الاثنين، 16 أبريل 2012

موسوعة علوم القرآن - علم التجويد : مقدمة وتعريف

مقدمة وتعريف

التجويد هو في اللغة : التحسين ، وفي اصطلاح القراء ، تلاوة القرءان الكريم بإعطاء كل حرف حقه كما سيأتي .
وطريقة الأخذ به التلقي من أفواه العارفين بطرق القراءة .
        موضوعه : الكلمات القرءانية ، وثمرته : صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى ونيل الأجر والثواب ومحبة الله عز وجل وابتغاء مرضاته

        ثمرته : صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى ونيل الأجر والثواب ومحبة الله عز وجل وابتغاء مرضاته

حكم علم التجويد  :  الوجوب على كل قارئ من مسلم ومسلمة. لقوله تعالى : { ورتل القرءان ترتيلا } ( المزمل 4)

فائدة علم التجويد : اعلم أن من المستفاد بالتجويد حصول التدبر لمعاني كتاب الله تعالى والتفكر في غوامضه والتبحر في مقاصده وتحقيق مراده - جل اسمه - من ذلك فانه تعالى قال: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص: 29].
        وذلك أن الألفاظ إذا أجليت على الأسماع في أحسن معارضها وأحلى جهات النطق بها حسب ما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" كان تلقي القلوب وإقبال النفوس عليها بمقتضى زيادتها في الحلاوة والحسن على ما لم يبلغ ذلك المبلغ منها فيحصل حينئذ الامتثال لأوامره والانتهاء عن مناهيه والرغبة في وعده والرهبة من وعيده و الطمع في ترغيبه والارتجاء بتخويفه والتصديق بخبره والحذر من إهماله ومعرفة الحلال والحرام.
        وتلك فائدة جسيمة ونعمه لايهمل ارتباطها إلا محروم ولهذا المعنى شرع الإنصات إلى قراءة القرآن في الصلاة وغيرها قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204] وندب الإصغاء إلى الخطبة في يوم الجمعة وسقطت القراءة عن المأموم ما عدا الفاتحة.
        ومن أجل ذلك دأب الأئمة في السكوت على التام من الكلام أو ما يستحسن الوقف عليه لما في ذلك من سرعة وصول المعاني إلى الأفهام واشتمالها عليها بغير مقارعة للفكر ولا احتمال مشقة لا فائدة فيها غير ما ذكرناه وبالله التوفيق.

الفرق بين الترتيل والتحقيق
        الترتيل يكون للتدبر والتفكر والاستنباط، والتحقيق يكون لرياضة الألسن وترقيق الألفاظ الغليظة وإقامة القراءة وإعطاء كل حرف حقه من المد والهمز والإشباع، والتفكيك ويؤمن معه تحريك ساكن واختلاس حركة، وتفكيك الحروف وفكها بيانها وإخراج بعضها من بعض بيسر وترسل ومن ذلك: فك الرقبة، وفك الأسير لأنه إخراجهما من الرق والأسر، وكذا فك الرهن هو إخراجه من الارتهان، وفك الكتاب هو استخراج ما فيه، وفك الأعضاء هو إخراجها من مواضعها.
        قال الداني: الفرق بين الترتيل والتحقيق أن الترتيل يكون بالهمز وتركه والقصر لحرف المد والتخفيف والاختلاس، وليس ذلك في التحقيق وكذا قال أبو بكر الشذائي.

فضل تلاوة القرآن
        قد رغبنا الله سبحانه وتعالى بتلاوته ورغبنا أيضا رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور} فاطر (30).
وقال : { الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )البقرة (121).
وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " . (أخرجه البخاري) . وقال : " إن هذا القرءان حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول " ألم " حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " ألم " . ( أخرجه الحاكم ) . وقال : الماهر بالقرءان مع السفرة البررة (البخاري).
 
لتلاوة القرءان ثلاث مراتب : الترتيل والحدر والتدوير
        1ـ الترتيل :
وهو في اللغة : مصدر رتل الكلام أحسن تأليفه. واصطلاحا : قراءة القرءان على مكث وتفهم من غير عجلة. وهو الذي نزل به القرءان ، قال تعالى : { ورتل القرءان ترتيلا } (المزمل 4) ، أي تلبث في قراءته وتمهل فيها وافصل الحرف عن الحرف الذي بعده وذلك عونا على تدبر القرءان وتفهمه. ومرتبة الترتيل أفضل المراتب .
        2ـ الحدر :
وهو إدراج القراءة وسرعتها ، ولابد فيه من مراعاة أحكام التجويد، ومن المد والتشديد والقطع والوصل وليحذر فيه من بتر حرف المد وذهاب الغنة فهو خطأ.
        3ـ التدوير :
وهو التوسط بين الترتيل والحدر.
وهذه المراتب الثلاثة جائزة فليتخير القارئ منها ما يوافق طبعه ويخف على لسانه
 
الإنصات
        إذا وجد المسلم في مجلس يقرأ فيه القرءان الكريم وجب عليه الإنصات والإصغاء لما يتلى . قال تعالى : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) ( الأعراف 204) .
والإصغاء والإنصات أدب لكلام الله تعالى واحترام وتوقير له، لأن الإنصات يساعد على التدبر والتأمل والفهم فيستنير القلب ويخشع وينتفع { أفلا يتدبرون القرءان } ( النساء 80) { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( الحشر 21) ، وفي الآية توبيخ لقساة القلوب الذين أعرضوا عنه وكفروا به ولم ينتفعوا بما جاء به وقال عن الجن { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (الأحقاف 29).