الخميس، 22 مارس 2012

موسوعة العقيدة - النبوات : أدلة نبوته صلى الله عليه وسلم

أدلة نبوته صلى الله عليه وسلم

        أولا ـ القرآن الكريم :
        وهو معجزته الكبرى التي تحدى بها الإنس والجن أن يأتوا بمثله ، أو بعشر سور ، أو بسورة من مثله ، فلم يستيطعوا ، ولو قدروا على معارضته لفعلوا ، ولو فعلوا لنقل إلينا لتوفر دواعي النقل ، فثبت أنه معجزة دالة على صدقه في دعوى النبوة .

        ثانيا ـ إخباره بالغيب :
        ومنه ما جاء في القرآن مما سبق ذكره .
        ومنه ما جاء في السنة المطهرة . من ذلك :
        • " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" (1)
        • " خلافة النبة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء " (2)
        • وقوله لسيدنا عمار : " تقتلك الفئة الباغية " (3) . وقتل يوم صفين .
        وهو يدل على انقسام الأمة ، وأن إحدى الفئتين باغية ، وأن عمارا سيموت مقتولا ، وأن الباغية هي التي ستقتله .
        • وأخبر عن موت ( النجاشي) في اليوم الذي مات فيه ، وصلى عليه بأصحابه(4).
        • ونعى زيدا ، وجعفرا ، وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم (5).
        • وأخبر أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت أنها ممن سيركب البحر غزاة في سبيل الله ، وقد حدث ذلك في زمن معاوية في فتح قبرص سنة ثمان وعشرين (6).
        • وقال صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحما أو قال : ذمة وصهرا " (7).
        • ولما صعد جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف فقال : " اسكن أحد ، فليس عليك إلا نبي ، وصديق ، وشهيدان"(8).
        • وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "هلك كسرى ، ثم لا يكون كسرى بعده ، وقيصر ليهلكن ، ثم لا يكون قيصر بعده ، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله " (9).
        • وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا مقاما ، ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره ، علمه من علمه ، وجهله من جهله .

        ثالثا ـ معجزاته الحسية : ومن ذلك :
        1ـ انشقاق القمر : عن ابن مسعود قال : " انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين : فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشهدوا " (10).
        2ـ نزول الملائكة لنصره في الحرب : قال تعالى : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون (123) إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة ءالاف من الملائكة منزلين (124) بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملائكة مسومين (125) وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم(126)} [ آل عمران ] .
        { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة ممردفين } [ الأنفال /9]
        { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } [ الأنفال/12]

        3ـ إرسال الرياح لتأييده : قال تعالى : { يأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا } [ الأحزاب/9].

        4ـ نبوع الماء من بين أصابعه : عن أنس بن مالك أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحانت صلاة العصر ، فالتمس الناس الوضوء ، فلم يجدوه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده ، وأمر الناس أن يتوضئوا منه ، قال : فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ، فتوضأ جميع أصحابه . قال : قلت ـ أي الراوي عن أنس ـ : كم كانوا يا أبا حمزة ؟ قال : كانوا زهاء الثلاثمائة (11).
        وعن جابر رضى الله عنه قال : عطش الناس يوم الحديبيبة . ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ منها ، ثم أقبل الناس نحوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لكم ؟ فقالوا : يا رسول الله ، ليس عندنا ماء نتوضأ به ، ولا نشرب إلا ما في ركوتك . قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون . قال : فشربنا وتوضأنا . قلت لجابر : كم كنتم يومئذ ؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا . كنا خمس عشرة مائة (12).
        وقد تكرر نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم عدة مرات ، وفي أماكن مختلفة ، ولم يحدث نبع الماء من بين الأصابع لغيره من الأنبياء ، وهو أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر عندما ضربه موسى بالعصا ، فتفجرت منه المياه ؛ لأن خروج الماء من الحجارة أمر معهود ، بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم .

        5ـ إشباع الخلق الكثير من الطعام القليل : فعندما صنعت أم سليم طعاما قليلا من مد شعير ، ودعا زوجها أبو طلحة رسول الله جاء ، وبارك الطعام ، وقال ما شاء الله أن يقول . ثم قال لأبي طلحة : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا . ثم قال : ائذن لعشرة ، فأكل القوم كلهم حتى شبعوا ، والقوم ثمانون رجلا (13) ! .
        وكذلك عندما صنعت زوج جابر بن عبد الله طعام ( عنزا وصاعا من شعير) وقال جابر : يا رسول الله ، تعال ونفر معك . فجاءه بالمهاجرين والأنصار الذين معه في غزوة الخندق ، وكانوا ألف رجل ، فأكلوا جميعا حتى شبعوا ، وبقى بقية من هذا الطعام القليل (14).


        6ـ حنين الجذع : قال جابر بن عبد الله : كان المسجد مسقوفا على جذوع من النخل ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب ، يقوم إلى جذع منها ، فلما صنع له المنبر ، فكان عليه ، فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت .
        وفي رواية : " يئن أنين الصبي" (15).
        عن عمرو بن سواد عن الشافعي قال : ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا ، فقلت : أعطى عيسى إحياء الموتى ، قال : أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته . فهذا أكبر من ذلك .
        وكان الحسن إذا سمع بهذا الحديث يقول : يا معشر المسلمين ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
        والمعجزات الحسية كثيرا جدا . ذكر الإمام النووي في مقدمته لشرح صحيح الإمام مسلم أنها تزيد على ألف ومائتين .

        رابعا ـ ذكره في الكتب السماوية السابقة :
        تعود بعض علمائنا أن يذكروا في هذا الشأن بعض نصوص الكتب السابقة التي تبشر ببعثته ، وتذكر بعض صفاته صلى الله عليه وسلم كما فعل (سعد الدين التفتازاني) فقد أورد نصوصا من التوراة ، ومن الإنجيل ، ومن الزبور تشير إلى ذلك فليرجع إليها من شاء (16).
        وأكتفي بذكر حديث رواه الإمام البخاري بهذا الصدد :
        " عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنهما ـ قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : ياأيها النبي ، إنا أرسلناك شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله : ويفتح به أعين عمى ، وآذان صم ، وقلوب غلف " (17).
        وقد سجل القرآن الكريم أن ذكره صلى الله عليه وسلم موجود في الكتب السابقة . فقال : { وإنه لفي زبر الأولين (196)} [ الشعراء].
        وقال سبحانه : { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) } [ الأعراف] .
        قال تعالى : { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصف/6].

        خامسا ـ معرفة أهل الكتاب له :
        قال تعالى : { الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146) } [ البقرة ].
        قال تعالى : { الذين ءاتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (52) وإذا يتلى علبيهم قالوا ءامنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (53) أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (54) وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين (55) } [ القصص].
        وهذه الآيات نزلت في عشرين رجلا من علماء النصارى قدموا من الحبشة إلى مكة ، حين ظهر خبر النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه وسألوه ، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا من مسألتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا : دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن ، فآمنوا به ، وصدقوه ، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره . فلما قاموا من عنده ، اعترضهم أبو جهل في نفر من قريش فقال: خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ؛ ترتادون لهم ، فتأتونهم بخير الرجل؛ فلم تظهر مجالستكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال لكم : ما نعلم ركبا أحمق منكم . فقالوا : سلام عليكم لا نجاهلكم . لنا أعمالنا ، ولكم أعمالكم . لا نألوا أنفسنا خيرا (18).
        وقال سبحانه : { أولم يكن لهم ءاية أن يعلمه علماؤا بني إسرائيل(197)} [الشعراء ].
        وعن أنس رضى الله عنه قال : بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي :
        قال : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شئ ينزع الولد إلى أبيه ، ومن أئ شئ ينزع إلى أخواله ؟
        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خبرني بهن آنفا جبريل.
        قال فقال عبد الله : ذاك عدو اليهود من الملائكة .
        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أول أشراط الساعة ، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب.
        وأما أول طعام يأكله أهل الجنة ، فزيادة كبد الحوت .
        وأما الشبه في الولد ، فإن الرجل إذا عشى المرأة ، فسبقها ماؤه ، كان الشبه له ، وإذا سبق ماؤها ، كان الشبه لها .
        قال : أشهد أنك رسول الله " (19).
        وفي رواية أن عبد الله بن سلام قال لإخوانه : " يا معشر اليهود ، اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأنه جاء بحق " (20).
        ونزل فيه قوله تعالى : { قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فءامن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين(10)}[ الأحقاف ] . وعلى هذا فالآية مدنية والسورة مكية .
        ويقول( زيد بن سعته ) أحد أحبار اليهود : لم يبق من علامات النبوة شئ إلا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حكمه غضبه ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمه . وكنت أتلطف لأن أخالطه وأعرف حلمه وجهله ، فبايعته بأجل ، فلما كان قبل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت : ألا تقضى يا محمد حقي ؟ والله ما علمتكم يا بني عبد المطلب لسيئ القضاء ، مطل . قال : فنظرت إلى عمر وعينان تدوران في وجهه . ثم قال : أي عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع ! فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته ، لضربت بسيفي رأسك . ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتبسم . ثم قال : يا عمر أنا وهو إلى غير هذا منك أحوج : أن تأمره بحسن الاقتضاء ، وتأمرني بحسن القضاء . اذهب به يا عمر فاقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما روعته . قال زيد : فذهب بي ، عمر فقضائي وزادني ، فأسلمت (21).
        وقد سبق أن ذكرنا قول (هرقل) لأبي سفيان بعد حواره الطويل : "إن يكن ما تقول حقا ، فهو نبي ، وسيملك ما تحت قدمي هاتين " .
        وقول ( النجاشي ) لسيدنا جعفر بن أبي طالب بعد أن استمع القرآن الكريم : "إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة " .
        وتدبر ما نزل في سورة (آل عمران ) في شأن وفد نصارى (نجران) وعددهم ستون رجلا ، فيهم كبار رجال دينهم ، وما دار بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناظرات، انتهت بدعوته لهم إلى (المباهلة) لكن (العاقب) وكان ذا رأيهم قال لهم : "والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل. وما باهل قوم نبيا قط . فعاش كبيرهم ، ولا نبت صغيرهم " .
        وعندما خرج رسول الله محتضنا للحسين ، آخذا بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلى خلفها ، وهو يقول :"إذا أنا دعوت فأمنوا" قال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها ، لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني" .
        وأصروا على باطلهم . رغم معرفتهم للحق ، ودفعوا الجزية .
        وقد سجل القرآن الكريم إيمان بعض النصارى الذين هداهم الله للحق فقال: { لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (82) وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين (83) وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين(84)فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين85)} [ المائدة ] .

        سادسا ـ سيرته صلى الله عليه وسلم الذاتية :
        إن الذي يدرس حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من جوانبها المختلفة دراسة علمية دون تعصب أو هوى يدرك يقينا أنه نبي .
        وقد ذكرت طرفا منها أثناء حديثي عن ( صفات الأنبياء وعلاماتهم )
        وفصلت القول في بعض جوانبه الأخلاقية في كتابي (أخلاقنا)
        وسيظل العلماء يحاولون كشف أسرار هذه الشخصية ، ولكن أنى لهم ذلك، وهو أفضل الخلق ، وخير من ساء على الأرض ، وصفوة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وصدق الشاعر ( محمود غنيم ) إذ يقول :
        هل تطلبون من المختار معجزة يكفيه شعب من الأجداث أحياه

================

        المراجع والهوامش :

1ـ رواه الإمام أحمد في مسنده عن حذيفة 5/382
2ـ رواه أبو داود في السنة 5/37
3ـ رواه الإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة 6/300 ومسلم 4/2236.
4ـ رواه البخاري في الجنائز ـ الفتح 3/455 ط الحلبي.
5ـ رواه البخاري في فضائل الصحابة ـ الفتح 7/126.
6ـ رواه البخاري في الاستئذان ـ الفتح 11/73 /6282
7ـ رواه مسلم في فضائل الصحابة 4/1970 والقيراط جزء الدينار والدرهم وغيرهما : والرحم هاجر أم إسماعيل ، والصهر لكون مارية أم إبراهيم منهم .
8ـ رواه البخاري كذلك في فضائل الصحابة 7/66
9ـ رواه البخاري في الجهاد ـ الفتح 6/182
10ـ رواه البخاري في التفسير ـ الفتح 8/583.
11ـ رواه مسلم في الفضائل 4/1783
12ـ رواه البخاري في المغازي ـ الفتح 7/505 /4152.
13ـ رواه البخاري في المناقب ـ الفتح 6/678 / 3578
14ـ رواه البخاري في المغازي ـ الفتح 7/451 /4101 ، 4102
15ـ رواه البخاري في المناقب ـ الفتح 6/696 والعشار : جمع عشراء ، وهي الناقة التي انتهت في حملها إلى عشر أشهر.
16ـ مقاصد الطالبين 2/139
17ـ رواه البخاري في البيوع ـ الفتح 4/302/2125 ، حرزا للأميين : أي حصنا للعرب ، والملة العوجاء : ملة الكفر.
18ـ تفسير القرطبي ص 2252 ، 5012 ط الشعب .
19ـ رواه البخاري في الأنبياء ـ الفتح 6/417 / 3329
20ـ رواه البخاري في مناقب الأنصار ـ الفتح 7/294 /3911
21ـ أسد الغابة 2/126 والإصابة 4/54