العقائد وأحاديث الآحاد
العقائد وأحاديث الآحاد
إن العقائد عند المسلمين لا تبنى إلا على القطعيات واليقينيات ولا يمكن بناؤها على الظنيات أبدًا.
والظن كما هو معلوم هو كل ما غلب عليه الصواب لكن احتمل أن يدخله الخطأ، ولما كانت أحاديث الآحاد من هذا الصنف امتنع الاستدلال بها في العقائد وإليك نماذج:
1- قال الحافظ الخطيب البغدادي في « الفقيه والمتفقه » (1/132):
« باب القول فيما يرد به خبر الواحد: …
وإذا روى الثقة المأمون خبرًا متصل الإسناد رد بأمور:
أحدهما: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه … » اهـ.
2- وقال الإمام الحافظ النووي في « شرح صحيح مسلم » (1/131):
« وذهب بعض المحدثين إلى أن الآحاد التي في صحيح البخاري أو صحيح مسلم تفيد العلم دون غيرها من الآحاد؛ . ثم قال بعد أسطر:
« وأما من قال يوجب العلم- خبر الواحد- فهو مكابر للحس، وكيف يحصل العلم واحتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك متطرق إليه؟! والله أعلم » اهـ.
3- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في « فتح الباري » (6/19) عند شرح حديث البخاري:
[ عن أنس قال « بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقوامًا من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا … » ] الحديث فقال الحافظ:
(قوله : « بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقوامًا من بني سليم إلى بني عامر » قال الدمياطي: هو وهم؛ فإن بني سليم مبعوث إليهم والمبعوث هم القراء وهم من الأنصار. قلت: التحقيق أن المبعوث إليهم بنو عامر وأما بنو سليم فغدروا بالقراء المذكورين والوهم في هذا السياق من حفص بن عمر شيخ البخاري … )أ.هـ.
والحديث من ثلاثيات البخاري العالية؛ وحفص هذا هو ابن عمر بن الحارث بن سخبرة قال عنه أحمد كما في «تهذيب الكمال» (7/28): «ثبت متقن لا يؤخذ عليه حرف واحد».