السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الزخرف من الآية 39 إلى الآية 89 ونهاية السورة

إعراب سورة الزخرف من الآية 39 إلى الآية 89 ونهاية السورة




 
.إعراب الآية رقم (39):{وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينفعكم)، (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (ينفعكم) على تقدير: إذ تبيّن ظلمكم، (في العذاب) متعلّق ب (مشتركون)..
والمصدر المؤوّل (أنّكم في العذاب مشتركون) في محلّ رفع فاعل ينفعكم أي لن ينفعكم اشتراككم في العذاب بالتأسيّ.
.إعراب الآية رقم (40):
{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ الفاء استئنافيّة (أو، الواو) عاطفان (من) موصول في محلّ نصب معطوف على العمي (في ضلال) متعلّق بخبر كان..
جملة: (أنت تسمع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تسمع) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).
وجملة: (تهدي) في محلّ رفع معطوفة على جملة تسمع.
وجملة: (كان في ضلال) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآيات (41- 42):
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بك) متعلّق ب (نذهبنّ)، الفاء رابطة لجواب الشرط في الآيتين (منهم) متعلّق بالخبر (منتقمون).
جملة: (نذهبنّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا منهم منتقمون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
42- (أو) حرف عطف (نرينّك) مثل نذهبنّ، ومعطوف عليه، (الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان (إنّا عليهم مقتدرون) مثل إنّا منهم منتقمون..
وجملة: (نرينّك) لا محلّ لها معطوفة على جملة نذهبنّ...
وجملة: (وعدناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (إنّا عليهم مقتدرون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وهو معطوف على الجواب السابق ب (أو).
.إعراب الآيات (43- 45):
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44) وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بالذي) متعلّق ب (استمسك)، (إليك) متعلّق ب (أوحي)، ونائب الفاعل هو العائد (على صراط) متعلّق بخبر إنّ.
جملة: (استمسك) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءك الوحي فاستمسك.
وجملة: (أوحي إليك) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (إنّك على صراط) لا محلّ لها تعليليّة.
44- الواو عاطفة اللام المزحلقة للتوكيد (لك) متعلّق ب (ذكر) وكذلك (لقومك) الواو اعتراضيّة، والواو في (تسألون) نائب الفاعل.
وجملة: (إنّه لذكر) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (سوف تسألون) لا محلّ لها اعتراضيّة.
45- الواو عاطفة (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا)، (من رسلنا) تمييز الموصول- أو حال من العائد المقدّر- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
وجملة: (اسأل) في محلّ جزم معطوفة على جملة استمسك.
وجملة: (أرسلنا) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (جعلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يعبدون) في محلّ نصب نعت لآلهة.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا).
أوقع السؤال على الرسل، مع أن المراد أممهم وعلماء دينهم، كقوله تعالى: (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ). وفائدة هذا المجاز هي التنبيه على أن المسؤل عنه ما نطقت به ألسنة الرسل، لا ما يقوله أممهم وعلماؤهم من تلقاء أنفسهم.
فهم إنما يخبرونه عن كتاب الرسل، فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء عليهم السلام.
.إعراب الآيات (46- 48):
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (46) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (47) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بآياتنا) متعلّق بحال من موسى (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا)، الفاء عاطفة.
جملة: (أرسلنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: (قال) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (إنّي رسول) في محلّ نصب مقول القول.
47- الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل جاءهم وهو ضمير يعود على موسى (إذا) فجائيّة (منها) متعلّق ب (يضحكون).
وجملة: (جاءهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هم منها يضحكون) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يضحكون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
48- الواو عاطفة في الموضعين (ما) نافية (آية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان- والرؤية بصريّة- (إلّا) للحصر (من أختها) متعلّق ب (أكبر) (بالعذاب) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أخذناهم)..
وجملة: (ما نريهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (هي أكبر) في محلّ نصب حال من آية.
وجملة: (أخذناهم) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فانتقمنا منهم وأخذناهم...
وجملة: (لعلّهم يرجعون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يرجعون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
البلاغة:
الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى: (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها).
أي أن كلّ واحدة من هذه الآيات، إذا أفردتها بالفكر، استغرقت عظمتها الفكر وبهرته حتى يجزم أنها النهاية، وأن كلّ آية دونها. فإذا نقل الفكرة إلى أختها استوعبت أيضا فكره بعظمها، وذهل عن الأولى، فجزم بأن هذا النهاية، وأن كلّ آية دونها والحاصل أنّه لا يقدر الفكر على أن يجمع بين آيتين منهما، ليتحقق عنده الفاضلة من المفضولة، بل مهما أفرده بالفكر جزم بأنه النهاية.
وعلى هذا التقدير يجري جميع ما يرد من أمثاله.
الفوائد:
- حذف الصفة..
من أساليب العرب أنهم يحذفون الصفة في سياق الكلام لفهمها. وقد ورد ذلك في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قوله تعالى: (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها).
أي من أختها السابقة. وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم مثل: (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) أي سفينة صالحة، بدليل أنّه قريء كذلك. ومنه (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ) أي كلّ شيء سلطت عليه. (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي الواضح. وقد ورد ذلك في الشعر، قال العباس بن مرداس:
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ** فلم أعط شيئا ولم أمنع

والتقدير ولم أعط شيئا طائلا. ومنه قول عمران بن حطان:
وليس لعيشنا هذا مهاه ** وليس دارنا هاتا بدار

والتقدير بدار دائمة. ومعنى مهاه: الحسن. وتدرأ: القوة. ومنه قوله تعالى: (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) أي نافع و(إن نظن إلا ظنا) أي ضعيفا.
.إعراب الآية رقم (49):
{وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لنا) متعلّق ب (ادع)، (بما) متعلّق ب (ادع)، والباء سببيّة، (عندك) ظرف منصوب متعلّق ب (عهد)، اللام المزحلقة للتوكيد..
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ادع) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (عهد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (إنّنا لمهتدون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
.إعراب الآية رقم (50):
.إعراب الآيات (51- 56):
{وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (52) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (في قومه) متعلّق ب (نادى)، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف الهمزة للاستفهام التقريريّ (ليّ) متعلّق بخبر ليس الواو حاليّة، (هذه) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة تجري (الأنهار) بدل من الإشارة- أو عطف بيان عليه- (من تحتي) متعلّق بحال من فاعل تجري بحذف مضاف أي من تحت قصري الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (لا) نافية..
جملة: (نادى فرعون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أليس لي ملك مصر) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (هذه الأنهار تجري) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تجري) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذه).
وجملة: (لا تبصرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تبصرون.
52- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للإضراب الانتقاليّ، (من هذا) متعلّق ب (خير)، (الذي) موصول في محلّ جرّ بدل من اسم الإشارة.
وجملة: (أنا خير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو مهين) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (لا يكاد يبين) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يبين) في محلّ نصب خبر يكاد.
53- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لولا) حرف تحضيض (عليه) متعلّق ب (ألقي)، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (أسورة)، (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من الملائكة، (مقترنين) حال من الملائكة منصوبة، وعلامة النصب الياء.
وجملة: (ألقي عليه أسورة) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان صادقا فلولا ألقي.
وجملة: (جاء معه الملائكة) في محلّ جزم معطوفة على جملة ألقي.
54- الفاء عاطفة في الموضعين (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (استخف) لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى فرعون.. أو جملة قال وما بين الجملتين مقول القول.
وجملة: (أطاعوه) لا محلّ لها معطوفة على جملة استخفّ.
وجملة: (إنّهم كانوا قوما) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كانوا قوما) في محلّ رفع خبر إنّ.
55- الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب انتقمنا (منهم) متعلّق ب (انتقمنا)، الفاء عاطفة (أجمعين) توكيد معنوي لضمير الغائب في (أغرقناهم)- أو حال منه-.
وجملة: (آسفونا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انتقمنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أغرقناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة انتقمنا.
56- الفاء عاطفة (سلفا) مفعول به ثان منصوب (للآخرين) متعلّق ب (مثلا).
وجملة: (جعلناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقناهم.
الصرف:
(53) مقترنين: جمع مقترن، اسم فاعل من الخماسيّ اقترن، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(55) آسفونا: فيه دمج فاء الفعل مع همزة التعدية قبلها لأنّ الفعل على وزن أفعل أي: أأسف.. اجتمعت الهمزتان والثانية ساكنة أدغمتا ووضع فوقهما مدّة.
(56) سلفا: اسم جمع لا مفرد له من لفظه بمعنى السابقين، وقيل هو جمع مفرده سالف مثل خدم وخادم، وزنه فعل بفتحتين.
(الآخرين)، جمع الآخر- بكسر الخاء.. انظر الآية (8) من سورة البقرة.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ).
فقد أسند النداء إليه مجازا. والمراد أمر بالنداء بذلك، في الأسواق والأزقة ومجامع الناس. وهذا كما يقال: بنى الأمير المدينة، والعلاقة هنا محلية، فقد جعل قومه محلّا لندائه، وموقعا له، وذلك بقوله: (في قومه)، أي في مجامعهم وأماكنهم.
.إعراب الآيات (57- 62):{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (ابن) نائب الفاعل (مثلا) مفعول به منصوب بتضمين ضرب معنى جعل (إذا) فجائية (منه) متعلّق ب (يصدّون).
جملة: (ضرب ابن مريم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قومك منه يصدّون) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يصدّون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (قومك).
58- الواو عاطفة الهمزة للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع معطوف على المبتدأ (آلهتنا)، (ما) نافية (لك) متعلّق ب (ضربوه)، (إلّا) للحصر (جدلا) مفعول لأجله منصوب، (بل) للإضراب الانتقاليّ..
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (آلهتنا خير) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما ضربوه إلّا جدلا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم قوم) لا محلّ لها استئنافيّة.
59- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (عليه) متعلّق ب (أنعمنا)، (لبني) متعلّق بنعت ل (مثلا).
وجملة: (إن هو إلّا عبد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنعمنا) في محلّ رفع نعت لعبد.
وجملة: (جعلناه) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا.
60- الواو اعتراضيّة (لو) حرف شرط غير جازم اللام رابطة لجواب الشرط (منكم) في موضع المفعول الثاني، قيل هي تبعيضية، وقيل هي بمعنى بدلكم (في الأرض) متعلّق ب (جعلنا)- أو ب (يخلفون)- وجملة: (نشاء) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (جعلنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يخلفون) في محلّ نصب نعت لملائكة.
61- الواو عاطفة، والضمير في (إنّه) يعود على عيسى عليه السلام على حذف مضاف أي نزوله، اللام مزحلقة للتوكيد (للساعة) متعلّق بنعت ل (علم)- واللام بمعنى على أي على الساعة أي على قربها- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تمترنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد (بها) متعلّق ب (تمترنّ)، والنون في (اتّبعون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف..
وجملة: (إنّه لعلم) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنعمنا.
وجملة: (لا تمترنّ بها) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاءكم خبرها فلا تشكّوا فيها.
وجملة: (اتّبعون) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم...
وجملة: (هذا صراط) لا محلّ لها تعليل للأمر السابق.
62- الواو عاطفة (لا يصدنّكم) (لا) ناهية (يصدنّكم) مضارع مبني على الفتح في محلّ جزم والنون للتوكيد (الشيطان) فاعل، والفعل مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لكم) متعلّق بحال من عدوّ...
وجملة: (لا يصدنّكم الشيطان) في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّبعون.
وجملة: (إنّه لكم عدو) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(خصمون) جمع خصم، صفة مشبهة من الثلاثي خصم باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر.
الفوائد:
- عناد المكذبين ومماحكتهم..
يذكر المفسرون حكاية ممتعة بسبب نزول هذه الآية. قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في مجادلة عبد اللّه بن الزبعرى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لما نزل قوله تعالى: (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) قام ابن الزبعرى، في ثلة من أصحابه، ومنهم الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث، وقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن كلّ معبود دون اللّه هو في جهنم كما أنزل عليك. قال: نعم، قالوا: فإن النصارى يعبدون عيسى، واليهود يعبدون عزيرا، ونحن: نعبد الملائكة، فإذا كان الأمر كذلك فعيسى والعزير والملائكة في جهنم. فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك لكلّ من يعبد من دون اللّه وهو راض بأن يكون معبودا، فأنزل اللّه عز وجل وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا أي ضربه كفار قريش مثلا لما يعبد من دون اللّه، وأنّه في جهنم كما مر، (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يرتفع لهم ضجيج وصياح وفرح.
.إعراب الآيات (63- 65):
{وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بالبيّنات) متعلّق بحال من عيسى (بالحكمة) متعلّق بحال من فاعل جئتكم الواو عاطفة في الموضعين اللام لتعليل (أبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق ب (أبيّن).
والمصدر المؤوّل (أن أبين..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره جئتكم..
(الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (فيه) متعلّق ب (تختلفون)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (أطيعون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية..
جملة: (جاء عيسى) في محلّ جرّ مضاف إليه... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قد جئتكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أبيّن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تختلفون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (اتّقوا اللّه) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن بلغكم ما أقول فاتّقوا..
وجملة: (أطيعون) في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
64- (هو) ضمير فصل، الفاء للربط.
وجملة: (إنّ اللّه ربّي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اعبدوه) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّهوا فاعبدوه.
وجملة: (هذا صراط) لا محلّ لها تعليليّة.
65- الفاء عاطفة في الموضعين (من بينهم) متعلّق بحال من الأحزاب، (ويل) مبتدأ مرفوع، (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل (من عذاب) متعلّق بالخبر المحذوف.
وجملة: (اختلف الأحزاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في قوله: (ولمّا جاء عيسى بالبيّنات).
وجملة: (ويل للذين) لا محلّ لها معطوفة على جملة اختلف الأحزاب.
وجملة: (ظلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
.إعراب الآية رقم (66):
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66)}.
الإعراب:
(هل) حرف استفهام فيه معنى النفي (إلّا) للحصر (بغتة) مصدر في موضع الحال، الواو حالية.
والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم...) في محلّ نصب بدل من الساعة.
جملة: (ينظرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تأتيهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (هم لا يشعرون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يشعرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الفوائد:
- هل..
هل حرف للاستفهام، ولكنها ترد في عدد من المعاني، وفي الآية الكريمة التي نحن بصددها خرجت عن معنى الاستفهام إلى معنى النفي في قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ). والمعنى ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم. وقد ذكر ذلك ابن هشام فقال: إنه يراد بالاستفهام بها النفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها (إلا) في قوله تعالى: (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)، والباء في قول الفرزدق:
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم

وصح العطف في قول امرئ القيس:
وإن شفائي عبرة مهراقة ** وهل عند رسم دارس من معول

إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر. فصدر البيت خبر، والعطف يدل على أن عجز البيت خبر أي لا يصح هل للاستفهام، بل هي نافية.
وتأتي الهمزة للإنكار، كما في قوله تعالى: (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) إنكارا على من ادعى ذلك، ويلزم من ذلك معنى الانتفاء، لا أنها للنفي. ولهذا لا يجوز أن تقول: أقام إلا زيد؟ كما يجوز هل قام إلا زيد!

.إعراب الآية رقم (67):
{الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (67)}.
الإعراب:
(يومئذ) ظرف منصوب مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق ب (عدوّ)، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ تأتيهم الساعة (بعضهم) مبتدأ ثان مرفوع (لبعض) متعلّق ب (عدوّ)، (إلّا) للاستثناء (المتّقين) مستثنى بإلّا منصوب..
جملة: (الأخلّاء عدوّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بعضهم لبعض عدوّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الأخلّاء).
.إعراب الآيات (68- 73):
{يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73)}.
الإعراب:
(عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لا) نافية مهملة، (خوف) مبتدأ مرفوع، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ (اليوم) ظرف منصوب متعلّق بالخبر المحذوف الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي واجبة التكرار (أنتم تحزنون) مثل خوف عليكم..
جملة: (يا عباد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا خوف عليكم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أنتم تحزنون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا خوف عليكم.
69- (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي (بآياتنا) متعلّق ب (آمنوا)، الواو عاطفة- أو حالية-.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كانوا مسلمين) لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول.
70- (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، عطف عليه بالواو (أزواجكم).
وهو مرفوع... والواو في (تحبرون) نائب الفاعل.
وجملة: (ادخلوا) لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: (أنتم تحبرون) في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا.
وجملة: (تحبرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
71- (عليهم) نائب الفاعل للمجهول (يطاف)، (بصحاف) متعلّق ب (يطاف)، (من ذهب) متعلّق بنعت ل (صحاف)، الواو عاطفة (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، و(فيها) الثاني متعلّق ب (خالدون).
وجملة: (يطاف عليهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (فيها ما تشتهيه الأنفس) لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف.
وجملة: (تشتهيه الأنفس) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تلذّ الأعين) لا محلّ لها معطوفة على جملة تشتهيه الأنفس.
وجملة: (أنتم فيها خالدون) في محلّ نصب معطوفة على جملة أنتم...
تحبرون وما بينهما اعتراض فيه التفات.
72- الواو عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره جملة لكم فيها فواكه..
(التي) موصول نعت للجنّة مرفوع، وضمير الخطاب في (أورثتموها) نائب الفاعل، والواو زائدة إشباع حركة الميم، وضمير الغائب مفعول به (ما) مصدرية.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تعملون) في محلّ جرّ بالباء السببيّة متعلّق ب (أورثتموها).
وجملة: (تلك الجنّة) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (أورثتموها) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
73- (لكم) متعلّق بخبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (فاكهة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (منها) متعلّق بفعل (تأكلون).
وجملة: (لكم فيها فاكهة) في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك.
وجملة: (تأكلون) في محلّ رفع نعت لفاكهة.
الصرف:
(71) صحاف: جمع صحفة اسم جامد للوعاء الكبير، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن صحاف فعال بكسر الفاء.
(أكواب)، جمع كوب، اسم جامد للكأس الذي لا عروة له، وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أكواب أفعال- جمع قلّة-.
البلاغة:
1- الإيجاز: في قوله تعالى: (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
وهذا حصر لأنواع النعم، لأنها إما مشتهاة في القلوب، وإما مستلذه في العيون.
وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأعرابي: إن أدخللك اللّه الجنّة أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذّت عينك.
2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها).
حيث شبه ما استحقوه بأعمالهم الحسنة، من الجنّة ونعيمها الباقي لهم، بما يخلّفه المرء لوارثه من الأملاك والأرزاق، ويلزمه تشبيه العمل نفسه بالمورث اسم فاعل، فاستعير الميراث لما استحقوه، ثم اشتق أورثتموها، فيكون هناك استعارة تبعية.
وقيل الإرث: مجاز مرسل للنيل والأخذ.
الفوائد:
- فضل اللّه وإحسانه..
بين سبحانه في هذه الآية نعيم الجنّة، ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
فقد ورد في الحديث عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «قال اللّه تعالى: أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. واقرؤوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)». متفق عليه.
وعن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «أول زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم، على أشد كوكب درّي في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة (عود الطيب)، أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء. متفق عليه».
وفي رواية للبخاري ومسلم: «آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم فيها المسك، ولكلّ واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون اللّه بكرة وعشيا».
وعن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن في الجنّة شجرة، يسير الراكب الجواد المضمر السريع، مائة سنة، ما يقطعها». متفق عليه.
وعن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا». رواه مسلم.
.إعراب الآيات (74- 76):{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)}.
الإعراب:
(في عذاب) متعلّق بالخبر (خالدون)..
جملة:
{إنّ المجرمين... خالدون} لا محلّ لها استئنافيّة.
75- (لا) نافية، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على العذاب (عنهم) متعلّق ب (يفتّر)، الواو عاطفة- أو حاليّة- (فيه) متعلّق بالخبر (مبلسون)..
وجملة: (لا يفتّر عنهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم فيه مبلسون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر.
76- الواو عاطفة (ما) نافية الواو الثانية عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (هم) ضمير فصل.
وجملة: (ما ظلمناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يفتّر.
وجملة: (كانوا هم الظالمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.
.إعراب الآيات (77- 78):
{وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام الأمر (علينا) متعلّق ب (يقض)..
جملة: (نادوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا مالك) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ليقض علينا ربّك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّكم ماكثون) في محلّ نصب مقول القول.
78- اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناكم الواو عاطفة (للحقّ) متعلّق بالخبر (كارهون).
وجملة: (جئناكم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة استئناف في حيّز القول.
وجملة: (لكنّ أكثركم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(مالك)، اسم علم لخازن النار.
(يقض)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
.إعراب الآيات (79- 80):
{أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}.
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر..
جملة: (أبرموا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا مبرمون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن فعلوا ذلك فإنّا مبرمون.
80- (أم) مثل الأولى (لا) نافية (بلى) حرف جواب الواو حالية (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (يكتبون).
وجملة: (يحسبون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا نسمع) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنا لا نسمع) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون.
وجملة: (رسلنا لديهم يكتبون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يكتبون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (رسلنا).
الصرف:
(مبرمون)، جمع مبرم اسم فاعل من (أبرم) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
.إعراب الآيات (81- 82):
{قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (81) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)}.
الإعراب:
(كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (للرحمن) متعلّق بخبر كان الفاء رابطة لجواب الشرط.
جملة: (كان للرحمن ولد) في محلّ نصب مقول القول للاستئنافيّة قل.
وجملة: (أنا أوّل) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
82- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (ربّ) الثاني بدل من الأول مجرور (عمّا) متعلّق بالفعل المحذوف العامل في سبحان، و(ما) موصول والعائد محذوف...
وجملة: (نسبّح سبحان) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: (يصفون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الفوائد:
- اللّه واحد لا شريك له...
نفت هذه الآية أن يكون للرحمن ولد، في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ). وقد تشعبت أقوال المفسرين حول معنى هذه الآية، فقيل: معناه: إن كان للرحمن ولد، في قولكم وعلى زعمكم، فأنا أول من عبد الرحمن، فإنه لا شريك له ولا ولد له. وقال ابن عباس: (إن كان) أي (ما كان) للرحمن ولد (فأنا أول العابدين) أي الشاهدين له بذلك. وقيل: معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده بذلك ولكن لا ولد له وقيل: العابدين بمعنى الآنفين، أي أنا أول الجاحدين المنكرين لما قلتم، وأنا أول من غضب للرحمن أن يقال له ولد.
وقال الزمخشري في معنى الآية: إن كان للرحمن ولد، وصحّ وثبت ببرهان صحيح توردونه، وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد، وأسبقكم إلى طاعته، كما يعظم الرجال ولد الملك لتعظيم أبيه. وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل، لغرض وهو المبالغة في نفى الولد، والإطناب فيه، مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علّق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلّق عليها محال مثلها.
.إعراب الآية رقم (83):
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومثله (يلعبوا) المعطوف عليه (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا ويلعبوا).
جملة: (ذرهم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أعرضوا عن الإيمان فذرهم.
وجملة: (يخوضوا) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تذرهم يخوضوا..
وجملة: (يلعبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا.
وجملة: (يلاقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
الصرف:
(يلاقوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله يلاقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح يلاقوا، وزنه يفاعوا.
.إعراب الآيات (84- 85):
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (في السماء) متعلّق ب (إله) بمعنى معبود (إله) الأول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (في الأرض) مثل في السماء (إله) الثاني مثل الأول مرفوع مثله الواو عاطفة..
جملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: هو (إله) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: هو (في الأرض إله) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هو الحكيم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
85- الواو عاطفة في المواضع الخمسة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ملك)، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على ملك (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (علم)، (إليه) متعلّق بالمبني للمجهول (ترجعون)، والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: (تبارك الذي) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي..
وجملة: (له ملك) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (عنده علم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (ترجعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
.إعراب الآية رقم (86):
{وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) نافية (من دونه) متعلّق بحال من العائد المح وف، والضمير يعود على اللّه (الشفاعة) مفعول به عامله (يملك) (إلّا) للاستثناء (من) موصول بدل من الذين في محلّ رفع (بالحقّ) متعلّق ب (شهد)، الواو حاليّة..
جملة: (لا يملك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدعون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (شهد) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هم يعلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
.إعراب الآية رقم (87):
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام موطّئة لقسم مقدّر (سألتهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة خلقهم اللام لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (اللّه) لفظ الجلالة فاعل لفعل محذوف تقديره خلقهم، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (يؤفكون).
جملة: (إن سألتهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من خلقهم) في محلّ نصب مفعول فعل السؤال المعلّق بالاستفهام (من) بتقدير الجارّ.
وجملة: (خلقهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يقولنّ) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: خلقهم (اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنّى يؤفكون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا يعرفون ذلك فأنّى يؤفكون.
.إعراب الآيات (88- 89):
{وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (قيله) معطوف على (الساعة)، والضمير في قيله يعود على الرسول عليه السلام، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لا) نافية.
جملة: (يا ربّ) في محلّ نصب مقول القول للمصدر قيله.
وجملة: (إنّ هؤلاء قوم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (لا يؤمنون) في محلّ رفع نعت لقوم.
89- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (اصفح)، (سلام) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أمري أو شأني الفاء للربط (سوف) حرف استقبال.
وجملة: (اصفح) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عارضوك فاصفح..
وجملة: (قل) معطوفة على جملة اصفح.
وجملة: أمري (سلام) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (سوف يعلمون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر آخر أي إن قاوموك وحاربوك فسوف يعلمون...
الصرف:
(قيله)، مصدر سماعيّ لفعل قال مثل القول والقال والمقالة.. وزنه فعل بكسر فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله قول بكسر فسكون، قلبت الواو ياء لأنّ ما قبلها مكسور.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ