السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأحقاف

إعراب سورة الأحقاف

.إعراب الآيات (1- 2):{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}.
الإعراب:
(تنزيل) مبتدأ مرفوع (من اللّه) متعلّق بخبر المبتدأ.
والجملة: (الاسميّة) لا محلّ لها ابتدائيّة.
.إعراب الآية رقم (3):
{ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)}.
الإعراب:
(ما) نافية، والثانية اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقنا أو من مفعوله، (أجل) معطوف على الحقّ بالواو بحذف مضاف أي وتقدير أجل، (عمّا) متعلّق بالخبر (معرضون)، والواو في (أنذروا) نائب الفاعل...
جملة: (ما خلقنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين كفروا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أنذروا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفيّ.
.إعراب الآية رقم (4):
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4)}.
الإعراب:
(أرأيتم) بمعنى أخبرونى والهمزة للاستفهام (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر، (ماذا) مبتدأ وخبر (من الأرض) متعلّق ب (خلقوا)، (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شرك (في السموات) متعلّق ب (شرك) بحذف مضاف أي في خلق السموات (بكتاب) متعلّق ب (ائتوني)، (من قبل) بنعت لكتاب (أو) حرف عطف (أثارة) معطوف على كتاب (من علم) متعلّق بنعت ل (أثارة) (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط...
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (رأيتم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تدعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أروني) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ماذا خلقوا) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية الثاني، ومفعول فعل الرؤية الأول محذوف دلّ عليه المذكور.
وجملة: (خلقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ذا).
وجملة: (لهم شرك) لا محلّ لها استئناف في حيز القول.
وجملة: (ائتوني) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(أثارة)، مصدر سماعيّ لفعل أثر الثلاثيّ باب نصر أي ذكر الحديث أو الخبر أو غيره، وزنه فعالة بفتح الفاء كضلالة، أي بقيّة من علم..
.إعراب الآيات (5- 6):
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (5) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (6)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (أضلّ) (ممّن) متعلّق ب (أضلّ) (من دون) متعلّق بحال من الموصول: من لا يستجيب (لا) نافية (له) متعلّق ب (يستجيب)، (إلى يوم) متعلّق ب (يستجيب) الواو عاطفة- أو حالية- (عن دعائهم) متعلّق ب (غافلون)..
جملة: (من أضلّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدعو) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (لا يستجيب) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (هم غافلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستجيب.
6- الواو عاطفة (لهم) متعلّق بحال من (أعداء) خبر كانوا (بعبادتهم) متعلّق بخبر كانوا الثاني (كافرين).
وجملة: (حشر الناس) في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: (كانوا) الأولى لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كانوا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الأولى).
البلاغة:
1- نكتة بلاغية: في قوله تعالى: (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ).
حيث يوجد فيها نكتة حسنة رائعة، وذلك أنّه جعل يوم القيامة غاية لعدم الاستجابة، ومن شأن الغاية انتهاء الشيء عندها. لكن عدم الاستجابة مستمر بعد هذه الغاية، لأنهم في القيامة أيضا لا يستجيبون لهم فالوجه أنها من الغايات المشعرة بأن ما بعدها، وإن وافق ما قبلها، إلا أنّه أزيد منه زيادة بينة تلحقه بالثاني، حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما بينهما كالشيء وضده، وذلك أن الحالة الأولى التي جعلت غايتها القيامة لا تزيد على عدم الاستجابة، والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم الاستجابة بالعداوة وبالكفر بعبادتهم إياهم، وذكر ذلك في الآية التي بعدها، فهو من وادي ما تقدم في سورة الزخرف في قوله:
{بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ}.
2- التغليب: في قوله تعالى
{مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ} حيث أسند إلى ما يدعون من دون اللّه من الأصنام ما يسند إلى أولى العلم من الاستجابة والغفلة، تغليبا. وذلك لأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة.
.إعراب الآيات (7- 8):
{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى)، وضمير الغائب يعود على كفّار مكّة (بيّنات) حال من آياتنا منصوبة (للحقّ) متعلّق ب (قال) واللام للتعليل أي لأجله (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق ب (قال).
جملة:
{تتلى عليهم} في محلّ جرّ مضاف إليه... والشرط وفعله وجوابه استئناف.
وجملة: (قال الذين كفروا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (جاءهم) في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة: (هذا سحر) في محلّ نصب مقول القول.
8- (أم) المنقطعة بمعنى بل وهمزة الإنكار (افتريته) ماض في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية (لي) متعلّق ب (تملكون) بتضمينه معنى تقدّمون (من اللّه) متعلّق ب (حال) من (شيئا) بحذف مضاف أي من عذاب اللّه (بما) متعلّق بأعلم (فيه) متعلّق ب (تفيضون)، الهاء في (به) محلّها البعيد فاعل كفى، ومحلّها القريب مجرورة بالباء الزائدة (شهيدا) حال منصوبة- أو تمييز- (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا)، (بينكم) معطوف على بيني ومتعلّق ب (شهيدا)، الواو عاطفة (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (افتراه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (افتريته) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تملكون) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (هو أعلم) لا محلّ لها تعليل للنفي السابق.
وجملة: (تفيضون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كفى به) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (هو الغفور) لا محلّ لها معطوفة على جملة كفى به.
الصرف:
(كفى)، فيه إعلال بالقلب أصله كفى مضارعه يكفي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
.إعراب الآية رقم (9):
{قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)}.
الإعراب:
(ما) نافيّة (من الرسل) متعلّق بنعت ل (بدعا)، الواو عاطفة (ما) مثل الأولى، والثالثة نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به، (بي) متعلّق ب (يفعل)، (لا) زائدة لتأكيد النفي (بكم) متعلّق ب (يفعل) فهو معطوف على الجارّ الأول (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (يوحى) هو العائد (إليّ) متعلّق ب (يوحى)، الواو عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) مثل الأولى...
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما كنت بدعا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما أدري) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (يفعل) في محلّ نصب نعت ل (ما).
وجملة: (أتّبع) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يوحى) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما أنا إلّا نذير) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(بدعا)، مصدر بدع يبدع باب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون، وهو بمعنى اخترع الشيء وصنعه على مثال فريد... أو هو من باب كرم ولكنّه صفة مشبّهة أي كان بدعا أي فريدا...
.إعراب الآية رقم (10):
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}.
الإعراب:
مفعولا فعل (رأيتم) مقدّران أي: أرأيتم حالكم إن كان كذا... ألستم ظالمين (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من عند) متعلّق بخبر كان (به) متعلّق ب (كفرتم)، (من بني) متعلّق بنعت ل (شاهد) (على مثل) متعلّق ب (شهد)، الفاء عاطفة (لا) نافية...
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرأيتم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كان من عند اللّه) لا محلّ لها اعتراضيّة بين الفعل ومفعوليه المقدّرين وجواب الشرط محذوف تقديره خسرتم.
وجملة: (كفرتم به) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان....
وجملة: (شهد شاهد) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: (آمن) لا محلّ لها معطوفة على جملة شهد.
وجملة: (استكبرتم) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: (إنّ اللّه لا يهدي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي) في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد:
صدق النبوة..
دلت هذه الآية على صدق نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم. وقد شهد بها عالم من اليهود فآمن. ولكن الكفار استكبروا فلم يؤمنوا، واختلف العلماء في هذا الشاهد والجمهور على أنّه عبد اللّه بن سلام. ويدل عليه ما روى عن أنس بن مالك قال: بلغ عبد اللّه بن سلام مقدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة فأتاه وقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وما أوّل طعام يأكله أهل الجنّة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع الولد الى أمه، وفي رواية الى أخواله؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أخبرني بهن آنفا جبريل، فقال عبد اللّه بن سلام ذاك عدوّ اليهود، فقرأ هذه الآية مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «أما أوّل أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق الى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه بالولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها». قال: أشهد أنك رسول اللّه. ثم قال: يا رسول اللّه، إن اليهود قوم بهت (كاذبون) إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود، ودخل عبد اللّه البيت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «أي رجل فيكم عبد اللّه بن سلام؟» قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وخيرنا وابن خيرنا. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «أفرأيتم إن أسلم عبد اللّه»، قالوا: أعاذه اللّه من ذلك، فخرج عبد اللّه إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه، فقالوا: شرّنا وابن شرّنا، ووقعوا فيه. فقال عبد اللّه بن سلام: هذا الذي كنت أخاف يا رسول اللّه. أخرجه البخاري في صحيحه.
.إعراب الآية رقم (11):{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (للذين) متعلّق ب (قال) واللام بمعنى لأجل (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) محذوف يعود على ما جاء به الرسول من الإيمان والقرآن المفهوم من السياق (ما) نافية (إليه) متعلّق ب (سبقونا)، الواو عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف يقتضيه السياق أي قالوا ما قالوه، أو ظهر عنادهم (به) متعلّق ب (يهتدوا) المنفي الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب السين حرف استقبال....
جملة: (قال الذين كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني).
وجملة: (كان خيرا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما سبقونا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لم يهتدوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (سيقولون) لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة المستأنفة.
وجملة: (هذا إفك) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآية رقم (12):
{وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من قبله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) (إماما) حال منصوبة من كتاب والعامل فيها الاستقرار (مصدّق) نعت لكتاب- أو خبر ثان- مرفوع (لسانا) حال من الضمير في مصدّق، اللام للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الواو عاطفة (بشرى) معطوف على مصدّق مرفوع، (للمحسنين) متعلّق ب (بشرى).
جملة: (من قبله كتاب) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هذا كتاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف وجملة: (ينذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمصدّق وجملة: (ظلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
.إعراب الآيات (13- 14):
{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (14)}.
الإعراب:
الفاء زائدة في خبر إنّ لمشابهة الموصول- اسم إنّ- للشرط (لا) نافية (خوف) مبتدأ مرفوع- معتمد على نفي- (عليهم) متعلّق بمحذوف خبر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي...
جملة: (إن الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (ربّنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (استقاموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وجملة: (لا خوف عليهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هم يحزنون) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: (يحزنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 14- (أصحاب) خبر المبتدأ أولئك (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستتر في أصحاب، والعامل فيها الإشارة (فيها) متعلّق ب (خالدين) (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالفعل المقدّر- أو بجزاء إن كان نائبا عن فعله وجملة: (أولئك أصحاب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (15- 16):
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا)، (إحسانا) مفعول مطلق لفعل محذوف، (كرها) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي حملا كرها، في الموضعين، الواو عاطفة في المواضع الستّة (حمله) مبتدأ بحذف مضاف أي مدّة حمله خبره (ثلاثون)، (حتّى) حرف ابتداء (أربعين) مفعول به منصوب (ربّ) منادى مضاف منصوب، والمضاف إليه- (ياء) المتكلّم- محذوف (التي) موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت)، ومثله (على والديّ) فهو معطوف على الأول... الواو عاطفة (أن أعمل) مثل أن أشكر...
والمصدر المؤوّل (أن أشكر) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني والمصدر المؤوّل (أن أعمل) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(صالحا) مفعول به منصوب، (لي) متعلّق ب (أصلح) وكذلك (في ذرّيّتي)، (إليك) متعلّق ب (تبت)، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ..
جملة: (وصّينا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: أحسن (إحسانا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (حملته أمّه) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (وضعته) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: (حمله ثلاثون شهرا) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: (بلغ أشدّه) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (بلغ أربعين سنة) في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ (الأولى) وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (النداء وجوابه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أوزعني) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (أشكر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (أنعمت) لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: (أعمل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: (ترضاه) في محلّ نصب نعت ل (صالحا) وجملة: (أصلح) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: (إنّي تبت) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (تبت) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (إنّي من المسلمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي تبت...
16- (عنهم) متعلّق ب (نتقبّل) بتضمينه معنى نتلقى (ما) حرف مصدريّ (عن سيّئاتهم) متعلّق ب (نتجاوز)، (في أصحاب) متعلّق بحال من الضمير في (عنهم) بحذف مضاف أي في جملة أصحاب...
والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ مضاف إليه (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوعد، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل، والعائد محذوف وجملة: (أولئك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نتقبّل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (نتجاوز) لا محلّ لها معطوفة على جملة نتقبّل وجملة: نعدهم (وعد) لا محلّ لها استئنافيّة- أو حال من فاعل نتقبّل- وجملة: (كانوا يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (يوعدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(والديه)، مثنى والد اسم الأب، جاء على وزن فاعل، المؤنّث والدة (ثلاثون)، من ألفاظ العقود اسم للعدد، ملحق بجمع المذكّر (تبت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله توبت- بواو بين التاء والباء- فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو، وزنه فلت بضمّ الفاء دلالة على الواو المحذوفة.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).
الفصال هو: الفطام، وأريد به هنا مدته التي يعقبها الفطام، فعلاقته المجاورة.
الفوائد:
1 الأحوال التي لا يكون فيها الفعل إلّا لازما. ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) فجاء الفعل (أصلح) لازما لأنه بمعنى (بارك). وقد ذكر النحاة الحالات التي يكون فيها الفعل لازما وهي:
1- إذا كان على وزن فعل: مثل شرف- ظرف.
2- إذا كان على وزن فعل أو فعل، ووصفهما على فعيل، مثل: ذلّ وقوي.
3- أن يكون على وزن أفعل، بمعنى صار ذا، مثل: أحصد الزرع أي صار ذا حصاد.
4- أن يكون على وزن افعللّ مثل: اقشعرّ- اشمأزّ.
5- أن يكون على وزن افعنلل، بأصالة اللامين، مثل احرنجم (اجتمع).
6- أن يكون على وزن (افعنلى)، كاحرنبى الديك، إذا انتفش.
7- أن يكون على وزن انفعل مثل: انطلق وانكسر.
8- أن يضمّن معنى فعل لازم، كقوله تعالى: (أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) بمعنى (بارك) كما ورد في هذه الآية التي نحن بصددها.
9- أن يكون رباعيا مزيدا مثل: تدحرج- اطمأنّ.
10- أن يدل على سجيّة، كلؤم وجبن وشجع، أو على عرض (حالة عارضة) كفرح وحزن، أو ما دلّ على طهارة أو دنس مثل طهر ونجس، أو على لون كأحمرّ وأخضر، أو حلية: كدعج- وكحل- وسمن- وهزل.
ومعنى: إن البغاث بأرضنا يستنسر. أي إن الطير الضعيف يصبح قويا كالنسر.
وهذا مثل يضرب للذليل يصير عزيزا.
2- بر الوالدين..
دعت هذه الآية الى بر الوالدين. وقد ذكر ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم، فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً).
قال العلماء: لو كان هناك كلمة أقل من كلمة (أف) تعبر عن الإساءة للوالدين لذكرها اللّه تعالى.
كما نلاحظ كيف قرن اللّه عز وجل طاعة الوالدين بطاعته، تنبيها على عظم شأنهما وعلوّ مقامهما، وقد ورد أن رجلا خدم أمه دهرا وأخذها وحج بها وطاف وسعى بها، فظن أنه قد وفّاها حقها، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، فقال له عليه الصلاة والسلام: لم توفّها ولا بعطة في بطنها أثناء الحمل.
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام، بإسلام أويس من اليمن، وكان يوصي أصحابه بأن يلتمسوا منه الدعاء، ولم يتمكن أويس القرني رضى اللّه عنه من الوفود على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقيه عمر رضى اللّه عنه في الحج، فقال له أوصانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نلتمس منك الدعاء، لابد أن لك عملا صالحا، فقال أويس: كنت حريصا على لقاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولكن شغلني عنه خدمة أمي.
فبهذا نرى مقدار ما للوالدين من أهمية واعتبار.
3- مدة الحمل والرضاع....
أفاد الفقهاء من قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) بأن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، وأكثر مدة للرضاع أربعة وعشرون شهرا.
قال ابن عباس: إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت أحدا وعشرين شهرا، وإذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا.
3- أسباب النزول في قوله تعالى: (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ) الأصح أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه وذلك أنه صحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ابن عشرين سنة في تجارة الى الشام، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد النبي صلى اللّه عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر الى راهب هناك، يسأله عن الدين. فسأله الراهب عن الرجل الذي في ظل السدرة فقال: هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب فقال الراهب: هذا واللّه نبي وما استظل تحتها بعد عيسى عليه الصلاة والسلام أحد إلا هذا وهو نبي آخر الزمان، فوقع في قلب أبى بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق النبي صلى اللّه عليه وسلم في سفر ولا حضر. فلما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعين سنة، أكرمه اللّه تعالى بنبوته، واختصه برسالته، فآمن به أبو بكر وصدق، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، فلما بلغ أربعين سنة دعا الله عز وجل (قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فاستجاب له ربه، فأسلم والداه وأبناؤه، رضي اللّه عنهم أجمعين.
.إعراب الآيات (17- 19):{وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (الذي) موصول مبتدأ في محلّ رفع، وقصد به الجنس، خبره جملة (أولئك الذين)... (لوالديه) متعلّق ب (قال)، (أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجّر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (لكما) متعلّق باسم الفعل (أفّ)، الهمزة للاستفهام الإنكاريّ، ونائب الفاعل للمجهول (أخرج) ضمير مستتر تقديره أنا والمصدر المؤوّل (أن أخرج) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله تعدانني الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (من قبلي) متعلّق ب (خلت)، الواو الثانية حاليّة أيضا (ويلك) مفعول مطلق لفعل محذوف مهمل الفاء عاطفة (ما) نافيّة (إلّا) للحصر...
جملة: (الذي قال) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (قال) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (أفّ لكما) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أتعدانني) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أخرج) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (قد خلت القرون) في محلّ نصب حال من نائب الفاعل وجملة: (هما يستغيثان) في محلّ نصب حال من والديه وجملة: (يستغيثان) في محلّ رفع خبر المبتدأ هما وجملة: (ويلك) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية وجملة: (آمن) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر،. وهذا القول المقدّر في محلّ نصب حال من الفاعل في (يستغيثان)، أي يقولان ويلك آمن وجملة: (إنّ وعد اللّه حقّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (يقول) في محلّ نصب معطوفة على جملة القول المقدّرة وجملة: (ما هذا إلّا أساطير) في محلّ نصب مقول القول 18- (عليهم) متعلّق ب (حقّ)، (في أمم) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم)، (من قبلهم) متعلّق ب (خلت)، (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل خلت...
وجملة: (أولئك الذين) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي قال).
وجملة: (حقّ عليهم القول) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (قد خلت) في محلّ جرّ نعت لأمم وجملة: (إنّهم كانوا خاسرين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كانوا خاسرين) في محلّ رفع خبر إنّ 19- الواو استئنافيّة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (درجات)، (ممّا) متعلّق بنعت ل (درجات) الواو عاطفة اللام للتعليل (يوفّيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أعمالهم) مفعول به ثان منصوب الواو حاليّة (لا) نافية.
وجملة: (لكلّ درجات) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (يوفّيهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يوفّيهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره: جازاهم... والجملة المقدّرة معطوفة على جملة لكلّ درجات، لا محلّ لها.
وجملة: (هم لا يظلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يظلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
أفّ: اسم فعل مضارع مرتجل، وجعله بعضهم مصدرا للثلاثيّ أفّ يؤفّ بمعنى تبّ وقبح وزنه فعل بضم فسكون.
.إعراب الآية رقم (20):
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يقال لهم... (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (على النار) متعلّق ب (يعرض)، (في حياتكم) متعلّق ب (أذهبتم)، (بها) متعلّق ب (استمتعتم)، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (اليوم) ظرف متعلّق ب (تجزون)، (ما) حرف مصدريّ...
والمصدر المؤوّل (ما كنتم) في محلّ جرّ بالباء السببيّة، متعلّق ب (تجزون). (في الأرض) متعلّق ب (تستكبرون)، (بغير) متعلّق بحال من فاعل تستكبرون الواو عاطفة و(ما) مصدريّة.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء الثانية السببيّة. متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول جملة: يقال لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يعرض الذين) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (أذهبتم) في محلّ رفع نائب الفاعل للفعل المقدّر وجملة: (استمتعتم) في محلّ رفع معطوفة على جملة أذهبتم...
وجملة: (تجزون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (كنتم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول وجملة: (تستكبرون) في محلّ نصب خبر كنتم وجملة: (كنتم) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني وجملة: (تفسقون) في محلّ نصب خبر كنتم الثاني.
البلاغة:
فن القلب: في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ).
وذلك على حسب قولهم: عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به أما القلب فيجوز أن يراد: عرض النار عليهم، من قولهم: عرضت الناقة على الحوض، يريدون عرض الحوض عليها فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس رضى اللّه عنه: يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها.
.إعراب الآية رقم (21):
{وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل اشتمال من (أخا)، (بالأحقاف) متعلّق بحال من قومه، الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (من بين) متعلّق ب (خلت)، وكذلك (من خلفه) فهو معطوف على الأول (أن) مفسّرة، (لا) ناهية جازمة (إلّا) للحصر (عليكم) متعلّق ب (أخاف)...
جملة: (اذكر) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أنذر) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (قد خلت النذر) في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها- وجملة: (لا تعبدوا) لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: (إنّي أخاف) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (أخاف) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(عاد)، اسم علم لقوم هود بن عبد اللّه بن رباح وكانوا باليمن بأرض يقال لها شحر أو في موضع يقال له مهرة- والشحر بسكون الحاء- موضع بين عمان وعدن على ساحل البحر...
(الأحقاف)، اسم علم لموضع في اليمن أو بين عمان وعدن، والأحقاف في الأصل جمع حقف وهو ما استطال من الرمل العظيم وأعوج، وقيل الأحقاف جمع حقاف وهذا جمع حقف... ووزن أحقاف أفعال.
.إعراب الآية رقم (22):
{قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام اللام للتعليل (تأفكنا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عن آلهتنا) متعلّق ب (تأفكنا)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بما) متعلّق ب (ائتنا)، والعائد محذوف (كنت) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت...
والمصدر المؤوّل (أن تأفكنا...) في محلّ جرّ متعلّق ب (جئتنا) جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أجئتنا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (ائتنا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت صادقا فأتنا...
وجملة: (تعدنا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (كنت من الصادقين) لا محلّ لها مفسّرة للشرط المقدّر- أو استئنافيّة- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(آلهتنا)، جمع إله، اسم للمعبود فعله أله يأله باب فتح بمعنى عبد، وزنه فعال بكسر الفاء ووزن آلهة أفعلة، فالمدّة هي همزتان الأولى مفتوحة والثانية ساكنة.
.إعراب الآية رقم (23):
{قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة، (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (به) متعلّق ب (أرسلت)، (قوما) مفعول به ثان...
جملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (إنّما العلم عند اللّه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أبلّغكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: (أرسلت به) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (لكنّي أراكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: (أراكم) في محلّ رفع خبر لكنّ وجملة: (تجهلون) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
.إعراب الآيات (24- 28):
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قالوا (رأوه) ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل، والهاء الضمير العائد على ما (ما تعدنا) مفعول به (عارضا) حال منصوبة من ضمير الغائب (مستقبل) نعت ل (عارضا) منصوب مثله، (ممطرنا) خبر ثان مرفوع، (بل) للإضراب الانتقاليّ (ما) موصول في محلّ رفع خبر (به) متعلّق ب (استعجلتم)، (ريح) بدل من (ما) مرفوع، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب)...
جملة: (رأوه) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (هذا عارض) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (هو ما استعجلتم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (استعجلتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (فيها عذاب) في محلّ رفع نعت لريح 25- (بأمر) متعلّق بحال من فاعل تدمّر الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية (إلّا) للحصر (مساكنهم) نائب الفاعل (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي...
وجملة: (تدمّر) في محلّ رفع نعت ثان لريح.
وجملة: (أصبحوا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فدمّرتهم فأصبحوا وجملة: (لا يرى إلّا مساكنهم) في محلّ نصب خبر أصبحوا وجملة: (نجزي) لا محلّ لها اعتراضيّة.
26- الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (مكنّاهم)، (إن) حرف نفي، (فيه) متعلّق ب (مكّنّاكم)، الواو عاطفة (لهم) في موضع المفعول الثاني الفاء عاطفة (ما) نافية (عنهم) متعلّق ب (أغنى)، (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (أبصارهم، أفئدتهم) معطوفان على سمعهم مرفوعان مثله (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما، أو شيئا من الإغناء (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أغنى)، (بآيات) متعلّق ب (يجحدون)، (بهم) متعلّق ب (حاق)، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل بحذف مضاف أي جزاء ما كانوا... (به) متعلّق ب (يستهزئون) وجملة: (مكّنّاهم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة أصبحوا فلا محلّ لها وجملة: (إن مكنّاكم فيه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (جعلنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة مكنّاهم وجملة: (ما أغنى عنهم سمعهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا وجملة: (كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (يجحدون) في محلّ نصب خبر كانوا وجملة: (حاق بهم ما) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنى...
وجملة: (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: (يستهزئون) في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني) 27- الواو عاطفة (لقد أهلكنا...) مثل لقد مكنّا، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (حولكم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (من القرى) تمييز الموصول...
وجملة: (أهلكنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم معطوفة على جملة القسم الأولى وجملة: (صرّفنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم وجملة: (لعلّهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يرجعون) في محلّ رفع خبر لعلّ 28- الفاء عاطفة (لولا) للتوبيخ (من دون) متعلّق بحال من آلهة (قربانا) مفعول به ثان عامله اتّخذوا، والمفعول الأول مقدّر أي اتّخذوهم، (آلهة) بدل من (قربانا) منصوب (بل) للإضراب الانتقاليّ (عنهم) متعلّق ب (ضلّوا) بتضمينه معنى غابوا الواو استئنافيّة، والثانية عاطفة، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على (إفكهم) والعائد محذوف وجملة: (لولا نصرهم الذين) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف السابقة وجملة: (اتّخذوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (ضلّوا عنهم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ذلك إفكهم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كانوا يفترون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (يفترون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(24) عارض: اسم للسحاب الذي يعرض في الأفق كما جاء في المختار، وزنه فاعل (مستقبل)، اسم فاعل من السداسيّ استقبل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين (ممطر)، اسم فاعل من الرباعيّ أمطر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين (25) كلّ: اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدد، أو لعموم أجزاء الواحد، وزنه فعل بضمّ فسكون.
الفوائد:
- لولا..
تكلمنا عن (لولا) بالتفصيل في غير هذا الموضع. وسنتكلم عن جانب يخص الآية التي نحن بصددها، فقد أفادت- في هذه الآية- معنى التوبيخ والتنديم في قوله تعالى: (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً) وإذا كانت لولا للتوبيخ والتنديم فإنها تختص بالماضي، كما مر في الآية الكريمة، وفي قوله تعالى: (لَوْلا جاؤُا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ)، (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا) وهنا الفعل أخّر، والتقدير (لولا قلتم).
وأما قول جرير:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ** بني ضوطري لولا الكمّي المقنّعا

فالفعل مضمر والتقدير (لولا عددتم الكمي) ومعنى النيب: النوق المسنة. وضوطرى: حمقاء.
وقد فصلت من الفعل بإذ وإذا وبجملة شرطية معترضة فبإذ مثل قوله تعالى: (فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا) وبإذا مثل قوله تعالى: (فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
المعنى: فهلا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين، وحالتكم أنكم تشاهدون ذلك، ونحن أقرب الى المحتضر منكم بعلمنا، أو بالملائكة، ولكنكم لا تشاهدون ذلك، ولولا الثانية تكرار للأولى. ولا يخفى أن أهم استعمالات (لولا) أن تكون أداة شرط غير جازمة، وهي حرف امتناع لوجود، وتختص بالدخول على الاسم مثل: (لولا المشقة ساد الناس كلهم) والاسم بعدها مبتدأ والخبر محذوف وجوبا، وقد امتنعت سيادة الناس كلهم لوجود المشقة.
.إعراب الآيات (29- 32):{وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إليك) متعلّق صرفنا، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفرا)، الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا... (فلمّا قضي) مثل لمّا حضروا، متعلّق ب (ولّوا)، وضمير نائب الفاعل يعود على القرآن الكريم (إلى قومهم) متعلّق ب (ولوا)، (منذرين) حال منصوبة من فاعل ولّوا...
جملة: (صرفنا) في محلّ جرّ مضاف إليه... وجملة اذكر المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يستمعون) في محلّ نصب حال من (نفرا) وجملة: (حضروه) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (أنصتوا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (قضي) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (ولّوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم 30- (من بعد) متعلّق ب (أنزل)، (لما) متعلّق ب (مصدّقا)، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (إلى الحقّ) متعلّق ب (يهدي) ومثله (إلى طريق) معطوف على الأول.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يا قومنا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (إنّا سمعنا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (سمعنا) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (أنزل) في محلّ نصب نعت ل (كتابا) وجملة: (يهدي) في محلّ نصب حال من (كتابا)- أو نعت- ثان.
31- (به) متعلّق ب (آمنوا)، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) مثله (لكم)، و(من) تبعيضيّة (من عذاب) متعلّق بفعل (يجركم).
وجملة: (يا قومنا) الثانية لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (أجيبوا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: (يغفر) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء وجملة: (يجركم) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية الفاء رابطة لجواب الشرط (معجز) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (في الأرض) متعلّق ب (معجز) (له) متعلّق بخبر ليس الثاني (من دونه) متعلّق بحال من (أولياء) وهو اسم ليس (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (من لا يجب) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: (لا يجب) في محلّ رفع خبر المبتدأ وجملة: (ليس بمعجز) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ليس له أولياء) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: (أولئك في ضلال مبين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(30) طريق: اسم جامد لما يسار عليه في سهل أو جبل، وزنه فعيل.
البلاغة:
فن التنكيت: في قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ).
أي يغفر لكم بعض ذنوبكم، فمن للتبعيض، وقد عبر بها إشارة إلى أنّه تعالى يغفر ما كان في خالص حق اللّه تعالى، فإن حقوق العباد لا تغفر بالإيمان.
الفوائد:
استماع الجن للقرآن وإسلامهم..
أفادت هذه الآية بأن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسل إلى الجن والإنس، وبأن الجن مكلفون بالأوامر الشرعية. وخلاصة القصة: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ارتحل إلى الطائف ليدعوها إلى الإسلام، واجتمع بوجهائها، ودعاهم، فأبوا عليه وأغروا به سفهاءهم فآذوه حتّى أدموا قدميه، فقفل راجعا إلى مكة، حتى إذا كان ببطن نخلة، قام من جوف الليل يصلي، فمرّ به نفر من جن نصيبين، كانوا قاصدين اليمن، فاستمعوا له، فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين، وقد آمنوا به وأجابوا لما سمعوا القرآن، فقص اللّه خبرهم عليه.
وفي حديث آخر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لأصحابه: أمرت أن أقرأ على الجن الليلة، فأيكم يتبعني، فتبعه عبد اللّه بن مسعود. قال: فانطلقنا، حتى إذا كنّا بأعلى مكة، دخل نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم شعب الحجون، وخط لي خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، وقال لا تخرج منه حتّى أعود إليك، فانطلق حتّى قام عليهم، فافتتح القرآن، فجعلت أرى مثال النسور تهوي، وسمعت لغطا شديدا، حتى خفت على نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه، حتى لا أسمع صوته. ثم طفقوا يتقطعون، مثل قطع السحاب، ذاهبين. ففرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منهم مع الفجر، فانطلق إليّ فقال لي: نمت؟ فقلت: لا واللّه يا رسول اللّه، قد هممت مرارا أن أستغيث بالناس، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول لهم: اجلسوا. فقال: لو خرجت لم آمن عليك أن يتخطفك بعضهم. ثم قال: هل رأيت شيئا، قلت: نعم رأيت رجالا سودا عليهم ثياب بيض، قال: أولئك جن نصيبين، سألوني المتاع، والمتاع الزاد، فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة. أما العظم فطعامهم، وأما الروث والبعر فعلف دوابهم. فقالوا يا رسول اللّه يقذرها الناس علينا، فنهى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والروث.
قال: فقلت: يا رسول اللّه وما يغني ذلك عنهم، فقال: إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت. فقلت: يا رسول اللّه سمعت لغطا شديدا، فقال: إن الجن تدارءت في قتيل قتل بينهم، فتحاكموا إلي، فقضيت بينهم بالحق.
وفي الجن ملل كثيرة مثل الإنس، ففيهم اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام. وأطبق المحققون من العلماء على أن الكل مكلفون. سئل ابن عباس هل للجن ثواب فقال: نعم، لهم ثواب وعليهم عقاب.
.إعراب الآية رقم (33):
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الواو عاطفة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة الواو عاطفة (بخلقهنّ) متعلّق ب (يعي)، (قادر) مجرور لفظا مرفوع محلّا خبر أنّ. والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا والمصر المؤوّل (أن يحيى...) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) (بلى) حرف جواب لإقرار نقيض النفي أي هو قادر على إحياء الموتى (على كلّ) متعلّق ب (قدير) جملة: (يروا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلوا ولم يروا..
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (لم يعي) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (يحيى) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (إنّه قدير) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر.
الصرف:
(يعي)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يعيا،. وزنه يفع.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ) أي لم يتعب ولم ينصب بذلك أصلا، أو لم يعجز عنه. والتعب هو سبب الانقطاع عن العمل أو النقص فيه والتأخر في إنجازه. فعلاقة هذا المجاز هي السببية.
.إعراب الآية رقم (34):
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يقال... (على النار) متعلّق ب (يعرض)، الهمزة للاستفهام (الحقّ) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ليس (بلى) حرف جواب الواو واو القسم (ربّنا) مجرور بالواو، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ، والباء للسببيّة...
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا) جملة: يقال: (يوم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يعرض الذين) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (أليس هذا بالحقّ) في محلّ رفع نائب الفاعل وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ... ومقول القول محذوف بعد حرف الجواب أي: بلى هو الحقّ وجملة القسم: (ربّنا) لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ذوقوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أقررتم بالكفر فذوقوا...
وجملة: (كنتم تكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (تكفرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
.إعراب الآية رقم (35):
{فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ (من الرسل) متعلّق بحال من (أولو العزم) والمصدر المؤوّل (ما صبر...) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي صبرا كصبر أولي العزم.
الواو عاطفة (لا) ناهية (لهم) متعلّق ب (تستعجل)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (ساعة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا)، (من نهار) متعلّق بنعت ل (ساعة) (بلاغ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا- أو هو- والإشارة إلى القرآن أو التشريع... الفاء استئنافيّة (هل) للاستفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر (القوم) نائب الفاعل مرفوع جملة: (اصبر) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أوذيت فاصبر وجملة: (صبر أولو العزم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (لا تستعجل) معطوفة على جملة جواب الشرط وجملة: (كأنّهم لم يلبثوا) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بياني- وجملة: (يرون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (لم يلبثوا) في محلّ رفع خبر كأنّ وجملة: هذا (بلاغ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يهلك إلّا القوم) لا محلّ لها استئنافيّة الصرف:
(ساعة)، اسم للوقت المعروف المحدّد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، وفيه إعلال بالقلب، أصله سوعة بفتح الأحرف الثلاثة، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
- أولو العزم من الرسل..
ورد في هذه الآية ذكر أولي العزم من الرسل. وقال ابن عباس: معنى أولي العزم ذوو الحزم. وقال الضحاك: ذوو الجد والصبر، واختلف العلماء في أولى العزم من الرسل. فقال ابن زيد: كل الرسل كانوا أولى عزم، وكل الأنبياء ذوو حزم وصبر ورأي وكمال وعقل. وهذا القول هو اختيار الإمام فخر الدين الرازي، لأن لفظ (من) في قوله من الرسل للتبيين لا للتبعيض، كما تقول ثوب من خز وقال قوم هم نجباء الرسل، المذكورون في سورة الأنعام. وهم ثمانية عشر، لقوله بعد ذكرهم (أولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده). وقال الكلبي: هم الذين أمروا بالجهاد وأظهروا المكاشرة لأعداء اللّه. وقيل: هم ستة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى. وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء وقال مقاتل: هم ستة: نوح صبر على أذى قومه، وإبراهيم صبر على النار، ويعقوب صبر على فقد ولده وغشاوة بصره، ويوسف صبر على الجب والسجن، وأيوب صبر على الضر وقال ابن عباس وقتادة: هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، صلى اللّه عليهم أجمعين، فهم أصحاب الشرائع، وقد ذكرهم اللّه على التخصيص والتعيين في قوله وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وروى البغوي بسنده عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد يا عائشة، إن اللّه لم يرض من أولي العزم إلا بالصبر على مكروهها، ولم يرض إلا أن كلفني ما كلفهم، فقال: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) وإنى واللّه لابد لي من طاعته، واللّه لأصبرن كما صبروا، ولأجهدن، ولا قوة إلا باللّه.
والقول الأخير هو أرجح. هذه الأقوال واللّه أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ