الشيعة وموقفهم من القرآن
الشيعة فى الأصل ، هم الذين شايعوا عليا وأهل بيته ووالوهم ، وقالوا : إن عليا هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الخلافة حق له ، استحقها بوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى لا تخرج عنه فى حياته ، ولا عن أبنائه بعد وفاته ، وإن خرجت عنهم فذلك يرجع إلى واحد من أمرين :
أحدهما : أن يغتصب غاصب ظالم هذا الحق لنفسه .
ثانيهما : أن يتخلى صاحب الحق عنه فى الظاهر ، تقية منه ، ودرءا للشر عن نفسه وعن أتباعه .
وهذا المذهب الشيعى ، من أقدم المذاهب الإسلامية ، وقد كان مبدأ ظهوره فى آخر عهد عثمان رضى الله عنه ، ثم نما واتسع على عهد على رضى الله عنه ؛ إذ كان كلما اختلط رضى الله عنه بالناس تملكهم العجب، واستولت عليهم الدهشة ، مما يظهر لهم من قوة دينه ، ومكنون علمه ، وعظيم مواهبه ، فاستغل الدعاة كل هذا الإعجاب وأخذوا ينشرون مذهبهم بين الناس .
ثم جاء عصر بنى أمية وفيه وقعت المظالم على العلويين ، ونزلت بهم محن قاسية ، أثارت كامن المحبة لهم ، وحركت دفين الشفقة عليهم ، ورأى الناس فى على وذريته شهداء هذا الظلم الأموى ، فاتسع نطاق هذا المذهب الشيعى وكثر أنصاره . ويظهر لنا أن هذا الحب لعلى وأهل بيته ، وتفضيلهم على من سواهم ، ليس بالأمر الذى جد وحدث بعد عصر الصحابة، بل وجد من الصحابة من كان يحب عليا ويرى أنه أفضل من سائر الصحابة ، وأنه أولى بالخلافة من غيره ، كعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبى ذر الغفارى ، وسلمان الفارسى ، وجابر بن عبد الله .... وغيرهم كثير .
غير أن هذا الحب والتفضيل لم يمنع أصحابه من مبايعة الخلفاء الذين سبقوا عليا رضى الله عنه ؛ لعلمهم أن الأمر شورى بينهم ، وأن صلاح الإسلام والمسلمين لابد له من شمل متحد وكلمة مجموعة ، كما أن الأمر لم يصل بهم إلى القول بالمبدأ الذى تكاد تتفق عليه كلمة الشيعة ، ويرونه قوام مذهبهم وعقيدتهم وهو " أن الإمامة ليست من مصالح العامة التى تفوض إلى نظر الأمة ، ويعين القائم بها بتعيينهم ، بل هى ركن الدين وقاعدة الإسلام ، ولا يجوز للنبى إغفاله ولا تفويضه إلى الأمة ، بل يجب عليه تعيين الإمام لهم ، ويكون معصوما من الكبائر والصغائر ، وأن عليا رضى الله عنه ، هو الذى عينه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه "
لم يكن الشيعة جميعا متفقين فى المذهب ، والعقيدة ، بل تفرقت بهم الأهواء فانقسموا إلى فرق عدة ، يرجع أساس اختلافها وانقسامها إلى عاملين قويين ، كان لهما كل الأثر تقريبا فى تعدد فرق الشيعة وتفرق مذاهبهم :
أولهما : اختلافهم فى المبادئ والتعاليم ، فمنهم من تغالى فى تشيعه وتطرف فيه إلى حد جعله يلقى على الأئمة نوعا من التقديس والتعظيم ، ويرمى كل من خالف عليا وحزبه بالكفر ، ومنهم من اعتدل فى تشيعه فاعتقد أحقية الأئمة بالإمامة وخطأ من خالفهم ، ولكن ليس بالخطأ الذى يصل بصاحبه إلى درجة الكفر.
وثانيهما : الاختلاف فى تعيين الأئمة ، وذلك أنهم اتفقوا جميعا على إمامة على رضى الله عنه ، ثم على إمامة ابنه الحسن من بعده ، ثم على إمامة الحسين من بعد أخيه ، ولما قتل الحسين على عهد يزيد بن معاوية تعددت وجهة نظر الشيعة فيمن يكون الإمام بعد الحسين رضى الله عنه : ففريق يرى أن الخلافة بعد قتل الحسين انتقلت إلى أخيه من أبيه ، محمد بن على ، المعروف بابن الحنفية ، فبايعوه بها .
وفريق ثان : يرى حصر الإمامة فى ولد على من فاطمة ، وقد أصبحت بعد قتل الحسين حقا لأولاد الحسن ؛ لأنه أكبر إخوته فلا يؤثر بها غير أولاده، وهم ينتظرون كبرهم ليبايعوا أرشدهم .
وفريق ثالث : يرى ما يراه الفريق الثانى من حصرها فى ولد على من فاطمة ، غاية الأمر أنه يقول : إن الحسن قد تنازل عنها فسقط حق أولاده فيها ، وبقيت الإمامة حقا لأولاد الحسين الذى قتل من أجلها فهم أولى بالانتظار .
بلغ عدد الفرق التى انقسم إليها الشيعة حدا كبيرا من الكثرة ، منها من تغالى فى تشيعه وتجاوز بمعتقداته حد العقل والإيمان ، ومنها من اعتدل فى تشيعه فلم تبالغ كما بالغ غيرها
أحدهما : أن يغتصب غاصب ظالم هذا الحق لنفسه .
ثانيهما : أن يتخلى صاحب الحق عنه فى الظاهر ، تقية منه ، ودرءا للشر عن نفسه وعن أتباعه .
وهذا المذهب الشيعى ، من أقدم المذاهب الإسلامية ، وقد كان مبدأ ظهوره فى آخر عهد عثمان رضى الله عنه ، ثم نما واتسع على عهد على رضى الله عنه ؛ إذ كان كلما اختلط رضى الله عنه بالناس تملكهم العجب، واستولت عليهم الدهشة ، مما يظهر لهم من قوة دينه ، ومكنون علمه ، وعظيم مواهبه ، فاستغل الدعاة كل هذا الإعجاب وأخذوا ينشرون مذهبهم بين الناس .
ثم جاء عصر بنى أمية وفيه وقعت المظالم على العلويين ، ونزلت بهم محن قاسية ، أثارت كامن المحبة لهم ، وحركت دفين الشفقة عليهم ، ورأى الناس فى على وذريته شهداء هذا الظلم الأموى ، فاتسع نطاق هذا المذهب الشيعى وكثر أنصاره . ويظهر لنا أن هذا الحب لعلى وأهل بيته ، وتفضيلهم على من سواهم ، ليس بالأمر الذى جد وحدث بعد عصر الصحابة، بل وجد من الصحابة من كان يحب عليا ويرى أنه أفضل من سائر الصحابة ، وأنه أولى بالخلافة من غيره ، كعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبى ذر الغفارى ، وسلمان الفارسى ، وجابر بن عبد الله .... وغيرهم كثير .
غير أن هذا الحب والتفضيل لم يمنع أصحابه من مبايعة الخلفاء الذين سبقوا عليا رضى الله عنه ؛ لعلمهم أن الأمر شورى بينهم ، وأن صلاح الإسلام والمسلمين لابد له من شمل متحد وكلمة مجموعة ، كما أن الأمر لم يصل بهم إلى القول بالمبدأ الذى تكاد تتفق عليه كلمة الشيعة ، ويرونه قوام مذهبهم وعقيدتهم وهو " أن الإمامة ليست من مصالح العامة التى تفوض إلى نظر الأمة ، ويعين القائم بها بتعيينهم ، بل هى ركن الدين وقاعدة الإسلام ، ولا يجوز للنبى إغفاله ولا تفويضه إلى الأمة ، بل يجب عليه تعيين الإمام لهم ، ويكون معصوما من الكبائر والصغائر ، وأن عليا رضى الله عنه ، هو الذى عينه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه "
لم يكن الشيعة جميعا متفقين فى المذهب ، والعقيدة ، بل تفرقت بهم الأهواء فانقسموا إلى فرق عدة ، يرجع أساس اختلافها وانقسامها إلى عاملين قويين ، كان لهما كل الأثر تقريبا فى تعدد فرق الشيعة وتفرق مذاهبهم :
أولهما : اختلافهم فى المبادئ والتعاليم ، فمنهم من تغالى فى تشيعه وتطرف فيه إلى حد جعله يلقى على الأئمة نوعا من التقديس والتعظيم ، ويرمى كل من خالف عليا وحزبه بالكفر ، ومنهم من اعتدل فى تشيعه فاعتقد أحقية الأئمة بالإمامة وخطأ من خالفهم ، ولكن ليس بالخطأ الذى يصل بصاحبه إلى درجة الكفر.
وثانيهما : الاختلاف فى تعيين الأئمة ، وذلك أنهم اتفقوا جميعا على إمامة على رضى الله عنه ، ثم على إمامة ابنه الحسن من بعده ، ثم على إمامة الحسين من بعد أخيه ، ولما قتل الحسين على عهد يزيد بن معاوية تعددت وجهة نظر الشيعة فيمن يكون الإمام بعد الحسين رضى الله عنه : ففريق يرى أن الخلافة بعد قتل الحسين انتقلت إلى أخيه من أبيه ، محمد بن على ، المعروف بابن الحنفية ، فبايعوه بها .
وفريق ثان : يرى حصر الإمامة فى ولد على من فاطمة ، وقد أصبحت بعد قتل الحسين حقا لأولاد الحسن ؛ لأنه أكبر إخوته فلا يؤثر بها غير أولاده، وهم ينتظرون كبرهم ليبايعوا أرشدهم .
وفريق ثالث : يرى ما يراه الفريق الثانى من حصرها فى ولد على من فاطمة ، غاية الأمر أنه يقول : إن الحسن قد تنازل عنها فسقط حق أولاده فيها ، وبقيت الإمامة حقا لأولاد الحسين الذى قتل من أجلها فهم أولى بالانتظار .
بلغ عدد الفرق التى انقسم إليها الشيعة حدا كبيرا من الكثرة ، منها من تغالى فى تشيعه وتجاوز بمعتقداته حد العقل والإيمان ، ومنها من اعتدل فى تشيعه فلم تبالغ كما بالغ غيرها
موقف الشيعة -عموماً- من تفسير القرآن الكريم [ونماذج من تأويلاتهم]
إذا نحن أجلنا النظر فى مذهب الشيعة ، وجدنا أصحابه لم يسلموا من التفرق والتحزب والانقسام فى الرأى والعقيدة ، فبينما نجد الغلاة الذين رفعوا عليا إلى مرتبة الآلهة فكفروا ، نجد المعتدلين الذين يرون عليا أفضل من غيره من الصحابة ، وأنه أحق بالولاية وأولى بها من غيره فحسب ؛ ونجد من يقف موقفا وسطا بين هؤلاء وهؤلاء ، فلا هو يؤله عليا ، ولا هو يرى أنه بشر يخطئ ويصيب ، بل يرى أنه معصوم ، وأنه الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منازع ولا مدافع وإن غلب على أمره واغتصبت الولاية منه .
ولم يقف أمر الشيعة عند حد الانقسام إلى حزبين أو ثلاثة ، بل تفرقت بهم الأهواء ـ كما قلنا ـ إلى حد الكثرة فى التحزب ، وكان كل حزب له عقيدة خاصة لا يشاركه فيها غيره ، ورأى خاص لا يقول به سواه .
وكان طبيعيا ـ وكل حزب من هذه الأحزاب يدعى الإسلام ، ويعترف بالقرآن ولو فى الجملة ـ أن يبحث كل عن مستند يستند إليه من القرآن ويحرص كل الحرص على أن يكون القرآن شاهدا له لا عليه ، فما وجده من الآيات القرآنية يمكن أن يكون دليلا على مذهبه تمسك به ، وأخذ فى إقامة مذهبه على دعامة منه ، وما وجده مخالفا لمذهبه حاول بكل ما يستطيع أن يجعله موافقا لا مخالفا ، وإن أدى هذا كله إلى خروج اللفظ القرآنى عن معناه الذى وضع له وسيق من أجله ، وإليك طرفا من تأويلات هؤلاء الغلاة :
من تأويلات السبئية : (1)
فمثلا تجد بعض السبئية يزعم أن عليا فى السحاب ، وعلى هذا يفسرون الرعد بأنه صوت على والبرق بأنه لمعان سوطه أو تبسمه ، ولهذا كان الواحد منهم إذا سمع صوت الرعد يقول : عليك السلام يا أمير المؤمنين.
كذلك نجد زعيم السبئية يزعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيرجع إلى الحياة الدنيا ، وتأول على ذلك قوله تعالى فى الآية (85) من سورة القصص : " إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" .
من تأويلات البيانية :
كذلك نجد بيان ابن سمعان التميمى زعيم البيانية (2) ، يزعم أنه هو المذكور فى القرآن بقوله تعالى فى الآية (138) من سورة آل عمران " هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " ويقول : أنا البيان ، وأنا الهدى والموعظة .
كما نراه يزعم أن الله تعالى رجل من نور ، وأنه يفنى كله غير وجهه ، ويتأول على زعمه هذا قوله تعالى فى الآية (88) من سورة القصص ."كل شئ هالك إلا وجهه " وقوله فى الآيتين (26،27) من سورة الـرحمن "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ... "
من تأويلات المغيرية :
كذلك نجد المغيرة بن سعيد العجلى زعيم المغيرية (3) يقول : إن الله تعالى لما أراد أن يخلق العالم تكلم بالاسم الأعظم ، فطار ذلك الاسم ووقع تاجا على رأسه ، وتأول على ذلك قوله تعالى فى الآية (1) من سورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى " وزعم أن الاسم الأعلى إنما هو ذلك التاج ...
ويزعم المغيرة أيضا ، أن الله تعالى خلق أظلال الناس قبل أجسادهم ، فكان أول ما خلق منها ظل محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فذلك قوله فى الآية (81) من سورة الزخرف " قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" .. قال : ثم أرسل ظل محمد إلى أظلال الناس ، ثم عرض على السموات والجبال أن يمنعن على بن أبى طالب من ظالميه فأبين ذلك ، فعرض على الناس ، فأمر عمر أبا بكر أن يتحمل نصرة على ومنعه من أعدائه ، وأن يغدر به فى الدنيا ، وضمن له أن يعينه على الغدر به ، على شريطة أن يجعل له الخلافة من بعده ، ففعل أبو بكر ذلك ، قال : فذلك تأويل قوله فى الآية (72) من سورة الأحزاب " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " فزعم أن الظلوم والجهول أبو بكر .
وتأول فى عمر قوله تعالى فى الآية (16) من سورة الحشر : " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برئ منك ..." والشيطان عنده عمر (4).
من تأويلات المنصورية :
وكذلك نجد أبا منصور العجلى زعيم المنصورية (5) والمعروف بالكسف ، يزعم أنه عرج به إلى السماء ، وأن الله تعالى مسح بيده على رأسه وقال له : يا بنى بلغ عنى ، ثم أنزله إلى الأرض ، وزعم أنه الكسف الساقط من السماء المذكور فى قوله تعالى فى الآية (44) من سورة الطور: " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " .
وتأولت هذه الطائفة الجنة بأنها رجل أمرنا بموالاته وهو الإمام ، والنار بالضد ، أى رجل أمرنا ببغضه وهو ضد الإمام وخصمه كأبى بكر وعمر ، وتأولوا الفرائض والمحرمات فقالوا : الفرائض أسماء رجال أمرنا بموالاتهم والمحرمات أسماء رجال أمرنا بمعاداتهم .
من تأويلات الخطابية :
كذلك نجد من الخطابية (6) من يتأول الجنة بأنها نعيم الدنيا ، والنار بأنها آلامها .
ووجدنا منهم من يقول إنه لا يؤمن إلا والله تعالى يوحى إليه ، وعلى هذا المعنى كانوا يتأولون قوله تعالى فى الآية (145) من سورة آل عمران : "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " ويقولون : إن معناه بوحى من الله ، ويقولون ، إذا جاز أن يوحى إلى النحل كما ورد فى قوله تعالى فى الآية (68) من سورة النحل: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " لم لا يجوز أن يوحى إلينا"(7)
من تأويلات العبيديين :
كذلك نجد أبا اسحق الشاطبى يذكر لنا عن بعض العلماء : أن عبيد الله الشيعى المسمى بالمهدى ، حين ملك إفريقية واستولى عليها ، كان له صاحبان من كتامة ينتصر بهما على أمره ، وكان أحدهما يسمى بنصر الله ، والآخر يسمى بالفتح فكان يقول لهما : أنتما اللذان ذكركما الله فى كتابه فقال: إذا جاء نصر الله والفتح " . قالوا : وقد كان عمل ذلك فى آيات من كتاب الله تعالى ، فبدل قوله تعالى فى الآية (110) من سورة آل عمران : "كنتم خير أمة أخرجت للناس " بقوله : "كتامة خير أمة أخرجت للناس) .
فأنت ترى أن هؤلاء الغلاة الذين كفروا بما يعتقدون ، يجدون فى صرف اللفظ القرآنى عن معناه الذى سيق له إلى معنى يتفق مع عقيدتهم ، ويتناسب مع أهوائهم ونزعاتهم ، وهم بعملهم هذا يحملون القرآن ما لا يحتمله ، ويقولون على الله بغير علم ولا برهان.
كذلك نجد الإمامية الإثنى عشرية يميلون بالقرآن نحو عقائدهم ، ويلوونه حسب أهوائهم ومذاهبهم ، وهؤلاء ليس لهم فى تفسيرهم المذهبى مستند صحيح يستندون إليه ، ولا دليل سليم يعتمدون عليه ، وإنما هى أوهام نشأت عن سلطان العقيدة الزائفة ، وخرافات صدرت من عقول عشش فيها الباطل وأفرخ ، فكان ما كان من خرافات وترهات !! .
نعم يعتمد الإمامية الإثنا عشرية فى تفسيرهم للقرآن الكريم ونظراتهم إليه ، على أشياء لا تعدو أن تكون من قبيل الأوهام والخرافات التى لا توجد إلا فى عقول أصحابها ، فمن ذلك الذى يعتمدون عليه ما يأتى : (8)
أولا : جمع القرآن الكريم أو تأويله ، وهو كتاب جمع فيه على رضى الله عنه القرآن على ترتيب النزول .
ثانيا : كتاب أملى فيه أمير المؤمنين عليه السلام ستين نوعا من أنواع علوم القرآن ، وذكر لكل نوع مثالا يخصه ، ويعتقدون أنه الأصل لكل من كتب فى أنواع علوم القرآن ، وهم يروون عن على رضى الله عنه هذا الكتاب بطرق عدة ، وهو فى أيديهم إلى اليوم ، ويبلغ ثلاث عشرة ورقة إلا ربعا بالقطع الكبير الكامل ، كل صفحة منها سبعة وعشرون سطرا .
ثالثا : الجامعة وهى كتاب طوله سبعون ذراعا من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط على عليه السلام ، مكتوب على الجلد المسمى بالرق فى عرض الجلد ، جمعت الجلود بعضها ببعض حتى بلغ طولها سبعين ذراعا وعدها من مؤلفات على باعتبار أنه كتبها ورتبها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه ، قالوا : وفيها كل حلال وحرام ، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش فى الخدش .
رابعا : الجفر ، وهو غير الجامعة وفيه يقول ابن خلدون : " واعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون بن سعد العجلى وهو رأس الزيدية ، كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق ، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالاتهم ، على طريق الكرامة والكشف الذى يقع لمثلهم من الأولياء ، وكان مكتوبا عند جعفر فى جلد ثور صغير ، فرواه عنه هارون العجلى ، وكتبه ، وسماه : " الجفر" باسم الجلد الذى كتب فيه (9) ؛ لأن الجفر فى اللغة هو الصغير ، وصار هذا الاسم علما على هذا الكتاب عندهم ، وكان فيه تفسير القرآن وما فى باطنه من غرائب المعانى ، مروية عن جعفر الصادق ، وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه ، وإنما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل ، ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه ، أو من رجال قومه ؛ فهم أهل الكرامات ... " اهـ (1.) .
ويعرف صاحب أعيان الشيعة الجفر بأنه كتاب أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على على رضى الله عنه ، ويذكر فى ذلك أقوالا متضاربة ثم يقول بعد فراغه منها : " الظاهر من الأخبار أن الجفر كتاب فيه العلوم النبوية من حلال ، وحرام ، وأحكام ، وأصول ما يحتاج إليه الناس فى أحكام دينهم وما يصلحهم فى دنياهم ، والإخبار عن بعض الحوادث ، ويمكن أن يكون فيه تفسير بعض المتشابه من القرآن المجيد " ثم ينكر على من يستبعد أن يكون الجفر فيه كل هذه العلوم ، ويتمثل بقول أبى العلاء المعري:
ولم يقف أمر الشيعة عند حد الانقسام إلى حزبين أو ثلاثة ، بل تفرقت بهم الأهواء ـ كما قلنا ـ إلى حد الكثرة فى التحزب ، وكان كل حزب له عقيدة خاصة لا يشاركه فيها غيره ، ورأى خاص لا يقول به سواه .
وكان طبيعيا ـ وكل حزب من هذه الأحزاب يدعى الإسلام ، ويعترف بالقرآن ولو فى الجملة ـ أن يبحث كل عن مستند يستند إليه من القرآن ويحرص كل الحرص على أن يكون القرآن شاهدا له لا عليه ، فما وجده من الآيات القرآنية يمكن أن يكون دليلا على مذهبه تمسك به ، وأخذ فى إقامة مذهبه على دعامة منه ، وما وجده مخالفا لمذهبه حاول بكل ما يستطيع أن يجعله موافقا لا مخالفا ، وإن أدى هذا كله إلى خروج اللفظ القرآنى عن معناه الذى وضع له وسيق من أجله ، وإليك طرفا من تأويلات هؤلاء الغلاة :
من تأويلات السبئية : (1)
فمثلا تجد بعض السبئية يزعم أن عليا فى السحاب ، وعلى هذا يفسرون الرعد بأنه صوت على والبرق بأنه لمعان سوطه أو تبسمه ، ولهذا كان الواحد منهم إذا سمع صوت الرعد يقول : عليك السلام يا أمير المؤمنين.
كذلك نجد زعيم السبئية يزعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيرجع إلى الحياة الدنيا ، وتأول على ذلك قوله تعالى فى الآية (85) من سورة القصص : " إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" .
من تأويلات البيانية :
كذلك نجد بيان ابن سمعان التميمى زعيم البيانية (2) ، يزعم أنه هو المذكور فى القرآن بقوله تعالى فى الآية (138) من سورة آل عمران " هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " ويقول : أنا البيان ، وأنا الهدى والموعظة .
كما نراه يزعم أن الله تعالى رجل من نور ، وأنه يفنى كله غير وجهه ، ويتأول على زعمه هذا قوله تعالى فى الآية (88) من سورة القصص ."كل شئ هالك إلا وجهه " وقوله فى الآيتين (26،27) من سورة الـرحمن "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ... "
من تأويلات المغيرية :
كذلك نجد المغيرة بن سعيد العجلى زعيم المغيرية (3) يقول : إن الله تعالى لما أراد أن يخلق العالم تكلم بالاسم الأعظم ، فطار ذلك الاسم ووقع تاجا على رأسه ، وتأول على ذلك قوله تعالى فى الآية (1) من سورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى " وزعم أن الاسم الأعلى إنما هو ذلك التاج ...
ويزعم المغيرة أيضا ، أن الله تعالى خلق أظلال الناس قبل أجسادهم ، فكان أول ما خلق منها ظل محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فذلك قوله فى الآية (81) من سورة الزخرف " قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" .. قال : ثم أرسل ظل محمد إلى أظلال الناس ، ثم عرض على السموات والجبال أن يمنعن على بن أبى طالب من ظالميه فأبين ذلك ، فعرض على الناس ، فأمر عمر أبا بكر أن يتحمل نصرة على ومنعه من أعدائه ، وأن يغدر به فى الدنيا ، وضمن له أن يعينه على الغدر به ، على شريطة أن يجعل له الخلافة من بعده ، ففعل أبو بكر ذلك ، قال : فذلك تأويل قوله فى الآية (72) من سورة الأحزاب " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " فزعم أن الظلوم والجهول أبو بكر .
وتأول فى عمر قوله تعالى فى الآية (16) من سورة الحشر : " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برئ منك ..." والشيطان عنده عمر (4).
من تأويلات المنصورية :
وكذلك نجد أبا منصور العجلى زعيم المنصورية (5) والمعروف بالكسف ، يزعم أنه عرج به إلى السماء ، وأن الله تعالى مسح بيده على رأسه وقال له : يا بنى بلغ عنى ، ثم أنزله إلى الأرض ، وزعم أنه الكسف الساقط من السماء المذكور فى قوله تعالى فى الآية (44) من سورة الطور: " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " .
وتأولت هذه الطائفة الجنة بأنها رجل أمرنا بموالاته وهو الإمام ، والنار بالضد ، أى رجل أمرنا ببغضه وهو ضد الإمام وخصمه كأبى بكر وعمر ، وتأولوا الفرائض والمحرمات فقالوا : الفرائض أسماء رجال أمرنا بموالاتهم والمحرمات أسماء رجال أمرنا بمعاداتهم .
من تأويلات الخطابية :
كذلك نجد من الخطابية (6) من يتأول الجنة بأنها نعيم الدنيا ، والنار بأنها آلامها .
ووجدنا منهم من يقول إنه لا يؤمن إلا والله تعالى يوحى إليه ، وعلى هذا المعنى كانوا يتأولون قوله تعالى فى الآية (145) من سورة آل عمران : "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " ويقولون : إن معناه بوحى من الله ، ويقولون ، إذا جاز أن يوحى إلى النحل كما ورد فى قوله تعالى فى الآية (68) من سورة النحل: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " لم لا يجوز أن يوحى إلينا"(7)
من تأويلات العبيديين :
كذلك نجد أبا اسحق الشاطبى يذكر لنا عن بعض العلماء : أن عبيد الله الشيعى المسمى بالمهدى ، حين ملك إفريقية واستولى عليها ، كان له صاحبان من كتامة ينتصر بهما على أمره ، وكان أحدهما يسمى بنصر الله ، والآخر يسمى بالفتح فكان يقول لهما : أنتما اللذان ذكركما الله فى كتابه فقال: إذا جاء نصر الله والفتح " . قالوا : وقد كان عمل ذلك فى آيات من كتاب الله تعالى ، فبدل قوله تعالى فى الآية (110) من سورة آل عمران : "كنتم خير أمة أخرجت للناس " بقوله : "كتامة خير أمة أخرجت للناس) .
فأنت ترى أن هؤلاء الغلاة الذين كفروا بما يعتقدون ، يجدون فى صرف اللفظ القرآنى عن معناه الذى سيق له إلى معنى يتفق مع عقيدتهم ، ويتناسب مع أهوائهم ونزعاتهم ، وهم بعملهم هذا يحملون القرآن ما لا يحتمله ، ويقولون على الله بغير علم ولا برهان.
كذلك نجد الإمامية الإثنى عشرية يميلون بالقرآن نحو عقائدهم ، ويلوونه حسب أهوائهم ومذاهبهم ، وهؤلاء ليس لهم فى تفسيرهم المذهبى مستند صحيح يستندون إليه ، ولا دليل سليم يعتمدون عليه ، وإنما هى أوهام نشأت عن سلطان العقيدة الزائفة ، وخرافات صدرت من عقول عشش فيها الباطل وأفرخ ، فكان ما كان من خرافات وترهات !! .
نعم يعتمد الإمامية الإثنا عشرية فى تفسيرهم للقرآن الكريم ونظراتهم إليه ، على أشياء لا تعدو أن تكون من قبيل الأوهام والخرافات التى لا توجد إلا فى عقول أصحابها ، فمن ذلك الذى يعتمدون عليه ما يأتى : (8)
أولا : جمع القرآن الكريم أو تأويله ، وهو كتاب جمع فيه على رضى الله عنه القرآن على ترتيب النزول .
ثانيا : كتاب أملى فيه أمير المؤمنين عليه السلام ستين نوعا من أنواع علوم القرآن ، وذكر لكل نوع مثالا يخصه ، ويعتقدون أنه الأصل لكل من كتب فى أنواع علوم القرآن ، وهم يروون عن على رضى الله عنه هذا الكتاب بطرق عدة ، وهو فى أيديهم إلى اليوم ، ويبلغ ثلاث عشرة ورقة إلا ربعا بالقطع الكبير الكامل ، كل صفحة منها سبعة وعشرون سطرا .
ثالثا : الجامعة وهى كتاب طوله سبعون ذراعا من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط على عليه السلام ، مكتوب على الجلد المسمى بالرق فى عرض الجلد ، جمعت الجلود بعضها ببعض حتى بلغ طولها سبعين ذراعا وعدها من مؤلفات على باعتبار أنه كتبها ورتبها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإملائه ، قالوا : وفيها كل حلال وحرام ، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش فى الخدش .
رابعا : الجفر ، وهو غير الجامعة وفيه يقول ابن خلدون : " واعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون بن سعد العجلى وهو رأس الزيدية ، كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق ، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالاتهم ، على طريق الكرامة والكشف الذى يقع لمثلهم من الأولياء ، وكان مكتوبا عند جعفر فى جلد ثور صغير ، فرواه عنه هارون العجلى ، وكتبه ، وسماه : " الجفر" باسم الجلد الذى كتب فيه (9) ؛ لأن الجفر فى اللغة هو الصغير ، وصار هذا الاسم علما على هذا الكتاب عندهم ، وكان فيه تفسير القرآن وما فى باطنه من غرائب المعانى ، مروية عن جعفر الصادق ، وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه ، وإنما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل ، ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه ، أو من رجال قومه ؛ فهم أهل الكرامات ... " اهـ (1.) .
ويعرف صاحب أعيان الشيعة الجفر بأنه كتاب أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على على رضى الله عنه ، ويذكر فى ذلك أقوالا متضاربة ثم يقول بعد فراغه منها : " الظاهر من الأخبار أن الجفر كتاب فيه العلوم النبوية من حلال ، وحرام ، وأحكام ، وأصول ما يحتاج إليه الناس فى أحكام دينهم وما يصلحهم فى دنياهم ، والإخبار عن بعض الحوادث ، ويمكن أن يكون فيه تفسير بعض المتشابه من القرآن المجيد " ثم ينكر على من يستبعد أن يكون الجفر فيه كل هذه العلوم ، ويتمثل بقول أبى العلاء المعري:
خامسا : مصحف فاطمة ، جاء فى البصائر : " أن أبا عبد الله سأله بعض الأصحاب عن مصحف فاطمة ، فقال : إنكم تبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وسبعين يوما ، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبريل يأتيها ويحسن عزاءها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها فى ذريتها ، وكان على عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة " .
هذه هى أهم الأشياء التى يستند إليها الأمامية الإثنا عشرية فى تفسيرهم لكتاب الله تعالى ، وهى كلها أوهام وأباطيل لا ثبوت لها إلا فى عقول الشيعة ... وكيف يكون سائغا ومقبولا أن ينبنى تفسير القرآن وفهم معانيه على أوهام وأباطيل ؟؟ لهذا نرى العلامة ابن قتيبة يشدد النكير على الشيعة فى تفسيرهم لكتاب الله تعالى .
وهم أكثر أهل البدع اقترافا ونحلا ، فمنهم قوم يقال لهم البيانية ، ينسبون إلى رجل يقال له بيان ، قال لهم : إلى أشار الله تعالى إذ قال " هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين " .
وهم أول من قال بخلق القرِآن ، ومنهم المنصورية ، أصحاب أبى منصور الكسف ، وكان قال لأصحابه : فى نزل قوله " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا " ومنهم الخناقون والشداخون ومنهم الغرابية ، وهم الذين ذكروا أن عليا رضى الله عنه كان أشبه بالنبى صلى الله عليه وسلم من الغراب بالغراب ، فتغلط جبريل عليه السلام حيث بعث إلى على لشبهه به .
قال أبو محمد : ولا نعلم فى أهل البدع والأهواء أحد ادعى الربوبية لبشر غيرهم ؛ فإن عبد الله بن سبأ ، ادعى الربوبية لعلى فأحرق على أصحابه بالنار ، وقال فى ذلك :
ولا نعلم أحدا ادعى النبوة لنفسه غيرهم ؛ فإن المختار بن أبى عبيد ادعى النبوة لنفسه ، وقال : " إن جبريل وميكائيل يأتيان إلى جهته . فصدقه قوم واتبعوه ، وهم الكيسانية " اهـ (11)
هذا ولا يفوتنا أن نقول : إن هذه الطوائف من الشيعة قد باد معظمها ، وأشهر ما بقى منها إلى اليوم ثلاث فرق ، هى : الإمامية الإثنا عشرية ، والإمامية الإسماعيلية ، وهم المسمون بالباطنية ، والزيدية .
أما الإمامية الإثنا عشرية ، فينتشرون اليوم فى بلاد إيران ، وبلاد العراق كما يوجد منهم جماعة بالشام .
وأما الإسماعيلية ، فينتشرون فى بلاد الهند : كما يوجدون فى نواح أخرى متفرقة ، وزعيمهم أغاخان الزعيم الهندى الإسماعيلى المعروف(12).
وأما الزيدية فيوجودون ببلاد اليمن .
إذا فالأجدر بنا أن نمسك عن موقف هذه الفرق البائدة من تفسير القرآن ، ما دامت ولم يبق لها أثر ، وما دمنا لم نقف لها على شئ فى التفسير أكثر من هذه النبذ المتفرقة التى وجدناها للبعض منهم وجمعناها من بطون الكتب المختلفة. (13)
=======
1ـ السبئية هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودى الذى تظاهر بالإسلام وغلا فى حب على حتى جعله نبيا ، ثم بالغ فى الغلو حتى جعله إلها ، وزعم أنه لم يقتل ولكنه رفع إلى السماء .
2ـ البيانية هم أتباع بيان بن سمعان التميمى ، وهم الذين زعموا أن الإمامة صارت من محمد بن الحنفية إلى ابنه أبى هاشم عبد الله بن محمد ، ثم صارت من أبى هاشم إلى بيان بن سمعان بوصيته إليه . واختلف هؤلاء فى بيان زعيمهم فمنهم من زعم أنه كان نبيا ، وأنه نسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من زعم أنه كان إلها ، انتهى من الفرق بين الفرق ص227
3ـ المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعيد العجلى ، وكان يظهر فى بدء أمره موالاة الإمامية ثم ادعى النبوة ، وادعى أنه يعرف الاسم الأعظم ، وزعم أنه يحيى به الموتى ويهزم الجيوش : انتهى من الفرق بين الفرق ص 229
4ـ البغدادى - الفرق بين الفرق.
5ـ المنصورية هم أتباع أبى منصور العجلى ؛ الملقب بالكسف ؛ الذى زعم أن الإمامة دارت فى أولاد على حتى انتهت إلى أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن على المعروف بالباقر . وادعى هذا العجلى : أنه خليفة الباقر ثم ألحد فى دعواه فزعم ما نقلناه عنه بالأصل . اهـ من الفرق بين الفرق ص224
6ـ الخطابية أتباع أبى الخطاب الأسدى وهم خمس فرق ، يقولون إن الإمامة كانت فى أولاد على إلى أن انتهت إلى محمد ( الحبيب آخر الأئمة المستورين) ابن جعفر الصادق ويقولون : إن الأئمة كانوا آلهة ؛ وكان أبو الخطاب يقول فى أيامه : إن أولاد الحسن والحسين كانوا أبناء الله وأحباءه ، وكان يقول : إن جعفرا إله ، فلما بلغ ذلك جعفرا لعنه وطرده ، وكان أبو الخطاب يدعى بعد ذلك الألوهية . انتهى من التبصير فى الدين ص 73 ـ 74
7ـ الاسفرايينى - التبصير فى الدين.
8ـ د/ الذهبى - التفسير والمفسرون.
9ـ المعروف من كتب اللغة أن الجفر ذكر الماعز إذا بلغ أربعة أشهر ، وفى القاموس : الجفر من أولاد الشاه ما عظم واستكرش.
10ـ ابن خلدون - المقدمة.
11ـ ابن قتيبة - تأويل مختلف الحديث.
12ـ أحمد أمين - ضحى الإسلام.
13ـ د/ الذهبي - التفسير والمفسرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ