الثلاثاء، 27 مارس 2012

موسوعة علوم الحديث : تعريفات علوم الحديث

تعريفات علوم الحديث ( الجزء الرابع )

المسَلْسَلْ
1- تعريفه: 
أ) لغة: اسم مفعول من " السَّلْسَلَة " وهي اتصال الشيء بالشيء، ومنه سِلْسِلَة الحديد، وكأنه سمى بذلك لشبهه بالسِّلْسِلة من ناحية الاتصال والتماثل بين الأجزاء. 
ب) اصطلاحاً: هو تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة، وللرواية تارة أخرى. 
2- شرح التعريف: 
أي أن المسلسل هو ما تَوَالي رواة إسناده على: 
1)    الاشتراك في صفة  واحدة لهم . 
2)    أو الاشتراك في حالة واحدة لهم أيضاً . 
3)    أو الاشتراك في صفة واحدة للرواية. 
3- أنواعه: 
يتبين من شرح التعريف أن أنواع المسلسل ثلاثة وهي : المسلسل بأحوال الرواة ، والمسلسل بصفات الرواة ، والمسلسل بصفات الرواية ، وإليك فيما يلي بيان هذه الأنواع . 
1)    المسلسل بأحوال الرواة : 
وأحوال الرواة ، أما أقوال أو أفعال ، أو أقوال وأفعال معاً . 
2    المسلسل بأحوال الرواة القولية : مثل حديث معاذ ابن جبل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له : " يا معاذ إني أحبك فقل في دُبُر كل صلاة : اللهم أَعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " فقد تسلسل بقول كل من رواته " وأنا أحبك ، فَقُلْ  
3    المسلسل بأحوال الرواة الفعلية: مثل حديث أبي هريرة قال: " شَبَّكَ بيدي أبو القاسم صلي الله عليه وسلم وقال: " خلق الله الأرض يوم السبت " فقد تسلسل بتشبيك كل من رواته بيد من رواه عنه  .
4    المسلسل بأحوال الرواة القولية والفعلية معاً : مثل حديث أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حُلْوِهِ ومُرِّهِ وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم على لحيته وقال : آمنت بالقَدَر خيره وشره حلوه ومره "  تسلسل بقبض كل راو من رواته على لحيته ، وقوله : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره . 
2)    المسلسل بصفات الرواة : 
وصفات الرواة : أما قولية أو فعلية . 
1    المسلسل بصفات الرواة القولية : مثل الحديث المسلسل بقراءة سورة الصَّفِّ فقد تسلسل بقول كل راو : " فقرأها فلان هكذا " هذا وقد قال العراقي : " وصفات الرواة القولية وأحوالهم القولية متقاربة بل متماثلة . 
2    المسلسل بصفات الرواة الفعلية : كاتفاق أسماء الرواة ، كالمسلسل بـ " المُحَمَّدِيْنَ " أو اتفاق اسمائهم ، كالمسلسل بالفقهاء أو الحفاظ أو اتفاق نِسْبَتِهم كالدمشقيين أو المصريين . 
ج) المسلسل بصفات الرواية : وصفات الراوية إما أن تتعلق بصِيَغ الأداء ، أو بزمن الرواية ، أو مكانها . 
1    المسلسل بصِيَغ الأداء : مثل حديث مسلسل بقول كل من رواته " سمعت" أو "أخبرنا " . 
2    المسلسل بزمان الرواية : كالحديث المسلسل بروايته يوم العِيد . 
3    المسلسل بمكان الرواية : كالحديث المسلسل بإجابة الدعاء في المُلْتَزِم . 
4- أفضله : 
وأفضله ما دل على الاتصال في السماع وعدم التدليس . 
5- من فوائده : 
اشتماله على زيادة الضبط من الرواة . 
6- هل يشترط وجود التسلسل في جميع الإسناد ؟ 
لا يشترط ذلك ، فقد ينقطع التسلسل في وسطه أو آخره ، لكن يقولون في هذه الحالة : " هذا مسلسل إلى فلان " . 
7- لا ارتباط بين التسلسل والصحة: 
فقَلَّمَا يسلم المسلسل من خلل في التسلسل، أو ضعف، وإن كان أصل الحديث صحيحاً من غير طريق التسلسل. 
8- أشهر المصنفات فيه : 
أ) المُسَلْسَلات الكبرى للسيوطي ، وقد اشتملت على / 85/ حديثاً . 
ب) المناهل السَّلْسَلَة في الأحاديث المُسِلْسِلَة ، لمحمد عبدالباقي الأيوبي ، وقد اشتملت على / 212/ حديثاً

رواية الأكابر عن الأصاغر
1- تعريفه: 
أ) لغة : الأكابر جمع " أَكَبْرَ " والأصاغر جمع " أَصْغَر " والمعني : رواية الكبار عن الصغار . 
ب) اصطلاحاً: رواية الشخص عمن هو دونه في السن والطبقة أو في العلم والحفظ.
2- شرح التعريف : 
أي أن يروي الراوي عن شخص هو أصغر منه سناً وأدنى طبقة، والدُّنُوُّ في الطبقة كراوية الصحابة عن التابعين ونحو ذلك. أو يروي عمن هو أقل منه علماً وحفظاً ، كرواية عالم حافظ عن شيخ ولو كان ذاك الشيخ كبيراً في السن ، هذا وينبغي التنبه إلى أن الكِبَر في السن أو القِدَم في الطبقة وحده ، أي بدون المساواة في العلم عمن يروي عنه لا يكفي لأن يُسَمَّي رواية أكابر عن أصاغر ، والأمثلة التالية توضح ذلك . 
3- أقسامه وأمثلتها: 
يمكن أن نقسم رواية الأكابر عن الأصاغر إلى ثلاثة أقسام وهي: 
1)    أن يكون الراوي أكبر سناً وأقدم طبقة من المَرْوِيِّ عنه. ( أي مع العلم والحفظ أيضاً ). 
2)    أن يكون الراوي أكبر قَدْراً ـ لا سناً ـ من المروي عنه،3)     كحافظ عالم عن شيخ كبير غير حافظ.
مثل : رواية مالك عن عبدالله بن دينار . 
ج) أن يكون الراوي أكبر سناً وقَدْراً من المروي عنه، أي أكبر وأعلم منه.
مثل : رواية البَرْقاني عن الخطيب 
4- من رواية الأكابر عن الأصاغر : 
أ) رواية الصحابة عن التابعين : كرواية العَبَادِلة وغيرهم عن كعب الأحبار . 
ب) رواية التابعي عن تابِعِيِّهِ : كرواية يحيي بن سعيد الأنصاري عن مالك . 
5- من فوائده : 
أ) إلا يُتَوَهَّم أنَّ المروِي عنه أفضل وأكبر من الراوي لكونه الأغلب. 
ب) إلا يُظَنَّ أن في السند انقلاباً ، لأن العادة جرت برواية الأصاغر عن الأكابر . 
6- أشهر المصنفات فيه : 
أ) كتاب " ما رواه الكبار عن الصغار والآباء عن الأبناء " للحافظ أبي يعقوب اسحق بن إبراهيم الورَّاق المتوفى سنة 403هـ

رواية الآباء عن الأبناء
1- تعريفه: 
أن يوجد في سند الحديث أَبٌ يروي الحديث عن ابنه . 
2- مثاله: 
حديث رواه العباس بن عبد المطلب عن أبنه الفضل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة . 
3- من فوائده : 
ألا يُظَنَّ أن في السند انقلاباً أو خطأ ، لأن الأصل أن يروي الابن عن أبيه ، وهذا النوع مع النوع الذي قبله يدل على تواضع العلماء ، وأخْذِهِمُ العلم من أي شخص ، وإن كان دونهم في القَدْر والسن . 
4- أشهر المصنفات فيه : 
كتاب " رواية الآباء عن الأبناء " للخطيب البغدادي

رواية الأبناء عن الآباء
1- تعريفه:
أن يوجد في سند الحديث ابْنٌ يروي الحديث عن أبيه فقط ، أو عن أبيه عن جده .
2- أهمه:
وأهم هذا النوع ما لم يُسَمَّ فيه الأبُ أو الجَدُ ، لأنه يحتاج إلى البحث لمعرفة اسمه .
3- أنواعه:
هو نوعان.
أ) رواية الراوي عن أبيه فحسب ( أي بدون الرواية عن الجَد ) وهو كثير.
مثاله : رواية أبي العُشَرَاء عن أبيه 
ب) رواية الراوي عن أبيه عن جده، أو عن أبيه عن جده فما فوقه. مثاله : رواية عَمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده .
4- من فوائده:
أ) البحث لمعرفة اسم الأب أو الجَد إذا لم يُصَرَّحْ باسمه.
ب) بيان المراد من الجَدَّ ، هل هو جَدَّ الابن أو جد الأب .
5- أشهر المصنفات فيه :
أ) رواية الأبناء عن آبائهم ، لأبي نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي .
ب) جزء من روي عن أبيه عن جده ، لابن أبي خَيْثَمَةَ .
ج) كتاب الوَشْيُ المعلم في من روي عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم للحافظ العلائي .

السَّابق واللاحق
1- تعريفه: 
أ) لغة: السابق اسم فاعل من " السَّبْق " بمعني المتقدم، واللاحق اسم فاعل من " اللَّحَاق " بمعنى المتأخر، والمراد بذلك الراوي المتقدم موتاً، والراوي المتأخر موتاً.
ب) اصطلاحاً: أن يشترك في الرواية عن شيخ اثنان تَبَاعد ما بين وفاتيهما. 
2- مثاله: 
أ) محمد بن إسحق السراج ، اشترك في الرواية عنه البخاري والخَفاف ، وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر
ب) الإمام مالك : اشترك في الرواية عنه الزهري وأحمد بن إسماعيل السَّهْمِي ، وبين وفاتيهما مائة وخمس وثلاثون سنة ، لأن الزهري توفي سنة 124 وتوفي السهمي سنة 259. وتوضيح ذلك أن الزهري أكبر سناً من مالك . 
لأنه من التابعين ،ومالك من أتباع التابعين ، فرواية الزهري عن مالك تعتبر من باب رواية الأكابر عن الأصاغر كما مر ، على حين أن السهمي أصغر سناًِ من مالك ، هذا بالإضافة إلى أن السهمي عُمِّر طويلا ، إذ بلغ عمره نحو مائة سنة ، لذلك كان هذا الفرق الكبير بين وفاته ووفاة الزهري . 
وبتعبير أوضح فان الراوي السابق يكون شيخاً لهذا المروي عنه، والراوي اللاحق يكون تلميذاً له، ويعيش هذا التلميذ طويلاً. 
5    من فوائده :
 أ) تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب . 
3)    ألا يظن انقطاع سند اللاحق . 
6    أشهر المصنفات فيه :
كتاب السابق واللاحق، للخطيب البغدادي

معرفة الصحابة
1 – تعريف الصحابي: 
أ ) لغة: الصحابة لغة مصدر بمعني " الصحبة " ومنه " الصحابي " و " الصاحب " 
    ويجمع علي أصحاب وصَحْب ، وكثر استعمال " الصحابة " بمعني "الأصحاب" .
ب) اصطلاحاً: من لقي النبي صلي الله عليه وسلم مسلماً ومات علي الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة علي الأصح . 
2- أهميته وفائدته: 
    معرفة الصحابة علم كبير مهم عظيم الفائدة، ومن فوائده معرفة المتصل من المرسل. 
3- بم تعرف صحبة الصحابي ؟
تعرف الصحبة بأحد أمور خمسة وهي: 
أ ) التواتر: كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وبقية العشرة المبشرين بالجنية.
ب ) الشهرة : كضِمَام بن ثَعْلَبة ، وعُكاشة بن مِحْصَن .
ج ) إخبار صحابي. 
د )إخبار ثقة من التابعين . 
هـ ) إخبارُه عن نفسه إن كان عَدْلا، وكانت دعواه مُمْكنِة
4 – تعديل جميع الصحابة: 
    والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ، سواء من لابس الفتن منهم أولا ، وهذا بإجماع من يعتد به ، ومعني عدالتهم : أي تجنبهم عن تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها ، بارتكاب ما يوجب عدم قبولها ، فينتج عن ذلك قبول جميع رواياتهم من غير تكليف البحث عن عدالتهم ، ومن لابس الفتن منهم يحمل أمره علي الاجتهاد المأجور فيه لكل منهم تحسيناً للظن بهم . لأنهم حملة الشريعة وخير القرون . 
5 – أكثرهم حديثاً : 
ستة من المكثرين، وهم علي التوالي: 
    أ ) أبو هريرة : روي / 5374 / حديثاً ، وروي عنه أكثر من ثلاثمائة رجل .
    ب) ابن عمر : روي / 2630 / حديثاً .
    ح) أنس بن مالك: روي / 2286 / حديثاً.
    د) عائشة أم المؤمنين: روت / 2210 / أحاديث. 
    ه) ابن عباس : روي / 1660 / حديثاً .
    و) جابر بن عبدالله : روي / 1540 / حديثاً . 
6 – أكثرهم فتيا : 
    وأكثرهم فتيا تروي هو ابن عباس ، ثم كبار علماء الصحابة ، وهم ستة كما قال مسروق : " انتهي علم الصحابة إلى ستة : عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود ثم انتهي علم الستة إلى علي وعبد الله بن مسعود".
7 – من هم العبادلة ؟ 
المراد بالعبادلة بالأصل من اسمهم " عبدالله " من الصحابة ، ويبلغ عددهم نحو ثلاثمائة صحابي ، لكن المراد بهم هنا أربعة من الصحابة كل منهم اسمه عبدالله ، وهم : 
    أ ) عبدالله بن عمر . 
    ب) عبدالله بن عباس . 
    ج) عبدالله بن الزبير . 
    د) عبدالله بن عمرو بن العاص . 
والميزة لهؤلاء أنهم من علماء الصحابة الذين تأخرت وفاتهم حتى احتيج إلى عملهم ، فكانت لهم المزية والشهرة ، فإذا اجتمعوا علي شيء من الفتوى قيل هذا قول العبادلة .
8 – عدد الصحابة : 
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة ، لكن هناك أقوال لأهل العلم يستفاد منها أنهم يزيدون علي مائة ألف صحابي ، وأشهر هذه الأقوال أبي زرعة الرازي : " قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روي عنه وسمع منه ".
9 – عدد طبقاتهم : 
اختلف في عدد طبقاتهم، فمنهم من جعلها باعتبار السبق إلى الإسلام، أو الهجرة أو شهود المشاهد الفاضلة، ومنهم من قسمهم باعتبار آخر، فكل قسمهم حسب اجتهاده.
    أ  ) فقسمهم ابن سعد خمس طبقات .
    ب ) وقسمهم الحاكم اثنتي عشرة طبقة. 
10 – أفضلهم : 
أفضلهم علي الإطلاق أبو بكر الصديق ثم عمر رضي الله عنهما بإجماع أهل السنة، ثم عثمان ثم علي، علي قول جمهور أهل السنة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان " 
11 – أولهم إسلاماً : 
أ) من الرجال الأحرار: أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
ب ) من الصبيان: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ج ) من النساء : خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها . 
د ) من الموالي: زيد بن حارثة رضي الله عنه. 
هـ) من العبيد: بلال بن رباح رضي الله عنه.
12 – آخرهم موتاً : 
أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، مات سنة مائة بمكة المكرمة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم آخرهم موتاً قبله أنس بن مالك توفي سنة ثلاث وتسعين بالبصرة . 
13 – أشهر المصنفات فيه : 
    أ  ) الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني .
    ب) أسد الغابة في معرفة الصحابة ، لعلي بن محمد الجزري المشهور بابن الأثير.
    ح )  الاستيعاب في أسماء الأصحاب ، لابن عبد البر

معرفة التابعين
1 – تعريف التابعي: 
أ) لغة: التابعون جمع تابعي أو تابع، والتابع اسم فاعل من "تبعه" بمعني مشي خلفه. 
ب) اصطلاحاً: هو من لقي صحابيا مسلما ومات علي الإسلام، وقيل هو من صحب الصحابي.
2 – من فوائده : 
تمييز المرسل من المتصل .
3 – طبقات التابعين: 
اختلف في عدد طبقاتهم ، فقسمهم العلماء كل حسب وجهته .
أ) فجعلهم مسلم ثلاث طبقات. 
ب) وجعلهم ابن سعد أربع طبقات .
ج) وجعلهم الحاكم خمس عشرة طبقة، الأولي منها من أدرك العشرة من الصحابة.
4- المخضرمون:
واحدهم "مخضرم " والمخضرم: هو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلي الله عليه وأسلم ولم يره. والمخضرمون من التابعين علي الصحيح .
وعدد المخضرمين نحو عشرين شخصاً ، كما عدهم الإمام مسلم ، والصحيح أنهم أكثر من ذلك ، ومنهم أبو عثمان النهدي ، والأسود بن يزيد النخعي.
5- الفقهاء السبعة: 
ومن أكابر التابعين الفقهاء السبعة، وهم كبار علماء التابعين، وكلهم من أهل المدينة وهم:
" سعيد بن المسيب ـ والقاسم بن محمد ـ وعروة بن الزبير ـ وخارجة بن زيد ـ وأبو سلمة بن عبدالرحمن ـ وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة ـ وسليمان بن يسار " .
6- أفضل التابعين:
هناك أقوال للعلماء في أفضلهم ، والمشهور أن أفضلهم سعيد بن المسيب ، وقال أبو عبدالله محمد بن خفيف الشيرازي : 
أ) أهل المدينة يقولون : أفضل التابعين سعيد بن المسيب .
ب) وأهل الكوفة يقولون : أويس القرني .
ج) وأهل البصرة يقولون : الحسن البصري .
7- أفضل التابعيات : 
قال أبو بكر بن أبي داود : " سيدتا التابعيات حفصة بنت سيرين ، وعَمْرَة بنت عبدالرحمن ، وتليهما أم الدرداء.
8- أشهر المصنفات فيه : 
كتاب " معرفة التابعين " لأبي المطرف بن فطيس  الأندلسي

معرفة الأخوة  والأخوات
هذا العلم هو إحدى معارف أهل الحديث التي اعتنوا بها وأفردوها بالتصنيف ، وهو معرفة الأخوة والأخوات من الرواة في كل طبقة ، وإفراد هذا النوع بالبحث والتصنيف يدل علي مدي اهتمام علماء الحديث بالرواة ، ومعرفة أنسابهم وإخوتهم ، وغير ذلك ، كما سيأتي من الأنواع بعده .
1    – من فوائده :
من فوائده ألا يظن من ليس بأخ أخاً عند الاشتراك في اسم الأب.
مثل : " عبدالله بن دينار " و " عمرو بن دينار " فالذي لا يدري يظن أنهما أخوان مع أنهما ليسا بأخوين ، وإن كان اسم أبيهما واحداً .
2- أمثلة:
    أ) مثال للاثنين : في الصحابة ، عمر وزيد ابنا الخطاب . 
ب) مثال للثلاثة : في الصحابة ، علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب . 
ج ) مثال للأربعة : في أتباع التابعين ، سهيل وعبدالله ومحمد وصالح بنو أبي صالح .
د ) مثال للخمسة : في أتباع التابعين ، سفيان وآدم وعمران ومحمد وإبراهيم بنو عيينة.
هـ ) مثال الستة : في التابعين ، محمد وأنس ويحيي ومعبد وحفصة وكريمة بنو سيرين .
و ) مثال السبعة : في الصحابة ، النعمان ومعقل وعقيل وسريد وسنان وعبدالرحمن وعبدالله بنو مقرن .
وهؤلاء السبعة كلهم صحابة مهاجرون لم يشاركهم في هذه المكرمة أحد1، وقيل إنهم حضروا غزوة الخندق كلهم .
3-أشهر المصنفات فيه :
      أ  ) كتاب الأخوة لأبي المطرف بن فطيس الأندلسي .
    ب ) كتاب الأخوة لأبي العباس السراج

المُتفِق المُفْتَرق
1- تعريفه: 
أ) لغة : المُتفق اسم فاعل من (( الاتفاق )) المُفترق اسم فاعل من " الافتراق " ضد الاتفاق. 
ب) اصطلاحاً : أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا خطا ولفظاً ، وتختلف أشخاصهم ، ومن ذلك أن تتفق أسماؤهم وكناهم ، أو أسماؤهم ونسبتهم ، ونحو ذلك
2- أمثلة: 
أ) الخليل بن أحمد : ستة أشخاص اشتركوا في هذا الاسم ، أولهم شيخ سيبويه . 
ب) أحمد بن جعفر بن حمدان : أربعة أشخاص في عصر واحد . 
ج) عمر بن الخطاب: ستة أشخاص. 
3- أهميته وفائدته:
ومعرفة هذا النوع مهم جداً ، فقد زلق بسبب الجهل به غير واحد من أكابر العلماء . ومن فوائده : 
    عدم ظن المشتركين في الاسم واحداً ،    مع أنهم جماعة . وهو عكس " المُهمل " الذي يُخشي منه أن يُظن الواحد اثنين  
   التمييز بين المشتركين في الاسم،     فربما يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيفاً ، فيضعف ما هو صحيح أو بالعكس. 
6    متى يَحْسُنُ إيرادهُ ؟
ويحسن إيراد المثال فيما إذا اشترك الراويان أو الرواة في الاسم ، وكانوا في عصر واحد ، واشتركوا في بعض الشيوخ أو الرواة عنهم ، أما إذا كانوا في عصور متباعدة فلا إشكال في أسمائهم . 
7    أشهر المصنفات فيه : 
       كتاب " المُتَّفِق والمُفْترق " للخطيب البغدادي،   وهو كتاب حافل نفيس
    كتاب " الأنساب المتفِقة " للحافظ محمد بن طاهر المتوفى سنة 507هـ وهو لنوع خاص من المتفق. 

المُؤْتَلف والمُخْتَلف
1 ـ- تعريفه: 
أ) لغة : المُؤتلف اسم فاعل من " الائتلاف " بمعنى " الاجتماع والتلاقي " وهو ضد النُفْرة. والمُخْتَلِف اسم فاعل من " الاختلاف " ضد الاتفاق. 
ب) اصطلاحاً : أن تتفق الأسماء أو الألقاب أو الكُنى أو الأنساب خطاً ، وتختلف لفظاً 
2- أمثلته : 
أ) " سَلام " و " سَلاَّم " الأول بتخفيف اللام، والثاني بتشديد اللام. 
ب) " مِسْوَر " و " مُسَوَّر " الأول بكسر الميم وسكون السين وتخفيف الواو . والثاني بضم الميم وفتح السين وتشديد الواو . 
ج) " البَرَّاز " و " البَرَّاز " الأول آخره زاي ، والثاني آخره راء . 
د) " الثَّوْري " و " التَّوَّزِي " الأول بالثاء والراء ، والثاني بالتاء والزاي . 
3-  هل له ضابط ؟ 
أ ) أكثره لا ضابط له، لكثرة انتشاره، وإنما يُضبط بالحفظ كل اسم بمفرده. 
ب) ومنه ما له ضابط، وهو قسمان: 
1- ما له ضابط بالنسبة لكتاب خاص أو كتب خاصة ، مثل أن نقول : إن كل ما وقع في الصحيحين والموطأ " يَسَار " فهو بالمثناة ثم المهملة إلا محمد بن " بشار " فهو بالموحدة ثم المعجمة . 
2- ما له ضابط على العموم: أي لا بالنسبة لكتاب أو كتب خاصة. مثل أن نقول "سلام " كله مشدد اللام إلا خمسة ، ثم نذكر تلك الخمسة . 
4- أهميته وفائدته : 
معرفة هذا النوع من مهمات علم الرجال ، حتى قال على بن المديني " أشد التصحيف ما يقع في الأسماء " لأنه شيء لا يدخله القياس ، ولا قبله شيء يدل عليه ولا بعده 
وفائدته تكمن في تجنب الخطأ وعدم الوقوع فيه . 
5- أشهر المصنفات فيه : 
1)    المُؤْتلف والمُخْتلف " لعبد الغني بن سعيد. 
2)    " الإكْمَال " لابن ماكُولا ، وذيله ، لأبي بكر بن نُقطة

المُتَشَابِه
1- تعريفه:
أ) لغة: اسم فاعل من " التشابه" بمعنى " التماثل" ويراد بالمتشابه هنا " الملتبس" ومنه " المتشابه" من القرآن أي الذي يلتبس معناه.
ب) اصطلاحاً: أن تتفق أسماء الرواة لفظاً وخطاً، وتختلف أسماء الآباء لفظاً لا خطاً، أو بالعكس.
2- أمثلته:
أ) "محمد بن عقيل" بضم العين و" محمد بن عقيل" بفتح العين، اتفقت أسماء الرواة، واختلفت أسماء الأبناء.
ب) " شريح بن النعمان" و " سريح بن النعمان" اختلفت أسماء الرواة، واتفقت أسماء الآباء.
3- فائدته:
وتكمن فائدته في ضبط أسماء الرواة، وعدم الالتباس في النطق بها، وعدم الوقوع في التصحيف والوهم.
4- أنواع أخرى من المتشابه:
هناك أنواع أخرى من المتشابه، أذكر أهمها فمنها:
أ) أن يحصل الاتفاق في الاسم واسم الأب إلا في حرف أو حرفين مثل.
" محمد بن حُنَين" و " محمد بن جُبَيْر".
ب) أو يحصل الاتفاق في الاسم واسم الأب خطاً ولفظاً، لكن يحصل الاختلاف في التقديم والتأخير.
1- إما في الاسمين جملة مثل : " الأسود بن يزيد" و " يزيد بن الأسود"
2- أو في بعض الحروف مثل:" أيوب بن يسار" و " أيوب ابن يسار".
5- أشهر المصنفات فيه:
أ) "تلخيص المتشابه في الرَّسم ، وحماية ما أَشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم " للخطيب البغدادي . 
ب) " تالي التلخيص " للخطيب أيضاًَ، وهو عبارة عن تتمة أو ذيل للكتاب السابق، وهما كتابان نفيسان لم يُصنف مثلهما في هذا الباب

هل يٌجْزَمٌ في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقاً ؟
المختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقاً، لأن تفاوت مراتب الصحة مبني على تمكن الإسناد من شروط الصحة. ويندر تحقق أعلى الدرجات في جميع شروط الصحة .
فالأولي الإمساك عن الحكم لإسناد بأنه أصح الأسانيد مطلقاً، ومع ذلك فقد نقل عن بعض الأئمة القول في أصح الأسانيد، والظاهر أن كل إمام رَجَّح ما قَويَ عنده ، فمن تلك الأقوال أن أصحها :
الزٌّهري عن سالم عن أبيه (عبد اله بن عمربن الخطاب) روي ذلك عن اسحق بن راهويه وأحمد .
ابن سيرين عن عَبِيْدة عن علي بن أبى طالب روي ذلك عن ابن المديني والفلاس .
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود روي ذلك عن ابن مَعين .
الزهري عن على بن الحسين عن أبيه عن على روي ذلك عن أبي بكر بن أبي شيبة .
مالك عن نافع عن ابن عمر روي ذلك عن البخاري

المُدَبَج ورواية الأقْران
1- تعريف الأقْران: 
أ) لغة: الأقران جمع " قَرِين " بمعنى المَصَاحِب، كما في القاموس  
ب) اصطلاحاً: المتقاربون في السن والإسناد. 
2- تعريف رواية الأقران: 
أن يروي أحد القرينين عن الآخر . 
مثل : رواية سليمان التَّيْمي عن مِسِعَر بن كِدَام ، فهما قرينان ، لكن لا نعلم لمِسْعَرٍ رواية عن التَّيْمي . 
3- تعريف المُدَبَّج: 
أ) لغة: اسم مفعول من " التَّدْبِيْج " بمعنى التزيين والتدبيج مشتق من دِيْباجَتي الوجه أي الخدين ، وكأن المُدَبَّج سُمى بذلك لتساوي الراوي والمروي عنه ، كما يتساوي الخُدّان . 
ب) اصطلاحاً: أن يروي القرينان كل واحد منهما عن الآخر. 
4- أمثلة المدبج: 
أ ) في الصحابة: في رواية عائشة عن أبي هريرة، ورواية أبي هريرة عن عائشة. 
ب) في التابعين: رواية الزهري عن عمر بن عبدالعزيز ورواية عمر بن عبدالعزيز عن الزهري. 
ج) في أتباع التابعين: رواية مالك عن الأوزاعي ، ورواية الأوزاعي عن مالك . 
5- من فوائده : 
أ) ألا يظن الزيادة في الإسناد .
    ب) ألا يظن إبدال " عن " بـ " الواو ".
6- أشهر المصنفات فيه : 
أ) المدبج ، للدارقطني . 
ب) رواية الأقران ، لأبي الشيخ الأصبهاني


شرط الشيخين
لم يٌفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زيادة على الشروط المتفق عليها في الصحيح، لكن الباحثين من العلماء ظهر لهم من التتبع والاستقراء لأساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما أو شرط واحد منهما.
وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بشرط الشيخين أو أحدهما أن يكون الحديث مروياً من طريق رجال الكتابين أو أحدهما مع مراعاة الكيفية التي التزمها الشيخان في الرواية عنهم