الأحد، 25 مارس 2012

موسوعة العقيدة - أسماء الله الحسنى : القيوم

القيوم

 مع الاسم الثاني والخمسين من أسماء الله الحُسنى، والاسم هو القيوم، والقيوم كما تعلمون وارد في الحديث الصحيح اسمٌ من أسماء الله الحُسنى.
 لنستعرض أوّلاً معاني القيوم في اللغة ؛ فاللغة لها أصول، لها أصل ثلاثي مجرد " قوم" " و قيم " فالقيّم هو السيد المدبر للأمور، سائس الأمور، القيم تقول قيم المكتبة، أمينها، سيدها، من بيده أمرها.
 دين القيّمة ؛ الملة الحنيفية التي تتوافق مع الفطرة، والتي تميل النفس إليها، وعلامة أن هذا الدين دين الله أن النفس تميل إليه، وترتاح له، ويتوافق مع فطرتها، ومع خصائصها.
 وفي النفس حاجة لا يرويها المال، ولا ترويها رفعة المكانة، ولا ترويها المتع، ولا ترويها الشهرة، لا يرويها إلا الإيمان بالله عز وجل والاطمئنان إليه، ومصداق ذلك يشير إليه قول الله عز وجل:
﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾
(سورة الرعد 28)
 وإذا كان بالإمكان، أن ترتاح النفوس والقلوب، وأن تطمئن، وأن تسعد، وأن تستقر بغير الله، فهذا قد يكون حتى حينٍ قريب، لأن القلوب لا ترتاح إلا لدين الله سبحانه وتعالى، ولا تسعد النفوس إلا به، ولا تركن إلا إليه، ولا تشعر بالأمن إلا في ظله ولا تشعر بالفوز إلا بطاعة الله عز وجل.
 توافق النفس مع الدين شيء عجيب، الإنسان قد يحوز الدنيا بأكملها، لكنه قلق، ضائع، مشتت، مبعثر، أما إذا عرف الله عز وجل اطمأنت نفسه وسكنت وارتاحت، وأمنت، وتفاءلت، واستبشرت واستشرفت، وارتفعت وكبرت.
 دين القيّمة ؛ دين الحنيفية، الذي تميل النفوس إليه، وتركن إليه، ولابدّ أنها قائلة: " أنا بعد أن عرفت الله عز وجل سعدت بقربه، شعرت بالأمن شعرت بالطمأنينة، شعرت بالتوازن، وعلامة إيمانك أن تقول هذا الكلام وتردّده في أعماقك، ويوم القيامة مشتق من قيم، ومن قوم، وهو يوم البعث الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، قال تعالى:
﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)﴾
(سورة الصافات)
 هل رأيتم مذنباً يُستجوب وهو جالس ؟.. أبداً، يريد أن يقف.
﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾
 فيوم القيامة لشدة هول هذا اليوم يقف فيه الناس لرب العالمين، ليسألوا ليحاسبوا عن كل صغيرة وكبيرة.
 والقيوم ؛ مبالغة من القائم بالأمر، إنسان مدير مستشفى مدير مؤسسة مدير معمل مثلا، دوامه من الساعة الثامنة إلى الثانية ظهراً، ولكن هناك مدير امتزج حبّ هذا العمل مع دمه، يقتني سريراً بمكتبه وينام في مكتبه يسأل عن كل صغيرة وكبيرة، ويتابع كل أمر، ويضبط كل تصرف نقول هذا قيوم ؛ مبالغة من قائم، وذو المبالغة في تدبير الأمور وفي تسييرها وفي تنظيمها ؛ نصفه بأنّه قيوم.
 فالقيوم، والقائم والقيم، هذه كلها من فعل ثلاثي، إما أن نقول قوِّم أو قيِّم، كلاهما صحيح، تقول قوَّم الأمر وقيَّم.
 هذه اللغة، فما علاقة هذا الاسم بحقيقته ؟ القيوم، هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، ما منا واحد على الإطلاق قائم بذاته، لا يدري ماذا يحدث بعد ساعة، ولا بعد دقيقة، لكن الله سبحانه وتعالى قائم بذاته وجودنا مفتقر إلى إمداد الله، إلى أن يسمح الله لنا أن نعيش ساعة أخرى، يوماً آخر، أسبوعاً آخر.
 وجودنا ليس ذاتياً، لذلك من عدَّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت، الله جل جلاله، هو القيوم، أي قائم بنفسه مطلقاً لا بغيره هذا شطر المعنى.
 الشطر الثاني يقوم به كل موجود، كل شيء موجود في الكون قائم بالله، " كن فيكون " " زل فيزول "، إن رأيت الشمس طالعة فالله سمح لها بذلك، وأن تبقى فهي طالعة، وهي باقية بأمر الله.
﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)﴾
(سورة التكوير)
 إن رأيت إنساناً أمامك، وهو واقف يحدثك، فلأن الله سمح له أن يبقى حياً، فالله قائم بذاته، وكل موجود قائم به إطلاقاً.
لذلك يرتكب الإنسان خطأ فاحشاً إذا قال أنا، أنت لا شيء، أنت شبح، إذا سمح الله لك أن تعيش يوماً عشته، وإن لم يسمح لك فلن تعيش، هذه الحقيقة مهمة جداً، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من نومه يقول:
(( الحمد لله الذي ردَّ إلي روحي وعافاني في بدني وأذن لي بذكره))
 لذلك المؤمن دائماً يرى هذه الحقيقة ؛ أن قيامه بالله، وجوده بالله، استمرار وجوده بالله، دقق وتأمّل فأنت تتمتّع بعينيك، لأن الله سمح لك بذلك، تمتعك بأذنيك، تمتعك بلسانك، تمتعك بفمك، تمتعك بعقلك، بجهاز هضمك، بجهاز دورانك بدسامات قلبك، بشرايين قلبك، تمتعك بكليتيك، تمتعك بكل خلية في جسمك، بإذن الله وإمداده وموافقته.
 لذلك أجمل كلمة في تعريف القيوم ؛ القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود.
 قال العلماء: لا يُتصور وجود شيء ولا دوام شيء إلا به أجل لا وجود ولا دوام إلا بالله تعالى فبربكم إذا كان كل شيء موجوداً بقيوميته، وإذا كان كل شيء مستمراً بقيوميته، فهل علاقتك مع القائم به كل شيء أم مع الذي لا يملك من أمره شيئاً ؟ هنا يكون التوحيد.
 إذا أنت أرضيت إنساناً " وقيامه بالله " وعصيت الخالق وهو القيوم، عصيت الذي إن أراد له الفناء فني فوراً، وأرضيت الضعيف الفاني فأنت في ضياع لذلك فالحي القيوم، به حياة كل شيء وقيامه.
 حتى لا يتُصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به، وقيل: القيوم هو الباقي الذي لا يزول، قيل: هو المقيم للعدل القائم بالقسط، قيل القائم بنفسه الغني عن غيره الذي لا ينام.. هذا معنى الله لا إله إلا هو الحي القيوم.
 الإنسان المثقف المؤمن، لا يليق به أن يقرأ القرآن هكذا دون تدبّر، يقول قائل: اقرأ آية الكرسي فهي مفيدة.
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾
 ألا ينبغي أن تعرف من هو القيوم.. يقوم به كل شيء، وكل شيء مفتقر في وجوده واستمراره إليه، يحتاجه كل شيء في كل شيء، فإذا أيقنت بهذه الحقيقة، هل تلتفت إلى القيوم أم إلى الذي يقوم وجوده بالقيوم ؟ قطعًا.. إلى القيوم..
 القيوم هو القائم بتدبير أمر خلقه، فبالإضافة إلى أن وجودك قائم بالله، وإلى أن استمرار وجودك قائم بالله، هناك معنى ثالث.. هو القائم برزق العباد، وأنت نائم، الأمطار تهطل، الرشيم يتحرك، المعادن تنحل والجذر ينمو، والقلنسوة تحفر الصخر، والماء أُذيبت به المعادن، صعد إلى عروق الشجر، انعقد الزهر، نمت الأوراق، انعقد الثمر وأصبح ثمراً يانعاً.
 المؤمن إذا أكل تفاحة أكل عنباً أكل تيناً، أية فاكهة يأكلها يجب أن يرى يد الله التي صنعتها، أنت ماذا فعلت، زرعت البذرة، وسقيت التربة وسمدت، فمن جعل الرشيم ينمو، ولابد من أن نعرف، ضع حبة فاصولياء في قطن مبلل وراقبها، بعد يوم أو يومين ينبت الرشيم ثم ينمو الساق ثم ينمو الجذير، اضغط على هذه الحبة.. تراها فارغة، هذا الغذاء كافٍ لنمو الرشيم والجذيع والجذير، ثم تأخذ الغذاء من التربة، هذا خلق الله ظاهرة النبات وحدها أكبر آية دالة على عظمة الله.
 القطن نبات، السواك نبات، الخلة نبات، الليف في الحمام نبات الأصبغة نباتات، الأدوية نباتات، الأثاث نباتات، الأشجار المثمرة نباتات، وكذلك الخضار والفواكه، فكلمة " نبات " كلمة تلفت النظر.
 إذاً: القيوم فضلاً عن أنه قائم بذاته، يقوم به كل موجود، يعني ما كل كائن حي فقط بل كل موجود، الشمس موجودة، القمر الجبال البحار.. يقوم به كل موجود ويستمر به كل موجود.
 والمعنى الإضافي أن الله قائم بتدبير أرزاق العباد.
 تأمّل في استهلاك العالم في اليوم الواحد من اللحم كم دابة ؟.. هذه الدواب تتوالد. إستهلاك العالم من الماء كم في اليوم ؟ هذا الماء أساسه أمطار وأنهار وينابيع، إستهلاك العالم من الخضار والفواكه ؟ يا ترى كم ألف طن من الحمضيات ينتج في العالم، نحن بلد متواضع لدينا ساحل ضيق، عندنا تسعون ألف طن من الحمضيات تم تصديرها خارج القطر من الحمضيات، فإنتاج العالم كله من الحمضيات سنويا ؟.. إنتاج العالم كله من الموز كم ؟..معدّل نهر الأمازون ثلاثمائة ألف متر مكعب في الثانية، هذه المياه من أين جاءت؟ الغابات، الأخشاب التي يستهلكها النجارون في العالم من أين ؟ من الغابات، من أمدَّ الغابات بهذه الأخشاب ؟ الله جل جلاله.
 الحديد، أطنان الحديد في العالم من أين جاءت ؟ من الفلزات، من أودع في الأرض هذا المعدن النافع ؟ قال تعالى:
﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)﴾
(سورة الحديد)
 فكل إنسان مدْعو إلى أن يفهم أنّ الله سبحانه وتعالى هو القيوم، ولابدّ من فهم واسع وشامل لصفة القيوميّة فهو الذي يدبر أمر الخلق كلّهم بشرًا وحيوانًا ونباتًا بتأمين أرزاقهم، وحاجاتهم، وزروعهم، ومياههم.
 وقال مجاهد: القيوم هو القائم على كل شيء، قال تعالى:
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)﴾
(سورة الزمر)
 الخلق كلّهم في قبضته، وليس من مخلوق جامع، فقد تتصور أن الأمور متفلّتة ويبدو لك أنّ فلانًا قلبه قاس، وأنّ يده طولى، وهو سيّد نفسه فالله مالكه، وقياده بيد خالقه، وأوضح آية في هذا، قال تعالى:
﴿مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾
(سورة هود)
 حيوان شرس، حيوان مخيف، عقرب، أفعى، هذه الحيوانات المؤذية تتحرك بأمر الله، وكل مخلوق يتحرك بإرادة الله سبحانه وتعالى وليس له إرادة مستقلّة.
 لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، القائم على كل شيء هو الله القيوم.
 وقال بعض العلماء: " القيوم هو القائم على خلقه، بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم "، " إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله عباد الله، وأجملوا في الطلب، واستجملوا مهنكم "، " كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً "
 وقيل: " القيوم هو المدبر المتولي لجميع الأمور التي تجري في الكون " فإذا سمعت خبر فيضان، خبر زلزال، خبر إعصار، خبر انهدام تفشّي مرض، تفشي وباء، حرباً أهلية قامت بين فئتين، أليس لله علاقة بهذا الشيء ؟، قنبلة ألقيت على هيروشيما، أليس لله علاقة بهذه القنبلة ؟ بلى، وألف بلى !
 والقيوم لا شيء يقع في الكون إلا بأمره، ومشيئته، وإرادته وحكمته وقدرته، وعلمه وتدبيره، يقول الله في القرآن الكريم:
﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)﴾
(سورة الأنعام)
 قد تتجوّل بالخريف في بستان فترى ورقة زيتون سقطت، فاعلم أيّها القارىء أنّ الله تعالى في القرآن الكريم يقول:
﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
 فما قولك فيما فوق الورقة، سقوط ورقة يعلمها، سقوط قنبلة، طبعاً هذه أهم، يعلمها، الإنسان متى يرتاح ؟.. إذا شعر أن الأمر كله بيد الله، وأن الله قادر وعادل ورحيم وحكيم، وأنت في ظله، وأنت في رعايته، منحك الأمن، والأمن نعمة لا تُقدر بثمن.
 وقيل: القائم على كل نفس بما كسبت، يحاسب كل إنسان حساباً دقيقاً، قيوم.. الغشاش له معاملة، والصادق له معاملة، والخائن له معاملة، والمتقن عمله له معاملة، وغير المتقن له معاملة.
 سمعت عن أخ عمل مهندساً في بعض دول الخليج، أخلص إخلاصاً منقطع النظير، أعطاه من يعمل عنده راتباً فلكياً، ثم شعر أنه ينبغي أن يستقر في بلده إلى جوار أمه وأبيه، فترك وعاد إلى بلده، ذهب زيارة طارئة لذلك البلد الخليجي لإجراء بعض المعاملات، فعرض عليه من كان يعمل عنده أن يقيم شهراً في الخليج وشهراً في موطنه، وعشرة آلاف درهم في الشهر يقدر بمائة وخمسين ألف ليرة تقريباً، وبيت مفروش، السبب في كل هذه المغريات والتنازلات استقامته، وإخلاصه وتفانيه في خدمة عمله، سبحان الله " البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى والديان لا يموت ".
 والنبي قال:
(( الأمانة غنى ))
 طبعاً من معانيها الضيقة ألاّ يأكل الإنسان مالاً حراماً.. ومن معانيها الواسعة، أن تكون أميناً في عملك، أميناً في اختصاصك وأماينًا في كلّ شيء... فمثلا إنسان لا يحتاج إلى عملية إطلاقاً، يقول له طبيب غير أمين وغير مستقيم: إذا لم تجر العملية بعد يومين تموت، ويأخذ منه مبلغ أربعمائة وخمسين ألف ليرة، وهو لا يحتاج إليها إطلاقاً، هذا ليس أميناً على اختصاصه.
 فموضوع الأمانة موضوع واسع جداً، إذا عمل الإنسان عملاً لِيزيد دخله، ولا ينفع الشخص الذي يتعامل معه، فقد خان الأمانة فأنت إذا عندك بلور ستة ميليمتر، وتركبه مكان ثلاثة ميليمترات من أجل منفعة ذاتيّة وتقول: هذه النافذة أنسب بِسَماكة ستّة ميليمترات، وتحمله ثمناً باهظاً وعبئاً ووزناً بلا فائدة، فقد خنت الأمانة. قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) ﴾
(سورة النساء 58)
 إذا كنت صاحب صيدلية، فالأدوية كلها أمانة برقبتك، إذا انتهى مفعول دواء لابدّ من تنسيقه، أعرف شخصاً اشترى دواء انتهى مفعوله، وكنت أظن أن الدواء الذي ينتهي مفعوله لا ينفع لكنه لا يضر، ثمّ تبيّن لي أنّ الدواء الذي ينتهي مفعوله له ضرر كبير جداً، هل تصدقون أنه يصيب الإنسان بالكآبة أحياناً، لما به من مواد مركبة، عندما تفككت أصبحت سامة، لما كانت مركبة كانت نافعة، فأن تبيع دواءً منتهياً مفعوله،فقد خنت الأمانة.
 أنت محامي ؛ موكل في قضية، تقدم مذكرات غير مدروسة، ولم تراجع القوانين، خصمك أقوى منك، وخسرت الدعوى، فأنت خنت الأمانة.
 المحامي أمين، الطبيب أمين، هناك أخطاء كثيرة جداً تُرتكب من أصحاب الاختصاصات العليا، فهم موثوقون، ولكنّهم هدروا هذه الثقة الممنوحة لهم بتقصيرهم.
 تبيع خبزاً للناس، فعليك أن تتأكد أن هذا العامل يداه نظيفتان، وسمّان عنده تنكة زيت غالية جداً، وجد فيها فأراً، فهل يبيعها للناس؟ الناس لا يعلمون، إنه خان الأمانة.
 الدين عظيم فهو رقيب على النفس، يتغلغل الدين إلى أدق التفاصيل، أضرب لكم مثلاً بسيطاً، نموذجياً: أخ من إخواننا كان يلف محركات، قال: قد يأتيني محرك محروق والشرط خمسة آلاف، أفتحه فأجد طاقاً مقطوعاً خارجياً، ألحمه بالكاوي بثانية واحدة، ثمّ يأتي صاحبه في اليوم الثاني ويتقاضى صاحب المحلّ منه خمسة آلاف، هذا قبل أن يعرف الله، لكن بعد أن عرف الله، أصبح يقول لمثل هذه الحالة اسمح لنا بخمس وعشرين ليرة، فيتساءل الزبون متعجّبا؛ ما هذا الكلام قد اشترطت خمسة آلاف ! يقول: نعم، لكن تبيّن لي بعد فتح الجهاز وفكّه أنّه غير محروق، بل فيه قطعة غير ملحومة، فلحمته وانتهى الأمر.
 والله الذي لا إله إلا هو، لا يتبدّى الدين حقيقيًّا، وجليّا إلا في عملك، الدين الحقيقي لا يتبدى في صلاتك ولا في صيامك، ولا في حجك، ولا في عمرتك، إنّه يتبدّى في العمل.
 أن تضع مادة تؤذي أبناءنا الصغار، وأنت صاحب معمل غذائيات.. فقد خنت الأمانة، وخسرت معيّة الله تعالى، والله تعالى يقول: إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون، وعندئذ ضع صيامك وصلاتك في الحاوية، الذي يخون الأمانة في صناعته، لا عبرة لا بصلاته ولا بصيامه، فالعبرة أن تستقيم على أمره، إن استقمت على أمره، فالصلاة لها معنى، والصوم له معنى، والحج له معنى، لذلك قال تعالى:
﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾
 فمن معاني القيوم: القائم على كل نفس بما كسبت، فالشاب المستقيم له معاملة خاصة، له زواج خاص، له مستقبل خاص، وشاب منحرف قبل الزواج، عنده زوجة بلاء من الله، أتته بلاء، لأنه قبل الزواج لم يكن عفيفاً.
 إنسان دخله حرام يأتيه البلاء الأعظم كل يوم، يعاني ما يعاني كلّ حينٍ، وهذا جزاء وفاق يقول: ركبي عم تقصف !. طبعاً، لأنك عندما بعت الزبون لم تتقِ الله فيه لم تراقب الله فيه عندما بعت هذا الإنسان الساذج.. " غبن المسترسل ربا، غبن المسترسل حرام "، لم تتق الله في البيع، فلم تلبث أن جاءك رجل أخافك، " هات هويتك ". فالأمور دقيقة جداً، إنّ ربّك لبالمرصاد.
 فالقيوم: القائم على كل نفس بما كسبت، امرأة محبة لله عز وجل مستورة محجبة، هذه لها زوج خاص، لها زوج يكرمها ويحفظها ويرفع شأنها، ويرحمها، وإمرأة فاسقة، متفلتة، لها زوج يهينها ويضربها ويضيّق عليها، هذه لها معاملة وهذه لها معاملة.
 شاب أمين، يتهافت الناس على تشغيله عندهم، وشاب غير أمين يتنافس الناس في صده عنهم، طبعاً.
﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)﴾
(سورة الرعد 33)
 وقيل الحفيظ على كل شيء، كل شيء مسجل عنده، صورة ملونة وصوت، وسوف تُعرض عليك يوم القيامة، قال تعالى:
﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14)﴾
(سورة الإسراء)
 ركبت مع أخ في سيارته، رأيت ورقة لديه فيها صورة السيارة مع التاريخ والسرعة، قلت له ما هذه ؟ قال هذه مخالفة، أرسلوها، يوم كذا الساعة كذا في شارع كذا بسرعة كذا، تفضل، إنسان صنعها، فكيف خالق الأكوان، قال تعالى:
﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾
 إذا كانت كل أعمالنا مسجلة، صوتاً وصورةً، وسوف تُعرض علينا عملاً عملاً يوم القيامة، أجب خالقك، وقفوهم إنّهم مسؤولون.
﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)﴾
(سورة يس)
 وقيل: القيوم الدائم القيام في تدبير الخلق وحفظهم الدائم، الإنسان أحياناً ينتبه إلى عمله فترة، ويرتاح فترة، ويأخذ إجازة أسبوعين وتأتي فترات يتعب فيها لا يتابع الأعمال.. القيوم بصيغة مبالغة، يعني القائم بتدبير خلقه على الدوام، بمعنى الاستمرار.
 الإمام الغزالي له رأي لطيف في هذا الاسم، قال: " اعلم أن الأشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل كالأعراض والأوصاف "، فكلمة أحمر.. هذه جوهر أم عرض ؟ هذه عرض، فقد تحتاج إلى شيء يقبل هذا اللون، تحتاج إلى ماء ملون بالأحمر، تحتاج إلى جدار يطلى بالأحمر تحتاج إلى ضوء يخترق سطحاً أحمر، فكلمة أحمر هذه صفة ليست جوهراً، أما إذا قلنا مضدة فهذه جوهر.
 قال: " الأشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل كالأعراض والأوصاف " فيُقال إنها ليست قائمة بنفسها، وإلى مالا يحتاج إلى محل، نقول: الشمس مثلاً، الشمس جوهر، القمر جوهر، الحصان جوهر.
 لكن الحقيقة الدقيقة هي أن الشيء الجوهري، الذي لا يحتاج إلى محل، هو مفتقر في وجوده إلى الله، طبعاً نحن فيما يبدو لنا، أن هذا الرخام جوهر، أما لونه عرض، هذه السيارة جوهر، لونها سوداء عرض، هذا الضوء جوهر، اللون الأصفر فيه عرض، أما عند الإمام الغزالي وهو الحق، أن الأشياء التي تتوهمها جوهراً هي في حقيقتها مفتقرة في وجودها إلى الله، إذاً في الحقيقة كله عرض، لذلك الذين قالوا الكون كله وهم، شبح، من هنا انطلقوا، أي أنّ كل شيء قائم بالله.
 لذلك فمن هو الذي لا يفتقر إلى ما سواه ؟ اسمعوا هذا الشرح ما ألطفه قال: وإن لم يحتج إلى محل " شيء لم يحتج إلى محل، " فإن كان في الوجود موجود تكفي ذاته بذاته، موجود قائم بذاته، ولا قيام له بغيره، ولا يشترط في دوام وجوده وجود غيره، فهو القائم بنفسه مطلقاً، فإن كان كذلك يقوم به كل موجود.
 حتى لا يُتصور وجود شيء من دونه، ولا دوام وجود شيء من دونه، فهو القيوم، لأن قيامه بذاته وقيام كل شيء به.. قال: هذا الشيء، هذا الموجود، هذا القائم بذاته الذي يقوم به كل موجود ليس إلا الله.
 ليس إلا الله وجوده ذاتي يقوم به كل موجود، ما سوى الله عز وجل، أعراض، وأشباح، وأوصاف، ولا شأن لها.
 اسم القيوم ورد في قوله تعالى:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)﴾
(سورة البقرة 255)
 وفي آل عمران:
﴿الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) ﴾
(سورة آل عمران)
 وفي سورة طه:
﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) ﴾
(سورة طه)
 إذا قرأتم قوله تعالى، الله لا إله إلا هو الحي القيوم، فالمعاني التي وردَت كثيرة جداً، ودقيقة جداً، هكذا تعرف الله عز وجل، هذه معاني كلمة القيوم.
 قال العلماء: من أدب المؤمن مع اسم القيوم، أن يعود قلبه، الانقطاع عن الخلق، مادام يعرف أن كل شيء قائم في الله، يعني إذا دخلت إلى دائرة، وجدت فيها ألف موظف، لا يستطيع موظف أن يخدمك بشيء إلا ليأخذ موافقة من المعلم، أتتحدث مع أحد ؟ عليك بالمعلم، ليس لك إلا هذا.
 يعني: إذا كان ألف موظف لا يستطيع موظف أن يتكلم كلمة لا بالإشارة ولا بالموافقة، ولا بالحركة، إلا إذا وافق المعلم، فهل تتحدث مع هؤلاء ؟ وتضيع وقتك معهم ؟..
 فإذا كان كل هؤلاء الناس مرجعهم بيد المدير العام، فأنت علاقتك معه، فلتخاطبه هو ذاته.
 لذلك: من أدب المؤمن مع اسم القيوم، أن يعود الإنسان نفسه انقطاع قلبه عن الخلق، مادام يعرف أن الله سبحانه وتعالى، هو القائم والقيوم لذلك قال بعض العارفين: " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره ".
 أحياناً يقول الإنسان، دبرتها، أنجزتها، عملت خطة محكمة وأفلحت بها، أقسم بالله إنّي أشعر أن هذا الإنسان مُشرك، الله سمح لك، الله وفقك الله جعل الآخرين يغضون نظراً عنك، الله خلق في قلبهم عطفاً عليك الله حجبهم عن معرفة هذه المخالفة أحياناً، لا تقل: دبرت حالي، حتى لو أن واحداً عاونك الله سمح له أن يعاونك، ألهمه، إما أنه خاف منك، وإما أنه استحيى، وإما أنه عطف عليك، لا تقل أنا دبرت أموري.
 قال: " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره، ولا لرزقك خازناً غيره، ولا لعملك شاهداً غيره ".
 المُخلص لا يحتاج إلى ضجيج، غير المُخلص إذا صنع وليمة يقول هل أعجبكم الطعام ؟ يريد أن يستجدي المديح، إذا عمل حفلة دائماً يسأل ليمدحوه، أما المؤمن لا يطلب على عمله شاهداً غير الله، ولا يرجو غير الله، ولا يعرف أن أحداً ينصره غير الله.
 من أدب المؤمن مع اسم القيوم، أن من علم أن الله هو القيوم للأمور استراح من كد التدبير، وتعب الاشتغال بغيره، وعاش براحة النفس، ولم يكن للدنيا عنده قيمة.
 يعني ما هو لك لك، وما هو ليس لك ليس لك، والله عز وجل لا ينسى، ولا يغفل، وأمرك بيده، فإذا تيسر فالحمد لله، وإذا تعسر لا حول ولا قوة إلا بالله.
 قال بعضهم: يا رب لست سبحانك فلسْت محتاجاً إلى أحد، والكل محتاج إليك، يا عليم السر في أغواره، كيف للأسرار أن تخفى عليك ؟ كل شيء بك باق دائماً، والذي تقضيه مكتوب لديك، يا مضيء النجم، يا قيوم يا ناقل الأطيار من أيك لأيك.
 في صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالليل تهجد ودعا ربه فقال:
((عَنْ طَاوُسٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهممَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ.... ))
(أخرجه البخاري)
 أحياناً يقال: إنه حدثَتْ خلخلةٌ بطبقة الأوزون، وتفشّى سرطان الجلد إلى أن بلغ بالمائة سبعين، فيخاف الإنسان، ولكن الله موجود، الله عز وجل أليس قادراً على أن يرممها ؟ قادر، ولكن دون الإيمان بالله الحياة مخيفة تحمل هم الأوزون المتخلخل، القلق من التلوث، القلق من الأورام، القلق من أمراض القلب، القلق من فشل كلوي، ما هذه الحياة ؟.. لكن بالإيمان بالله هناك طمأنينة.
((عَنْ طَاوُسٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهممَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ ))
(صحيح البخاري)
 هذا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد.
 عزيزي القارىء: أحد أكبر مهام الإنسان في الحياة الدنيا أن يعرف الله، ومن أبرز ما يقتضي أن تعرف الله به أن تعرف أسماءه الحسنى، واسم القيوم من أسماء الله الحسنى، وإذا تعمقت في اسم القيوم، تركت الخلق واتجهت إلى الحق، وارتاحت نفسك من القلق، ونجَوْتَ من الاضطراب