السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الزخرف

إعراب سورة الزخرف من الآية 1 إلى الآية 38


        ( الآيات 1 - 38 )         ( الآيات 39 - 89 )         التالى


إعراب الآيات (1- 5):{حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (5)}.
الإعراب:
الواو واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: أقسم (بالكتاب) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (إنّا جعلناه) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (جعلناه) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لعلّكم تعقلون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تعقلون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
4- الواو عاطفة (في أم) متعلّق ب (عليّ)، (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (عليّ) اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (إنّه لعليّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
5- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (عنكم) متعلّق ب (نضرب) بتضمينه معنى نمسك أو نعرض (صفحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، (أن) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (أن كنتم قوما..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نضرب) أي لأن كنتم...
الصرف:
(صفحا)، مصدر صفح الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- فن التناسب: في قوله تعالى: (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) في هذه الآية الكريمة أقسم اللّه تعالى بالقرآن، وإنما يقسم بعظيم، ثم جعل المقسم عليه تعظيم القرآن بأنه قرآن عربي مرجو به أن يعقل به العالمون، أي: يتعقلوا آيات اللّه تعالى، فكان جواب القسم مصححا للقسم.
وهذا ما يسمى بفن التناسب، فقد حصل التناسب بين القسم والمقسم به، لأنهما شيء واحد.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ).
فقد استعار لفظ الأم للأصل، وهو اللوح المحفوظ، ذلك هو المشبه المحذوف.
وهذه الاستعارة من أجل تمثيل ما ليس بمرئي حتّى يصير مرئيا والإفادة من هذه الاستعارة هي الظهور، لأن الأم أظهر للحس من الأصل.
3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ).
أي أفننحيه ونبعده عنكم، على سبيل الاستعارة التمثيلية، من قولهم (ضرب الغرائب عن الحوض)، حيث شبه حال الذكر وتنحيته، بحال غرائب الإبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورود، ثم استعمل ما كان في تلك القصة هاهنا، ومنه قول الحجاج: لأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
.إعراب الآيات (6- 8):
{وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (7) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كم) خبريّة اسم كناية في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من نبيّ) تمييز كم (في الأوّلين) متعلّق ب (أرسلنا).
جملة: (أرسلنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
7- الواو عاطفة (ما) نافية (نبيّ) مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا فاعل يأتيهم (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئ).
وجملة: (ما يأتيهم من نبيّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كانوا به يستهزئون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يستهزئون) في محلّ نصب خبر كانوا.
8- الفاء عاطفة (أشدّ) مفعول أهلكنا، وهو أصلا نعت لمنعوت مقدّر أي قوما أشدّ (منهم) متعلّق ب (أشدّ)، (بطشا) تمييز منصوب الواو استئنافيّة...
وجملة: (أهلكنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يأتيهم.
وجملة: (مضى مثل) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بطشا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ بطش باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مضى)، فيه إعلال بالقلب أصله مضي- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
- كم الاستفهامية وكم الخبرية...
1- (كم) الاستفهامية يطلب بها تعيين العدد، ومميزها منصوب دائما، مثل: (كم كتابا قرأت)؟ إلا إذا اقترنت بحرف جر فإن مميزها يجر، مثل: (بكم ليرة اشتريت الكتاب)؟
2- كم الخبرية تفيد الإخبار والتكثير، ومميزها مجرور بالإضافة مثل: (كم فارس تبارز في الميدان). كما يأتي مميزها مجرورا بمن، مثل: (كم من شهيد سقط دفاعا عن الكرامة) والمعنى كثير من الشهداء سقطوا دفاعا عن الكرامة.
3- تعرب كم الاستفهامية وكم لخبرية حسب ما بعدها من الكلام.
أ- تعربان في محلّ رفع مبتدأ إذا وليهما اسم مثل:
كم فارسا في الميدان؟ كم بطل في الساحة! وفي قولنا كم مالك؟ يجوز في (كم) أن تكون مبتدأ أو أن تكون خبرا مقدما.
وكذلك إذا وليهما فعل لازم تعربان مبتدأ مثل:
كم رجلا جاء للمشاركة في الاحتفال؟ ** كم شهيد سار على درب النضال!

وكذلك إذا وليهما فعل متعد استوفى مفعوله، تعربان مبتدأ. كم كتابا قرأته؟
كم صديق زرته للّه! ب- وتعربان في محلّ نصب مفعولا به، إذا وليهما فعل متعد لم يستوف مفعوله: (كم كتابا قرأت؟ كم صديق زرت اللّه).
ج- وتعربان في محلّ نصب على الظرفية الزمانية أو المكانية، إذا وليهما ظرف زمان أو مكان، شريطة ألا يطلب الفعل مفعولا به..
كم ساعة سرت في الطريق؟ كم ميل مشيت إليك!
د- وتعربان في محلّ نصب مفعولا مطلقا، إذا وليهما مصدر من لفظ الفعل:
كم ضربة ضربت العدو؟ كم طعنة طعنها العدو! ج- وتعرب كم الاستفهامية خبرا للفعل الناقص إذا وليها: كم أصبح أولادك؟ كم كان مالك؟
ملاحظة هامة:
1- يمكن حذف مميّز كم الاستفهامية والخبرية، إذا فهم من السياق: كم صمت، أي كم يوما صمت. كم مشينا على الخطوب كراما، أي كم مشية مشينا.
2- مميز كم الاستفهامية يعرب تمييزا منصوبا، ومميز كم الخبرية يعرب مضافا إليه.
.إعراب الآيات (9- 14):
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام موطّئة للقسم (سألتهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة خلق اللام لام القسم (يقولّن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- وقد حذفت لتوالي الأمثال- والواو لالتقاء الساكنين فاعل والنون للتوكيد (العليم) نعت للعزيز مرفوع.
جملة: (سألتهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من خلق السموات) في محلّ نصب مفعول السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير الجارّ.
وجملة: (يقولّن) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (خلقهنّ العزيز) في محلّ نصب مقول القول.
10- (الذي) موصول في محلّ رفع نعت ثان للعزيز (لكم) متعلّق بحال من المفعول به الثاني مهدا، (لكم) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (فيها) متعلّق بالمفعول الثاني- أو ب (جعل)..
وجملة: (جعل) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (جعل) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى).
وجملة: (لعلّكم تهتدون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تهتدون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
11- الواو عاطفة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأولى (من السماء) متعلّق ب (نزّل)، (بقدر) متعلّق بنعت ل (ماء)، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (أنشرنا)، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (تخرجون).. والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: (نزّل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (أنشرنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وفيها التفات.
وجملة: (تخرجون) لا محلّ لها اعتراضيّة.
12- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (كلّها) توكيد معنويّ ل (الأزواج) منصوب مثله (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الفلك) متعلّق بحال من (ما) المفعول الأول..
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (تركبون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
13- اللام لام العاقبة أو الصيرورة (تستووا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على ظهوره) متعلّق ب (تستووا)، (تذكروا) مضارع منصوب معطوف على (تستووا)، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (تذكروا) (عليه) متعلّق ب (استويتم)، الواو عاطفة (تقولوا) مضارع منصوب معطوف على (تذكروا)، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (لنا) متعلّق ب (سخّر)، الواو حاليّة (ما) نافية (له) متعلّق بالخبر (مقرنين).
والمصدر المؤوّل (أن تستووا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل).
وجملة: (تستووا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تذكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تستووا.
وجملة: (استويتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تقولوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تذكروا.
وجملة: نسبّح (سبحان) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (سخّر) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ما كنّا له مقرنين) في محلّ نصب حال.
(إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون)، اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (إنّا لمنقلبون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الصرف:
(13) مقرنين: جمع مقرن، اسم فاعل من (أقرنه) أي أطاقه، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
1- فن الحذف: في قوله تعالى: (لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ).
حيث حذف الموصوف، وهو اللّه سبحانه تعالى، وأقام صفاته مقامه، لأن الكلام مجزأ، فبعضه من قولهم، وبعضه من قول اللّه تعالى. فالذي هو من قولهم (خلقهن)، وما بعده من قول اللّه عز وجل. وأصل الكلام أنهم قالوا: خلقهن اللّه، ويدل عليه قوله في الآية الأخرى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) ثم لما قالوا: خلقهن اللّه، وصف ذاته بهذه الصفات ولما سيق الكلام كله سياقه، حذف الموصوف من كلامهم، وأقيمت الصفات المذكورة من كلام اللّه تعالى مقامه، كأنه كلام واحد. ونظير هذا أن تقول للرجل: من أكرمك من القوم؟ فيقول: أكرمني زيد، فتقول أنت واصفا المذكور: الكريم الجواد الذي صفته كذا وكذا.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (فَأَنْشَرْنا).
حيث وقع الانتقال من كلامهم إلى كلام اللّه عز وجل، فجاء أوله على لفظ الغيبة، وآخره على الانتقال منها إلى التكلم، في قوله: (فأنشرنا). ومن هذا النمط قوله تعالى، حكاية عن موسى: (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)، فجاء أول الكلام حكاية عن موسى إلى قوله: (ولا ينسى)، ثم وقع الانتقال من كلام موسى إلى كلام اللّه تعالى، فوصف ذاته أوصافا متصلة بكلام موسى حتّى كأنه كلام واحد. وابتدأ في ذكر صفاته على لفظ الغيبة إلى قوله: (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى).
3- سرّ الحال: في قوله تعالى: (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ).
فكم من راكب دابة عثرت به، أو شمست، أو تقحمت، أو طاح من ظهرها فهلك وكم من راكبين في سفينة انكسرت بهم فغرقوا، فلما كان الركوب مباشرة أمر مخطر، واتصالا بسبب من أسباب التلف كان من حق الراكب، وقد اتصل بسبب من أسباب التلف، أن لا ينسى عند اتصاله به شؤمه، وأنه هالك لا محالة، فمنقلب إلى اللّه غير منفلت من قضائه، ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه، حتى يكون مستعدا للقاء اللّه بإصلاحه من نفسه.
.إعراب الآية رقم (15):{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من عباده) متعلّق ب (جعلوا)، اللام مزحلقة.
جملة: (جعلوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ الإنسان لكفور) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (16):
{أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)}.
الإعراب:
(أم) بمعنى بل، أو بمعنى الهمزة، أو بمعنى بل والهمزة وهي للإنكار، (ممّا) متعلّق ب (اتخذ) وهو في موضع المفعول الثاني (بنات) مفعول به أوّل منصوب وعلامة النصب الكسرة ملحقّ بجمع المؤنّث الواو عاطفة- أو حالية- (بالبنين) متعلّق ب (أصفاكم)..
وجملة: (اتّخذ) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: أم تقولون اتّخذ...
وجملة: (يخلق) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أصفاكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة اتّخذ.
.إعراب الآية رقم (17):
{وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بما) متعلّق ب (بشّر)، (للرحمن) متعلّق ب (ضرب)، (مثلا) مفعول به ثان عامله ضرب بتضمينه معنى جعل، والمفعول به الأول محذوف أي ضربه الواو حاليّة..
جملة: (بشّر أحدهم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ضرب) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ظلّ وجهه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هو كظيم) في محلّ نصب حال.
.إعراب الآية رقم (18):
{أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو استئنافيّة (من) موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره يجعلون، ونائب الفاعل لفعل (ينشأ) ضمير يعود على (من)، (في الحلية) متعلّق ب (ينشّأ)، الواو حالية (في الخصام) متعلّق ب (مبين)..
جملة: يجعلون (من) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينشّأ) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هو غير مبين) في محلّ نصب حال.
.إعراب الآيات (19- 23):
{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للملائكة (إناثا) مفعول به ثان عامله جعلوا الهمزة للاستفهام الإنكاريّ..
جملة: (جعلوا) لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة الاستئناف المقدّرة في الآية السابقة- وجملة: (هم عباد الرحمن) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (شهدوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ستكتب شهادتهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يسألون) لا محلّ لها معطوفة على جملة ستكتب.
20- الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية في الموضعين (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (بذلك) متعلّق بحال من علم (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلوا..
وجملة: (شاء الرحمن) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما عبدناهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما لهم بذلك من علم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن هم إلّا يخرصون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (يخرصون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
21- (أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الإنكار، (كتابا) مفعول به ثان منصوب (من قبله) متعلّق بنعت ل (كتابا) والضمير في (قبله) يعود على القرآن العظيم، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (مستمسكون).
وجملة: (آتيناهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم به مستمسكون) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناهم.
22- (بل) للإضراب الانتقاليّ (على أمّة) متعلّق بحال من آباء (على آثارهم) متعلّق بالخبر (مهتدون).
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا وجدنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (وجدنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّا على آثارهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
23- الواو عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر والمبتدأ مقدّر أي الأمر كذلك بعجزهم عن الحجّة وتمسّكهم بالتقليد (ما) نافية (من قبلك) متعلّق بحال من نذير، (في قرية) متعلّق ب (أرسلنا)، (إلّا) للحصر (إنّا وجدنا... مقتدون) مثل إنا وجدنا... مهتدون (في الآية السابقة).
وجملة: الأمر (كذلك) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا...
وجملة: (ما أرسلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (قال مترفوها) في محلّ نصب حال.
وجملة: (إنّا وجدنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (وجدنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّا على آثارهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا وجدنا.
الصرف:
(21) مستمسكون: جمع مستمسك، اسم فاعل من السداسيّ استمسك، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(23) مقتدون: جمع المقتدي، اسم فاعل من الخماسيّ اقتدى، وزنه مفتع- المفتعل- بضمّ الميم وكسر العين... ففي (مقتدون) إعلال بالحذف، أصله مقتديون- بكسر الدال وضمّ الياء- استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح مقتدون وزنه مفتعون.
الفوائد:
- بناء الفعل للمجهول..
يقسم الفعل الى مبني للمعلوم ومبني للمجهول، فالأول ما ذكر معه فاعله مثل: كسر الولد الزجاج، والثاني ما حذف فاعله وأنيب عنه غيره، مثل: كسر الزجاج.
ويجب عند البناء للمجهول تغيير صورة الفعل، فإن كان ماضيا كسر ما قبل آخره وضم كلّ متحرك قبله، مثل: (حفظ الكتاب) و(تقبّلت الصدقة) (استخرج المعدن).
وإن كان مضارعا ضم أوله وفتح ما قبل آخره، (يقطع الغصن) (يتعلّم الحساب) (يستخرج المعدن).
فإن كان ما قبل آخر الماضي ألفا قلبت ياء وكسر ما قبلها، فنقول في: قال واختار. قيل واختير.
وإن كان ما قبل آخر المضارع حرف مد قلبت ألفا: يقول ويبيع يصبحان: يقال ويباع.
ملاحظة: الفعل اللازم لا يبنى للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدرا أو ظرفا أو جارا ومجرورا، مثل: (احتفل احتفال عظيم) و(ذهب أمام الأمير) و(فرح بالعيد).
2- الفعل المتعدي لمفعولين يصبح المفعول الأول نائب فاعل، والمفعول الثاني يبقى على حاله، مثل: (أعطي الفقير مالا) الفقير نائب فاعل، ومالا مفعول به ثان.
.إعراب الآيات (24- 25):
{قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الواو حالية (لو) حرف شرط غير جازم (بأهدى) متعلّق ب (جئتكم)- أو بحال من ضمير الخطاب في (جئتكم)، (ممّا) متعلّق ب (أهدى)، (عليه) متعلّق بحال من (آباءكم)، (بما) متعلّق ب (كافرون) (به) متعلّق ب (أرسلتم)، وضمير الخطاب نائب الفاعل.
جملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (جئتكم) في محلّ نصب حال.. ومقول القول محذوف أي أتفعلون ذلك ولو جئتكم... وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه مقول القول المحذوف.
وجملة: (وجدتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا كافرون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرسلتم به) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
25- الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (منهم) متعلّق ب (انتقمنا)، الفاء الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان..
وجملة: (انتقمنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: (انظر) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبك قومك فانظر...
وجملة: (كان عاقبة) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق عن العمل المباشر بالاستفهام وذلك بتقدير الجارّ..
البلاغة:
فن الإلجاء: في قوله تعالى: (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ) الآية، ومعنى هذا الفن البلاغي: أن يبادر المتكلم الخصم بما يلجئه إلى الاعتراف بحقيقة نفسه ودخيلة قلبه.
ففي الآية الكريمة، التعبير بالتفضيل المقتضي أن ما عليه آباؤهم فيه هداية، لم يكن إلا لإلجائهم إلى الاعتراف بحقيقة نيّاتهم التي يضمرونها. كأنه يتنزل معهم إلى أبعد الحدود، ويرخي العنان لهم، ليعترفوا.
الفوائد:
- كيف الاستفهامية..
وهي اسم: للإخبار بها ومباشرتها الفعل (كيف كنت)، فهي هنا في محل نصب خبر مقدم لكنت، وهذا دليل على أنها اسم.
وقد وردت في الآية التي نحن بصددها خبرا لكان في قوله تعالى: (فانظر كيف كان عاقبة المكذبين) ويكون إعرابها:
1- خبرا إن وليها اسم مثل: كيف أنت، أو فعل ناقص مثل: كيف كنت.
2- وتعرب حالا إذا وليها فعل تام (أي غير ناقص) مثل:
كيف جاء زيد. وكثير من النحاة، ومنهم ابن هشام، يعربونها في أمثال ذلك مفعولا مطلقا، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) أي (أيّ فعل فعل).
ملاحظة:
كيف اسم استفهام ملازم البناء على الفتح دائما..
.إعراب الآيات (26- 28):
{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لأبيه) متعلّق ب (قال)، (ممّا) متعلّق ب (براء)، (ما) موصول والعائد محذوف.
جملة: (قال إبراهيم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إنّني براء) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تعبدون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
27- (إلّا) للاستثناء (الذي) موصول في محلّ نصب على الاستثناء، الفاء تعليليّة السين حرف استقبال.
وجملة: (فطرني) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (إنّه سيهدين) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (سيهدين) في محلّ رفع خبر إنّ.
28- الواو استئنافيّة، وضمير الغائب في (جعلها) يعود إلى كلمة التوحيد المفهومة من قول إبراهيم السابق (كلمة) مفعول به ثان منصوب (في عقبه) متعلّق ب (باقية)، وضمير الغائب في (يرجعون) قد يعود إلى أهل مكة لا إلى عقب إبراهيم.
وجملة: (جعلها) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّهم يرجعون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يرجعون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(26) براء: مصدر (برىء) الثلاثيّ باب فرح وزنه فعال بفتح الفاء- وقد استخدم في موضع الصفة- وثمّة مصادر أخرى للفعل هي برؤ بضمّ الباء وبراءة بتاء مربوطة في آخره.
.إعراب الآيات (29- 31):{بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (30) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ الواو عاطفة (آباءهم) معطوف على اسم الإشارة هؤلاء، منصوب (حتّى) للغاية الواو عاطفة..
والمصدر المؤوّل (أن جاءهم..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعت).
جملة: (متّعت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءهم الحقّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
30- الواو عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط الواو عاطفة (به) متعلّق ب (كافرون).
وجملة: (جاءهم الحقّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (هذا سحر) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّا به كافرون) في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا سحر.
31- الواو عاطفة (لولا) حرف تحضيض (القرآن) بدل من اسم الإشارة هذا في محلّ رفع- أو عطف بيان عليه- (على رجل) متعلّق ب (نزّل)، (من القريتين) متعلّق بنعت ل (رجل)، وفيه حذف مضاف أي من إحدى القريتين.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا الأولى.
وجملة: (نزّل هذا القرآن) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآية رقم (32):
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قسمنا)، (في الحياة) متعلّق ب (قسمنا)، (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (رفعنا)، (درجات) مفعول مطلق نائب عن المصدر- وصف للمصدر- أي: رفعا متفاوتا، اللام للتعليل (يتّخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (سخريّا) مفعول به ثان منصوب.. الواو استئنافيّة (ممّا) متعلّق ب (خير)، و(ما) موصول والعائد محذوف.
جملة: (هم يقسمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقسمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة: (نحن قسمنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (قسمنا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).
وجملة: (رفعنا) في محلّ رفع معطوفة على جملة قسمنا.
وجملة: (يتّخذ بعضهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رفعنا).
وجملة: (رحمة ربّك خير) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يجمعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الفوائد:
- الناس درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا..
بينت هذه الآية قانونا اجتماعيا في حياة الناس ومعاشهم، فقد اقتضت حكمته أن يكون هذا غنيا وهذا فقيرا، وهذا قويا وهذا ضعيفا، وهذا رئيسا وهذا مرءوسا ليخدم بعضهم بعضا، ولتتكامل الحياة بكافة جوانبها، وتتوازن أوضاع البشر فيها، فلا يحدث الخلل والاضطراب، وتتعطل بعض جوانب الحياة وهذا قانون مطرد في حياة الناس وأوضاعهم، في كلّ زمان ومكان، ولا يمكن لأحد أن يغيّر منه أو يبدل فيه وانطلاقا من هذا القانون، فإن اللّه عز وجل، يختص بعض عباده بالرسالة والوحي، ليكتمل جانب من أهم جوانب الحياة، فلا يعترض على ذلك إلا أحمق قاصر النظر، لا يفقه من الحياة شيئا، فاللّه يختص برحمته من يشاء، له الحكم وإليه المصير.
.إعراب الآيات (33- 35):
{وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن يكون) في محلّ رفع مبتدأ بحذف مضاف أي: لولا كراهة كون الناس أمّة واحدة على الكفر... أي أن يجتمعوا على الكفر.
وخبر المبتدأ محذوف.
اللام رابطة لجواب لولا بالشرط (لمن) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بالرحمن) متعلّق ب (يكفر)، (لبيوتهم) بدل من الموصول بإعادة الجارّ، وهو بدل اشتمال، (من فضّة) نعت للمفعول الأول (سقفا)، (معارج) معطوف على (سقفا) بالواو، منصوب ومنع من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع (عليها) متعلّق ب (يظهرون).
جملة: (لولا أن يكون) الاسميّة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكون الناس أمّة) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (جعلنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يكفر) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يظهرون) في محلّ نصب نعت لمعارج.
34- الواو عاطفة (لبيوتهم أبوابا... يتّكئون) مثل لبيوتهم سقفا...
يظهرون ومعطوفة عليها.
وجملة: (يتّكئون) في محلّ نصب نعت ل (سررا).
الواو عاطفة (زخرفا) مفعول به لفعل محذوف تقديره جعلنا، الواو استئنافيّة (إن) حرف نفي (لمّا) للحصر بمعنى الّا (متاع) خبر المبتدأ (كلّ) مرفوع الواو عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (المتّقين) (للمتّقين) متعلّق بخبر المبتدأ (الآخرة)..
وجملة: جعلنا (زخرفا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (إن كلّ ذلك لمّا متاع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الآخرة للمتّقين) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كلّ ذلك...
الصرف:
(33) فضّة: اسم جامد للمعدن المعروف وزنه فعلة بكسر فسكون.
(معارج)، جمع معرج، اسم آلة من الثلاثيّ عرج على غير القياس فهو على وزن مفعل بفتح الميم وقد يكون على القياس بكسرها.
الفوائد:
1- (إن) المخففة من الثقيلة..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ف (إن) هنا مخففة من الثقيلة، وقد أهملت، فلم تعمل ك (إنّ). وسنبين فيما يلي حكمها بالتفصيل:
1- إن: المخففة من الثقيلة، تدخل على الجملتين: الاسميّة والفعلية، فإن دخلت على الاسميّة جاز إعمالها خلافا للكوفيين، وقد ورد إعمالها في القرآن الكريم كما في قراءة الحرميّين وأبى بكر (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)، وحكاية سيبويه (إن عمرا لمنطلق)، ويكثر إهمالها، وهذا ما عليه كثير من النحاة، مثل قوله تعالى: (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) و(وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) وقراءة حفص: (إن هذان لساحران) وقوله تعالى: (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ).
2- وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يكون الفعل ماضيا ناسخا، نحو: (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) و(إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ). وقد يرد مضارعا ناسخا، كقوله تعالى: (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ). ومتى وردت إن وبعدها اللام المفتوحة فاحكم عليها بأن أصلها التشديد.
2- متاع الدنيا قليل..
بينت هذه الآية سرعة زوال الدنيا، وانقضاء نعيمها، وأن الآخرة خير وأبقى.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو كانت الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة، ما سقى منها كافرا شربة ماء. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وعن المستورد بن شداد، جدّ بني فهر، قال: كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على السخلة (ابنة العنز) الميتة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أترون هذه هانت على أصحابها حين ألقوها، قالوا: من هوانها ألقوها يا رسول اللّه، قال: فإن الدنيا أهون على اللّه من هذه الشاة على أصحابها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن.
.إعراب الآيات (36- 38):
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (عن ذكر) متعلّق ب (يعش)، (له) متعلّق ب (نقيّض)، الفاء عاطفة (له) الثاني متعلّق ب (قرين).
جملة: (من يعش) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعش) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (نقيّض) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (هو له قرين) في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو نعت ل (شيطانا) أي: شيطانا يفتنه فهو له قرين.
37- الواو عاطفة اللام المزحلقة للتوكيد (عن السبيل) متعلّق ب (يصدّونهم)... الواو حاليّة.
والمصدر المؤوّل (أنّهم مهتدون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسبون، والضمير فيه يعود إلى (العاشين) في قوله من يعش...
وجملة: (إنّهم ليصدون) في محلّ نصب معطوفة على جملة هو له قرين.
وجملة: (يصدّون) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يحسبون) في محلّ نصب حال.
38- (حتّى) حرف ابتداء (يا) للتنبيه (بيني) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر ليت.. (بينك) ظرف منصوب معطوف على الظرف الأول (بعد) اسم ليت منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (القرين) فاعل بئس..
والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره أنت.
وجملة: (جاءنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ليت بيني بعد) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (بئس القرين) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت اتّخذتك قرينا فبئس القرين أنت.
الصرف:
(36) يعش: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم.. وزنه يفع بضمّ العين لأنّ الحرف المحذوف واو.. عشا يعشو أي أعرض.
البلاغة:
1- النكرة الواقعة في سياق الشرط: في قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً). في هذه الآية الكريمة نكتة بديعة، وهي أن النكرة الواقعة في سياق الشرط تفيد العموم، حيث أراد عموم الشياطين لا واحدا، وذلك لأنه أعاد عليه الضمير مجموعا في الآية التي بعدها في قوله: (وإنهم) فإنه عائد إلى الشيطان قولا واحدا.
2- التغليب: في قوله تعالى: (بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ).
وهذا الفن: هو أن يغلب الشيء على ما لغيره، ذلك بأن يطلق اسمه على الآخر، ويثنى بهذا الاعتبار، للتناسب الذي بينهما.
ففي الآية ذكر المشرقين، وأراد المشرق والمغرب، لكن غلب المشرق على المغرب وثنيا، كقولهم: الأبوين للأب والأم. ومنه قوله تعالى: (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ). وقولهم: القمرين للشمس والقمر.
ومثله الخافقان في المشرق والمغرب، وإنما الخافق المغرب، ثم إنما سمى خافقا مجازا وإنما هو مخفوق فيه، والقمرين في الشمس والقمر، وقيل: إن منه قول الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ** لنا قمراها والنجوم الطوالع

وقيل إنما أراد بالقمرين محمدا والخليل عليهما الصلاة والسلام، لأن نسبه راجع إليهما بوجه، وإنما المراد بالنجوم الصحابة. وقالوا: العمرين في أبى بكر وعمر، وقالوا: العجّاجين في رؤبة والعجّاج، والمروتين في الصفا والمروة.
ولأجل الاختلاط أطلقت (من) على مالا يعقل في قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى: (كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ). كما أطلق اسم (المذكرين) على المؤنث حتّى عدت منهم، وهي مريم بنت عمران رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) والملائكة على إبليس حتّى استثني منهم في (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ). قال الزمخشري: والاستثناء متصل لأنّه واحد من بين أظهر الألوف من الملائكة، فغلّبوا عليه في (فسجدوا)، ثم استثني منهم استثناء أحدهم، ثم قال: ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.
الفوائد:
- لفتة في الأسلوب..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) فقد جمع ضمير (من) وضمير الشيطان الواردين في الآية السابقة، لأن (من) مبهم في جنس العاشي، وقد قيض له شيطان مبهم من جنسه، فجاز أن يرجع الضمير إليهما مجموعا.


        ( الآيات 1 - 38 )         ( الآيات 39 - 89 )         التالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ