السبت، 22 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأنفال من الآية 24 إلى الآية 42

إعراب سورة الأنفال من الآية 24 إلى الآية 42




 
.إعراب الآيات (24- 25):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (25)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا استجيبوا) مرّ إعراب نظيرها، (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجيبوا)، الواو عاطفة (للرسول) مثل للّه (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب، (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به والفاعل أي الرسول- والاستجابة للرسول استجابة للّه- اللام حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (دعاكم)، (يحيي) مضارع. مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو وهو العائد الواو عاطفة (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (يحول) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يحول)، (المرء) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (قلب) معطوف على المرء مجرور والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يحول...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الواو عاطفة (أنّ) مثل الأول والهاء ضمير يعود إلى اللّه تعالى في محلّ نصب اسم أنّ (الى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تحشرون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّه إليه تحشرون) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأوّل.
جملة النداء: (يأيها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (استجيبوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (دعاكم) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاستجيبوا له.
وجملة: (يحييكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا.
وجملة: (يحول...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (تحشرون) في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
الواو عاطفة (اتّقوا) مثل اعلموا (فتنة) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي سبب فتنة (لا) نافية (تصيبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع لتجرّده عن الناصب والجازم.. والنون للتوكيد، (الذين) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (ظلموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير الفاعل في (ظلموا)، (خاصّة) حال منصوبة من فاعل تصيبنّ العائد على فتنة أي مختصّة بهم، أو من ضمير ظلموا أي مختصّين بهذه الإصابة، الواو عاطفة (اعلموا أنّ اللّه) مثل الأولى (شديد) خبر أنّ مرفوع (العقاب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجيبوا.
وجملة: (لا تصيبنّ...) في محلّ نصب نعت لفتنة.
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه شديد العقاب) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الصرف:
(خاصة)، اسم ضد عامّة أو هو ما يشمل فئة دون أخرى وزنه فاعلة وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) فهو مجاز عن غاية القرب من العبد، لأن من فصل بين شيئين، كان أقرب إلى كل منهما من الآخر، لاتصاله بهما وانفصال أحدهما عن الآخر وظاهر كلام كثير أن الكلام من باب الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون هناك استعارة تبعية، فمعنى يحول يقرب، ولا بعد في أن يكون من باب المجاز المرسل المركب لاستعماله في لازم معناه وهو القرب.
الفوائد:
1- اختلف النحاة حول (لا) في قوله تعالى: (لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً).
بين كونها نافية أو ناهية. وتشعب الخلاف فيما بينهم مما نحن في غنى عن ذكره.
ونحن نرجح ما تؤيده السليقة العربية، ويهجم فهمه على ذوي الألباب، دون اللجوء إلى التحوير والتقدير. (فلا) نافية، ومفهوم الجملة لدى كل من يسمعها مبرّءا من التكليف والتمحل، أن الفتنة إذا وقعت لا تصيب الظالمين وحدهم، إنما تصيب المتقين معهم، وليست قصة تلك المدينة التي أخبر الله أنه سيهلك أهلها جميعا بسبب سبعين رجلا فسقوا عن أمر ربهم فيها. أقول، ليست قصة تلك المدينة ببعيدة عنا، وقد مرّ معنا ذكرها.
.إعراب الآية رقم (26):
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (إذ) اسم ظرفيّ مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (قليل) خبر مرفوع، (مستضعفون) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (مستضعفون)، (تخافون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (يتخطّف) مضارع منصوب و(كم) ضمير مفعول به (الناس) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن يتخطّفكم الناس) في محلّ نصب مفعول به.
الفاء عاطفة (آوى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) مثل المتقدّم، والفاعل هو الواو عاطفة (أيّدكم) مثل آواكم (بنصر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أيّدكم)، (والهاء) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رزقكم) مثل آواكم (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق ب (رزقكم)، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تشكرون) مثل تخافون.
جملة: (اذكروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنتم قليل...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تخافون) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ أنتم.
وجملة: (يتخطّفكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (آواكم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم قليل.
وجملة: (أيّدكم...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم.
وجملة: (رزقكم...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة آواكم.
وجملة: (لعلّكم تشكرون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تشكرون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
.إعراب الآيات (27- 28):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)}.
الإعراب:
{يا أيّها الذين آمنوا} مرّ إعرابها، (لا تخونوا) مثل لا تولّوا، (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب الواو عاطفة، (تخونوا) مجزوم معطوف على (تخونوا) الأول (أمانات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (وكم) ضمير مضاف إليه (وأنتم تعلمون) مثل وأنتم تسمعون.
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تخونوا (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (أنتم تعلمون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
الواو عاطفة (اعلموا) مثل اذكروا (أنّما) كافّة ومكفوفة (أموال) مبتدأ مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أولاد) معطوف على أموال مرفوع و(كم) مثل الأول (فتنة) خبر مرفوع الواو عاطفة (أنّ اللّه) مرّ إعرابها، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم والهاء ضمير مضاف إليه (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه عنده...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا مقدّرا.
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (أعلموا) المقدّرة) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعلموا المذكورة.
وجملة: (عنده أجر...) في محلّ رفع خبر أنّ.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) فمعنى الخون: النقص، كما أن معنى الوفاء التمام. ومنه تخونه، إذا تنقصه، ثم استعمل في ضدّ الأمانة والوفاء، لأنك إذا خنت الرجل في شيء فقد أدخلت عليه النقصان فيه، وقد أستعير فقيل: خان الدلو الكرب، وخان المشتار السبب، والمشتار مجتني العسل، والسّبب الحبل، وإذا انقطع الحبل فيهما فكأنه لم يقف.
والاستعارة هنا تصريحية تبعية.
الفوائد:
1- اختلف المفسرون في معنى الفرقان إلى أقوال، أوضحها وأرجحها هي قوة في النظر، وهداية في العقل، يفرق بها الإنسان بين الحق والباطل.
2- مواضع إنّ مكسورة الهمزة.
تكسر همزتها حيث لا يصح أن يسدّ المصدر مسدّها وذلك في اثني عشر موضعا.
أ- أن تقع في ابتداء الكلام نحو: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
ب- أن تقع بعد حيث (تجلس حيث إن العلم موجود).
ج- أن تقع بعد إذ.
ء- أن تأتي تالية للموصول.
هـ- أن تكون جوابا للقسم.
وأن تقع بعد القول.
ز- أن يكون ما بعدها حالا.
ح- أن يكون ما بعدها صفة لما قبلها.
ط- أن تقع صدر جملة استئنافيّة.
ي- أن يقع في خبرها لام الابتداء.
ك- أن تقع مع ما في حيزها خبرا عن اسم ذات.
ل- أن تقع بعد كلا الرادعة نحو: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى).
وبعض هذه الأقسام متداخل بعضها في بعض فقد يشتمل مثال واحد على قسمين أو ثلاثة من الأقسام المذكورة فتأمل وتدبّر...
.إعراب الآية رقم (29):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (إن) حرف شرط جازم (تتّقوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (يجعل) مضارع مجزوم جواب الشرط والفاعل هو أي اللّه اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل)، (فرقانا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (يكفّر) مضارع مجزوم معطوف على (يجعل) والفاعل هو (عنكم) مثل لكم متعلّق ب (يكفّر)، (سيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يغفر لكم) مثل يجعل لكم فهو معطوف عليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور (العظيم) نعت للفضل مجرور.
وجملة النداء: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تتّقوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يجعل...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يكفّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: (يغفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: (اللّه ذو الفضل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (30):{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (30)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (يمكر) مضارع مرفوع الباء حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يمكر)، (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل اللام للتعليل (يثبتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يثبتوك) في محلّ جرّ متعلّق ب (يمكر)... أو بفعل محذوف تقديره اجتمعوا.
(أو) حرف عطف في الموضعين (يقتلوك، يخرجوك) مثل يثبتوك ومعطوفان عليه الواو عاطفة في موضعين (يمكرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (يمكر) مثل الأول المتقدّم الواو استئنافيّة (اللّه خير الماكرين) مثل اللّه ذو الفضل... وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (يمكر.. الذين...) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يثبتوك) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يقتلوك) لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك.
وجملة: (يخرجوك) لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك.
وجملة: (يمكرون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكر بك الذين..
وجملة: (يمكر اللّه) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكرون.
وجملة: (اللّه خير الماكرين) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
- قوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) أي يرد مكرهم ويجعل وخامته عليهم أو يجازيهم عليه، أو يعاملهم معاملة الماكرين، ففي الكلام استعارة تبعية، أو مجاز مرسل، أو استعارة تمثيلية، وقد يكتفى بالمشاكلة الصرفة.
.إعراب الآية رقم (31):
{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب، شرطيّ، متعلّق ب (قالوا)، (تتلى)، (آيات) نائب الفاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (قد) حرف تحقيق (سمعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(نا) فاعل (لو) حرف شرط غير جازم (نشاء) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن اللام رابطة لجواب لو (قلنا) مثل سمعنا (مثل) مفعول به منصوب عامله قلنا (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف نفي (هذا) مبتدأ (إلّا) أداة حصر (أساطير) خبر مرفوع (الاوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (تتلى... آياتنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قد سمعنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة:
{لو نشاء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لقلنا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إن هذا إلّا أساطير) لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.
البلاغة:
فن التغاير: في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا)، وهو تغاير المذهبين، إما في المعنى الواحد، بحيث يمدح إنسان شيئا ويذمه، أو يذم ما مدحه غيره، أو بالعكس. أو يفضل شيئا على شيء ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا، والفاضل مفضولا. ونقول إن التغاير هنا المقصود مغايرتهم أنفسهم، فقد قالت قريش عن القرآن: (ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) إنكارا منهم لغرابة أسلوبه وما بهرهم من فصاحته. ويلزم هذا الكلام إقرارهم بالعجز عن محاكاته، ثم غايرت قريش نفسها فقالت: قد سمعنا (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا)، ولو كان القولان في وقت واحد لكان ذلك تناقضا وهو عيب، ولم يعد في المحاسن، لكن وقوعه في زمنين مختلفين ووقتين متباينين اعتد من المحاسن، ولذلك سمي تغايرا لا تناقضا.
الفوائد:
(قد) حرف. إن دخلت قد على الماضي أفادت تحقيق معناه. وإن دخلت على المضارع أفادت تقليل وقوعه. مثل: (قد جاء خالد). و(قد يجود البخيل).
وفي الآية: قد سمعنا.
.إعراب الآية رقم (32):
{وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (32)}.
الإعراب:
(وإذ) مثل المتقدّم، (قالوا) فعل ماض وفاعله (اللّه) لفظ الجلالة منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب والميم عوض من حرف النداء المحذوفة (إن) حرف شرط جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (هو) ضمير فصل (الحقّ) خبر كان منصوب (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ، والكاف ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (أمطر) فعل أمر دعائي، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمطر) (حجارة) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أمطر)، (أو) حرف عطف (ائت) مثل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت)، (أليم) نعت لعذاب مجرور.
جملة: (قالوا...) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كان هذا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أمطر...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ائتنا) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ) الكلام استعارة أو مجاز لأنزل.
.إعراب الآية رقم (33):
{وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع اللام لام الجحود (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو الواو حاليّة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (في) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ أنت.
والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
الواو عاطفة (ما كان اللّه) مثل الأولى (معذّب) خبر كان منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (وهم) مثل وأنت (يستغفرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
جملة: (ما كان اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر في الآية السابقة.
وجملة: (يعذّبهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أنت فيهم) في محلّ نصب حال.
وجملة: (ما كان اللّه (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه (الأولى).
وجملة: (هم مستغفرون) في محلّ نصب حال.
الفوائد:
1- لام الجحود وهي التي تسبق بكون منفي، وقد عولجت في آيات سابقة فعد إليها في مواطنها.
ولما استبدلت اللام والفعل باسم الفاعل نصب على أنه خبر كان. فتأمل.
.إعراب الآية رقم (34):
{وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34)}.
الإعراب:
- الواو استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (أن) حرف مصدرّي ونصب (لا) حرف نفي (يعذّب) مضارع منصوب بأن و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ألّا يعذّبهم) في محلّ جرّ ب (في) محذوف متعلّق بما تعلّق به الجار والمجرور في (لهم) أي في الخبر، والتقدير أيّ شيء لهم في انتفاء العذاب.
الواو حاليّة (هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (يصدّون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (عن المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون)، (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله الواو عاطفة (ما) نافية (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ... والواو ضمر اسم كان (أولياء) خبر كان منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (إن) حرف نفي (أولياء) مبتدأ مرفوع والهاء مثل المتقدّم (إلّا) أداة حصر (المتّقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مثل يصدّون.
وجملة: (ما لهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعذّبهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (هم يصدّون) في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (يعذّبهم).
وجملة: (يصدّون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة: (ما كانوا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: (إن أولياؤه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: (لكنّ أكثرهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أولياؤه.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر لكنّ.
.إعراب الآية رقم (35):
{وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص (صلاة) اسم كان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الصلاة، (البيت) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (مكاء) خبر كان منصوب الواو عاطفة (تصدية) معطوفة على مكاء منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب الباء حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه (تكفرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (ما كان صلاتهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذوقوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه طبيعة صلاتكم فذوقوا...
وجملة: (كنتم تكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تكفرون) في محلّ نصب خبر كنتم.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ذوقوا).
الصرف:
(المكاء)، مصدر سماعيّ لفعل مكا يمكو بمعنى صفّر، وزنه فعال بضمّ الفاء، وهو خاضع لضابط تقريبي لأن الفعل يدلّ على صوت فجاء المصدر كبكاء وصراخ. والهمزة منقلبة عن واو لأن مضارعه يمكو فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة قلبت همزة.
(التصدية)، مصدر قياسي لفعل صدّى يصدّي وزنه تفعله، وأصله تصديّ- بكسر الدال وتشديد الياء- استثقلت الشدّة على الياء فحذفت لام الفعل وبقيت ياء تفعيل- أو حذفت ياء تفعيل وبقيت لام الفعل- واستعيض من المحذوف تاء مربوطة فأصبح تصدية، والتصدية التصفيق.
الفوائد:
1- كان العرب في الجاهلية يطوفون بالكعبة عراة، رجالا في النهار، ونساء في الليل، مشبكين أصابعهم بعضها إلى بعض، يصفرون فيها، ثم يصفقون. ويزعمون أن هذه هي الصلاة. فندد الله بعملهم هذا، ووصف ما يصدر عنهم من صياح وضجيج وتصفيق بالتصدية، مبالغة في الكفر وضياع المسعى.
.إعراب الآية رقم (36):{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (ينفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أموال) مفعول به منصوب (وهم) ضمير مضاف إليه اللام للتعليل (يصدّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه الفاء استئنافيّة السين حرف استقبال (ينفقون) مثل الأول و(ها) ضمير مفعول به (ثمّ) حرف عطف (تكون) مضارع مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هي (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حسرة) وهو خبر تكون منصوب (ثمّ) حرف عطف (يغلبون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل الواو عاطفة (الذين) مبتدأ (كفروا) مثل الأول (إلى جهنّم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحشرون) وعلامة الجرّ الفتحة (يحشرون) مثل يغلبون. والمصدر المؤوّل (أن يصدّوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ينفقون).
جملة: (إنّ الذين كفروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ينفقون...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يصدّوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (سينفقونها) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تكون.. حسرة) لا محلّ لها معطوفة على جملة سينفقونها.
وجملة: (يغلبون) لا محلّ لها معطوفة على جملة تكون...
وجملة: (الذين كفروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين كفروا.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يحشرون) في محلّ رفع محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الصرف:
(حسرة) صدر مرّة من حسر على الشيء يحسر باب تعب، وزنه فعلة بفتح الفاء، أو هو مصدر الفعل الثلاثيّ السماعيّ، وثمّة مصدر آخر هو حسرة بفتحتين، أو هو اسم مصدر لفعل تحسّر الخماسيّ.
.إعراب الآية رقم (37):
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (37)}.
الإعراب:
اللام للتعليل (يميز) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الخبيث) مفعول به منصوب (من الطّيب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يميز).
والمصدر المؤوّل (أن يميز) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يحشرون) أو ب (يغلبون) في الآية السابقة... و(الخبيث) بمعنى الكافر و(الطّيب) بمعنى المؤمن.
الواو عاطفة (يجعل) مضارع منصوب معطوف على (يميز)، والفاعل هو (الخبيث) مثل الأول (بعض) بدل من الخبيث- بعض من كلّ- والهاء ضمير مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق بالمفعول الثاني لفعل جعل، الفاء عاطفة (يركم) مثل يجعل ومعطوف عليه الهاء ضمير مفعول به (جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في (يركمه)، الفاء عاطفة (يجعله) مثل يركمه (في جهنّم) مثل الى جهنّم ومتعلّق ب (يجعل)، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ... والكاف للخطاب (هم) ضمير فصل، (الخاسرون) خبر المبتدأ أولئك، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (يميز اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يجعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يميز اللّه.
وجملة: (يركمه) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: (يجعله) لا محلّ لها معطوفة على جملة يركمه.
وجملة: (أولئك... الخاسرون) لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
.إعراب الآيات (38- 40):
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت اللام حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (قل)، (كفروا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف شرط جازم (ينتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل (يغفر) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم جواب الشرط اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (قد) حرف تحقيق (سلف) فعل ماض والفاعل هو وهو العائد الواو عاطفة (إن يعودوا) مثل إن ينتهوا ومعطوفة عليه الفاء تعليليّة (قد مضت) مثل قد سلف، والبناء على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث (سنّة) فاعل مرفوع (الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إن ينتهوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يغفر لهم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (قد سلف) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إن يعودوا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة إن ينتهوا.
وجملة: (قد مضت سنّة...) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن يعودوا ننتقم منهم لأنه قد مضت سنّة الأولين.
الواو عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (حتّى) حرف غاية وجرّ (لا) نافية (تكون) مضارع تامّ منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (فتنة) فاعل تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ألّا تكون فتنة) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قاتلوهم).
الواو عاطفة (يكون الدين) مثل تكون فتنة ومعطوف عليه (كلّ) توكيد للدين مرفوع مثله والهاء ضمير مضاف إليه (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين، الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (انتهوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل، الفاء تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدري (يعملون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل (بصير) خبر إنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بصير).
وجملة: (قاتلوهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل للذين...
وجملة: (لا تكون فتنة...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يكون الدين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (إن انتهوا) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف تقديره جازاهم اللّه.
وجملة: (إنّ اللّه...) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر.
وجملة: (يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الواو عاطفة (إن تولّوا) مثل إن انتهوا الفاء تعليليّة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ اللّه مولى) مثل إنّ اللّه بصير و(كم) ضمير مضاف إليه (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (المولى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف... والمخصوص بالمدح محذوف تقديره اللّه الواو عاطفة (نعم النصير) مثل نعم المولى.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه مولاكم) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
وجملة: (إن تولّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن انتهوا.
وجملة: (اعلموا...) لا محلّ لها تعليل للجواب المحذوف أي إن تولّوا فلا تخشوا بأسهم لأنّ اللّه مولاكم... أو الجملة جواب الشرط في محلّ جزم.
وجملة: (نعم المولى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نعم النصير) لا محلّ لها معطوفة على جملة نعم المولى.
الصرف:
(سنّة)، اسم بمعنى الطريقة أو السيرة أو الشريعة وزنه فعلة بضم فسكون وعينه ولامه من حرف واحد.
(مضت) فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الفعل لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة وزنة فعت.

الجزء العاشر:
.إعراب الآيات (41- 42):
{وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اعلموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- واسمه ضمير الشأن محذوف (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، (غنمتم) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(تم) ضمير فاعل (من شيء) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول غنمتم.
والمصدر المؤوّل (أنّ ما غنمتم...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
الفاء رابطة لجواب الشرط (أنّ) مثل الأول، (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أنّ (خمس) اسم أنّ منصوب والهاء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنّ للّه خمسة...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره حكمه أي حكمه كون الخمس للّه.
الواو عاطفة في خمسة المواضع الآتية (الرسول، ذي، اليتامى، المساكين، ابن) ألفاظ معطوفة على لفظ الجلالة بإعادة الجارّ في الرسول وذي... وعلامة الجرّ في ذي الياء وفي اليتامى الكسرة المقدرة على الألف، (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (السبيل) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقض- ناسخ- مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير اسم كان (آمنتم) مثل غنمتم (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنتم)، الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة (أنزلنا) فعل ماض وفاعله (على عبد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلنا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أنزلنا)، (الفرقان) مضاف إليه مجرور (يوم) ظرف بدل من الأول منصوب (التقى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الجمعان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف الواو اعتراضيّة- أو استئنافيّة- (اللّه) مبتدأ مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: (اعلموا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (غنمتم من شيء) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (حكمه) أنّ للّه خمسة) في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة: (كنتم آمنتم باللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف تقديره فاعلموا، أو فامتثلوا...
وجملة: (آمنتم...) في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: (أنزلنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (التقى الجمعان) في محلّ جر بإضافة (يوم) إليها.
وجملة: (اللّه... قدير) لا محلّ لها استئنافيّة.
(إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من كلمة يوم، (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بالعدوة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف (الدنيا) نعت للعدوة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (هم بالعدوة القصوى) مثل أنتم بالعدوة الدنيا الواو عاطفة (الركب) مبتدأ مرفوع (أسفل) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أسفل). الواو استئنافيّة (لو) شرط غير جازم (تواعدتم) مثل غنمتم اللام رابطة لجواب لو (اختلفتم) مثل غنمتم (في الميعاد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اختلفتم)، الواو عاطفة (لكن) حرف للاستدراك اللام للتعليل (يقضي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أمرا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يقضي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف تقديره جمعكم.
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مفعولا) خبر كان منصوب (ليهلك) مثل ليقضي (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (هلك) فعل ماض، والفاعل هو (عن بيّنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهلك)، الواو عاطفة (يحيا) مضارع منصوب معطوف على يهلك وعلامة النصب والفتحة المقدّرة على الألف (من حيّ عن بيّنة) مثل من هلك عن بيّنة، والجارّ متعلّق ب (يحيا).
والمصدر المؤوّل (أن يهلك) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مفعولا).
والمصدر المؤوّل (أن يحيا) في محلّ جرّ باللام المقدّرة متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل أن يهلك فهو معطوف عليه.
الواو استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب اللام المزحلقة للتوكيد (سميع) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (أنتم بالعدوة...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هم بالعدوة القصوى) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم بالعدوة.
وجملة: (الركب أسفل...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنتم بالعدوة.
وجملة: (تواعدتم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اختلفتم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يقضي اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كان مفعولا) في محلّ نصب نعت ل (أمرا).
وجملة: (يهلك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (هلك...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (يحيا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يهلك.
وجملة: (حيّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (إنّ اللّه لسميع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أنّ ما) رسمت في المصحف موصولة وكان حقّها الفصل، وقد ثبت فصلها في بعض المصاحف.
(خمس)، اسم للجزء من خمسة أجزاء، وزنه فعل بضمّتين، جمعه أخماس على وزن أفعال.
(العدوة)، اسم بمعنى جانب الوادي أو حافّته، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين.
(القصوى)، مؤنّث أقصى، والواو فيه أصليّة، ولفظه خارج عن أصل القياس، إذ قياس الاستعمال أن يكون قصيا لأنّه صفة كدنيا وعليا..
وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم والصفة، وزنه فعلى بضمّ فسكون، وأقصى وزنه أفعل، وأصله أقصو، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(الركب)، اسم جمع وقيل جمع راكب في المعنى لا في اللفظ لأننا نقول في تصغيره ركيب. وزنه فعل بفتح فسكون.
(الميعاد)، مصدر ميميّ- غير قياسيّ- بمعنى المواعدة، وأصله موعاد، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء ففيه إعلال بالقلب.
البلاغة:
1- فن الاستدراك: في قوله تعالى: (وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا) حيث بين اللّه سبحانه وتعالى أن غلبتهم في مثل هذه الحال ليست إلا صنعا من اللّه سبحانه، ودليلا على أن ذلك أمر لم يتيسر إلا بحوله وقوته وباهر قدرته، وذلك أن العدوة القصوى التي أناخ بها المشركون كان فيها الماء، وكانت أرضا لا بأس بها. ولا ماء بالعدوة الدنيا وهي رخوة ذات حجرة تسوخ فيها الأرجل.
2- الاستعارة: في قوله تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)
حيث أستعير الهلاك والحياة للكفر والإسلام، أي ليصدر كفر من كفر عن وضوح بينة، لا عن مخالجة شبهة، حتى لا تبقى له على اللّه حجة، ويصدر إسلام من أسلم أيضا من يقين وعلم بأنه دين الحق الذي يجب الدخول فيه والتمسك به.
الفوائد:
ورد في هذه الآية الكريمة بيان لتقسيم الغنائم، فهي خمسة أخماس: للّه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
اختلف العلماء هل الغنيمة والفيء شيء واحد؟ أم هما يختلفان. والصحيح أنهما مختلفان. فالفيء ما أخذ من أموال الكفار بغير إيجاف خيل ولا ركاب. والغنيمة، ما أخذ من أموالهم على سبيل القهر، فذكر سبحانه وتعالى في هذه الآية حكم الغنيمة فهي خمسة أخماس...
1- للّه: وقد ذكر أكثر المفسرين والفقهاء أن للّه افتتاح كلام على سبيل التبرك.
وقال العلماء: سهم اللّه وسهم رسوله واحد.
والغنيمة تقسم خمسة أخماس، أربعة أخماسها لمن قاتل وأحرزها، والخمس الباقي لخمسة أصناف ذكرهم اللّه تعالى.
وسهم اللّه ورسوله في حياته يقسمه فيما يرى من المصالح، أما بعد وفاته فهو لمصالح المسلمين وما فيه قوة الإسلام. وهذا قول الشافعي وأحمد.
2- وَلِذِي الْقُرْبى: يعني وأن سهما من خمس الخمس لذوي القربى، وهم أقارب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وهم بنو هاشم وبنو المطلب، حسب قول الإمام الشافعي، مستندا لحديث في صحيح البخاري.
3- اليتامى: وهم الأطفال الصغار من المسلمين لا أب لهم.
4- المساكين: وهم أهل الفاقة والحاجة من المسلمين.
5- ابن السبيل: هو المسافر البعيد عن ماله، فيعطى من خمس الخمس مع الحاجة إليه. هذا تقسيم الخمس، أما باقي الغنيمة فيعطى للمقاتلين: للفارس ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم له، ويعطى الراجل سهما واحدا. هذا قول أكثر أهل العلم ومنهم الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وابن المبارك وأحمد واسحق، وقال أبو حنيفة: يعطى للفارس سهمان وللراجل سهم.
تقديم الخبر على المبتدأ:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (فإن للّه خمسه) والملاحظ أن اسم إن تأخر وتقدم خبرها الذي هو شبه جملة (شبه الجملة تعني الظرف أو الجار والمجرور) وعلى هذا فإننا نعرب (للّه) جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره مستقر أو استقر ونعرب خمسه اسم إن مؤخر. وتكميلا للفائدة فإننا سنعرض الحالات التي يتقدم فيها الخبر على المبتدأ وجوبا وهي:
1- إذا كان المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة كقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ).
2- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر كقولنا (في الدار ساكنها) وذلك كي لا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.
3- إذا كان الخبر من أسماء الصدارة كأسماء الاستفهام كقوله تعالى: (أَيْنَ الْمَفَرُّ؟).
4- إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ كقولنا: ما شاعر إلا أنت فقد قصرنا المخاطب على صفة الشاعرية التي لا ينازعه بها أحد.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ