السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المجادلة

إعراب سورة المجادلة

.إعراب الآية رقم (1):{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (في زوجها) متعلّق ب (تجادلك) بحذف مضاف أي في شأن زوجها (إلى اللَّه) متعلّق ب (تشتكي)..
جملة: (قد سمع اللَّه) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (تجادلك) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (تشتكي) لا محلّ لها معطوفة على جملة تجادلك...
وجملة: (اللَّه يسمع) لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتدائيّة.
وجملة: (يسمع) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه).
وجملة: (إنّ اللَّه سميع) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(تحاور)، مصدر قياسيّ للخماسيّ تحاور، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين..
الفوائد:
- حكم الظهار..
عن عائشة قالت: الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة بنت ثعلبة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكلمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل اللّه عز وجل قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ.
وكان زوجها أوس بن الصامت، قد طلب وقاعها، فأبت عليه، فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. فجاءت تجادل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في زوجها. أما حكم من ظاهر فتجب عليه الكفارة. والآية تدل على إيجاب الكفارة قبل المماسة، فإن جامع قبل أن يكفّر لم يجب عليه إلا كفارة واحدة، وهو قول أكثر أهل العلم، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان أما كفارة الظهار فإنها مرتبة، فيجب عليه عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر يوما متعمدا، أو نسي النية، يجب عليه استئناف الشهرين فإن جامع ليلا أثناء الصوم عصى بذلك، لكن لا يجب عليه استئناف الشهرين فإن عجز عن الصوم، لمرض، أو كبر، أو فرط شهوة لا تمكنه من الصبر على الجماع، يجب عليه إطعام ستين مسكينا، كل مسكين مد من غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو أرز أو ذرة أو تمر. ولو دفع الستين صاعا لمسكين واحد لم يجزئ ذلك عند الشافعي لظاهر الآية، وأجاز ذلك أبو حنيفة رضي اللّه عنهما، وإذا كان عنده رقبة يحتاج إليها للخدمة، أو معه ثمن الرقبة لكنه محتاج إليه للنفقة عدل إلى الصوم، واللّه أعلم.
.إعراب الآيات (2- 4):
{الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)}.
الإعراب:
(منكم) متعلّق بحال من فاعل يظاهرون (من نسائهم) متعلّق ب (يظاهرون)، (ما) نافية عاملة عمل ليس (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (اللائي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّهاتهم)، الواو عاطفة اللام للتوكيد (منكرا) مفعول به منصوب (من القول) متعلّق بنعت ل (منكرا)، الواو عاطفة اللام للتوكيد..
جملة: (الذين يظاهرون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يظاهرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما هنّ أمّهاتهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (إن أمّهاتهم إلّا اللائي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (ولدنهم) لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي).
وجملة: (إنّهم ليقولون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يقولون) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّ اللّه لعفوّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ليقولون.
3- الواو عاطفة وكذلك (ثمّ)، (ما) حرف مصدريّ، الفاء زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (تحرير) مبتدأ مؤخّر مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليهم (من قبل) متعلّق ب (تحرير) (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (ما قالوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعودون).
والمصدر المؤوّل (أن يتماسّا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ذلكم) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الحكم المذكور، والواو في (توعظون) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (توعظون) بتضمينه معنى تزجرون (ما) حرف مصدريّ..
وجملة: (الذين يظاهرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يظاهرون الأولى.
وجملة: (يظاهرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يعودون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: عليهم (تحرير) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يتماسّا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ذلكم توعظون به) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (توعظون به) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
4- الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط، الفاء رابطة لجواب الشرط (صيام) مبتدأ مؤخّر، والخبر محذوف تقديره عليه (من قبل أن يتماسّا) مثل الأولى وتعليق الظرف ب (صيام)، الفاء عاطفة (من لم يستطع) مثل من لم يجد (فإطعام) مثل فصيام (مسكينا) تمييز منصوب، والإشارة في (ذلك) إلى البيان والتعليم، وهو مبتدأ خبره محذوف تقديره واقع اللام للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالخبر المحذوف.
(باللّه) متعلّق ب (تؤمنوا)، الواو عاطفة في الموضعين، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام المذكورة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب)..
وجملة: (من لم يجد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لم يجد) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: عليه (صيام) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يتماسّا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (من لم يستطع) لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يجد.
وجملة: (لم يستطع) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: عليه (إطعام) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ذلك) واقع لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تؤمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تلك حدود) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: (للكافرين عذاب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الصرف:
(4) متتابعين: مثنّى متتابع، اسم فاعل من الخماسيّ تتابع، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(ستين)، اسم للعدد، وهو من ألفاظ العقود، وزنه فعلين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة:
السلب والإيجاب: في قوله تعالى: (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ).
وهذا الفن هو نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية.
وهنا في هذه الآية الكريمة نفي لصيرورة المرأة أمّا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.
.إعراب الآيات (5- 6):
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}.
الإعراب:
الواو في (كبتوا) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين..
والمصدر المؤوّل (ما كبت..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق..
الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (للكافرين عذاب) مرّ إعرابها.
جملة: (إنّ الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحادّون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كبتوا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (كبت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (أنزلنا) في محلّ نصب حال.
وجملة: (للكافرين عذاب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
6- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهين)، (جميعا) حال من الضمير الغائب في (يبعثهم)، الفاء عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (شهيد).
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم).
وجملة: (يبعثهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ينبّئهم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (أحصاه اللّه) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (نسوه) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (اللّه شهيد) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
.إعراب الآية رقم (7):{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما وكذلك (في الأرض).
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يعلم..) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي ترى.
(ما) نافية (يكون) مضارع تامّ (نجوى) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يكون (إلّا) للحصر في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة الآتية (خمسة) معطوف على نجوى تبعه في الجرّ لفظا، وكذلك (أدنى وأكثر)، (من ذلك) متعلّق ب (أدنى)، (معهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (هو) (أينما) ظرف مكان مجرّد من الشرط متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به معهم (كانوا) فعل ماض تام وفاعله (ثمّ) حرف عطف (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم).
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينبّئهم)، (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم).
جملة: (تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (ما يكون) لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق.
وجملة: (هو رابعهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (هو سادسهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (هو معهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (كانوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ينبّئهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يكون.
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (إنّ اللّه عليم) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
تخصيص الثلاثة والخمسة: في قوله تعالى: (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ).
الداعي إلى تخصيص الثلاثة والخمسة أنه سبحانه قصد أن يذكر ما جرى عليه العادة من أعداد أهل النجوى والمخولين للشورى والمنتدبون لذلك ليسوا بكل أحد، وإنما هم طائفة مجتباة من أولي النهى والأحلام، ورهط من أهل الرأي والتجارب، وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال. ألا ترى إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كيف ترك الأمر شورى بين ستة ولم يتجاوز بها إلى سابع، فذكر عز وعلا الثلاثة والخمسة وقال: (وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ) فدلّ على الاثنين والأربعة وقال: (وَلا أَكْثَرَ) فدلّ على ما يلي هذا العدد ويقاربه.
.إعراب الآية رقم (8):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}.
الإعراب:
(إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر، والواو في (نهوا) نائب الفاعل، (عن النجوى) متعلّق ب (نهوا)، (لما) متعلّق ب (يعودون)، (عنه) متعلّق ب (نهوا)، الواو عاطفة في المواضع الخمسة (بالإثم) متعلّق ب (يتناجون)، (حيّوك) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل، والكاف مفعول به (بما) متعلّق ب (حيّوك)، (به) متعلّق ب (يحيّك)، (في أنفسهم) حال من فاعل يقولون أي مسرّين (لولا) حرف تحضيض (ما) حرف مصدريّ، الفاء استئنافيّة، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: (تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نهوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يعودون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (نهوا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يتناجون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعودون.
وجملة: (جاؤوك) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (حيّوك) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لم يحيّك به اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (يعذّبنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نقول) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
والمصدر المؤوّل (ما نقول..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعذّبنا).
وجملة: (حسبهم جهنّم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يصلونها) في محلّ نصب حال.
وجملة: (بئس المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نهوا)، فيه إعلال بالتسكين، وإعلال بالحذف، أصله نهيوا بكسر الهاء وضم الياء، ثمّ سكّنت الياء لثقل الضمّة ونقلت الحركة إلى الهاء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا، وزنه فعوا.
(معصية)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصى يعصي، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد رسمت التاء في المصحف مفتوحة، وقد يكون اللفظ مصدرا ميميّا..
(حيّوك)، فيه إعلال بالحذف، وذلك لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه فعّوك، بفتح الفاء والعين المشدّدة.
(يحيّك)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعّك..
الفوائد:
- مكر اليهود..
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: السّام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مهلا يا عائشة، إن اللّه يحبّ الرفق في الأمر كله، فقلت يا رسول اللّه ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد قلت: عليكم.
وللبخاري أن اليهود أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: السّام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم اللّه وغضب عليكم. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ.
ومعنى السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون: إذا سلم عليك أهل الكتاب فإنما يقولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم.
.إعراب الآيات (9- 10):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (بالإثم) متعلّق ب (تتناجوا)، (بالبرّ) متعلّق ب (تناجوا)، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) والواو فيه نائب الفاعل.
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (امنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تناجيتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تتناجوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تناجوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (تحشرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ (النجوى)، اللام للتعليل (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل، الواو حاليّة (ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن اللّه..
والمصدر المؤوّل (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى.
الواو عاطفة (على اللّه) متعلّق ب (يتوكّل)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
وجملة: (النجوى من الشيطان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يحزن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ليس بضارّهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يتوكّل المؤمنون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكل الناس على غير اللّه فليتوكّل المؤمنون على اللّه.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله.
الصرف:
(9) تتناجوا: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الألف الساكنة لام الفعل مع واو الجماعة، وزنه تتفاعوا (تناجوا)، فيه إعلال بالحذف مثل تتناجوا وعلى قياسه.
.إعراب الآية رقم (11):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (لكم) متعلّق ب (قيل)، (في المجالس) متعلّق ب (تفسحوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط في الموضعين (يفسح) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (لكم) الثاني متعلّق ب (يفسح)، (يرفع) مثل يفسح (منكم) متعلّق بحال من فاعل آمنوا (العلم) مفعول به ثان منصوب (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو من نوع الصفة له أي رفعا ذا درجات، (ما) حرف مصدريّ.
وجملة: (قيل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تفسّحوا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (افسحوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يفسح اللّه) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قيل) الثانية في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انشزوا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (يرفع اللّه) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أوتوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني).
وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الصرف:
(المجالس)، جمع المجلس، اسم مكان من (جلس) باب ضرب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
البلاغة:
التعميم والتخصيص: في قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ).
في هذه الآية الكريمة تعميم ثم تخصيص، وذلك أن الجزاء برفع الدرجات هاهنا مناسب للعمل، لأن المأمور به تفسيح المجلس كيلا يتنافسوا في القرب من المكان الرفيع حوله صلى اللّه عليه وسلم فيتضايقوا، فلما كان الممتثل لذلك يخفض نفسه عما يتنافس فيه من الرفعة، امتثالا وتواضعا، جوزي على تواضعه برفع الدرجات، كقوله: (من تواضع للّه رفعه اللّه)، ثم لما علم أن أهل العلم بحيث يستوجبون عند أنفسهم وعند الناس ارتفاع مجالسهم، خصهم بالذكر عند الجزاء ليسهل عليهم ترك ما لهم من الرفعة في المجلس، تواضعا للّه تعالى.
الفوائد:
- فضل العلم..
قال الحسن: قرأ ابن مسعود هذه الآية وقال: أيها الناس افهموا هذه الآية، ولترغبكم في العلم، فإن اللّه تعالى يقول: يرفع المؤمن العالم فوق المؤمن الذي ليس بعالم درجات. وقيل: إن العالم يحصل له بعلمه، من المنزلة والرفعة، ما لا يحصل لغيره.
عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ قال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
ما جئت لحاجة غيره. قال: لا. قال: أما قدمت في تجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك اللّه به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، من أخذه فقد أخذ بحظ وافر». أخرجه الترمذي.
إعراب الآيات (12- 13):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا، الفاء رابطة لجواب الشرط (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قدّموا)، والإشارة في (ذلك) إلى تقديم الصدقة (لكم) متعلّق ب (خير)، الفاء عاطفة (لم) للنفي فقط، الفاء تعليليّة- أو رابطة-.
وجملة: (ناجيتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قدّموا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ذلك خير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لم تجدوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليل لجواب إن المحذوف أي إن لم تجدوا فلا بأس عليكم فإنّ اللّه غفور...
13- الهمزة للاستفهام التقريريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (بين) مثل الأول الفاء استئنافيّة (إذ) ظرف تضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (لم) للنفي والقلب والجزم، الواو اعتراضيّة- أو حاليّة- (عليكم) متعلّق ب (تاب)، الفاء رابطة لجواب الشرط الواو عاطفة في المواضع الأربعة (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن تقدّموا..) في محلّ جرّ ب (من) محذوفة متعلّق ب (أشفقتم).
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير).
وجملة: (أشفقتم) لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: (تقدّموا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لم تفعلوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تاب اللّه) لا محلّ لها اعتراضيّة بين الشرط والجواب.
وجملة: (أقيموا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (آتوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: (أطيعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها معطوفة على جملة أشفقتم.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً).
أي فتصدقوا قبلها، وأصل التركيب يستعمل فيمن له يدان، ويمكن أن تكون الاستعارة مكنية، بتشبيه النجوى بالإنسان.
الفوائد:
- صدقة النجوى..
قال ابن عباس: إن الناس سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأكثروا حتى شق عليه، فأراد اللّه تعالى أن يخفف على نبيّه صلى اللّه عليه وسلم، ويثبطهم عن ذلك، فأمرهم أن يقدموا صدقة على مناجاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال مجاهد: نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، رضي اللّه عنه، تصدق بدينار وناجاه. ثم نزلت الرخصة، فكان علي يقول: آية في كتاب اللّه، لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة.
.إعراب الآيات (14- 19):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (19)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (إلى الذين) متعلّق ب (تر) بمعنى تنظر (تولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (عليهم) متعلّق ب (غضب)، (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بخبر ما، (لا) زائدة لتأكيد النفي (منهم) متعلّق بما تعلّق به (منكم) فهو معطوف عليه (على الكذب) متعلّق ب (يحلفون)، الواو حاليّة..
جملة: (لم تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تولّوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (غضب اللّه) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
وجملة: (ما هم منكم) في محلّ نصب حال من الضمير في (تولّوا).
وجملة: (يحلفون) لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّوا..
وجملة: (هم يعلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
15- (لهم) متعلّق ب (أعدّ)، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل لفعل ساء المتصرّف، والعائد محذوف..
وجملة: (أعدّ اللّه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّهم ساء ما كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ساء ما كانوا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
16- الفاء عاطفة (عن سبيل) متعلّق ب (صدّوا)، الفاء عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (عذاب).
وجملة: (اتّخذوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (صدّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا.
وجملة: (لهم عذاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذوا مسبّبة عما سبق.
17- (عنهم) متعلّق ب (تغني)، (لا) زائدة لتأكيد النفي (من اللّه) متعلّق ب (تغني) بحذف مضاف أي من عذابه (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي إغناء ما (فيها) متعلّق ب (خالدون)..
وجملة: (لن تغني أموالهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أولئك أصحاب النار) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم فيها خالدون) في محلّ نصب حال من أصحاب والعامل فيها الإشارة- أو من النار-.
18- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تغني)، (جميعا) حال منصوبة من الضمير في (يبعثهم)، الفاء عاطفة (له) متعلّق ب (يحلفون)، (ما) حرف مصدريّ (لكم) متعلّق ب (يحلفون) الثانيّ..
والمصدر المؤوّل (ما يحلفون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي حلفا كحلفهم لكم.
الواو حاليّة (على شيء) متعلّق بمحذوف خبر أنّ (ألا) للتنبيه (هم) ضمير فصل..
والمصدر المؤوّل (أنّهم على شيء) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون..
وجملة: (يبعثهم اللّه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يحلفون له) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: (يحلفون لكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يحسبون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (إنّهم الكاذبون) لا محلّ لها استئنافيّة.
19- (عليهم) متعلّق ب (استحوذ)، الفاء عاطفة (ألا إنّ... هم الخاسرون) مثل ألا إنّهم هم الكاذبون.
وجملة: (استحوذ عليهم الشيطان) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنساهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة استحوذ.
وجملة: (أولئك حزب الشيطان) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ حزب الخاسرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(16) جنّة: اسم بمعنى الستر وزنه فعلة بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
الفوائد:
- (كما)..
تقع (كما) بعد الجمل كثيرا، صفة في المعنى، فتكون نعتا لمصدر أو حالا، ويحتملها قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) وقوله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) فإن قدرته نعتا لمصدر، فهو إما معمول لنعيده أي (نعيد أول خلق إعادة)، أو لنطوي أي نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل وإن قدرته حالا، فصاحب الحال مفعول نعيده، أي نعيده مماثلا للذي بدأنا.
وينطبق هذا الحكم أيضا على كلمة (كذلك).
.إعراب الآية رقم (20):
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)}.
الإعراب:
(في الأذلّين) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك)..
جملة: (إنّ الذين يحادّون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحادّون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أولئك في الأذلّين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(الأذلّين)، جمع الأذلّ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل، وقد جاء جمعا لأنه محلّى بأل.
.إعراب الآية رقم (21):
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}.
الإعراب:
اللام لام القسم (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر فاعل أغلبنّ الواو عاطفة (رسلي) معطوف على الضمير المستتر فاعل أغلبنّ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه.
جملة: (كتب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أغلبنّ) لا محلّ لها جواب القسم المتمثّل بفعل كتب...
وجملة: (إنّ اللّه قويّ) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآية رقم (22):
{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}.
الإعراب:
(لا) نافية (باللّه) متعلّق ب (يؤمنون)، الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف في المواضع الثلاثة (في قلوبهم) متعلّق ب (كتب) بتضمينه معنى أثبت (بروح) متعلّق ب (أيّدهم)، (منه) متعلّق بنعت لروح الواو عاطفة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخلهم)، (عنهم) متعلّق ب (رضي)، و(عنه) متعلّق ب (رضوا)، (أولئك حزب... هم المفلحون) مرّ إعراب نظيرها..
جملة: (لا تجد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤمنون باللّه) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
وجملة: (يوادّون) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل تجد.
وجملة: (حادّ) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (كانوا آباؤهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (أولئك كتب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كتب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (أيّدهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة كتب.
وجملة: (يدخلهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة كتب.
وجملة: (تجري الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (رضي اللّه عنهم) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (أولئك).
وجملة: (رضوا عنه) في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللّه.
وجملة: (أولئك حزب) لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما سبق.
وجملة: (إنّ حزب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(روح)، اسم بمعنى النور أو الهدى أو البرهان أو الرحمة أو النصر أو جبريل عليه السّلام، وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة:
الترتيب الرائع: في قوله تعالى: (وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ).
حيث قدّم الآباء، لأنه يجب على أبنائهم طاعتهم ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف وثنّى بالأبناء، لأنهم أعلق بهم، لكونهم أكبادهم وثلّث بالإخوان، لأنهم الناصرون لهم:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ** كساع إلى الهيجا بغير سلاح

وختم بالعشيرة لأن الاعتماد عليهم والتناصر بهم بعد الاخوان غالبا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ