مناهج التفسير : التفسير التحليلى
وهو بيان الآيات القرآنية بالتعرض لجميع نواحيها، والكشف عن كل مراميها: وذلك بأن يمضي المفسر في شرحه للقرآن الكريم مع النظم القرآني على ما هو موجود في المصحفة آية آية. وسورة سورة، متتبعاً معاني المفردات للألفاظ في شرحها، ذاكراً ما تضمنته من المعاني في جملها، وما ترمي إليه في تراكيبها، منقباً عن المناسبات بين مفاصلها ، ذاكراً وجه الربط بين مقاصدها، مستعيناً على الوصول إلى ما تهدف إليه، وتدل عليه، بذكر أسباب النزول، وما نقل عن الرسول في ذلك، أو عن الصحابة، والتابعين، مازجاً ذلك تارة بما تستنبطه قريحته، وتمليه عليه ثقافته، وتارة بالأبحاث اللغوية إلى غير ذلك من المباحث المعينة على خدمة وفهم النص الشريف.
وذلك النوع من التفسير يختلف فيه أصحابه بين مطنبين وموجزين، كما يختلفون في منهجهم، ويتنوعون في مشربهم
وذلك النوع من التفسير يختلف فيه أصحابه بين مطنبين وموجزين، كما يختلفون في منهجهم، ويتنوعون في مشربهم
أنواع التفسير التحليلى
• التفسير بالمأثور.
• التفسير بالرأي.
• التفسير الصوفي.
• التفسير الفقهي.
• التفسير الفلسفي.
• التفسير العلمي.
• التفسير الأدبي الإجتماعي.
• التفسير بالمأثور.
• التفسير بالرأي.
• التفسير الصوفي.
• التفسير الفقهي.
• التفسير الفلسفي.
• التفسير العلمي.
• التفسير الأدبي الإجتماعي.
أولا التفسير بالمأثور
يطلق التفسير بالمأثور على:
ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته.
وما نقل عن الرسول في التفسير الذي كان يبين به لبعض أصحابه ما أشكل عليهم.
وما نقل عن الصحابة الذين تكلموا في تفسير القرآن باجتهادهم.
وما نقل عمن تصدى للتفسير من التابعين مما أضافوه باجتهادهم نتيجة الغموض الذي تزايد على الناس في بعض معاني القرآن كلما بعدوا عن عصر النبي وأصحابه( 1).
وقد مر التفسير بالمأثور بمرحتلين:
الأولى: المرحلة الشفهية، وتسمى المرحلة الروائية وفي هذه المرحلة كان الصحابي ينقله عن رسول الله ، وينقله الصحابي عن الصحابي، والتابعي عن الصحابي، نقلاً أميناً دقيقاً واعياً بالإسناد حتى كانت المرحلة التالية.
الثانية: مرحلة التدوين وفيها: سجل ما صح نقله من التفسير بالمأثور خلال المرحلة الأولى، وكان ذلك يوجد في كتب الحديث أول الأمر، حتى أصبح علماً قائماً بنفسه ـ كما قدمنا ـ وكتبت في التفسير كتب مستقلة روت التفسير بالمأثور، مروياً بالإسناد إلى رسول الله ، وإلى الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، ولم يكن في هذه الكتب شيء من التفسير بالمأثور، اللهم إلا ابن جرير، فإنه ذكر الأقوال ثم وجهها، ورجح بعضها على بعض، وزاد على ذلك الإعراب إن دعت إليه حاجة، واستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآيات القرآنية( 2).
ثم جد بعد هذا أقوام دونوا التفسير المأثور بدون أن يذكروا أسانيدهم في ذلك، وأكثروا من نقل الأقوال في تفاسيرهم بدون تفرقة بين الصحيح والعليل؛ مما جعل الناظر في هذه الكتب لا يركن لما جاء فيها، لجواز أن يكون من قبيل الموضوع المختلق، وهو كثير في التفسير( 3) ولكن ـ والحمد لله ـ كشفت الدراسات الجادة عن كثير من هذه الروايات المختلفة.
ومن الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور:
جامع البيان في تفسير القرآن الكريم لابن جرير الطبري ت310 هـ.
معالم التنزيل للبغوي ت516هـ.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت 774هـ.
الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ت 911هـ.
============================
(1 ) دكتور: أحمد السيد الكومي التفسير الموضوعي ص5.
(2 ) دكتور: محمد حسين الذهبي التفسير والمفسرون 1/152.
(3 ) نفس المرجع 1/142.
ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته.
وما نقل عن الرسول في التفسير الذي كان يبين به لبعض أصحابه ما أشكل عليهم.
وما نقل عن الصحابة الذين تكلموا في تفسير القرآن باجتهادهم.
وما نقل عمن تصدى للتفسير من التابعين مما أضافوه باجتهادهم نتيجة الغموض الذي تزايد على الناس في بعض معاني القرآن كلما بعدوا عن عصر النبي وأصحابه( 1).
وقد مر التفسير بالمأثور بمرحتلين:
الأولى: المرحلة الشفهية، وتسمى المرحلة الروائية وفي هذه المرحلة كان الصحابي ينقله عن رسول الله ، وينقله الصحابي عن الصحابي، والتابعي عن الصحابي، نقلاً أميناً دقيقاً واعياً بالإسناد حتى كانت المرحلة التالية.
الثانية: مرحلة التدوين وفيها: سجل ما صح نقله من التفسير بالمأثور خلال المرحلة الأولى، وكان ذلك يوجد في كتب الحديث أول الأمر، حتى أصبح علماً قائماً بنفسه ـ كما قدمنا ـ وكتبت في التفسير كتب مستقلة روت التفسير بالمأثور، مروياً بالإسناد إلى رسول الله ، وإلى الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، ولم يكن في هذه الكتب شيء من التفسير بالمأثور، اللهم إلا ابن جرير، فإنه ذكر الأقوال ثم وجهها، ورجح بعضها على بعض، وزاد على ذلك الإعراب إن دعت إليه حاجة، واستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآيات القرآنية( 2).
ثم جد بعد هذا أقوام دونوا التفسير المأثور بدون أن يذكروا أسانيدهم في ذلك، وأكثروا من نقل الأقوال في تفاسيرهم بدون تفرقة بين الصحيح والعليل؛ مما جعل الناظر في هذه الكتب لا يركن لما جاء فيها، لجواز أن يكون من قبيل الموضوع المختلق، وهو كثير في التفسير( 3) ولكن ـ والحمد لله ـ كشفت الدراسات الجادة عن كثير من هذه الروايات المختلفة.
ومن الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور:
جامع البيان في تفسير القرآن الكريم لابن جرير الطبري ت310 هـ.
معالم التنزيل للبغوي ت516هـ.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت 774هـ.
الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ت 911هـ.
============================
(1 ) دكتور: أحمد السيد الكومي التفسير الموضوعي ص5.
(2 ) دكتور: محمد حسين الذهبي التفسير والمفسرون 1/152.
(3 ) نفس المرجع 1/142.
ثانيا التفسير بالرأى
وهو عبارة عن تفسير القرآن بالإجتهاد، بعد معرفة المفسر لكلام العرب، ومناحيهم في القول، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالاتها، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي، وووقوفه على أسباب النزول، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن الكريم، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاجها المفسر( 1)، وقد سبق ذكرها عند الكلام على شروط المفسر.
سبب ظهور هذا النوع من التفسير:
لما كان عصر تفتح المعارف الإسلامية، وازدهار ألوانها، وتفوق العلماء في فنونها، وتعددت التآليف، وتكاثرت التفاسير وتنوعت واصطبغت بفنون أصحابها؛ إذ نحا كل مفسر نحواً يغاير الآخر، فمن باحث عن الوجوه البلاغية كالإمام الزمخشري، إلى مفصل للأحكام كالإمام القرطبي، إلى ذاكر بدائع لغوية، وتراكيب تأخذ بالألباب كالإمام أبي السعود، إلى متحدث عن القراءات ووجوهها كالإمام النيسابوري والإمام النسفي، إلى متعرض للمذاهب الكلامية والفلسفية كالإمام الرازي .. إلى غير ذلك، على خلاف بين موسوعاتهم في التفسير، ومختصراتهم فيه.
وعلة ذلك: أن العالم منهم بجانب كونه مفسراً، كان فقيهاً، أو لغوياً، أو فيلسوفاً أو عالماً بالفلك، أو الطب، أو علم الكلام.
وظهرت هذه الإنطباعات الشخصية في تفاسيرهم، حتى إذا ما جاءت آية قرآنية لها صلة بما له به علم صب فيها معارفه، وربما صال معها وجال بدرجة يترك معها التفسير جانباً( 2).
ومن هنا: نشأت مدارس التفسير المختلفة ـ كما سنرى ـ إلى جانب مدرسة التفسير بالمأثور التي سبق ذكرها.
المقبول من التفسير بالرأي، والمردود منه:
ويقبل في التفسير، ما توافرت له شروطه على الوجه السابق، ومادام المفسر قد تجنب فيه خمسة أمور:
1- التهجم على مراد الله تعالى من كلامه، دون توافر شروط المفسر له.
2- الخوض فيما استأثر الله تعالى بعلمه.
3- السير مع الهوى والإستحسان.
4- التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلاً والتفسير تابعاً، فيركب لذلك الأخطاء.
5- التفسير مع القطع بأن مراد الله تعالى كذا وكذا من غير دليل( 3).
وما دام المفسر قد تجنب هذه الأمور الخمسة، مخلصاً نيته لله تعالى، متقرباً إليه بعمله: كان تفسيره مقبولاً، ورأيه فيه معقولاً.
وإلا: فهو صاحب بدعة، وتفسيره مذموم، وغير مقبول(4 ).
ومن الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي المقبول:
مفاتيح الغيب للفخر الرازي ت 606هـ.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ت 691هـ.
مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي ت701هـ.
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن ت 741هـ.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود ت 982هـ.
=====================================
( 1) التفسير والمفسرون 1/265
( 2) دكتور أحمد كمال المهدي. آيات القسم في القرآن الكريم ص 4.
( 3)دكتور محمد حسين الذهبي. المرجع السابق 1/275.
( 4) نفس المرجع 1/363.
سبب ظهور هذا النوع من التفسير:
لما كان عصر تفتح المعارف الإسلامية، وازدهار ألوانها، وتفوق العلماء في فنونها، وتعددت التآليف، وتكاثرت التفاسير وتنوعت واصطبغت بفنون أصحابها؛ إذ نحا كل مفسر نحواً يغاير الآخر، فمن باحث عن الوجوه البلاغية كالإمام الزمخشري، إلى مفصل للأحكام كالإمام القرطبي، إلى ذاكر بدائع لغوية، وتراكيب تأخذ بالألباب كالإمام أبي السعود، إلى متحدث عن القراءات ووجوهها كالإمام النيسابوري والإمام النسفي، إلى متعرض للمذاهب الكلامية والفلسفية كالإمام الرازي .. إلى غير ذلك، على خلاف بين موسوعاتهم في التفسير، ومختصراتهم فيه.
وعلة ذلك: أن العالم منهم بجانب كونه مفسراً، كان فقيهاً، أو لغوياً، أو فيلسوفاً أو عالماً بالفلك، أو الطب، أو علم الكلام.
وظهرت هذه الإنطباعات الشخصية في تفاسيرهم، حتى إذا ما جاءت آية قرآنية لها صلة بما له به علم صب فيها معارفه، وربما صال معها وجال بدرجة يترك معها التفسير جانباً( 2).
ومن هنا: نشأت مدارس التفسير المختلفة ـ كما سنرى ـ إلى جانب مدرسة التفسير بالمأثور التي سبق ذكرها.
المقبول من التفسير بالرأي، والمردود منه:
ويقبل في التفسير، ما توافرت له شروطه على الوجه السابق، ومادام المفسر قد تجنب فيه خمسة أمور:
1- التهجم على مراد الله تعالى من كلامه، دون توافر شروط المفسر له.
2- الخوض فيما استأثر الله تعالى بعلمه.
3- السير مع الهوى والإستحسان.
4- التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلاً والتفسير تابعاً، فيركب لذلك الأخطاء.
5- التفسير مع القطع بأن مراد الله تعالى كذا وكذا من غير دليل( 3).
وما دام المفسر قد تجنب هذه الأمور الخمسة، مخلصاً نيته لله تعالى، متقرباً إليه بعمله: كان تفسيره مقبولاً، ورأيه فيه معقولاً.
وإلا: فهو صاحب بدعة، وتفسيره مذموم، وغير مقبول(4 ).
ومن الكتب المؤلفة في التفسير بالرأي المقبول:
مفاتيح الغيب للفخر الرازي ت 606هـ.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ت 691هـ.
مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي ت701هـ.
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن ت 741هـ.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود ت 982هـ.
=====================================
( 1) التفسير والمفسرون 1/265
( 2) دكتور أحمد كمال المهدي. آيات القسم في القرآن الكريم ص 4.
( 3)دكتور محمد حسين الذهبي. المرجع السابق 1/275.
( 4) نفس المرجع 1/363.
ثالثا التفسير الصوفى
ومع اتساع الثقافة وإزدهارها وتنوع العلوم وتشعبها تطور التصوف واتخذ على يد أصحابه ناحيتين كان لهما أثرهما في تفسير القرآن الكريم.
(أ) التصوف النظري:
وقد وجد من أصحاب هذه النزعة التي تقوم على البحث والدراسة من نظر إلى القرآن نظرة تتمشى مع نظرياتهم، وتتفق مع تعاليمهم، ويحاول جاهداً أن يجد في القرآن ما يشهد لنظرياته وتعاليمه، فتراه من أجل هذا يتعسف في فهمه للآيات القرآنية ويشرحها شرحاً يخرج بها عن ظاهرها الذي يؤيده الشرع، وتشهد له اللغة.
وهذا التفسير مرفوض إلا في حدود ضيقة جداً( 1).
ويقول الدكتور الذهبي: ولم نسمع بأن أحداً ألف في التفسير الصوفي النظري كتاباً خاصاً يتتبع القرآن آية آية، كما ألف مثل ذلك بالنسبة للتفسير الإشاري، وكل ما وجدناه من ذلك هو نصوص متفرقة اشتمل عليها التفسير المنسوب إلى ابن العربي، وكتاب "الفتوحات المكية" وكتاب "الفصوص" له ـ أيضاً ـ كما يوجد بعض من ذلك في كثير من كتب التفسير المختلفة المشارب.
(ب) التصوف العملي:
وهو التصوف الذي يقوم على التقشف والزهد والتفاني في طاعة الله تعالى( 2).
وأصحاب هذا الإتجاه يسمى تفسيرهم للقرآن، التفسير الإشاري.
وهو: تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التوفيق بينها وبين الظاهر المراد (3 ).
وليس هذا النوع من التفسير بالأمر الجديد في إبراز معاني القرآن الكريم، بل هو معروف من لدن نزوله على رسول الله ، أشار إليه القرآن( 4) ونبه عليه الرسول عليه الصلاة والسلام(5 )، وعرفه الصحابة رضوان الله عليهم، وقالوا به(6 ) ومن هنا ندرك أن هذا الموضوع ـ مثل التفسير بالمأثور ـ قديم.
وهذا التفسير مقبول إذا توافرت له من الشروط:
أولاً: أن لا يكون منافياً للظاهر من النظم القرآني.
ثانياً: أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
ثالثاً: أن لا يكون له معارض شرعي أو عقلي.
رابعاً: أن لا يدعي صاحبه أن هذا التفسير هو المراد وحده دون الظاهر، بل لابد من الإعتراف بالمعنى الظاهر أولاً( 7).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع من التفسير(8 ).
تفسير القرآن العظيم للتستري ت 283هـ.
حقائق التفسير للسلمي ت412هـ.
عرائس البيان في حقائق القرآن للشيرازي ت606هـ.
=============================
( 1) انظر: التفسير والمفسرون 3/16.
( 2) نفس المرجع 3/5.
( 3) نفس المرجع 3/18.
( 4) في قوله تعالى فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا النساء 78.
( 5 ) في الحديث "لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع".
( 6) انظر الموضوع بتوسع في التفسير والمفسرون 3/19.
( 7) التفسير والمفسرون 3/43.
( 8) أنظر: نفس المرجع جـ3.
(أ) التصوف النظري:
وقد وجد من أصحاب هذه النزعة التي تقوم على البحث والدراسة من نظر إلى القرآن نظرة تتمشى مع نظرياتهم، وتتفق مع تعاليمهم، ويحاول جاهداً أن يجد في القرآن ما يشهد لنظرياته وتعاليمه، فتراه من أجل هذا يتعسف في فهمه للآيات القرآنية ويشرحها شرحاً يخرج بها عن ظاهرها الذي يؤيده الشرع، وتشهد له اللغة.
وهذا التفسير مرفوض إلا في حدود ضيقة جداً( 1).
ويقول الدكتور الذهبي: ولم نسمع بأن أحداً ألف في التفسير الصوفي النظري كتاباً خاصاً يتتبع القرآن آية آية، كما ألف مثل ذلك بالنسبة للتفسير الإشاري، وكل ما وجدناه من ذلك هو نصوص متفرقة اشتمل عليها التفسير المنسوب إلى ابن العربي، وكتاب "الفتوحات المكية" وكتاب "الفصوص" له ـ أيضاً ـ كما يوجد بعض من ذلك في كثير من كتب التفسير المختلفة المشارب.
(ب) التصوف العملي:
وهو التصوف الذي يقوم على التقشف والزهد والتفاني في طاعة الله تعالى( 2).
وأصحاب هذا الإتجاه يسمى تفسيرهم للقرآن، التفسير الإشاري.
وهو: تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التوفيق بينها وبين الظاهر المراد (3 ).
وليس هذا النوع من التفسير بالأمر الجديد في إبراز معاني القرآن الكريم، بل هو معروف من لدن نزوله على رسول الله ، أشار إليه القرآن( 4) ونبه عليه الرسول عليه الصلاة والسلام(5 )، وعرفه الصحابة رضوان الله عليهم، وقالوا به(6 ) ومن هنا ندرك أن هذا الموضوع ـ مثل التفسير بالمأثور ـ قديم.
وهذا التفسير مقبول إذا توافرت له من الشروط:
أولاً: أن لا يكون منافياً للظاهر من النظم القرآني.
ثانياً: أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
ثالثاً: أن لا يكون له معارض شرعي أو عقلي.
رابعاً: أن لا يدعي صاحبه أن هذا التفسير هو المراد وحده دون الظاهر، بل لابد من الإعتراف بالمعنى الظاهر أولاً( 7).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع من التفسير(8 ).
تفسير القرآن العظيم للتستري ت 283هـ.
حقائق التفسير للسلمي ت412هـ.
عرائس البيان في حقائق القرآن للشيرازي ت606هـ.
=============================
( 1) انظر: التفسير والمفسرون 3/16.
( 2) نفس المرجع 3/5.
( 3) نفس المرجع 3/18.
( 4) في قوله تعالى فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا النساء 78.
( 5 ) في الحديث "لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع".
( 6) انظر الموضوع بتوسع في التفسير والمفسرون 3/19.
( 7) التفسير والمفسرون 3/43.
( 8) أنظر: نفس المرجع جـ3.
رابعا التفسير الفقهى
ومع ميلاد التفسير بالمأثور: ولد التفسير الفقهي، ونقلا معاً، دون تفرقة أو تمييز بينهما، وذلك أن الصحابة ـ كما قدمنا كان كلما أشكل ـ أو غمض عليهم من القرآن حكم، رجعوا فيه إلى النبي فيجيبهم، وإجابته هذه تعتبر من قبيل التفسير بالمأثور،كما أنها تعتبرمن قبيل التفسير الفقهي، وبعد وفاته كان الصحابة يهرعون فيما يجد لهم من الأقضية إلى القرآن، يستنبطون منه الأحكام الشرعية، وكان اجتهادهم هذا يعتبر من التفسير الفقهي. وهكذا في عصر التابعين.
وظل التفسير الفقهي ينمو ويزدهر مع تقدم الإجتهاد، وحصيلته تكثر وتتناقل بعيداً عن الأهواء والأغراض، من مبدأ نزول القرآن إلى وقت قيام المذاهب المختلفة.
وفي عهد ظهور المذاهب الأربعة وغيرها، جدت حوادث كثيرة للمسلمين لم يسبق لمن تقدمهم حكم عليها؛ لأنها لم تكن على عهدهم فأخذ كل إمام ينظر إلى هذه الحوادث تحت ضوء القرآن والسنة وغيرهما من مصادر التشريع، ثم يحكم عليها بالحكم الذي ينقدح في ذهنه، ويعتقد أنه هو الحق الذي يقوم على الأدلة والبراهين( 1).
ثم خلف لأصحاب هذه المذاهب أتباع كان منهم المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات القرآنية من خلال مذهبه، فينزل هذه الآيات على ما يوافق مذهبه..
وكان منهم غير المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات نظرة خالية من الهوى المذهبي، فينزلونها على حسب ما يظهر لهم، وينقدح في ذهنهم( 2).
فنجد أن لأهل السنة، تفسيراً فقهياً متنوعاً بدأ نظيفاً من التعصب، ثم لم يلبث أن تلوث به.
وللظاهرية: تفسير فقهي يقوم على الوقوف عند ظهور القرآن دون أن يحيد عنها.
وللخوارج تفسير فقهي يخصهم.
وللشيعة: تفسير فقهي يخالفون به من عداهم.
وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية، حتى تشهد له، أو لا تعارضه على الأقل؛ مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها.
والتفسير الفقهي: نجده منبثاً خلال الكتب الفقهية لأصحاب المذاهب المختلفة، كما أننا نجد أن كثيراً من العلماء ألفوا ـ بعد عصر التدوين ـ على اختلاف مذاهبهم في التفسير الفقهي( 3).
ومن الكتب المؤلفة فيه:
أحكام القرآن للجصاص ت370هـ.
أحكام القرآن لابن العربي ت 543هـ.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت671هـ.
================================
(1 ) التفسير والمفسرون 3/99.
(2 ) نفس المرجع 3/101.
(3 ) نفس المرجع ونفس الصفحات.
وفي عهد ظهور المذاهب الأربعة وغيرها، جدت حوادث كثيرة للمسلمين لم يسبق لمن تقدمهم حكم عليها؛ لأنها لم تكن على عهدهم فأخذ كل إمام ينظر إلى هذه الحوادث تحت ضوء القرآن والسنة وغيرهما من مصادر التشريع، ثم يحكم عليها بالحكم الذي ينقدح في ذهنه، ويعتقد أنه هو الحق الذي يقوم على الأدلة والبراهين( ).
ثم خلف لأصحاب هذه المذاهب أتباع كان منهم المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات القرآنية من خلال مذهبه، فينزل هذه الآيات على ما يوافق مذهبه..
وكان منهم غير المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات نظرة خالية من الهوى المذهبي، فينزلونها على حسب ما يظهر لهم، وينقدح في ذهنهم( ).
فنجد أن لأهل السنة، تفسيراً فقهياً متنوعاً بدأ نظيفاً من التعصب، ثم لم يلبث أن تلوث به.
وللظاهرية: تفسير فقهي يقوم على الوقوف عند ظهور القرآن دون أن يحيد عنها.
وللخوارج تفسير فقهي يخصهم.
وللشيعة: تفسير فقهي يخالفون به من عداهم.
وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية، حتى تشهد له، أو لا تعارضه على الأقل؛ مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها.
والتفسير الفقهي: نجده منبثاً خلال الكتب الفقهية لأصحاب المذاهب المختلفة، كما أننا نجد أن كثيراً من العلماء ألفوا ـ بعد عصر التدوين ـ على اختلاف مذاهبهم في التفسير الفقهي( ).
ومن الكتب المؤلفة فيه:
أحكام القرآن للجصاص ت370هـ.
أحكام القرآن لابن العربي ت 543هـ.
وظل التفسير الفقهي ينمو ويزدهر مع تقدم الإجتهاد، وحصيلته تكثر وتتناقل بعيداً عن الأهواء والأغراض، من مبدأ نزول القرآن إلى وقت قيام المذاهب المختلفة.
وفي عهد ظهور المذاهب الأربعة وغيرها، جدت حوادث كثيرة للمسلمين لم يسبق لمن تقدمهم حكم عليها؛ لأنها لم تكن على عهدهم فأخذ كل إمام ينظر إلى هذه الحوادث تحت ضوء القرآن والسنة وغيرهما من مصادر التشريع، ثم يحكم عليها بالحكم الذي ينقدح في ذهنه، ويعتقد أنه هو الحق الذي يقوم على الأدلة والبراهين( 1).
ثم خلف لأصحاب هذه المذاهب أتباع كان منهم المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات القرآنية من خلال مذهبه، فينزل هذه الآيات على ما يوافق مذهبه..
وكان منهم غير المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات نظرة خالية من الهوى المذهبي، فينزلونها على حسب ما يظهر لهم، وينقدح في ذهنهم( 2).
فنجد أن لأهل السنة، تفسيراً فقهياً متنوعاً بدأ نظيفاً من التعصب، ثم لم يلبث أن تلوث به.
وللظاهرية: تفسير فقهي يقوم على الوقوف عند ظهور القرآن دون أن يحيد عنها.
وللخوارج تفسير فقهي يخصهم.
وللشيعة: تفسير فقهي يخالفون به من عداهم.
وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية، حتى تشهد له، أو لا تعارضه على الأقل؛ مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها.
والتفسير الفقهي: نجده منبثاً خلال الكتب الفقهية لأصحاب المذاهب المختلفة، كما أننا نجد أن كثيراً من العلماء ألفوا ـ بعد عصر التدوين ـ على اختلاف مذاهبهم في التفسير الفقهي( 3).
ومن الكتب المؤلفة فيه:
أحكام القرآن للجصاص ت370هـ.
أحكام القرآن لابن العربي ت 543هـ.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت671هـ.
================================
(1 ) التفسير والمفسرون 3/99.
(2 ) نفس المرجع 3/101.
(3 ) نفس المرجع ونفس الصفحات.
وفي عهد ظهور المذاهب الأربعة وغيرها، جدت حوادث كثيرة للمسلمين لم يسبق لمن تقدمهم حكم عليها؛ لأنها لم تكن على عهدهم فأخذ كل إمام ينظر إلى هذه الحوادث تحت ضوء القرآن والسنة وغيرهما من مصادر التشريع، ثم يحكم عليها بالحكم الذي ينقدح في ذهنه، ويعتقد أنه هو الحق الذي يقوم على الأدلة والبراهين( ).
ثم خلف لأصحاب هذه المذاهب أتباع كان منهم المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات القرآنية من خلال مذهبه، فينزل هذه الآيات على ما يوافق مذهبه..
وكان منهم غير المتعصب الذي كان ينظر إلى الآيات نظرة خالية من الهوى المذهبي، فينزلونها على حسب ما يظهر لهم، وينقدح في ذهنهم( ).
فنجد أن لأهل السنة، تفسيراً فقهياً متنوعاً بدأ نظيفاً من التعصب، ثم لم يلبث أن تلوث به.
وللظاهرية: تفسير فقهي يقوم على الوقوف عند ظهور القرآن دون أن يحيد عنها.
وللخوارج تفسير فقهي يخصهم.
وللشيعة: تفسير فقهي يخالفون به من عداهم.
وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية، حتى تشهد له، أو لا تعارضه على الأقل؛ مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها.
والتفسير الفقهي: نجده منبثاً خلال الكتب الفقهية لأصحاب المذاهب المختلفة، كما أننا نجد أن كثيراً من العلماء ألفوا ـ بعد عصر التدوين ـ على اختلاف مذاهبهم في التفسير الفقهي( ).
ومن الكتب المؤلفة فيه:
أحكام القرآن للجصاص ت370هـ.
أحكام القرآن لابن العربي ت 543هـ.
خامسا التفسير الفلسفى
سبق أن ذكرنا أن السبب في تنوع كتب التفسير كان تفتح الثقافة وازدهار دوحتها وتشعب فروعها، ونذكر الآن أنه في هذه الأثناء: نشطت حركة الترجمة في عهد العباسيين، وفتحت كنوز المعرفة، وترجمت كتبها المتنوعة، ومن هذه الكتب كتب الفلسفة.
التي قرأها المسلمون فأصبحوا حيالها فريقين:
(أ) فريق لم يتقبلها؛ لأنه وجدها تتعارض مع الدين، فكرس حياته للرد عليها وتنفير الناس منها.
وكان على رأس هؤلاء الإمام الغزالي، والفخر الرازي، الذي تعرض في تفسيره لنظريات الفلاسفة التي تبدو في نظره متعارضة مع الدين، ومع القرآن على الأخص، فردها وأبطلها بمقدار ما أسعفته الحجة وانقاد له الدليل( ).
(ب) وفريق أعجب بها إلى حد كبير، رغم ما فيها من نظريات تبدو متعارضة مع نصوص الشرع القويم وتعاليمه، التي لا يلحقها الشك ولا تحوم حولها الشبهة.
وعمل هذا الفريق على التوفيق بين الفلسفة والدين وإزالة تعارضهما، ولكنهم لم يصلوا في توفيقاتهم هذه إلا إلى حلول وسطى( ). كما أن شروحهم لآيات القرآن الكريم: شروح تقوم على نظريات فلسفية بحته، لا يمكن أن يتحملها النص القرآني بحل من الأحوال( ).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع:
من كتب الفريق الأول:
مفاتيح الغيب للفخر الرازي ت606هـ.
وأما بالنسبة للفريق الثاني:
فيقول الدكتور الذهبي: "لم نسمع أن فيلسوفاً من هؤلاء الفلاسفة الذين تحكمت الفلسفة في عقولهم ألف لنا تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، وكل ما وجدناه لهم في ذلك لا يعدو بعض أفهام قرآنية مفرقة في كتبهم التي ألفوها في الفلسفة( ).
==========================
(1 ) التفسير والمفسرون3/83 بتصرف.
(2 ) نفس المرجع 3/84.
(3 ) نفس المرجع 3/90.
(4 ) نفس المرجع 3/90.
التي قرأها المسلمون فأصبحوا حيالها فريقين:
(أ) فريق لم يتقبلها؛ لأنه وجدها تتعارض مع الدين، فكرس حياته للرد عليها وتنفير الناس منها.
وكان على رأس هؤلاء الإمام الغزالي، والفخر الرازي، الذي تعرض في تفسيره لنظريات الفلاسفة التي تبدو في نظره متعارضة مع الدين، ومع القرآن على الأخص، فردها وأبطلها بمقدار ما أسعفته الحجة وانقاد له الدليل( ).
(ب) وفريق أعجب بها إلى حد كبير، رغم ما فيها من نظريات تبدو متعارضة مع نصوص الشرع القويم وتعاليمه، التي لا يلحقها الشك ولا تحوم حولها الشبهة.
وعمل هذا الفريق على التوفيق بين الفلسفة والدين وإزالة تعارضهما، ولكنهم لم يصلوا في توفيقاتهم هذه إلا إلى حلول وسطى( ). كما أن شروحهم لآيات القرآن الكريم: شروح تقوم على نظريات فلسفية بحته، لا يمكن أن يتحملها النص القرآني بحل من الأحوال( ).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع:
من كتب الفريق الأول:
مفاتيح الغيب للفخر الرازي ت606هـ.
وأما بالنسبة للفريق الثاني:
فيقول الدكتور الذهبي: "لم نسمع أن فيلسوفاً من هؤلاء الفلاسفة الذين تحكمت الفلسفة في عقولهم ألف لنا تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، وكل ما وجدناه لهم في ذلك لا يعدو بعض أفهام قرآنية مفرقة في كتبهم التي ألفوها في الفلسفة( ).
==========================
(1 ) التفسير والمفسرون3/83 بتصرف.
(2 ) نفس المرجع 3/84.
(3 ) نفس المرجع 3/90.
(4 ) نفس المرجع 3/90.
سادسا التفسير العلمى
التفسير العلمي( 1):
(أ) تمهيد:
لقد كانت دعوة القرآن دعوة علمية، قائمة على تحرير العقول من الأوهام وإطلاق عقال الفكر، وحثه على النظر في صحف الكون، فهو سبحانه وتعالى كما حثنا على النظر في صحفه المسطورة، حثنا على النظر في صحفه المنظورة؛ لذلك نرى الكثير من آيات القرآن تنتهي بمثل قوله تعالى:
قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وبقوله: لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وبقوله لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وإن ما تنطوي عليه الآيات الكونية من معان دقيقة ليدل على أنها:
موجهة إلى أهل النظر والبحث بصفة خاصة، وأنهم هم المقصدون بأمر كشفها ومعرفتها؛ لأنهم يملكون بعلمهم وسيلة معرفتها دون سواهم، كما لا يملك معرفة بلاغة الكلام إلا البلغاء، ولا يميز الجوهر الثمين من غيره إلا الخبراء( 2).
ولما أدرك أجلة العلماء هذه الحقيقة، قام بعضهم بتفسير الآيات الكونية، على مقتضى أصول اللغة وغريبها، وعلى قدر ما توفر لديهم من العلم، ونتاج البحث في الكائنات.
ولكنهم على الرغم من ذلك: قد اقتصروا في تفسير الآيات الكونية على إيضاح كل آية في موضوعها من الكتاب العزيز منفصلة عن باقي الآيات التي تشاركها في الموضوع( 3).
ومن العلماء الذين تحمسوا لهذا اللون من التفسير في القديم:
الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير.
والإمام الغزالي في إحياء علوم الدين وجواهر القرآن.
والإمام السيوطي في الإتقان.
وفي عصورنا الحديثة: بالرغم من رفض بعض العلماء ـ كما سنرى ـ لهذا اللون من التفسير، نجد المؤلفات بدأت تظهر فيه، وأنه قد لقى من عناية كثير من الباحثين والمتخصصين الشيء الكثير.
(ب) موقف بعض العلماء ـ المعاصرين ـ من هذا التفسير.
وهذا النوع من التفسير: لا يحظى بقبول بعض العلماء.
فهم يرون: أن هذه نظرة للقرآن خاطئة؛ لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون، وأنواع المعارف، وخاطئة كذلك؛ لأنها تحمل أصحابها والمقرين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز، ولا يسيغه الذوق السليم.
ولو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة؛ لعرضناه للتقلب معها وتحمل تبعات الخطأ فيها، ولأوفقنا أنفسنا بذلك موقفاً حرجاً في الدفاع عنه.
وما علينا: إلا أن ندع للقرآن عظمته وجلالته، ولنحفظ عليه قدسيته ومهابته، ولنعلم أن ما تضمنه من الإشارة إلى أسرار الخلق، وظواهر الطبيعة: إنما هو لقصد الحث على التأمل والبحث والنظر؛ ليزداد الناس إيماناً مع إيمانهم.
وحسبنا أن القرآن لم يصادم ـ ولن يصادم ـ حقيقة من حقائق العلوم تطمئن إليها العقول( 4).
وليعلم أصحاب هذه الفكرة: أن القرآن غني عن أن يعتز بمثل هذا التكلف الذي لا شك يخرج به عن هدفه الإنساني الإجتماعي، في إصلاح الحياة ورياضة النفس، والرجوع بها إلى الله تعالى( 5).
والذي حمل العلماء على أن يقفوا من التفسير العلمي هذا الموقف، عوامل شتى: أهمها ـ في رأي الأستاذ حنفي أحمد ـ وراثة العقيدة التي كانت ولا تزال سائدة في الأذهان بأن القرآن رسالة هداية وإرشاد لا شأن لها بأصول العلوم الكونية، وأن حديثه عن الكائنات لا يحتاج في فهمه إلا لمجرد التعقل والخبرة العادية، وقد زاد من رواسخ هذه العقيدة الموروثة في أذهان أهل العلم والمتعلمين رؤيتهم هذا الحديث مفرق الأجزاء بين السور والآيات المختلفة على غير ما هو معروف ومألوف لديهم في تصنيف الكتب العلمية فظنوا بذلك أنه لا علاقة ولا رابطة بين أجزاء هذا الحديث في الموضوع الواحد.
ولقد استبعد أهل العلم والفكر وجود علم مفصل عن الكائنات في القرآن فغاب عنهم بسبب ذلك مفتاح طريق البحث فيه، ألا وهو جمع آياته المتفرقة وتبويبها حسب موضوعاتها ثم بحثها بحثاً كاملاً( 6).
ولهذه الأسباب: كان طبيعياً ألا يفكر المتخصصون في العلم الحديث من المسلمين في النظر والبحث في القرآن، وألا يظهر لهم بحوث فيه، وكان طبيعياً أن تتسرب إلى أذهان المثقفين عامة بالعلم الحديث من المسلمين عقيدة الإفرنج بأن الكتب المنزلة جميعاً لا تحوي علماً دقيقاً بالكائنات، وأن تتصور هذه العقيدة في أذهانهم كما صورت في أذهان الإفرنج أن العلم والدين ضدان لا يجتمعان.
لذلك: انصرف جمهور المتعلمين من المسلمين عن مطالعة كتابهم العزيز وعن التدبر فيه؛ لأنه في ظنهم ليس فيه من العلم الذي تثقفوا به ما يجذبهم إليه أو يحبب إليهم البحث فيه.
ثم زاد في انصرافهم هذا: ما رأوه للأسف عن عدم الإهتمام بأمر التثقيف والتهذيب الديني بجانب التثقيف بالعلم الحديث في معاهد التعليم العام والعالي، تثقيفاً يربي العقيدة الصحيحة ويخلق الشخصية القوية.
وما شاهدوه ـ أيضاً ـ من مخالفة كثير من القوانين ونظم الإجتماع في البلدان الإسلامية مخالفة صريحة لتشريعات الدين باسم السير مع عجلة الزمان وعدم التخلف عن ركب المدنية، باعتدال أو بغير اعتدال( 7).
(جـ) موقف الباحثين الملمين منه:
وبالرغم من هذه الموانع وهذه العوائق، وهذا التحفظ: وجد من قام في مضمار التفسير العلمي بجهود طيبة بذلها بعض أفاضل علمائنا المعاصرين في مكنون معاني الآيات الكونية أمثال:
الأستاذ الدكتور محمد أحمد الغمراوي( 8)، الذي بحث في كتابه "سنن الله الكونية" كثيراً من الآيات التي تشير إلى الظواهر الجوية بحثاً مستفيضاً وسائغاً.
والأستاذ الدكتور عبد العزيز إسماعيل الذي فسر فيه كتابه "الإسلام والطب الحديث" بعض الآيات الكونية تفسيراً علمياً أظهر به وجه الإعجاز فيها.
والمرحوم الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره الواسع للقرآن الذي أفاض وأسهب فيه، وبين كثيراً من العلوم المختلفة التي تشير إليها الآيات الكونية، لو لا أنه ـ رحمه الله ـ قد زاد في هذا البيان، حتى جاوز حدود معاني الآيات ولم يحاول الجمع بينها، فخفى بذلك كثير من حقيقة ومقدار العلم المنزل فيها.
والمرحوم أحمد مختار الغازي الذي ألف كتاباً أسماه "رياض المختار" تناول فيه بحث الآيات الكونية في القرآن، وبحثه على جلال قدره كان محدداً وقاصراً على ناحية من نواحي العلم الحديث( 9).
والأستاذ حنفي أحمد في كتابه "التفسير العلمي للآيات الكونية" في القرآن الكريم.
(د) وختاماً فالذي نراه في موضوع التفسير العلمي:
أنه ـ أولاً ـ نوع من التفسير الموضوعي الذي اتجه البحث بجدية إليه في عصرنا الحاضر، وحكم البحث فيه على هذا هو حكم البحث في التفسير الموضوعي.
وثانياً: أن التفسير العلمي يكون مقبولاً وسائغاً، إذا لم يكن فيه إكراه للآيات، وقسر لألفاظها، وتعسف في استخراج المعاني العلمية منها، وكان إثبات معاني الآيات وفق مقتضيات اللغة ومتواتر المنقول عن غرائبها مع الأخذ بظاهر المعنى ما لم يمنع منه مانع من العقل أو النقل، وفي حدود المعان المحتملة للألفاظ والآيات دون نقص أو زيادة.
وكان التفسير على سبيل الإستئناس والتأييد للنظرية العلمية، وليس على أن النظرية تحمل معها التأييد لهذا التفسير أو ذاك، وإلا كان قطعاً بمراد الله، وفي هذا تعريض لأخطار لا يمكننا الدفاع عنها، إذ أن العلم لا يعرف الثبات والإستقرار؛ فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات، فيجدر بنا أن ننبه من أول الأمر على أن القرآن في عليائه بعيد عن هذه التغيرات والتقلبات.
فإذا ما كان كذلك: كانت دراسة الجوانب العلمية في القرآن الكريم كطريق للهداية، وكأسلوب للتفاهم مع من لا يجدون سواه، أمراً ضرورياً تحتمله الظروف، وتتطلبه طرائق العصر وأساليبه.
وإذا كان التفسير على غير هذا فهو مرفوض شكلاً وموضوعاً.
================================
( 1) توسعنا في الحديث عن هذا النوع بعض الشيء لعلاقته الوثيقة بالتفسير الموضوعي
( 2) التفسير العلمي ص 2.
( 3) نفس المرجع ص 32.
( 4) تفسير القرآن ص 14.
( 5) التفسير والمفسرون 3/160.
( 6) وهو نفس منهج التفسير الموضوعي كما سنراه قريباً.
( 7) التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم للأستاذ حنفي أحمد ص4 وما بعدها.
( 8) الدكتور الغمراوي كان عميداً بكلية الصيدلة سابقاً، وقد انتدب لتدريس الآيات الكونية لطلبة الدراسات العليا بكلية أصول الدين فترة قبل وفاته رحمه الله.
( 9) الأستاذ حنفي أحمد: المرجع السابق ص 3.
(أ) تمهيد:
لقد كانت دعوة القرآن دعوة علمية، قائمة على تحرير العقول من الأوهام وإطلاق عقال الفكر، وحثه على النظر في صحف الكون، فهو سبحانه وتعالى كما حثنا على النظر في صحفه المسطورة، حثنا على النظر في صحفه المنظورة؛ لذلك نرى الكثير من آيات القرآن تنتهي بمثل قوله تعالى:
قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وبقوله: لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وبقوله لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وإن ما تنطوي عليه الآيات الكونية من معان دقيقة ليدل على أنها:
موجهة إلى أهل النظر والبحث بصفة خاصة، وأنهم هم المقصدون بأمر كشفها ومعرفتها؛ لأنهم يملكون بعلمهم وسيلة معرفتها دون سواهم، كما لا يملك معرفة بلاغة الكلام إلا البلغاء، ولا يميز الجوهر الثمين من غيره إلا الخبراء( 2).
ولما أدرك أجلة العلماء هذه الحقيقة، قام بعضهم بتفسير الآيات الكونية، على مقتضى أصول اللغة وغريبها، وعلى قدر ما توفر لديهم من العلم، ونتاج البحث في الكائنات.
ولكنهم على الرغم من ذلك: قد اقتصروا في تفسير الآيات الكونية على إيضاح كل آية في موضوعها من الكتاب العزيز منفصلة عن باقي الآيات التي تشاركها في الموضوع( 3).
ومن العلماء الذين تحمسوا لهذا اللون من التفسير في القديم:
الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير.
والإمام الغزالي في إحياء علوم الدين وجواهر القرآن.
والإمام السيوطي في الإتقان.
وفي عصورنا الحديثة: بالرغم من رفض بعض العلماء ـ كما سنرى ـ لهذا اللون من التفسير، نجد المؤلفات بدأت تظهر فيه، وأنه قد لقى من عناية كثير من الباحثين والمتخصصين الشيء الكثير.
(ب) موقف بعض العلماء ـ المعاصرين ـ من هذا التفسير.
وهذا النوع من التفسير: لا يحظى بقبول بعض العلماء.
فهم يرون: أن هذه نظرة للقرآن خاطئة؛ لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون، وأنواع المعارف، وخاطئة كذلك؛ لأنها تحمل أصحابها والمقرين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز، ولا يسيغه الذوق السليم.
ولو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة؛ لعرضناه للتقلب معها وتحمل تبعات الخطأ فيها، ولأوفقنا أنفسنا بذلك موقفاً حرجاً في الدفاع عنه.
وما علينا: إلا أن ندع للقرآن عظمته وجلالته، ولنحفظ عليه قدسيته ومهابته، ولنعلم أن ما تضمنه من الإشارة إلى أسرار الخلق، وظواهر الطبيعة: إنما هو لقصد الحث على التأمل والبحث والنظر؛ ليزداد الناس إيماناً مع إيمانهم.
وحسبنا أن القرآن لم يصادم ـ ولن يصادم ـ حقيقة من حقائق العلوم تطمئن إليها العقول( 4).
وليعلم أصحاب هذه الفكرة: أن القرآن غني عن أن يعتز بمثل هذا التكلف الذي لا شك يخرج به عن هدفه الإنساني الإجتماعي، في إصلاح الحياة ورياضة النفس، والرجوع بها إلى الله تعالى( 5).
والذي حمل العلماء على أن يقفوا من التفسير العلمي هذا الموقف، عوامل شتى: أهمها ـ في رأي الأستاذ حنفي أحمد ـ وراثة العقيدة التي كانت ولا تزال سائدة في الأذهان بأن القرآن رسالة هداية وإرشاد لا شأن لها بأصول العلوم الكونية، وأن حديثه عن الكائنات لا يحتاج في فهمه إلا لمجرد التعقل والخبرة العادية، وقد زاد من رواسخ هذه العقيدة الموروثة في أذهان أهل العلم والمتعلمين رؤيتهم هذا الحديث مفرق الأجزاء بين السور والآيات المختلفة على غير ما هو معروف ومألوف لديهم في تصنيف الكتب العلمية فظنوا بذلك أنه لا علاقة ولا رابطة بين أجزاء هذا الحديث في الموضوع الواحد.
ولقد استبعد أهل العلم والفكر وجود علم مفصل عن الكائنات في القرآن فغاب عنهم بسبب ذلك مفتاح طريق البحث فيه، ألا وهو جمع آياته المتفرقة وتبويبها حسب موضوعاتها ثم بحثها بحثاً كاملاً( 6).
ولهذه الأسباب: كان طبيعياً ألا يفكر المتخصصون في العلم الحديث من المسلمين في النظر والبحث في القرآن، وألا يظهر لهم بحوث فيه، وكان طبيعياً أن تتسرب إلى أذهان المثقفين عامة بالعلم الحديث من المسلمين عقيدة الإفرنج بأن الكتب المنزلة جميعاً لا تحوي علماً دقيقاً بالكائنات، وأن تتصور هذه العقيدة في أذهانهم كما صورت في أذهان الإفرنج أن العلم والدين ضدان لا يجتمعان.
لذلك: انصرف جمهور المتعلمين من المسلمين عن مطالعة كتابهم العزيز وعن التدبر فيه؛ لأنه في ظنهم ليس فيه من العلم الذي تثقفوا به ما يجذبهم إليه أو يحبب إليهم البحث فيه.
ثم زاد في انصرافهم هذا: ما رأوه للأسف عن عدم الإهتمام بأمر التثقيف والتهذيب الديني بجانب التثقيف بالعلم الحديث في معاهد التعليم العام والعالي، تثقيفاً يربي العقيدة الصحيحة ويخلق الشخصية القوية.
وما شاهدوه ـ أيضاً ـ من مخالفة كثير من القوانين ونظم الإجتماع في البلدان الإسلامية مخالفة صريحة لتشريعات الدين باسم السير مع عجلة الزمان وعدم التخلف عن ركب المدنية، باعتدال أو بغير اعتدال( 7).
(جـ) موقف الباحثين الملمين منه:
وبالرغم من هذه الموانع وهذه العوائق، وهذا التحفظ: وجد من قام في مضمار التفسير العلمي بجهود طيبة بذلها بعض أفاضل علمائنا المعاصرين في مكنون معاني الآيات الكونية أمثال:
الأستاذ الدكتور محمد أحمد الغمراوي( 8)، الذي بحث في كتابه "سنن الله الكونية" كثيراً من الآيات التي تشير إلى الظواهر الجوية بحثاً مستفيضاً وسائغاً.
والأستاذ الدكتور عبد العزيز إسماعيل الذي فسر فيه كتابه "الإسلام والطب الحديث" بعض الآيات الكونية تفسيراً علمياً أظهر به وجه الإعجاز فيها.
والمرحوم الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره الواسع للقرآن الذي أفاض وأسهب فيه، وبين كثيراً من العلوم المختلفة التي تشير إليها الآيات الكونية، لو لا أنه ـ رحمه الله ـ قد زاد في هذا البيان، حتى جاوز حدود معاني الآيات ولم يحاول الجمع بينها، فخفى بذلك كثير من حقيقة ومقدار العلم المنزل فيها.
والمرحوم أحمد مختار الغازي الذي ألف كتاباً أسماه "رياض المختار" تناول فيه بحث الآيات الكونية في القرآن، وبحثه على جلال قدره كان محدداً وقاصراً على ناحية من نواحي العلم الحديث( 9).
والأستاذ حنفي أحمد في كتابه "التفسير العلمي للآيات الكونية" في القرآن الكريم.
(د) وختاماً فالذي نراه في موضوع التفسير العلمي:
أنه ـ أولاً ـ نوع من التفسير الموضوعي الذي اتجه البحث بجدية إليه في عصرنا الحاضر، وحكم البحث فيه على هذا هو حكم البحث في التفسير الموضوعي.
وثانياً: أن التفسير العلمي يكون مقبولاً وسائغاً، إذا لم يكن فيه إكراه للآيات، وقسر لألفاظها، وتعسف في استخراج المعاني العلمية منها، وكان إثبات معاني الآيات وفق مقتضيات اللغة ومتواتر المنقول عن غرائبها مع الأخذ بظاهر المعنى ما لم يمنع منه مانع من العقل أو النقل، وفي حدود المعان المحتملة للألفاظ والآيات دون نقص أو زيادة.
وكان التفسير على سبيل الإستئناس والتأييد للنظرية العلمية، وليس على أن النظرية تحمل معها التأييد لهذا التفسير أو ذاك، وإلا كان قطعاً بمراد الله، وفي هذا تعريض لأخطار لا يمكننا الدفاع عنها، إذ أن العلم لا يعرف الثبات والإستقرار؛ فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات، فيجدر بنا أن ننبه من أول الأمر على أن القرآن في عليائه بعيد عن هذه التغيرات والتقلبات.
فإذا ما كان كذلك: كانت دراسة الجوانب العلمية في القرآن الكريم كطريق للهداية، وكأسلوب للتفاهم مع من لا يجدون سواه، أمراً ضرورياً تحتمله الظروف، وتتطلبه طرائق العصر وأساليبه.
وإذا كان التفسير على غير هذا فهو مرفوض شكلاً وموضوعاً.
================================
( 1) توسعنا في الحديث عن هذا النوع بعض الشيء لعلاقته الوثيقة بالتفسير الموضوعي
( 2) التفسير العلمي ص 2.
( 3) نفس المرجع ص 32.
( 4) تفسير القرآن ص 14.
( 5) التفسير والمفسرون 3/160.
( 6) وهو نفس منهج التفسير الموضوعي كما سنراه قريباً.
( 7) التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم للأستاذ حنفي أحمد ص4 وما بعدها.
( 8) الدكتور الغمراوي كان عميداً بكلية الصيدلة سابقاً، وقد انتدب لتدريس الآيات الكونية لطلبة الدراسات العليا بكلية أصول الدين فترة قبل وفاته رحمه الله.
( 9) الأستاذ حنفي أحمد: المرجع السابق ص 3.
سابعا التفسير الأدبى الإجتماعى
ومما تفتق عنه العصر الحديث: نوع من التفسير لم يعد يظهر عليه ذلك الطابع الجاف، الذي يصرف الناس عن هداية القرآن الكريم، وإنما ظهر عليه طابع آخر، وتلون بلون يكاد يكون جديداً وطارئاً على التفسير.
ذلك هو معالجة النصوص القرآنية معالجة تقوم أولاً وقبل كل شيء على إظهار مواضع الدقة في التعبير القرآني، ثم بعد ذلك تصاغ المعاني التي يهدف القرآن إليها في أسلوب شيق أخاذ، ثم يطبق النص القرآني على ما في الكون من سنن الإجتماع، ونظم العمران( 1)، وذلك بعيداً عن التأثر باصطلاحات العلوم والفنون، التي زج بها في التفسير بدون أن يكون في حاجة إليها، ولم تتناول من ذلك إلا بمقدار الحاجة، وعلى حسب الضرورة( 2).
ثم إن هذه المدرسة التي نهجت بالتفسير منهجاً أدبياً اجتماعياً ـ بالرغم من بعض عيوبها ـ كشفت عن بلاغة القرآن وإعجازه، وأوضحت معانيه ومراميه وأزهرت ما فيه من سنن الكون الأعظم، ونظم الإجتماع، وعالجت مشاكل الأمة الإسلامية خاصة، ومشاكل الأمم عامة. بما أرشد إليه القرآن، من هداية وتعاليم جمعت بين خيري الدنيا والآخرة، ووفقت بين القرآن وبين ما أثبته العلم من نظريات صحيحة، وجلت للناس أن القرآن كتاب الله الخالد، الذي يستطيع أن يساير التطور الزمني والبشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ودفعت ما ورد من شبه على القرآن، وفندت ما أثير حوله من شكوك وأوهام، بحجج قوية قذفت بها الباطل فدمغته، فإذا هو زاهق.
كل هذا بأسلوب شيق جذاب يستهوي القارئ، ويستولى على قلبه، ويحبب إليه النظر في كتابه الله، ويرغبه في الوقوف على معانيه وأسراره( 3).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع:
تفسير المنار لرشيد رضا ت 1354هـ.
تفسير المراغي للمراغي ت 1945م.
تفسير القرآن الكريم للشيخ شلتوت.
====================
( 1) التفسير والمفسرون 3/213.
( 2) نفس المرجع 3/215.
( 3) نفس المرجع.
ذلك هو معالجة النصوص القرآنية معالجة تقوم أولاً وقبل كل شيء على إظهار مواضع الدقة في التعبير القرآني، ثم بعد ذلك تصاغ المعاني التي يهدف القرآن إليها في أسلوب شيق أخاذ، ثم يطبق النص القرآني على ما في الكون من سنن الإجتماع، ونظم العمران( 1)، وذلك بعيداً عن التأثر باصطلاحات العلوم والفنون، التي زج بها في التفسير بدون أن يكون في حاجة إليها، ولم تتناول من ذلك إلا بمقدار الحاجة، وعلى حسب الضرورة( 2).
ثم إن هذه المدرسة التي نهجت بالتفسير منهجاً أدبياً اجتماعياً ـ بالرغم من بعض عيوبها ـ كشفت عن بلاغة القرآن وإعجازه، وأوضحت معانيه ومراميه وأزهرت ما فيه من سنن الكون الأعظم، ونظم الإجتماع، وعالجت مشاكل الأمة الإسلامية خاصة، ومشاكل الأمم عامة. بما أرشد إليه القرآن، من هداية وتعاليم جمعت بين خيري الدنيا والآخرة، ووفقت بين القرآن وبين ما أثبته العلم من نظريات صحيحة، وجلت للناس أن القرآن كتاب الله الخالد، الذي يستطيع أن يساير التطور الزمني والبشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ودفعت ما ورد من شبه على القرآن، وفندت ما أثير حوله من شكوك وأوهام، بحجج قوية قذفت بها الباطل فدمغته، فإذا هو زاهق.
كل هذا بأسلوب شيق جذاب يستهوي القارئ، ويستولى على قلبه، ويحبب إليه النظر في كتابه الله، ويرغبه في الوقوف على معانيه وأسراره( 3).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع:
تفسير المنار لرشيد رضا ت 1354هـ.
تفسير المراغي للمراغي ت 1945م.
تفسير القرآن الكريم للشيخ شلتوت.
====================
( 1) التفسير والمفسرون 3/213.
( 2) نفس المرجع 3/215.
( 3) نفس المرجع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ