمّ المسلمون مخالفة رسول اللّه فأنزل اللّه سكينته...
وجملة: (ألزمهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (كانوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (كان اللّه عليما) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(25) معكوفا: اسم مفعول من عكفه بمعنى حبسه، وزنه مفعول.
(رجال)، جمع رجل، اسم للذكر من الإنسان، وزنه فعل بفتح فضمّ، ووزن رجال فعال بكسر الفاء.
(معرّة)، مصدر ميميّ، والتاء زائدة للمبالغة.. أو هو اسم فعله عرّ بمعنى ساء باب نصر، والمعرّة الإثم والمساءة، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين، وسكّنت الراء الأولى لمناسبة التضعيف.
(26) الحميّة: مصدر حميت من كذا أي أنفت، وزنه فعيلة وقد أدغمت فيها ياء فعيلة مع لام الكلمة.
البلاغة:
قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
في هذه الآية الكريمة لطيفة معنوية رائعة، وهو أنه تعالى أبان غاية البون بين الكافر والمؤمن، باين بين الفاعلين، إذ فاعل جعل هو الكفار، وفاعل أنزل هو اللّه تعالى وبين المفعولين، إذ تلك حمية وهذه سكينة وبين الإضافتين أضاف الحمية إلى الجاهلية وأضاف السكينة إلى اللّه تعالى وبين الفعل جعل وأنزل، فالحمية مجعولة في الحال والسكينة كالمحفوظة في خزانة الرحمة فأنزلها، والحمية قبيحة مذمومة في نفسها، وازدادت قبحا بالإضافة إلى الجاهلية، والسكينة حسنة في نفسها، وازدادت حسنا بإضافتها إلى اللّه تعالى. والعطف في فأنزل بالفاء لا بالواو يدل على المقابلة، تقول: أكرمني زيد فأكرمته، فدلّت على المجازاة للمقابلة.
.إعراب الآيات (27- 28):{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (الرؤيا) مفعول به ثان منصوب (بالحقّ) متعلّق بحال من (الرؤيا)، اللام لام القسم لقسم مقدّر (تدخلنّ) مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، (آمنين) حال من فاعل تدخلنّ، وكذلك (محلّقين)، (رؤوسكم) مفعول به لاسم الفاعل محلّقين (لا) نافية الفاء عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف، (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
جملة: (قد صدق اللّه) لا محلّ لها جواب قسم.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تدخلنّ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني... وجملة القسم المقدّرة الثانية استئناف مفسّر للرؤيا.
وجملة: (إن شاء اللّه) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (لا تخافون) في محلّ نصب حال من الضمير في مقصّرين.
وجملة: (علم) لا محلّ لها معطوفة على جملة صدق اللّه.
وجملة: (لم تعلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة علم.
28- (بالهدى) متعلّق بحال من رسوله (دين) معطوف على الهدى بالواو مجرور اللام للتعليل (يظهره) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على الدين) متعلّق ب (يظهره)، (كلّه) توكيد معنوي للدين مجرور مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يظهره..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل).
الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) حال منصوبة- أو تمييز-.
وجملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (أرسل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يظهره) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كفى باللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(محلّقين) جمع محلّق، اسم فاعل من الرباعي حلّق- أي قصّ شعره- وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين المشددة.
(مقصّرين)، جمع مقصّر- أي مقصّر شعره- اسم فاعل من الرباعيّ قصّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
.إعراب الآية رقم (29):
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)}.
الإعراب:
(رسول) خبر المبتدأ (محمّد)، الواو عاطفة في المواضع الخمسة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (أشدّاء) خبر المبتدأ الذين (على الكفّار) متعلّق ب (أشدّاء) (رحماء) خبر ثان مرفوع (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (رحماء) (ركعا) حال من مفعول تراهم، وكذلك سجّدا (من اللّه) متعلّق ب (يبتغون)، (في وجوههم) متعلّق بخبر المبتدأ (سيماهم)، (من أثر) متعلّق بحال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى الوصف المذكور، (مثلهم) مبتدأ ثان خبره (في التوراة)، (مثلهم في الإنجيل) مثل مثلهم في التوراة (كزرع) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي المثل كزرع، الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة (على سوقه) متعلّق ب (استوى)، اللام للتعليل (يغيظ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بهم) متعلّق ب (يغيظ)، (منهم) متعلّق بحال من فاعل عملوا (مغفرة) مفعول ثان.
جملة: (محمّد رسول اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين معه أشدّاء) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تراهم) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ (الذين).
وجملة: (يبتغون) في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الذين).
وجملة: (سيماهم في وجوههم) في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ (الذين).
وجملة: (ذلك مثلهم في التوراة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (مثلهم في التوراة) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك).
وجملة: (مثلهم في الإنجيل) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: هو (كزرع) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (أخرج شطأه) في محلّ جرّ نعت لزرع.
وجملة: (آزره) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخرج.
وجملة: (استغلظ) في محلّ جرّ معطوفة على جملة آزره.
وجملة: (استوى) في محلّ جرّ معطوفة على جملة استغلظ.
وجملة: (يعجب) في محلّ نصب حال من فاعل استوى.
وجملة: (يغيظ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يغيظ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره قوّاهم اللّه، أو شبّهوا بذلك، أو جعلهم بهذه الصفات.
وجملة: (وعد اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(شطأه)، اسم بمعنى فراخ النخل أو الزرع أو بمعنى ورقه، وزنه فعل بفتح فسكون.
(آزره)، أصل المدة همزة وألف الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأزره، وزنه فاعل.
(الزرّاع)، جمع الزارع، اسم فاعل من الثلاثي زرع، وزنه فاعل.
البلاغة:
التشبيه التمثيلى: في قوله تعالى: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ).
شبههم بالزرع الذي يستمر في نمائه حتّى يستوي على سوقه، يعجب الزراع فيغيظ الكافر الحاسر، فوجه الشبه مركب من التدرج في النمو، والتحول من القلة إلى الكثرة إلى الاستحكام والقوة.
الفوائد:
من (لبيان الجنس)..
تأتي (من) لبيان الجنس، وكثيرا ما تقع بعد (ما) و(مهما) وهما بها أولى، لإفراط إبهامها، كقوله تعالى: (ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها)، (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ). ومن وقوعها بعد غيرهما قوله تعالى: (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ). وفي كتاب المصاحف لابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) في الطعن على بعض الصحابة، لأن منهم- بزعمه- تفيد التبعيض، وهي ليست كذلك، بل هي للتبيين، أي الذين آمنوا هم هؤلاء.
ومثله: (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) وكلهم محسن ومتق، وقوله تعالى: (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فالقول فيهم ذلك كلهم كفار. واللّه أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ